بسم الله الرحمن الرحيم
اصدقائي اعضاء المنتدى الرائع ليلاس..
هذه اول محاولة مني لكتابة الرعب..
اتمنى ان تشاركوني الاراء للإفادة..
اينوخ!!..رواية..
بقلم اسلام ادريس..
-1-
كانت مهمته ثقيلة نوعا ما, ولكنه كان يعلم انه لابد له ان يتمها والا اتت العواقب وخيمة عليه وعلى اسرته, لابد ان يقدم البديل ليؤدي الدور الذي اداه لسنوات طويلة والذي اداه من قبله والده ومن قبله جده!.
نظرت اليه زوجته وقالت وهي تعض شفتها السفلى:
" حسام..مها لازالت صغيرة..ليس بعد يا عزيزي!".
قال وهو يربت على كتفها بيد مرتجفة:
" بل هذا هو السن المناسب يا فاتن..لابد ان اقدم مها الآن والا كانت نهايتنا!".
قالت فاتن وهي تقاوم دموعها بصعوبة بالغة وتنظر صوب ابنتها النائمة في مهدها رضيعة في الشهور الاولى من عمرها:
" لااصدق ان اسلم ابنتي لهم بهذه السهولة يا حسام..افعل شيئا بالله عليك!".
ازدرد حسام ريقه بصعوبة بالغة وقال وهو يشيح بوجهه بعيدا عنها:
" صدقيني يا فاتن..الامر خارج عن ارادتي..هي لعنة ابتليت بها عائلتنا منذ سنوات طويلة للغاية..لعنة قدرنا ان نحملها حتى النهاية".
وصمت لحطة قبل ان يقول بصوت باك:
" لقد حاول جدي ان يتخلص منها يوما ما, ولكنه فشل, ووجد نفسه يقدم ابي بديلا ووريثا له في ذات سن مها, ومن بعده جاء ابي ليقدمني".
اقتربت فاتن من المهد ومن عينيها سالت دموعها وهي تقول:
" حسام..مها ابنتنا الوحيدة..هل ستفرط فيها بسولة؟!!".
والتفت اليه وهي تقول بلهفة:
" دعنا نهرب يا حسام..لنهرب من هنا الى مكان بعيد,و..."
اقترب منها حسام وقال يقاطعها:
" ليس بحل ابدا يا فاتن..سيصلون الينا حتما مهما فعلنا, لقد اخبرتك ان جدي حاول وفشل".
قالت وهي تلقي بنفسها بين ذراعيه:
" لامفر اذن يا حسام!!".
هز حسام رأسه بالايجاب وقال:
" انه قدري..وقدرها..وقدر ابنائها من بعدها يا فاتن!!".
* * * * * * * * * *
-2-
توقفت السيارة العتيقة امام الفيلا القديمة فوق هضبة المقطم, وبدت السماء مظلمة بلا قمر, ولم تنجح النجوم المتفرقة هنا وهناك في تبديد الظلام الدامس المحيط بالمنطقة التي بدت لعيني فاتن وهي تحتضن مها بين ذراعيها مهجورة تماما!.
" هذا المكان يثير الرعب في نفسي يا حسام!".
قال وهو يفتح الباب المجاور له:
" لقد طلبت منك البقاء في المنزل حتى اعود يافاتن,و..."
قاطعته وهي تفتح الباب المجاور لها ايضا:
" قلت لك لن اترك ابنتي لحظة واحدة يا حسام!".
قال وهو يتناول من اسفل قدميه لفافة رثة الهيئة ويترجل من السيارة:
" لن تحتمل اعصابك طقوس التنصيب يا فاتن!".
سرت رجفة باردة في جسد فاتن وهي تترجل بدورها من السيارة:
" طقوس؟!!..وتنصيب؟!!".
تنهد حسام وقال وعيناه معلقتان بالبوابة المعدنية الصدئة وقد اغلقت بسلسلة ضخمة علاها الصدأ كذلك:
" اجل يا فاتن..تلك الطقوس التي لقنني ابها ابي قبل موته حتى اؤديها مع ابني او ابنتي".
سرت رجفة اخرى في جسد فاتن وهي تتذكر اليوم الذي علمت فيه بالحقيقة المروعة من زوجها!!..
