السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ياصباح الورد والخير ودفا القلوب الطاهرة
.
رد على بعض التساؤلات:
الشعر: الكسر البسيط جدا.. ومعناه أنه حدث كسر لكن العظمان لم يتباعدا بل مازالا ملتصقين وهذا النوع يلتئم بسرعة.. يعني نستطيع نقول شرخ بسيط..
يدمح الزلة: يتناساها ويغفرها
الشناقيط: البنطلونات..
.
ترا أنا والله أقرأ كل الردود بتمعن ويكون فيه أشياء أقول أبي أرد عليها وأنسى عقب غصبا عني <<< مخ مافيه
فلو وحدة سألتني سؤال وأنا ماجاوبته يا ليت تعيده لأني والله مهوب قصدي ذا التناسي سامحوني يالغوالي
.
.
.
شاعرتنا (أبي قليلك ولا حصلت) خجلتني وابهرتني بقصيدة أتمنى أني أستحق ربعها
طوق ياسمين لبراعتها المذهلة ولروحها الطاهرة
[مابين الامس ويومنآ] كان عنوان
... ... ... ... للرائعه والمذهله من قطرنا !
حطت لها في ساحه البوح ميزان
... ... ... ... ثقله كبير ونجحده لو جهرنا
ياجعل ربي مايصغر لهآ شان ..
... ... ... ... ويكتب لهآ عتقٍ ليا جاء شهرنا
في عيني اليمنى تقل طير حوران
... ... ... ... ماهي برجلٍ لكن الله وآمرنا !
إن حن نقول الصدق في كل الأركان !
... ... ... ... وهي عن ميه رجل باللي حضرنا
وفي عيني اليسراء تقل هي بستان !
... ... ... ... من الورود الغالية.. لا نظرنا
ياتي لها جوري ومشموم ريحان !
... ... ... ... والآخره نبته لمآضي اسرنآ !
والله يالولا الجاذبية .. ولا كان !
... ... ... ... امقابلين الشاشة إن كان طرنا
من الفرح لو ضوها لحظةٍ بان
... ... ... ... الله يطول عمرها مع عمرنا ،،
وختامها صلوا على شيخ عدنان !
... ... ... ... محمد ـ وعذراً ليا من قصرنا
فعلا موهوبة يا شاعرتنا.. مبهورة جدا فيك <<< عشان براعة حبك القصيدة موب عشاني :)
ويالله جات الفرصة نشكر بعد فيتامين سي على شلتها.. <<< والله أبي أشكرك من زمان بس أنسى..
وبعد نشكر شاعرنا علي آل عذبة في قصيدته لحزبه..
.
.
أنا أتأثر كثير من الشعر.. لأنه معنى إن الشاعر اقتطع من وقته عشان يمنحنا نبع روحه اللي هو أصعب أنواع الإبداع وهو الشعر
هذا يتوجب علينا نقول لهم كلهم ألف ألف شكر ولا نوفي بعد..
.
.
تتشرف كل من
عائلة السيد زايد آل كساب.........وعائلة المرحوم ناصر آل سيف
بدعوتكم لحضور حفل زفاف
نجل الأولى كساب...... على كريمة الثانية كاسرة
وذلك في ثنايا أحداث الجزء التاسع والثلاثون من بين الأمس واليوم
وبقراءتكم تكتمل لنا الأفراح والمسرات
ملاحظة: يرجى سدح تعليق يثبت حضوركم للزفاف :)
.
.
قراءة ممتعة مقدما
.
لا حول ولا قوة إلا بالله
.
.
بين الأمس واليوم/ الجزء التاسع والثلاثون
كاسرة حين وصلتها الرسالة كانت خالية الذهن تماما ولم تشك بشيء مطلقا
فهي تعلم أن كسّاب حجز عدة أجنحة..
ولم تشك مطلقا أن أخاها هو في الجناح المجاور.. فهو اتصل بها منذ دقيقتين فقط وقال لها أنه جوارها إذا أرادت أي شيء..
كاسرة وضعت جلال الصلاة على رأسها ولفته بإحكام.. وفتحت الباب ببساطة.. لتتفاجأ بيد تشدها بقوة..
وهو يثبتها على الحائط الملاصق للباب..
كاسرة حينما رأته أمامه.. شعرت كما لو أنه سُكب على رأسها ماء مثلجا وهي تشعر بتجمد خلايا مخها..
في الوقت الذي تصاعدت دقات قلبها حتى كادت تختنق بها..
ثوان من صمت مرت وكل منهما يستشف ملامح الآخر..
كانت المرة الأخيرة التي رأته فيها هي يوم الحريق.. بدا لها اليوم أكثر وسامة وقربا وغموضا بشكل غير معقول..
وهو يقف أمامها دون غترة أو حتى طاقية وخصلات قصيرة تلتف حول أذنه دلالة على تشعث شعره من أثر تمدد..
لا تعلم حينها لـمَ اتجهت عينها مباشرة لخده.. حيث أخبرها جدها بمكان عضتها القديمة..
ربما لأن قربه هكذا وملامح وجهه تبدو شديدة القرب والوضوح دفعها لاكتشاف تفاصيله المخبئة..
وربما لأنه هذه المرة هي الأولى التي تراه بعد أن أخبرها جدها بالحكاية..
وبالفعل كانت عضتها ماتزال واضحة إلى حد ما ولكن شعر عارضيه أخفاها ولا يراها إلا من يدقق فيها..
كانت أنامله القوية تنغرز في كتفيها بتملك واستحواذ وعيناه تطوف بتمعن في إطلالتها الكريستالية وغطاء الصلاة يمنح وجهها سماوية غير مفسرة
ثم حرر أحد كتفيها وهو ينقل يده لكفها ويمسك بها ويرفع لخده.. مكان عضتها تماما..
ثم يمسك بأناملها التي كانت ترتعش ليمسح بها عارضه المحدد بأناقة..
وهو يهمس بغموض: عينش هنا؟؟ ما أعتقد أنش تذكرينها!! من قال لش عنها؟؟
شعرت أن قلبها سيتوقف فعلا من لمساته.. من حديثه.. بل حتى من نبرة صوته وفي هذا الوقت بالذات..
وخصوصا وهي ترى أغراض مهاب على مقعد خلف كساب.. تشعر أنه سيتسبب لها بمصيبة بتهوره المجنون..
ولكنها لم تسمح له بإشعارها بالتوتر وهي تتجاهل سؤاله الملتبس الذي كان يشغلها فعلا.. وتصحو من غيبوبة الموقف
وتهمس بثقة طاغية بها نبرة غضب واضحة: ممكن أعرف سبب الحركة السخيفة ذي؟؟
يعني زواجنا خلاص الليلة وش بتسفيد من شوفتي الحين؟؟
كساب همس لها ببرود وهو يعاود تثبيت كتفيها: كذا.. حبيت أشوفش
كاسرة همست بغضب متزايد من بين أسنانها: عشان كذا خدعتني بحركة رخيصة عشان تجيبني هنا..
كساب ضحك ضحكة مصطنعة بسخرية: خدعتش.. ضحكتيني
قالها وهو يدفعها ليعيدها لجناحها ويغلق الباب..
