كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
- عرفت ذلك اليوم الذي ذهبنا فيه الى تطوان , أتذكر..... بقيت في المستشفى مدة طويلة.
- صحيح , لكنني لم أقل لأحد عن هذا العلاج خوفاً من تشجيع آمال مخطئة , سأكون متشكراً للطبيبين بول لازار وجورج مارن طيلة حياتي , أخذت روبرت الى العيادات الكبرى , لكنني وجدت أخيراً طبيبين مجهولين يعملان في مستشفى صغير , توصلا بعد عمل متواصل الى أيجاد علاج لمرضه , لا يمكن أبداً أن أكافئهما كما يجب.....
منتديات ليلاس
نهض وأخذ فيفيان وتوجها معاً الى المنزل , وتساءلت فيفيان وحنجرتها تكاد تختنق , هل بأمكان المرء أن يكون سعيداً وتعيساً في آن واحد؟
نصح الأطباء المريض أن يرتاح كثيرا أذا أراد أن يشفى بسرعة , وبدلا من أن يلعب روبرت في حوض السباحة أو في الكروكيه كان يجلس مع فيفيان وترانت تحت قنطرة قريبة من المنزل.
أستمرت الفتاة بالأبتسام والثرثرة , لكن عقلها كان بعيداً , أحياناً كانت تشاهد ترانت ممدداً قربها على الكرسي الطويل , بأمكانه أن يلمسها لدنوها منه لكن ذلك أصبح مستحيلاً الآن , لذلك كانت تشعر بألم قوي لم تعد قادرة على تحمله.
وذات يوم , وفي فترة بعد الظهر ,كانت تقرأ قصيدة بصوت مرتفع وتحاول أن تجد الأيقاع المطلوب مع كل بيت حين هز روبرت رأسه وقال:
- أبدا لن تتوصلي الى الأيقاع اللازم , أسمعيني جيدا: أحبك بأيمان طفولتي ........ والآن دورك أنت.
بدأت بلهجة متأرجحة:
-أحبك..........
فجأة وراءهما أكمل صوت يقول:
- أحبك مع النسيم , مع الأبتسامة , مع دموع كياني كله , وأذا شاء الله سأحبك أكثر حتى بعد موتي.
ران الصمت ,كانت الكلمات صادقة الى درجة أن الجميع تأثروا بها , ألتفتت فيفيان ببطء ثم أنتفضت في مقعدها وقالت بأستغراب:
- لوسي.
- صباح الخير يا فيفيان , سمعت صوتك , جئت الى هنا في عطلة قصيرة وأردت أن أسأل عنك , لا مانع لديك , على ما أظن؟.
كانت فيفيان مندهشة كلياً , لوسي في طنجة! , كان شعر صديقتها الأشقر ينسدل على كتفيها بتجعيد بسيط وكانت ترتدي فستاناً جميلاً ووجهها يتألق فرحاً , فهمت فيفيان أن الرسالة الأخيرة التي كتبتها للوسي هي أحد أسباب مجيئها الى طنجة , كانت لوسي متألقة سعيدة الى درجة أنها كانت تبدو جميلة.
قال المريض الذي بدا عليه الأنجذاب بالفتاة الجديدة:
- ماذا تنتظرين يا فيفيان لتقدمي كرسيا الى ضيفتنا الرائعة؟.
لم تجرؤ فيفيان أن تنظر الى ترانت فقالت:
- أقدم لكما لوسي مايلز , صديقتي من أنكلترا , لوسي , أقدم لك روبرت وترانت.
نهض هذا الأخير وقدم لها كرسياً وقال:
- أنا سعيد للتعرف أليك , يا لوسي.
*****
يتبع..
|