لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > سلاسل روايات مصرية للجيب > رجل المستحيل
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

رجل المستحيل سلسلة رجل المستحيل


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-06-06, 05:58 PM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
^_^
عضو قمة
عضوة بمنظمة الاكاتسوكي


البيانات
التسجيل: Jun 2006
العضوية: 6270
المشاركات: 4,201
الجنس أنثى
معدل التقييم: Toleen عضو له عدد لاباس به من النقاطToleen عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 146

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Toleen غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Toleen المنتدى : رجل المستحيل
Red face تاااااااابع الجزء الثالث..

 

3- رياح الشك...


كان مدير المخابرات المصرية منهمكا ً في مطالعة بعض التقارير الهامة عندما دلف إلى مكتبة رئيس قسم الشفرة, وقدم إلية ورقة كبيرة وهو يقول في احترام:
- لقد وردت هذه البرقية منذ نصف ساعة من (هامبورج) يا سيدي.
اختطف مدير المخابرات البرقية الكبيرة, وهو يهتف:
- من نصف ساعة ؟!... ولم َ لم تأت ِ إلى مكتبي على الفور؟
أجابه الرجل في هدوء:
- لقد أرسلها العقيد (أدهم صبري), مستخدما ً أعقد شفراتنا السرية يا سيدي, ولقد استغرق الأمر وقتا ً لحل رمزها وإعادة كتابتها.
لم يلق مدير المخابرات بالا ً إلى اعتذار رئيس قسم الشفرة, إذ كانت حواسه كلها قد انهمكت في قراءة البرقية, ولم يلبث وجهه أن اكتسى بالقلق وهو يقول:
- يا إلهي !! إنها تفجر الشكوك في نفسي على نحو ضخم.
سأله رئيس قسم الشفرة في دهشة:
- ولم َ يا سيدي ؟!.... إن العقيد (أدهم) يقول إن ذلك الشاب متجاوب للغاية.
صاح مدير المخابرات وهو يهب من خلف مكتبه:
- أكثر ما يثير الدهشة.اقرأ البرقية مرة أخرى بتمعن, وستفهم ما أعنيه لا بد من تحذير (أدهم).....لابد.


*************

فغرت (منى توفيق) فاها وهي تتطلع إلى (أدهم) في دهشة وتسأله:
- هل فعل (شريف) كل هذا؟!........ إنه موهوب حقا ً.
أطلق (أدهم) ضحكة مرحة وقال:
- نعم يا عزيزتي... لقد دسست في يده ورقة صغيرة بها عنواننا حينما صافحته ولقد تلقاها هو في راحته دون أن تبدو على ملامحه أية تغيرات وظل يتحدث في هدوء, حتى عندما أراد (إيزاك) أن يصافحه دس الورقة في جيب سرواله في بساطة إنه يجيد قواعد اللعبة كالمحترفين.
زوت (منى) حاجبيها الرفيعين وقالت:
- ألا يبدو هذا مثير للشك ؟
صمت (أدهم) لحظة ثم قال:
- ربما بدا كذلك يا عزيزتي ولكنني أثق في شريف هذا.
سألته في لهجة خرجت – على الرغم منها – محتدة:
- أثق فيه هكذا ؟!.......دون دليل واحد؟؟
دس (أدهم) كفيه في جيبي سرواله ورفع رأسه إلى أعلى صامتا ً بضع لحظات, ثم عاد ينظر إليها قائلا ً:
- إنها لعبة الشطرنج يا عزيزتي... فقلد وصل (شريف) إلى هنا منذ ثلاثة أيام فقط, وقام (إيزاك) بتنجيده منذ يوم واحد, وعلى الفور وعلى الفور قام( شريف) بإبلاغ السفارة المصرية وطبقا ً لقواعد الشطرنج يضعنا هذا أمام احتمالات ثلاث.
صمت لحظة ثم استطرد:
- إما إن يكون(إيزاك) قد نجح في تنجيد (شريف) ودفعه إلى تمثيل هذه المحاولة للاتصال بالمخابرات المصرية بهدف أن يصبح عميلا ً مزدوجا ً, أو أن يكون (شريف) صادقا ً في كل كلمة نطقها.
عاد (أدهم) إلى صمته بضع لحظات ثم أردف:
- والاحتمال الثالث هو أن يكون (شريف) عميل سابق(للموساد) تم تجنيده منذ زمن طويل, ودرب تدريبا ً رائعاً حتى يمكنه القيام بهذا الدور المعقد.
سألته (منى)في حدة:
- وأيهما أقرب إلى تصورك؟
أجابها دون أن يزايله هدوءه:
- إنني أفترض الاحتمال الأول يا(منى) فلا يمكن إقناع رجل تم تجنيده منذ يوم واحد بكل هذا القدر من المخاطرة, خاصة وأنه يخاطر بحياته..... كما أنه حينئذ لن يكون قد اكتسب كل هذه المهارة....... والاحتمال الثالث يبدو بعيدا ً عن التصور فهو يعني أن مخابراتنا كانت في غفلة طوال الوقت ولكن مقبول أيضا ً.
عاد (أدهم ) إلى صمته وقتا ً طويلا ً وبدا و كأنه يحاول اتخاذ قرار ما ولكن أساريره لم تلبث أن لانت وهو يقول في هدوء:
- ولكن لم َ نتعجل يا عزيزتي ؟
وقبل أن يتم عبارته ارتفعت دقات ثلاث منتظمة على باب الغرفة, فتوجه نحوه وهو يبتسم في هدوء قائلا ً:
- لقد وصل (شريف) يا عزيزتي في موعده تماما ً وحانت لحظة نقل القطعة الثانية من الشطرنج.
تناول (شريف) كوب الشاي من يد (منى) بطريقة تنم عن حسن الذوق ورشف منه رشفة, ثم غمغم مبتسماً:
- ياله من إحساس رائع أن يتناول الإنسان كوبا ً من الشاي, معدا ً بالطريقة المصرية في قلب دنيا (ألمانيا ) !!
سألته (منى) فجأة:
- كيف وصلت إلى هنا؟
ابتسم شريف في هدوء وهو يقول:
- بالطريق المباشر يا سيدتي لقد ركبت سيارة وطلبت من السائق أن يصل بي إلى هنا.
ظهر الغضب في صوت (منى) وهي تقول:
- أي أنك خرقت كل وسائل الأمن المعروفة كان ينبغي أن تراوغ طويلا ً قبل أن تصل إلى هنا... ماذا لو أن أحدهم يتبعك؟
نظر إليها (شريف) في حيرة ورفع عينيه إلى (أدهم) متسائلا ً, فابتسم (أدهم) وقال في هدوء:
- لا تدع الحيرة تتملكك إلى هذا الحد يا صديقي إن (منى) أكاديمية إلى حد كبير.
صاحت (منى) في حدة:
- ماذا تقول يا (أدهم) ؟
- أنا الذي طلبت منه أن يتبع هذا الأسلوب يا (منى), فالمراوغة ستشير إلى أنه يعلم كونه متبوعا ً وأنه يهرب من هذه المتابعة إنها لعبة المحترفين يا عزيزتي.
قالت في ضيق: - وكيف يبرر حضوره إلى هنا؟
أسرع )(شريف) يجيبها:
- دعوة لتناول العشاء يا سيدتي إنها خطوة مباشرة تجعل الخصم يتردد طويلا هذا هو الأسلوب الذي ربحت فيه مباراة الشطرنج هذا الصباح.
سقطت (منى) عل أقرب مقعد, وأشاحت بوجهها وهي تقول في ضيق:
- لست أفهم شيئا ً في لعبة الشطرنج هذه.
ابتسم (أدهم) في سخرية على حين ظلت ملامح (شريف) تعبر عن حيرته البالغة إلى أن قال (أدهم):
- والآن يا عزيزي (شريف)........ دعنا من كل هذه المناظر الكلامية ولنبدأ معا ً الدرس الأول في لعبة المحترفين.
اضطجع (إيزاك) في مقعده يتأمل الرجل الواقف أمامه وقد عقد أصابع كفيه أمام وجهه وظل صامتا ص لحظات ثم سأله:
- إذن........ فقد ذهب إلى هناك مباشرة ولم يراوغك مطلقا ً يا (هيرمان)؟
هز (هيرمان) رأسه نفيا ً وقال:
- مطلقا ً يا سيد (إيزاك) لقد كان يتصرف بعفوية مدهشة.
قطب (إيزاك) جبينه, وقال:
- هذا ما يثير في نفسي الشكوك يا ( هيرمان).... فليس هكذا يتصرف شاب يعلم أنه يخون بلاده.
ثم نهض من مقعده وتحرك داخل الغرفة في قلق قبل أن يردف:
- لقد راقبته وهو يلعب مباراته الأخيرة هذا الصباح.... لقد كان هادئا ً متماسكا ً إلى حد يثير الدهشة إنه يثير في نفسي شكوكا ً رهيبة فهو إما أن يكون موهوبا ص في مجال التجسس إلى نحو يصنع منه أعظم جاسوس في القرن العشرين أو انه عميل للمخابرات المصيرية.
عقد (هيرمان ) حاجبيه مفكرا ً ثم قال:
- لقد سعيت أنت إليه يا سيدي ولم يسع هو إليك وهذا لا يتفق مع كونه عميلا ً للمخابرات المصرية.
غمغم (إيزاك) في لهجة تنم عن تزايد شكوكه:
- من يدري يا (هيرمان) ؟.........من يدري؟
لم يكد (إيزاك) ينتهي من عبارته حتى ارتفع رنين الهاتف فاختطف سماعته بسرعة, ووضعها على أذنه قائلا ً:
- هنا هر ( فريدريش), من المتحدث؟
أجابه صوت( شريف) يقول:
- إنه أنا يا سيد (إيزاك) (شريف صالح) إنني أحمل لك مفاجأة, هل تعلم من هو السيد ( أحمد صادق)؟
إنه ضابط مخابرات مصري يدعى ( أدهم صبري)!!!

