لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-04-10, 11:14 PM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

فأجابت:
_نعم. لهذا أردت أن أتحدث إلى كونراد دوميتيو فقد رأيت من النشرة التي وزعوها للدعاية أنهم استطاعوا أن يجعلوه أن يقوم ببعض مغامرات الغلمان.

ساد صمت طويل... طويل, ثم قال بصوت يحوى أكثر من مجرد الاستنكار:
_آه, إذن لهذا كنت تبحثين عنه؟.
تملكها الشك لحظة, لكنها نبذت ذلك حالاً. لا يمكن أن يكون هذا الشخص أميراً! هذا الرجل الطويل الممشوق. فكل من تعرف من المونتاسوريين هم سمر صغار الأجسام كأبيها.
فقالت:
_حسناً, أنه في الحقيقة أمير سابق, ولكن يبدو أن بعض الناس يتأثرون به.
- بعض الناس, ولكن ليس أنت.

قالت ضاحكة:
_لا, ليس أنا, لكنني على كل حال, حالة استثنائية.
- أحقاً؟ ألا يستحق الأمراء اهتمامك؟.
فضحكت بصوت مرتفع:
_لست ضد الحكم الملكي إذا كان هذا ما تعنيه. ولكني أعرف قليلا عن هذه الأسرة المالكة بالذات.

فقال ببطء أكثر من المعتاد وشيء من الارتياب:
_أحقاً؟.
انتصبت تقول وقد أصاب ذلك منها وترا حساساً:
_ولي عهد مونتاسور يطالب بعرش بقعة حقيرة في البلقان مؤلفة من جبلين وساقيتين يسمونهما نهرين, إنها أشبه بمزرعة عائلية منها بمملكة.

ساد الصمت. لقد استحوذت الآن على اهتمامه بكل تأكيد, ثم قال رجل الغابات بتكاسل:
_أنت ذات اطلاع كبير.
فقالت:
_ بكل تأكيد, محصولها الرئيسي القمح والعنب, وسكانها بمعظمهم قطاع طرق.
انفجر يقول بحدة:
_قطاع طرق؟ لقد أكملت بحثك حقاً.

- المونتاسوريون في المنفي حسني السيرة, لكنهم كانوا, في الأصل, قطاع طرق في الجبال, ثم استقروا في محطات الطرق, في العصور الوسطي, ثم شرعوا يأخذون الإتاوات من المسافرين.
فقال:
_هذا ليس قطع طرق.
- لقد طوروا هذا فيما بعد, وقد اغتنوا من وراء الخطف والابتزاز والاغتصاب قرابة العشرة قرون. ثم ارتبطوا بعلاقات عامة كبرى ومن ثم تحولوا إلى مرتزقة أحرار.

ساد صمت صاعق. ثم قال ببطء:
(يبدو أنك خبيرة. هل تخصصت في دراسة تاريخ البلقان؟.
ضحكت ساخرة:
_بشكل ما. أبي من مونتاسورو فنشأت على ما كان يقصه علي.

صمت آخر أطول, وشعرت به يفكر... مازال الموقف مربكاً رغم خصامهما, كان الجو يضج بذبذبات الإعجاب... تباً لذلك!
قال:
_إنها قصص لا تبعث على الزهو.
فقالت:
_حسناً, أبي هو ضد الملكية.
فقال وكأن هذا فسر كل شيء:
_وأنت ورثت عنه التحامل والتحيز.

فتصلب جسدها:
_لا, أبدا لا يهمني أمر الملكية بأي شكل. أما ما لا أستطيع احتماله, فهو أن كثير من الناس مازالوا يعيشون في الماضي, ملوك سابقون؟... يا للسخافة! لا يمكنك أن تمضي حياتك بصفتك شيئا سابقاً. عليك أن ترسم لنفسك خطاً تسير عليه.
- أنت.... حقود جداً.

نظرت إليه بارتباك:
_لماذا؟ هل لأنني أكره الحنين الزائف إلى الوطن؟.
كان ينظر إليها بتلك الطريقة مرة أخرى, لم تكن تستطيع رؤيته بوضوح, لكن التحفظ كان يفارقه شيئاً فشيئاً.
وكان يقول ببطء:
_لأنك رسمت لنفسك خطاً ترفضين التزحزح عنه. كم عمرك؟.
ففتحت عينيها بحدة:
_ثلاثة وعشرون, وأنت؟.

