(7)
..
ليلٌ أصم أجوَف .. ونهآرٌ أعمى أبكَم !!
شَمسٌ تَتَوسًط كَبِد السماء فَ كَأنها نارٌ مُتَسٍعٍره رَمضاء
تَلتَهُم كُل مَا تَحتَها دون عَناء ..
فَ تُثار لِ حرارتها الأعصاب
وتَحتَقِن رُؤوس البَشر بِ حِمَمِ المُشكِلات
وَما أن تَتَلبًس السَماء ظُلمةً خَرساء
حَتى يَتجلى في أعلاها .,
قَمرٌ باهت مستدير ,, مُنغَمِس في رُطوبَه مُقرفَه ,
دون اي نَسمة هَواء
فَيطبِق الضيق على الصٌدور .
وتَتَضَخم دَقًات القُلوب ..
.,
ثلاث أيام تَعاقَبَت بِسِكون مُريب وَ (كُلٌ في فَلَكٍ يَسبَحون )
تلاها ليلَتَان فَارِغَه مُزٍقَت مِن التًقويم دُون أن تَحوي أي فائِدَه
تَصارَعت بِها عقارب الساعات وتَوغلَت اعماقِها غُصون الشًتات .
تَزاحَمت بِها انفاسُ الصًامِتون وتشعبتها ليالي الهَتون,
حَتى بات الأسبُوع مِن أثقَل الأسابيع
وأمسَى بِلا تَفاصيلِ .,
.,’//.,’
الخَميس ..,
,’
الأجواء حَميميه دافِئَه كُل الأحاسيس جَميلَه ذآئبَه
ارواحٍ مُتَعانِقه اوشَكت ان تُلامِس بأطرافِهاعِنان السًماء
بِ استِثناء صَرَخات نَجد بين الحين والآخَر .,
ليلة تَعليق العُقود فَرحاً وطَربا بَعودَة المَفقود
هي ذاتها ليلة تَوثيق العُهود والوُعود ,,’
ما كانت (ريم) الا فَتاة احلامِه اللتي عانَقت مناماتِه كُل ليلَه
وأهدَته الحياة بِ مَعانيها الساميه .. على اطباقٍ ذَهبيه ..
ما كانَ هُوَ في عَينيها الا وِسام الرجٌولَه
وقَبَسُ مِن نور يُضيء لَها دَهاليز الأيام أن استوحَشت عَليها ظُلمَةً .
.,’
خَلفَ مَنزِل الجَد تَختبِئ المَواقِف الحالِمَه..
تَحتَ اضاءات (السور) الخلفيه الخافِتَه بُعداً عن أصوات العماله
الصاخِبه المُنبَثِقَه مِن الساحَه الأماميه للمَنازِل الثًلاث ..
يَقِف هُوَ بِهيام غارِق في بَحرِ عينيهاالعَميقَه
في حين ارتِكازَها على الجُدران وأحمِرار خَديها مَع( فُستان )
تَشًبًع بِ دَرَجات الليلكي البَارِد .. تَمايلت اطرافِه على آخِرِ القَدَم
بِ أكمام مِن (الدانتيل )الشفاف كَست كِلتا يديها سِترا وَعَفاف
فَاضفَت اللمسه الأخيره على ,الهِندام, حُلةً وَبَهاء,رونَقٌ أخاًذ
(كِرِستال) تَعتليه لَمعه ذًهبيه سَاحِرَه ثَبتته في اعلى اليَسار .
معَ تَناثُر خُصيلات مِن شًعرها البني القَصير واللذي
وَهَبَها آيةً مِن الجَمال ..
هَمَس وهو يُمسِك بِ الكِرستال الامِع
ويتأمًل عينيها بِ اعجاب : هانت يا قَلبي ابوي اليوم قَدًام
الرجاجيل بِيحدد موعد الزواج وبيعطي عمي المَهَر .
.
ارتَفَعت عينيها الى عَينيه بِ خَجَل : وِمتى بِيخليه ؟؟
ابتَسم ابتِسامَته العريضه وهُوَ يُعيد تَرتيب شِماغه الأحمَر بِفَرَح
: شهرين تكفيك ؟
قَطًبَت حاجبيها وَ قَبل ان تَتَفَوًه بِ أي كَلِمَه اكَمل : والله لو تقوليلي
قليل وما يمديني ياويلَك ,, ماصدًقت انا امتى خَلًصت
تأتأت : والله مِن جِد ما يمديني .
احكَمَ قبضة يديه على كَفًيها وهُوَ يَتَعَمًق في تَفاصيل المَلامِح
مِن انحِنائات الأنف لِ بَريق تِلكَ العينين : صَبَرتي علي كِثير ياريم
خلاص جانا الفَرَج الحمد لله اضبٍط وضعي واكمل اجرائات عملي وانتي
تِخلصين امورِك ابي افرٍح نفسي فيك ,
النًبره خافِتَه تَخفي وَرائَها الاف الأمنيات ,, وتُثير في خَلَجات نَفسِها
ملايين الأمتِنانات
..
انتَشَلَها مِن لَحضات سُكرِها صَرخااات نَجد ثُمً نَثرت احرُفَها بِحَرَج
: طيب خَلاص اللي تِشوفَه.
قَبًل جَبينَها على عَجل في حين تَخصٌر نَجد بِغضب : قل والله انت وياها ؟
انا قاعده هناك الهٍي ابوي عنكُم وانت ولا يَمي ..
قَهقَه : حرمتي وانا حُر ابوي الله يِصلِحه لو يبطٍل
هالعادات كان احنا بِخير بدونِك.
