كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
10-العشاء الاخير
والفصل الاخير
...........................
وانطلقت السيارة بهم بعد الافطار مباشرة في طريقهم إلى غرب الجزيرة وعند منطقة اجيوس اسيدوراس توقفوا لتناول المرطبات . وجاء القرويون بعد أن أبدوا مظاهر الترحيب بزوارهم _ بالفواكه للأطفال ، والزهور لتوني و بام .
وانطلقت السيارة مرة أخرى والابتسامة على وجوههم ، وأخذت الأيدي تلوح لهم وتودعهم .
وبعد فترة أخرى كانوا يقفون على قمة أعلى جبل في الجزيرة . لم تكن هذه القمة عالية جدأ _ إلا أن من فوقها يمكن تمييز شواطئ آسيا الصغرى بوضوح .
وتساءل روبي:
"ما كل هذه الجزر التي نراها ياعم داروس ، لا بد أن هناك العشرات من الجزر اليونانية "
"هنا المئات يا روبي، لكن بعضها مجرد قطعة ضخمة من الصخور العارية . و هناك جزر أخرى تنمو فيها الأشجار والنباتات ولا يسكنها الناس "
وسألت لويس وهي تخرج من جيبها قطعة من الشوكولاتة وتفض غلافها:
" ولماذا "
وقالت توني مفسرة :
"هناك أسباب كثيرة ... ربما لعدم توافر المياه الكافية ... وربما لعدم وجود مساحات تصلح للزراعة "
وقال ديفيد:
"ياليتنا نستطلع جزيرة غير مسكونة . هل تأخذنا معك فى زورقك يا عم داروس "
" لا قيمة لذلك "
ونظر داروس ألى بعيد ناحية الغرب ، وسأل توني.:
" هل تعرفين أي جزيرة تلك يا توني؟"
" إنها جزيرة كريت ، حيث تقابلا ، ولكن ما السبب في أنه أراد لفت انتباهها إلى هذه الجزيرة ، وردت توني:
"بالطبع أعرفها"
وابتسم داروس . لأنه أحس أنها شعرت بالاضطراب ، لكنه لم يزد على ذلك ، وتحول بنظره إلى الشواطى
و تلال تركيا. وبعد دقائق كان الجميع يشاهدون ما تبقى من معبد زيوس القديم المقام على قمة الجبل وإلى جانبه قصر الثامينيز .
وعقبت توني قانلة :
" هناك قصة تروى عن ذلك ... لكنني لا أذكرها"
وقال داروس وهو يبتسم ويرى الأطفال التفوا حوله :
" هناك أسطورة قديمة تقول إن كاهنأ إغريقيأ تنبأ بأن الثامينيز سوف يقتل والده ، وحتى لا تتحقق هذه النبؤة ترك الثامينيز جزيرة كريت وبنى قصرأ على أعلى جبال رودرس ، وهو جبل اثابيروس الذي نراه الآن ، وقد بناه هنا حتى يتمكن من رؤية الجزيرة التي أحبها، وهي جزيرة كريت ، إلا أن الده ملك جزيرة كريت كان يتوق إلى رؤية ابنه ،وجاء إلى هنا متخفيأ مع بعض رفاقه الذين كانوا ايضا يتخفون مثله ، ولكن الثامينيز ظن خطأ أنهم من القراصنه ، وطلب من جنوده أن يقتلوا الجميع ، أما هو نفسه فقد قتل الملك ، وهكذا تحقتت النبؤة "
وسألت لويس:
" هل هذه القصة حقيقية "
" كلا، إنها خيالية "
واقترح داروس بعد مضي دقائق أن ينتقلوا إلى مكان آخر.
" من الممكن أن نبقى هنا على الجبال , او أن نتجه إلى البحر، أيهما ترغبون "
ونظرت توني إلى ساعتها وقالت :
" لدينا وقت للاثنين معأ"
وهكذا استمر تجوالهم بين الجبال , وكان آخر محطة لهم في المنطقة الجبلية عند جبل سميث ، الذي لا يبعد كثيرأ عن مدينة رودوس ، وقد أبدى الأطفال اهتمامأ كبيرأ بالكهوف أكثر من حطام معابد أبوللو وزيوس . وظل الأطفال هناك يمارسون ألعابهم المفضلة إلى أن نادتهم توني وبام لتناول الغداء في بقعة خضرا مكسوة بالمروج تحت ظلال الأشجار.