ضحك برقة:
_اثنان وثلاثون صاعدا نحو المائة في هذه الدقيقة فقط .
فسألته:
_ولماذا في هذه الدقيقة ؟.

لكن الحظ لم يسمح له بأن يجيب, إذ انفتح الباب الزجاجي بعنف لتنساب منه أصوات الموسيقي. فتنحى جانبا لكي يمر بعض المحتفلين واغتنم الفرصة لكي ينظر في ساعته قائلاً:
_المفروض أن أكون الآن في غرفة الصحافة أؤدي واجبي.

فهتفت بغضب وخيبة أمل, وهي تمد يدها:
_آه, أتمنى لك حظاً سعيداً.

وسألها وهو يصافحها:
_هل سأراك فيما بعد؟.
فهزت رأسها:
_حالما أعثر على الأمير, سأذهب إلى البيت.

ابتسم بفتور:
_تقصدين الأمير السابق.

وبقي ممسكا بيدها فقالت بذهن شارد:
_أيا كان لقبه.
- أنت تحبين أن تكوني دقيقة .
- نعم. أظن ذلك.
وكانت ترتجف بشكل غريب.
فقال:
_هذا واضح. حسنا إذن. الأفضل أن نقول وداعاً.

وجذبها بيدها يدنيها منه خطوة ثم انحنى عليها, وقبلها على وجنتها بخفة.
شهقت فرانسيسكا. وشعرت لحظة بموجة من الهواء البارد النقي تغمرها... لكنها ما لبثت أن عادت إلى واقعها على الشرفة المزدحمة. وقالت لاهثة قليلاً:
_ ال.. الوداع.
فانتصب واقفاً:
_حظاً سعيدا لك أيضاً, أرجو أن تعثري على أميرك السابق.

فرانسيسكا, التي لم يسبق أن أقرت قط بعجزها عن أداء مهمة باشرت بها, فكرت, بأن تتخلي عن مهمتها هذه. لم تشعر برغبة في القيام بأي عمل هذا المساء سوى العودة إلي البيت واستعادة أنفاسها.
منتديات ليلاس
لن تفقد تركيز ذهنها على عملها فقط لأن باري دي لاتوش تركها, ولأن رجلاً غريبا قبلها على وجنتها....لا, لن تفعل! وقالت تحدث نفسها: أنا أحصل دوما على الرجل الذي أريده.

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 12-04-10, 01:14 AM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

2-اشواك بلا ورود

قال كونراد بحزم:
_أريد أن أعرف كل شيء عن مكتبة في شارع فولهام قرب مستودعات الغاز. لن أتحرك من هنا قبل أن أعرف اسم صاحبتها.

كانت وكيلة الدعاية تبحث عنه بلهفة متزايدة. قالت متعهدة: _سأبحث لك عن ذلك. تعال فقط الآن وتحدث إلي الصحافيين.
سألها:
_ وكيف ستعرفين ذلك؟.

- سأسأل. لا بد أن أحداً بين هذه الجموع يعلم.
- لكنني لا أعرف اسم المكتبة.
أخذت تحثه على السير نحو الغرفة حيث اللقاء بالصحافيين, وهي تسأل:
_ ماهو شكلها؟ وكم عمرها؟ بماذا تهتم؟.
- إنها سمراء صغيرة الحجم ذات عينين كبيرتين بنيتين تتسعان أحياناً وتدمعان وكأنك أعظم شيء رأته في حياتها. إنها في الثالثة والعشرين, وهي عنيفة.

فقالت موظفة الدعاية مجفلة بعض الشيء:
_آه, هذا يكفي لكي يجعلنا نعثر عليها, هل قلت شارع فولهام؟.
وعندما أنهى حديثه عن كتابه ( رماد تذروه الرياح) كانت قد عادت:
_يبدو أن اسم صاحبته هو "جاز إلين" , اسم المكتبة "باز". لكن طول جاز حوالي ست أقدام, سوداء اللون ورائعة الجمال.