 
 

 

عرض البوم صور Toleen   رد مع اقتباس
قديم 14-06-06, 03:43 PM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
^_^
عضو قمة
عضوة بمنظمة الاكاتسوكي


البيانات
التسجيل: Jun 2006
العضوية: 6270
المشاركات: 4,201
الجنس أنثى
معدل التقييم: Toleen عضو له عدد لاباس به من النقاطToleen عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 146

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Toleen غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Toleen المنتدى : رجل المستحيل
Wink جديد تاااابع (لعبة المنحرفين)

 

4- لعبة الموت والدمار.......
مضت ساعتان على حديث (شريف) مع (إيزاك) هاتفيا ً ولكن جسد (إيزاك) لم يكن يتوقف عن الارتجاف بعد, وبدا هذا واضحا ً في أصابعه وهو يشعل سيجاره ويتأمل وجه (شريف) الذي يجلس أمامه في هدوء ومضت فترة طويلة من الصمت, اختفى معها جزء كبير من السيجار قبل أن يقول(إيزاك):
- وما الذي دفعك للذهاب إلى
(أدهم صبري)؟
ظهر الضجر على وجه (شريف) أو أنه نجح في تمثيل هذا الدور, وهو يقول:
- للمرة العاشرة أقول لك إنني لم أكن أعلم حينئذ أنه ضابط مخابرات مصري ولقد دعاني لتناول العشاء, فوافقت ظنا ً مني أنه مجرد رجل أعمال مصري.
عاد (إيزاك) ينفث دخان سيجاره بمزيد من التوتر والعصبية, وقال:
- ولماذا أخبرك أنه ضابط مخابرات مصري ؟
هز (شريف) كتفيه وقال:
- لقد أخبرني أن السلطات في مصر تخشى أن يحاول (الموساد) نسج خيوطه حولنا خاصة وأن كل من تم تجنيدهم في الآونة الأخيرة كانوا في زيارة لـ(هامبورج).
سأله (إيزاك):
- ولماذا وقع اختياره عليك بالذات؟
ابتسم( شريف) وهو يقول:
- سيلتقي باللاعبين الثلاثة الآخرين يا سيد (إيزاك)......... ولقد كان من حسن الحظ أنه التقى بي أولا.
ضاقت عينيا (إيزاك) في تساؤل وهو يغمغم قائلا ً:
- من حسن الحظ؟!
أجابه (شريف) في حماس مفتعل:
- بالطبع....... لقد كشف نفسه وسيعطينا هذا فرصة لاتخاذ الحيطة اللازمة.
ظهر الشك عنيفا ً في عيني (إيزاك) حتى أن (شريف) انتفض في مقعده قائلا ً في غضب:
- ماذا تعني بهذا الشك يا سيد (إيزاك) ؟ هل لك أن تخبرني بسبب واحد يدعوني لكشف طبيعة ضابط المخابرات المصري أمامك, لو لم أكن أرغب في التعاون معكم في صدق ؟...
لقد كان بإمكاني إخفاء الأمر تماما ًولم تكن تدري شيئا ً عنه.
زوى (إيزاك) مابين حاجبيه وهو يفكر فيما قاله (شريف) على حين أصر هذا الأخير على قطع حبل أفكاره مستطردا ً:
- إنك تعاملني كما لو كنت أتجسس عليكم لا لحسابكم, ولكنني سأتجاهل هذا وسأطالبك بمكافأة مناسبة لما كشفته لك.
أشار إليه (إيزاك) أن يصمت وأغلق عينيه, وشبك أصابع كفيه أمام وجهه وساد صمت طويل في الغرفة قبل أن يفتح (إيزاك) عينيه ويبتسم قائلا ً:
- إن كل ما تقوله منطقي للغاية يا عزيزي (شريف).
ثم نهض من مقعده وربت على كتف (شريف) وهو يقول:
- ستحصل على مكافأة ممتازة لقاء هذه المعلومة يا ( شريف).
ابتسم( شريف) وسأله في هدوء:
- وماذا عن ضابط المخابرات المصري؟
تألق بريق شرس ف عيني (إيزاك) وهو يقول:
- أسقطه من ذاكرتك يا عزيزي (شريف) وسأضمن لك أن يلقى حتفه قبل أن تشرق شمس الغد.
هز (شريف) كتفيه, وقال في لا مبالاة:
- نعم ,هذا هو التصرف المناسب.

********************
جلس (أدهم) هادئا ً وهو يفحص مسدسه وينظفه على حين أخذت(منى) تتحرك بعصبية في أنحاء الغرفة, ثم قالت في حدة:
- ما زلت لا أجد مبررا ً للثقة في ( شريف) هذا.
ضحك (أدهم) وهو ينظر إليها قائلا ً:
- ماذا أصابك يا عزيزتي ؟ إن (شريف) هذا مصري.. إنك تتعاملين معه كما لو كان جاسوسا ً أجنبيا ً.
جلست (منى) على أقرب مقعد إليها, وقالت:
- لست أدري ما أصابني ولكنني أشعر بتوتر بالغ هذه المرة.
وقبل أن تكمل (منى) عبارتها, قفز (أدهم) من مقعده وأشار عليها أن تلزم الصمت ففعلت وقد تملكها الدهشة ورأته يتحرك في خطوات صامته نحو باب الحجرة وينحني ملصقا ً أذنه بالباب, ومنصتا ً إلى ما يحدث خلفه فاقتربت منه(منى) على أطراف أصابعها وهمست:
- ماذا حدث؟
رأته يعد مسدسه للإطلاق وهو يقول في هدوء:
- هنا رجلان يتسللان إلى هنا يا عزيزتي........ يتسللان على نحو مريب للغاية.
ظهر الغضب على وجه(منى) وهي تقول:
- أرأيت؟... لقد خاننا هذا الفتى.
تجاهل (أدهم) عبارتها ومد يده إلى مقبض الباب وفتحه فجأة ثم صوب مسدسه إلى الرجلين اللذين تسمرت أقدامهما وتصلبت أصابعهما على مقبضي مسدسيهما من فرط الدهشة, والمفاجأة خاصة وأن (أدهم) يبتسم ابتسامة ساخرة مخيفة, وهو يقول:
- يا إلهي !! وغدان دفعة واحدة.. لماذا أتيتما أيها الوغدان؟ رفع الرجلان ذراعيهما فوق رأسيهما وقال أحدهما في حدة:
- ماذا تريد أنت منا أيها السيد؟
رفع (أدهم) حاجبيه في دهشة مصطنعة, وقال:
- عجبا ً !!.... أنتما اللذان تسللتما لا أنا.
وفجأة.... انبعث صوت ساخر من خلف (أدهم) يقول:
- أنا الذي أمرتهما بذلك يا سيد ( أدهم).
استدار (أدهم) بحركة سريعة رشيقة إلى مصدر الصوت, ثم توقفت أصابعه التي كانت تنوي ضغط زناد مسدسه فقد رأى (هيرمان) يطوق بذراعه عنق (منى) ويلصق فوهة مسدسه الضخم بصدغها وسمعه يول في صرامة:
- استسلم أيها الشيطان المصري, لقد خسرت كل شيء....

 
 

 

عرض البوم صور Toleen   رد مع اقتباس
قديم 14-06-06, 03:49 PM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
^_^
عضو قمة
عضوة بمنظمة الاكاتسوكي


البيانات
التسجيل: Jun 2006
العضوية: 6270
المشاركات: 4,201
الجنس أنثى
معدل التقييم: Toleen عضو له عدد لاباس به من النقاطToleen عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 146

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Toleen غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Toleen المنتدى : رجل المستحيل
Wink تاااااااااابع الجزء الـ(5)من (لعبة المجترفين)

 

5- القتال بأوراق مكشوفة.......
ارتسمت ابتسامة تجمع ما بين السخرية والضيق على شفتي (أدهم) وتطلع إلى وجه (هيرمان) في برود, ثم طوح مسدسه بعيدا ً ورفع ذراعيه فوق رأسه
قائلا ً في تهكم واضح:
- دعني أخمن أيها الوغد....... أنتم من ( الموساد)..... أليس كذلك؟
بادله (هيرمان) الابتسامة الساخرة وقال وهو يشدد ضغط ذراعه على رقبة (منى):
- بلى... وأنت الشيطان المصري ( أدهم صبري)... أليس كذلك؟
مط (أدهم) شفتيه وقال:
- هذا صحيح... ولكن كيف نجحتم في التوصل إلى؟
قال (هيرمان):
- لا يمكنني أن أخطئك حتى ولو تنكرت على هيئة قطار أيها الشيطان المصري.. لقد تعرفتك وتبعناك إلى هنا.
شعر (أدهم) بأحد الرجلين الآخرين يلصق فوهة مسدسه بجانبه على حين يقوم الثاني بتفتيشه بحثا ً عن سلاح آخر..
فتجاهل الرجلين وقال لـ(هيرمان):
- ماذا تنتظر لتقتلني أيها الوغد؟
افتر ثغر (هيرمان) عن ابتسامة شرسة وهو يقول؟
- لا أيها الشيطان المصري......لا شيء.
ثم رفع مسدسه نحو(أدهم) مستطردا ً:
- أتحب أن تستقر الرصاصة في رأسك أم تخترقها؟

