بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مساكم خير ومودة ورحمات
لقاء مسائي اختلف عن لقاءاتنا الصباحية..
والقلوب الدافية حاضرة كل وقت.. صباح ومسا
الله لا يخلينا منها
والله العظيم أقف مبهورة أمام ذائقتكم المصفاة
وأنتم تغدقون على بين الأمس واليوم تعليقات تجعلني أشعر بالخجل من عطائكم
وأتمنى أن أقدم المزيد من أجلكم.. لأنكم تستحقون ماهو أكثر من المزيد
.
.
أولا : اسمحوا لي أوقف مع شوي تساؤلات للقراء
.
عمر أبو صالح أواسط الستينات.. عشان كذا تلاحظون إنهم عياله كانوا يقولون لعبدالله:
إبي كأنه كبر 20 سنة.. يعني شكله يعطي على رجّال في الـ80..
وأم صالح أواسط الخمسينات..
حلو هالاهتمام بأعمار الشيبان :)
.
في لهجة الرواية لما يقولون: إبي، إخي.. هي لهجة عامية
تنطق بكسر خفيف للألف <== ثقيلة شوي صح ؟؟ :)
وشكرا أيضا جدا لمن ساهم في الرد..
هذا يدل على كرم أخلاقكم وتفاعلكم مع بعض..
.
.
فيه غالية جدا على قلبي علقت ليه ماجات الضربات في وجه كسّاب يوم صدم الجبل..
وأقول لها: تعليق ذكي والإجابة بديهية..
لابس خوذة..
ومثل ماتعرفون.. الخوذة تكون عريضة واجد..وفيها مسافة طويلة تبعد الوجه عن الارتطام بأي شيء
ولو عندكم أخوان مثل أخواني الله يحفظهم يركبون دراجات نارية
إذا جاوكم طايحين منها.. شفتي الجسم كله مرضرض إلا الوجه.. لان الخوذة حمته
الله يحفظ عيالنا وعيالكم جميع..
.
البارت قبل اللي فات فيه قارئة اللي يجزاها خير ويجعلها في موازيين حسناتها
نبهتني إن كلمة (بالعون) لا تجوز لأن العون اسم صنم..
وأنا فعلا غيرتها على طول..
ولكن اللهم أني استغفرك وأتوب إليك.. احنا دايم نسمعها بعون الله أو اختصارا بالعون.. يعني نية الشركية ماحضرت
وعلى العموم أنا بحثت عنها عند الشيخ ابن باز رحمة الله عليه فهو أجاب:
أنه لا يعرف لها أصلا ولا يعرف حتى صنما بهذا الاسم ولكن من الاولى تركها
لأنه إن قُصد بها حلف.. فالحلف بالله لا يجوز..
ترحموا معي يا بنات على الشيخ عبدالعزيز بن باز.. رحمه الله رحمة واسعة
وجعله من أصحاب الدرجة العليا في الجنة
الشيخ ابن باز له أيادي بيضاء على الفتوى وتوضيح الدين في وسطيته السمحة دون غلو ولا تهاون.. جعل الله ذلك كله في موزايين حسناته..
.
.
عدد البارتات اللي باقية
والله العظيم ما أدري.. شوفوا كم شخصية باقي مادخلنا في دهاليزها
وأنتوا قدروا عدد البارتات..
.
.
نعود للبارت اللي فات
منصور وعفرا
يمكن البعض يقولون المساكين كانوا مبسوطين ليش قلبتي عليهم
بأقول لهم هم أصلا قضية مابعد انتهت
والمغزى منهم مازال مستمر
يعني مضى لهم شهرين متزوجين.. ومع مرور الوقت تبدأ المشاكل تطفو على السطح بشكل عام في أي زواج
والحل يعتمد على مدى قدرة الزوجين على التواصل والتفاهم
طبعا من البداية عفرا هي الطرف المحتوي وتحاول احتواء أي خلاف واحتواء شخصية منصور الصعبة
لكن حتى الآن لم يحدث خلاف جوهري.. فحينما يحدث كيف سيتم التعامل معه؟؟
مع شخصية منصور .. المتسلطة التي لا تقبل التنازلات.. حتى بعد أن اطمأنت روحه بوجود نصفه الآخر؟؟
.