- ليست هي ابحثي مرة أخرى, اسمعي... هي تعرف الكثير عن مونتاسورو, أو تظن نفسها تعلم, فقد كان أبوها لاجئاً.
أحد الصحافيين الذي تسلل خارجا من الغرفة أملاً في أن يظفر بحديث خاص مع الأمير السابق, سمع هذا الكلام, فدس نفسه بينهما:
_أتعني ابنة بيتر هيلير؟.

قطب كونراد حاجبيه وقال باشمئزاز:
_هيلير؟ ذلك المحتال؟.
ضحك الصحافي:
_أيمكنني أن أنقل عنك هذا الكلام؟ إنه مليونير عالمي محترم هذه الأيام.

لكن كونراد لم يبتسم بل بدا منزعجا كل الانزعاج وقال له:
_أتريد أن تقول أن ابنة بيتر هيلير تضيع وقتها في مكتبة صغيرة في ظل مستودعات الغاز؟ لا أصدق هذا.
قال الصحافي:
_المكتبة ليست صغيرة. لديها أيضا زاوية خاصة في الإنترنت وضعتها, كما سمعت, ابنة هيلير بنفسها.

فقال شخص آخر انضم إليهم:
_أتعني شريكة "جاز إلين" الجديدة؟ سمعت أنها فتاة غير عادية.
قال الصحافي موافقاً:
_نعم. كل شخص يعتقد أن المكتبة ستثير فضول الناس في وقت قصير, حسناً, إنها غنية إلى حد تتمكن معه من إدارة عمل صغير كهذا دون أن تخسر.

فقال شخص آخر متأثراً:
معك حق, فرانسيسكا هيلير ليست شريكة غافلة. إنها امرأة مخيفة دائمة التحدي, و"جاز" تراها رائعة.
وقال الصحافي بنظرة جانبية:
_وهكذا يراها الأمير كونراد كما يبدو.

لكنه لم يحصل على الجواب الذي رجاه, لأن الرجل الطويل نظر إليه لحظة صامتاً, وعيناه غير مقروءتين, ثم أشاح بوجهه هازاً كتفيه, وقال يحدث موظفة الدعاية دون اكتراث:
_هل لك أن تحصلي على العنوان لأجلي؟ فقد وعدتها بأن ألقي لديهم حديثاً في إحدى الأمسيات.

لم يعد إلى سيرة فرانسيسكا هيلير بقية المساء. وبدلا من ذلك, وزع اهتمامه على كل الموجودين, كما أنه بقي إلى نهاية الحفلة. لكنه لم ير أثراً لفرانسيسكا هيلير.
أخيراً ترك الحفلة بخطوات واسعة غير سريعة حتى غاب عن النظر قبل أن يتسني لأحد التفكير في مناداته للعودة.
فرانسيسكا, ياله من اسم غريب لفتاة نصف انكليزية ونصف مونتاسورية! شعر وجبين واسع وملامح بشبه ابتسامة غامضة.
طبعاً, لم تكن فرانسيسكا هيلير هادئة هذا المساء لكنها لم تصادفه بصفتها من الجيل الثاني المونتاسوري لكي تخدعه وتستولي على ثقته.

هذا لا يعني أنها تعتبر نفسها مونتاسورية. فكل ذلك الهراء الذي قالته عن قطاع الطرق! كان عليه أن يتحداها بالنسبة إلى ذلك على الفور. ولم يعرف لماذا سكت. رباه! بل يعرف. يعرف بالضبط لماذا, فقد كانت تنظر إليه بتينك العينين الواسعتين, وكأنها موجودة في حلم, وكل ما كان يريده هو أن يدعيها تنظر إليه بهذا الشكل إلى الأبد.

نعت نفسه بالحماقة. والغباء!كل ما كان يهمها هو أن تحصل على أمير لأحدى مناسبات مكتبتها, وكل ما استطاع أن يعرفه هو أنها في العمل بمهارة أبيها, وابنة بيتر هيلير هي آخر شخص قد يتورط معها
نعم. ذلك أفضل. سيتمشي قليلاً ليفكر في كل شيء يعرفه عن أبيها
منتديات ليلاس
ذكر كونراد نفسه بأنه يعلم كل شيء عن بيتر هيلير ومعاملاته التجارية, وكل الجالية المونتاسورية تعرف ذلك, فهم يعرفون أن هيلير رجل عديم الرحمة مولع بالمكاسب وغير شريف أبداً... وقد سخر عدة أشخاص من الجالية المونتاسورية لمصلحته بشكل قاس أناني دون أي جرم اقترفه أولئك سوى الترحيب به عند مجيئه إلى لندن.

