المنتدى :
خواطر بقلم الاعضاء
امرأة وخمسة حروف
ها أنا امسك برأسي وأخضه لتسحب واحدة من شقيات أفكاري ورقة لاستذكارها.... كثيرة هي أوراقي وقليل حبر هذا القلم....
سوف أستعير منك صبرك لأكتب عليه باقي أحزاني وتأملاتي....
كأنه محكوم على تلك الجمل والكلمات أن تموت دون أن تحمل اسم صاحبتها....
ها هم اليوم يئدون الصفحات التي تكتبها بنات قبيلتنا....
لقد تطّور تفكيرهم عن وأد الجثة بأكملها فأصبحوا اليوم يخرسون صوت تفكيرها ويقبرونه في مقبرة التقاليد....
هناك حيث تسجى كتاب خواطري ملطخاً بوجدي وقهري....
هناك أيضاً يرقد جثمان أحلامي الطاهر....
وهناك كثير من الأصوات المظلومة والأيدي الصغيرة....
لكن ما يواسيني هو أنني اليوم تحت الضوء ...
صحيح بأنني أُلاحق حتى بما خفت من هذا الضوء إلا أنني سعيدة....
امرأة وخمسة حروف.....(أ.س.ن.ا.ت)
كان جمهوري كثير من الأشجار وقليل من الطيور ...
كنت أقرأ النظيف من الأفكار وغير النظيف منها.....
في بعض الأحيان تجن الأفكار فتخرج من سجنها لتترك لنفسها العنان في العدو على تلك المساحات البيضاء...
وأحياناً أستطيع لجمها...
يقتلني أن ألجمها ولكن ما باليد ولا بالرجل حيلة....
وها أنا اليوم أقرأ لكم أفكاري...
أصبح جمهوري صفوة من الأفكار المتخفية...
قلوب كبيرة تحتمي بأسماء مستعارة...
لكني بكم سعيدة....
في يوم تشييع الرجل الصخر محمود درويش كنت هناك أمشي ....
ولنقل أسبح في دموع المشيعين.....
كان هذا المسجى في سيارة سوداء يقول لي آخر قصائده...
كنت أسمعها وحدي رغم أن عشرات الآلاف من الناس كانوا هناك به يمشون..... كان منهم من قتله حزنه وآخر من مشى تيمناً بالمثقفين والصفوة.....
لكن درويش لم يكن معهم وكان معي...
كان معي في أحن إلى خبز أمي....
كان أيضاً في رجل وخشف في الحديقة يرقدان....
وكان في محاولة إستراتيجية للوقوف على جسد امرأة مبتغاة.....
لم يكن معهم
كان يشد يدي ويقول لا تتخلي عن الحلم وناضلي كي تكوني أنت ما أحببت يوماً أن تكوني....
لكن دفن درويش ودفن معه إصراري...
أذهب أحياناً كي أقرأ له بعض ما كتبت لأجده محملاً بالكلمات التي يود لو كان قد قالها قبل أن يموت....
ما هو طعم الحياة التي تحياها الآن يا درويش ..... !!!!
لك من قلبي دعوات بالرحمة والسكينة ....
وأنت يا من تقرأ كلماتي عذراً من طيب عيناك لو كنت ذهبت بك بعيداً إلى تلك الذكرى المؤلمة.....
من يدري ربما يقول عني كاتب صغير كلمات مشابهة يُكلل بها شاهد قبري...... والآن أود لو اطرح سؤال مهم تتراقص علامات استفهامه أمامي مذ كتبت أول حرف في هذا الخاطر .....
ترى هل أترك لقلبي الاختيار؟؟؟؟
يقولون أنه بميلاد الحب تموت الأفكار....
كم صعب علي أن تموت الأفكار....
ماذا لو كتبت لحبيبي في كل يوم رسالة...
ماذا سوف أجد لكي أقول...
سوف أنهي مواضعي وقصصي كلها ومن المؤكد بأن مسعود السيّاف سوف يقتلني ويذهب برأسي لمن أوكله في تلك المهمة المتوحشة ....
ترى ماذا كان نوع هذا القلب الذي سكن مسعود؟؟؟؟
هل سوف تولد كلمات جديدة في مخاض عشقي؟؟؟؟
هل باستطاعتي السفر عبر الزمن والاتجار بقوافل الكلمات والمعاني؟؟؟!!!
شيء وحيد وددت لو كان باستطاعتي أن أفهمه.....
ما سر تلك العاصفة التي تجتاحني عندما تكون أنت.....
ما سرها يا أنت......
|