*****
يقول خبراء المعارك الحربية إن الاشتباكات الخاطفة تنتهي دوما ً بانتصار صاحب الضربة الأولى وهذا مبدأ يحفظه (أدهم)و (منى) جيدا ً بحكم انتمائهما إلى جهاز المخابرات المصرية؛ لذا فقد تحرك كلاهما في آن واحد وبسرعة وتوافق مذهلين... فدار (أدهم) على عقبيه وأطار مسدس الرجل الذي يقف خلفه بركلة قوية وفي نفس اللحظة التي اندفعت فيها قبضة(منى) تطيح بمسدس (هيرمان) وفي الثانية التالية حطمت قبضة (أدهم) اليمنى فك أحد الرجلين وهشمت قبضته اليسرى أنف الثاني على حين لكم َ (هيرمان) (منى) في قسوة ورفع قبضته في غضب ليعيد الكرة ولكن قبضته تسمرت في مكانها عندما قبضت يد (أدهم) ككلابة من الفولاذ على معصمه وهوت يده الأخرى على عنق (هيرمان) الذي أطلق أنه ألم وسقط فوق مقعد قريب ثم قفز واقفا ً على قدميه وزمجر في شراسة واندفع نحو (أدهم) ولكن بطلنا تلقاه بلكمة كالقنبلة دفعته ما يقرب من ثلاثة أمتار إلى الخلف حيث ارتطم بالحائط وسقط على وجهه كالحجر.
نهضت (منى) وهي تهمهم بكلمات ساخطة غير مفهومة وتخفي عينها المتورمة بكفها اليسرى فابتسم (أدهم) متهكما ً وقال:
- هل كانت لكمته قويه إلى هذا الحد يا عزيزتي؟
قالت في حدة وتبرم:
- أما زلت مصرا ً على الثقة في (شريف) هذا؟
ابتسم (أدهم) دون أن ينطق بكلمة وأخذ يبحث في جيبه عن شيء ما أخذت (منى) تراقبه في دهشة ثم صاحت في غضب:
- ماذا تفعل؟
أجابها (أدهم) في هدوء:
- لا تتساءلي كثيرا ً يا عزيزتي راقبي فقط وتعلمي.
قطبت حاجبيها الرفيعين وهي تسأله في دهشة:
- ماذا أتعلم؟
ابتسم ابتسامة غامضة, وهو يقول:
- قواعد اللعبة يا عزيزتي, لعبة المحترفين.

*****
أطفأ (إيزاك) سيجاره في غضب وعصبية وصرخ في وجه (هيرمان) الذي يقف أمامه محطم الفك:
- هل أفلت منكم؟! يا لكم من أغبياء حمقى!! لقد وضعت خطة لا تحتمل الفشل.
قاطعة (هيرمان) في ضيق:
-لقد نفذنا الخطة بحذافيرها يا سيد (إيزاك), فتسللت أنا من النافذة وتسلل (جاك) و (راندل) نحو الباب ولقد تنبه ذلك الشيطان إلى تسللهما بالفعل كما توقعت يا سيدي ولكنني باغت زميلته وطوقت عنقها وكدت أقتله بالفعل لولا.........
قاطعه (إيزاك) هذه المرة صارخا ً:
- لولا أنك أضعت الوقت في تهديده وحديث لا فائدة منه ألم أشدد عليك القول أن تقتله مباشرة لقد فشلت كل المحاولات السابقة للسبب نفسه الاستعراض السخيف الذي لا مبرر له.
وضرب قبضته في الحائط بقوة تنم عن غضبه ثم استطرد:
- لقد أضعتم فرصة مثالية للقضاء على هذا الشيطان المصري...... ألا تعلمون أنه يفوق الزئبق في قدرته على الإفلات من أصابعنا لقد فر ولن نجده مرة ثانية.
ابتسم (هيرمان) ابتسامة من يخفي شيئا ً وقال:
- هل تخشى فشل عملية تجنيد (شريف صالح) يا سيد (إيزاك)؟
استدار إليه (إيزاك) في حدة وحدجه بنظرة نارية ثم قال:
- لست أنكر أن الفشل في تجنيد جاسوس موهوب مثل (شريف صالح) سيصيبني بإحباط ولكنني أراهن أن
(أدهم صبري) لا يشك في انتماء (شريف) إلينا حتى عندما أمرتكم بقتله وضعت احتمالا ً للفشل فطلبت منك ألا تشير إلى اسمي من بعيد أو قريب ولا حتى اسم (شريف)..... وهكذا لن يربط بين محاولتكم قتله وعملية تجنيد(شريف) بل لن يخطر بباله مطلقا ً أننا نجحنا في تنجيد عبقري الشطرنج المصري هذا.
أخرج (هيرمان) من جيبه ورقة صغيرة نشرها أمام (إيزاك) وهو يقول في لهجة توحي بالظفر:
- في هذه الحالة يسعدني أن أخبرك أننا لم نفقد أثر الشيطان المصري تماما ً.
اختطف (إيزاك) الورقة وقرأ فحواها في لهفة ثم برقت عيناه ببريق شرس.. فقد كانت الورقة عبارة عن إيصال استئجار فيلا صغيرة في أحد ضواحي ( هامبورج) لرجل مصري يدعى (إبراهيم صابر).......
أطبق (إيزاك) كفه على الورقة وصاح من بين أسنانه في لهجة وحشية:
- (إبراهيم صالح).... حرفا الألف و الصاد اللذان يبدأ بهما ذلك الشيطان المصري كل أسمائه المستعارة... إنها رجسية (أدهم صبري) هي التي ستحطمه هذه المرة.
ثم رفع عينيه إلى (هيرمان) وقال:
- كيف عثرت على هذه الورقة؟
أجابه(هيرمان) في سعادة:
- يبدو أنه فقدها في أثناء الصراع يا سيدي فلقد أفقت أنا وزميلاي لنجد الغرفة خالية وهذه الورقة ملقاة فوق البساط.
عادت عينا (إيزاك) تبرقان ببريق الشراسة وقال في انفعال عجيب:
- اذهب إلى الفيلا يا (هيرمان) وأحضر لي رأس الشيطان المصري على طبق من ذهب.
ابتسم (هيرمان) وهو يقول:
_ هل نذهب في الصباح الباكر يا سيد ( إيزاك)؟
هز (إيزاك)رأسه في حده وقال في وحشية:
- بل ستذهبون الآن يا (هيرمان) أريد أن تشرق شمس الصباح على ( هامبورج) وهي تصبغ بلون دماء ذلك الشيطان المصري.
ابتسم (هيرمان) ابتسامة تفوق زعيمه شراسة ً وأخرج مسدسه في هدوء وقال وهو يرفع فوهته أمام وجهه:
- اطمئن يا سيد (إيزاك) ستقرأ نبأ مصرعه في صحف المساء.
استدار (هيرمان) نحو باب الحجرة ومد يده إلى مقبض الباب عندما ناداه (إيزاك):
- (هيرمان):
استدار إلية (هيرمان) في هدوء وسمعه يقول.
- لا استعراضات هذه المرة.
ابتسم (هيرمان) وقال:
- نعم يا سيدي لا استعراضات .

 
 

 

عرض البوم صور Toleen   رد مع اقتباس
قديم 21-06-06, 09:34 PM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
^_^
عضو قمة
عضوة بمنظمة الاكاتسوكي


البيانات
التسجيل: Jun 2006
العضوية: 6270
المشاركات: 4,201
الجنس أنثى
معدل التقييم: Toleen عضو له عدد لاباس به من النقاطToleen عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 146

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Toleen غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Toleen المنتدى : رجل المستحيل
Smile الأجزاء الأخيرة من (لعبة المحترفين)

 

السلام عليكم ورحمته الله وبركاته....
آآآآآآآآآآآسفة إني مانزلت باقي الرواية من (لعبة المحترفين)...
وذلك لظروف.
فسامحوني جدااااااا على هذا التأخير ....
فقلت حرااااااام وكفااااية إني مانزلت الاجزاء الباقية وخليتكم تستنوا كم يوم .... على ناااااااار
هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
واليوم إن شاء الله راح أنزل لكم باقي الرواية
بس ساااااااااااامحوني.
نتابع سواااا.....