اقتَرَبَت أكثر بِ ابتِسامَه ماكِرَه زادَت مَلامِحها دَهَاء
: انا لو انخَطبت اول شَرط بشرطه على
ابوي اني اشوف خطيبي واقعد معاه قبل العِرس .
اردَفَت ريم بِحَرج مِن وُجود حاتِم : والله لِ تهججينَه.
اعتَلَت ضِحَكاتِه الصاخِبَه حَتى مَلأت أرجاءالمَكان ثُمً
ذهب يَحُث خُطاه على الأبتِعاد هَرباً مِن سِحر عينيها الآسِر
وتَحسٌباً لِ انفجار قنابِل نَجد المَوقوتَه ..
..,
وما كانَ بينَ هذا وَ ذاك بين هَيَجان نَجد وقُبَل الجَبين
الا أعين الباغِضين وقُلوب الحاسِدين فَ بَشرٌ مَوبوئين يصطادون
التًفاصيل ويَقضمون (الأضافير) حَتى بات مأواهُم الأنسَب
مَصحًات شِهار اللعين
.,’//.,’
..
الشوارِع تِحتري .
طَي اقدام الحبيب .
والزٍحام بِيختفي .
لحظة مرورك يالحبيب .
وكِل جده بتِحتفِي .
بِ ليلة رُجوعِ الحبيب.
حَتى نَفسي بِترتوي
يوم اعانِق هَالحبيب
انثى الحُلم
.,’
في الثًامِنَه مَساءً
,
الدًقائِق مُختِلفه لأول مَره تَحمِل الفَرَح الحَقيقي بينَ ثناياها
مِن اسابيع ,
والليالي الحالِكَه تَبددت وَ تبعثَرَت على رجاءات اللقاء
أراد الرب ان يَهبَها الطُمَأنينَه .
جازا صَبراها احسَانا وابتِهالاتها فَ انتِحاباتِها عَفواً وَغفرانا
.,’
(بِتقِر عينك يا مَريم ). تَرنًمت تَلكَ الأحرف على شَفتاي
الجَد بِ أبتِسامَه عَريضه وَهوَ يَراها تَتَخَبًط بَين الخَدَم بِ جلابيه
تَمازَجَت الوان الطيف بِها حَتى باتت تَأسُر الناظِرين
..
التَفَتت اليه بِروح مُختَلِفه بِ أحسيس مُختَلِفَه بِ فَرحه فاقَت
مَعاني البوح واعتلَت فَوق الـ 28 حَرف تَخَطًت مَراحِل الصًمت
وقَتَلت نَحيب الفَقد.
ارتِجاف الفَك السًفلي خيرُ دَليل عَلى عمق مَعاني الفَرَح
تساقُط الدمعات برهانٌ كَبير وأهتِزازات كَتفيها أقوى تَعبير
اجابَت اخيراً : الحمد لله الحمدلله يا يبه والله مِن قالي سُلطان
وانا مَستانسه ..
تَغرغرت العينين مِن جَديد جَعل محد يذوق اللي ذقتَه
., لازال مُنصِت لِ حَديثَها مُستَشعر عُمق احاسيسَها
اقتَرَبَت وهي تُكفكف فَرار دَمعاتِها .
َقبلت رأسه بِحب فَ أكمَلت : وجعلي ما اخلى مِن حِسٍك يالغالي
...
ابتَسَم بِمَكر وَهوَ يتخَطاهُم مُتًجِه الى تِلك السًلالِم
: وش هالزين وِش هَالحَمَر وعلبة ألوان كِله عشان جابر جاي ؟؟
ابتَسَمت هي بِحَرَج مِن هَمساتِه المُلامِسَه لِ أوتار القَلب
مَع اشتِعال الوَجَه واحتِقانِه بِ تَدافُع الدٍماء :انا عمتك
احترمني لو بالكِذب ياخي .
تَجلًت ضِحَكاتِه المُميزَه مِن نوعِها في الآفاق واللتي لا تتناغَم
مَع بَحتهِ الشَهيرَه الا وَيعلَم الجَميع انهُ ثَمة هُناك ابتِهاجٍ حَقيقي .
..
زَفَرَ الجَد التًعب مِن اعماقِه وهوَ يَتًكَأ على احدى كَراسِ الزينه
المُحيطه
بالمَدخَل (المُزَركَش) : راحو العُمال يا بوك ؟.
اومأ بِ رأسِه بَعد أن اختَفت ابتِسامَته وتَبدَل وَضعِه للجديه : ايه
حاسبتهُم وغيث بيوديهم للمحطه القَريبه طَلال خَذا الددسن وبيجيب
العشى ع الساعَه 11 . بيت الشًعر جاهز وِ العالم فيه
كُل شي على ما تَبي بَس انت ارتاح .
اردَفت مَريم : يبه ما خذيت دواك صَح .؟
ابتسم الجد : فَرحتي بِ الخبر نستني روحي جيبيه .
تَحَرًكَت مِسرعه وهي تَتلًمس بَطنَها البارِز لِ تهدي طِفلَها شيء مِن
الهُدوء والطًمأنينه
الا انها تَذكرت ما تَذكرت فَ استَدارَت اليهم : الا وش اخبارها وديان
مِن جيت امس ما شفتها ونجد تقول ما ترد على جَوالَها ؟؟
قَطًبَ حاجبيه والقلَق بَدأ يَتوغل أعماقِه : بخير ما عليها خِلاف
اكمَلَت وهي تَتجِه الى الداخِل : قولها لازِم تَنزِل !