.
ويالله جزء اليوم جزء صغنون
عشان ماحد يقول لي قصير.. أنا قلت لكم من أولها :)
مع إنه والله العظيم موب قصير بالشكل اللي ممكن تتخيلونه..
.
الجزء السادس والأربعون
.
قراءة ممتعة مقدما
.
لا حول ولا قوة إلا بالله
.
.
بين الأمس واليوم/ الجزء السادس والأربعون
" جوزا بس خلي الولد ياكل له لقمتين مثل الناس
ما ياكل لقمة وحدة إلا أنتي تنظفين وجهه
الولد بينقرف من الأكل كذا!!"
جوزاء تنظر لوجه عبدالله المعقود بحزم وهما يجلسان على طاولة في مطعم
وحسن جوارها تطعمه ولا تفارق يدها المناديل المعقمة وسائل الديتول المعقم
تهتف ببرود: قلت لك كيفي أنا وولدي.. لا تتدخل في طريقتي معه..
عبدالله أجابها بحزم وهو يخفض صوته: وأنا قلت لش قبل أني كل شيء يخص ولدي وأخوانه بأتدخل فيه
بأربيهم مثلي مثلش..
حينها شدت جوزاء نفسا عميقا وهمست بذات البرود:
زين دام جبت طاري أخوانه.. أنا أبي أكل حبوب منع حمل..
عبدالله أنزل الملعقة من يده ونظر لها بشكل مباشر: نعم؟؟
جوزاء بذات البرود وهي مستمرة في إطعام حسن ودون أن تنظر ناحية عبدالله:
سمعتني عدل.. أبي أستخدم مانع.. ما ابي أجيب عيال منك..
عبدالله حينها رد عليها ببرود: أنا أعرف الناس يوم يتزوجون.. يكون أحد أهداف الزواج.. أنهم يجيبون أطفال..
هذي رغبة في مغروسة في داخل كل إنسان..
حينها نظرت له جوزاء بكراهية عميقة.. لو كانت النظرات تحرق.. كان لابد أن يهوي عن مقعده محترقا بلهيب كراهيتها:
هذولا الناس الطبيعين
لكن أنا أكــرهــك.. أكــرهـــك..
كفاية حسن بيننا.. ما ابي أظلم أطفال ثانين..
عبدالله عاود تناول ملعقته وهو يشعر أن الطعام يمزق حنجرته وهو يبتلعه بصعوبة ومع ذلك هتف بحزم:
اسمعيني عدل.. أنا ماني بجابرش على سالفة الحمل الحين.. استخدمي المانع اللي تبينه
بس لمدة ست شهور وعقب تقطينه..
جوزاء ببرود: وليش 6 شهور بالذات؟؟ أنت ظنك أنك ممكن تصبر على الحياة معي 6 شهور؟!!
صراحة آمالك شاسعة !! زين إن صبرت عليّ شهر..
عبدالله ببرود مشابه: صدقيني قبل الست شهور أنتي اللي بتقطين المانع بنفسش..
بس أنا أعطيش أقصى مهلة لين تقبلين الفكرة بروحش..
***************************************
" عفرا.. اشفيش ساكتة؟؟ "
عفراء بسكون: صدق أنك غريب منصور.. الحين تسأل كنك ماسويت شيء
منصور بنبرة لا تخلو من غضب: وأنا وش سويت؟؟
عفراء تشد لها نفسا عميقا: سالفة شغلي..
منصور بحزم بالغ: قلت لش الكلام في ذا الموضوع منتهي..
عفراء حينها همست بحزم: آسفة.. اسمح لي يا منصور.. ما انتهى..
هذا شغلي أنا.. وما يحق لك تمنعني..
منصور وقف وهو يهتف بنبرة مرعبة: أنتي تعارضيني؟؟..
عفراء لم تتحرك من مكانها وهي تهمس بهدوء عميق تحاول امتصاص غضبه به:
منصور الأمور ما تحل بذا الطريقة..
أقنعني.. ليش تبيني أترك الشغل؟؟ ولو أنا اقتنعت .. أنا حاضرة أخليه
لكن مجرد فرض رأي.. أنا آسفة..
منصور يعتصر قبضته ويهتف بحزم مرعب: إيه فرض رأي.. عندش مانع..
