كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
نظرت ايما اليه مذهولة شاعرة وكانه صفعها على وجهها لم تكن تتوقع منه كل هذا الاحتقار اما عن تقييمه المر للسبب الذي جعلها تتزوج منه فقد جعلها من الغضب بحيث تمنت لو تصفعه ولكنها بدلا من ذلك اجابت بصوت بارد متهدج :
_هذا يناسبني ياعزيزي ,ماعدا ان بامكاني ان استغني عن العلاقة تلك فانا شخصيا لااعود مطلقا الى حبيب نبذته, مالفائدة من ذلك بعد ان يزول التالق من العلاقة ".
نظر اليها بعينين ملتهبتين وللحظة ظنت انها تمادت في قولها ذاك وانتابتها رعشة خوف مما عسى ان يفعل ولكن لحسن الحظ جاءت النادلة في هذه اللحظة بالطعام .
كان الطعام من دجاج بصلصة جوز الهند مع الخضر المسلوقة يتبعه فاكهة استوائية ,تناول ريتشارد طعامه يكتنفه صمت خطير ,كان يستعمل الشوكة والسكين وكانهما سلاح فتاك وعندما انهيا الطعام بدلا من مرافقتها في العودة الى غرفتهما وقف يعلن باقتضاب انه ذاهب ليتمشى متجها الى ضفاف البحيرة دون ان يلقي نظرة الى الخلف وخطواته الرياضية الواسعة تطوي الارض طيا.منتديات ليلاس
عادت الى غرفتهما حيث تناولت بتحد كتابا سميكا اخذت تقرا فيه وفي ثلث الساعة الاول كانت من الانشغال الذهن بحيث لم تستطع ان تميز مااذا كان هذا الكتاب هو رواية جاسوسية مثيرة ام بحث في علم النبات ولكن شيئا فشيئا ابتدات تهتم بما تقرا ,
واستغرقت في قراءة القصة الى حد ادهشها ان تعلم وهي تلقي نظرة على ساعتها ,ان الوقت هو الواحدة صباحا ,وللحظة انتابها القلق مما اذا كان حدث شيء لريتشارد ,
استعانت بالمنطق محدثة نفسها بانه يتمشى في الخارج ليهدء من غضبه .القت بالكتاب على الارض واطفات النور ثم اغمضت عينيها وسرعان ماستغرقت في نوم عميق وبعد ذلك بساعات افاقت على ضوء المصباح القائم بجانب السرير لتجد ريتشارد يهزها وحاولت ان تجد طريقها الى الانتباه التام من نومها وهي تقول محتجة :
_ماذاحدث ؟ ماذا تريد ؟".
_عليك ان تنهضي الان اريد ان اصل الى البركان قبل ان تشتد حرارة الجو ".
قالت بتذمر:
_ولكن الساعة هي الخامسة والنصف فقط".
_هذا افضل وقت للشروع بالسير ".
بعد ان تناولا طعام الافطار كانا في طريقهما صاعدين الطريق الذي يتجه من وسط القرية الى الجبل ,اشرقت الشمس فجاة على التلال مغرقة المشهد بنورها المتالق وتابعا طريقهما مجتازين ارضا مغطاة باشجار كثيفة في سفح الجبل ثم اتجها نحو القمة وبالرغم من نقاء الجو وبرودته فقد اصبح لو قميصها الاخضر قاتما كما كسا التراب,
ساقيها لولا هذا التوتر الشديد السائد بينهما لاستمتعت بكل لحظة من هذه الرحلة .
اتخذ الفرع الشمالي المتجه نحو النقطة السفلي من حافة الفوهة لتستقبلهما بالترحيب نظرات غلامين يبيعان المرطبات ,فحملا عصير الليمون الغازي وتابعا الصعود نحو الخافة العليا من الفوهة وكان الطري قد اصبح هنا ضيقا شديد الانحدار ,فكان منظر الشلالات يبعث على الدوار ,
واكثر من مرة كان على ريتشارد ان يمسك بيدها يلاطفها لكي تتابع الصعود .
وصلا اخيرا الى حافة فوهة البركان وقف ريتشارد بعيدا عنها مشبكا ذراعيه على صدره .
في المرة الاولى التي قدمت فيها الى هذا المكان ,شدها روعة المنظر انما الان تملكها الضيق من جراء الصمت الموحش, في المرة الاولى اخبرها ريتشارد مرة بعد مرة كم يعني له ان يجمعهما مكان غريب رائع مثل هذا المكان ,اما الان فيبدو ان لاشيء يجمعهما سوى شعور عنيف مشترك بالكراهية لقد وقف ريتشارد بعيدا عنها يرمقها بنظرات جانبية وقد ارتسمت على شفتيه شبه ابتسامة غريبة انفجرت تقول متبرمة :
_الا يمكننا الذهاب الان "؟.
اجاب بجفاء :منتديات ليلاس
_نعم ,اظننا حققنا هدفنا من هذه الرحلة فلنرجع".
وفي طريق العودة سلكا طريقا مختلفا ,كان اكثر انحدارا من الاول لقد انطلق الى الامام بطاقة غير معقولة ملتفتا الى الخلف احيانا ليتاكد انها مازالت في مجال الرؤية ليندفع بعد ذلك هابطا بسرعة وفي الوقت الذي وصلا الى الفندق ,كانت ايما مرهقة وقذرة سيئة المزاج الى اقصى حد.
قالت بفتور وهي تدخل الحمام :
_انني داخلة لاغتسل ".
ثم صفقت الباب خلفها واقفلته بالمفتاح .
تاخرت في الحمام متعمدة ,فغسلت شعرها حتى انها صبغت اظافرها ودلكت يديها بالكريم شاعرة بسرور خبيث في ارغام ريتشارد على الانتظار ,ولكنها عندما خرجت مرتدية ثوبا من القطن ,وجدت ريتشارد يرمقها بنظرات ذات معنى .
.........نهاية الفصل الرابع........
|