فقاطعها متضايقا :
_اردت ان اتصرف بشهامة نحوكما انتما الاثنتين ,لقد بدا عليها الكدر حقيقة فحاولت تهدئتها والتخلص منها لكي يكون بامكاني التحدث معك ,ولكنك لم تستطيعي الاستماع الي ,حتى عندما صرخت من خلف باب غرفتك انني
احبك ."
_لم استطع ان اسمعك فقد ادرت شريط موسيقى فاغنر الى اعلى مايمكن ."
اقسم ريتشارد قائلا :
_لن استمع الى ذلك الشريط ابدا بعد الان.
فقالت :
_انك طبعا لن تستمع اليه ,فقد القيت به في القمامة .
فزمجر ريتشارد وقد تحول اهتمامه بشكل خاطف :
_فعلت ماذا ؟القيت بشريط موسيقى فاغنر في القمامة؟.
وسرى في كيانها شعبالبهجة والارتياح ماجعلها تنفجر ضاحكة وهي تصرخ بتحبب:
_اه,ومااهمية اي من الاشياء التافهةبعد الان؟بعد ان عدنا الى بعضنا وسوينا مشكلاتنا ؟.
انتهز هذه الفرصة التي سنحت له ,ليقول وهو يحدق فيها من خلال عينين نصف مغمضتين :
_معك حق ,ليس هناك سوى شيء واحد يهمنا الان .
_"وماهو؟".منتديات ليلاس
هو انك زوجتي وانني احبك الان حتى اخر العمر ,هل لك بان تعودي الى ياايما ؟وبشكل دائم ؟.
اجابت بحرارة :
_طبعا ساعود ."
_انك لن تتركيني ابدا مرة اخرى ."
قالت :
_وهل لي راي في هذا ؟.
اجاب برزانة مصطنعة :
_"كلا ,عليك من فضلك ان تتذكري مركزك ,ياامراة ,فهذا الزواج ليس ديمقراطية ,انه استبداد.
فقالت بمثل لهجته :
_فهمت ,والمستبد سيستعمل معي طريقته الشريرة ,اليس كذلك ؟.
قال :
_بالضبط ,لشد مااشعر بالزهو لانك حامل بطفلي ,يكاد هذا يكون احسن مابيننا ,انما ليس تماما ,ان احسن شيء هو عودتنا الى بعضنا ,وعودتنا مرة اخر,زوجا وزوجة ,انني احبك ياايما ,احبك ,احبك ".
فهمست :
_وانا احبك ياريتشارد.
بعد ذلك بساعات بعد ان تناولا الطعام وارتاحا قليلا اعلن بانهما سيخرجان .
فقالت شاكية :
_لااريد هذا العناء ,اريد ان ابقى هنا شاعرة بالبهجة على كل حال ,الى اين سنخرج؟.
_الى بركان بينيلوكان ."
فاسكتها ذلك ,بينيلوكان ,حيث كانا اقسما ,اثناء شهر عسلهما ,على حب لاينتهي ,حتى ولو لم يكن ريتشارد يتذكر ماكان قاله لها ,فهو على الاقل يعلم انه مكان خاص لهما ,نعم عليهما ان يعودا لزيارة ذلك المكان .
كان قد انهمرالمطر استوائي متاخر ,ماجعل الادغال ,على طول الطريق ,تتالق بالوف قطرات المطر الماسية العاكسة الالوان قوس قزح ,وعلى جوانب الطريق الموحلة ,كانت مياه برك تكونت حديثا من ماء المطر ,كانت تعكس زرقة السماء ,وعندما انزلت ايما زجاج نافذة السيارة,عبقت السيارة بشذا الزهور التي حملها النسيم اليها ,ثم ابتدا في صعود الجبال حيث اخذ الهواء في البرودة واخيرا وصلا الى المدخل الحجري المغطى بالطحالب لتظهر منطقة الجبال منبسطة امامهما في منظر عام شامل منالزرقة والزمرد الاخضر ,فاوقف ريتشارد السيارة ثم ساعدها على الخروج منها ,لقد وصلا الى بينيلوكان .
كان المنظر من هناك من اروع ماتشاهده العين ,وجبل باتور يرتفع من الخلف والبحيرة تنبسط كالمراة بين التلال الخضراء ,بينما وقفت ايما تحدق اليها اسفل ,شعرت بحنين خاطف الى تلك اللحظة في شهر عسلهما ,التي شهدت الكلمات التي كان ريتشارد قالها لها حينذاك.
وبحركة مفاجئة ,سحبها ريتشارد اليه ,ونظر في اعماق عينيها وقد بدا على وجهه التصميم والتفكير العميق ,فنظرت هي اليه مستفسرة فقال بهايم سيدةفيلدينغ ,اقسم بان ابقى احبك حتى اخر يوم من عمري .
فتدفق في كيانها سيل من البهجة لايوصف ,شعرت معه انها ستطير فوق السحاب وقالت :
_ريتشارد ,اما زلت تذكر كلماتك هذه ؟.
تمتم يقول :
_وهل بامكاني ان انساها قط ؟.
النهاية