سيضع فرانسيسكا هيلير الغامضة ذات العينين النديتين في مكانها الصحيح لأنها ابنة بيتر هيلير.
ولكن هذا لم يحدث, فقد نفذت فرانسيسكا تحت جلده كشوكة الوردة. أسرع كونراد في سيره دون أن يلحظ برودة الليل أو المطر المتقطع وكان يحاول أن يقنع نفسه بأنها غلطة آنية, وأنه لا يريد في حياته امرأة يخجل من تقديمها إلى جده أو شعبه ... وأنه لا يريد أيضا في حياته فتاة بريئة غامضة العينين. ثم تذكر كيف رفعت رأسها مجفلة عندما ظنته يسخر منها. وكيف انحبست أنفاسها عندما لمسها
وتذكر العينين الكبيرتين المتسائلتين اللتين شعر بهما تنظران في أعماق روحه ,حدث نفسه بأن فرانسيسكا هيلير إما ورثت عن أبيها معاملاته الماكرة، وفي هذه الحالة لا تصلح له. وإما هي فعلا كما بدت له هذه الليلة.... ولكن ليس هناك فتاة في الثالثة والعشرين بهذا الوضوح والغفلة والضعف.... وإذا كانت كذلك حقاً........
آه، إذا كانت كذلك حقاً, فإن كونراد دوميتيو ليس بالرجل الذي يصلح لها.

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 12-04-10, 01:27 AM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

تخلت فرانسيسكا عن بحثها حالما تركها الرجل الطويل. كان الزحام شديداً, ولم تستطع العثور على جاز. ولأنها لن تعثر أبدا على الأمير الذي لا تعرفه, ارتدت معطفها وخرجت إلى حيث الظلام والمطر.
لم يكن سهلاً أن تجد تكسي دون نظاراتها. أشارت بالوقوف إلى سيارة "رانج روفر", ثم إلى شاحنة, وأصبح ضوء إشارة السير برتقالياً قبل أن تجد تاكسي. أعطت السائق العنوان, ثم استندت إلى الخلف في مقعدها وأغمضت عينيها, صباح غد ستشتري ثلاث نظارات. واحدة للبيت وواحدة للمكتبة وواحدة تبقي في حقيبة يدها, الكابوس الذي حدث هذا المساء لن تسمح بحدوثه مرة أخرى أبداً.

لكنه لم يكن كابوسا من كل النواحي, كما همس لها صمت غامض. ذلك أن الرجل الطويل في الشرفة لم يكن كابوساً.... بل كان.... ساحراً جداً.
أدركت أن ثمة فرقا بين التوقع والحقيقة.... لقد كانت تتوقع أن تنتهي هذه الليلة بعودتها مع باري حيث يخططان لمستقبلهما. ولكن, بدلاً من ذلك, انتهى بها الأمر في هذه التاكسي التي كانت تخترق بها شوارع لا تكاد تراها أو تميزها, وتحلم برجل لا تستطيع تمييزه إذا رأته مرة أخرى.

حسناً, قد لا يكون هذا صحيحاً. لأن جو السلطة الذي يحيط به كان بالغ التأثير. ربما سيعود ذلك التأثير عندما تستعيد نظاراتها وتتمكن من رؤية وجه الرجل, وتلك الهالة من الطاقة الفياضة ورائحة البراري, تلك الرائحة ستذكرها من مسافة خمسين خطوة.
لم تكن ليلتها مريحة. حاولت أن تأوي إلى سريرها لكنها بقيت تفكر في باري, وفي الرجل الغريب, ثم باري مرة أخرى.