آثَر الصًمت في حين انتِثار احرف نَبَعَت مِن اعماق الجَد : اتقي الله
في عبادَه ولا تثوٍر ضيمَك المَكبوت مِن بنت مِحَمًد فيها.
ابتَسَم ابتِسامَه غامِضه زادَت مِن
لَمعة عينيه فَ مَضى يُجرر الخُطا وَ يَتسلًق السًلالِم
بِ أحاسيس مُبَعثَره .
.,’//.,’
تَنفَجِرُ سماءات الجَنوب في ليلةٍ الخَميس فَ تُغدَقُ جِبالَها
الشاهِقَه بِ الخَيرات وتَمتلأ صدور ساكِنيها بِ العَديد مِن الأمنيات
قِيل لَها أن الدُعاء تَحت المَطر مُستَجاب .
وقيلَ لَها أن أول قَطر تَتهاوى أرضاً مِن اعالي غيمَةٍ سَوداء
ِبأذن العزيز الجَبار ماهِيَ الا شِفاء..
وقيلَ لَها أن المَطر يَغسِل الجِراح فَ ينفُض غُبار النًفس
ويَبعث الأنتِشاء... ما كانَت تِلكَ الأقاويل الا
بَعض مما يَتزاحَم في اطراف قَلبِها وجَنَبات عَقلِها
اضافه ما تَحمِلُه الذاكِره لِ سُطورِ مَلفاتٍ عَتيقَه
مُهتَريه شَأنِها ان تَهُبها شيئاً مِن الجنون ..
ايامُها اللتي مَضت كانت حافِلَه بِ العَجائِب وَ العَديد مِن صٌدَف
باليه ., لم تَضفي عليها شيئاً غير أنها استَنزِفت لديها
كُل المَدامِع اللتي أُطبقت الجفنين عليها طيلة تِلك الأعوام
بِ بِعنف خَشية ان تتساقَط فَيفضح امرٌ ما ألمً بِها
لازالت ...
تَستَنِد على جِذع شًجَرَه كَبيرَ بِوَهَن عَظيم روح زَعزَعَها الفَقد وَ خَذَلتها
جُيوش الحَنين..
كَيف استَطاعت ان تَهوي بأوجاعِها الى تِلك الأعماق السًحيقَه داخِلَها
دون أن تَهذي او تَبوح
كَيفَ استَطاعت أن تَشتاق لِ سَيفٍ اجتَرًها في ساحَةٍ مِن بَشر
وَمَزًقَ احشائَها !!
وكَيف استَطاع هُوَ بَعد كُل تِلك الصًفَعات اللتي اهداها لَها وَ اكوام
الذٌلٍ والحَرمان اللتي جَرًعَها اياها ان يُسثيرَ او جَاعها اللتي
القَت ولياليها اللتي شَيًعت جَنائِزها.,
,,
اغمَضت عينيها بِحُرقه تَنخر القَلب كَنخر السوس في الأسنان فتَساقَطت
الاف الدمعات حَتى اعتلت الشًهقات بِ انين لَهُ حَجرشَه كَ بُكاء ثَكلا
مَكلومَه ..
انتَفَضَت عَلى يَدين نُجود اللتي حَركت كَتفيها بِشِدة وهي تَصرخ :
تبين تموتين ؟؟ لك ساعتين في ذا البَرد ما تحسين انتي ؟
في الجَوف حُرقه عَجزِت اعوام البَرَد أن تُطفِئَها
وَفي القَلبِ غَصًه فاقت حُدود التًعابير صَرَخت مِن حُر ما بِها
المًظلوووم مَنه لَه ؟؟
لازالت نُجود تَختَبِئ تَحت قَطعه (كَرتونيه ) خَشية ان تُصاب بِ الام
ظَربات البَرَد على رَأسِها
رُغَمَ أن قلبها يَتفطَر على حال المً بِ ( النوري): لَه الله يا بنت
الحَلال بَس تَعالي ادخلي مَعايه .
ابتَعدت عنها وهي تترنًح حَتى تَوقفت وسَطَ المَكان وقَت اشتِداد
الأنهِمار وتَعالي اجيج الرٍياح حَتى خُيٍلَ لِنُجود أن جَسَد نورَه
النًحيل سَ يَتَطاير مع ذاك الأعصار .
: ارجعي يا مَجنونه بتجيبين اجلك .
جَمعت كَفيها رَفَعتهم عاليا واخذت تَصرُخ بِصوتٍ مُختَنِق بِ الكاد أن يُسمَع
:
يارب ان كان ظَلمني لا تَهنيه بِ حياتَه يارب تَنزعه مِن قَلبي
يارب تاخذ لي حقي مِنه .
فَتَهاوَت ارضا على رُكبَتيها بِ تعبٍ شَديد ..اجتَذبَتها نُجود وادخلتها
في حين صدمة حميدان لمنظَر انهِيار جَبلِهِ الصًامِد
أمتدت يديه وحمَلَها مَع امرأة الجار القريب واللتي لو أنجَبت بَطنُ
امٍها الراحِلَه فَتاه ثانيه لَما كانت بِ مَشاعر الأخوه المتَجليه بينَهُم
وكَ أن الرب يبتلي عِبادَه المُؤمِنون مِن جِهه لِ يَهبُهم البَدائِل مِن
الأخرى رَحمةً مِنه وَعفوا .
