كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
- لابنة مزارع , لا بأس بذلك !
- هناك انواع مختلفة من المزارعين .
راح ينظر اليها مفصلاً و لاحظ تسريحة شعرها البسيطة و قميصها الكريمية اللون و تنورتها البيضاء العادية و قال :
- صحيح .
و خلال العشاء كانت فيفيان تتكلم بالاسلوب نفسه . و تهيأ لها انها فأرة بين قدمى هر شيطان . فقط ذكرى لوسي ترغمها على الابتسام برصانة و برباطة جأش , لكن فى الواقع , كان رفيقها يزعجها كثيراً . بعد القهوة ارادت ان تسرع الى غرفتها للاختباء . لكن اللياقة اشارت اليها بضرورة البقاء . و كأنها لا تخشى ابداً وجود ترانت , توجهت نحو النافذة لتأمل السماء المنجمة . ضجيج المدينة بعيد لا يتغلب على حركة الامواج فى البحر . و ظلت فيفيان قادرة ان تسمع زقزقة العصافير فى الحديقة . اقترب ترانت منها , وضع يده فى جيب سترته الداخلية , تناول منها علبة ذهبية و قدم لها سيكارة .
- ما كانت ردة فعل والدك عندما علم برحيلك و مجيئك الى طنجة ؟
احنت رأسها لتقترب من من نار الولاعة . والد لوسي ؟ لا شك انه لم يكن على علم بمراسلته فتاته مع شاب يعيش فى الخارج . رفعت عينيها و سحبت من سيكارتها و اعلنت :
- انا كبيره لأفعل ما يروق لي .
- صحيح انت من عمر روبرت , على ما اظن .
- تقريبا , عمرى 23 سنة .
هذه المرة لم تكن تكذب . نظر اليها مطولاً قبل ان يعلن بصوت عابث :
- كنت اعتقد ان فى ايامنا هذه الفتيات يتزوجن باكرا .
- كل النساء يبحثن عن زوج بعد انتهاء دراستهن ! فى كل حال و انت ايضاً لم تتزوج بعد ! و مع ذلك عمرك 35 ... 36 سنة !
- 37 سنة . كنت مشغولاً حتى الآن . عملي ياخذ قسطاً كبيراً من وقتى , و لذلك تركت النساء بعيدات عنى .
- هل يعنى ان لا وجود للنساء فى حياتك ؟ لكل فردوس ثعبانه و نساؤه على ما اظن .
جاءت الى مخيلتها صورة ترانت فى الكازينو محاطاً بجمهور من النساء الجميلات . و ازعجتها هذه الصورة . و سمعته يضحك و يقول :
- هناك ما يكفى من النساء لتسليتى . ما دمنا فى هذا الحديث , لن تكون فكرة سيئة ان قدمت لاخى بعض الحنان و المحبة عندما تتمنين له ليلة سعيدة !
اشتد الاحمرار بوجهها و همست تقول :
- صحيح اننا كنا نتراسل منذ عدة شهور , و لكننى التقيت به اليوم للمرة الاولى .
- لكن روبرت لم يكن له ردة الفعل نفسها . انه شاب , مندفع و يحب ان تظهري له العاطفه نفسها .
- انا احتاج لبعض الوقت . احب روبرت لكنه يبدو متحمساً فوق ما توقعت .
- تتخلصين من المأزق كما يجب .
- لكن ليس مثلك , هذا اكيد , لاننى لم ادخل كازينو فى حياتى . على فكرة , الم يحن الوقت لكى تذهب الى عملك ؟
اجاب بحدة و جفاف:
- اشكرك لتذكيرى بالامر .
و بينما هو ذاهب التفت الى الوراء و اضاف :
- لا تعتبرى نفسك مضطرة ان تقضى سهرتك مسجونة فى غرفتك . تجدين كتباً رائعة فى غرفة المكتبة . انه الباب الاول الى اليسار و انتى خارجة .
همست بلطف و تهذيب :
- اشكرك .
بعد قليل سمعت فيفيان محرك الليموزين تبتعد . فتوجهت الى غرفة المكتبة لكنها لم تنجح فى طرد الضغط الذى يحتلها لكن اذا نغمست فى قصة جميلة , ستهدأ اعصابها . فبدأت فى القراءة , لكن الكلمات راحت ترقص امام عينيها من غير معنى .
لقد قضت نهار مرهقاً و هى تلعب دور لوسي . و روبرت مقتنع انها هي صاحبة الرسائل , الانكليزية الواقع فى غرامها . اما ترانت ؟ هل نجحت فى خداعه ؟
لو بامكانها فقط ان تعرف هذه الحقيقة !
منتديات ليلاس
*****
يتبع..
|