كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
وظلت بام وتوني تتجولان ساعة أخرى ثم نادت بام أطفالها فحضروا توا
وسال روبي:
" هل سننصرف الآن ؟ إني أرغب في البقاء بعض الوقت "
"سنحضر مرة أخرى"
"على ظهر الحمير؟"
"إنكم صغار ويجب أن تمشوا على الأقدام "
" حسنأ... سوف نمشي في المرة المقبلة "
وبعدما أمضت توني فترة في بيت شقيقتها لمساعدتها على إعداد العشاء، اتجهت عائدة إلى بيتها، وشعرت فجأة أنها ضائعة وحيدة نظرا لعلاقتها غير السوية مع داروس . عذبتها فكرة اعتزامه الطلاق منها ليعيش حياته مع أوليفيا، إن اليونانيين يكرهون الطلاق ... ولكن داروس ليس يونانيأ.
ومع ذلك كانت توني تحس أنه لن يكون سعيدأ جدأ بفكرة الانفصال عنها برغم أنه قد يلجأ إليها في نهاية الأمر.
وسألت توني نفسها.
"ولكن إذا بقينا متزوجين ... فأي نوع من الحياة ستكون حياتا معا لن يحدث تغيير , داروس سوف يعاملها بكل أدب وذوق ولكن بغير عاطفة ، وربما يعتبرها أكثر أهمية إلى حد ما من الأشياء الأخرى التي يمتلكها. هذه هي طريقة الحياة في اليونان . يعيش الرجال في عالمهم . وتعتبر النساء في مرتبة أدنى.
كانت توني ترتدي ملابسها وتتزين عندما رن الهاتف ...
داروس لن يحضر لتناول العشاء... ونظرت توني إلى نفسها في المرآة وبدت عليها علامات خيبة الأمل الشديدة ، وأدركت توني أنه برغم أفكارها المحزنة التي راودتها من قبل كانت متلهفة لعودة زوجها وظل بعيدأ عنها أسبوعين ، من يدري لعله افتقدها! يالها من غبية ... إنه في رودوس ولم يكلف نفسه مشقة العودة لتناول العشاء معها وأحست توني أن مشاعر الغضب حلت في نفسها محل الاستياء ، وبعد لحظة من التردد اتصلت هاتفيأ تشاريثوس . إنه موجود دائما إذا احتاجته . ألم يقل لها.
" سأبقى دائما صديقأ لك ... إنه حب أفلاطوني... ولكن تذكري أني هنا"
وقبل تشاريثوس دعوتها وتناولا العشاء معأ على ضؤ الشموع . كانت توني قد ارتدت ملابسها وتزينت بكل عناية ، وبدت جذابة في فستانها الأخضر الذي كان منسجما مع لون عينيها.
وظل تشاريثوس يغازلها... وكانت تقول له :
" ان اليونانيين جميعأ يحبون الغزل ، ولكن ذلك لا يعني شيئأ. وعندما سمع تشارثيوس . هذه الكلمات ارتسمت ابتسامة غريبة على شفتيه وهو يقول :
"الأمر يتوقف يا توني على من يكون الشخص الذي يغازلك لو كان زوجك هو الذي يغازلك لكنت طلبت المزيد منه !"
" انت على حق "
ومضى قائلا :
" من الصعب علي يا توني أن أفهم ما بداخلك ، الفتيات الانكليزيات حمقاوات لأنهن يقعن في الحب بدون تحفظ ويجدن أنفسهن عاجزات فيما بعد عن التماسك . لوكنت أحببتني بهذه الدرجة لكنت أحسست أنني أسعد رجل على الأرض "
ولم تعقب توني بكلمة واحدة ... فاستطرد هو قانلا:
" لماذا لم يعد داروس إلى البيت ؟ هل يمضي وقته الآن مع المرأة الأخرى؟ "
وانحشر الطعام في حلق توني. وعجزت عن ابتلاعه ، ثم قالت في صعوبة :
" هذا هو ما استنتجته يا تشاريثوس . ليس هناك سبب آخر يحمله على البقاء في المدينة ."