.,’///.,’
الليلَه باتت مِن ضِمن القَوائِم الأستِثنائيًه ثَلاث ايام تَصرًمَت وهي
تُحاوِل
جاهِدَه ان لا تَلتَقيه ألبَته امتَدت يديه وَطَرق الباب بِهدوء
ثلاث مَرات مُتتابِعه تلتها الرابِعه فَ الخَامسه
وَمامِن مُجيب الا سُكونٍ مُريب رَكَلَ بِ المَحضورات ارضا
تَخطى تِلك الحدود اللتي وَضعها مِن قبل لِ كَلمات العمه اللتي
أحدِثت وقعاً في نفسِه
فَتَح مِقبَض الباب فَدَخَل !!..
دارت بُؤبُؤة
عينيه بِجُمود في عُتَمةٍ كَبيره يَكسووهاالظَلاااام كَأنٌها
احدى القُبورالحالٍكَه ,,
(السًتائِر السًوداء مُغلَقه ) بُرودَة التًكييف تُوحي بالتًجَمٌد ..
الكَئابَه تَشبثَت في الجَدران والهُدوء أعَتَلى سَقف ذاك المَكان
جَسَد مُتَكوٍر فَوق السًرير تَحت ذاك الغِطاء وما خُفي كانَ اعظَم
تَقَدًم اليها بِهدوء وَهوَ لايَزال عاقداً حاجبيه هَمَس بِ أسمِها : وديان
امتدت يديه الى جانِب مِن جَسَدِها فَ هَززها : وديان
فَتَحت عينيها المُتورٍمَه بِبطئ جَذبت الغِطاء لِ تواري عينيها
وهي تُتمتم بِ : هممم
سَحب الغِطاء مَره أُخرى منها بِعنف
حتى بَدت لَهُ عينيها المُحمره : قومي ابيك
عادَ الى الخَلف بِ ثَبات
واقتَرب مِن الحائِط حَرك مَفاتيح الأضائه
الى أن انار المَكان بِ أكمَله في حين اندِساسِها مِن جَديد في الغِطاء
صَرخ بَعدها بِعصبيه : وبعدين مَعاك ؟؟؟؟؟؟
تأفأفت وَجلست ثُمً احتَضنت الرأس بين يديها وَهمَسَت بِ ضُعف :
وش تبغى ؟
ابتَسَم بِ استِهزاء : ابتصوًر جَمبك .
حَدقت بِهِ ثوانٍ عَديده بأجفانٍ كَئيبه حَزينَه ونَظرة قويًه عميقه
مالَبِثَت الا ان اشاحَت بِوَجهها وَأنزَلت سَاقيها فَحررت دَمعه عالِقه
على رِمشيها بَ طَرف سَبابَتَها
تَرنًحت بَعض الشيء الا انها استَعادَت تَوازنها ومضت في طَريقَها
ل (ِدورة المياه )
حتى تَسَطيع ان تَستوعب ما هوَ فاُعُلٌ بِها
فَهَمَس مُحاوِل ان يَستَثير جُنونَها عَلها تَثور كَ العادَه فييقن انها بِخير
:يوم أكملك يا مُؤدًبَه رُدي مو تَطنشين وتمشين
والا ما تَعرفين اداب الأستِماع ؟
التَفَتت اليه وهي اللتي باتت قَريبه مِن فَتحة الباب مَنحته نَظره
مُختلفه عَن تِلك اللتي كانت في عينيهاقبل ايام .
بَريق (الشًقاوَه) انمَحى وروح التًحدي تَراجَعَت
فَ كَأنها تُلوٍح بِكلتا يَديها ان كَفى ..
بَثًت اليه خَلَجاتِهاوَصِراعاتَها بِ نَظره , أكمِلت بَعد ذلك
شَق طَريقَها صامِته وَهو لا يَزال يَتأمًل حَلقات السواد
المُستَديره واللتي نَسَجَت على عينيها هالاتٍ مِن الأرهاق والكَثير
مِن اوجاع .
.,/
صَوت اهتِزاز هاتِفِها النًقال على الطاوِلَه الخَشبيه اثارَ الفُضول
فَتقدًم اليه وتلقًفَه بِكلتا يديه .
المُتصٍل نَجد !!
انتَظر الأتصال حَتى انتَهى فَ قَطًبَ حاجِبيه 23 مُكالَمه فائِتَه و7 رسائِل
القى بِهِ في ذات المَكان وجَلَس على اطراف السًرير في حين دُخولَها
اليه بِ بِقَميص ابيض ووجه أصفَر نَفضت الماء مِن يديها في الهَواء
ثُمً تَناوَلت (شَرشَف ) صَلاتِها وافتَرَشَت سُجادَتها دون ان تُعيره اي اهتمام
فَ اشتاطَ غضَبه وتبَعثَرت احرفه بِ استِهزاء : يمديك ع الصلاة ياطاهِرَه
لا بَأس تُحاوِل ان تَبتَسم الا أن ما يُمَزٍق اعماقَها اكبَر مِن ان تُوارِيه
فُقدان السًنَد طَعنَه حتى وأن كان هذا السًنَد مائِل .
وَفاة العَم وانتِهاء اجلِه بِ سوء الخاتِمه المٌ يَنغرِس في شَرايين
القَلب ويَستبيح الدِماء
حياةٌ آيله للسقوط والأنهيار .. زوج اتًخّذها كَ تُحفةٍ ثَمينَه
يُغيض بِها ابناء العُموَمَه وَيكون حديث مَوسِمهم وحين تفتر الأحاديث عنه
سَيركُلَها في اقَرب مَكان
رَفَعت يَديها .. كَبًرت تَكبيرة الأحرام وهي تَراه مُقبل اليها..
