كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
و كان روبرت يحب الحديث عن تاريخ طنجة . و بينما كان يتذوق هذه المأكولات الشهية , راح يقص على صديقته الحكايات الفكاهية حول هذه المدينة , محاولاً تسليتها . فشعرت بالارتياح يحتلها تدريجياً . و معين كان يهتم بخدمة المائدة وخاصة بالآنسة الضيفة . قدم لها صحن البلح الذيذ للمره الثانيه قائلاً :
- اذا سمحت الآنسه , احب ان اقدم لها من جديد هذا البلح الذى يشبه دموع الشمس .
- ان طعمه لذيذ , يا معين , لكننى لا استطيع ان آكل المزيد منه . منه . شكراً .
- العصفور يأكل اكثر من الآنسة !
اجابت ضاحكة :
- اى نوع من العصافير , يا معين ؟ الوز ام البط ؟
و من دون انتباه كانت فيفيان تتكلم باللغة الفرنسية و لم تنتبه الى ذلك الا بعد فترة قصيرة و ترانت كان يراقبها بشده ثم قال :
- تتكلمين الفرنسية بطلاقة يا فيفيان.
اجابت بلطف :
- اشكرك .
هذه المرة بذلت جهداً كبيراً لتمنع الدم من الصعود الى خديها . لا شك ان اعصابها متوترة , لأنه ليس غريباً ان تتقن لغة تستعمل بكثافة فى طنجة و يتقنها عدد كبير من الناس !
بعد الفطور لم يدخل ترانت الى المنزل , بل رافق روبرت و فيفيان الى الشرفة حيث حوض السباحة , و جلس امام طاولة وراح ينقب و يراجع فى السجلات و المستندات .
و جلست فيفيان قرب روبرت و شعرت فجأة برغبة فى الاستراحة بعد هذا اللقاء المتوتر او على الاقل , بعيدة عن انظار ترانت كولبى . و ترانت يرغب فى تكريس معظم وقته لأخيه , و هذا امر طبيعى جداً . لكن من جهة ثانية كانت الفتاة تشعر بالتعب من البقاء دائماً متحفظة و محترسة و عرضة للأنظار و الانتقادات . بعد قليل اعلن روبرت قائلاً :
- فيفيان و انا سنقوم ينزهة قصيرة , يا ترانت . سأريها الحديقة . رفع ترانت رأسه و هز حاجبيه بسخرية و قال بنبرة حادة :
- لا تقلقا عليّ .
اقترب هارون ليجر الكرسى , فاوقفه روبرت فى الحال و قال :
- ستساعدنى فيفيان على ذلك , يا هارون .
قال ترانت ملاحظاً :
- سيكون ذلك حملاً ثقيلاً عليها .
اجابت الفتاة :
- سأتدبر الامر ارجوك .
بامكانها ان تجر دبابات الاقحام من اجل ان تتخلص من هذا الرجل و لو لفترة قصيرة .منتديات ليلاس
اعطاها روبرت بعض التعليمات و استدارا حول حوض السباحة لاجتياز ممر صغير بين الاسيجة العالية . كانت الحدائق روعة حقيقية . ووسط حوض بشكل نجمة , مبلط بالفسيفساء الملونة , يهدر سبيل ماء . تحيط به اشجار النخيل و الموز .
و هناك ممر طويل يصل الى عرزال مصنوع من تشابك الياسمين و العريش , ثم يمتد الى العشب الاخضر المسقى و المعتنى به باتقان والمحاط بمساكب الازهار العطرة و بعض اشجار الارز و الفلفل التى كانت ترمى ظلالها هنا و هناك . مرت فيفيان تجر روبرت امام استراحة داخل البستان تعلوها قبة مبنية على اعمدة حجرية و اجتازا المقاعد الخشبية التى تظللها اشجار الزهر و الغار و من خلال اوراق الشجر لمحت فيفيان المروج الهادئة البعيدة عن الضجيج و الضوضاء .
*****
يتبع..
|