6- دماء في الفجر.........
تلون الشفق بألوان الفجر الأولى عندما توقفت سيارة (هيرمان ) على بعد أمتار قليلة من الفيلا التي يستأجرها (أدهم) تحت اسم (إبراهيم صابر) وهبط (هيرمان) ورفيقاه (جاك) و (راندل) من السيارة... وأشار (هيرمان) إلى الفيلا وقال:
- هاهي ذي ساحة المعركة أعدا أسلحتكما يا رفيقي.
غمغم (جاك):
- وماذا لو أنه لا يقيم هنا؟
أجابه (هيرمان) في سخط:
- إنه يقيم هنا يا ( جاك) ولا مجال للخطأ.
سأل (راندل):
- لنفرض انه ينتظرنا, و.......
قاطعه (هيرمان) في حدة:
- من هذا الذي ينتظرنا يا (راندل) ؟ .... أراهنك أنه يغط الآن في نوم عميق بعد كل هذا المجهود الذي بذله.
تحرك الثلاثة بعد هذه العبارة نحو الفيلا وأشار (هيرمان) إلى رفيقه في صمت أن يدورا حول الفيلا ثم تقدم هو في خطوات صامتة إلى بابها أخذ يعالجه بطريقة تنم عن اعتياده مثل هذه الأمور..... وفي هدوء دفع باب الفيلا ودلف إلى الداخل وأغلق الباب خلفه ثم ابتسم معجبا ً بمهارة ما فعل وألقى نظرة فاحصة خبير على بهو الفيلا ثم تحرك على أطراف أصابعة نحو الدرج الذي يقود إلى الطابق الثاني.. ولم يكد يضع قدمه على أول درجات السلم حتى تناهى إلى مسامعه صوت ارتطام مكتوم من ناحية مطبخ الفيلا في الطابق السفلي فزوى ما بين حاجبيه وغمغم في سخط:
- هذان الغبيان.... لقد اقتحما الباب الخلفي بغباء يكفي لإيقاظ أصم.
وتحرك في غضب نحو مطبخ الفيلا وفتح بابه ودلف في هدوء... ولم يكد يغلق الباب خلفه حتى أضاء المطبخ فجأة وارتجف جسد ( هيرمان) في قوة وسقط مسدسه من يده فأمامه تماما ً كان (أدهم) يقيف هادئا ً ساخرا ً يصوب إليه مسدسه في بساطة تثير الرعب وتحت قدميه تكوم جسدا (جاك) و(راندل) وقد فقد كل منهما وعيه تماماً وسمع (أدهم) يقول في هدوء ساخر:
- لماذا تأخرت أيها الوغد؟..... لقد فقد رفيقاك وعيهما منذ دقيقتين على الأقل.
******قذف (إيزاك) سيجاره في قوة وغضب وضرب سطح المائدة الصغيرة أمامه بقبضته ثم صرخ في وجه (هيرمان):
- أطلق سراحكم هكذا ببساطة؟!
ظهرت الحيرة على وجه (هيرمان) وقلب كفيه وهو يقول:
- نعم يا سيد ( إيزاك) لقد أفقد (جاك) و (راندل) وعيهما وألقى القبض على ثم وجه إلى بعض الأسئلة وانصرف مع زميلته.
ضرب (إيزاك) كفيه بعضهما ببعض في قوة وصاح:
- هكذا...... بكل بساطة !!!
ثم أخذ يدور في أنحاء الحجرة كالأسد الهائج والتفت فجأة إلى (هيرمان) وسأله:
- ما الأسئلة التي وجهها لك بالضبط؟
زوى (هيرمان) مابين حاجبيه دلالة على التفكير العميق, وقال:
- لقد سألني كيف توصلنا إلى مكانه فراوغته قائلا ً إننا كنا نراقبه وإن لنا وسائلنا الخاصة في اقتفاء أثر من نبحث عنهم وعاد يسألني عن سبب مطاردتنا له فأخبرته أننا نسعى دائما ً خلفه ثم سألني عن اسمي ورقمي الكودي في
( الموساد) ولقد أجبته إجابات كاذبة بالطبع.
عقد (إيزاك) حاجبيه وغمغم في تفكير:
- كيف توصلنا إليه؟ ولماذا؟..... هذا كل ما يشغل تفكيره؟
وتهللت أساريره فجأة وهو يهتف ضاحكا ً:
- هذا كل ما يريده........
حدق (هيرمان) في وجه زعيمه مذهولا ً ولكن هذا الأخير هذا استمر يطلق ضحكاته الساخرة العالية ثم التفت فجأة نحو (هيرمان) وصاح في لهجة جذلة:
- سؤالاه هذان يؤكد أنه لا يشك مطلقا ً في عمليه تنجيد (شريف) إنه لا يفكر في هذا على الإطلاق.... لقد نجحنا في هذه الخطوة على الأقل.

*****
كادت عينا (إيزاك) تخرجان من محجريهما حينما وقعتا على وجهي (أدهم) و ( منى) وهما يجلسان في هدوء في الصفوف الأمامية لمقاعد متفرجي مباراة الشطرنج... ولكنه لم يلبث أن نفض دهشته ورسم على شفتيه ابتسامة عريضة وهو يتقدم نحو (أدهم) باسطا ً ذراعيه صائحا ً في مرح مصطنع:
- السيد (أحمد صادق)...... يا لسعادتي برؤيتك!!
أخفت (منى) عينها المتورمة وتظاهرت بالانشغال بمراقبة اللاعبين على حين مد (أدهم) كفه يصافح (إيزاك) وهو يبتسم قائلا ً:
- أنا أيضا ً تسعدني مقابلتك يا هر( فريدريش )... كيف قضيت ليلتك؟
لوح (إيزاك) بكفه وقال وهو يراقب انفعال (أدهم ):
- في خير حال..... وأنت كيف قضيت ليلتك يا سيد (أحمد)؟
لاحت ابتسامة ساخرة على شفتي (أدهم) وهو يقول:
- لقد منت أنوي قضاء ليلة هادئة يا هر ( فريدريش) ولكن بعض المنافسين أصروا على مطاردتي طوال الليل دون أن أفهم لذلك سببا ً.
ابتسم (إيزاك) في خبث وقال:
- نعم...نعم... إنني أفهم دنيا رجال الأعمال هذه يا سيد (أحمد).
ثم أشار إلى لاعبي الشطرنج وأردف:
- هل أتيت لمشاهدة المباراة يا سيد (أحمد)؟
- أومأ(أدهم) يرأسه إيجابياً وقال:
- نعم يا هر ( فريدريش).... ولقد قررت دعة اللاعب المصري الثاني (سعيد هاشم) إلى العشاء هذه الليلة.
أطلق (إيزاك) ضحكة مفتعلة وسأله:
- هل ستدعو اللاعبين الأربعة يا سيد (أحمد)؟
وافقه (أدهم) بإيماءة من رأسه فرفع (إيزاك) يده بالتحية وقال:
- تمتعا بوقتكما يا سيد (أحمد) أنت وسكرتيرتك و سأذهب أنا لقضاء بعض الأعمال.
ولم يكد ينصرف حتى استدارت (منى) إلى(أدهم) وغمغمت في غضب:
- أي أعمال هذه ؟....... قتلنا؟!
ابتسم (أدهم) وهو يقول في لهجة تنم عن الارتياح:
- دعية يفعل ما يشاء يا عزيزتي... المهم أن اللعبة تسير على ما يرام لصالحنا.
تلفت (راندال ) حوله وجلس يحتسي كأس الخمر الخاصة به في الكافيتيريا الصغيرة الملحقة بمبنى المباراة و تعلق بصره بـ(إيزاك) الذي اجتاز باب الكافيتيريا وتوجه إلى المائدة المجاورة له تماما ً وجلس وهو يوليه ظهره وكأن أحدهما لا يعرف الأخر مطلقا ً وتظاهر (راندل) بكونه يغني لحناً أمريكيا ً قديما ً وغمغم في صوت خافت يصل إلى مسامع (إيزاك):
- هل من جديد يا زعيمي؟
قال (إيزاك) دون أن يلتفت:
- هل تعرف تلك( المرسيدس) الحمراء الفاخرة في الخارج؟
غمغم (راندل):
- لقد لاحظتها... وهي تحمل أرقاما ً من (هانوفر).
مط (إيزاك) شفتيه وغمغم:
- أريدها أن تتحول إلى شظايا صغيرة بعد عشر دقائق من إدارة محركها.... هل يمكنك ذلك؟
أجابه (راندل) وهو ينهض:
- بالطبع.....
ثم أردف يسأله:
- أهي تخص ذلك الشيطان المصري؟
غمغم (إيزاك) في غضب مكتوم:
- نعم..... وسنعمل كلنا من أجل إرساله إلى الشياطين في الجحيم.

7- الانفجار........
أدار (أدهم) محركات (المرسيدس) الحمراء وقال لزميلته(منى):
- يبدو أننا سنضطر لاستضافة اللاعبين الثلاثة الآخرين تغطية لعلاقتنا بـ(شريف).
غمغمت في سخط:
- ما زلت لا أثق في هذه الخطوات المتعجلة.
ضحك (أدهم) وهو ينطلق بالسيارة قائلا ً:
- لا تشغلي عقلك بالثقة وعدمها يا عزيزتي دعي أفكارك كلها ترتكز في محاولة فهم اللعبة.
استدارت إليه وسألته في حدة:
- هل نسيت أنني أيضا ً أنتمي إلى جهاز المخابرات المصري؟
ضحك وهو يقول:
- كلا يا عزيزتي لم أنس ولكن كلا منا يظل طيلة حياته يتعلم الجديد فالأحمق وحده هو من يظن أنه لم يعد بحاجة إلى التعلم بعد أنه يجيد كل الأمور بمهارة لا يجاريه فيها أحد.
غمغمت ضاحكة:
- هل تحولت إلى فيلسوف؟
ابتسم وهو يقول:
- إن الحياة التي نحياها تكفي لأن يتحول المرء إلى...........
وفجأة.... تلاشت ابتسامته وبتر عبارته وهو يهتف:
- يا إلهي!! صوت المحرك!!
ثم ضغط (فرامل) السيارة فجأة فتوقفت على نحو مباغت حتى أن عجلاتها أرسلت صريرا ً عاليا ً اختلط بصيحة (أدهم):
- اهبطي بسرعة من السيارة فورا ً أيتها النقيب.
صاحت (منى) في ذهول:
- ولكن لماذا؟!
صاح (أدهم) في لهجة تنم عن نفذ صبره فجأة:
- أطيعي الأمر إن السيارة ستنفجر مابين لحة والأخرى ولا يمكنني تركها تنفجر هكذا وسط طريق مزدحم ولا بد لي من قيادتها إلى منطقة منعزلة........
قاطعته (منى) في عناد وحزم:
- أسرع بنا إذن إلى تلك المنطقة المنعزلة ولا تحاول تكرار الأمر فلن أغادر السيارة إلا إذا غادرنها معا ً أو انفجرت بنا معا ً.

