المنتدى :
الارشيف
سترندبرغ ،، الروائي الهائم ،،، نقد كولون ولسون (موضوع حواري)
كولون ولسن ناقد انجليزي ... سخر كل حياته الادبية في دراسة اللامنتمين ...بمعنى الراغبين بعدم الانتماء لهذا العالم او الناس او بمعنى آخر الرافضين الانتماء لعقائد هؤلاء الاكثرية من الناس او قوانين الحياه هذه بعمومها وبنظامها .. الرافضين للواقع المعاش ... الرافضين في درجة السخط تقريباً لهذا العالم ككل ...
ففي احد كتب ولسون ... يذكر ان الروائي وليم بليك ييتس و اوسكار وايلد بنو تخيلاتهم على الرفض .. اما ستندبرغ .. فقد ترك رفضه يقوده الى الجنون ولعله الكاتب الوحيد الذي جن ..!! ثم جعل التأليف يقوده الى العقل من جديد ...!!ويدرك القارىء لمسرحياته الانحراف الواضح والعصبي الملح في شخصيته ..
لكن مجلداته الاربعة التي هي عباره عن مذكراته الشخصية تظهر رفضه للعالم والواقع المقبول لدى غالبية البشر ..
وتكشف مذكراته عن ذلك الميل الهستيري الى الاعتراف العلني بانه ابن خادمة رغم انه خجل من ذلك !!!؟؟ لدرجة انه يعنون فصل كامل من مجلده الثالث بعنوان ( ابن خادمه ) !!
كتابه الاول كان يفيض بالحساسية والعطف الذاتي .. فهو يذكر سنوات مراهقته وانه كان يفزع من الاستمناء .. ( العاده السرية ) !
المجلد الثاني ذو اهمية كبيره لكلون ولسون حيث يقول انه بين شخصية ستندبيرغ اكثر ..يقول ولسون انه الف هذا المجلد بهستيرية وحاول فيما بعد ان يتلفه ..!!
وهو يحتوي على قصة عشق ممتعة وهي ان ستندبيرغ يعمل في المكتبه الملكية حين استلم رسالة من خطيبة صديقة ...!!! تطلب فيها منه موعدا ...!وكانت المراه عادية مرحه لعوب ..ولكن ستندبيرغ كان في عشرينياته شديد الحساسية ،، ولهذا فقد ظن انه واقع في حبها ...!!وقدمته الى صديقتها ( البارونة..! سيري ) !! وكانت متزوجه وتعيش في بيت كانت اسرة ستندبيرغ قد عاشت فيه من قبل ...!! وحين زارها في ذلك البيت .. كان لدية شعور .. بأن القدر كان يريد ان يلعب لعبته معه،، وسرعان ماوقع في غرام سيري ..!! وفي ذلك الوقت .. كانت المراه الاولى ( خطيبة صديقه ) قد باحت له بحبها ..!! ولكن شعوره نحوها لم يكن يماثل شعوره نحو (سيري) فقد كانت محبة سيري اشبه بعباده !!
وتعرف البارون ( زوج سيري ) على ستندبيرغ وجرت معه صداقه ..وكان رجلا صغير الهيئه خشن وقد باح لستندبيرغ بكل مغامراته مع النساء الاخريات ..وخاصه مع ابنة عم ( سيري ) ...!! واخيرا اكتشفت ( سيري ) وببطأ انها تحب ستندبيرغ ..وكانت بين البارون و سيري ..مشاكل مستمره ..
وفي الاخير .. وافق البارون على طلاق ( سيري ) وبعد عامين من لقائهما الاول تزوجا ,, ولكن طفلهما الاول ولد قبل موعده ومات سريعاً ،، ثم صارت سيري ممثله ، ولقت نجاحاً وكتب ستندبيرغ قصتة الاولى ( الغرفة الحمراء ) والتي يسخر فيها من المجتمع السويدي والصحافة ،، ولاقى الكتاب نجاحاً مباشراً ،، ولكنه اثار ايضاً العاطفة الولى من الاستياء ضده ،،ولاح ان الزوجين لابد وان يكونا سعيدين ...
ولكن عصابية ستندبيرغ بدأت تظهر ،، وقد كان مثل دوستويفسكي في رغبته في العذاب . وظهرت قصائدة وكانت عنيفة ضد التقاليد وقد هوجمت بشدة . وبرر هذا لستندبرغ شعورة بأنه كان مضطهدا ،،وظهرت له قصص وصفت بالالحاد ،، وبالرغم بانه اثبت براءته الا انه بدأ يشعر بان اعداءه كانوا يضيقون الخناق عليه ،، يقولعن نفسه في فصل ( الاعترافات) (( قد كانت هناك اوقات لم يكن لدي فيها اي شك في ان زوجتي كانت تكرهني وكانت تريد ان تتخلص مني لكي تتزوج مرة ثالثة )) أ.هـ
وكان من احد اسباب المشكلة رغبة ( يسري ) في احتراف مهنة بينما ستندبيرغ يريدها تكون ربة بيت فقط لتعنى بحاجاته ..
وكان في كتبه المسلسلة ( متزوجون ) ميل ضد النساء !!! وهوجم من قبل كل امراءه لعوب في السويد ..وكان يشعر بان النساء عامة وزوجته خاصة كن يردن دماره . واشتركت صديقات ( سيري ) في تحطيم الزواج وفسخه ..
وكانت بينهم واحده سحاقية .. وحين عثر ستندبيرغ على رسالة غرام من هذه المراه الى زوجته حاول ان يجر ( سيري ) الى النهر ليغرقها ( كما تغرق القطة الصغيرة ) وبلغ شعورة بـ ( الاضطهاد ) الذروة !!
وبعد مرور عشر سنوات على زواجهما كتب ستندبيرغ اشد مسرحياته جنوناً ومراره ..!! ( الاب ) التي نجد فيها امراءه تضع خطة لتجر زوجها الى مصحة عقلية بأعتباره مجنوناً بعد ان تعذبه بالشك بان الطفل ليس منه ..!! وقد كانت هذه المسرحية وكذلك ( اعترافات احمق ) هي محاولة للأنتقام من ( سيري ) ..
واخيرا تم طلاقهما ..في عام 1892 ولا يستطيع احد ان يقرأ ( اعترافات احمق ) بدون ان يشعر بان الطلاق كان بسبب ستندبيرغ وحده ..!!
يتبع
|