عندما اخبرها بكل شيئ بتفاصيله الدقيقة والرهيبة,ارتجفت وخافت وانهارت,قاومت واعترضت,واتهمته بأن كل مايقوله محض وهم وهراء, لكن حسام كان جادا في كل كلمة نطق بها, كانت عيناه تحملان نظرة من يشعر بالذنب والاثم, ولكنه اكد لها انه قدره ولافكاك من بأي وسيلة!!.
" هيا بنا..فهم لايحبون الانتظار!".
قالها حسام وهو يسير نحو البوابة المعدنية تتبعه فاتن بخطوات خرقاء مرتجفة, امام البوابة توقف, ومن جيبه اخرج مفتاحا صدأ اولجه في القفل, ولدهشتها استجاب القفل الصدأ, وانزلقت السلسلة على الارض بصوت بدا وكأنه دوي رصاصة في الهدوء الرهيب المحيط بالمكان, وماان دفع حسام البوابة المعدنية حتى اصدر صريرا رهيبا جعلها تجز على اسنانها بقوة, وتضم ابنتها النائمة الى صدرها اكثر واكثر!!.
كان بهو الفيلا مظلما, وفي الجو احست فاتن برائحة عفونة امتزجت برائحة اشياء تم تخزينها لوقت طويل, طبقات التراب على الارض جعلت وقع اقدامهما مكتومة,و..
" حسام..الظلام دامس..لا ارى اي شيئ على الاطلاق".
اتاها صوته ثابتا على نحو اثار خوفها اضعافا مضاعفة:
" لاتقلقي يافاتن..انهم يفضلون الظلام التام..لايحبون ان يراهم احد في لحظات التنصيب,فهي بمثابة احتفال مقدس!".
لم تعلق فاتن على عبارته, ولم تجد في نفسها اي قدرة على سؤاله عما سيحدث بعد, ولكنها شعرت بخطواتها تبتعد عنه, حاولت ان تناديه, ولكن صوتها اختنق في حلقها, اصلت ضم ابنتها الىصدرها, ارتجف جسدها عندما سعت صوت صرير امتزج بصوت انين بدا للوهلة ضعيفا خافتا, ولكنه اخذ يزداد قوة في كل لحظة تمر, اتسعت عيناها في ذهول, وخفق قلبها بين ضلوعها بقوة رهيبة عندما ادركت ان الانين يصدر من البطانية الثقيلة التي احاطت بها جسد ابنتها النائمة,ارادت ان تنادي على زوجها, لكنها تسمرت في مكانها وكأنها تحولت الى تمثال من الحجر, شعرت بقبضة قوية تختطف منها ابنتها,لم تقدر ان تصرخ كما ارادت,فالصراخ لن ينفعها ابدا في مثل هذا الموقف الرهيب!!.
" الكتاب ايها البشري..هل احضرت الكتاب معك!!".
سمعت الصوت وكأنه آت من اكثر اعماق الجحيم سحقا واشتعالا!!, لم تعد قدماها قادرتان على حملها,وشعرت جسدها ينهار على الارض التي حجبت اتربتها الكثيفة صوت سقوطها!!.
" اجل يا سيدي..الكتاب هنا معي!!".
" اتبعني الى القبو اذن ايها البشري..طقوس الاحتفال اوشكت ان تبدأ!".
مرت لحظات من الصمت قبل ان تسمع فاتن الصوت الرهيب يقول مجددا:
" ولاتنس الضحية البشرية ايها البشري الفاني!".
" والدة الفتاة هي الضحية المناسبة يا سيدي..دماؤها حتما ستفي بالغرض!!".
وهنا تمكنت فاتن من الصراخ بكل قوتها ورعبها وذهولها قبل ان تفقد الوعي دون ان تدري انها ن تعود اليه مرة اخرى!!".
* * * * * * * * * *
-3-
واعية بكل شيئ, مدركة للحقيقة المروعة بأنها الآن تحمل المسؤولية على عاتقها بعد موت والدها منذ سنوات, نشأت مها في احد دور الرعاية التي تدعمها الدولة.
نشأت فتاة رقيقة ذات طباع هادئة قليلة الاختلاط بزميلاتها في الدار, تشاركهم وجباتهم واجتماعاتهم وكأنها مخلوق غريب من كوكب آخر وجد نفسه فجأة يعيش بين البشر, لاحظ الكل انطوائها وعزلتها عن الآخرين فابتعدوا عنها بدورهم, طاردتها الاقاويل بأنها ممسوسة وان هذا المس هو السبب دون شك في هذه الحالة التي تبدو عليها من الخوف والشحوب الدائمين.
