كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
8-الحب الاخر
...................
ومع حلول منتصف شهر أيلول سبتمبر، كانت بام في رودوس في رعاية شقيقتها توني حتى تستعيد صحتها كاملة .
"لا أريد منك أن تبذلي كل هذا الجهد من أجلي ."
قالتها بام وهي ترى شقيقتها تحضر لها إفطارها وتجلس في سرير كبير أبيض ، غطاؤه الساتان الأنيق فوقها.
وسكبت توني القهوة لشقيقتها وقالت :
قال داروس منذ البداية إنك لا بد وأن تنعمي بالراحة الكاملة هنا... وهو يريد دائمأ أن تنفذ تعلماته حرفيا
"أنت سعيدة الحظ يا توني، إنه شخص لطيف ."
وجلست توني على حافة السرير إلى جانب شقيقتها تتطلع إلى الأكروبوليس بأسواره المزينة وتنهدت وهي تفكر إن العلاقة التي تربطها بداروس لم تتطور بالطريقة التي كانت ترغبها، صحيح أن داروس ظل بضعة ايام بعيدأ عن البيت ينجز بعض الأعمال ، ولكن عندما يكون معها لا تحس منه بأي تغيير في مشاعره تجاهها، منذ طبع على خدها قبلة تصورت أنها مفعمة بالحنان ثم تنبهت إلى وجود شقيقتها بجوارها
وقالت :
"إنه لطيف" .
كان أمرأ غريبا أن تتفق مع بام في الرأي بينما هي منذ فترة قصيرة فقط تصورت أنه أكثر رجل قابلته حقارة ودناءة وعجرفة .
وبعد أسبوعين سمح الطبيب لبام بأن تسبح ، وخرجت هي وتوني الى الشاطىء، تتمتعان بجوه الممتع ، كان الأطفال في المدرسة .
أما داروس فكان يعمل في البيت . لكنه لحق بهما في النهاية إلى الشاطي،، وقد ارتدى بنطلونأ قصيرأ وقميصأ أبيض وأخفى عينيه وراء نظارة شمس قاتمة . كانت توني تنظر إلى شقيقتها وهي تتطلع في إعجاب إلى داروس ، كان واضحا أنها تكن له كل مودة . ولكن توني وشقيقتها أمستا اليوم ببعض الحيرة والقلق عندما علمتا أن داروس كان بصحبة امرأة أخرى.
علمت توني بهذه الحقيقة في ذلك الصباح فقط من تشاريثوس الذي قابلته صدفة بالقرب من مكتب البريد، فقد بادرها بسؤاله :
" من هذه المرأة التي رأيتها مع زوجك في رودوس ؟ "
واحمر وجهها وتمتمت في نبرات قلقة :
«لا أعرف ...".
ولكنها في الواقع كانت تعرف ، لأنها سمعت داروس يحدد موعدأ على الهاتف مع شخص آخر. وتذكرت توني أن اوليفيا اتصلت به في مناسبات كثيرة قبل سفرها إلى انكلترا لتطمئن على شقيقتها بام ... ومنذ عودتها ظلت تتساءل . من يدري لعلهما كانا يلتقيان أثناء غيابها!
وتمنت توني لو أنها قابلت أوليفيا فهي تعتبرها الآن غريمتها التي قد تحطم زواجها ذات يوم . وتساءلت توني:
"يا ترى ما شكلها؟"
لا شك أنها تستطيع مواجهتها بطريقة فعالة أكثر إذا عرفت وقدرت قوة
خصمها!
وجاءها الرد من تشاريثوس :
"إنها سمراء، طويلة ، جميلة جدا, ألا تعرفينها؟"
وتوقفت توني عن الحديث عندما شاهدت شقيقتها بام تخرج من مكتب البريد. وقالت :
" بام ... تعالي لتتعرفي على صديقي تشاريثوس ليونيتي، إنه يقيم في البيت الضخم على سفح التل ، البيت الذي أعجبت به عندما كنا نقوم بنزهة يوم امس . "
«نعم أعرفه !".
وسأل تشارثيوس :
" اتسمحان لي بدعوتكما لتناول القهوة ,المقهى هناك يقدم قهوة بالحليب إذا كنتما لا تريدان القهوة التركية "
اعتذرت توني:
"لا أظن أن لدينا وقتأ لذلك . الأطفال سيرجعون إلى البيت قبل عودتنا، ربما نلتقي في وقت آخر".
وانصرفتا ثم قالت بام :
" توني... سمعت ما قاله هذا الشاب ".
«عن أوليفيا... تقصدين ؟".
«اذن فأنت تعرفينها؟"
" لم نتقابل أبدأ، ولكنها حبيبة زوجي السابقة "
. وقالت بام بحدة :
" وما زال يخرج معها؟ لم تذكري لي أبدأ كيف تقابلت مع داروس... سألتك مرة وتجنبت الرد علي "
وقالت توني في تردد:
" إنها قصة طويلة يا بام ، وليست سارة . والحقيقة أنني لا أعرف إذا كان ينبغي لي أن أروي تفاصيلها لأي شخص "
"لكن يجب أن تقولي لي . جعلت منها لغزا، ارحمي فضولي "
وضحكت توني:
" سأخبرك يا بام في الوقت المناسب "
" وهل أوليفيا طرف فيها؟"
" كلا ظهرت في الصورة فيما بعد "
"انك تشعرين بالغيرة منها يا توني، ولا بد أنك تشعرين بالقلق "
كان داروس جالسا على الشاطئ يتطلع إليهما عندما لاحظ بعض القلق
على وجه بام . وعندما اقتربت ابتسم لها قانلأ:
"هل هناك شئ يا بام ؟ إنك تبدين قلقة ".
" لا.. ليس هناك شئ حقا ... إني أفكر فقط في أن أستأنف مهامي برعاية نفسي واطفالي ، كانت عطلة مدهشة ... واشعر بالامتنان فعلا لك . ولا أعرف متى سأرد لك كل هذا الدين ».
|