********
انطلق صوت سيارة شرطة المرور حينما مرقت من جوارها (المرسيدس) التي يركبها (أدهم) في سرعة تفوق السرعة المسموح بها داخل المدن الألمانية وانطلقت سيارة المرور في أعقاب (المرسيدس) وهي تطلق سرينتها في قوة وقالت (منى) وهي تحاول التظاهر بالهدوء:
- يبدو أننا سنصبح صيدا ً مثاليا ً لرجال مرور (هامبورج).
زاد (أدهم) سرعة سيارته مخترقا ً شوارع المدينة كالمجنون ولم يهتم بالتعليق على عبارة (منى) فقد كان هناك أكثر من شيء يشغل عقله فهو يقود سيارة ضخمة وسط مدينة مزدحمة وهو يعلم أنها ستنفجر ف لحظة ما كان كمن يجلس فوق برميل مملوء بالبارود وهو يحمل في يده مشعلا ً... لم يكن يخشى أن تنفجر به السيارة ولكنه للعجب كان يخشى أن تلقى (منى) مصرعها وأن تفشل المهمة..
وأخيرا ً لاحت له منطقة الحدائق فاندفع نحوها كالصاروخ وأطلق رواد الحدائق صرخات الذعر وشهقات الدهشة حينما عبرت (المرسيدس) سور الحدائق وقفزت في الهواء قرابة الأمتار العشرة قبل أن ترتطم عجلاتها بأرض الحدائق وتدور حول نفسها نصف دورة
دفع الفضول رواد الحدائق إلى الإسراع نحو المرسيدس ولكن (أدهم) و (منى) قفزا من السيارة وصرخا في وجههم:
- ابتعدوا جميعا ً..... ستنفجر السيارة
ساد الذعر في الحدائق واندفع الجميع يجرون في كل مكان وقبض (أدهم) على معصم (منى) وانطلقا يعدوان مبتعدين عن السيارة وفجأة ارتفع صوت دوي الانفجار وسط الحدائق وتحطمت السيارة إلى شظايا صغيرة تطايرت في كل مكان وسمع (أدهم) صرخة انطلقت من فم (منى) ورآها تتهاوى على أرض الحدائق ورأى الدماء تنزف من جرح غائر في ظهرها وانحنى يفحصها في جزع ولم يكد يفعل حتى أزاحه أحد رواد الحدائق قائلا ً:
مهلا ً يابني دعني أفحصها أنا الدكتور( هانزمان).
ثم أخذ يفحص (منى) في سرعة ومهارة ولم يلبث أن صاح في قلق:
- لقد اخترقت إحدى الشظايا جسدها إلى جوار القلب تماما ً لا بد من نقلها إلى أقرب مستشفى أو...........
قاطعه (أدهم) وهو يقول في صرامة مخيفة:
- أو يدفع هؤلاء الأوغاد الثمن يا دكتور (هانزمان).

********
وضع (إيزاك) سماعة الهاتف في انفعال واضح ثم التفت إلى (شريف) وقال في حماس وظفر:
- لقد انفجرت بهما السيارة لقد نجحت الخطة لأول مرة
سأله (شريف) في هدوء وكأن الأمر لايعنيه:
- وهل أنت واثق أنهما قد لقيا حتفهما في الانفجار؟
تردد (إيزاك) لحظة ثم ظهر الشك على ملامحه وعاد ينتزع سماعة الهاتف وطلب رقما ً طويلا ً وانتظر حتى جاءه صوت محدثه فسأله في توتر:
- أنا (إيزاك) يا (ديان) هل سمعت عن حادث انفجار المرسيدس في أرض الحدائق هذا الصباح؟ أريد معرفة عدد الإصابات الناشئة عن الحادث.
صمت (إيزاك) لحظات ولم تفارق عينا (شريف) وجهه الذي شحب حتى حاكى وجوه الموتى ثم عاد يحتقن في غضب وهو يقول:
- حتى الفتاة لم تلقى مصرعها حسنا ً يا (ديان) هذا كل ما أحتاج إلي معرفته.
ثم أغلق الهاتف والتفت إلى(شريف) في صمت وضيق وقال له (شريف) في هدوء:
- لقد نجوا أليس كذلك؟
قال (إيزاك) في غضب وهو يشعل سيجاره:
- لقد أصيبت الفتاة إصابة خطرة ولقد أجرى لها الدكتور(هانزمان) الخبير الجراحي عملية ناجحة لاستخراج شظية من ظهرها ولم يصب ذلك الشيطان المصري بأي سوء.
مط (شريف) شفتيه وابتسم في سخرية وهو يقول:
- باختصار لقد فشلتم في التخلص منه هذه المرة أيضا ً يا سيد (إيزاك).
نفث(إيزاك) دخان سيجاره في عصبية ولم يعلق على عبارة (شريف) الذي استطرد في هدوء:
- إنكم لم تلجئوا إلى وسيلة صحيحة بعد.
نظر أليه (إيزاك) في حدة ولكن (شريف) تابع في هدوء:
- في كا مرة حاولتم فيها قتله كان متحفزا ً للقياكم.
قال (إيزاك) في غيظ بين أسنانه:
- وماذا تقترح أيها المغرور؟
مد(شريف) يده في هدوء وانتزع سماعة الهاتف وهو بقول:
- ما رفم المستشفى التي تعالج فيه زميلة ضابط المخابرات المصري؟
- ولم يكد يتلقى الإجابة من فم(إيزاك) المدهوش حتى طلب الرقم وقال لمحدثه:
- أريد التحدث مع السيد(أحمد صادق)..نعم.. صاحب السيارة التي انفجرت في الحدائق هذا الصباح.
ووضع كفه على بوق السماعة وهو يسأل (إيزاك):
- أين تحب أن تقابله؟
اعتدل (إيزاك) وقد بدأ يفهم ما يرمي إليه (شريف)
وصاح في انفعال:
- في الميناء القديم على نهر (إلب).
- ابتسم (شريف) وارتسمت البراءة في صوته وهو يحادث (أدهم) عبر أسلاك الهاتف قائلا ً:
- هل أنت بخير يا سيد (أدهم)؟..... إنني أريد مقابلتك للتحدث في أمر بالغ الخطورة
وغمز بعينيه لـ(إيزاك) قبل أن يستطرد في دهاء:
- نعم يا سيد (أدهم)........ أمر تعلق بالـ(موساد).

8- لقاء الموت....
كان الصمت هو السيد المطاع في ذلك الميناء المهجور على ضفاف (إلب) حتى حشرات الليل التزمت الصمت وكأنها تخشى الإفصاح عن أوكارها ووسط هذا السكون الرهيب ارتفع صوت تكة مكتومة حينما أشعل (إيزاك) سيجاره وهمس في توتر:
- إنا الواحدة بعد منتصف الليل ولم يصل هذا الشيطان المصري بعد.
ابتسم (شريف) في هدوء وقال هامسا ً:
- سيصل ما بين اللحظة وأخرى يا سيد (إيزاك)...... ولكنني أعتقد أنك تخاطر كثيرا ً حينما تتولى هذه العملية بنفسك.
أشار (إيزاك) إلى مبنى قريب وقال:
- (هيرمان ) و (جاك) و (راندال) ينتظرون هناك وأنا مصر على أن نطوقه جميعا ً ونقتله أو أنفض يدي من العملية بأكملها.
مط (شريف) شفتيه وهز كتفيه وكأنما الأمر لا يعنيه ثم قال:
- حسنا ً يا سيد (إيزاك) سأخرج أنا لانتظاره على رصيف الميناء وعليكم الاستعداد.
أومأ (إيزاك) برأسه إيجاباً فدس (شريف) كفيه في جيبي معطفه وتحرك تحت ضوء القمر الساطع إلى رصيف الميناء وهناك وقف ثابتا ً يتأمل سطح الماء الذي يتماوج في هدوء عاكسا ً ضوء القمر الذي ينتشر قويا ً قي هذه الليلة ويكسو كل شيء بضوئه الفضي الهادئ
طال الوقت دون أن تتغير ملامح اللوحة الصمت وضوء القمر و(شريف) الذي لم يتحرك قيد أنملة طيلة الوقت....
وأخيرا ً........... رأى شبح رجل يقترب في خطوات ثابتة رشيقة محاذيا ً حافة الماء عرف الجميع ملامح(أدهم) على الفور فنفث (إيزاك) دخان سيجاره في عصبية زائدة وتوترت أصابع (هيرمان) فوق زناد البندقية الآلية التي يحملها وصدرت همهمة غير مفهومة من فمي (جاك) و (راندل) والجميع يختفون في المبنى القريب أما( شريف) فقد شعر لأول مرة بتوتر حقيقي يسري في جسده وهو يرقب (أدهم) الذي اقترب واقترب على بعد خطوات منه باسما ً كعادته ومد يده يصافحه قائلا ً:
- كيف حالك يا عزيزي (شريف) أي أمر دفعك إلى طلب مقابلتي في مثل هذا الزمان والمكان؟
ظل (شريف) صامتا ً يتأمل (أدهم) في مزيج من الدهشة والإعجاب والحيرة لم يكن يتصور طيلة حياته وجود رجل له كل مواصفات (أدهم) فها هو ذا يقف أمامه هادئا ً باسما ً برغم كل ما لقيه منذ وطئت قدماه أرض (ألمانيا) وبرغم أنه تعرض للموت أكثر من مرة هذا الصباح وأصيبت زميلته إصابة أقرب إلى الخطورة برغم كل هذا لم يزل قويا ً متماسكا ً مبتسما ً.........
مضت فترة من الصمت أعد خلالها (هيرمان) بندقيته وصوب عدستها المزودة بالأشعة تحت الحمراء نحو (أدهم) الذي عاد يسأل (شريف):
- ماذا أصابك يا عزيزي؟
وفجأة برقت فوهة بندقية (هيرمان) مع احتراق بارود الرصاصة التي أطلقها نحو (أدهم) و أعقب ذلك دوي مكتوم وصفير الرصاصة وهي تشق الهواء وما بين البريق والدوي تجلت موهبة (أدهم) الذي أهلته لحمل لقب (رجل المستحيل)
فلم يكد (أدهم) يلمح بريق الطلقة حتى مال في سرعة البرق إلى اليسار وجذب (شريف) من معطفه وأوقعه أرضاً في نفس اللحظة التي انطلق فيها الدوي المكتوم وعبر صفير الرصاصة فوق رأسيهما وشعر (شريف) بدهشة عارمة لتلك السرعة المذهلة التي تحرك بها (أدهم) فهتف:
- ماذا حدث؟
انتزع (أدهم) مسدسه وقال في لهجة ساخرة:
- يبدو أن السماء تمطر رصاصا ً أو أن أحدهم تبعك إلى هنا.
رآه (شريف) ينهض فسأله في توتر:
- ماذا تنوي أن تفعل؟
أجابه (أدهم) في سخريه:
- سأفعل نفس ما تفعلونه على رقعة الشطرنج يا عزيزي..... سأهاجم الخصم قبل أن يلتقط أنفاسه لهجوم جديد.
واندفع فجأة نحو المبنى الذي يختفي فيه رجال (الموساد) الثلاثة.
رأى (هيرمان) و (جاك) و( راندل) (أدهم صبري) وهو يندفع نحوهم في جرأة مذهلة ولا ينكر أحدهم أن موجة من التوتر والخوف قد اجتاحهم ولكن (جاك) و (راندل) أخرجا مسدسيهما وصاح (جاك):
- سأقتله قبل أن يصل إلى هنا.
رفع (هيرمان) فوهة بندقيته ووضع عينيه فوق المنظار ذي الأشعة تحت الحمراء وهو يقول في حنق:
- كلنا هذا الرجل.
وفجأة.... انحرف (أدهم) يمينا ً ودار حول المبنى واختفى عن أنظارهم تماما ً فصاح (راندل) في توتر وهو يلتفت حوله:
- احترسوا إنه ينوي مباغتتنا من الخلف.
بلغ توترهم مداه برغم كونهم أكثر عددا وعدة وصاح(هيرمان) وهو يلوح بذراعه في عصبيه:
- انطلق أنت إلى الباب الخلفي يا (راندل) وليتول (جاك) حماية نوافذ المخزن لا بد لنا من أن........
وقبل لأن يتم (هيرمان) عبارته اندفع باب المخزن في وجهه بقوة ألقت البندقية من يده واستدار (جاك) و (راندل) نحو زميلهما وارتجفت أطرافهما غضبا ً ودهشة فقد كان أمامهما (أدهم صبري) من الباب الأمامي مصوبا ً إليهم مسدسه ومبتسما ً في سخرية وهو يقول:
- أراهن أنكم حاولتم حماية الباب الخلفي أليس كذلك؟
التقى حاجبا (هيرمان) في غضب عارم وغلت الدماء في عروق (جاك) لوقوعهم في فخ هذه الخدعة التافهة أما (راندل) فقد سيطر علية الحقد والغضب حتى أنه نسي المسدس يصوبه إليه(أدهم) ورفع مسدسه نحو بطلنا وأطلق منه ثلاث رصاصات مباشرة وهو يصرخ:
- ستموت أيها المصري... ستموت.... ولو كان هذا آخر ما أفعله في حياتي.