كاسرة تفاجأت جدا من تصرفه.. ومع ذلك تأكدت من إغلاق الباب وألقت جلالها على المقعد المجاور للباب
وهي تضع يدها المرتعشة على صدرها وتحاول تهدئة دقات قلبها التي كانت تصرخ كدقات المطارق من تصرفه المتهور الذي كاد يفضحها في شقيقها
وهي تحاول بفشل أن تهدئ ارتعاش جسدها الذي مازالت تحس بحرارة أنامله عليه
وكل ذلك يغذي غضبها المتزايد منه وهي تهتف لنفسها بكلمات أقرب للتبعثر:
صدق إنه غبي.. وش فايدته من ذا الحركة كون إنه ياكد لي إنه ماعنده عقل.. الشيء اللي أنا متأكدة منه.. وهو يأكده لي دوم
ماكادت تنهي عبارتها وهي تريد أن تجلس لأنها تشعر أن طاقتها كلها استنزفت من الصدمة غير المتوقعة
حتى فوجئت بالباب الذي أغلقته منذ ثوان يُفتح وكساب يدخل منه ثم يغلقه..
هذه المرة وقفت مصدومة بالفعل.. وعيناها تتعلقان به بذهول.. (أشلون دخل ذا؟؟ متأكدة أني قفلت الباب!!)
بينما كساب تقدم لها بخطوات واثقة.. حتى وقف أمامها وأمسك بها من عضديها وهتف بثقة متجبرة:
عشان تعرفين أني لو بغيت شي ما تردني منه حتى البيبان المسكرة..
وعشان للمرة الألف ماتحطين رأسش برأسي..
ثم ابتسم بخبث: وعشان شوفتش وأنتي مبققة عيونش كذا تستاهل..
كاسرة كانت على وشك الرد لولا أنها فوجئت به يُسند جبينه لجبينها بدون مقدمات..
ثم نقل كفيه من عضديها ليدخلهما في موج شعرها وهو يمسك برأسها من جانبيه من الخلف..
كاسرة شعرت بصاعقة ضربتها في منتصف رأسها ..وصواعق كهرباء لا حدود لقوتها تضرب خصلات شعرها بقوة مكان يديه..
همست من بين أسنانها: أنت وش تسوي يا المجنون؟؟
كساب همس لها بخفوت بنبرة أمر واضحة متسلطة: أششششش... خليني أسمع..
كاسرة تشعر أنها ستموت فعلا وهو يقتحم خجلها الطبيعي بهذه الطريقة البالغة الجرأة ومع ذلك همست بثقة: تسمع ويش؟؟.. فكني..
همس لها بعمق وجبينه مازال ملتصقا بجبينها: أسمع همس ريحتش العذاب.. تدرين أول مرة أدري إن الريحة تهمس ولها صوت..
كاسرة رغم صدمتها البالغة مما يقول ودقات قلبها تعاود الصراخ بصوت أعلى حتى خشيت أن يسمعها.. إلا أنها همست بذات الثقة:
كسّاب أنا ماني بمتعطرة.. فكني لو سمحت بدون خبال..
كساب همس بدفء خافت موجع لأبعد حد: وأنا ماقلت ريحة عطرش.. قلت ريحتش أنت...
كاسرة رغم عنها ولا إراديا بدأت تتنفس هي أيضا رائحة عطره الفخم والغامض الذي كان يعكس شخصيته تماما
ولكنه لم تسمح لهذا الجو المتهور الغريب أن يسيطر عليها
حركت كتفيها للتخلص منه وهي تهتف بحزم: كساب هدني.. لو حد دخل علينا الحين وش موقفنا؟؟
كساب أبعد جبينه عن جبينه وهتف بثقة: ما يهمني حد..
قالها وهو يشدها قليلا ناحيته ويقربها منه..
كاسرة بدأت تقلق من الموقف كله.. همست حينها برجاء حازم مدروس:
كساب.. هدني.. يعني أنت تبي تخرب إحساسي أني عروس تنتظر ليلة عرسها؟؟
حينها أفلتها كساب وابتعد خطوة وهو يهتف ببرود: وأنتي تبين أصدق أنش حاسة مثل عروس..
رغم تضايقها من كلامه إلا أنها ردت عليه ببرود مشابه: مثل ما أنت حاس إنك عريس بالضبط..
هز كتفيه وهتف بتهكم: بصراحة ماني بحاس بشيء..
ردت عليه بتهكم مشابه: ودامك منت بحاس بشيء.. وش جابك عندي؟؟
كساب هتف بحزم: تقدرين تقولين طبت في بالي.. وانا ضايق من الحبسة... وجية امهاب عطتني الفرصة نشوف أم لسانين..
كاسرة بإزدراء: صدق إنك بزر..
كسّاب لم يرد عليها وهو ينظر لها بنظرة استخفاف شعرت أنها توشك أن تحرقها وهو ينظر لها من أعلاها لأسفلها..
ثم يغادر الجناح ولكن هذه المرة من بابه الرئيسي..
لتجلس كاسرة على أقرب مقعد وهي تشعر بغضب عميق يتجمع في روحها عليه..
(غبي.. غبي.. وسخيف
وماعنده عقل!!)
*************************************
" ياي خالتي تجنين.. تحفة ماشاء الله.. عاد عمي الليلة بينجلط"
عفراء تبتسم وهي تغلق سحاب فستان مزون عليها وتهمس بحنان: أنتي اللي ماشاء الله عليش منورة من قلب..
وإلا أنا خلاص راحت علي..
مزون سعيدة جدا هذه الليلة : خالتي اللي بيشوفني أنا وإياش يمكن يقول أنتي أختي الصغيرة..
عفراء تلبس أسوارتها وتهمس بابتسامة: حلوة النكتة ذي يا بنت..
حينها همست مزون بحذر: خالتي عادي نروح لجناح كاسرة نشوفها قبل ننزل للقاعة؟؟
عفراء بثقة: عادي ياقلبي.. مع أني ما أظن إنها خلصت..
مزون تبتسم: أبي أشوفها وأبارك لها.. أخاف بعدين أخوانها موجودين في الزفة.. ما أقدر أخذ راحتي..مع أني بأموت عشان أشوف كساب جنبها
.
.
في الجناح الآخر..
" أنتو من فيكم العروس؟؟"
وضحى بين شهقاتها: هي العروس ..
خبيرة التجميل تبتسم: أدري إنها العروس.. بس أشوفج أنتي تبجين وهي ماشاء الله عليها مأخذها الموضوع ببساطة مابعد شفت مثلها..
وضحى تبتسم بفشل: أبكي نيابة عنها..
الخبيرة بابتسامة: أنا دايم أحاتي دموع العروس وأنا أسوي الميك آب.. لكن هي ماشاء الله عليها ما تعبتني
ماظنيت إن الدموع وراي وراي... يا الله هدي شوي.. على الأقل لين ينشف الكحل وعقب ابجي على كيفج هو ضد الماي...
كاسرة كانت انتهت من وضع زينة وجهها وتنتظر خبيرة الشعر بينما والدتها تجلس جوارها وتكثر من قراءة الأدعية والأذكار عليها..
كاسرة شدت يد والدتها ثم همست بهدوء خافت وهي تنظر لوضحى التي كانت تمسح دموعها: يمه حطي بالش على وضحى زين
اللي صار معها ذا الأيام واجد عليها.. طلاق امهاب وعقبه حادث تميم.. وعقبه عرسي..
هي بروحها حساسة بدون أي شيء.. أشلون مع ذا كله؟؟
مزنة بذاتها تشعر بألم عميق لكل هذه الأحداث ومع ذلك شدت على يد كاسرة وهي تهمس بثقة: لا تحاتين وضحى.. ما ينخاف عليها..
