المنتدى :
خواطر بقلم الاعضاء
مكنونات قلب
كالمتمردتين.. دوماً أفقد سيطرتي عليهما..
تبحثان عنه حتى إذا ما لمحتاه عادتا للإنكسار خجلاً..
إحترت معهما.. عينــــاي الشقيتين.. لا تطيعاني..
دوماً تخذلاني بحثاً عن ملامحه الجادة أو عن خطواته الواثقة.. تراقبانه بكل تفاصيله.. ضاحكـــــاً.. عابســــاً..
أو حتى وهو ينفث دخان سيجارته التي أحرقت قلبي..(عله يترك هذه العادة السيئة)..
عجبت لأمرهما.. ما بالهما تدفنان نفسيهما تحت موطئ قدماي إذا ما إلتقتا بصاحبتيه..
هل خجلاً ؟؟ أم أنهما تخشيا نظرته الثاقبة من أن تفضح سرهما الثمين؟؟..
ثم تعودان للمحاولة مجدداً.. و لا تيئسا أبداً.. تعودان للبحث عنه.. يا لهما من تعيستين.. ألم تعلما أنهما لا بد مفارقتاه..
و أنه سيأتي اليوم الذي تشرق فيه الشمس كي تخبرهما أنهما لن تلتقيا بعينيه القاسيتين أبداً..
يالي من ظالمة فعيناه تشعان دفئاً يخفي أبجديات القسوة من القواميس..
هذه الذكرى تؤرقنــــــي.. قد عادت مع ليالي الشتاء العاصفة.. تتمنى على الأيام لو أنها ترأف بحالي.. لو أنها تتراجع عن قراراتها..
لتعود تريني صاحب الظل الطويل.. تحنو علي فترحمني من طول إنتظارٍ باتت لحظاته الموجعة تخيل إلي أني أراه و أسمع لحن أوتاره الحادة..
و أرى دفق الجحيم ينبعث من تلك العينين السوداوين..
ما زالت صورته تؤرق مناماتي.. تجعلني في عالم من الخيالات..
أنعزل عن الكون وقد خط قلمي ملامح العبوس التي لا تفارق وجهه على صفحة كراستي..
العجيب أن هذا القلم المتيم لم يُجد يوماً فن رسم أحبابه.. فما باله اليوم قد أصبح و كأنه ريشة فنان لطالما أبدع بالنقوش..
|