9- رجل وثلاث أوغاد..........
جلس مدير المخابرات المصرية يرقب رقعة الشطرنج أمامه ومد يده ينقل أحد القطع البيضاء عندما دق باب مكتبه فرفع صوته يطلب من زائره الدخول دون أن يرفع عينيه عن رقعة الشطرنج وتحرك الباب في هدوء وسمع مدير المخابرات صوت أقدام تقترب منه فرفع عينيه إلى الزائر ورأى أمامه مدير قسم الشفرة فسأله في اهتمام:
- هل أرسلتم التحذير إلى(أدهم) ؟
أجابه مدير قسم الشفرات بالإيجاب ثم أردف:
- ولقد تلقينا برقية طويلة من العقيد (أدهم ) يا سيدي
تناول مدير المخابرات الورقة التي قدمها إلية مدير قسم الشفرة وأخذ يقرؤها في تمعن ثم نحاها جانبا ً وانتقل ببصره إلى رقعة الشطرنج في صمت طال حتى تنحنح مدير قسم الشفرة وكأنه يؤكد وجوده فالتفت إليه مدير المخابرات وقال وهو يبتسم:
- معذرة لقد شغلني التفكير فيما أرسله (أدهم) ومد يده ينقل أحد قطع الشطرنج البيضاء وسط القطع السوداء وهو يردف ضاحكا ً:
- هل تعلم أن(أدهم) هذا يجيد لعبة الشطرنج ببراعة منقطعة النظير؟
عقد مدير فسم الشفرة حاجبيه وهو يتساءل في صوت خفيض:
- ماذا يا سيدي؟
تجاهل مدير المخابرات السؤال وابتسم وهو يقول:
- أتعرف؟.....إنه يذكرني بوزير الشطرنج الذي يتحرك في كل الاتجاهات ويعد أخطر قطعة في رقعة القتال.
تجلت الدهشة بصورة أوضح على مجه مدير قسم الشفرة على حين استمر مدير المخابرات يقول:
- صحيح أن الخطة التي وضعها شديدة الخطورة ولكنها ناجحة ولا ريب... ناجحة جدا ً.
واستدار فجأة إلى مدير قسم الشفرة وقال في لهجة آمرة:
- أبرق إليه أنني أوافق على الخطة التي وضعها أوافق عليها تماما ً.

**************
على بعد آلاف الأميال من مبنى المخابرات المصرية وفي ذلك الميناء المهجور على نهر (إلب) كان
(أدهم صبري) يواجه ثلاثة أوغاد أطلق أحدهم رصاص مسدسه نحو بطلنا في غضب وشراسة وانطلقت الرصاصات بالفعل نحو هدفها تماما ً ولكن الهدف نفسه لم يكن ينتظر الرصاصات... فلم تكد أصابع (راندل) الغاضبة تضغط زناد مسدسه حتى قفز (أدهم) جانبا ً وغاص جسده إلى أسفل ثم انطلق كالقنبلة في وجوه الأوغاد الثلاثة...
شعر (راندل) بركلة فولاذية تطير مسدسه ثم انقضت قبضة فولاذية على فكه فهشمتها بصوت مسموع وطار مسدس (جاك) عندما هوت حافة يد (أدهم) على معصمه كالسيف وقبل أن يتحرك قيد أنملة تفجرت قبضة (أدهم) في أنفه وتفجرت الدماء من الأنف المحطم وقفز (هيرمان) يحاول التقاط بندقيته ولكن البندقية طارت بعيداً إثر ركلة من قدم (أدهم) فتحرك ( هيرمان) بحدة إلى الوراء واتخذ وضعاً قتاليا ً وكشر عن أنيابه قائلا ً:
- لن تهزمني هذه المرة أيها الشيطان المصري.
ابتسم (أدهم) في سخرية ،و قال وهو يتخذ وضعًا قتاليًا
مماثلاً:
_ إنك تشوقني لقتلك أيها الوغد.
أطلق (هيرمان) صرخة قتالية وحشية وهو بقبضته على عنق (أدهم) ولكن هذا الأخير تلقى الضربة على ساعده في بساطة ثم تحرك إلى اليمين وتفادى لكمة أخرى من قبضة (هيرمان) وقفز إلى الوراء وابتسم في سخرية وهو يقول:
- قوتك لا بأس بها أيها الوغد ولكنك تقاتل بأسلوب بطل استخدامه منذ القرن التاسع عشر.
زمجر (هيرمان) في غضب وصاح:
- فلنر كيف تقاتل أنت أيها المصري... وما أرى إلا أنك تجيد الحديث فقط.
لا أحد يدري إذا ما كان (هيرمان) قد استوعب أسلوب (أدهم) القتالي أم لا .... فلم يكد ينتهي من عبارته حتى قفز (أدهم) نحوه بسرعة البرق وكال له ثلاث لكمات متتالية في انفه وفكه ومعدته ترنح (هيرمان) وهو ينظر إلى (أدهم) بعينين مذهولتين وسمع (أدهم) يقول في تهكم:
- هل أعجبك أسلوبنا القتالي أيها الوغد ؟
وأعقب (أدهم) عبارته بلكمة كالقنبلة ألقت (هيرمان) إلى الوراء ما يزيد على خمسة أمتار حيث سقط فاقد الوعي وقد انبعث من حنجرته خوار كالثور.
وهنا نفض (أدهم) كفيه وعاد في خطوات هادئة واثقة إلى حيث يقف (شريف) دون أن تفارق ثغره ابتسامته ولم يكد (شريف) يراه حتى هتف:
- يا إلهي!! لقد دمرتهم تدميرا ً.
هز (أدهم) كتفيه في لا مبالاة وقال:
- إنهم مجرد فئران يا (شريف)
استدار (شريف) وهو يقول:
- أنت محق يا سيد (أدهم)... هيا بنا نبتعد عن هنا.
ولكن (أدهم) أوقفه بصوت بارد قاس كالفولاذ وهو يقول:
- مهلاً يا (شريف)... هناك عدة أسئلة أود طرحها عليك.
استدار إليه (شريف) في دهشة متسائلاً:
أية أسئلة يا سيد (أدهم)؟
نظر (أدهم) في عينيه مباشرة وسأله في برود:
- لماذا اخترت هذا المكان للقاء يا (شريف)؟
تلعثم وهو يجيبه:
- مجرد مكان مهجور لن يتعقبنا فيه أحد
رفع (أدهم) حاجبيه في دهشة مصطنعة وهو يقول:
- وكيف وصل إلينا هؤلاء الأوغاد إذن؟
قال (شريف) في عصبية:
- وما أدراني بذلك؟
تقدم منه (أدهم) وأمسك كتفه في قوة وهو يقول:
- بل أنت تدري كل شيء يا (شريف).
ارتجف جسد (إيزاك) في مخبئه حينما سمع عبارة (أدهم) الأخيرة وشعر أن العملية ستنهار بأكملها لو شدد (أدهم) ضغطه على (شريف) كان يجد في (شريف) جاسوسا ً موهوبا ً يخشى أن يفقده ولقد وضعه تصرف (أدهم)هذا في وضع لا يحتمل التردد فإما أن ينتهي (أدهم) أو تنتهي العملية...
وفي هدوء وصمت أزاح (إيزاك) باب المخزن الصغير الذي يختبئ فيه ووقع بصره على (أدهم) الذي يوليه ظهره وهو يستجوب (شريف) في قسوة واستجمع (إيزاك) شجاعته وصوب مسدسه إلى ظهر (أدهم) في موضع القلب تماما ً كان (أدهم ) يسأل (شريف) في هذه اللحظة:
- كيف علم هؤلاء الأوغاد بمكان لقائنا يا (شريف) ؟
وفجأة..... توترت حواس (أدهم) بأكملها ربما لأن غريزته القتالية استيقظت فجأة أو بسبب الصوت الخافت الذي خرج من مسدس (إيزاك) وهو يعده للإطلاق أو ربما بسبب تلك النظرة الملتاعة التي بدت في عيني (شريف)....
المهم أن(أدهم) استدار في سرعة وانتزع مسدسه من جيب معطفه وفي نفس اللحظة انطلقت رصاصة قاتلة من مسدس (إيزاك).

