طلقة .. طلقة
طلقة .. طلقة
طلقة .. طلقة
//المشهد على الضفة اليمنى//
هتف بتشجيع: هيـّا محمد ، تشجع.
بوهن أجاب: إنـّي أتألـّم.
بعزم وثقة يشوبهما حزن: أمـّتنا مكلومة ، وجراحنا تنزف ، فلا بد من ألم.
بتوجس ونظرة وجلة تمتم: أشتـَمُّ رائحة الموت.
بابتسامة تفاؤل وفرح: رائحة الجنـّة -ثم اجتذبه من إحدى ذراعيه هاتفـًا: المنعطف ، من هنا ، سنسلك هذا المنعطف.
وانعطفا يواصلان الركض ومن خلفهما ضجيج ودمار ، ودمار يوشك أن يصلهما
و طاااااخ .. طاااااخ .. طاااااخ
تتابع لـ سلسلة الرصاص اللامتناهية
محمد بقليل من ضعف: أشعر أنها النهاية ، هديرهم لا يكف.
خليل بثبات ويقين: كلـّنا للنهاية فلا تخف ، سأحميك حدّ انتهاء الرمق.
طوّق العدو المدينة ، وانتشر جنده في فيافيها
يجوبون الطرقات ، يروّعون الآمنين ، ويعيثون في الأرض فسادًا
وعند أحد الأروقة تقف ثكنة مدجّجة بالسلاح
تحوم أعينها المكان كـ صقر ينتظر فريسة لـ ينقضّ
وها هي الفريسة ...
جذبه من ذراعه مرجعـًا إياه للوراء هاتفـًا: ابق خلفي ، سأكون ترسك.
بخوف وقلق: كلاّ خليل ، لا تفعلها.
خليل بقوة: لا مجال للتراجع ، فلا طريق غيرها ، ابق خلفي واستكن حتى أؤمّن مخرجك.
وكما الصقر تمامـًا حين رأتهما الأعين
انطلقت
رصاصة
تلو أخرى
تلو أخرى
واحتدم الموقف
وتعالى الضجيج بين صوت الرصاص
وهتاف محمد
وتأوهات خليل المتقدم
وشتائم قائد الثكنة
وتوبيخه لجنده ، كيف لم ينهياهما؟
وعند انحناءة لا تظهر للعدو
دفع خليل بمحمد هاتفـًا: إنها الجنة فانطلق وبشـّرهم.
في ذات الوقت الذي هبّ محمد فيه واقف لإنقاذ خليل
اخترقت المشهد
طلقة
-في سيرها تعتذر ، وعذرها أنها إلى الجنة سترفعك ، فابتسم يا شهيد-
ثمّ استقرت
فـ وقع
وعلا صياح محمد أن يا خليـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل
*****
//المشهد على الضفة الأخرى//
-رائحة التعقيم تخنقني.
-اصبري عزيزتي.
-أكاد أموت وجعـًا.
-ستحيين لأجلنا ، شدّي من عزمك فقط.
صوت دخيل: من فضلك غادر الآن ، فالكادر المختص سيدخل
غادر وهو يحمل في جنباته قلق طفيف
ويدعو أن يتم الأمر بخير
آهـ آهـ آهـ آهـ آهـ
-هيـّا بهدوء ، بهدوء ، تشجعي ، تشجعي
سيكون الأمر رائعـًا عندما تنتهين
هيـّا طلقة أخرى
هيـّا لا تستسلمي.
الطلقة الأخيرة
آآآآآآآآآهـ
ويعلو الصياح
وترتفع البسمات
-رائع ما شاء الله ، إنه طفل جميل ، مباركٌ لك.
- أ ..نـ .. ـاا ..مـُتـ .. ـعـ .. ـبة.
ثم تسدل جفنيها لتريح جسدها الواهن
*****
طلقة و طلقة
والفرق بين الاثنتين كما بين سماء وأرض
إحداهما تنثر حزنـًا و الأخرى تنشر فرحـًا
إحداهما تهب حياة و الأخرى تنهب حياة
وكلاهما
طلقة
-تمت-
لأرواحكم أكاليل السعد
هذه أنا/ لِمَ السؤال؟