بعد انقضاء اسبوع ، احست مايسى وكانها لم تبتعد عن المنزل وانسجمت بسهولة مع حياة الاسرة .. احبت شكل المبنى الغريب غير المنتظم .. وكانت سعيدة بالتدفئة المركزية والتسهيلات الحياتية الاخرى فيه .. وقفت لتطل من نافذة غرفة نومها ، تمتع عينيها بالحديقة فى الاسفل ..كانت الفسحة المزروعة بالخضار خلف المطبخ فكرة بريسكوت ، وكان يحرسها بكل غيرة . اما الباقى فقد كان مجموعة اشجار صغيرة شائكة ، حقل ترويض خيول ، مرجة عشب مقصوص مزينة فى تلك الاونة بالوان اواخر الصيف ، على الجدار تحت النافذة تعريشة جميلة بيضاء عاجية الزهور 0
لطالما كانت مايسى على وئام مع ابنى خالتها الين وجوهان .. واستطاعت ان ترى سبب قلق لانس على جوهان .. انه الاهدا بين الولدين ، لكنه يبدو منزويا اكثر وسريع التاثر .. حاولت التدخل بلطف لمعرفة السبب ، لكنها لم تصر . فلو اراد ان يتكلم فسيفعل هذا فى النهاية 0منتديات ليلاس
اما الين فكانت بهجة للنفوس ، وتظهر كم هى سعيدة بوجود مايسى بقولها هذا دائما ، واظهار اهتمام كبير بملابسها وماكياجها .. وشجعت الين ان تقص شعرها الناعم المتطاير وان تعطى اظافرها الاهتمام الاسبوعى اللازم ، فى محاولة لمنعها من قضمها 0
لكن لانس كان الاكثر اثارة للدهشة ، فمنذ اصبحت مايسى امرأة ناضجة لم تبق كثيرا فى صحبته حيث كان يميل الى الاستمتاع اكثر من الكلام ، وينظر عادة الى ما يجرى بعين ساخرة .. مع مرور الاسبوع فى شهر ايلول ثم الى تشرين الاول ، اصبح لديها يقين بما كانت تشك به دائما ، ان وراء واجهته الهادئة عمق خفى ينتظر من يكشف عنه .. ولطالما جربت فطنتها لتجد ان تبادل الكلام معه مرهق .. وجدت ان عمله مثير للاهتمام وتعاملت معه بكل سهولة بعد ان اعتادت على الالفاظ القانونية0
كانت تسجل عليه نقاط نجاح فى جدالهما ، وكان ابتهاجها الذى لا تكاد تخفيه يجعله يبتسم ابتسامة كسولة من زاوية واحدة من فمه . وكان يصدمها لهفتها كى تجعله يبتسم 0
حتى انها بدات تكون ملفا ذهنيا بالاصوات الهاتفية التى تسمعها .. جون موظف المكتب لدية لكنه المقاطعة الغربية .. السيد رايدون المحامى ذو اللكنة الاسكتلندية الجذابة .. ودوللى رودز المحامية الزميلة ذات الصوت اللطيف الذى لا ينتمى الى مقاطعة ما .. كانت مايسى تفهم سبب تضايق الين من انها تتكبر عليها كثيرا ، فعلى الهاتف يبدو صوت دوللى متسلطا 0
دخلت مايسى ذات صباح الى الحمام منتظرة ان يكون فارغا .. كان لانس وجوهان يستخدمان الدوش فى الحمام السفلى ، وكانت قد سمعت الين تنزل السلم ، لتجد لانس يقف عند المغسلة والمنشفة حول عنقه يرتدى شورتا قصيرا ابيض ، يحلق ذقنه ، فتوقفت لرؤيته تتمتم باعتذار ، وبدات تتراجع 0
قال بهدوء : مهلك .. اكاد انتهى 0