كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
وسأله داروس :
"هل تدرك انه سيزج بك في السجن ؟"
وردت امه :
"كلا يا داروس ..... لا تقل ذلك..... ان هذا هو السبب في وجودنا هنا الآن ...لكي نمنع والدي من مواجهة المشاكل مع البوليس "
وقال ابوها وهو يتجاهل كل ذلك :
"سوف يكون حكما مخففا ...شهران سجن على الأكثر"
ورد حفيده بصوت اختفى منه الصبر والرقة:
"لا تكن سخيفا , الأغتيال أخذا بالثأر وما تنوي عمله لا يمكن التساهل إزاءهما. أصبحت أحكام السجن أكثر قسوة , ويمكن ان تموت في السجن "
"انك لا تستطيع ان تخيفني , القتل من اجل الأنتقام لا يعتبر جريمة "
ولأول مرة منذ ظهور الآخرين –نظر الرجل الكهل الى توني وقال:
"سوف اقتلها ....أقسمت ان افعل ذلك , وسوف انفذ ما تعهدت به "
وشعرت توني برجفة , كان الرجل شيطانا , وانتقلت نظرتها الى حفيده , لم يكن يشبهه في شئ الا طول القامة , كان الرجل المسن فلاحا . عاش في قرية حيث يؤمن الناس بالثأر .
أما داروس الحفيد فكان على العكس شابا متعلما مثقفا ووالدته ايضا كانت مختلفة جدا هي الآخرى عن والدها .
كان واضحا ان الحظ أسعدها فتركت قريتها وتزوجت رجلا انكليزيا .
ونظر داروس الى توني , وفكرت ... قد يكون هو ايضا بلا رحمة , ان وجهه لايحمل أي تعبير عن الأهتمام بالتجربة الصعبة التي مرت بها وكما فعلت امه كان اهتمامه الأول منصبا على الرجل الكهل ومشكلة إبعاده عن السجن , وتحدثت توني في نهاية الأمر وقالت بنبرة حادة :
"أشكركما جدا لانقاذي من هذا الرجل المجنون"
ونظر داروس اليها في شئ من الغطرسة وقال ببرود:
"ربما تريدين مغادرة المكان , ان لك الحرية في ذلك عندما ترغبين "
وذهلت توني وحدثت نفسها قائلة بدون اعتذار وبدون كلمة عطف واحدة على ما عانت منه .
يالها من اسرة مضيفة.
وردت عليه قائلة :
"أشكرك سأكون أكثر من سعيدة عندما أجد نفسي في الخارج ,في الهواء الطلق "
لكنها بعدما نهضت واقفة – جلست فجأة على الفور مرة أخرى كانت ساقاها لا تقويان على حملها , وأبدى داروس ووالدته الدهشة إزاء هذا التصرف.
ولكن احدا منهما لم يستفسر عن السبب الذي جعلها تغير
رأيها .
وصرخ الرجل الكهل وهو ينظر الى حفيده في غضب :
"إنني اعتزم قتلها , ولن استريح حتى اقوم بواجبي "
"أبي ....يجب ألا تفعل ذلك ....أرجو ان تهدأ وحاول ان تتعقل . أوضح لك داروس يا عزيزي ان موت شقيقتك لا علاقة له بأخذ الثأر"
"ان احدا منكما لا يستطيع منعي من ذلك , أضعتما وقتكما بالحضور الى هنا "
وأمعنت توني النظر في وجهه مرة أخرى . وشعرت بشئ من التقزز رغما عنها عندما أحست بالتصميم باديا عليه . وكان داروس قلقا ايضا , وفجأة قال :
"آنسة فريمان , اسم شقيقك فريمان , اذكر ذلك . آنسة فريمان , يجب ان تغادري كريت فورا"
وصعقت توني لهذه الأوامر الجافة , وحدقت فيه واستمر داروس في حديثه :
"انك لاتفهمين اليونانية , والا لكنت قدرت خطورة الموقف , أصيب جدي باضطراب شديد بسبب وفاة شقيقته , ومن الواضح انه لن يتساهل ابدا إزاء هذه المسألة , ولذلك من الملح جدا ان تتركي هذه الجزيرة في الحال "
وردت توني وهي في حالة اهتياج شديد , متجاهلة ملاحظته عن عدم فهمها لليونانية :
"أخشى الا يكون ذلك ممكنا , لقد جددت اخيرا تصريح عملي هنا , ووقعت عقدا جديدا لمدة ستة أشهر مع صاحب العمل "
"من هو صاحب العمل ؟"
وعندما أبلغته قال :
"اتركي كل شئ لي .... وسوف أحصل على إستغناء منه في الصباح ويمكنك مغادرة الجزيرة مساء اليوم ...لا أعرف إن كانت هناك طائرة أم لا , ولكن هناك الكثير من القوارب العابرة الى البر "
وكاد الحنق ان يخنقها عندما رفعت رأسها ونظرت اليه قائلة بالغطرسة التي بدت على وجهه :
"هل تتوقع مني فعلا ان اترك وظيفتي , وان اغادر الجزيرة خلال ساعات ؟"
ورد عليها قائلا وقد نفد صبره :
"لو انك فهمت ما قاله جدي لما ترددت في ذلك , من اجل سلامتك انت انسة فريمان – يجب ان تغادري كريت "
وقالت في هدوء :
" من اجل سلامتي يجب ان اتوجه الى الشرطة"
وساد المكان سكون مطبق عقب هذا التهديد , وهو تهديد لم تكن توني لتعلنه في مثل هذه الظروف بالذات لو ان داروس ووالدته كانا اقل انانية واكثر ميلا للإعتذار .
|