كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
ظلت ايما صامت لحظة وهي تعض شفتها ,لقد شعرت بضيق بالغ اذ تراه يحاول جرها لتشاركه خططه في تجديد المنزل والحديقة خصوصا وهي تعلم انهما لن يمكثا معا سوى ثلاثة اشهر .
اهي مجرد لعبة خبيثة يجريها معها ؟ ام انه يريد حقا ان يشركها في حياته ؟سالته :
_منذ متى امتلكت المنزل ؟".
_منذ ثلاثة اشهر فقط لقد بيع بعد وفاة صاحبته ,وهي سيدة مسنة كانت تعيش فيه وكانت اكثر وهنا وضعفا من ان تتمكن من العناية به ,ولكنني اظن انه عند اصلاحه سيصبح بيتا ممتازا ".
ولم تتمكن ايما الا الموافقة على تقييمه هذا عندما طاف ريتشارد بها داخل المنزل ,فقد كان داخله كحديقته منبئا عن فخامة وابهة مر عليهما الزمن ,كان ثمة ثريا ضخمة تنير المدخل الفسيح المغطى بالقرميد والمزين بالفسيفساءوالسلم الرخامي بدرابزينه الحديدي الاسود القديم الطراز والذي يقود الى الطابق الاعلى ,
ولكن ورق الجدارن كان قد غطته الرطوبة بالبقع وتمزق في اماكن كثيرة كما كان الهواء مشبعا برائحة العفونة الناشئة عن الهجران الطويل للمكان والقى ريتشارد بحقائبهما الى الارض دون اكتراث ثم تحول الى اماندا قائلا ببشاشة :
_شكرا لملاقتنا في المطار ,ولكنني اظن انه قد حان وقت عودتك الى المكتب ".
_يمكنني ان ابقى اذا كان هناك اي شيء اخر انت بحاجة لقضائه".
_كلا لاشيء هناك ,لقد قمت بالثير لاجلنا ".
شعرت ايما بغيرة مفاجئة مؤلمة كطعنة خنجر تطعنها في الاعماق لدى رؤيتها لتلك النظرة التي قابلت اماندا لها كلماته هذه ,انها تحبه قطعا فذلك ظاهر في ملامحها
بجلاء .منتديات ليلاس
ولكن ماشعوره هو نحوها ؟.عندما اغلق الباب خلف المراة الاخرى حاولت ايما ان تخفي شكوكها هذه .
سالته فجاة :
_كيف ستعود اماندا الى المكتب ؟".
_لقد تركت سيارتها هنا ,انها تفعل هذا غالبا ,والان هل تريدين ان تلقي نظرة حول المنزل ؟".
_ليس الان ان مااريده حاليا هو الاغتسال وفنجانا من الشاي ".
اوما ريتشارد براسه كان ينظر اليها بعدم اكتراث كاي رجل غريب .
قال :
_تعالي الى الطابق العلوي لاريك غرفة النوم فهذه على الاقل جددت ,انها والمطبخ ,اول شيئين قمت بتجديدهما ".
فتبعته صاعدة السلم الى غرفة نوم فسيحة مظلمة اجتازا الغرفة ليفتح باب زجاجيا ثم مصراعا خشبيا مستطيلا على شرفة خارجية, وتدفق الهواء النقي واشعت شمس الى الغرفة كانت الجدران مكسوة بورق مزخرف بينما انبسطت على الارض سجادة خضراء سميكة بالغة النعومة .
ولكن السرير هو الذي احتل معظم الغرفة ,كان سريرا واسعا من خشب الماهوغاني المحفور وخلفه ستارة مخططة بالابيض والاخضر تصل الى السقف ويعلو السرير غطاء من الحرير الصيني الطبيعي ذو رسوم ملونة لطيور وازهار .
وخزانة ثياب من خشب الماهوغاني ,ومناضد ملاصقة للسرير وفتح ريتشارد بابا في جدار ,مخفي المعالم حمام مزخرف برخام ابيض واخضر ,وذو صنابير ذهبية اللون .
قال متهكما :
_هذا هو الحمام فامضي فيه ماشئت من الوقت ثم انزلي الى الطابق السفلي حيث نتناول الشاي ,والمطبخ هو الباب الثاني الى اليمين عندما تتركين السلم ".
|