" التغذية في الدار جيدة..صدقيني يا سيدتي..ولكن هذه الفتاة لم تبد طبيعية على الاطلاق منذ اليوم الاول لها في الدار!".
قالتها واحدة من مربيات الدار,امرأة عجوز تجاوزت السبعين من عمرها ببضع سنوات,فقدت معظم اسنانها, وفوق رأسها بقايا من شعر ابيض خشن.
" لم تبد طبيعية على اي نحو بالضبط يا جمالات؟!".
سألتها مديرة الدار الجديدة بشيئ من اللهفة, فقالت جمالات بلهجة العالم ببواطن الامور وخافيها:
" منذ اللحظة الاولى يا سيدتي..لقد اتى بها والدها- والله وحده يعلم ان كان والدها كما قال- في ليلة شديدة البرودة, والامطار تنهمر بغزارة رهيبة, وقد غاب القمر خلف غيوم سوداء داكنة لم نر مثلها من قبل,اتى وهو يحمل الطفلة النائمة وقال انه لا يستطيع الاحتفاظ بها لأن امها ماتت, قال هذا والقاها بين ذراعي واختفى!".
قالت المديرة تسألها وهي تنظر عبر نافذة زجاجية الى مها الجالسة على مائدة الطعام مع باقي الفتيات تتناول طعامها في صمت تام دون ان تشترك في اي حوار:
" الم يكن يأتي للسؤال عنها يا جمالات!".
هزت جمالات رأسها نفيا بقوة وقالت مجيبة:
" ستة عشر عاما مرت دون ان نراه يأتي لزيارتها, ولم نرى ابدا احدا من اقاربها,فقط كان معها ورقة اسم الفتاة..مها, ولانعرف اي تفاصيل اخرى عنها".
قالت المديرة مقطبة:
" يالها من قصة عجيبة يا جمالات".
وصمتت هنيهة قبل ان تقول محدثة نفسها اكثر مما تحدث جمالات:
" هذه الفتاة تبدو لي مريضة نفسيا يا جمالات..شحوبها..عزلتها وانطوائيتها تؤكد هذا, الم تحاولوا عرضها على طبيب نفسي؟!".
قالت جمالات وهي تهز رأسها نفيا:
" الفتاة ليست مجنونة ان كان هذا قصدك يا سيدتي".
ومالت عليها وقالت بلهجة من يفضي بسر خطير:
" لو اردت الحق..فهي ممسوسة ولاشك, وهذا سبب تصرفاتها الغريبة ليلا!".
قالت المديرة تسألها:
" عن اي تصرفات غريبة تتحدثين؟!!".
بدا الخوف على وجه جمالات وقالت وهي تحرك يدها فوق رأسها:
" اللهم احفظنا يا سيدتي..لقد رأيت بعيني ولم يخبرني احد!".
قالت المديرة بلهجة من نفد صبره:
" تحدثي ولا تكثري من الحديث يا امرأة!".
حدقت فيها جمالات قليلا قبل ان تقول:
" لقد رأيناها اثناء نومها يا سيدتي..امور رهيبة كانت تحدث..اصوات اقدام تتحرك في العنبر حول فراشها ولااحد يمكن رؤيته,اصوات عجية ومخيفة وكأنها اصوات الجن تطلق ضحكات ماجنة,قطرات دماء تظهر على جسد الفتاة وهي نائمة ولا اثر لجروح على الاطلاق, جسدها يرتفع عن الفراس في الهواء بمعجزة قبل ان تبدأ في الصراخ وكأن احدهم يعذبها!..لقد فزعت الفتيات مما رأينه امامهن, كلهن رفضن المبيت في العنبر, ولهذا امرت المديرة السابقة- رحمها الله- ان يتم نقلها الى العنبر الانفرادي".
قالت المديرة وقد التقى حاجبيها:
" ولكنها تشارك الفتيات طعامهن ودروسهن يا جمالات!!".
هزت جمالات رأسها وقالت:
" اثناء النهار تبدو مها فتاة طبيعية جدا ياسيدي, بل هي تثير الشفقة و التعاطف عندما تبدي جهلها بما يحدث لها ليلا..ولكني واثقة انها كاذبة..هذه الفتاة ممسوسة..عليها جن مارد".
