سألها :
_ما هو إذن؟.
تصاعد احمرار خفيف إلي وجهها :
_لم أخطب قط من قبل, ويبدو أن الخطبة لأول مرة تجلب سوء الحظ إذا كانت حيلة."
فوجئ تماماً, ومضت لحظة لا يعرف ما يقوله,يبدو أنها لم تلاحظ, وقالت بصعوبة :
_منذ أسابيع قليلة فقط كنت سأ....حسناً, هذا غير مهما".
لكنه فكر في أن هذا مهم فعلاً, وأخذ ينظر إلي أصابعها التي كانت تلوي الملعقة البلاستيكية,هذا مهم كثيراً, ولأول مرة خطر في باله أن يتساءل عن الرجال السابقين في حياتها, ولم يعجبه هذا,وبدا أنها لاحظت فجأة الملعقة, وكيف أنها فضحت توترها, فألقت بها جانباً وكأنها أحرقتها,ثم رفعت ذقنها بتمرد :
_أنا لست ماهرة في العلاقات.
وللمرة الثانية, لم يجد كونراد ما يقوله,
وتابعت بعد لحظة :
_أنا عادة أقول ما أعنيه, أنا لا أقرأ لغة الأجسام, كما أنني لست لبقة في الكلام أبداً".
فابتسم :
_يبدو أنك امرأة ممتازة."
نظرت إليه بنفور :
_أنت تضيع الموضوع وهو أنه يجعلني أبدو كذابة فظيعة,لن أعرف أبداً كيف أتظاهر بأنني خطيبة فأنا سأنسي علي الدوام."
فقال :"آه...".
قالت :
_وإذا ألقي علي أي شخص سؤالاً محدداً, مثل ما إذا كنا حددنا موعد الزفاف, أو أين سنعيش, لن أستطيع أن أجيب."منتديات ليلاس
نظر كونراد إليها, كانت متكدرة بشكل بالغ, وعيناها البنيتان غامضتين بشكل يثير الشك, حتى خلف النظارات, لقد سبق أن رأي هاتين العينين غامضتين,لكنه, أدرك في المرة الماضية أن السبب هو عدم قدرتها علي الرؤية بشكل صحيح بلا نظارات, أما الآن, فهو يظن أن وراء ذلك سبباً آخر,وذهل وهو يري نفسه يمد يده ويضعها علي يدها,ثم يقول :
_ ما هذا؟ لا تظهري بهذا الشكل,لا أحد سيرغمك علي القيام بشيء لا تريدينه."
ابتلعت ريقها :
_آسفة."
فقال :
_لا تأسفي,المفروض فيك أن تقولي الحقيقة إذا شئت.
ضحكت بجفاء :
_هذا عظيم منك.
قال بشكل لا إرادي :
_ليس لديك فكرة كم هو عظيم.
شتت هذا ذهنها فنظرت بحذر :
_" ماذا؟".
_لا شيء, حدثيني بدلاً من ذلك عن الرجل الذي تريدين أن تخطبي له".
والآن, لماذا قال ذلك؟ أنه آخر شيء يريد أن يسمعه, وشعر بارتياح جنوني عندما هزت رأسها وقالت :
_ أريد أن يخطبني؟ باري أصبح فعل ماضي. غلطة أخرى من غلطاتي."
كانت تريد أن تمزح, لكن كونراد رأي أن الأمر أكثر من ذلك,وقاوم حافزاً لأن يأخذ وجهها بين راحتيه مواسياً,
وقال :
_"أتريدين أن تتحدثي عن ذلك الأمر؟."
هزت رأسها مرة أخرى, وبعنف هذه المرة :
_لا,لقد تعلمت درساً,ووضعت خطاً تحته ثم انتقلت إلي الأمام, هذه هي فلسفتي."
لكن كلماتها الشجاعة تتناقض مع ما بدا في عينيها من كرامة مجروحة.
فقال :
_إذن, فقد أصبح ذلك تاريخاً, وأنت مستعدة للانتقال إلي الأمام."
ابتلعت ريقها مرة أخري :"نعم ".
_إذا كنت واثقة...
_بكل تأكيد,لم يعد اسم باري دي لا توش في قائمة بطاقات عيد الميلاد الدائمة عندي.
لاحظ الاسم, وبدلاً من ذلك منحها ابتسامة طويلة بطيئة فيها دعوة لها لتنضم إليه في المكر.
وقال :
_" أظن أن لدي حلاً ".
قالت مجفلة :
_وما هو؟.
قال :
_انسي كل هذا الهراء عن التظاهر بأننا مخطوبان والحكايات للصحافة, إننا الاثنين, راشدان, ونحن الاثنين عازبان, ولسنا مرتبطين,فلنجعل الأمر حقيقة إذن."
منتديات ليلاس
...........نهاية الفصل الخامس............