وكانت العمة لو وهرقل والاطفال فى انتظارها على الرصيف البحرى عندما اخذ الزورق ينزلق من خلال القناة الى البحيرة , واستبد الفرح بالعمة لو حتى انسابت الدموع على وجنتيها وهى تمد ذراعيها وتضم جولى الى صدرها وتتمتم : يا حبيبتى , ظننت اننى لن اراك مرة اخرى 0
وقال هرقل وهو يعتصر يد سيمون فى يده : انت رجل شجاع يا كابتن كنت اعرف انه لن يستطيع غيرك اعادة جولى من تلك الجزيرة بعد هبوب الاعصار 0
- لا داعى للقلق يا عمة لو . فجولى لم يصبها اى اذى , هيا نرى ما حدث من خسائر هنا 0
وبرغم ان سوليتير قد نجت من الدمار الذى اصاب اوراغان . الا انها لم تفلت تماما من اثار الاعصار , اذ ان بيت ال تمبل الذى كان يبدو من البحر سليما , طار جزء من سقفه واصبحت غرفة نوم .. جولى مكشوفة للسماء وابتل الفراش تماما بماء المطر , كما فقدت غرفة عمل ابيها جزءا من سقفها , وتناثرت لوحاته وعدة الرسم على ارضها . اما غرفة النوم الرئيسية فقد فقدت بابها ونوافذها وسقطت خزانة ملابس جيزيلا...
ومع ان المطبخ الذى يقع فى مؤخرة البيت كان لا يزال قائما ، فان كوخ العمة لو انهار . وعندما نظرت اليه جولى فى هلع , قالت لها العمة لو : انها ليست ماساة يا حبيبتى , وسرعان ما سيبنى هرقل مكانا جديدا , ولكن بعد ان يرمم منزلكم اولا 0
وقال سيمون الذى كان يتحدث خلفهما مع هرقل : اهم شئ هو ابلاغ ابيك فى نيويورك ان الجميع هنا فى امان . ساتصل به من سان فنسانت مباشرة , واعلمه بالامر 0
فقالت جولى موافقة: اجل , سوف يستبد القلق بابى عندما يعلم نبا الاعصار , ولكن لا اريده ان يهرع عائدا وتضيع عليه فرصة المعرض الفنى . اذهب انت الى سان فنسانت فى طريق عودتك الى بربادوس 0
فقال وقد قطب جبينه : ليس بهذه السرعة , فانت لا يمكنك البقاء وسط هذه الفوضى ، ان ترميم المنزل يستغرق عدة ايام , فضلا عن انك بدون القارب ستكونين معزولة تماما 0
- وماذا تقترح ؟
فجذبها من ذراعها جانبا وهمس : لعلك نسيت ان والدك قد يبيع هذا المكان , فاذا فعل ذلك فسوف اعيد بناء المنزل بالاحجار , ولذلك لا داعى للبدء فى الاصلاحات حتى تتم تسوية الامر . اقترحت على هرقل ، ووافق هو , على ان افضل خطة للعمل , الى ان يعود والدك . هى ان اخذ اسرته الى اقاربهم الذين يعيشون فى بيكويا وتاتين انت معى الى بربادوس 0
ومضى يقول : سيساور والدك القلق بالتاكيد اذا عرف انك هنا وحدك وسط هذه الفوضى , ولكنه سيعرف انك فى امان مع اسرتى فى بربادوس 0
- ولكننا لا نستطيع ترك الامور كما هى هنا 0
- نستطيع ان ناخذ معنا الاشياء القيمة 0
وبدات جولى تقتنع بمنطقه , فقالت بعد لحظة : حسنا , سابدا فى حزم اشياء ابى0
وفى العاشرة . كان كل ما تريده قد نقل الى الزورق , ووقفت جولى على سطح سيفيرار يساورها احساس مخيف بانها قد لا ترى سوليتير مرة اخرى . وعند الغروب , كان الزورق ما زال قابعا تجاه كنغستون , المدينة الرئيسية لجزيرة سان فنسانت البريطانية التى افلتت من الاعصار بعد ان انحرف عنها نحو الشمال0
اما سيمون فتوجه الى الشاطئ وحده لارسال برقية اطمئنان لال تمبل فى نيويورك , ولدى عودته قال فى ايجاز انه سينام بضع ساعات , وانهم سيصلون الى بربادوس التى تبعد 95 ميلا نحو الغرب . بعد حلول الظلام 0
وقضت جولى فترة العصر جالسة بمفردها على السطح الامامى ، وعندما غربت الشمس سمعت صوت سيمون ياخذ حماما , فهبطت الى المطبخ لتعد القهوة والبطاطا 0
وكان الزورق قد تحرك عندما حملت اناء القهوة وصعدت به الى غرفة القيادة . وسالته : متى نصل الى بربادوس ؟
- مع اضواء النهار الاولى تقريبا , ولو كنت مكانك لاويت الى فراشى , فانت تبدين مرهقة 0
كانت لهجته مؤدبة تماما , ولكنها كانت تعرف ماذا يقصد لقد ضاق بصحبتها ويريد الانفراد بنفسه , لا شك انه فى اعماقه يلعن اضطراره الى رعايتها , ولولا الصفقة التى يسعى لعقدها مع ابيها لما اهتم بامرها , ولكنها لن تفرض نفسها عليه , فقد ترك والدها مبلغا كبيرا فى الخزانة الحديدية الصغيرة ، وبمجرد وصولهما الى بربادوس . سوف تنزل فى فندق وتنتظر عودة ابيها 0
وقالت بلهجة حادة : طابت ليلتك0
فقال بدون ان ينظر اليها : طابت ليلتك 0
منتديات ليلاس
وفى فراشها الصغير بقمرتها لم تستطع النوم , ظلت تفكر فى ليلتها السابقة , وعندما افترشت الارض الصخرية الصلبة , وكانت هناك ذراع رجل قوى حول خصرها , وانفاس دافئة تنفث فى مؤخرة عنقها 0
وعندما استيقظت . عرفت على الفور انهما بلغا وجهتهما , فقد سكتت المحركات , وسمعت خليطا من اصوات غير مالوفة على مقربة 0
وازاحت ستائر النافذة جانبا , ثم نظرت الى ساعتها . لقد جاوزت الساعة التاسعة0
ودفعت جولى اغطية الفراش عن جسمها . ثم زحفت للامام لتنظر من كوة المقصورة , كان اليخت سيفيرار يقف قريبا من رصيف ميناء , ولم يكن فى استطاعتها ان ترى غير مجموعة من السيقان السمراء , وبعض الاقدام الحافية , وبعض النعال التى تعلوها بنطلونات قصيرة او قمصان زاهية الالوان , وقالت لنفسها انها لا بد ان تكون هذه بريد غتاون عاصمة بربادوس 0
وسمعت طرقا على الباب ثم صوتا يقول : طاب صباحك ؟ اننى شارلوت تيرنان0
دخلت الفتاة المقصورة وهى تبتسم وبدت نحيلة ترتدى ثوبا جميلا , ولها شعر احمر وعينان عسليتان وقبل ان ترد تحيتها . لاحظت جولى شيئين ، وهما انها لم تكن تحمل اقل شبه بسيمون , وانها تضع فى اصبعها خاتم خطوبة رائع من الزمرد , وخاتم زواج من البلاتين 0
وقالت لنفسها : كيف لم يخطر لى ذلك . انه متزوج ، وهذه هى زوجته0