ازداد التقاء حاجبي المديرة وهي تقول:
" كف عن هذا الهراء, ولاتظني انني اصدق كل كلمة فارغة تفوهت منذ قليل..هذه الفتاة مريضة نفسية لا اكثر, وسأعرضها بنفسي على طبيب متخصص".
* * * * * * * * * *
-4-
ارتجف جسد مها وهي جالسة في قاعة الطعام, توقفت عن المضغ, قلبها يخفق بقوة, رأسها يكاد ينفجر وكأن قبضة شيطانية تعتصره بلارحمة, وسمعت ذلك الصوت الرهيب وكأنه قادم من اعماق الجحيم يقول:
" انت تعرفين
ورك جيدا ايتها البشرية الفانية,لقد حان الوقت للتزاوج وانجاب البديل الجديد!!".
* * * * * * * * * *
-5-
تمددت على الشيزلونج الجلدي تتابعها عينا الدكتور مجد الثاقبتان, وشعرت بكل ذرة في كيانها ترتجف عندما تحدث الدكتور بصوت رخيم هادئ:
" انت هنا لتتحدثي يا مها..وانا هنا لأستمع اليك واحاول مساعدتك".
ازدردت ريقها بصعوبة وقالت بصوت مهتز:
" لن تصدقني ابدا يا دكتور, فحكايتي هي لعنة حياتي!".
ابتسم الدكتور مجد وقال وهو يتراجع في مقعده ويضع ساقا فوق الاخرى:
" لم لا تجربيني اذن؟!..لن تخسري شيئا بالتأكيد!".
مرت لحظات من الصمت قبل ان تأخذ مها نفسا عميقا اخرجته في زفرة قوية وقالت:
" لقد بدأ الامر منذ سنوات طويلة للغاية, منذ عثر احد اجدادي على الكتاب في قبو فيلته في المقطم..ذلك الكتاب الرهيب الذي تحدث عنه الكثيرون يا دكتور..الكتاب الذي يحوي اسرار تقشعر لها الابدان, يشيب لهولها الأجنة في الارحام..انه الكتاب الاكثر لعنة في التاريخ القديم..انه كتاب اينوخ يا دكتور مجد!".
صمتت للحظة,في حين تحفزت حواس الدكتور مجد وهو يعقد حاجبيه, تنهدت ثم قالت تكمل حكايتها:
" على جلود البشر الموتى سطرت حروف الكتاب..اسرار قديمة تقود الى حقيقة واحدة ومفزعة..البشر يسيرون حتما نحو نهايتهم المفزعة..لقد قرأ جدي الكتاب وعرف اسرار الكيانات القديمة التي سيطرت على العالم في زمن قديم مندثر..كيانات شيطانية تعيش على دماء وخطايا البشر..آثامهم وشرورهم غذاؤها والوسيلة الوحيدة لبقائها واستمراها..ذكر الكتاب ان هذه الكيانات سادت عالمنا يوما ما, عاثت فيه فسادا وغيا,حتى جاءت قوة من النور تمكنت من محاصرتها بعد حرب رهيبة واعادتها الى عالمها التي اتت منه, وتمكنت قوى النور من سد آخر فجوة بين عالم البشر وعالم هذه الكيانات الشيطانية بعد ان كادت تفني البشرية, احد افراد هذه القوة عثر على كتاب اينوخ مع آخر خادم لهذه الكيانات,هاله ماكتب فيه من وسائل خدمتها, دفن الكتاب في مكان بعيد ومقفر على امل ان تموت هذه المعرفة مع مرور الزمن, مرت قرون طويلة على هذه الواقعة الرهيبة حتى جاء اليوم الذي عثر فيه جدي الاكبر عليه مدفونا في قبو فيلته, لم يدر كبف وصل الكتاب البه, وهل هذا هو الموضع الاصلي الذي دفن فيه الكتاب ام ان شخصا آخر وجده واخفاه هنا؟!!.. ام يعثر جدي ابدا على اجابات شافية, ولم يرهق نفسه بالبحث طويلا عنها, وانما قضى اياما طويلة يقرأ الكتاب ويتعلم الكثير من اسرار الكون المظلمة,وماان انتهى من القراءة حتى قام بإعادة فتح الفجوة بين عالمنا وعالم الكيانات القديمة, ومن هنا بدأت اللعنة في اسرته,كان واجبا عليه ان يقدم الضحايا البشرية بشكل دوري ومنتظم لهذه الكيانات, وكان عليه ايضا ان ينقل المعرفة الى وريثه لتستمر الخدمة حتى تستعيد الكيانات قوتها وكاملة وتنطلق للسيطرة على عالمنا وافنائها كما ارادت قديما, وهكذا استمرت اللعنة في نسله,وتواصلت حتى بلغت ابي الذي تم تقديمه وتنصيبه في طقوس شيطانية, تلك الفجوة موجودة في قبو الفيلا التي سكنها جدي الاكبر منذ سنوات طويلة, وولدت انا, وتم تنصيبي بديلا لأبي في الحفل, لقد كنت رضيعة آنذاك, ولكن لا تندهش ان اخبرتك ان تفاصيل حفل التنصيب قد حفرت في ذاكرتي لأعيشها كل يوم من ايام حياتي البائسة, لم ار ابي مرة واحدة في حياتي, ولااعرف ماحدث له بعد ان سلمني لهذه الدار!!".