وبعدما انتهت وجبتهم اصطحبهم داروس في سيارته إلى الشاطيء الجميل إلى اليمين من الطرف الشمالي للجزيرة ، وهناك قاموا بجولة حول المدينة القديمة وتناولوا المرطبات عند ميناء مندراكي.
وعندما شعر الجميع بالتعب والاستعداد للعودة إلى البيت استقلوا السيارة مع حلول الغسق إلى ليندروس ، كان قمر كبير معلقأ فوق البحر وهم في الطريق الذي يؤدي إلى الشاطىء، وبدا منزل داروس يقبع في مكانه الصخري الطبيعي وظهرت فيللا بام الصغيرة على سفح التل .
وعندما خلت توني إلى نفسها وهي ترقد في سريرها تمتمت قائلة :
( ألسنا سعداء هنا؟) كانت توني لا تزال تعيش هذه اللحظات السعيدة من حياتها عندما جلست على سريرها تنصت إلى كل حركة في الغرفة المجاورة لها، كان اليوم ممتعأ فعلا، هل تخبر داروس بالقصة كلها؟ إن ذلك لن يحدث معجزة بطبيعة الحال ويجعله يحبها فجأة . لكنه قد يجعله يفهم ، ويجد مبررات لسلوكها، وظلت جالسة في سريرها. تشعر بشئ من التردد، عندما سمعت صوت ماريا تستأذن زوجها في الدخول . كانت تتحدث باليونانية إليه :
" إن الآنسة أوليفيا اتصلت هاتفيأ وتركت له رسالة تطلب أن يتصل بها عند عودته "
وأعربت ماريا عن أسفها لأنها نسيت أن تبلغه الرسالة في وقت مبكر» ونظرت توني إلى ساعتها، إنها العاشرة والنصف فقط والجميع متعبون » وسمعت داروس يهبط درجات السلم ، ومضى وقت طويل قبل أن يعود، وفجأة أحست بمشاعر الغيظ تتفجر داخلها، أجبرها على هذا الزواج . ثم فرض مشاعره عليها. والآن يبدأ علاقة مع خطيبته السابقة . " من الأفضل أن أسمح له بدخول الغرفة الآن هه " ولكنها لا بد أن تأخذ حذرها حتى لا تجعله يشعر أنها فهمت كلمات ماريا!
وعندما تقدم خطوتين داخل غرفتها قالت توني:
"إني متعبة ، وأعتقد أنك متعب كذلك ، طبت مساء وأشكرك على هذا اليوم الممتع "
وقال داروس مستغربأ:
" فاجأتني بهذه الكلمات "
" إني متعبة يا داروس "
" هل ترفضينني مرة أخرى".
وبدا صوته ناعمأ ولكن نبرته دلت على الصرامة
" هذا ليس تعبيرأ رقيقا"
" لكن هذا أيضأ ليس موقفأ رقيقا"
" تقدم دإروس خطوات أخرى داخل الغرفة ، ونظر إليها، كان هناك بريق في عينيها واحمرار في وجنتيها، وأخذ داروس يتطلع إلى جمالها، وسألها.:
" ماذا بك يا توني "
و تنهدت في نفاد صبر قبل أن تقول:
" قلت إنني متعبة فقط "
ورانت فترة قصيرة من الصمت ، واستدار داروس ونظر إلى الباب خلفه . كان يفكر في شئ ثم قال :
" إنه لأمر مؤسف , لأنني غير متعب "
«ولكنك قلت إنك متعب ، ولذلك عدنا مبكرين "
" جمالك يا عزيزتي يكفي أن ينعشني مهما كنت متعبأ"
وفكرت توني فيا يمكن أن تقوله له بدون أن تبتسم ؟ من الممكن أن تقول انها شاهدته مع امرأة أخرى، لكن الوقت ليس مناسبأ الآن ، داروس ليس غبيا ولو ذكرت أوليفيا الآن سوف يعرف فورأ أن كلمات ماريا قد فهمتها زوجته بالكامل . منتديات ليلاس
|