ما أن أنهت مزنة عبارتها حتى تصاعدت الدقات على باب الجناح.. وقفت لنفتح.. ثم تعالى صوت ترحيبها بعفراء ومزون
بينما عفراء تهمس برقة: حبينا نمر نسلم عليكم قبل ننزل القاعة..
مزنة تبتسم: تو الناس على القاعة.. اقعدوا معنا شوي..
عفراء بمودة: لا فديتش نبي نشيك على كل شيء قبل يجون المعازيم..
مزون وعفراء تقدمتا للداخل.. سلمتا على كاسرة ووضحى وباركتا لكاسرة بمودة حقيقية ..ثم غادرتا..
مزون في الخارج تهمس لخالتها بابتسامتها الشفافة: تدرين خالتي والله العظيم خايفة على أخي..
عفراء تضحك: تخافين على كساب.. خافي على المسكينة من كساب..
مزون بحماس شفاف: خالتي جمالها شيء غير طبيعي.. ماشفتي بنفسش.. مالها حل..
يأما أنش تقعدين تطالعين لين توجعش عيونش لأنش حتى ما تقدرين ترمشين لا يفوتش شيء منها
ويأما أنش ترحمين حالش من أول شيء وتغمضين عيونش..
عفراء تضحك: زين منتي بولد.. عندش غزل خطير مابعد مر علي في كل القواميس..
مزون بشجن: الله يجعلها بس سكن لروح كساب اللي تعبت الكل..
*************************************
" يا الله وش إحساسك يالعريس الحين؟؟"
علي يهمس في أذن كسّاب الذي كان يجلس للتو بعد أن أنهى السلام على فوج من المهنئين..
كساب بعدم اهتمام: أحلى شيء لبسة البشت.. كنك شيخ!!
علي يبتسم وهو يهمس بمودة صافية: على شكلك في البشت شهويتني أعرس وألبس بشت.. بس عاد أنا من وين لي كتوف مثلك تشل البشت
أخاف ألبسه يزلق !!
كساب يقف ليسلم على فوج جديد وهو يهمس لعلي: سلمني نفسك بس ست شهور.. وأنا اخلي البشت ما يزلق
علي يستعد للمغادرة ليرحب بالمعزومين وهو يهمس باسما: لا يأخي ماني بحملك..
وديتني التدريب معك مرة قعدت عقبها يومين مريض.. ماعندك رحمة..
حينما غادر المهنئون ليجلسوا في مقاعدهم مال زايد الذي كان يجلس يمين كساب على أذن كساب وهو يهمس بحزم: وش ذا المساسر بينك وبين أخيك؟؟
لا عاد يتكرر..
زايد استغرب أن كساب ابتسم له وهو يشير برأسه: أبشر.. والسموحة.. كان ينشدني عن شيء..
كساب نفسه استغرب أنه هذه الليلة ليس متحفزا ضد أبيه.. بل يهدف إلى إرضاءه..
فهو إن كان أقدم على الزواج من أجله جزئيا.. فربما أقل ما يقدمه له الليلة أن لا يكدر عليه فرحته بالعناد..
وبالفعل كان زايد هذه الليلة سعيدا.. سعيدا جدا لدرجة أن منصور الذي كان هو بذاته غاية في السعادة..كان يقول له باسما:
تدري يأخيك أكيد بكرة شدوقك بتوجعك من كثر ما استخدمتها..
ابتسم زايد: تدري يأبو زايد.. خاطري أغمض عين وأفتح عين أشوف عياله.. ياني متشفق على شوفتهم..
رد عليه منصور بفخامة: وعليان المسكين؟؟
زايد بشجن: أنت عارف غلا علي.. بس أبي كساب يستقر ويرتاح باله.. وأبيه يوم يصير عنده عيال.. يفهم كل شيء سويته وكان يضايقه مني
ويحس اللي كان يسويه فيني أشلون يضايقني!!
ويدري بغلاه اللي داخل العظم واللحم وهو عاده شاك فيه!!
***********************************
" الحين أنتي من جدش على هالمناحة.. عيب عليش والله
هذا وانتي وإياها كنتو قطو وفار..
ترا كاسرة هي القطو وأنتي الفار"
وضحى تحاول منع سيل دموعها وهي تنظر لتألق كاسرة التي كانت تجلس في كوشتها الصغيرة والبالغة الرقي
والتي أقيمت لها في غرفة مجاورة للقاعة بناء على تصميم أم مهاب
وتهمس باختناق: غصبا عني شعاع.. والله العظيم غصبا عني..
يعني صدقيني على كثر ما كانت كاسرة كاتمة علي ومتحكمة فيني لكن عمري ماشكيت في غلاي عندها ولا هي شكت في غلاها عندي
ما أدري أشلون باستحمل البيت من عقبها..
شعاع تنظر لكاسرة وتبتسم وتهمس بشفافية: ماشاء الله تبارك الله.. عمري ماشفت عروس بذا الجمال ولا ظنتي بأشوف..
كانت تنظر لكاسرة التي كان تألقها أشبه بالخيال في فستانها الأبيض.. صورة مبهرة في الحسن والمثالية إلى درجة الألم..
تسريحتها الراقية وبعضا من خصلاتها تنحدر على نحرها الناصع وعلى العقد الماسي الذي كان يستمد جماله من جمال النحر الذي حضي بشرف ملامسته..
سواد أهدابها وزهوة شفتيها.. ونقشات الحناء على ذراعيها المصقولين..كل شيء كان بالغا حده في الإبهار والخيال...
أعادت الهمس وكأنها تكلم نفسها: ماشاء الله تبارك الله.. الله يحفظها من كل شر!!
وضحى تحاول أن تتناسى وجعها وهي تهمس لشعاع: جوزا وينها؟؟ مهيب جايه تسلم على كاسرة؟؟..
حينها انتقل ألم الشقيقات لشعاع: جوزا ماكانت تبي تجي.. واجد متفشلة منكم... ومستحية تواجهكم.. بس أمي حلفت عليها تجي
فهي تأخرت تتزين وبتجي بعد شوي..
وضحى بشفافية: شعاع يا قلبي هذا نصيب.. وجوزا مهما صار بنت عمتنا..
سميرة التي أنهت سلامها على كاسرة تدخل رأسها بين الاثنتين: مالي بذا السوالف.. وش فيكم تساسرون؟؟
شعاع تبتسم: لا تخافين ماجبنا طاري تميم..
سميرة تضع يدها على قلبها وتهتف بنبرة تمثيلية: الحمدلله وأنا قلبي كان ناغزني منكم..
شعاع تغمز لها: أما لو تميم شافش بذا الفستان الأسود مهوب بعيد ينجلط..
زين أنش تسهلتي عشان ما تقطعين نصيبي إذا شافوش النسوان بعد شوي في القاعة
تدرين المشفح يموتون على البياض.. وأنتي الليلة لمبة متحركة.. ماحد بمتفكر في خشتي..
سميرة تنفض يديها وهي تهمس بجزع تمثيلي: بسم الله علي.. ول عليش.. أنا اللي تخصص نظل حتى تخصصي بتنافسيني فيه..
بس ارتاحي.. أصلا أمي حالفة علي ما أطلع للقاعة .. بأسلم على كاسرة وأقوم أفارق.. خبرش عرسي قريب وعيب النسوان المشفح يشوفوني..
يبون يعقدوني.. مع أني بأموت أبي أشوف الترتيب.. وأنتو بعد يالدبات شفقتوني من كثر ما تمدحون العرس.. بأموت أبي أشوف..
كانت سميرة بالفعل غاية في التألق في فستان أسود من الدانتيل المختلط ببعض التركواز..