10- الاختيار............
شقت رصاصة (إيزاك) الهواء وشعر بها (أدهم) تمزق معطفه وسترته وتمزق الجلد الخارجي لذراعه اليسرى ولكنه تجاهل الألم الذي سببته الرصاصة وأطلق من مسدسه رصاصة صائبة محكمة حطمت مسدس (إيزاك) وألقت به بعيدا ً وصرخ (إيزاك) في ألم ودهشة وصاح (أدهم) وقد عقد حاجبيه:
- هر(فريدريش) ؟!!.. ماذا تفعل هنا ؟ ... ولماذا حاولت قتلي؟
عض (إيزاك) شفتيه قهراً وهو يقول:
- أتمزح؟ أم أنك لا تعلم حقا ً أنني أحد ضباط (الموساد)؟
ظهرت الدهشة على وجه (أدهم) وهو يقول:
- (الموساد)؟!!!
ثم استدار إلى ( شريف) صائحا ً في غضب:
- إذن فأنت تعمل مع هؤلاء الأوغاد.
ظلت عينا (شريف) جامدتين وهو يقول:
- ليس هناك دليل واحد على ذلك
قال (أدهم) في غضب:
- بل هناك أكثر من دليل أيها الخائن لقد استدرجتني إلى هنا وأتيت بهؤلاء الأوغاد لاغتيالي لقد بعت وطنك
يا فتى.
تحرك (أدهم) في عصبيه نحو (شريف) وفجأة... تعثر بطلنا لسبب غير مفهوم تعثر برغم عدم وجود ما يسبب هذا حوله تعثر وسقط أرضا ً وألقى مسدسه الذي انزلق فوق رصيف الميناء وتوقف تحت قدمي (شريف) تماما ً.
وفي سرعة مذهلة انحنى (شريف) والتقط المسدس وصوبه إلى (أدهم) وهو يقول:
- يبدو أنك فشلت هذه المرة يل سيد (أدهم).

**********
عاد الصمت يشمل الميناء المهجور الصغير ونهض (أدهم) في هدوء مواجها ً (شريف) وحدق (إيزاك) في الموقف بأكمله بدهشة وسمع (أدهم) يسأل (شريف):
- ما مقابل خيانتك للوطن الذي أنجبك؟
ابتسم (شريف) وقال في هدوء:
- ألفا دولار شهرياً
بصق (أدهم) قائلاً في اشمئزاز:
- ياله من ثمن بخس للخيانة!!
أيقظت هذه الكلمات (إيزاك) من دهشته فصاح:
- أطلق النار يا (شريف)... أقتله.... وسأمنحك خمسة آلاف دولار مكافأة.
ضاقت عينا (شريف) خلف منظاره الأنيق وغمغم:
- فلنجعلها عشرة آلاف.
صاح (إيزاك) في لهفة:
- فليكن..... أطلق النار على رأسه ولك ما تطلب.
جذب (شريف) إبره مسدس (أدهم) وهو يصوبه إلى رأس هذا الأخير فقال (أدهم) دون أن يبدو عليه أي أثر للخوف:
- ستخسر كل شيء بفعلتك هذه يا (شريف).
هز (شريف) كتفيه وقال:
- لقد خسرت الكثير بالفعل ولكن قتلك يعطي فرصة للنجاة.
صاح (إيزاك)في لهفة وشراسة:
- نعم يا (شريف)... اقتله....اقتله.
وقال (أدهم) في هدوء:
- يمكنك أن تتراجع يا (شريف) وسأتناسى أنا عملك مع( الموساد)..... إنها فرصتك الأخيرة للهروب من لقب خائن.
صرخ (إيزاك) في عصبية:
- بل اقتله...اقتله.
تنقلت عينا (شريف) بين (أدهم) و (إيزاك) وظهرت الحيرة في ملامحه فعاد (أدهم) يقول:
- لو أنك عاونتني الآن سيغفر لك هذا كل تعاونك السابق مع (الموساد) بل إنني سأقدم تقريرا ً لصالحك.
صاح (إيزاك) وكأنه يخشى أن يفقد الموقف:
- لا تصدقه يا (شريف).... سيقدمك إلى المسئولين في مصر وستحاكم ويصدر ضدك حكم بالإعدام....اقتله.... ولنلق به في الماء وسيجرفه التيار بعيدا ً..
التقى حاجبا (أدهم) وهو يقول في صرامة:
- لا تتردد طويلا ً يا (شريف) عليك اتخاذ قرارك بسرعة إما أن تقتل مواطنك وتتحول إلى خائن أو تنتصر لهذا الوطن.
كان (شريف) يبدو هادئا ً صامتا ً ولم يتوقع أحدهما ما فعله في اللحظة التالية فبهدوء خرافي وثبات مذهل ضغط (شريف) زناد مسدس (أدهم) ودوى صوت الرصاصة مخيفا ً في ظلام الليل ورأى (إيزاك) (أدهم) يترنح في دهشة وهو يغطي موقع قلبه براحته ورآه ينظر إلى (شريف) في دهشة تمتزج بالغضب ورأى (إيزاك) الدم يسيل من موضع قلب (أدهم) فوق معطفه وسمع (أدهم) يهتف:
- أيها الخائن ال****************.
ثم رآه يهوي من فوق رصيف الميناء إلى الماء ويغوص فيه كالحجر.
-لم تزل دهشة (إيزاك) حتى رأى (شريف) يقترب من حافة الرصيف ويتأمل الماء حيث سقط (أدهم) ثم يبتسم قائلا ً:
- لقد انتهى يا سيد (إيزاك)....... إنني أفضل في الواقع ألفي دولار شهريا ً.
تلاشت دهشة (إيزاك) دفعة واحدة وأسرع نحو (شريف) وهو يهتف في سعادة:
- لقد أحسنت الاختيار يا (شريف) لقد أحسنت اختيار الفريق الذي تعمل من أجله.
ابتسم (شريف) وقال في هدوء وهو يلقي مسدس (أدهم) في الماء:
- نعم يا سيد (إيزاك) أن واثق أنني قد نجحت في اختيار الفريق الذي أعمل من أجله.

11- كش.....مات..
تململت (منى توفيق) في فراشها الصغير في مستشفى (هامبورج) وتأملت الدكتور(هنزمان) بلحيته الصغيرة ثم سألته في قلق:
- وأين ذهب رفيقي يا دكتور (هنزمان)؟
مط الدكتور (هنزمان) شفتيه وقال:
- لست أدري يا سيدتي بقد استجوبه رجال الشرطة ولم يجدوا ما يدينه في الحادث وانتظر هو حتى اطمأن إلى نجاح الجراحة وقبل أن تستردي وعيك جاءته محادثه هاتفية انصرف بعدها فوراً ولم يعد حتى الآن.
عادت (منى) تتململ في فراشها وفتحت فمها تهم بسؤال الدكتور (هنزمان) لولا أن قاطعتها ممرضة دخلت إلى الغرفة وقالت:
- معذرة يا سيدتي... ولكن هناك رجل عجوز غريب يرغب في رؤيتك ويقول إنه والدك.
عقدت (منى) حاجبيها وهي تقول في دهشة:
- والدي ؟!!!
كادت تنفي قدوم والدها إلى (ألمانيا ) فهو لا يعلم أنها هنا وتزاحمت في أعماقها عشرات الأسئلة حول غرابة الأمر بل إنها كادت ترفض مقابلة الزائر لولا أن تنبهت فجأة... إلى غرابة الوقف هي في حد ذاتها مفتاح كل هذا الغموض فزينت ثغرها ابتسامة عذبه وهو تهتف في لهفة:
- دعية يدخل إنني أشتاق لرؤيته كثيراً.
دخل إلى الحجرة عجوز منحني الظهر مغضن الوجه يتكئ على عصا ذات نهاية ملتوية ويرتدي منظارا ً سميكا ً ويبرق رأسه الأصلع مع أضواء الحجرة وهو يقول في صوت واهن ضعيف:
- وابنتي الصغيرة!!! ماذا أصابك؟
تنحنح الدكتور (هانزمان) وقال:
- يبدو أنه من الأفضل أن أترككما وحدكما.
وانصرف في خطوات سريعة ولم يكد يغلق الباب خلفه حتى اعتدل العجوز وتهللت أسارير(منى) وهي تسمع صوت (أدهم) القوي يسألها:
- كيف حالك الآن يا عزيزتي؟
هتفت (منى) في سعادة:
- إنني في خير حال مادمت أراك سالما ً يا (أدهم)... ماذا فعلت مع (شريف) و (إيزاك)؟
ابتسم ساخرا ً وهو يقول:
- لقد انتهت اللعبة يا عزيزتي.... لقد قالت المخابرات المصرية: كش... مات.