خَشية ان تَشتَبِك مَعُه في اي اصطِدام فَ اعصابها مُتلفه مُمزقه تُريد أن
تُعاوِد الحِسابات العم السٍكير ابتاع منزِل الجَد وَمأوى الطفولَه ..
والعَديد من الأمور يتَزمجَر في جَوفِها .
لايَزال يَقِف بِقربَها ويَتأمًل تَفاصيل وَجهها في حين امتِثالِها
بين يدين رَبٍها فَ انسابَت الدموع جاريه
غير أبهه لِ وُجوده او سائِله اطالت السُجود وَانتَحَبت في الرٌكوع
لا يَزال على هيئَته يتأمل انفَها المُحمر
وعينيها المُتغرغره فَ جَبينَها المُصفر وَوجنتيها المُتورٍده
يختِم النًظَر لشفتاها المُبيضه مُتَجففه .. رأفَ بِها أخيرا وَعاد
ادراجِه . : انتظرك في الصالَه اول ما تخلٍصين تَعالي .
امتَدت يديها بَعد ان اتمًت التسليمَتين لِتَمحي اثار البُكاء المُفرِط
وَخَرَجَت اليه فَ اصدَرت : احم احم تَنبيهاً لَه.
وَ أختِباراً لأوتارِها الصًوتيه اللتي تَمنًت لو ان تَخذلَها وتُبكَم
: وش تبي ؟
كَتًفَ كِلتا يديه وارتَفَع احدى حاجِبيه : جابِر زوج مَريم
راجِع الحين بِ السًلامَه وفيه عزيمَه كِبيرَه في بيت عمي احمد
لازِم تُحضرين . عندما استَشف الجمود سَأل :وش رايِك ؟ .
ابتَسَمَت بِ ضُعف : انت اعطيت الأمر خَلاص . أرتَجَف الفَك
فَ أشاحَت بِوجهها عنه وهي تتجه للغرفه : الحين انزِل
تناقُضاتَها اثقَلته وسُطور الحُزن اللتي تَتبًعَها في عينيها اوجَعته
هدوئها عَكس العادَه وَتقبٌل الأوامُر دون ظَوَجانهااثار الأستِفهامات
في ذِهنِه اردَف قائِلاً : البَسي اللي جِبته لك المَرًه الأولى .
اغمضت عينيها بِحرقه دون ان تَلتَفِت اليه ومَضت في طَريقَها .
..
.,’//.,’
فـي مَجلِس أحمد يَجتَمِع المُقرًبَات مِنهُم مَن اعتلت فَرحتها الى قِمَمَ
السحابات ومِنهم مَن تَتربَص لأصطِياد الزًلات ..
وما كان بين الفِئتَيه الا روح مَريم طاهِرَةً بيضاء
بِ ابتِسامَتها المَؤلوفَه ,, وقلبَها النقي ..
هَمَسَت ام أمل الكَريهه واللتي كانت في تَرتيب الجالِسين تَقبَع
بِجانِب ام حاتِم البَغيضه فَ الطيورُ على اشكالِها تَقَع : الا وين
حرمة سِلطان من ذاك اليوم ما لَها اثر ؟؟
اجابَت مَريم بِثبات : قلت لسِلطان يخليها تجينا .
خَفق قلب نَجد خشية ان تُوجٍه السُؤال لَها فَتَعجَز عن الأجابَه
الا أن الأرواح تتآلَف
تَحدًثت بِ أبتِسامَه وبِ صوتٍ عالي : طويييل عمرها شوفُوها تتصل .
فَتَحت خَط الأتصال وهي تنثُر احرُفَها بِصوتٍ مُرتَفِع : وينك يا بنت
الناس تبي تِشوفِك ؟
اكملت بَعد ان تَغيرت نبرة صَوتها وأخذت تَختَفي عن مَسامِعهم جَميعا :
وش فيه صوتِك ؟ يالله الحين اجي آخذك انا ورِحاب
اشارت لِ رِحاب ان تتبَعها وَخَرَجَت مِن المَجلِس بِهُدوء
في حين انقِلاب المَجلِس على رَأس ام حاتِم اللتي اخذت تَحكي لَهُم
عَن تارِيخِها في مَجال التًدريس وكَيف أن ارتقت مِن مَنصب لِ آخر.
..
هُوَ مِن تَراكيب شًخصيات البَشر كَ جَذب الأنتِباه وما شابَه
مِنهم مَن اصغى اليها بِ حَماس وَمنهم مَن تَملل واغتاض مِن تارِيخَها
الحافِل بالأكاذيب .
.,
.,’//.,’
خَرَجت مِن غُرفتها وهي تَرتَدي ما أمرها بِهِ أن تَرتَدي جَلًابيًه مِن النًوع
الفاخِر اكتَسَت بِلون الخَضار مَنَحَتَها مِن الهدوء كَثير .
: يا هلا تو ما نور البيت .
صَرَخت رحاب وَهي تَرتَمي على احدى الكَنبات الماثِلَه في الصًاله
بِ فَرح : مبروووووووووووووك على الأثاث.
اقتَربت وِديان مِن نَجد بادَلتها السًلام الحار وهي تبتَسَم موجٍهه الحَديث لِ رحاب
:الله يبارك فيك يا قَلبي
أدخلت نَجد احدى انامِل يديها في فيها وأخذت تَنثُرالصًفير
في ارجاء الصًالَه : واااااااااو وش هاللبس يجنن ومطلٍعك
نعوووووومَه
نَظرت اليها نَظرة حَسره سُرعان ما اخفتها وابتَسمت :
والله ما حُلو الا عيونِك
يالله خَلونا نَنزِل .
