المنتدى :
المنتدى العام
فلسفة خاصة
{فلسفة خاصة} .. في الصراع بين العقل والقلب ..
-------------------------------------
من يتحكم في الإنسان ، العقل أم القلب
متى يكون الإنسان عاطفي ومتى يكون عقلاني
هل المرأة عاطفية أكثر مما هي عقلانية من الرجل
إنها أسئلة وأكثر تجتاحني اثناء تاملي في تكوينة الانسان .. أحاول جاهدة إيجاد جواب شاف لها ،، فافشل بعد جهد جهيد ..
استطعت ان اتوصل الى شيء بسيط بواسطة احصاء ،، أن اغلب الفتيات عاطفيات اكثر مما هن عقلانيات والعكس صحيح بالنسبة للرجل ..
ومن هنا : ما السبب في ذاك وما سر هذا الإ‘ختلاف في تكوين نفسية الجنسين وطريقة تفكيرهما بالرغم من الله سبحانه وتعالى خلقنا من طينة واحدة ولم يفرق أبدا بيننا..
كنت أقول أن الفتاة عاطفية تقتصر في مرحلة معينة من حياتها
{ المراهقة }وعندما تنضج اكثر وتحس بمسؤولية اكبر تصبح عقلانية أكثر ...
ولكن هل فعلا الإنسان بغض النظر عن جنسه يسيطر على نفسه وعلى مشاعره
لا اظن فكل شخص مهما كانت شخصيته قوية لا يمكن أن يتخلى عن عاطفته وميله لها لأنها هي الفطرة والاصل ، هي الحياة الأثروبولوجية التي مهما تدخلت فيها الثقافة والعلم ...
وشخصيا استغرب كثيرا للناس الذين يصفون القلب بكونه له دور روحي فقط وهو الحياة والنبض ،، وأن العقل هو الذي يتحكم في كل شيء حتى في تصرفاته وقراراته ..
صدقا من وجهة نظري منطق غريب :
القلب مصدر الحياة والعقل المدبر ...
واذا لم يكن القلب هل سيكون العقل ،، طبعا لا ..
لأن العقل يأتي ما بعد القلب ، وفي هذه الحالة يجب أن نعطي الاولوية للقلب ، قبل العقل وأن لا نقول ان العقل هو المتحكم في القلب لأن لولا القلب لن يكون العقل ..
حتى الشريعة اكدت هذا وقالت أن العقل قاصر ومحدو حيث يقتصر دوره في تلقي الامور والمقررات وفهمها ولا يجدر عليه ان يرفض او يقبل مسلما مثل { القدرة الإلهية } ..
مفروض عليه ان يقبل وان يطيع بينما القلب هو له الأختيار في أن يقبل شيئا أو يرفضه { مع العلم أنه مسلم أصلا بالفطرة بأن الله موجود }..
إذا القلب مميز عن العقل ..
وهذا لا يدل طبعا انحيازي للقلب وغض النظر عن ميزة العقل الكبرى التي فرقنا الله بها عن باقي الكائنات الحية ..
وهنا كذلك لا أصل لنتيجة المساواة بين العقل والقلب ..
نرجع من الاول :
أن هناك من يقول أن العاطفة تحكم في العقل في حالة الحب !!!
من وجهة نظري البسيطة أن الحب لو سيطر على العقل لكانت النتيجة سلبية ... والعكس صحيح ..
لذا لا يمكننا القول أن نحكم العقل على القلب أو القلب على العقل ،، لانهما معرضان للوقوع في الخطأ بنفس النسبة ... وهذا الخطأ سيكون ناتج عن تصرف الشخص ذاته ..
لنطرح سؤال آخر : ماهو التصرف بالضبط
أيكون تصرفع عقلاني بطريقة غير مباشرة أوقعته في الفشل ،، وتغاضيه عن العاطفة ،، أم العكس
العقل أم القلب ،، القلب أم العقل ...ربما العقل ،، اذا افترضنا أن العقل أحسن ونسبة نجاحه أضمن ،، سنكون قد انحازنا وأمنا انه الحاكم لكن لا ،،
فالعقل دون قلب لا شيء ..والقلب دون عقل لا شيء ،، اذن يجب التساوي بين الكفتين ...
هاهو القلب يدافع عن نفسه هنا ويصرخ : { إذا كنت انا مصدر الحياة والعقل جزء مني وينتمي إلي ،،، وإن لم اكن انا لما كان هو ،، وأنه قابل للراحة ،، في المقابل أنا لا أتوقف ثانية واحدة ،،
لا اقبل أن تكون الكفتان متساويتان ، فهذا ظلم ..}
وعندما نسمع هذا من القلب بالتأكيد ستحس تلقائيا انك انحدرت نحو العقل ،، وأعطيته القوة والسيطرة ..
{ تعبـــ ت}
هكذا الحياة صراع في صراع ،، ليس فقط بين الانسان وأخيه ،،حتى داخله لا يسلم من الصراعات ..
إنه صراع دائم وحب قائمة لا ينفع فيها سلام ولا تفاوض ولا حتى معاهدات ..
إذا كان الإنسان محط صراع داخلي بين عقله وقلبه وإذا اختار أو انحاز إلى أحد منهما وترك الآخر ، فسيكون ظلم ..
فما الأساليب أو الأسس في نظرك التي تجعله يساوي بينهما أو بالأحرى ارضائهما دون ان يكون ظالما في حق أي منهما
قلم : كوثر النحلي
برعاية الله وحفظه
|