" متى سيعود ؟"
" لم يقل شيئأ، طلب فقط عدم إعداد العشاء له "
"ولذا استنتجت أنه يتناول العشاء في الخارج ؟"
«لا أعتقد أنه سيبقى بدون عشاء إنه معها يا تشاريثوس . أنا أعرف ذلك "
ولم يعقب تشاريثوس بشئ، وأحست توني أن هذا الموقف الحرج قد يضايقه ، وتحولت عن هذا الموضوع تاركة تعاستها محاولة أن تبدو أكثر بهجة .
وتناول الاثنان القهوة في قاعة البيت ، ثم ذهب تشاريثوس . وبمجرد أن انطلق بسيارته ، سمعت توني صوت سيارة أخرى تقترب من المنزل . ونظرت إلى ساعتها، إن داروس لم يمكث طويلأ مع أوليفيا. وقطع زوجها عليها تأملاتها وهو يسأل :
" من الذي كان يقود سيارته ؟"
وأحست توني بضربات قلبها تدق بسرعة وقالت:
" إنه تشاريثوس ... دعوته إلى العشاء وأنت عدت مبكرأ عما كنت أتوقع ".
وتقدم داروس بخطى بطيئة داخل الغرفة ، وقد اعتلت وجهه علامات التهديد:
" طلبت منك عدم مقابلته "
وبدا الغضب والتهديد واضحين في نبرات صوته وردت توني رأسها:
" سوف أمتنع عن مقابلته عندما تتوقف أنت الالتقاء بتلك المرأة ..."
" امراة !"
" رأيتك معها في رودوس ... كما أن تشاريثوس رآكما معأ... وهكذا فإن ما تستطيع أن تفعله أقدر أنا أيضأ على فعله ... سأخرج مع تشاريثوس وتستطيع أن تعتاد على ذلك !"
لم تكن توني تعنى ما تقول حقأ. ولكن رغبتها في الرد عليه كانت أقوى من الألم الذي أحست به ، واستطردت تقول :
" إنك دكتاتور متغطرس ، ولكنني لا أخافك ، سأفعل ما أشاء من الآن فصاعدأ.."
واقترب منها وأمسك بذراعيها وهو يقول في عنف :
" ما أطلبه منك ، وإنني أقول لك مرة واحدة فقط يجب ألا تقابلي هذا الرجل مرة أخرى وإذا أهملت هذه النصيحة
سوف ..."
" نصيحة !"
".إنه أمر لك . وإذا أهملته ، سوف تندمين كثيرأ!"
" العنف مرة أخرى"
قالتها وهي تحدق في عينيه ، ثم أضافت وهي تتخلص من قبضته
"لا أعبأ بتهديداتك "
" إنك تسيرين وراء العنف ، أعرف كيف أضعك في مكانك المناسب مرة واحدة وإلى الأبد"
" في مكان المرأة اليونانية "
وسكتت توني، ونظرت إليه في خوف ، انتظارأ لرد فعله العنيف ... إلا أنه قال:
" تصورت أنك تفهمين اليونانية . ومعنى هذا أنك سمعت كل كلمة قلتها في منزل جدي..."
" لو كنت لا أفهم اليونانية ... فلابد أنني استمعت إلى
ما قلت ..."
" لم أكن متأكدأ من درجة فهمك لليونانية ..."
وشعرت توني بشئ من الراحة ... صحيح أن دقات قلبها ما زالت تتسارع ... وأن غضبها يؤثر على نبضاته ، إلا أنها بدأت تهدأ تدريجيأ. استطرد داروس قائلأ:
" من الواضح أنك فهمت ، ما دار بيني وبين ايفيانيا. لقد زل لسانك مرة أومرتين ولو أنني لم أدرك أنك تفهمين اليونانية لكنت غبيأ حقا ولكنني آسف لأنك سمعت كل مادار"
" لم يكن ذلك صحيحأ، إن بام ترى أنك لا تقصد أي شئ من ذلك "
" هل أبلغت بام ؟ هل تعرف كل شئ ؟"
" كانت بام معي عندما رأيتكما في رودوس "
ودمعت عينا توني، واغتاظت من ضعفها، ومضت تقول:
" وكان علي أن أقول لها كل شي "
وخمدت مشاعر غضبه . ولكن كان واضحأ أنه شعر بالضيق بعدما أدرك أن بام تعرف أنه زوج غير مخلص .
وتساءل داروس .منتديات ليلاس
" هل تعتقد بام أني أحب امرأة أخرى؟"
|