حينها فورا انتقلت للموضوع الآخر الذي بات يؤرقها بشكل جارح لمشاعرها وأنوثتها وكيانها..
همست بنبرة مقصودة: منصور أنت كنت تتعامل كذا مع نسوانك الثلاث اللي قبل؟؟
حينها انفجر منصور بغضب: مالش شغل عفرا أشلون كنت أتعامل معهم..
لش شغل أشلون أتعامل معش أنتي وبس..
حينها انفجرت عفراء بغضب مشابه: زين تعاملك معي مهوب عاجبني
متسلط زيادة عند اللزوم.. أنا ماني ببزر تجي تبي تمشيني على كيفك على آخر عمري..
تبي تحل وتربط وأنا بس أقول حاضر
هذا مهوب منطق.. الحياة الزوجية أخذ وعطا وتشارك.. مهوب موجب وسالب وبس..
منصور حينها شدها من مقعدها ليوقفها وهو يهتف بنبرة مرعبة تجمد الدم في العروق:
عفرا هذي آخر مرة أسمح لش تطولين صوتش عندي..
عفراء غاضبة بالفعل: منصور هذا مهوب أسلوب تعامل..
أنت تبي تكتمني على طول.. تبيني بس أكون هادية ورايقة ومتفرغة لك..
لكن ماعندك استعداد تتحمل زعلي ولا ضيقتي ولا انشغالي..
وش معنى أنا ملزومة أتحملك وأتحمل عصبيتك وتطويلك لصوتك علي..
يعني أنت من طينة وأنا من طينة أقل منك؟؟..
منصور بغضب: لا عفرا.. لا تحورين على كيفش..
أنتي مرتي وأم عيالي إن شاء الله.. وفوق رأسي..
بس فيه أشياء أنا ما أتقبلها.. وحقي عليش أنش ماتسوينها
الحين صار الغلط راكبني؟؟
عفراء تشد لها نفسا عميقا وهي تحاول التحدث بهدوء:
لا منصور الحين أنت اللي تحور..
أنت تبي تبسط موضوع مهوب بسيط أبد..
وتبي تأخذ حقي وتخليه حقك ثم تركبني أنا الغلط..
منصور بحزم بالغ نهائي بنبرة غير قابلة للنقاش: قلت لش انتهينا عفرا.. انتهينا.. خلاص..
عفراء قررت الاحتكام لعقلها وهي ترجئ النقاش في الموضوع.. وتصمت لأنها تقرر أن تكون الطرف الأكثر مرونة
مازالت تفكر كيف من الممكن أن تحل هذا الأشكال..
يخطر ببالها أن تُدخل زايد في الموضوع.. ولكنها ألغت هذه الفكرة
لأنها من معرفتها لشخصية منصور تعرف أن هذا التصرف سيفجر غضبه عارما لأنها أدخلت أحدا في مشاكلهما
تنهدت وهي تقرر أن تتجه للصالة وتبقى هناك حتى أجل غير مسمى!!
*******************************
" أم حسن أنا طالع أصلي العصر
وعقب عندي شغل ماني براجع قبل الليل"
عفراء تخلع عباءتها وهي تنظر لعبدالله الذي كان يعدل غترته وتهمس بكراهية:
ترا لو ماتبي ترجع أحسن..
عبدالله يبتسم ابتسامته الجذابة وكأنها تهمس له بكلمات الحب والغرام:
مشكورة حبيبتي لا تحاتيني.. قبل الساعة عشر راجع..ياقلبي..
حسن يتعلق بذراعه: بابا بألوح معك..
عبدالله يميل ليقبله بحنان كبير ثم يمسك يده وهو يهتف لجوزاء بهدوء:
بأخذ حسن معي للصلاة.. وعقب بأخلي هزاع يرجعه..
جوزاء بغضب: لا.. أنت ترجعه.. أو لا تأخذه..
عبدالله يخرج وفي يده حسن وكأنه لا يسمع ماتقول وهو يهتف بحزم:
هزاع بيرجعه.. وحسش قصريه.. ترا ماحنا بساكنين بروحنا يا بنت الأصول..
جوزاء تنظر لظهره بغيظ وهي تدعو الله أن يحفظ ابنها ولا يعيد أبيه.. ولكنها تعود للتراجع وهو تستغفر الله بعمق..