كانت عينا الدكتور مجد عندما توقفت مها عن الحديث, ومرت لحظات من صمت ثقيل مطبق قبل ان يقول بصوت خنقه الانفعال الشديد:
" اكلمي يا مها..وماذا بعد؟!!".
قالت مها ودموع حارة تسيل من عينيها:
" من المفترض ان اتزوج لأنجب البديل لي يا دكتور..هكذا تريد الكيانات الشيطانية..لابد ان اقدم البديل ليقوم بالخدمة الرهيبة من بعدي..لااعرف ماذا افعل, ولاادري كيف ستكون نهايتي, وهل ستستمر هذه اللعنة الى الابد ام لا..انني اعيش اكثر ايام حياتي قسوة.كل ليلة اراهم يأتون الي, يذكرونني دوما بمهمتي ..يذكرونني دوما بضرورة الاستمرار في الخدمة وبضرورة تقديم الضحايا البشرية ليستمر بقاؤهم!".
قال الدكتور مجد يسألها بصوت مرتجف هذه المرة:
" وهل كنت تقدمين الضحايا البشرية يا مها؟!".
هزت مها رأسها بالايجاب,فارتجف الدكتور مجد وقال وهو ينهب واقفا:
" يااله السماوات!!..اي هول هذا الذي تتحدثين عنه يا بنيتي؟!!".
قالت مها ودموعها تزداد انهمارا:
" لقد حاولت المقاومة يا دكتور صدقني..حاولت ان اتجاهل نداءاتهم المستمرة والملحة, ولكنني فشلت, كانت سيطرتهم على قوية وكاسحة..انت خادمتنا ايتها البشرية الفانية..لامفر او مهرب..انت لنا مهما حاولت الفرار!".
مدت اناملها تمسح دموعها وقالت وهي تسأله:
" الم اقل لك ان حكايتي لعنتي يا دكتور؟!..مامن احد قادر على مساعدتي ابدا!".
فوجئت به مها يبتسم في ثقة, وبعينه تتألقان ببريق ذهبي خافت, وبصوته يتبدل على نحو مفاجئ وهو يقول مادا يده اليها:
" كلا يا مها..المساعدة دوما موجودة لمن يطلبها".
صمت هنيهة قبل ان يقول وابتسامته تتسع:
" وانا سأساعدك يا مها..انه واجبي..دوري الذي انتظرت سنوات طويلة لأؤديه على اكمل وجه..انا آخر فرد حي من قوة النور التي هزمت تلك الكيانات القديمة يوما ما..بقيت حيا انتظر ان تحاول الكيانات القديمة ان تعود الى عالم البشر..انا من دفنت كتاب اينوخ في الماضي..كنت آمل الا يعثر عليه احد فلاتنتفتح الفجوة التي اغلقناها قديما..ولكن الشر دوما يجد من خدمه ويسعى لسيطرته وسطوته..لقد عثر على الكتاب..كنا نعلم ان هذا اليوم سيأتي, ولهذا امرت ان ابقى على الارض انتظر قدومه لمواجهته والاستعداد لحرب جديدة!".
* * * * * * * * * *