وكانت لحظة تدعو إلى السخط عندما وجدت نظاراتها الجيدة خلف وسادة الأريكة, وتذكرت عندما رفعها باري عن عينيها.
عليها أن تنسي رجل الشرفة ذاك وتفكر في باري. فهي تعرفه علي الأقل... أو تظن أنها تعرفه.
الآن وهي وحدها, أخذت تتذكر أن باري كان دوما يبدو وكأنه يصاحب فتاة أخرى, وبعد أن تعرف إليها أنتحل لذلك عذراً بكل سهولة, والآن وهي تفكر في ذلك, أدركت أنه لا بد كان يصاحبهما هما الاثنتين, رباه, ما أفظع حكمها عليه!
تخلت عن النوم وأخذت تجول في أنحاء شقتها الفارغة في معطفها المنزلي القرمزي اللون.

تسربت الدموع من عينيها فمسحتها بغضب لكنها لم تبك قط, فماذا حل بها؟
إنها لا تفتقده. إنها لم تعرفه قط فكيف تفتقده؟ كانت تفتقد الحنان فقط. حسناً, ليس هناك رجل حقا يشعر بالحنان نحو امرأة تجد أسهل عليها أن تعد وتحسب من أن تدع مخيلتها تنطلق. هي التي ورثت شكلها عن أبيها الذي يشبه سكان الكهوف الأوائل. والتي تضع نظارات مربوطة إلى بعضها البعض بشريط لاصق.
حتى ذلك الغريب لم يكن ليتحدث إليها لو أن الظلام لم يستر وجهها عنه.

لا, لا, لم يكن مكان لها في مجال الإشباع العاطفي. وقد أثبتت ذلك حوالي عشر مرات خلال سن الرشد وحدثت نفسها بأن عليها أن تعتاد على ذلك وتكتفي بمهنتها. وبهذا, على الأقل, يكون لها حظ في النجاح.

وهكذا, كانت في الصباح التالي قد أنهت تنظيم مناضد الكتب عندما وصلت جاز, فبادرتها فرانسيسكا قائلة:
_آسفة لأنني لم أستطع أن أعثر على الأمير لأجلك.

أخرجت جاز "ترموس" من كيس ورقي وأزاحت غطاءه البلاستيكي ثم ناولتها إياه.
ثم قالت متفلسفة:
_هذا لا يدهشني لقد نجحت في أن أتبادل الحديث مع "موريس ديلون" الذي سيقيم حلقات دراسية حرة للمؤلفين الجدد في مكتبتنا, وذلك في الشهر القادم, ماذا عنك؟.
هزت فرانسيسكا رأسها:
_التقيت فقط برجل أراد أن نخرج إلى الشرفة ونتحدث تحت المطر.
رفعت جاز حاجبيها الأنيقين:
_هذا مثير.

ودهشت حين احمرت وجنتا فرانسيسكا قليلاً, وقالت متأملة:
_لا أراك فعلت شيئاً كنت أنا سأفعله لو كنت مكانك, أليس كذلك؟.
فقالت فرانسيسكا مضطربة بشكل عادي:
_طبعاًَ لا.
ضحكت جاز بصوت مرتفع , فقالت فرانسيسكا:
- لم أقصد ذلك. حسناً, كفى ضحكا علي. رباه! وكيف أعرف ما كنت ستفعلينه.
رشفت جاز قهوتها:
_في الحقيقة, ما كنت لأستطيع القيام بالكثير على شرفة تحت المطر.

ونظرت إلى فرانسيسكا متأملة:
_لا بد أن الجو كان باردا جداً.
أجابت:
_آه....نعم, ربما. أنا لم ألاحظ في الحقيقة.
رشفت جاز مزيدا من القهوة:
_آه... كم لبثتما في الشرفة؟.

فأجابت فرانسيسكا بشيء من التمرد:
_لا أتذكر.
فقالت جاز:
_آه, هذا مثير للخيال كما أرى.
لم تستطع فرانسيسكا من الشعور برجفة خفيفة لا إرادية. وأدركت أن جاز لاحظت ذلك. وقالت دون وعي:
_وماذا كان بإمكاني أن أرى منه؟ هذا يذكرني.... هل لك أن تعطيني نظاراتي الاحتياطية من فضلك.

لم تقل جاز شيئاً. فقالت فرانسيسكا:
_اسمعي, لا يمكنك أن تظني أنني انجذبت إليه بشكل جاد. فأنا لم أره سوى مرة واحدة.
فقالت جاز:
_التجاذب عادة يحصل على الفور, ولا يمكنك أن تفعلي شيئا تجاهه. حسناً, بإمكانك أن تختاري بين الاستمرار فيه أو الهرب منه... فالتجاذب قد صعقكما لتوه.