ليس من أجله.. ولكن من أجل أم صالح.. التي تعلم أنها لن تحتمل فقدان عبدالله مرة أخرى..
تفتح جوزاء الخزائن وهي تقرر إعادة ترتيب ملابسها وملابس ابنها وفقا لنظامها الدقيق في الترتيب
وهي تفتح الخزائن فتحت خزانة ملابس عبدالله المعلقة..
همست بابتسامة خبيثة كأنها وقعت على كنز:
ياقلبي ياعبود ثيابك كلها جديدة.. أكيد تبي تتبخر من ريحة الخياطين..
*****************************************
يحضر لها بوظة وهي تجلس على مقعد تراقب نافورة جنيف التي تتصاعد عاليا وتختلط الإضاءة بها بشكل خلاب..
تتناول البوظة منه وتهمس بسكون: شكرا..
جلس جوارها وهو يهتف بنبرة حازمة: وش فيش؟؟ من عقب ماكلمتي أختش وأنتي ساكتة..
عسى ما حد فيهم تعبان..
تضع البوظة جوارها وتهمس بذات السكون: كل يوم أسألهم عن تميم يقولون زين..
ما أدري ليه ناغزني قلبي من ناحيته.. اليوم أختي قالت لي إن نفسيته تعبانة كلش..
عرسه عقب أسبوعين ونص.. أشلون يدخل على بنت الناس وهو هكذا..
كساب ببرود حازم حاد: والحين من اللي هامش؟؟
أخيش وحالته ؟؟
وإلا مظهركم قدام بنت الناس؟؟
كاسرة حينها نظرت له وهمست له ببرود مشابه:
تدري كساب.. الشرهة علي اللي أشركتك في أفكاري
كساب ببرود صارم: وأنتي يوم أشركتيني قلت لش رأيي..وأعتقد إنه وصلش
إذا مهوب عاجبش..خلاص احتفظي بأفكارش لنفسش..
حزن مجهول يغتال مشاعرها.. لا تعلم لماذا يتصرف على هذا النحو المستفز..
مع أنها كانت تتكلم معه بعفوية وهي تشاركه ضيقها كما يُفترض بين الأزواج..
ورغم إحساسها بهذا الحزن الشفاف فإنها لن تسمح له أن يشعر بتأثيره السلبي عليها.. همست بحزم:
تدري.. كل مابغيت أهذر.. باهذر وانت بتسمعني.. لأنك زوجي وغصبا عنك لازم تسمعني..
أما نصايحك وتعليقاتك لو ماعجبتني خلها على الرف أحسن..
**********************************
" وين راحت هذي؟؟"
خليفة ينظر حوله للغرفة الخالية من وجود جميلة.. بعد أن طرق باب الحمام ووجده فارغا أيضا..
قرر أن يسأل عنها الممرضات ليتفاجأ بأنها كانت تجلس بينهن ترتب معهن الملفات..
حين رأته ابتسمت وهي تهمس برقة: هلا خليفة..
خليفة استند على الحاجز وابتسم: شتسوين هني؟؟
جميلة بتلقائية لطيفة: زهقت من القعدة فاضية.. قررت أساعدهم شوي..
ثم استرسلت بعذوبة: كنت أسمعهم يقولون ترتيب الملفات ممل.. لا والله مسلي..
الحين قاعدين نرتب الملفات حسب الترتيب الأبجدي..
خليفة سعيد جدا لانطلاقها.. هتف بتساؤل: زين وأنتي عارفة الأبجدية الفرنسية؟؟..
جميلة وهي منهمكة في الترتيب: هي نفس الأبجدية الإنجليزية في الترتيب بس النطق هو اللي يختلف..
ثم رفعت نظرها إليه وهي تبتسم بشفافية: يقولون بعد الممرضات أنهم بيعلموني فرنسي.. يعني كورسات ببلاش..
خليفة ابتسم لها بمودة: مطولة أنتي؟؟
جميلة أشارت بيدها "قليلا" حينها هتف لها خليفة بمودة تلقائية:
خلاص أنا بأروح للغرفة أقرأ شوي لين تيين..