اكملت على عَجل : فيه ناس كِثير ؟
اعتَدَلت رِحاب في قامَتِها : والله بيتَنا مَليان بَس ما عَليك
مِن احد لِبسك حلو وشكلك ما عليه كلام
استنشَقت اكبر قَدر مِن الأكسجين وهي تُحاوِل جاهِده تُهيٍأ ذاتِها
لاصطِناع الفَرَح .
.,’//.,’
هَمَسَت بِوَهن وَ جَسَدَها مُتمَدد على السرير الحَديدي :
ما دَريت اني ضعيفَه لهالحَد .
انسابَت دمعتيها بِوَجَع تَخطى مَراحِل الألم البَحت
: ما صَدًقت أن ابوي راح مَكان بَعيد الا وانفِجِر .
لازالت نُجود تُمَسٍد شَعرها الأسوَد وتنفُث عليها بَعد قِراءة المُعوًذات :
انتي طول عمرك كابته بقلبك ما في شي لو بكيتي وصِحتي اليوم
بس البلا ان نفسك ما هَمًتك وانتي متنقٍعَه تَحت ذا المَطر .
أنا يوم قَالٍي حميدان جيتِك طايره.
التَفَتت اليها بَعدَ ان كانَت تُحدٍق على انحِناءات الخَشب المُصفصف
اعلا السًقف : هو جاك ؟
ابتَسَمَت نُجود : ايه جاني ومتوهٍق يقول النوري احاكيها ما تناظِرني
لها ثلاث ساعات بالمَطر عاد اطير البَس عباتي استأذن مِن ماجِد
واجيك .
أعادَت نَظَراتَها الفارِغه للمَكان ذاتِه وكأنها تُحاوِل جاهِدَه تَشتيت
افكارَ مَجنونَه تَجتاحَها : ليش رِجع ؟ ليش حَرَق قلبي؟
ما صدًقت ادمدم حُروقه الا وِبرجعته يِفتَحها .
اكمَلت وادمُعَها لازالت تنساب بِضُعف مُتَقطٍعَه
كَ أنها قاربَت عَلى الجَفاف : ليش ذَبحني ومَشى في جَنازتي؟؟
يوم قالي حميدان انه رِجع
وان ذيك الشًاميًه مَعاه لَفًت فيني الدنيا ودارت .
يومه يبي يِكمٍل حياتَه مَع وَحده غيري . ليه عَلًقني سنين
وخَلاني احتريه ؟
ليه جاب الظيم لأبوي وهو عَمه مِن لَحمَه وِ دَمه ؟
ليه قال لي يانوري كُلًها سَنَتين تنقِضي بِ رَمشة عين ؟
,,
استِفهامات تَوَشمَت في اعماقِها بِلا اجابات او اشفاءات الغليل.
.
تَغرغَرت عينيها أكثر وأكثر : ليـه يِجازي صَبري بَ الموت ليه قَتلني
وارسَلي وَرقة الطًلاق . اللي ليومِك هذا اقراها ستين مَره ومو مصدقه كِني
اشوف فِلم اجنَبي ؟؟؟
أجهَشَت في بُكاءٍ مَرير يَستَثير القَديم قَبلَ الجَديد
بَكَت ليالي الأنتِظار بَكَت طَلاقَها دون اي سَابِق انذار
بَكَت دنائه تَلبًسَته وخسًه لَفلَفته بَكت حُرقة الأب وخُذلان ابن الأخ
بَكت خَرَزات عُمرِها وَضياع رَبيعَها بَكت غَباءَها الا مَحدود
اهداها صَفعة اخيره شاميه بين يديها طفلٌ رَضيع وآخر يتقافَز
امامَها.
انتَحبَت وَتنهَدت حَتى غَفت في احضان نُجود
,,
خَرَجَت بَعدما مَددتها بِ هدوءٍ وفي القَلب الكَثير مِن النًدَبات لِ حال
رَفيقَتَها .
مَنظرُهم مُحزِن تجلِس الأختان تَحتَضن احداهُما الطفل اسامَه في حين
تَمدد حِميدان اللذي فَز بِالوقوف وقت رُؤية نُجود
.,
اقتَربت مِن الطٍفلتين وأمتدت يديها لأخذ الطٍفِل : هاتيه ,
مَددته لَها فَأحتضنته وانضمت لِجلسَتِهم البارِدَه في حين استِفسار
حميدان : وش فيها النوري ؟؟
نجود : تعبانه شوي لا تُقول لأبوك شي . الا هو وين راح ؟
حميدان بِعفويًه : راح يوصٍل جابِر وابوه لِلمَطار .
شفتي الصٌدف وش لون ؟؟؟؟؟ انا اول مَرأه اصدٍق ان فيه صُدف زي كذا
اومَأت لَهُ رَأسَها بِ استِفسار
فَ اجابَ : يوم ان الشٌرطه دَقو على ابو البنات عشان يِجي يِستلم عياله
من عندنا الا يجي الرٍجال ويِلقى جابر اللي طِلع وِلده من حرمه ثانيه
.
قَطًبَت حَجِبيها : تقولَه من جِدك ؟
اعتَلت الفَرحه مُحياه لأهتامٍها بِ اقصوصَته :
ايه ايه والله مكذب انشدي
النوري بَس الرٍجال شَرح لابوي ظُروفه وخلاهم هنا عشان النوري
قعدت تبكي عند ابوي تبيهم .
