وتحاملت جولى على نفسها لكى تريح راسها على كتفيه وقالت : اجل اننى لم اشاهد اى باليه ابدا ، اعتقد انك شاهدته 0
- كوفنت غاردن بلندن ... وربما ذهبنا الى هناك يوما ما ، ان رائحة شعرك جميلة0
كانت لاول مرة فى حياتها تضع طاقية سباحة على راسها فى الماء حتى لا تفسد تسريحتها وقالت : انه العطر الفرنسى الذى اعطتنى اياه امك . الرياح الخضراء 0
- اننى احبه 0
وامسك يدها اليسرى وفرك بها وجنته وقال : يستحسن ان احلق ذقنى 0
فقالت بدون تفكير: هل تفعل ذلك ليلا ؟ اعتقد انك حلقت ذقنك فى الصباح 0
قال وهو يضحك : العزاب يحلقونها فى الصباح ، والازواج فى الليل 0
وبدات ترتعش كانما تشعر بالبرد ، كان شيئا لا يمكنها التحكم فيه . وكلما حاولت ايقافه زاد سوءا 0
ورفع ذقنها الى اعلى واجبرها على ان تلتقى عيناها بعينيه ، وقال : هذا شئ سخيف، انك خائفة جدا ، ليس هناك ما تخشينه يا جولى 0
فقالت متلعثمة وكادت دموعها تتساقط: اعرف ، اعرف انه ليس هناك شئ ... ولكنه رغما عنى 0
فنهض واقفا واوقفها معه وقال: انك مرهقة جدا هذا كل شئ ، كانت الاسابيع الماضية وقتا عصيبا جدا بالنسبة لك ، وهذا هو رد الفعل ، ليس هناك ما يثير القلق ، اذهبى الى الفراش ، واستغرقى فى النوم يا حبيبتى ، وستشعرين فى الصباح انك اصبحت فتاة اخرى ، وساذهب للسباحة قليلا ، ولن ازعجك عند عودتى 0
ثم طبع قبلة على قمة راسها وقال : غدا يوم اخر ، احكمى الغطاء حولك واستغرقى فى النوم!
عندما استيقظت فى الصباح التالى كانت الساعة قد بلغت التاسعة ولكنها لم تسمع اى صوت يدل على تنقل سيمون فى المكان ، كما انه لم يكن على الشاطئ ... او فى البحر . واغتسلت جولى وارتدت ثيابها ، ثم سارت على اطراف اصابعها عبر الشرفة وفتحت باب غرفة النوم الثانية بخفة 0
منتديات ليلاس
كان راقدا على ظهره وقد احاط الوسادة باحد ذراعيه0
ومرت ساعة اخرى قبل ان ينهض ، كانت كافية لتقرر ما يجب ان تفعله . كانت فى الليلة الماضية مرتبكة ، اما هذا الصباح فهى هادئة ، صافية الذهن . وفى امكانها ان ترى الموقف بتعقل وليس من خلال عدسات العاطفة المشوشة 0
وعندما جاء الى غرفة الطعام قالت بهدوء: صباح الخير 0
-طاب صباحك ، منذ متى وانت مستيقظة ؟
- منذ حوال ساعة ونصف ساعة 0
-كان ينبغى ان تهزينى ، اذ يجب الا نتاخر فى الانطلاق نحو بيكوبا0
- لقد فكرت فى ذلك حقا ، ولكنك كنت مستغرقا فى نوم عميق 0
- وكيف نمت انت ؟
- جيدا ، شكرا لك 0