************************************
" من صلاة العصر وأنا رايح وأنتي على قعدتش ذي
ومادة البوز كذا"
عفراء تنظر لمنصور الذي يلقي غترته على المقعد وتهمس بهدوء:
وش تبي منصور؟؟ تبيني ابتسم وأنا زعلانة وتعبانة؟؟
تبيني أمثل عليك عشان حضرتك ما تتضايق
منصور يجلس ليحتضن كتفيها ويهتف بحنان فخم:
ياقلبي ياعفرا أنتي كبرتي السالفة وهي صغيرة..
أنا ياقلبي أبي اللي يريحش ويريحيني
تدرين بغلاش وأنه مايهون علي زعلش..
عفراء شدت لها نفسا عميقا ثم همست بسكون:
منصور لا تزعل علي.. بس أنت أناني بشكل ما ينوصف..
عفراء قالت جملتها ثم انكمشت قليلا لأنها توقعت ثورة عارمة من منصور
لذا تفاجأت بشدة أنه شدد احتضان كتفيها وهو يميل ليقبل رأسها ويهمس بعمق:
وأنا قلتها لش قبل مافيه حد يحب ومايكون أناني.. وعلى قد حبي لش على قد أنانيتي..
عفراء حينها أسندت رأسها لكتفه وهمست بهدوء رقيق: زين والحل منصور؟؟
أنا ما أبي أخلي شغلي.. أرجوك منصور
منصور هتف بهدوءه الفخم وهو يحتضن كتفيها: ياقلبي ياعفرا..
أنتي ليه منتي براضية تفهمين إن هذا موضوع غير قابل للنقاش خلاص..
عفراء حينها تفلتت من حضنه لتقف وهي تهمس بنبرة حزن عميق:
مافيه شيء غير قابل للنقاش غيرك يامنصور
ثم أردفت بذات الحزن وهي تغادر: اسمح لي منصور أنا بأنام في الغرفة الثانية..
************************************
" هاحبيبتي وش سويتي اليوم في غيابي؟؟"
جوزاء تبتسم بتلاعب وهي تنظر لعبدالله الذي كان يخرج محفظته وأزرته من ثوبه ثم خلعه ليلقيه في سلة الغسيل
همست بذات الابتسامة: أبد رتبت الغرفة والملابس..
ثم قعدت مع عالية ونجلا وعمتي أم صالح .. وتعشيت معهم..
وتوني طلعت قبل شوي عشان أرقد حسن..
عبدالله ينظر لحسن النائم جوار أمه ويهتف بخيبة أمل: خسارة كنت أبي ألاعبه قبل ينام..
ثم نظر حوله وهو يهتف بإعجاب: بس صدق لمساتش مبينة في المكان.. كل شيء يلمع ماشاء الله..
لم ترد عليه لأنها خشيت أن تنفجر ضاحكة.. منذ مدة طويلة لم تشعر بهكذا سعادة طفولية..
عبدالله توجه للحمام وهو مستغرب منها أشد الاستغراب.. بل هو مستغرب منذ دخل الغرفة أنها كانت مبتسمة الإبتسامة التي تذيب قلبه..
وأنها كانت غير متحفزة ضده ولا تصفعه بالكراهية المتكررة..
هل من المعقول أنها بدأت بالاستسلام ومن يوم واحد فقط؟؟!!
حين أنهى عبدالله استحمامه خرج ملتفا بفوطته.. ليأخذ له ملابسا لأنه يعلم أنه ليس لديه أمل أنها ستخرج لها ملابسه..
كانت تنظر له وهي متمددة نصف تمدد على السرير.. وابتسامتها تتسع وهي تراه تتجه للخزانة
فتح ناحية ملابسه الداخلية.. رف له ورفين لها.. وبقدر ماكانت رفوفها مرتبة ودقيقة.. بقدر ماكان رفه مبعثرا وملابسه مختلطة..
بعد أن فسد كويها وتجعدت لأنها كانت مجموعة في كومة..
عبدالله شد له نفسا عميقا ثم هتف بصرير من بين أسنانه وهو يستدير ليقابلها:
أنا ماطلبت منش ترتبين أغراضي.. بس أنتي جايه وهي مرتبة.. ليه تسوين فيها كذا؟؟ أنتي صاحية؟؟
جوزاء بابتسامة متلاعبة: شفت إن شكلهم كذا أحلى.. حرام عليك كنت أبي أسوي لك خدمة بس..
