كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
"علينا ان نتخذ قرارنا الليلة لنبلغه الى خالتي بمجرد ان تستيقظ في الصباح"
"يبدو ان خالتي توني لا تستطيع هي ايضا أن تجد مخرجا لنا مما نحن فيه "
"علينا ان نتدبر الامر حتى نحمل العم داروس على تغيير طريقته في معاملتنا او أعادتنا الى بيتنا"
" لاحظت شيئا هاما الليلة خالتي توني وقفت الى جانبه وهو يروي لها الأسباب التي دفعته الى معاقبتك"
" ربما تكون خائفة مثلنا ,أنه رجل شرير متغطرس"
وأعتدلت لويس وهي في فراشها :
" أنكما تفكران بطريقة كلها أنانية , كل همكما أن تتوافر لكما أسباب الراحة بدون ضابط أو أن تعودا الى بيتنا لتضاعفا من المشقة التي تعاني منها والدتي , فلنتدبر الأمر جيدا , لابد أن يكون في أصرار خالتي توني على وجودنا معها هنا فائدة كبيرة"
" ربما..لكنها فائدة تحد من حركتنا وكيفية استمتاعنا باللعب..."
وقالت لويس في نبرة كلها أستعطاف:
" قدمت والدتي لنا كل ما في طاقتها أثناء الدراسة فلماذا لا نتيح لها الفرصة كي تسترد أنفاسها ؟ أن استمرار وجودنا هنا يسمح لها بالعلاج لاستعادة صحتها , وربما استطاعت بعد ذلك أن توفر لنا امكانيات أكبر للعب واللهو "
ورد روبي قائلا:
" انا مصمم على العودة , جئت الى بيت خالتي توني وكانت تحدوني الآمال في قضاء وقت كله لعب واستمتاع بالطبيعة, اما الآن فأنني أشعر أنني استأنفت دراستي مرة أخرى".
وأضاف ديفيد الى كلام أخيه:
" العم داروس مصمم على ان نقرأ كل يوم الى جانب اللعب"
وقالت لويس:
" خالتي تؤيده , لابد أن يكون هناك وقت للأستمتاع باللعب واللهو وآخر للقرأءة والدرس"
وفجأة سمع الأطفال طرقا على باب الغرفة ثم انفتح الباب برفق ودخل العم داروس:
" هل أشارككم هذا المؤتمر الصغير؟"
وصمت الجميع , لم يجروء أحد على الرد عليه , ربما أحتجاجا على مسلكه معهم , وربما خوفا من عقوباته القاسية التي يمكن أن يفرضها بدون رأفة.
وأستطرد قائلا:
" أعرف أنكم تنتقدون مسلكي معكم , انكم أيها الصغار لا تدركون بعد أنني لا أقصد أن أفرض عليكم قيودا لمجرد الرغبة في مضايقتكم , كل ما في الأمر أنني أردت غرس نوع من السلوك المنتظم في نفوسكم يوفر لكم متعة حقيقية أثناء وقت فراغكم "
كان داروس يتحدث اليهم في عطف ومودة , لقد خلا حديثه تماما من أي تهديد بعقاب او أية اوامر صارمة.
" لاأشك أبدا في أنكم جميعا تحبون والدتكم , أنها في حاجة الآن لأن تتفرغ لنفسها بعض الوقت حتى تستكمل علاجها , هل تبخلون عليها بهذه الفرصة؟"
ورد الجميع في صوت واحد:
" كلا..أننا ندعو لها بالشفاء".
وأحس داروس بأن هناك استجابة من الأطفال لهذة الطريقة من التفاهم:
" أذا فلنتفق على ان نتعايش معا , ولنخصص من يومنا وقتا للأستمتاع باللهو , وآخر للأستفادة بالدراسة , وليحترم كل منا رغبات الآخر."
وكانت المفاجأة ان يدرك الأطفال الثلاثة حقائق الموقف بأسرع مما ادركته خالتهم توني , وتعاهد الجميع على تغيير سلوكهم, لابد من معايشة العم داروس حسب التقاليد التي يعتقد انها صائبة.
اما العم داروس فلن يبخل عليهم مقابل ذلك بشئ ..سوف تتتوافر لهم كل وسائل اللهو !
وأحس الأطفال بعطف حقيقي من العم داروس , انه ليس بهذه الدرجة من الشراسة التي بدت لهم في لقائهم الأول معه.
"طبتم مساء يا أعزائي، أرجوأن يظل هذا الاتفاق سرأ بيننا وأرجو ألا يتردد أحد منكم في اللجوء إلي إذا رغب في شيء".
|