كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
فقالت بجفاء :
_التحدي هو, تقريباً, اللغة الجسدية الوحيدة التي أميزها, حسب قول أمي.
قال كونراد :"آه ".
اختزن هذه المعلومة ليعود إليها في المستقبل, ثم قال :
_هو بالتأكيد لا يقصد أن يتحدى المتفرجين بل يحاول أن يجلب انتباه الرسام.
منتديات ليلاس
فقالت :
_ولماذا يجلس أمامه ليرسمه إذا لم يكن يحبه؟.
تنفس الصعداء,وقال :
_لا علاقة للمحبة بذلك, إنها كيمائيات الجسم وتجاوبها.
نظرت فرانسيسكا إليه دون أن تفهم:
_آسفة,لقد ضيعتني."
فقال :
_الرجل حسن الوضع, ناجح, شابا, ذو طاقة,ثم تعرف إلي الرسام, والرسام يمكنه أن يقوم بشيء لا يحسنه هو,يمكنه أن يرسم,وعندما يأتي الناس يمكنهم أن يقولوا:
_"يا لك من وسيم.... وما أجمل كميك !وانما سيقولون: الرسام تيتيان عظيم حقاً
سألته :
_أتعني أنه غيور؟.
أجاب :
_لا ,لا,طبعاً لا, بل هو يريد لأن يكون تيتيان العظيم... إنهما من نفس النوع, وكان الاثنان يهدفان إلي أن يكونا كأحسن ما يمكنهما, لكن تيتيان هو الموهوب,هذا هو التحدي الذي تقولين أنك توسمته في الصورة.
فقالت ببطء :
_فكرت في هذا كثيراً, أليس كذلك؟.
فأجاب :
_أنا أحب تلك الصورة,أحببتها دوماً."
_لا, ليس الصورة بل مسألة التحدي تلك".
فأومأ ببطء :
_ أظن أن هذا صحيح."
فقالت :
_أنت تتحدي الناس إذن؟."
انخفض جفناه فجأة..أجاب بعد وقت طويل :
_ أحياناً ."
فقالت :
_إذن كنت تتحداني أثناء حفلة الغداء الفظيعة تلك بكل تلك المحاضرات عن شجرة أسرتكم؟ مجرد التحدي؟ احتيال؟."
وشعرت بالوحدة بشكل غريب,نظر إليها لامع العينين, كيف ظننتهما سوداوين؟ إنها تراهما عن قرب الآن, فهما مزيج غريب من الأخضر والعسلي
وقال برقة :
_أنا لا أحتال, وتحدياتي جادة كلياً.
قفزت فرانسيسكا وكأنها لمست سلكاً مكهرباً ثم
قالت بتردد :
_إذن لم يكن ذلك تحدياً منك؟ عندما كنت..".
فأكمل كلامها :"كريهاً ".
أطلقت ضحكة قصيرة مجفلة :
_نعم, هذه هي الصفة تقريباً.
أمسك بذراعها يبعدها عن اللوحة :
_هذا يذكرني بأول شيء أردت أن أفعله.
فسألته :
_وما هو؟.
أجاب :
_أن أعفر وجهي بالتراب.
قفزت فرانسيسكا في الهواء أتراه استطاع أن يقرأ أفكارها؟قال :
_كنت مجنونا لشدة الغضب, ولم يكن مفروضاً أن تسمعي, ولكن مع ذلك ما كنت لأقول عنك قارصة اللسان لو لم أكن ثائراً غاضباً.
قالت تذكره عابسة :
_قارصة اللسان معدومة الجمال.
لكنه لم يظهر التوبة, كان سحره يغلفها أشبه بلوحة طبيعية تبدو فيها الشمس فوق تلال إيطاليا
وقال :
_حسناً, ها أنت ذي, هذا يثبت أن الأمر كان مجرد غباء من وحي ذلك الغضب.
سارت خلفه لحظة بصمت, وأفكارها تغلي, وتذكرت باري الذي كان ساحراً للغاية .
قالت :
_ليتني لم أكن بهذا السوء في قراءة الناس.
جمد كونراد في مكانه يحدق إليها, وتحت عينيه الثقيلين كانت عيناه تلمعان اهتماماً.
وسألها :
_سيئة في قراءة الناس؟.منتديات ليلاس
|