ابتَسَمت نجود : عياله كيف يِخليهم .
اقتَرَب مِنها حَتى لا يتَخلل الى مَساِمع الفَتيات ما سَ يقول
: ابوي طَردني
من المَجلس وانا سمعت كل السالفه من ورى الباب بس لو بتقولين
للنوري ياويلك والله لأضرب وَلدك في المَسجد .
لازالت ابتِسامَتها في اتٍساع : يالله قول
حميدان : يقول انه عنده حرمه اولى مَعها عيال كِبيرين
وهو تَزوج ام البنات هذي من 6 سنين
بَس كانت عايشه مَع اخوها ولو اخذ هالبنات بيروح يدور خالة امهم
ويعطيها اياهم تربيهم .
اكمَل بِ ابتِسامَه : الا ابوي طَق الصًدِر وقال
خِذ ولدك وروح وهالبنات متى ما بغيتهم تَعال خذهم بنتي تِعلقت
فيهم .
سَألت وَمعالم الدًهشه على مُحيًاها : وماصًدًق خبر على طول خلاهُم ؟
اومَأ لهُ بِرأسِها: ايه
تَرك مَصروفهم على قولتة مع ابوي الين
ما يظبط وضعه ويلقا لهم مَكان ثم يرجع
يا خُذهم .
.,’//.,’
أغدِقت جِدًه هذا اليوم مَطَراً مِن فيضِ مَدامِعِها فَرَحاً
.. تَخطو خَطَواتِها
الواسِعه بِ القُرب من غيث لمَنزل الجَد حتى تلتَهم مَلامِح سَكَنت
جَناباتِ نِصفها الثاني بِ شغف هَمَس غيث اللذي كانَ هادِئ
على غير العادَه:
عَمه لا تِنصدمين امممم ترى حالته صَعبه .
بَهتت المَلامِح وانسَحَب اللون مِن الشًفَتين . : وش فيه قول ؟
لا تخبي عني .
تأتأ ثُم أردف قائِلاَ وهو يُمسِك كَفيها اللتي بَدأت
تَهتَز : لازم تكونين قويه عشان اللي في بطنك
,اغمضَ عينيه ثُمً أكمل : جابر فاقد الذاكِره ومو قادِر يتعرًف
على أي احد فينا
عمي محمد وجدي قالو روح جيب عمتك يمكن يعرفها او يتذكًر شي.
ابتَلَعت الغَصًه وتَجرًعت الخَبر بروح مُؤمِنَه مُحتَسِبَه .
دَخلت مَجلِس الجَد بَعد أن كفكِفت مَدامِعَها وَرفَعت رَأسَها
لتراهُم . أحمَد وأبراهيم يَقِفون
على بِداية المَدخل يَليهُم العم مِحمد يَجلِس بالقرب مِنه الجد المُوًقر
رُغم تَهجٌم مَلامِحهُم جَميعَها الا انهَا صارَعت خَوفَها
ونَظرت اليه بَعدَ ان القَت السًلام.
فَ تَعانَقت الأحداق بِعناقٍ مُختَلِف هوَ لا يَتذكر مَن تَكون
وَهي لا تَتَذكر الا الأمور اللتي كان سيٍدها.
طالَ الأنتِظار بَعد ان استَشفًت مِن عينيه الغائِره جمودٌ فضيع
بَعد ان تَجرد بَريق الحُب اللذي كان يُغدِقها اياه من عينيه
اخذَت تَتأمًل ..
الجَسَد باتَ هزيلاً للغايَه وانتِثار حبًات الشًعر على اطرافِ الدقن
مَنَح التًفاصيل طابِعاً آخَر هَمَس الجَد المغبون :
هذي حُرمتك يا جابر ما تَذكُرها ؟
اومأب رأسه علامَة النًفي وهو يُطيل التًحديق في انحِناءاتِها مِن الوَجه
للبَطن
حَتى اسفَل القَدَمين دًعًم اجابَته بانبِعاث صوتِه المُحبب لِ مَسامِعها :
ما اتَذكًرها .
تًهَشًمَت تِلكَ الفَرحه اللتي كانَت فَ انسابَت مَدامِعَها حُرقَةً
في حين اقتِراب الجَد مِن مُحمد : ليتك قايل لنا مِن امس كان ما
خليناها تفرح ذا الفَرًح كُله .
قُطَع حدِيثه وهو يَسمَع ابنته المَوجوعَه تهمِس
بِتهدٌج الصوت : المهم انه بخير الحمد لله على سلامَته ؟
.,’//.,’
دَخلت وِديان بروح لا مُبالِيه رُغم ضَحكاتِها لِ تَعليقات
نَجد اللتي تُعقِب عليها رِحاب بِ كَلِمات معدوده ,,
سَ تواري أحزانَها التٌراب وسَ تَدًعي النٍسيان لِ استِغلال
اجمَل الأوقات
فَثمة ليلٍ طويل سَيمنَحها مِن الهموم ما يَسَتنزِف لَها مَحاجَر الدٌموع
هَمَست تِلك الكَريهه الحاقِده وهي تَقف قُرب عنود :
هذا اللون عشق سُلطان مِن زَمان
التَفَتت الى عنود وأكمَلت حتى تَتخلل احرفَها لِ مَسامع وديان :
يا ما وياما اشتَرالي شَغلات بنفس اللون ,
اغتَاضَت نَجد : والله لو تَسكُتين استر لِك ..