حينها تذكر عبدالله شيئا.. هتف بتهديد: ياويلش لألقى ثيابي نفس الشيء..
حينها كادت تنفجر من الضحك وهو يفتح خزانة ثيابه المعلقة.. اطمئن قلبه وهو يراها معلقة ومكوية كما كانت..
لكن لفت نظره شيء غريب في أحد الثياب.. فشده قليلا ليرى مابه
لينصدم أن الثوب كان محروقا من عدة نواحي.. ألقى به على الأرض..
ليتنزع ثوبا ثانيا وثالثا ورابعا وعاشرا.. لم تترك له ولا حتى ثوبا واحدا سليما
كانت كلها محروقة بنار مباشرة.. والنار أحدثت ثقوبا دائرية بها..
النار التي كانت ناتجة عن ولاعة الجمر بنارها المستقيمة القوية..
حينها توجه ناحيتها ليشدها من عضدها ويسحبها سحبا لغرفة الجلوس حتى لا يسمعهما حسن النائم..
حين وصلا هناك أفلتها.. بينما هي كانت تدعك عضدها المحمر ثم تجلس بهدوء وهي ترتخي في جلستها وكأنها لم تفعل شيئا..
انفجر عبدالله بغضب مكتوم: أنتي صاحية؟؟ فيه حد عاقل يسوي سواتش؟؟
زين أنتي زعلانة علي وتبين تعاقبيني.. تحرقين ثيابي كلها؟؟..
وش ألبس أنا عقب؟؟.. وإلا أطلع للناس عريان..؟؟
جوزاء بسكون وهي تنظر لأظافرها: والله أنا حذرتك من عيشتك معي بس أنت ماصدقتني..
عبدالله بنبرة خافتة كأنه يكلم نفسه: حذرتيني؟؟
ثم أردف بتصميم: زين أنا طالع الحين وبأدعي أمي وعالية وأوريهم اللي سويتيه
وخلهم هم يحكمون بيننا..
قالها وهو يتجه فعلا للباب.. رغم أنه لا ينوي أبدا أن يفعلها..
لكنه يريد أن يتأكد أن هناك من تحرص على مشاعره فعلا..
لأنها إن لم تهتم أن يعرف الناس مافعلته فمعنى ذلك أن حالتها غير قابلة للحل..
لذا كاد يبتسم رغم غضبه العارم وهو يراها تقفز لتقف بينه وبين الباب وهي تهمس برجاء:
عبدالله الله يهداك تبي تطلع وأنت بفوطتك كذا؟؟ تبي تفشل روحك في هلك..
عبدالله بنبرة غاضبة: ليه أنا عندي شيء ألبسه؟؟
جوزاء تشده من يده وتجلسه: اقعد.. الحين بأكوي لك فنيلة وسروال...
عبدالله بتحكم: لا.. تكوين كل ثيابي اللي عفستيهم.. وترتبينهم عدل الحين..
جوزاء بغضب: ماتشوف أنك مسختها؟؟
عبدالله بغضب أشد: أنا اللي مسختها؟؟ وإلا اللي السالفة كلها من تحت رأسها من الأول؟؟
تدرين أنا بأنادي عالية تأخذهم وتكويهم وعقب ترجع هي ترتبهم لي..
جوزاء حينها همست برجاء عميق: لا خلاص عبدالله تكفى.. لا تفشلني في عالية و أم صالح..
أنا بأكويهم الحين..
عبدالله بنبرة تحكم: واغسلي ثوبي اللي حطيته الحين واكويه عشان ألقى لي شيء ألبسه في صلاة الفجر وأروح فيه للدوام..
جوزاء بغيظ: حاضر ياعبدالله حاضر.. بس مردودة لك..
جوزاء تناولت الثوب من السلة واتجهت به للحمام لتغسله بينما كانت تتمنى لو تمزقه..
بينما كان عبدالله يتصل بأحدهم: هلا رشيد.. أنا عبدالله آل ليث تو كنت سوي تفصيل عشرة ثوب عندك
أنا سايز عندك.. بليز رشيد يبي اثنين ثوب بكرة في الليل.. مستعجل..
