كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
قالت ايما :
_طوال تلك السنوات التي عرفتك فيها ياانسة ماتي لم اسمعك تقولين شيئا كهذا ".
_كلا وماكان لي ان اقوله الان ,لكن تركي الوشيك للشركة جعلني اشعر بشيء من الحرية ,هذا الى انني كنت دوما افكر بك وكانك ابنة اختي المفضلة عندي وليس رئيسي في العمل ,خصوصا عندما تبدين بهذا الشكل ’,ملطخة وجنتيك بالشيكولاته دعيني الان امسحه لك بهذا المنديل ايتها الطفلة الفظيعة مهما كان راي السيد فيلدينغ".
فانطلق صوت رجل خلفها يسال :
_رايي في ماذا ؟".
استدات المراتان تشهقان ذاهلتين ,ثم اطلقت الانسة ماتي ضحكة خشنة واجابت :
_في منظر زوجتك وهي تتصرف كطفلة صغيرة ,فتؤرجح ساقيها وتدهن وجهها بالشيكولاته ".
ضحك ريتشارد :
_السيد فيلدينغ سيتقدم لاخذها الى حديقة الحيوانات حيث مكانها هناك ".
_لا تكن سخيفا ".
_انني جاد في كلامي انك بحاجة الى مزيد من الراحة والاسترخاء ,كما انه ليس لدي عمل كثير هذا النهار ,اظن ان نذهب الى حيث نستقل عبارة الى حديقة الحيوانات ,ان الهواء النقي سيفيدك ".
منتديات ليلاس
دهشت ايما اذ قاما فعلا بذلك ,كانت حديقة الحيوانات مكانها المفضلة حيث انه لم يكن مسموحا لها مطلقا بزيارتها في طفولتها ,فقد كان ابوها يعتبرها مكان عاميا ذا روائح كريهة . كانت العبارة تشق عباب المياه التفتت اليه قائلة :
_اتذكركم كنت تحضرني الى هنا قبل زواجنا ؟".
_طبعا اذكر ولهذا فكرت في انك ستستمتعين
بوجودك هنا ".
عندما وصلا الى الشاطئ اخذ بيدها وهي تنزل السلم ,كان الجو يعبق بشذا اشجار الاوكابتوس وحمل اليهما النسيم اصوات الطيور المختلفة ومختلف انواع الزئير والصفير ,وعندما اصبحت داخل الحديقة نسيت كل شيء عن حالة زواجها المؤسفة كان يسير بجانبها وعلى شفتيه ابتسامة هادئة .
واخيرا هبطت ايما جالسة على مقعد خشبي وقد استبد بها الارهاق ثم خلعت حذاءها متنهدة بارتياح وجلس بجانبها وقال لاويا شفتيه:
_هل انت مستعدة للذهاب الان لتناول الغداء ؟انني اعرف مطعما صغيرا رائعا يطل على البحر في ميدل هاريور".
_يبدو هذا رائعا ,ولكن كيف نذهب الى هناك بدون
سيارة ؟".
_لقد كنت فكرت في ذلك فطلبت من احد غلمان المكتب ان يحضر سيارتي الى الموقف الواقع امام باب مدخل حديقة الحيونات وهكذا بامكاننا الذهاب متى شئنا ".
بعد اقل من ساعة كان يملان طبقيهما في ذلك المطعم الصغير المشرف على الميناء ,وعبست ايما مفكرة وهي تنظر الى شرائح سمك سلمون المدخن والقريدس واطباق السلطات والدجاج المقلي والروستو ,كانت عادة تحب القريدس ولكنها اليوم ولسبب ما بدا لها مثيرا للاشمئزاز مااغرب هذا ,اختارت بدلا منه شرائح السلمون المدخن مع سلطة واخيرا كوبا من المياه المعدنية .
تبعها ريتشارد الى مائدتهما وسالها بتعجب:
_الم تحضري قريدس ؟كنت اظنك شغرفة به ".
_نعم ,ولكن ليس اليوم ".
كان الاثنان جائعين وكادا ينهيان طعامهما حتى تكلم
يسالها :منتديات ليلاس
_كيف كان الحديث مع الانسة ماتي ؟".
_كان حسنا ,ظننت في البداية انك كنت تخرجها من الشركة برغمها ,ولكنها تقول انها تتطلع في الواقع الى التقاعد اتعرف ياريتشارد انها اخبرتني بشيء غريب جدا هذا النهار ؟".
_وماهو ؟".
_قالت ان ابي نازع امي الوصاية علي بعد طلاقهما ".
عبس يسالها :
_افعل هذا حقا ؟وماالغرابة في هذا ؟".
_حسنا , لم يخبرني احد بهذا قط من قبل ,لاادري لماذا كانت لدي فكرة بان امي هي التي تخلت عني وانها لم تكن تريدني ".
_فهمت لااظن ان فرانك العجوز الطيب هو الذي اوجد هذه الفكرة في راسك اليس كذلك ؟".
قالت وقد ثار غضبها :
_لشد ماهي كريهة طريقتك هذه في الحديث عن ابي كلما جاء ذكره بيننا انك تحاول ان تشوه ذكراه اليس كذلك ؟".
_كلا ,انني احاول ان اجعلك ترينه على حقيقته بدلا من ذلك البطل الذي جعلته في مخيلتك ,ولكن ارجوك ان تنسي والدك ياايما ,لقد امضينا نحن الاثنان وقتا طويلا مشغولين به ,عندما كان حيا ,اليس بامكاننا بعد ان مات ان نركز كل منا اهتمامه في الاخر".
كان يتكلم وهو يمد اليها يمناه واضحة للصداقة ,فوضعت يدها في يده بحذر وقد تلاقت اعينهما كان ينظر اليها بثبات بينما التوت شفتاه بابتسامة باهتة وابتدا قلبها يخفق بعنف ,تالقت عيناها الخضراوان فجاة بالبهجة وقالت برقة :
_لاباس ياريتشارد دعنا نركز اهتمام كل منا في الاخر ".
كانت الشمس تميل الى الغروب عندما خرجا اخيرا من المقهى توقف فجاة وهما في طريقهما الى السيارة وقد بان على ملامحه اهتمام ثم قال بسرعة :
_انتظريني لحظة هناك لوحة مكتوب عليها للبيع على قطعة الارض تلك امام الشاطئ لن اغيب اكثر من لحظة ".
منتديات ليلاس
فتابعت ايما طريقها الى السيارة ,ولكنها مالبثت ان ادركت ان المفتاح ليس معها وانتابها شعور غريب وهي تقف في موقف السيارات تمسكت بمقبض الباب تستند اليه بعد اذ شعرت باحدى حالات الدوار تلك تجتاحها ,
وانتابها شعور بالغثيان وهي لاتكاد تشعر بسخونة المعدن الذي احرق راحتيها تنفست ثلاثة او اربع مرات ,
ثم ابتدا الدوار يتراجع ,
تملكتها الحيرة ماالذي يجري لها ؟ انها لم تشعر بمثل هذا في حياتها هذا الغثيان المفاجئ التقزز والاشمئزاز لرؤية بعض انواع الطعام ....ثم وببطء ابتدات شكوك لايمكن تصديقها تتكون في ذهنها .
منتديات ليلاس
هل من الممكن ان تكون حاملا ؟.
..........نهاية الفصل السادس............
|