بدا في تضاده مع لون بشرتها الناصع أشبه بحكاية خرافية نسجتها عرافة سحرية لحسن شفاف..
أما وضحى التي نهضت الآن لتتوجه لشقيقتها فكانت ترتدي فستانا سكريا
قماشه هو ذاته قماش فستان العروس بشك وتطريزات شبيهة بفستان كاسرة مع اختلاف شاسع..
ولكن من يراه سيلاحظ التشابه المقصود فورا..وكانت هذه هي فكرة كاسرة
ولكن فستان كاسرة كان أبيض اللون ومتسع من الأسفل على الطريقة الفيكتورية
بينما فستان وضحى كان ضيقا على جسدها..
ورغم أن وضحى رفضت هذه الفكرة.. فهي ليست في حاجة أن يلاحظ أحد التشابه ..فيقارن مقارنة لن تكون لصالحها..
رفضت مطولا ولكن كاسرة فرضت رأيها الذي لم تبرر أسبابه..
فهي لم ترد أن تكشف أسبابها التي كانت بالغة العاطفية..
أحبت أن تمنح لوضحى إحساسا بالقرب منها.. لم يسبق أن فعلته عروس التي غالبا تحب أن تتميز لوحدها بلباس لا يشابها فيه أحد..
أما شعاع ففستانها السماوي من قماش الشيفون عكس بشكل رائع رقتها وسماويتها..
أما التي كانت مفاجأة الحاضرات القليلات جدا عند كاسرة في الوقت ذلك
فهي التي دخلت الآن بفستان حريري أخضر أبرز تفاصيل جسدها المثالية..
سميرة حينها وضعت يدها على جبينها وهي تهمس بنبرتها التمثيلية المحببة:
ياقلبي اللي وقف.. شعيع طالبتش.. قولي لأختش تسلفني جسمها يوم عرسي بس
طالبتش.. أبوس إيديكي ورجليكي.. ول على أختش على ذا الجسم.. أنا ارتفعت حرارتي الحين..
شعاع بجزع حقيقي: سمور يا النظول.. اذكري الله على أختي..
سميرة تضحك: ماشاء الله ياختي.. دنا عيني مش مدورة..
بس قولي لي أختش وش تاكل أكله قبل عرسي..
شعاع تضحك: لو أدري كان كلته أنا.. وأنا شكلي كذا كني بزر أم 15 سنة..
جوزاء كانت تحاول أن تتقدم بثقة رغم أنها في داخلها كانت ستموت حرجا من الموقف كله.. لم يمض على طلاقها من ابنهم إلا أيام فقط
عدا أن نفسيتها مرهقة تماما بل محطمة وماكان ينقصها هو أن تُجبر على التأنق حتى تبارك لكاسرة زواجها..
بينما هي أشبه بحطام إنسان ذاوٍ مقارنة بهذه الشمس التي احرق نورها كل من يجاورها..
ليذكرها كل ذلك بعقدها المتراكمة في ذاتها.. وهي تشعر أنها هذه الليلة تكره نفسها وتحتقرها أكثر من أي شيء في هذا العالم..
تقدمت خلف والدتها التي كانت تحتضن كاسرة وهي تبارك لها بتأثر عميق وهي تتذكر أخيها المتوفي..
لتتأخر حتى تتيح المجال لجوزاء التي همست بخفوت واستعجال: ألف مبروك كاسرة..
أنهت عبارتها وكانت تريد الانسحاب.. ولكن كاسرة شدتها من يدها وهمست لها بحزم: جوزا اقعدي جنبي أبي أكلمش في موضوع
جوزاء جلست وهي تشعر بحرج عميق.. آخر ما تريده أن تجلس بجوار كاسرة وتكون هي في بؤرة الضوء ومرمى نظر كل من سيأتي للسلام عليها
بينما كل ماتريده أن تنزوي في زاوية ينساها فيها العالم أجمع..
همست كاسرة لها بخفوت حازم: ادري إنه الحين مهوب وقته أبد وعيب حتى أتكلم في ذا الموضوع وفي ذا الوقت
لكن أنا ما أدري متى أقدر أشوفش.. وانا ما أقدر أخلي الكلام ذا في خاطري
وعلى العموم أنا ماني بمطولة عليش..
اسمعيني جوزا.. أنا مهوب خافيني إن معاملتش لي تغيرت 180 درجة من عقب موت أبو حسن اللي ماصار..
وأنا أدري إن التغيير ذا أكيد بسبب شيء سواه.. وأكيد هو سبب كل شيء صار لش..
وأنا سمعت من وضحى إنه رجع وخطبش على طول عقب ما طلقش امهاب..
وجه جوزاء اشتعل حرجا مريرا.. بينما كاسرة أكملت بذات الحزم الخافت: اسمعيني عدل.. نصيحة لله.. أنا أدري زين من معرفتي لمحبتش لحسن إنه مستحيل تزوجين وتضحين بحضانة حسن..
لكن ولد آل ليث توه شباب.. ومستحيل يقعد بدون مرة..
تبينه هو يتزوج وينبسط؟!!.. وفي النهاية ترا حسن إذا كبر راجع له راجع له..
يا بنت عمتي حطي عقلش في رأسش وارجعي لأبو حسن..
خليه يندم على كل شيء سواه.. خليه يندم على الشهور اللي قضيتيها في حداد وهو مطلقش
خليه يندم على ضياع عمرش ودراستش..
وقبل ما يفكر يطفش وإلا يهرب.. اربطيه بولد ثاني ..
جوزاء لم ترد عليها.. وهي تقف لتجلس بجوار شقيقتها شعاع بعد أن مرت على أم امهاب وسلمت عليها..
بينما فاطمة قفزت بجوار كاسرة وهي تهمس في أذنها بخفوت: هذي كلها سوالف مع أم جسم صاروخي.. حشا وش قلتي لها؟؟..
كاسرة تبتسم وتهمس: مستحية أقول لش.. مهوب أنا عروس..
ذات سؤال فاطمة سألته شعاع لشقيقتها..وهي تستغرب جدا ما الذي قد تقوله لها كاسرة وفي ليلتها الاستثنائية..
ردت عليها جوزاء بتبلد: بأقول لش في البيت..
بعد دقائق.. هتفت أم مهاب للشابات المتواجدات بعد أن أنهت اتصالا.. أن مهابا وتميما سيدخلون للسلام على شقيقتهما
وفي الوقت الذي استعجلت جوزاء الخروج وكأنها تريد الهروب..
فإن سميرة التي خرجت مجبرة كانت تتمنى لو استطاعت أن ترى تميما كي تطمئن على وضعه.. وإحساسها بالذنب من ناحيته يخنقها لأبعد حد..
بينما وضحى كانت تميل على أذن والدتها: غريبة يمه جية تميم وامهاب ..مهوب المفروض يجون مع كسّاب.. ليه جايين قبله..؟؟
بعد دقائق كان مهاب وتميم يدخلان..
رغما عنها ورغم ادعاء القوة الدائم.. انتابها إحساس عميق بالتأثر وهي ترى شقيقيها.. وخصوصا تميم بيديها الاثنتين المعلقتين بعنقه..
اقتربا كلاهما منها.. مهاب قبل جبينها وهو يهمس لها بمودة عميقة وتأثر أعمق: بنشتاق لقشارتش.. وين نلاقي لنا أخت قشرا كذا؟!!
كاسرة ابتسمت وهي تهمس بشفافية: زين اضحك علي قل بنشتاق لرقتش.. اسمي عروس ترا..