صَرَخت تِلك المُتَعجرِفه : نعم نعم ما بقي الا بَزارين يَعلموني وش اقول
ابتَسَمَت رِحاب : هالبَزَر اللي تُشوفينَها عندَها عقل كبير مُتَضخم
حتى اني من ذكائه اشك ان اللي حولَها كُلٌهم اغبياء .
التَفَتت اليها نَجد : وش ذا الرد الله يفضح بليسك مو متناسِق
ابد اسحبيه بسرعه
فَتَحت رحاب كلتا عينيها: الشره ميب عليك على اللي يِساعدك
ويوقف جمبك
اكملت بحُرقه : بعدين انا مقدر اهاوشها كثير بتنحرني عنود
اعتَلت بَعدها قَهقَهات وِديان المُنصِتَه لِ هَمَساتِهِم في حين احتِقان
عنود وامل بِنيرانٍ مِن الغَضب الجارِف
تَنًفًسَت بِعمق وَدخلت المَجلِس بِثِقه مُصطَنَعه وروح تَدًعي السًعادَه الكَبيره
.,
.,’//.,’
صَباح الغَد
..
.,
فـي احدى الفُصول صَرَخَت رحاب وهي تَحتَضن فَطوم بِحب
: والله ان المدرسه شينه مِن غيرِك . ابتَسَمَت الأخرى بِدَورها وارتَمَت
في احضانِها : والله ما وَحشني غيرك .
رَفَعت رحاب رَأسِها عالياً بِ غباء وهِي تُقهقِه :
بَس عشان تعرفين مكانتي في قلبِك
ابتَسَمَت الأخرى بِ عظيم الأمتِنان : مو عارَفه قَد ايش أشكُرك.
والله ان امي متفشٍلَه مِن أخوك بالحيل .
امتَدت يدين رحاب لِ أكتافِها
وهيَ تَرى عينيها المُحمَرًه اوشَكت مِياهها عَلى الجَريان :
اشش لا تقولين
كذا والله احيس اني مِقصٍرَه معاكُم كِثير ودوم اسأل طَلال يُقول رُحت شفته
وطيب مو لازم تروحين .
هَمَست بأختِناق
: والله ان ريان سار يِحبه بِشكل ما تتخيلين كِل شوي يِقول ابي اشوفَه
.
رِحاب : كيفَه الحين ؟
فَطوم :طيب باقي لَه ثلاث ايام ويخرج بَس الكُسور تاعبته
والجبس قاهره مو قادر
يتحرك . اردَفَت بِ امتِنان لِ رَب العِباد :
بَس الحمد لله وين كان وكيف صَار
قَهقَهت رحاب بِصوتٍ عالي وهي تَرى استاذَتها المَقيته واللتي تَكره
تَتَعثر على عَتبات الباب قَبل ان تَدخل فَ اجتَذبَتها
فَطوم للمَقاعِد الخلفيه في احدى صُفوف الفَصل ,,.,, لِ يَبدَأ الدًرس
بِتممات رِحاب وتَعليقاتِها المُضحِكه بين الحين والآخر اللتي تَنتَشِل
فَطوم مِن اوجِ احزانِها .
.,//.,
عِندَما يُريد الرًب ان يُفضَح امر العَبد حينَها فَقد سَ
تُنَكشِف المُبهَمات وتُنقَشِع الغَمامات ..
.,
عَقارِب السًاعَه في سِباق الصًغير يَلتَحِمُ بِ الثالِثَه مَساءً والكَبير
يَتأرجَح بين الرابِعه والخاِمِسه الرٍجال في بيت الشًعر استِعداداً
للغداء اللذي باغتَهُم بِهِ مُحمًد كَ صَدقه مِن اجل سَلامة جَابِر ,
الهدوء يَعُم الأرجاء والساحَه الأماميه فارِغه مِن كُلٍ شَيء الا مِن
صَخَب التًكييفات .,
يَزيد وَ فيصل يتاجَذبون أطراف الحَديث في احدى الزًوايا
غيث يَتَحرك بِ فناجين القَهوه يمنةً وَيسرَه .,’ بِ ابتِسامَتِه الشًهيره
وروحِه الجَميلَه
ما هي الا ثوانٍ حَتى اجتاحَهُم اعصار جارِف .
سُلطان بِ غَضبٍ
كاسِر وَ صَرَخاتُ قَد تَصل ل ابعد جار , فَحيح انفاسُه يَحرِق الأرجاء
وبُكاؤُئها اوجَع الجَميع حَتى أنً مَن يَختبئ في المَنازِل من تَسعُر الشًمس
قَد اجتذبه الضًجيج ..
يَجتَرٌها كَما الشاة الى وَسَط الجَلسَه وَخصلات شًعرها تتمزًق
بين اصابِع يديه ..
صَرخاتُها ورجاءاتِها لا مَسَت حُدود السًحاب الا انهُ
افتَرشَها ارضا فَ انهالَ عليها ضَرباً وهو يَتفَوًه بأقبًح الألفاض
وَفي غمرة هَيَجانِه حضي
بِ صَفعه قَويه على خَدٍهِ اليمين ارتَفَعَ صَداها عاليا فَ عمً السٌكون
وللحديث بَقيه
كونو بِقربي
انثى الحُلم
.,’
هَمسَه .,،
سَيَكون الجُزء 8 مساء الغَد بِ أذن المَولى
وسَيحوي على احدى المَشاهِداللتي اقتَصصتها مِن
هذا الجُزء تَحقيقاً لِ شروط زارا في هديتَها ^_*.,’