كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رمقها بنظرة ثاقبة و قال :
- بالفعل ! انت هنا فقط لآن روبرت طلب حضورك , و انا أتّكل عليك كى تجعليه سعيداً . و اذا تبين لك انك اخطأت تجاه عاطفتك , فلا انصحك بمحاولة التقاعس عن واجباتك . لا اريد ان ارى يتعذب , هل فهمت ما اقصده ؟منتديات ليلاس
كان ترانت كولبى يتمتع بشخصية قوية و نافذة . ينبع منها نضج كبير و قوة غير اعتيادية . و الدليل على ذلك يظهر فى نبرة صوته الحاسمة و كتفيه العريضين و ملامح وجهه البارزة و عينيه المحدقتين اللتين يغشاهما ظل من الحزن .
اعلنت فيفيان ببرود :
- وجودى فى طنجه لا يفرحك , اليس كذلك ؟
رفع كتفيه و قال :
- عندما كنت فى سن روبرت , لم يكن الرجل ينظر الى الحب هكذا كان بحاجة كى يضم حبيبته بين ذراعيه لا ان يحبها بالمراسلة .
- و مع ذلك لم تصبح ليناً و ناعماً بما فيه الكفاية! .
ابتسم و اضاف :
- و هذا ينطبق عليك ايضا قولى .... لماذا هذا التعلق بروبرت ؟ لا يدل منظرك على انك امرأة قادرة على الاكتفاء بحب افلاطونى . تبدين لي عكس ذلك , كأنك عشت تجربة ما فى حياتك ! .
- قبل مرضه , لم يكن روبرت يعيش حياة النساك على ما اظن !
- لا يبلغ اخى من العمر سوى 24 عاماً . مازال صغيراً بالنسبة الى فهم غرائب المزاجات الانثوية ولو سمع كلامى , لما كنت هنا اليوم . لكن بما ان الأمر اقتضى وجودك , فمن صالحك الا تتهربى من واجباتك .
تذكرت فيفيان بكاء لوسى مساء امس و قالت :
- ربما انت مخطئ تجاهي , الم تفكر بذلك ؟ يحصل احياناً ان تقع النساء – و احياناً الرجال – بحب مراسلهم !
اجاب بسخرية:
- اذن , آمل , يا آنسة بليث , او بالأحرى يا فيفيان ما دمت ستصبحين من الآن فصاعداً جزء من العائلة انك لم تخطئى .
ادارت فيفيان وجهها نحو النافذه مستاءة من شكوك ترانت كولبى تجاهها و من وقاحته فى اظهار نفوره و كرهه ثم راح نظرها يجول داخل السيارة الفاخرة , من خلال الزجاج الازرق الفاصل , كانت ترى عبدول يقود السياره بمهارة فى السير الكثيف . و قربها فى المقعد الخلفى , كان ترانت كولبى ببزته الثمينة و ازرار اكمامه الذهبية و ساعة يده الذهبية الضخمة . لاحظت فيفيان كل هذه التفاصيل بعبسة استياء و اشمئزاز . فهى تعرف ماذا يفعل ترانت كى يعتاش . فالرجال الذين يربحون ثروة ضخمة على حساب الغير يزعجونها ولا تبالى بهم , بل تتحاشى رفقتهم . غادرت السياره الطرقات الواسعة وراحت تتسلق التلال الخضراء . فلمحت فيفيان جدران الكاسبا , و الجامع الكبير و القبب و المنارات . كل هذا الجمال الذى كانت تحاول ان تنساه بات هنا , امام عينيها , ليتحاداها و لما كانت تخفض نظرها رمقها ترانت كولبى بنظرة ساخرة و قال :
- استفيدى من التأمل جيداً فى هذه المناظر لأنه ليس عندك الوقت للقيام برحلات و نزهات سياحية . فروبرت عاجز عن مغادرة المنزل و يأمل فى رؤيتك بقربه بأستمرار
*****
يتبع..
|