مهاب يعاود تقبيل جبينها وهو يهمس بمودة صافية: وأحلى عروس بعد.. ومافيه عروس عقبش بعد..
كاسرة تهمس له بمودة صادقة وتأثرها يتعاظم: وعقبالك قريب إن شاء الله..
مهاب تأخر ليتقدم تميم منها.. الذي قبل هو أيضا جبينها ثم ابتسم وهز كتفيه دلالة أنه لا يستطيع أن يشير بشيء..
ابتسمت له كاسرة وأشارت بمودة عميقة: وصلني اللي تقصد حتى لو ما أشرت.. جعلني ما أذوق حزنك وماتشوف شر..
حينها همس مهاب لكاسرة باستعجال: يالله ياعروس.. اطلعي لغرفتش وبدلي بسرعة عشان كساب ينتظر برا.. أنا بأوديكم المطار..
حينها تغير وجه كاسرة وهي تهمس بحزم: وكسّاب ليه ما يبي يدخل؟؟
مهاب بطبيعية : يقول مستعجل..
كاسرة بحزم خافت: يعني لو كان دخل معكم الحين بدل ماهو قاعد في السيارة مهوب متاخر؟؟
أنا آسفة ماراح أطلع إلا هو يجيني بنفسه.. يعني جد امهاب منت بحاس إن موقفه سخيف وقصده يهيني.. وإلا عادي عندك؟؟
يعني أنا ليش لابسة ومتكشخة.. مهوب عشان يجي ويشوفني.. وحضرته مهوب متنازل يعني!!
مهاب لم يفكر مطلقا بهذه الطريقة.. ولكن بما أن أخته متضايقة من هذه النقطة
فهو يستحيل أن يسمح أن تشعر أن كساب يقصد إهانتها وفي هذه الليلة بالذات.. حتى لو كان لا يقصد ذلك..
لذا تناول هاتفه وهو يتصل ويهمس بحزم: كساب لو سمحت تجهز عشان أنت تدخل وتأخذ أختي بنفسك..
كساب الذي كان يجلس في السيارة مع شقيقه علي الذي كان يقود السيارة الأخرى حتى يعيد تميم بعد ذلك..
هتف بحزم مشابه: امهاب ماعندي وقت.. نبي نطلع المطار.. وحتى أغراضي كلها صارت في السيارة..
مهاب بحزم أشد: بدل منت قاعد في السيارة.. ماراح يضرك تسمح خاطرها وتجي تاخذها وتطلع معها..
حينها صر كسّاب على أسنانه بقوة (يعني هذي أوامر الشيخة) ..
ولكنه لم يسمح لها أن تفقده السيطرة.. ولم يرد أن يظهر بمظهر غير لائق أمام نسيبه.. لذا هتف بحزم: خلاص ولا يهمك..تعال لي عشان أدخل..
بينما ابتسامة علي اتسعت وهو يرى كساب يُجبر على تغيير مخططاته..
فعلي أساسا كان يشعر باستغراب أن كسابا لا يريد الدخول (فهل هناك عريس لا يريد رؤية عروسه بالفستان الأبيض؟؟)
لذا كاد يقهقه وهو يعود مع تميم لموقع حفل الرجال الضخم
بينما كساب عاد للداخل مع مهاب وهو يعاود لبس بشته الأسود بعد أن خلعه لظنه أنه متوجه للمطار..
وقتها لم يعد مع كاسرة سوى والدتها.. بينما وضحى خرجت لبقية البنات في القاعة..
في الوقت الذي دخل كساب ومهاب عبر باب لا يمر على قاعة النساء..
ورغم أن كسابا كان يشعر ببعض غضب من كاسرة التي أجبرته على تنفيذ رغباتها..
ولكن من ناحية أخرى كان يشعر بارتياح أنه أوصل لها الرسالة التي يريد إرسالها لها
(أنه غير حريص على رؤيتها.. وأن الجمال الذي هي مغرورة به هو غير ذي أهمية عنده)
ولكن كلام يهذي به قبل دخول المعركة أوشك على التبخر وهو يسمع صليل السيوف وقعقعة الرماح وهسيس السهام فوق رأسه..
هذه الحرب الفعلية شعر أن رحاها تدور فعلا أمامه وهو يراها ماثلة أمامه في عينيها نظرة غضب أو ربما عتب
ولكن المؤكد أنها نظرة سحر لا وجود لمثيل لها في هذا الكون..
كانت حسنها ينير المكان كشمس فعلية غشت المكان بأنوارها التي لا قبل للعين باحتمالها!!
وعيناه تطوفان بتفاصيل حسنها الآسر تفصيلا تفصيلا.. وكل تفصيل يبدو كما لو كان يقول أنا منتهى الحسن وغايته!!
ولكن إن كانت عنيدة فهو أكثر عنادا منها بكثير.. وإن كانت أصرت على أن يدخل.. فهو سيجعلها تندم على ذلك وتتمنى لو أنه لم يدخل..
تقدم منها بخطوات ثابتة وهو يرى النظرة في عينيها تتغير لنظرة تحدي وانتصار لم يفهمها سواه..
بينما كانت مزنة ومهاب يقفان قريبا منهما.. ودعوات مزنة تتزايد مع تزايد تأثرها..
كساب حين وصلها وقفت كما يستلزم الذوق.. همس لها بثقة وفي عينيه نظرة مغرقة في العمق: ألف مبروك ياعروس..
فهمست له بثقة مشابهة: الله يبارك فيك ياعريس..
أنهى عبارته ليميل حينها جانبا ويقبل خدها بتروي.. كاسرة انتفضت لم تتوقع منه هذه الخطوة أبدا وأمام شقيقها..
افترضت على أسوأ الأحوال أنه سيقبل جبينها كالمعتاد.. ولكن أن يقبل خدها وبهذه الطريقة الحميمة المتأنية..
شعرت حينها أن خدها تشتعل وهي تهمس له بخفوت شديد من بين أسنانها: كساب بس.. عيب عليك..
كساب رفع شفتيه ثم همس بثقة وهو يجلسها بذوق كبير قبل أن يجلس جوارها: والله ما أشوف فيها شيء عيب.. بعدين هذا اللي انتي تبينه...
وإلا ليش لزمتي أدخل؟؟..
كاسرة صمتت خجلا من مهاب وليس منه..
بينما كساب عاود الوقوف ليسلم على أم مهاب وهو يقبل رأسها ويهتف بمودة عميقة: أشلونش يمه؟؟
مزنة بتأثر: طيبة يأمك.. وألف مبروك.. والله الله في كاسرة..
كساب التفت لكاسرة وهو يهتف بنبرة مقصودة: ازهليها يمه في عيوني
ثم همس لها برجاء فخم: يمه لو سمحتي نادي خالتي وأختي.. أبي اسلم عليهم
ثم التفت لمهاب: أبو فيصل لو سمحت.. خلاص انتظرنا في السيارة
أنا باطلع مع كاسرة تبدل ثم بنجيك في السيارة
مهاب خرج فعلا بعد أن قبل جبين كاسرة مرة أخرى.. بينما مزنة استدعت فعلا مزون وعفراء بناء على رغبة كساب
بينما كان غيظ كاسرة يزداد عليه.. (يعني الأخ ماكان عنده وقت ينزل..
الحين صار عنده وقت ينزل ويتحبب ويتميلح..