.......................................
بليز رشيد.. ضروري..
شوف أنا يعطي أنت فلوس زيادة.. وبعدين يبي عشرة ثوب بعد
عبدالله تنهد وهو يجلس.. رغم غضبه العارم مما فعلته.. لكنه لا يستطيع أن يلومها.. بقدر حبه لها.. عاجز عن لومها..
فهذه أنثى احترق قلبها.. فهل يلومها على حرق بعض الثياب؟!!
"تفداها كل ثياب العالم.. وفوقها روحي..
بس ..ليتها ترضى وتسامحني بس!!"
.
.
بعد أكثر من ساعتين
خلال الساعتين الماضيتين التي قضتهما في الكوي.. كان هو يجلس أمامها.. يعبث في حاسوبه المحمول..
تعلم أنه يشعر بالانتصار في داخله.. بعد أن حرمها من متعة نصرها الصغير عليه
وهاهي تضع آخر قطعة ملابس في خزانة عبدالله وهي ترتب ملابسه تماما كما رتبت ملابسها..
بينما كانت تسبه وتشمته بكل قواميس العالم في داخلها..
فوجئت بيده تمتد من جوار خصرها ليمسك بكفها ويديرها ناحيته.. ليقبل كفها بعمق وهو يهمس بمودة دافئة:
تسلم اليد اللي كوت وغسلت مهوب اللي حرقت وعسفت
مشكورة ياقلبي..
شدت يدها من يده بقوة وهي تهمس ببرود قارص: مشكورة على ويش..
الكوي كذا أنا سويته عشان هلك مهوب عشانك..
وإلا أنت مالك قيمة عندي..
عبدالله يهتف بنبرة مقصودة: لو مالي قيمة عندش ماكان سويتي ذا كله..
ترا حتى يوم نبي نضايق الناس يكون مضايقتنا لهم على قد اهتمامنا فيهم
لأنه لو مايهمونا ما أشغلنا نفسنا فيهم..
وأنتي لو ما أنتي بشايفتني شيء كبير ومهم عندش.. ماكان سويتي ذا كله عشان تضايقني!!
جوزاء تجلس وتهمس بعدم اهتمام: فلسفة فاضية..
عبدالله جلس جوارها.. قفزت واقفة.. ولكنه شدها وأعادها جواره وهو يطوق كتفيها بذراعه
ويهتف بحزم: اسمعيني عدل.. الليلة عديت لش الحركة البايخة اللي سويتيها
لكن والله لا يتكرر شيء ثاني مثلها لا يكون الرد شيء ما تتوقعينه..
أغراضي الشخصية وأوراقي وتلفوناتي وكمبيوتري وشغلي.. مالش شغل فيهم ولا تلمسينهم..
تبين تضايقني.. ضايقيني أنا شخصيا.. القلب ملعبش..
أشياء مادية ملموسة مالش شغل فيها..
والأهم من هذا وذاك.. حسن ماله علاقة بأي زعل يصير بيننا..
ولدي ما تستخدمينه سلاح ضدي..
*************************************
" أبي أجيب هدية لأختك وخالتك.. وش ظنك أنهم يفضلون؟؟"
كساب يغلق الكتاب الذي كان يقرأ فيه ويضعه جواره ويهتف بتلقائية للأميرة التي تمددت جواره للتو بعد أن أنهت صلاتها ووردها:
مزون شنطة وخالتي عفرا ساعة.. بنشتريهم عقب سوا..
ولا تنسين أنتي تشترين لأمش ولأختش ولعروس تميم.. ولا يهمش من الفلوس..
كاسرة بتلقائية: عندي فلوس..
حينها استدار كسّاب ناحيتها وهو يهتف بنبرة غضب وتهكم: نعم؟؟ عندش فلوس؟؟
وأنا ويش؟؟ كيس شعير..
كاسرة بهدوء متحكم: العفو..
حينها هتف كساب ببرود: لا وليش العفو.. هذا اللي باين من كلامش.. تبين تدفعين وأنا معش.. هذا اللي ناقص..
كاسرة ابتسمت بعذوبة ابتسامتها الساحرة: وأنت ليش سويتها سالفة؟؟
قلت لك العفو.. وخلاص ولا يهمك.. بأكسر ظهرك.. بأخليك تندم على العرض..وبأشتري أغلى شيء بالاقيه في السوق..
