كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رمقت فيفيان ترانت بنظرة ثقيلة تحمل المعاني الخفية , ثم أجابت مازحة:
- أنها فكرة رائعة! هذا يسمح لك أن تغير عن هواية رمي الفتيات في الماء يا روبرت!.
قال ترانت ضاحكاً:
- هذا ما كنت أقصده , أنا أعرفك تلعب دور البطل في حوض السباحة ,لكنني أريد أن أراك تبذل جهدا في رفع الكرة تحت القناطر الصغيرة!.
قال روبرت بأبتسامة تهديد وهو يغمز أخاه بطرف عينيه:
- لست مبتدئاً , كما تظنين ! رآني ترانت ألعب الكروكي في المستشفى!.
قال ترانت وبريق فرح في عينيه:
- أنه ماهر , أحذرك.
وبقي الثلاثة يثرثرون على هذا المنوال وفيفيان تبذل جهدها لتحافظ على هذا الجو الجميل , صحيح أنها لا تتفق مع صاحب المكان وأن أبتسامته تخفي تناقضاً قوياً , لكن المهم في كل ذلك سعادة روبرت وحسب.
ومنذ ذلك اليوم بدأ العمال يزرعون العشب الأخضر بعد أن جرى بسط الأرض كما يجب , ومن شرفتها كانت فيفيان تراقب الأعمال وأبتسامة ساخرة على شفتيها , يكفي على صاحب المكان أن يفرقع بأصابعه حتى يسرع الجميع اليه ويطيعونه ... وذلك بفضل أموال الكازينو.
وبأقل من أسبوع أصبح العشب جاهزاً لممارسة رياضة الكروكي , كان المكان يقع على سفح مطل على الخليج ومناخه معتدل طوال السنة بسبب الرياح البحرية.
ومرت الأيام وترانت يستعمل سيارة روبرت الحمراء ليتوجه الى المدينة , وتبقى سيارة الليموزين السوداء مصفوفة كل مساء في المدخل وعبدول تحت تصرف الفتاة الأنكليزية , في البداية لم تجرؤ الفتاة على مغادرة غرفتها , ثم بدأت تفكر :
أذا لم تخرج , يظن ترانت في الحال أنها كانت تخفي عليه أمراً ما , كما كانت تريد البحث عن غاري حتى تجده , أحياناً كانت تنظر الى نفسها بسخف وتقول أنه بعد أربع سنوات ربما وجد غاري لنفسه أمرأة تزوجها وأنجب منها الأولاد , ثم تستعيد وعيها لتقول أن ذلك مستحيل , غاري ليس برجل يتزوج , ألم يردد ذلك على مسمعها في عدة مناسبات؟
وخلال أسبوع , تسلحت بالشجاعة ,وأنذرت عبدول أنها تنوي الخروج في المساء , بعد ذهاب ترانت.
سألها الخادم بعد أن جلست في المقعد الخلفي :
- أين بأمكاني أن أقود الآنسة؟.
ترددت قليلا ثم قالت:
- أحب أن أذهب الى ساحة( السوق الصغير) قرب الجامع الكبير , أعرف هناك مقهى تعزف في داخله الموسيقى العربية , ولا شك سأجد بعض المحلات فاتحة.
أنحنى قليلاً وجلس أمام مقود السيارة وأقلع , في المدينة أوقف سيارته وأنتظر على طرف الطريق حتى تقرر فيفيان أي طريق ستسلك , أعتادت الفتاة بسرعة على وجود عبدول , كان يرتدي جلابية من الكتان الرائع ويعتمر على رأسه طربوشاً أحمر وينتعل بابوجاً ناعماً من الجلد الأصفر , كان وجوده مفيداً وخاصة لأبعاد المتحرشين الوقحين العديدين بكلمات قليلة وقصيرة , كان الشحاذون والبائعون والوقحون يبتعدون بسرعة.
منتديات ليلاس
*****
يتبع..
|