ياثقل طينتك وياشين وقاحتك)
مزون منذ استدعتها أم امهاب ودقات قلبها تتصاعد (معقولة إنه ناداني.. أكيد مجاملة قدام الناس)
دخلت هي وخالتها وكل منهما تغتالها مشاعر فرحة مختلفة..
عفراء ترى بكرها عريسا.. فرح مغموس بحزن شفاف أنها ما استطاعت أن تفرح بابنتها كما فرحت به..
وأمنية صادقة أن يستقر هذا العنيد الذي أتعب الجميع بصعوبة طباعه..
مزون دخلت وعيناها تتملئ من إطلالته وهو يقف بفخامة ملتفا ببشته الأسود.. في عينيها لم تر عريسا أكثر وسامة ولا أعظم حضورا..
كان هو وعروسه يشكلان لوحة نادرة جمعت قمة الأنوثة بقمة الرجولة..
وقف ليتلقى خالته ومزون.. آلمه كثيرا لمعة الدموع بعينيهما.. وصلته خالته أولا ليقبل هو جبينها ويهمس لها بحنان:
خالتي الله يهداش ماعندش تعبير عن المشاعر غير الدموع.. تحزنين تبكين.. تفرحين تبكين
كاسرة أرهفت السمع.. بدا لها أن حاسة السمع تخونها.. لم تتخيل أن هذا الكساب قد تصدر عنه هذه النبرة التي تذوب حنانا صافيا..
بدا لها أن من يتكلم هو شخص آخر تماما!!
بينما عفراء همست له بحنان عميق: مبروك يأمك ألف مبروك.. عقبال ما أشوف عيالك.. من فرحتي فيك مالقيت إلا الدموع
ثم أردفت وهي تلتفت لكاسرة وتهمس لها بمودة: كاسرة يأمش ما أوصيش في ولدي..
ثم ابتسمت: صحيح له طبايع قشرا بس قلبه ذهب..
كاسرة هزت رأسها وهي تهمس بذوق ورقة: لا تحاتينه خالتي..
بينما كانت تهمس في داخلها بتهكم (قال قلبه ذهب.. صفيح يمكن!!)
عفراء تأخرت لتسمح لمزون أن تصعد له.. مزون وقفت أمامه للحظات تملأ عينيها منه.. وهو بالمثل..
منذ زمن بعيد لم يلمح هذه السعادة في عينيها حتى وإن كانت سعادة مبللة بالدموع..
هي لم تستطع أن تكتفي بمجرد قبلة باردة.. تريد أن تطفئ عظامها التي سكنتها الوحشة والبرد..
لذا ألقت بنفسها على صدره وهي تتمنى ألا يحرجها وفي هذه الليلة بالذات
وهو لم يستطع فعلا أن يكون بخيلا معه أو حتى يحرجها بينما هي تندفع بمشاعرها هكذا ..
لم يرد أن يصغر شقيقته أمام زوجته حتى وإن كان عاجزا عن مسامحتها.. رد على ارتمائها على صدره بأن أحتضنها بخفة..
حينها فعلا انهارت ببكاء خافت.. أربع سنوات مرت لم يحتضنها فيه.. أربع سنوات مرت افتقدت فيها حضنه الدافئ..
أربع سنوات كانت فيها كالضائعة التي شعرت أنها تعود للميناء الآن..
كساب شعر بالألم يمزق روحه المنهكة من بكائها.. وهو يشدد احتضانه لها..
فإن كانت اشتاقت لأحضانه فهو أضناه الاشتياق لاحتضانها..
لتكن هذه لحظة مسروقة من غضبه الأسود . ولديه مبرر جاهز.. فليس من اللائق ألا يحتضنها في هذا الموقف وأمام زوجته وأمها..
كاسرة كانت مذهولة من شفافية العلاقة بينهما (لهالدرجة يحب أخته؟!!)
مزون ابتعدت قليلا وهي تهمس باختناق: مبروك كساب.. ألف مبروك
رد عليها بحياد: الله يبارك فيش..
ثم أردفت بجزع وهي تلحظ انطباع بعض أحمر شفاهها على بياض ثوبه على طرف البشت وتحاول مسحه: آسفة كساب والله ماكان قصدي
همس لها بخبث باسم وهو يلتفت لكاسرة: عادي لا تهتمين.. باقول لامهاب إن هذا من أخته..
حينها اشتعل وجه الاثنتان خجلا.. مزون وكاسرة.. بينما كانت كاسرة كانت تنظر لكساب نظرة تهديد لم يفهمها سواه..
عاد ليجلس جوارها بينما همست هي في أذنه: لا تكون من جدك تبي تكذب علي قدام أخي..
كساب بسخرية: إلا وأشرايش أقول له هذا روج أختي؟!!
عفراء تهمس لمزون والاثنتان تقفان جانبا مع مزنة: يأمش بس ليش ذا البكا كله؟؟
مزون باختناق: غصبا عني خالتي.. شوفي شكله جنبها.. شوفي اشلون لايقين على بعض... بس يا ليت صدق تقدر تريحه..
عفرء تبتسم لها: إن شاء الله يأمش..
كساب حينها وقف وهو يهتف لعمته: يمه لو سمحتي عباة كاسرة.. بنطلع عشان تبدل ونروح المطار..
مزنة سارعت لإلباس ابنتها عباءتها همست لكساب بحزم: تبيني يأمك أطلع معكم
كساب بثقة: براحتش.. لو أنتي تبين..
مزنة مالت على أذن كاسرة وهمست لها ببعض كلمات ليغادر الاثنان وحيدان..
حينها شعرت مزنة أنها بحاجة للجلوس جلست على طرف الكوشة وهي تشعر كما لو أن روحها تغادرها بشكل مجهول..
مزون سارعت لها وهمست لها بقلق: أجيب لش ماي خالتي..
مزنة رغم إحساسها بالإجهاد إلا أنها همست بثقة: مافيه داعي يأمش.. بأقوم الحين وبأروح القاعة بنفسي..
قالتها وهي ترفع برقعها وتهف على وجهها قليلا.. ثم تعاود إسداله لتقف وتتوجه لداخل القاعة بينما مزون تتبعها وهي تهمس لخالتها باسمة:
الحين عرفت من وين كاسرة جايبة ذا الزين كله !!..
***********************************
فور أن دخلت للجناح ألقت عباءتها بغضب وهي تهمس بغضب لمن كان يغلق الباب خلفها:
أنت شكلك كنت تبيني أتكسر عشان ترتاح..
كساب ألقى بشته على طرف المقعد وهتف ببرود: ليش إن شاء الله؟؟
كاسرة جلست على المقعد وهي تهمس بذات الغضب:
بصراحة ماعندك ذوق.. الحين العباة على وجهي وما أشوف شيء.. على الأقل امسك يدي لين أوصل فوق بدل منت مخليني أركض وراك
كساب بسخرية: قلت لش قبل ماعندي ذوق.. من وين أجيبه؟؟
ثم أردف وهو يجلس جوارها ثم يمسك بكفها ويهمس بخفوت خبيث: ولا يهمش .. الحين بأمسكها.. مادريت أنش متشفقة على مسكتي ليدش..
قالها وهو يرفع يدها إلى شفتيه مقبلا بعمق دافئ..
كاسرة شدت يدها التي رغما عنها بدأت ترتجف وقبل أن يلاحظ ارتعاشها وهي تهمس بثقة: تدري أنك سخيف..
حينها أمسك بوجهها بين كفيه وهمس بتلاعب: جد شايفتني سخيف؟؟
كاسرة بدأت تشعر بالتوتر الناتج عن خجلها الطبيعي.. فهي مهما كانت قوية مجرد شابة في ليلة زفافها..
وهذا الرجل الذي يتلاعب بها هو الأول الذي يقترب من حدودها المحظورة..
ومايثير توترها.. إحساسها أنه يخفي شيئا ما.. تعلم أن جمالها يدير عقول أعتى الرجال.. فثقتها بجمالها طاغية..
ولكنها في داخلها تشعر أن إظهار كسّاب للهفته لها أو تغزله الصريح بها ليسا أبدا مقصودين لذاتهما
لأن شخصية كشخصيته لا تظهر ولعها بهذه الصورة حتى لو كان سيكون يحترق ولعا.. فهو لابد سيحاول إخفاء ولعه..
فإلى ماذا يهدف من هذا التلاعب؟؟
كاسرة تأخرت قليلا وهي تهمس بنبرتها الحازمة الطبيعية: أنت ماكنت مستعجل على روحتنا للمطار؟؟.. اشفيك غيرت رأيك؟؟
أفلت وجهها وهو يتأخر ويسند ظهره للخلف ويهتف بتحكم: أنتي خربتي المخطط كامل..
والحين قومي توضي وبدلي عشان نصلي ركعتين..
وقفت وهي تهمس بحزم: زين وأنت بعد كنت ناوي تأجل صلاتنا مع بعض؟؟
هز كتفيه بثقة: كنا بنصلي إذا وصلنا.. مهوب أنا اللي أنسى..
كانت على وشك المغادرة حين همست بتساؤل حازم: خاطري أدري وش اللي كان في رأسك ؟؟ووش اللي في رأسك الحين؟؟
لم يرد عليها بينما كانت تتناول هي تنورة وتيشرت خفيفين كانت وضحى وضعتها لها على المقعد ..
حينها همس لها بخبث: تبين مساعدة في التبديل؟؟
أشارت بيدها لا ..وغيظها من وقاحته يتصاعد.. وارتدت ملابسها في الغرفة المجاورة بعد أن فككت تسريحة شعرها بسرعة..
وعادت له وهي تحمل سجادتها وجلالها وتهمس له بهدوء: أنا على وضي.. تبي تتوضأ أنت..
وقف وهو يهتف بثقة: وانأ بعد على وضي.. يا الله نصلي..
وقف ووقفت خلفه ليصليا ركعتين سويا.. ثم يدعو كل منهما بدعاء خاص به.. حينما انتهى وضع يده على رأسها وهو يدعو بالدعاء المأثور..
حينما انتهى همست له بسكون غريب: دعيت من قلبك يا كسّاب؟؟
هز كتفيه بتهكم: وليه تظنين إني مادعيت من قلبي؟؟
كانت تخلع جلالها وهي تهمس بثقة: لأني حاسة أنك ماخذ سالفة الزواج لعبة...
حينها أداراها ناحيته بقوة ليغرز أنامله بقوة في عضديها وهو يهتف لها بسخرية بها رنة غضب:
خوش كلام تقوله عروس لعريسها ليلة عرسهم!!
حينها أجابته بتهكم: ليه أنت حاسس بإحساس عريس صدق؟؟ (ترد عليه ذات عبارته التي قالها لها اليوم!!)
همس لها بخفوت وأنامله ترتخي عن عضديها لترتفع لكتفيها ثم لأسفل عنقها: من حيث أني حاسس.. فانا أكيد حاسس..
عاد لها إحساسها بالتوتر الذي طمرته خلف ثقة صوتها: ماكان هذا كلامك اليوم الظهر..
ابتسم لها بتلاعب: على قولت المثل ..كلام الليل مدهون بزبدة يطلع عليه النهار يسيح..
كاسرة بضيق: كساب لو سمحت تاخرنا على امهاب..
ابتسم كساب: تحاتين أخيش.. البشي عباتش على ما أنادي حد من تحت يشيل شناطش
كاسرة ارتدت عباءتها وهو يتصل.. وضعت نقابها على المقعد وفتحت حقيبة يدها لتستخرج منديلا لمسح الزينة وهي تقترب من كساب..
وتهمس له بهدوء: كساب لو سمحت لقني وجهك..
كساب استدار لها وفي عينيه تساؤل.. كان ردها على تساؤله أنها بدأت تدعك مكان أحمر شفاه مزون عن صدره..
حتى أزالت معظمه ولم يبق سوى أثر خفيف منها وهي تهمس بتهكم ومازالت تمسح: أنت من جدك كنت ناوي تطلع للمطار كذا؟؟..
هتف لها بابتسامة: شناطي صارت في السيارة.. سأشوي فيش وأنتي اللي اصريتي أنزل.. من وين أجيب لبس..
هتفت له ببرود وهي مازالت تمسح صدره: الحين أنا المذنبة في كل شيء؟!!
تناول كفها عن صدره ليقبلها وهو يهمس لها بدفء مقصود: كل شيء.. كل شيء!!
عاودها التوتر الذي ترفض الإفصاح عنه وهو يتناول كل أصبع من أصابعها ويقبله بنعومة متأنية تثير فيها مشاعر عميقة غريبة مختلطة باستغراب..
(إلى ماذا يهدف هذا الرجل من هذا الاندفاع في مشاعره؟!)
شدت يدها من يده وهي تهمس بثقة: ننزل؟؟
كان رده عليها أن مد يده ليعبث بطرف شيلتها الملاصق لخدها وهو يقترب منها كثيرا حتى باتت تتنفس أنفاسه من قرب مخيف
جعل آلاما غير مفهومة تتصاعد في معدتها.. وكأن بطنها يُعصر!!
تأخرت وهي تبتعد كليا عنه لتتناول نقابها وتهمس بنبرة مقصودة: الحين أنت ماكنت تبي تطلع معي أساسا.. على أساس إنه بنتأخر على الطيارة
وش اللي تغير؟؟ أجلوا الطيارة مثلا!! ماراح نتأخر الحين؟؟
همس لها بهدوء متمكن وهو يستدير ليعدل غترته في المرآة: احنا درجة أولى.. لو جينا قبل الإقلاع بنص ساعة بنسافر
والطيارة باقي عليها أكثر من ساعة ونص
حينها حملت حقيبة يدها وهي تهمس بذات النبرة المقصودة: وذا المعلومات ماكنت عارفها قبل شوي؟؟..
كساب رد عليها بذات نبرتها المقصودة: أكيد عارفها.. بس حبيت أوصل لش رسالة.. أعتقد إنها وصلت
كاسرة بذات النبرة المقصودة: والرسالة تقول؟؟
كساب دون أن يلتفت لها هتف بعدم اهتمام: أحب اللي يلقطونها وهي طايرة..
كاسرة بثقة: وأنا أحب اللي يشرح لي مقصده
كساب بذات عدم اهتمام: وانا مالي مزاج أشرح لأغبياء..
كاسرة ببرود: أنا غبية؟؟
كساب بحزم: يالله خلينا ننزل بدون كثرة هذرة.. ما تستحين تنقعين أخيش في السيارة كنه دريول؟!
كاسرة بصدمة: أنا؟؟
لم يرد عليها وهو يخرج وهي تخرج خلفه.. همس لها وهما في الممر بتلاعب: أمسك يدش الحين؟؟
كاسرة بحزم: لا مشكور.. الحين أشوف عدل..
ولكنه لم يستجب لرفضها وهو يمسك يدها بطريقة تملكية..
حاولت أن تشد يدها من يدها ولكن كل محاولاتها باءت بالفشل.. فيده كانت ككماشة أطبقت على يدها..