***********
أصغت (منى) باهتمام إلى (أدهم) الذي استرخى فوق مقعده وفرد قدميه أماه في تراخ وأخذ يقول دون أن تفارق الابتسامة الساخرة شفتيه:
- لقد أثبت (شريف صالح) أنه موهوب يا عزيزتي إنه يذكرني ببداياتي في عالم المخابرات لقد نفذ الخطة بشكل رائع مثير للإعجاب منذ مغادرته المنزل الاول وأجرى اتصالا ً هاتفيا ً مع (إيزاك) يحذره من كوني (أدهم صبري)... وكان من الطبيعي أن تكون هذه الخطوة بداية للثقة بين (إيزاك) و (شريف) .... وحينما أرسل (إيزاك) رجاله لقتلنا تظاهرت بالدهشة وتغلبت عليهم ثم أفقدتهم الوعي وتركت إيصالا ً يقودهم إلى الفيلا>
ابتسمت (منى) وهي تقول:
- إنني لم افهم ما ترمي إليه حينئذ..
ضحك في سخرية وهو يقول:
- لقد كنت اقود الخصم إلى خطوات يتصور معها أنه الفائز أو أنه هو الذي يطوقني فقدتهم إلى الفيلا
و باغتهم ثم ألقيت عليهم بضعة أسئلة جعلتهم يتصورون أنني لا أشك مطلقا ً في علاقتهم بـ(شريف)...
وهكذا بدأت اللعبة تتخذ منحنى جديدا ً فهم يثقون في إخلاص (شريف) لهم إلى حد ما وتتركز محاولاتهم في التخلص منى كعادتهم كلما التقينا ولكنهم يفشلون – كالعادة ــ المرة تلو الأخرى فمحاولات القتل المباشر تفشل ومحاولة تفجير السيارة تنتهي بإصابتك فقط وهنا يأتي دور اللعبة الكبرى.
صمت (أدهم) ثم عاد يستطرد:
- في غمرة اليأس من النجاح يلقي (شريف) اقتراحه بجذبي من الميناء المهجور في (إلب) بل إنه يترك لهم اختيار المكان تأكيدا ً لحسن نيته.
ضحك (أدهم) وكأن ما يذكره يثير في نفسه الضحك ثم أردف:
- وذهبت أنا إلى هناك وكأنني لا أعلم شيئا ً عن الفخ المعد لي هناك وحاول هؤلاء الأوغاد قتلي
عن بعد بواسطة بندقية مزودة بمنظار مقرب وشاء الله – عز وجل – أن أنجو ولقد تعاملت مع ثلاثة أوغاد و.......
قاطعته (منى) وهي تقول ضاحكة:
- وحطمت أنوفهم..... أليس كذلك؟
ابتسم (أدهم) في خبث ثم استطرد:
- شيء من هذا القبيل يا عزيزتي.
وصمت لحظة ثم أردف:
- المهم أنني عدت بعدها إلى حيث يقف (شريف) ونطق هو بعبارة اتفقنا عليها ليشير إلى وجود (إيزاك) في مكان قريب وتظاهرت أنا بالشك في (شريف) وعاملته بقسوة وحدة حتى رأيت في عينيه نظرة ملتاعة فهمت منه أن (إيزاك) يهم بإطلاق النار على ظهري.
غمغمت (منى) في اشمئزاز واستنكار:
- في ظهرك !!!؟؟
مط (أدهم ) شفتيه وقال:
- هذا أسلوبهم المعتاد يا عزيزتي.
ثم أردف في حدة:
- ولقد كانت رصاصة (إيزاك) تخترق ذراعي بالفعل لولا أن استدرت في سرعة فمزقت الرصاصة الجلد الخارجي لذراعي فقط وأطلقت أنا رصاصة من مسدسي حطمت مسدس (إيزاك).
- وابتسم وهو يتابع قائلا ً:
- لقد كن هذا هو أبرع جزء في الخطة يا عزيزتي فالرصاصة التي انطلقت من مسدسي هي التي قادت النصر في نهاية الخطة.
سألته في دهشة:
- كيف؟
أجابها في هدوء:
- لقد تظاهرت بالدهشة لمعرفتي (إيزاك) ثم افتعلت عثرة ألقت بي أرضا ً وتركت مسدسي ينزلق حتى أقدام (شريف) الذي التقطه في سرعة وبراعة وصوبه إلى رأسي وافتعلت معه حوارا ً غاضبا ً وكأنني أحاول أن أعيده إلى حظيرة الوطن بعيدا ً عن الخيانة وكان من الطبيعي أن يحاول (إيزاك) جاهدا ً ضمه إلى صفوف جواسيس (الموساد).
ضحك (أدهم) ضحكة قصيرة واستطرد:
- وأخيرا ً وقع اختيار (شريف) على العمل مع (الموساد) و أطلق النار على قلبي مباشرة.
هتفت (منى) في جزع:
- على قلبك؟!!
ضحك (أدهم) وقال:
- لقد كانت رصاصة زائفة يا عزيزتي مجرد صوت ودخان... فقد خدعت الرصاصة الأولى (إيزاك) حينما حطمت مسدسه فلم يتصور أن تكون الرصاصة الثانية زائفة.... ولقد أدى (شريف) دوره ببراعة منقطعة النظير وترنحت وأنا أفجر كيس الدماء في جيب معطفي ثم سقطت في مياه نهر (ألب) و ألقى (شريف) المسدس خلفي حتى لا يكتشف (إيزاك) أمر الرصاصة الزائفة.
ضحكت (منى) في جدل وقالت:
- وهكذا يصبح (شريف) عميلهم المثالي كيف لا وهو الذي خلصهم من (رجل المستحيل)؟
ابتسم (أدهم) وهو يقول:
- لن يجرؤ أحدهم في الشك فيه بعد أن أطلق النار دون تردد على ضابط المخابرات المصري سيمحو هذا الفعل كل اثر للتردد والشك في نفوسهم.... سيصبح (شريف) جاسوسهم الأول في مصر وسنتركهم يتصورون ذلك.... لقد انتهت اللعبة وستبدأ لعبة جديدة يا عزيزتي وفي هذه المرة أيضا ً ستقول المخابرات المصرية: كش.... مات.

12- الختام........

دلف مدير قسم الشفرة إلى حجرة مدير المخابرات المصرية باسما ً ورفع هذا الأخير عينيه عن رقعة الشطرنج وسأله في اهتمام:
- هل من جديد؟
ناوله مدير قسم الشفرة برقية (أدهم) الأخيرة وتناولها مدير مخابرات في اهتمام وقرأها في إمعان ثم ابتسم
و تهللت أساريره ولم تلبث ابتسامته أن تحولت إلى ضحكة مجلجلة وهو يهتف:
- لقد نجحنا... نجح (أدهم صبري) مرة أخرى.
ابتسم مدير قسم الشقرة وقال:
- لقد كانت خطة معقدة تنطوي على الكثير من الخطر يا سيدي.
قال مدير المخابرات في جذل:
- هذا صحيح.... ولكن خطورتها كانت تؤكد ما أردنا أن نوهم به رجال (الموساد) ولا تنس أننا لم نرسل رجلا ً عاديا ً بل أرسلنا (رجل المستحيل).
غمغم رئيس قسم الشفرة:
- إذن فقد ربحنا
صاح مدير المخابرات:
- بالطبع... من الآن فصاعدا ً سيعتمد (الموساد) على (شريف صالح) كواحد من أخلص جواسيسه ولكنه يعمل لحساب المخابرات المصرية في الواقع لقد أصبحنا نحرك قطعهم وقطعنا في رقعة القتال وفي الوقت نفسه أوهمناهم بمصرع (أدهم صبري) وهذه نقطة جيدة أيضا ً.
سأله مدير قسم الشفرة في اهتمام:
- وماذا لو كشفوا بقاء (أدهم) على قيد الحياة؟ ألن يكشف هذا أوراق (شريف)؟
هز مدير المخابرات رأسه نافيا ً وقال:
- كلا يا عزيزي سيدعي (أدهم) حينذاك أنه قد نجى بأعجوبة أو,,,,,,
ثم قطب حاجبيه وغمغم:
- ولكن هذا سيعني أيضا ً كشف أمر (شريف).
مط مدير قسم الشفرة شفتيه وقال:
- أعتقد أن نجاح الخطة الآن يتم إخفاء وجود العقيد (أدهم) على قيد الحياة يا سيدي
أومأ مدير المخابرات برأسه إيجابا ً وقال:
- هذا لا يمنع أن الخطة قد نجحت تماما ً
أشار مدير قسم الشفرة إلى رقعة الشطرنج وقال:
- - كما يحدث في لعبة الشطرنج يا سيدي.
ابتسم مدير المخابرات وأزاح قطعة بيضاء نحو الملك الأسود ثم رفع عينيه إلى مدير قسم الشفرة وقال مبتسما ً:
- هكذا يفوز الأبيض ويربح (رجل المستحيل) يا عزيزي.... وتنتهي هذه الجولة من( لعبة المحترفين) .

**********
((((تمت بحمــــــــد اللـــــــــــــــــــه))))
:p :D

 
 

 

عرض البوم صور Toleen   رد مع اقتباس
قديم 22-06-06, 12:15 AM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الطائر الحزين


البيانات
التسجيل: Apr 2006
العضوية: 4198
المشاركات: 4,394
الجنس ذكر
معدل التقييم: علاء سيف الدين عضو على طريق الابداععلاء سيف الدين عضو على طريق الابداععلاء سيف الدين عضو على طريق الابداععلاء سيف الدين عضو على طريق الابداععلاء سيف الدين عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 402

االدولة
البلدMorocco
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
علاء سيف الدين غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Toleen المنتدى : رجل المستحيل
افتراضي

 

شكرا الك أختي

 
 

 

عرض البوم صور علاء سيف الدين   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لعبة المحترفين, رجل المستحيل, روايات مصرية للجيب, روايات مصريه للجيب
facebook




جديد مواضيع قسم رجل المستحيل
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 10:09 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية