كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
وأمضى الاثنان وقتا ممتعا. وفجأة اقترب منها تشاريثوس وطبع قبلة على وجهها وبادرته بقولها:
"تشاريثوس ، لم يكن مناسبا أن تفعل ذلك ، إنني متزوجة".
" انكما متزوجان بالاسم فقط وكلاكما يعتزم فسخ الزواج بمجرد توافر الفرصة يا عزيزتي ، إنك لست متزوجة ".
" ولكنني أشعر بالخجل ... ترى لماذا؟"
" لاداعي لشعورك بالخجل يا عزيزتي، إنك حرة تماما ".
" ولكنني لست كذلك كذلك يا تشاريثوس "
" هل كانت غطتك أن تتزوجي؟ هل أحد منكما لديه النية فى أن يستمر الزواج إن ما ذكرته لي يا توني يبين أن داروس لا يكن حتى الاحترام لك"
".هل أعطيتك هذا الانطباع ؟ لم أقصد ذلك ".
أحست توني بالخجل . بل شعرت بعدم الولاء لداروس . ولكن أي ولاء تدين به لداروس ؟
" توني يا عزيزتي، إنني أحبك ، وأشعر بالتفاءل بالنسبة الى عواطفك نحوي. لكن علينا الانتظار... رغم أنه سيكون صعبأ بالنسبة الي ... انا مستسلم تمامأ، ولن أضايقك أبدأ، فقط دعينا نلتقي من حين الى آخر. "
" يجب أن نذهب الآن ، العجوز التي تقف هناك سوف تشك فيما نفعل ".
كانت توني تشعر بأحاسيس غريبة رغم أنها كانت تود لو أن صداقتها مع تشاريثوس قد نمت . وتطورت إلى علاقة حب ، كانت تشعر أنها لا تحب داروس، وأنه لا يحبها.
ولم يكن هناك أي شك في أن زواجهما سوف ينتهي. إنه زواج مؤقت لن يدوم . وأحس تشاريثوس بالأفكار التي تراودها
وقالت :
" لا اعرف ماذا أصابني".
أخذ تشاريثوس يدها بين يديه وقال برقة :
" يبدو انك تشعرين بوخز الضمير يا عزيزتي. إنني لا أعرف لماذا، وفي اية حال انه امر تستحقين الثناء عليه ، لكنك لو فكرت جيدأ لن تجدي مبررا لاحساسك بالذنب , انك حرة يا عزيزتي، حرة ، ألا تفهمين ؟"
وصلا الى المكان الذي توقفت فيه المرأة العجوز. فابتسمت لهما وسارا في طريقهما ويداهما لا تزالان متشابكتين .
وأخيرأ قالت توني:
"تشاريثوس ، أشعر أننى سخيفة معك . ولكن أعطني فرصة !"
"بالطبع أمامك وقت كاف يا عزيزتي، كل شئ يسير على ما يرام في النهاية . فلننس كل شي الآن ونمتع أنفسنا".
وسار الاثنان على طول المنتزه في المدينة الجديدة وهي أيضأ ميناء ماندراكي، كانت طواحين الهوا الجميلة الخلابة تدور في بطء .
وتقول الأساطير إنه في مكان ما من هذه المدينة كان يوجد تمثال رودوس الضخم . وهو أحد العجائب السبع في العالم القديم ، وفي الميناء كانت زوارق عديدة تجرب المياه وترفع أعلامأ لدول مختلفة إنها زوارق خاصة يمتلكها بعض أغنى أثريا العالم .
وسألها تشاريثوس عندما اقتربا من مقعد تحت مجموعة من الاشجار الظليلة :
"هل ترغبين فى الجلوس هنا بعض الوقت ؟".
" ما الذي تريده يا تشاريثوس ؟"
" هل تهمين بي يا توني؟"
ونظرت بعيدأ إلى أشجار النخيل الباسقة وقالت :
" لا أعرف يا تشاريثوس . حقيقة لا أعرف ".
" لو أنك لا تحبينني بقدر ضئيل لرفضت الخروج معي".
. "إنني أحبك كثيرأ".
وبدا أنه قانع تمامأ بهذا.
" اذن دعي الأمور تسير بصورة عادية ".
" إنك عطوف معي يا تشاريثوس ".
وبعد لحظة قال :
"تعالي ... سوف أشترى لك هدية ".
وعندما كانا يتجولان للتسوق من المتاجر. أحست توني أن ما تبقى لديها من اكتئاب قد تلاشى، وشعرت بالبهجة مرة أخرى. وعندما سألها عما تحتاج شراءه ، قالت :
"بعضأ من أدوات التجميل التي أفضلها يا تشاريثوس "
"سأحضر لك كل ماتطلبين ".
طلبت توني ما أحست أنه ضروري بالنسبة اليها، لكنها تدرك الآن أن ادوات التجميل هي من ضمن الأشياءالتي يتعين أن تشتريها بنفسها لو توافرت لديها النقود، هل يشك الآن تشاريثوس في أنها لا تمتلك نقودا و كانت تتمنى لو انها تراجعت عما طلبت وعندما اشترى لها ما أرادت ، قال إنه يعتزم شراءهدية لوالدته بمناسبة عيد ميلادها.
"انها تعشق الخواتم ، ولذلك فسوف تتجه إلى تجار المجوهرات . أرجو معاونتي في الأختيار ".
وأثناء فحصهما الخواتم المعروضة في محل المجوهرات وضعت يدها بدون أن تشعر على خاتمها الذهبي المطعم بماسة جميلة تحيط بها أحجار الياقوت ، والذي كانت ورثته عن جدتها.
أثار هذا الخاتم إعجاب الجوهرجي ومساعده . وسألها صاحب المتجر إن كانت ترغب في بيعه .
" بالتأكيد لا".
وأمسك تشاريثوس أحد الخواتم وسألها:
" مارأيك في هذا؟"
بالنسبة لي افضل هذا الخاتم ، ولكنك تعرف اكثر مني ما تحبه والدتك ".
وأمسكت توني بخاتم آخر وأخذت تفحصه ، وكان صاحب المتجر ما زال ينظر إلى أصبعها.
"سيدتي.. سوف أدفع لك مبلغأ مناسبأ".
. رد تشاريثوس في حزم :
" انها لا ترغب في بيعه ".
" ورثته عن جدتي... كان خاتم خطبتها".
" لدي زبونا .... سيدة أمريكية ، تريد هذا الخاتم بالذات ، وسوف تدفع لك ثمنأ كبير له".
رد تشارثيوس في غيظ هذه المرة :
"انها لا تريد بيعه ... جئنا إلى هذا المتجر لنشتري وليس
لنبيع "
وبرغم ذلك عرض الجوهرجي ثمنامرتفعأ جدأ أدهش توني. وقالت :
" لكنه لا يساوي كل هذا المبلغ ".
"أعرف ذلك ، ولكن السيدة الأمريكية تجمع الخواتم من هذا الطراز. إنه نوع من الهوس ، إنها أرملة لديها أموال
لا تعقل".
ونظر إليها تشاريثوس :
"هل تفكرين في عرضه عليك ؟"
وهزت رأسها بطريقة تنم عن الحيرة . الأموال التي ستأخذها يمكن أن تغطي كل ما عليها من ديون لداروس ، وتمكنها من دفع نفقات السفر بالطائرة لأعادة الأطفال إلى بلدهم ، ويمكن أن يتبقى لها بعض المال لشراءهدايا لهم ولشقيقتها .
وأخيرأ قالت في حزم :
"كلا... لا أستطيع بيع هذا الخاتم ".
ورفع الجوهرجي الثمن بصورة اغرتها برغم ما ينطوي عليه الخاتم من قيمة عاطفية لها.
وتحول إليها تشارثيوس وهو يضع يده فوق يدها وكأنه يريد أن ينسيها فكرة بيع الخاتم وهو يغطيه بيده"
"توني... لماذا تفكرين في بيع الخاتم ؟ هل أنت في حاجة الى مال ؟"
وأومأت برأسها، واعترفت أنها بحاجة إلى المال ، وانتظر صاحب المتجر، واسترق السمع ، ولكن آماله خابت عندما قال تشارثيوس :
"هذا الخاتم غير معروض للبيع ".
واتجه مع توني خارجأ.
"تشاريثوس ... يجب أن أفكر في الأمر بعض الوقت ".
" لن تبيعي هذا الخاتم ، كيف يحدث أن تكوني في حاجة إلى المال . ان زوجك من أغنى الاثريا في الجزيرة".
"أفرطت فى الانفاق ، بعد أن نفدت مخصصاتي، أصبحت مدانة بفاتورتي حساب ".
"ولماذا أصبحت مدانة ؟ ولم كانت هذه النفقات ؟".
"انها نفقات سفري إلى انكلترا. ولسبب ما اضطررت إلى تحويل الفاتورة على حساب داروس ".
..ولكن لا بد أنه سددها".
وهزت توني رأسها وهي ترغب من كل قلبها أن تضع نهاية لهذا الحديث
" لقد فهمت أنه لم يسددها، طلبت منه نفقات سفري، ولكنه رفض وصمم على أن أدفعها من اموالي ".
ولم يجد تشاريثوس مبررا لما يفعله داروس ، وفي النهاية قال إن خسته . ورفضه قبول المسؤولية عن ديونها هي أكبر دليل على أنه لا يعتبر نفسه متزوجأ. "
" قد يغضب الزوج عندما تسرف زوجته في النفقات ولكن لا بد أن يدفع في نهاية الأمر".
وأخيرا استطاعت توني أن تغير موضوع الحديث . لكنه اثناء عودتهما في السيارة . شعرت أنه يجب عليها أن تبيع خاتمها وأن تتحرر من الديون ، لقد فشلت فى تحقيق هدفها في معاقبة داروس , كما أن الاستمرار في هذه المحاولات أمر مدمر. ومن الأفضل ألا تمادى في ذلك .
وتوقف تشاريثوس أول الطريق المؤدي إلى منزلها وقال : "توني ... لن تبيعي خاتمك ".
" اعتقد أنني يجب أن أبيعه ."
" كنت أفكر فيما يمكن أن نفعله ... وقد توصلت إلى حل ، سوف أشترى الخاتم يا توني ثم تستردينه بالشراء مني فيما بعد، كنت سأعرض عليك إقراضك هذه الاموال ولكنني أعلم أنك سترفضين ..".
وأخذ يدها في رفق بين يديه وهو يقول .
"اقتراحي يا عزيزتي... إنه اقتراح سليم تماما".
شعرت توني أنها غير قادرة على الحديث بسبب تأجج عواطفها. ولكنها كانت تفكر هل من المناسب قبول هذا العرض ؟ إن تشاريثوس يقترب بسرعة نحوها وهي لا تريد أن يصاب بأي سوء.إنها لا تعرف حقيقة مشاعرها نحوه .
وهزت توني رأسها قانلة :
" الامر سيكون اقل تعقيدا لو بعت الخاتم للجوهرجي.
وقال تشاريثوس وقد شعر بالمرارة :
"إن ذلك يعني شينا واحدا... أنك لست متأكدة من مشاعرك نحوي".
" لست متأكدة ... ولكنني أحببتك يا تشاريثوس أكثرمما أحببت أي رجل آخر صادفته في حياتي. ولا أعرف إذا كان هذا حبا حقيقيا، الذي أشعر به نحوك ".
ورانت فترة من الصمت :
" دعيني أشتري الخاتم يا توني. سيكون باقيا لك إذا فكرت في استرداده مرة أخرى. وإذا لم تريدي فسوف تأخذه والدتي".
وابتسم لها.
ورأت توني أنه قد يرضخ للأمر إذا لم تتطور مشاعرها ناحيته بالطريقة التي يرضاها، واستطرد يقول :
" لن تشعري بالسعادة عندما تعرفين أن الخاتم أصبح ملكأ لشخص غريب "
"انا متأكدة من قدرتي على شرائه مرة أخرى، إنه شعور طيب منك يا تشاريثوس . ممتنة لك حقأ، لكن يجب ألا تدفع لي ما عرضه هذا الرجل ، إن ما عرضه يزيد كثيرأ عن ثمنه الحقيقي".
" لكن هذا المبلغ سيجعلك تشعرين بالأرتياح "
"لا يمكن أن تشتري الخاتم بهذا الثمن ".
" توني يا عزيزتي... هذا المبلغ من المال لا يمثل شينا بالنسبة الي . وإذا كنت في ورطة مالية أرجو أن تعتبريه مرهونأ. وسوف تستردينه يوما ولن أجعلك تدفعين دراخما واحدأ كفوائد...".
ولم يكن أمامها إلا أن تستجيب لمشاعره . وبدت عليها ملامح جادة وهي تتوجه إليه بالشكر بعد أن حرر لها شيكأ بالمبلغ فورأ.منتديات ليلاس
"لا أود أن آخذ منك الخاتم . ولكنني أعرفك جيدأ الآن ولا أريد أن أدخل معك في مجادلات".
قال ذلك وهي تناوله الخاتم .
|