29-03-10, 06:12 PM
|
المشاركة رقم: 1
|
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
المنتدى :
كتب الأدب واللغة والفكر
باراك أوباما , أحلام من أبي , كلمات عربية للنشر , 2009
بسم الله الرحمن الرحيم
باراك أوباما , أحلام من أبي
ترجمة :
هبة نجيب السيد مغربى , إيمان عبد الغنى نجم, مجدى عبد الواحد عنبه ,
عن دار كلمات عربية للترجمة و النشر , الطبعة الاولى , 2009
فى هذه السيرة الذاتية الواقعية المعبرة التى تستحوذ على كيان القارىء. يبحث ابن رجل أفريقى وسيدة أمريكية عن معنىً حقيقى لحياته كأمريكى أسود. وتبدأ أحداث هذه القصة فى نيويورك حيث تلقى باراك أوباما خبر وفاة والده فى حادث سيارة؛ والده الذى كان فى عينيه أسطورة أكثر من كونه إنساناً عادياً. وهذا الموت المفاجىء أشعل بداخله فتيل رحلة عاطفية تبدأ فى مدينة صغيرة فى كانساس يتعقب منها هجرة عائلة والدته إلى هاواى، ثم تأخذه الرحلة إلى كينيا حيث يقابل الفرع الكينى من شجرة عائلته، ويواجه الحقيقة المرة لحياة والده، وفى النهاية ينجح فى رأب الصدع بين شقى إرثه الممزق.
***************
لم يكن بوسعى سوى الإنتظار، حملت أغراضى إلى الأسفل مرة أخرى وجلست عند مدخل المبنى، وبعد مرور بعض الوقت، وضعت يدى فى جيبى الخلفى، وأخرجت الخطاب الذى كنت أحمله معى منذ أن غادرت لوس أنجلوس:
ابنى الحبيب
كانت مفاجأة سارة حقاً أن أتلقى منك خطاباً بعد مرور كل هذه المدة. أنا بخير وأقوم بتلك الأشياء التى تعرف أنها متوقعة منى فى هذا البلد. لقد عدت لتوى من لندن حيث كنت أهتم بإنجاز بعض الأعمال الخاصة بالحكومة وأناقش أمور التمويل وغيرها. فى الحقيقة أنا نادراً ما أكتب إليك بسبب هذه الأسفار الكثيرة، وعلى أية حال، أظن أن الوضع سيتحسن من الآن فصاعداً.
ستسعد عندما تعلم أن جميع إخوتك وأخواتك هنا بخير، ويرسلون لك تحياتهم، وقد رحبوا بشدة بقرار عودتك إلى وطنك بعد التخرج مثلى تماماً وعندما تأتى نقرر معاً كم من الوقت تريد أن تبقى. بارى، حتى إذا كانت الزيارة ستستمر بضعة أيام فحسب، فمن الضرورى أن تعرف شعبك وأن تعرف المكان الذى تنتمى إليه.
رجاءً اعتنى بنفسك، وتحياتى إلى والدتك وجدتك وستانلى، وأتمنى أن أتلقى خطابات منك قريباً.
مع حبى والدك
طويت الخطاب وأعدته إلى جيبى مرة أخرى. لم يكن من السهل أن أكتب إليه، فقد انقطعت كل المراسلات بيننا على مدار السنوات الأربع السابقة. وفى الحقيقة وضعت للخطاب عدة مسودات، وحذفت أسطراً كاملة، وكنت أجاهد لأكتب بالنبرة المناسبة وأقاوم الرغبة فى تفسير الكثير من الأمور، فلم أكن أدرى كيف أبدأ الخطاب: "والدى العزيز" أم "أبى الحبيب" أم "عزيزي الدكتور أوباما"، وها هو قد أجاب على خطابي بابتهاج وهدوء ونصحني أن أعرف المكان الذى أنتمى، وجعل الأمر يبدو سهلاً مثل أن تجيب عليك الموظفة فى خدمة استعلامات شركة التليفونات:
"الاستعلامات، أى مدينة من فضلك؟"
"لا أدرى... أتمنى لو أنك تخبرينى، الاسم هو أوباما، إلى أين أنتمى؟" ربما يكون الأمر بهذه البساطة من وجهة نظره حقاً. وتخيلت أبى وهو يجلس إلى مكتبه فى نيروبى، رجل مهم فى الحكومة لديه موظفون وسكرتارية يقدمون له أوراقاً ليعتمدها، ووزير يتصل به طالباً منه النصيحة، وزوجة محبة وأطفال ينتظرونه في المنزل وقرية والده على بعد يوم واحد بالسيارة. وقد جعلتنى هذه الصورة غاضباً بصورة ما، وحاولت أن أنحيها جانباً وأركز بدلاً من هذا على صوت موسيقى "الصلصا" الذى يأتى من نافذة مفتوحة فى مكان ما فى المجمع السكنى، لكن ظلت الأفكار نفسها تعاودنى وتتواصل كخفقات قلبى.
إلى أين أنتمى؟
للتحميل من هنا
قراءة موفقة للجميع
|
|
|