حينها هتف لها بغموض: ليش ابتسمتي؟؟
أجابته باستغراب: وليش ما ابتسم؟؟ فيه قانون يمنع الابتسام؟؟
هتف لها بذات الغموض: ابتسامة مثل ابتسامتش هذي كنها سلاح دمار شامل..
مايستخدم إلا لغرض كايد..
حينها اتسعت ابتسامتها أكثر وهمست برقة: أغرب غزل سمعته في حياتي..
حينها هتف بذات نبرة الغموض التي تخللها الغضب:
ليه أنتي سمعتي غزل من حد غيري؟؟
ردت عليه بغضب: كساب أنت أشفيك.. تبي تسوي سالفة وبس..
أنا أساسا سمعت غزل منك عشان أسمع من غيرك
والتلميح السخيف هذي ماأبي أسمعه مرة ثانية..
أنهت عبارتها لتستدير وتوليه ظهرها وهي تشد الغطاء عليها..
لتشعر بعد ثوان بأنامله تعبث بخصلات شعرها وهو يلفها على أصابعه بشكل دائري..
استدارت ناحيته لتنظر لوجهه القريب منها وهو يرتكي على مرفقه همست بسكون عذب:
أعرف أنك ماتعرف تعتذر.. بس مافيه داعي كساب أنك تدور اللي يضايقني عشان تقوله..
مال ليقبل جبينها دون أن يرد عليها.. حينها مدت يدها لتلمس خده وهي تهمس برقة:
غصبا عني كل ما أشوف وجهك قريب تروح عيني هنا..
قالتها وهي تتحسس الجرح في خده بحنو.. تناول كفها من خده ليقبلها بتروي ثم يهتف لها بابتسامة:
أتذكر أني انا بعد عضيتش.. بس شكلش أنتي سنونش أقوى..
حينها ابتسمت كاسرة وهي تمد له باطن ذراعها لتريه أثر عضته..وهي تهمس بعمق متجذر:
ليه كساب أنت تخلي الواحد وإلا ترحمه قبل ماتوصل لحمه؟؟
****************************************
كانت تجلس في قاعة الانتظار في عيادة طبيبة النساء.. مشغولة بالتفكير.. مهمومة..
البارحة كانت ليلة سيئة..
لا تحب أن تُغضب منصور منها.. ولكنه من يدفعها لذلك بتسلطه الذي أثار غضبها..واستيائها وحزنها..
البارحة قضتها في غرفة أخرى.. وأغلقت الباب عليها لأنها تعلم أن منصور سيجبرها للعودة لغرفتها..
وبالفعل حاول فتح الباب مرة واحدة.. ولم يعد لتكرارها ..
وهي تعلم أنه لابد غضب لأنها أغلقت الباب..ونامت بعيدا عنه..
واليوم هاهي تأتي لموعدها مع سائقتها دون أن توقظه..رغم أنها تعلم أنه يكره أن تذهب مع سواه إذا كان موجودا..
وتعلم أنه سيجد في هذا سببا آخر ليغضب منها..
ولكنها مرهقة تماما من الوحم.. ومن تسلطه..
ثم إحساس الغيرة المرعب الذي قفز لها ليقضي على مابقي من الجَلد والاحتمال عندها..
لا تحتمل المزيد.. لا تحتمل المزيد أبدا!!
وهي غارقة في أفكارها سمعت همسا مهذبا: عفرا.. عفرا.. أم جميلة..
عفراء رفعت عينيها لتنظر لمن يخاطبها لتتفاجأ بالسيدة ذات البطن المنفوخ التي تبدو في شهورها الأخيرة من الحمل
وبجوارها خادمة تحمل طفلا لا يتجاوز عمره العامين..
عفراء ابتسمت وهي تقف للسلام عليها وتهمس في داخلها (خلاص.. كملت!!) ومع ذلك هتفت بترحيب حقيقي:
هلا والله بشيخة.. ياحيا الله أم محمد..
#أنفاس_قطر#
.
.
.
وقبل ماتستغربون أو تسألون.. شيخة هذي وحدة من حريم منصور الأوليات..
بمعنى أدق.. رقم 2..
.