حين أصبحا في المصعد همس لها بخبث: لا تحاولين تفكين يدش.. إلا إذا أنا سمحت لش
كاسرة بنبرة غضب: كساب بلاحركات بزران.. لا تفشلني في أخي.. وش يقول علي؟؟.. مالها نص ساعة من شافته وكلبشت في يده؟؟
هتف لها بسخرية: عادي.. بيقول أنش ماقاومتي جاذبيتي..وماصدقتي تشوفيني وخايفة أهرب منش..
كاسرة شدت نفسا عميقا: كساب لو سمحت فك يدي..
كساب يدعي عدم السماع: نعم ماسمعت.. عيدي
رصت على كل كلمة: قلت.. فك.. يدي..
كساب بتلاعب: لا باقي كلمة ماسمعتها.. "لو سمحت"..
كاسرة بدأت تغضب: كساب عيب عليك.. المصعد وقف..
عاود كساب إغلاق أبواب المصعد وهو يهتف بذات التلاعب:نسكره..
شكلش تبين تتعبيني.. خلاص غيرت رأيي ما أبي "لو سمحت"
عطيني بوسة.. بس تكون من الخاطر وأفك يدش
كاسرة بصدمة: من جدك؟؟ هنا في المصعد؟؟..
كساب يضحك بخبث: ليش مستعجلة كذا؟؟.. مالنا مكان بيلمنا عقب؟؟..
أنا بأفكش الحين بس حطي في بالش أني ما أتنازل عن وعدش اللي أنتي مستعجلة عليه
شدت يدها وهي تتنفس الصعداء وهما خارجين من المصعد متجهين للخارج
هذه المرة نجح فعلا في إشعارها بالخجل رغما عنها..
وقاحته سببت لها صداعا..وهي تجبرها على الصمت طوال الطريق.. عدا إجابات مختصرة حين يوجه مهاب لها الحديث
كساب كان يجلس جوار مهاب بينما كانت هي تجلس في الخلف ممسكة بكفها التي كانت تؤلمها قليلا لأنه كانت تشد يدها بقوة لم يشعر هو بها..
حين وصلا للمطار.. نزل مهاب ناحيتها ليفتحه لها الباب.. حينها قبل رأسها وهمس لها من قرب بحنان وثقة:
ما أوصيش على نفسش وعلى رجالش..
ثم أردف بحزم: وأنا ما أعصيش على رجالش.. بس والله لأزعل عليش لأدري إن كساب زعلش وأنتي ماعلمتيني..
ثم ابتسم وأردف: ولو أنه ما ينخاف عليش.. المفروض أخاف على كساب..
أردفت بشفافية وهي تشد على يده: الله لا يخليني منك.. وجعل عمرك طويل.. لا تحاتيني ولا تحاتي كساب..
كساب اقترب منهما وهمس باسما: شكلي بأغار من امهاب.. وش ذا كله؟؟
لا وماسكة في يده.. وأنا ماخليتيني أمسك أصبع
كاسرة وجهها اشتعل احمرارا تحت نقابها وهي تتوعد كساب أن ترد كل ذلك
بينما مهاب ابتسم وهو يرأف لحال كاسرة التي أحرجها كساب رغم سيطرتها الدائمة
هتف لكساب بابتسامة: خف على أختي لا تفشلها..
ثم أردف بحزم: وما أوصيك فيها ياكساب.. هذي شيختنا..
ثم أردف وهو يشد كساب جانبا ويهتف بحزم أشد: ترا كاسرة شخصيتها قوية وما تعودت حد يكسرها
أوعدني أنك حتى لو تضايقت منها إنك لا تهينها ولا تكسرها.. ترا كسر القوي شين..
كساب هتف له بحزم متمكن: لا تحاتيها.. بس بعد ماني بكاذب عليك وقايل لك إني بأخلي أختك تمشي شورها علي..
بأعطيها حقها وبأخذ حقي..
مهاب بحزم: ماتقصر يأبو زايد.. حن مانبي إلا الحق..
كساب وكاسرة دخلا لداخل المطار همست له كاسرة بحزم : أنت الحين قاعد تحرجني ومستغل ذا الشيء ضدي..
بس عقب كم يوم إذا تعودت عليك ماعاد تنفع حركاتك البايخة ذي!!
كساب بشبح ابتسامة: بندور لنا شيء ثاني!!
وحين انتهت الإجراءات وانتقلا للانتظار في صالة الدرجة الأولى
هتف لها كساب بحزم وهو يحمل حقيبة صغيرة في يده: أنا بأروح أبدل ثيابي وبجي.. ماني بمتأخر..
همست له كاسرة بهدوء ساخر لا يعبر عن غيظها منه: ولو تاخرت ترا ماني بباكية.. لا تخاف..
حينها نظر لها نظرة ذات مغزى.. وغادرها.. ليتأخر فعلا.. بدأ نداء الصعود للطائرة يرتفع وهو لم يحضر بعد..
كاسرة تعلم أنه تأخر قاصدا ردا على تهكمها.. ولكن غيظها بالفعل تصاعد منه أكثر وأكثر من تصرفاته اللا مسئولة..
لم تعلم أن هناك خطة بعيدة المدى يرسمها هذا الرجل.. فكل خطوة يقوم بها يدرسها..
علم منذ اليوم الأول الذي رآها فيه أن التعامل معها سيكون صعبا..
وأنه لو تعامل معها بطبيعية.. فإن مركبهما لن يمشي.. لأن أنثى استثنائية مثلها.. لابد أن تُعامل بطريقة استثنائية تفاجئها وتقلب توقعاتها..
وهو لن يسمح لها أن تكون تغيره.. لذا هو من سيغيرها!!
فإن كان لا يهمها أن يتأخر.. رغم أنه يعلم أنها قالتها كنوع من العناد.. فليتأخر قليلا.. لتعرف كيف تنتقي عباراتها..
عاد لها مع النداء الأخير.. كان قد أبدل ملابسه ووضع ثوبه وغترته في الحقيبة الصغيرة التي كانت معه..
احتاجت ثوان لتتعرف عليه بعيدا عن الثوب.. كرهت كثيرا ماكان يرتديه وزاد غيظها منه ولا تعلم لماذا..
فبعيدا عن فخامة الثوب وانسداله الذي كان بالكاد قادرا على كبح تفاصيل عضلاته..
كيف (بالبنطلون والتيشرت) وهو يبالغ في الأناقة وإبراز نفسه بفخامة لدرجة أثارت غيظها أكثر ومازالت لا تعلم لماذا؟!
همست له ببرود متحكم: عادي كان تاخرت أكثر.. ولو حبيت تلغي الرحلة ترا ماعندي مانع..
ابتسم وهو يشدها ليوقفها.. وهمس بخبث: ياكثر هذرتش بس.. خلصيني.. أخرتينا على الطيارة..
#أنفاس_قطر#
.
.
.
.
خلاص بنات نودعكم على خير اليوم آخر جزء قبل رمضان ونتقابل بعد عيد الفطر إن شاء الله
ومثل ماكان الجزء الثلاثين بداية لمرحلة جديدة في الرواية
بيكون الجزء الأربعين بداية لمرحلة أخرى جديدة فيها ثقل جديد في الاحداث
.
بالنسبة لمسابقة أفضل رد
بس تنتهي الردود على هذا الجزء وفق ما يشوفون المشرفات
سيتم الإعلان عن الفائزة
.
.
بارك الله لكم في شهركم وأعانكم على صيامه وقيامه وحسن عبادته
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
.
.