كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
لم يتشاجرا وفي الظاهر لا شيء تغير , أمام المريض يتصرف ترانت بلطف وبمزاح من دون توق , وعندما يكون وحده مع الفتاة , يبدو لا مبالياً بها الى درجة متناهية.
منتديات ليلاس
أصبح روبرت متعلقا أكثر فأكثر بالفتاة , كانا يمضيان أوقاتاً طويلة معاً في حديقة الفيلا , وبسبب عدم قدرته على الحركة أكتشف روبرت شغفاً قوياً لدية أتجاه الطبيعة وبدأ ينجذب نحو الشعراء الذين عرفوا كيف يصفونها بقصائدهم , رسائله الى لوسي كانت مليئة بأبيات الشعر وكانت فيفيان تجد صعوبة كبرى عندما تحاول أن تجاريه , وفي أحد الأيام عندما كانا في الحديقة قال روبرت وهو ينظر الى الخليج البعيد:
- لم يسبق أن ذهبت الى جزيرة من قبل , رأيت البحر وسافرت فيه , لكنني أجهل أي أحساس يشعر به الأنسان عندما يكون محاطاً بالماء.
نظرت فيفيان الى شعره الأشقر كالقمح , وكتفيه العريضين وراحت تتحسر في داخلها على هذا الشاب الضائع , فجأة ,راح رفيقها يلقي قصيدته بصوت مرتفع:
- شجر الصفصاف تصفر أوراقه , والحور يرتعش , والنسيم العليل يرعش الموجة التي تسيل الى الأبد قرب الجزيرة ,في النهر....
لو كانت لوسي مكانها لعرفت ماذا ترد عليه , أذ كانت تحب الشعراء والطبيعة , لكن فيفيان كانت ضائعة وقالت:
- لمن هذه الأبيات؟ أصابتني الرعشة!.
أدار رأسه ببطء وشعر بخيبة الأمل لأنها لم تكن قادرة أن ترد عليه.
فقال شارحاً:
- جزيرة شالوت , حالمة شالوت امرأة شريرة , وجدت باخرة وغادرت الجزيرة , حلت السلسلة وتمددت , وجرفها النهر من بعيد... وراحت تبحث عن فارس أحلامها , حتى تجمد دمها ببطء وعتمت عيناها الى الأبد.
أمسك يد فيفيان وهمس قائلاً:
- لكن أنت يا فيفيا أنت حية , أنت جميلة , عانقيني يا فيفيان....
جذبها اليه بعنف وشغف , ووجدت الفتاة صعوبة في التغلب على الشعور بالنفور الذي أصابها وذلك لأن هذه الخدعة الكاذبة بدأت تشمئز منها ووجدت عند صاحبها حاجة وأضطراماً أرعباها.
ولما عادا الى حوض السباحة , رمقهما ترانت بنظرات غامضة وعاد يتابع عمله الحسابي , شعرت فيفيان بأرتياح لوجودها على الشرفة , بدأت تجد صعوبة كبيرة لمواجهة متطلبات روبرت الغرامية , وبدلاً من الأنزعاج من رفقة رب المنزل , كانت تجد الآن بحضوره نوعاً من الأرتياح والطمأنينة.
وتعويضاً لبرودها أتجاه روبرت أرتدت فيفيان بعد الظهر بزة السباحة التي وضعتها لوسي في حقيبتها , أنها بزة مؤلفة من قطعتين نحيفتين تدعو للأثارة لكنها نالت أعجاباً كبيراً لدى روبرت الذي أظهر أعجابه بالبزة بأطلاق صفير أبتهاج.
قالت ضاحكة:
- بشرتي بيضاء في بعض الأمكنة ! سأضطر أن أبدأ من جديد بأخذ حمامات شمس!
*****
يتبع..
|