ارتجفت فرانسيسكا مرة أخري. حتى شعورها نحو باري لم يكن صاعقا تماماً, ليس بالشكل الذي تعنيه جاز. فقالت بعنف:
_اسمعي. كنت أظن, حتى أمس, أنني أحب باري, لذا لست مستعدة الآن لتلقي صعقات الانجذاب.
بدت ابتسامة واسعة على شفتي جاز, فكادت فرانسيسكا تجن , فصاحت بها بقنوط:
_ ماذا؟ ماذا؟.

محت جاز الابتسامة عن فمها, وقالت:
_كما تقولين.
قالت فرانسيسكا بكبرياء:
_أعطيني نظاراتي. لدي عملاً أريد القيام به.
أعطتها جاز ما طلبت, ثم ذهبت فرانسيسكا إلى غرفة المخزن وهي تهمهم.

تبعتها جاز أخيراً وقالت لها:
_أنا أعرف أنك لم تعثري الليلة الماضية على الأمير, لكنني أظن أن بإمكاننا أن نقيم محاورة مثيرة ذات مساء, إذا استطعنا أن ندعوه.
لم تكن فرانسيسكا قد صفحت عنها بعد, فرفعت نظاراتها فوق أنفها وقالت:
_إنه اللجوء الرخيص إلى معالجة الموضوعات المثيرة.
فقالت جاز:
_نعم, هذا ما ظننته. لكنني نظرت في كتابه الليلة الماضية. هل قرأته؟.

رفعت فرانسيسكا أنفها في الهواء فقالت جاز:
_لا أظنك قرأته, إنها قصة جهنمية بقدر ما هي علمية.
فقالت فرانسيسكا: أهكذا؟.
أجابت جاز:
_ولهذا, ادعيه.... تحدثي إليه, أخبريه بمبلغ أهمية زبائننا.

نسيت فرانسيسكا أنها أخبرت ذلك الغريب الليلة الماضية بهذا الشيء نفسه, فسألتها:
_ولماذا أفعل ذلك؟.
كانت جاز مستعدة لهذا السؤال, فأبرزت لها من وراء ظهرها ورقة لامعة, وهي تقول:
_انظري إلى هذه.

نظرت فرانسيسكا, فاستطاعت هذه المرة أن ترى الصورة الفوتوغرافية, كانت رائعة الجمال بالأبيض والأسود.
كان وجها مؤثراً مثيراً للإعجاب. لم يكن وسيما بالشكل المتعارف عليه, فقد كان أكثر قوة من أن يكون جميلاً بوجنتيه العاليتين وأنفه البارز المنحني وعينيه اللامعتين. لكنه كان وجها لا يمكن نسيانه بسهولة,وارتجفت فرانسيسكا لسبب يتعذر تفسيره.

قلبت الصفحة. بالإضافة إلى التعريف بالكتاب, كانت هناك صورة أخرى, من الكتاب هذه المرة, وبألوان رائعة أظهرت لونه الذي لوحته الشمس بشكل بديع. كان قميصه قد فقد معظم أزراره يشكل واضح. بينما هو يلوح بفأس فوق رأسه, ضاحكاً. كان مفروضا أن تجعله الجبال المكللة بالثلج خلفه يبدو صغير الحجم, لكن هذا لم يحصل.
منتديات ليلاس

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 12-04-10, 10:33 PM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2006
العضوية: 7909
المشاركات: 19
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهاري عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهاري غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

ثااانكس.......في انتظار التكمله




الله يعطيكي العافية

 
 

 

عرض البوم صور زهاري   رد مع اقتباس
قديم 13-04-10, 12:30 AM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2010
العضوية: 156588
المشاركات: 4
الجنس أنثى
معدل التقييم: Bony عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 11

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Bony غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

في انتظار التكملة .....

بليز في اقرب وقت
Bony

 
 

 

عرض البوم صور Bony   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
اميرة رغما عنها, احلام, دار الفراشة, روايات, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, روايات رومانسية, صوفي ويستون
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 12:34 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية