صباحكم ورد وياحياكم الله
سعيدة جدا فيكم وفي كل حرف تخطه أناملكم الغالية الله لا يحرمني منكم جميع
.
.
بنات سامحوني بس سبق وقلت الرواية حصرية على ليلاس وما أحلل أبد نقلها للنشر في المنتديات
لكن اللي تبي تنسخها لنفسها ما أمانع حياها الله
ومن هنا أقول كان فيه وحدة غالية بعثت لي خاص من زمان تبي نقلها لمنتدى ثان
لكن هالغالية معطلة خاصية الرسائل عندها فما قدرت أرد عليها
ولها بعد أقول سامحيني يالغالية.. ما يهون علي أردك ولا يهون علي أرد أي وحدة منكم
بس هذا شيء قررته من البداية وذكرت أسبابي
.
.
عبدالله وأخطائه المتكررة رغم شخصيته المتميزة
هذا شيء أنا قصدته تماما
أردت أن أؤكد أن الأخطاء لا يرتكبها فقط أصحاب الشخصيات السيئة أو الطيش
فالأخطاء قد يرتكبها المتدين والعقلاني والحساس لأبعد الحدود
فكلمة واحدة تقصد بها شيئا قد تُفهم شيئا آخر وتُشنق على مشانقها
تصرف واحد غير مدروس سيؤدي بك لسلسلة من الأخطاء الجسيمة
لذا لابد أن نكون حذرين قبل أن نتكلم.. قبل أن نتصرف
وحينما يحدث القول أو التصرف يجب أن تكون مستعدا لكل العواقب
هنا المغزى.. !!
وهذا هو بالفعل مدار بين الأمس واليوم كما سبق وذكرت في بداية الجزء الأول من الرواية..
.
.
فيه ناس توقعوا إن ردة فعل أبو صالح تكون أقوى شوي
بينما أنا قصدتها كذا.. شخصية مثله ما تظهر انفعالاتها بسهولة
لو أنا خليته ينفعل ويصارخ ويصيح ما يكون أبو صالح اللي من البداية رسمت له سمة الجلال والرزانة والمهابة
أنا حريصة جدا على رسم مسارات الشخصيات بحيث إن كل شخصية تعبر عن نفسها
لكن لأن من يقرأون متعددو المشارب والأذواق فلازم يصير خلاف في وجهات النظر
وكل الاختلافات على رأسي
وعلى العموم تونا في ردة فعل أبو صالح ماخلصناها بعد ومطولين معها
.
.
يالله مع الجزء السادس والثلاثون
.
قراءة ممتعة مقدما
.
لا حول ولا قوة إلا بالله
.
.
.
بين الأمس واليوم/ الجزء السادس والثلاثون
" عبدالله.. عبدالله.. عبدالله "
منذ بدأت تستعيد وعيها وهي لا تهمس بشيء عدا اسمه.. أنين..زفرات.. حسرات.. نزيف..
لم يكن مجرد اسم يُنادى.. كان شيئا فوق النداء وكل تصوارته..
لم تكن مجرد "أحرف" كونت "اسما" .. كانت أحرف "ألم" كونت "فجيعة"..
كانت روحها تذوب مع همسات الاسم الذي تنزفه روحها اشتياقا وفقدا.. الاسم الذي لا يرد عليها صاحبه..
" أين هو؟؟
ألم يقولوا أنه عاد من بعد الموت؟؟
ما باله لا يجبيني؟؟.. هل أصابكِ الجنون يا صافية؟؟
هل أصابكِ الخرف؟؟
هل تخيلتِ كل هذه الحكاية؟؟
الأموات لا يعودون.. لا يعودون"
ومع ذلك.. حتى وهي تظن أنها تخيلت ذلك.. لم تتوقف عن مناداته.. فالأمل أُطلق في قلبها.. اُطلق في قلب أم
" أنا رايح البيت.. خلوه يجيها"
هتف أبو صالح بحزم بذلك وهو يقف موجها الحديث للأربعة المتواجدين قريبا منه.. فهد وهزاع وعالية ونايف...
بينما كانت نجلاء تجلس في الزاوية ملتفة بعباءتها.. وغارقة في حزن شفاف لحال أم صالح.. وصدمة غامرة لعودة عبدالله..
عالية أمسكت بذراع والدها وهي تمسح وجهها الذي احمر لكثرة ماذرفت من دموع اليوم:
يبه وش ذا القسوة اللي عندك؟؟
ما تبي تشوف عبدالله؟؟ لو مهما كان اللي سواه مزعلك.. المسامح كريم
تكفى يبه.. عبدالله جاه ما كفاه.. تكفى تسامحه..
أبو صالح نفض يدها من يده بحدة.. بينما عالية تراجعت مذهولة من تصرف والدها الذي تعرفه مولعا بها لأبعد حد..
وهتف بحزم بالغ: ماحد منكم يتدخل في اللي ماله فيه شغل.. أخيكم بصركم فيه.. مارديتكم منه..
بس أنا ما حد منكم يهقى أنه بيمشي شوره علي
كان أبو صالح على وشك الخروج حينما تفاجئوا جميعا بالإعصار الذي اقتحم عليهم الغرفة وصالح يحاول اللحاق به..
عبدالله حينما اقتحم الغرفة لم يكن يبصر أي شيء فيها سوى المرأة المسجاة بالدثار الأبيض.. وقف للحظة وأنفاسه تعلو وتهبط بصوت مسموع..
وقف للحظة يملأ عينيه من محياها.. وكأنه يريد أن يعوض آلاف اللحظات التي مرت وهو يحلم بلثم هذا المحيا فلا يجد إلا سرابا
آلاف اللحظات التي مد يديه ليحتضنها فاحتضن خيالا شاردا مرا
آلاف اللحظات التي حلم فيها بعبق رائحتها ودفء أحضانها واختلاف حنانها.. فلم يجدا إلا صقيعا ومرارة وقسوة..
انتفض من أفكار الخيال ليغترف من الحقيقة.. لينكب على قدميها يقبلهما..
فتسقط غترته عند قدميها وهو يغمرها بقبلاته المشتاقة الموجوعة
وهي حينما شعرت بحرارة أنفاسه المختلفة على قدميها مدت يدها اليمين وهي تهمس بصوت مبحوح متقطع: عبدالله جيت؟؟
التقط يدها مقبلا مختنقا.. لينتقل لجبينها ووجهها وكتفيها وهو يهمس في أذنها باختناق:
جيت يالغالية.. جيت جعل يومي قبل يومش..
كذا تروعيني عليش.. توني ما كحلت عيني بشوفتش..
مدت يدها لتمسح خده وهي تهمس بصوت أثقلته العبرات.. صوت أرواه الحزن: صدق أنك عبدالله؟؟
عاود تناول كفها من خده لينثر في باطنها وظاهرها مزيدا من قبلاته المغرقة في الاشتياق والوجع
ثم نقل أنامله ليمسح قطرات انهمرت من عينيها: طالبش ما تبكين.. والله أني عبدالله.. جعل عبدالله فدا لخطاوي أرجيلش..
لم تستطع منع نفسها من البكاء: البكا يأمك قد بكيته وبكيته لين مل مني..
مدت يدها السليمة لتحتضن رأسه بارتعاش .. وتقربه هي منها لتطبع على خده قبلة واحدة مبللة بدموعها مثقلة بالنشيج والأنين..
تشعر أن كل هذا كثير عليها.. ابن يعود من خلف الموت بعد أن تجرعت طيلة سنوات ألم فقده
يعود بعد أن أشبعت الأيام بصدى بكائها الذي تردد في روحها ونخر عظامها كسوس لا يرحم..
يعود بعد أن ذوت الروح لفقده وهو عريس جديد ترك خلفه يتيما كلما رأته تجدد جرح قلبها الذي لا يندمل..
فترة مضت والاثنان على هذا الحال بين نشيج وأنين واحتضانات لم يشعرا فيهما بأحد..
رغم العيون العديدة التي احتضنت المشهد.. ورغم تعالي نشيج عالية بوضوح
وهناك شخص كان يقف.. كان سيغادر.. وأراد أن يغادر..
ولكنه رغما عنه.. وبقوة تفوق صلابته التي لطالما عُرف بأنها لا حد لها.. لم يستطع أن يغادر!!
قدماه مغروستان في الأرض.. وعيناه تنهشان بجوع مرير كل تفصيل صغير من تفاصيل العائد من خلف الغياب..
تفاصيل ربما لم يلحظها سواه.. جرح صغير غائر بقرب صدغه اليمين..
سمات مهابة متزايدة جللت وجهه الذي أُشبع من تفاصيل الحزن..
وما لاحظه سواه -وآلمه هو رغم الإنكار- شعيرات شيب تزايدت في عارضين كانا كسواد ليل بهيم..
" أكانت روحه تشيب كروحي؟!!
أ كان يشاركني حزنا لم نستطع إظهاره سوى ببياض شعيرات عكست سواد أيامنا؟!!
أ كان هذا البياض هو بياض أعين ذرفت الدموع حتى شاخت؟!!
أم هو وجع شق الروح وما استطاع الظهور سوى بشق طريقه بشعيرات بيضاء؟؟
لا.. لا.. هو ارتحل.. وهان عليه كل شيء..
ألقى بكل شيء خلفه.. وطنه وأهله.. وحتى سمعته
لم يهمه أي شيء..
وأنا كذلك لن يهمني أي شيء"
هكذا كان يفكر وهو ينظر لعبدالله وأمه ويذهب به التفكير فلا ينتبه أن عبدالله وقف واتجه ناحيته..
وقبل أن يتصرف كان عبدالله ينكب على يده مقبلا وهو يهتف برجاء عميق موجوع مستميت..
رجاء الهالك عطشا لقطرة الماء الأخيرة.. رجاء المختنق لنسمات الهواء المتبقية:
طالبك تسامحني.. أنا حاضر للي تبيه يبه.. بس سامحني جعلني فداك..طالبك
ارتعشت أعماقه حتى آخر خلية وهو يشعر بأنفاسه على يده.. ولكن هذه الرعشة لم تتجاوز الروح لبنية الطود العظيم وهو ينتزع يده بحدة..
ويترك الغرفة مغادرا دون أن يتفوه بكلمة..
عبدالله وقف يغتاله حزن عميق أفسد فرحة كانت بذاتها مبتورة من كل ناحية..
" أنت شغال أفلام هندية أول شيء مع أختي ثم مع نسيبي..
والخال المسكين ماله من الحب جانب.. وإلا عشاني صبي يتيم نسيتوني؟!!"
عبدالله يلتفت لنايف وابتسامة شفافة تتسلسل لروحه وهو يحتضنه بعمق دافئ شاسع: المنسي غيرك ياخال.. ماكثروا جداني الخوال عشان ننساك..
نايف بتأثر عميق: يوم قالوا لي أنك حي.. ماصدقت لين شفت بعيني.. الحمدلله على سلامتك..
وترا عشاك أول ما تشالى أم صالح عندي.. بأعزم هل الدوحة كلهم..
صالح مقاطعا: مالك لوا ياخال... حن نبي نسوي لعبدالله عشا كبير أول.. بس خل نضبط الأوضاع... وانت عقب بصرك أنت وإياه..
أم صالح قاطعت سيل الحلف الذي بدأ بين الأنهمار.. وهي تشير بيدها وتهمس بضعف: عبدالله تعال اقعد جنبي يأمك..
عبدالله سحب مقعدا وجلس جوارها وهو يحتضن يدها بين كفيه..
حينها همست نجلاء التي كانت تجلس في الزاوية البعيدة بصوت مبحوح بدا أثر البكاء فيه واضحا: الحمدلله على سلامتك يأبو حسن..
عبدالله دون يلتفت رد عليها بنبرة احترام أخوية عميقة: الله يسلمش يأم خالد.. بشريني منش..
بعد انتهاء السلامات المتأثرة فعلا بين الطرفين.. عاود عبدالله الانتباه بكل مشاعره مع أمه يحادثها حينا ويقبلها حينا.. وهي تستمع ودموعها تأبى التوقف..
بينما صالح أشار لنجلاء أن تخرج حتى يوصلها للبيت....
بعد حوالي ساعة..
فهد الذي أنهى اتصالا التفت للمتواجدين جميعا: يا الله يا شباب... خلونا نطلع عبدالرحمن جايب أم حسن تشوف أمي..
الشباب الثلاثة فهد وهزاع ونايف نهضوا بتلقائية ليغادروا وهم يسألون عالية إن كانت تحتاج أي شيء لها أو لوالدتها بما أنها هي من ستنام مع والدتها..
ولكن الشاب الرابع كانت مشاعره أبعد ما تكون عن التلقائية والعفوية..
كانت غاية في التعقيد والالتباس وهو يريد أن يخرج قبلهم.. لا يريد حتى أن يكون معها في نفس الطابق.. لن يحتمل إحساسه بقربها أبدا..
وأكثر ما يؤذيه في الصميم ويجرحه أنها أصبحت لرجل آخر وحتى تفكيره بها لا يحل له ولا يجوز..
ولكن والدته لم تسمح له بالمغادرة وهي تتشبث به بقوة.. عبدالله همس لها بحنان: يمه فكيني بأروح شوي وبأرجع عليش.. بتجيكم مرة..
أم صالح همست له برجاء عميق بصوتها المبحوح: يأمك مابه حد غريب.هذي أم ولدك..أحذفها بالسلام.. واكيد مهيب مبطية.. بتسلم وتروح..
طالبتك ماتروح...
عبدالله أشار لعالية بعينيه (أنقذيني).. عالية همست لأمها بحنان: يمه خلي عبدالله يروح لين تروح جوزا.. مهوب رايح مكان.. قريب منا.. وبيرجع علينا
عاجزين عن فهمها وهي عاجزة عن إطلاق إساره.. لم تطمئن روحها بعد أنه عاد إليها..فكيف يريدونها أن تتركه؟؟..
حتى يختفي مرة أخرى.. حتى لا يعود لها؟؟
همست حينها أم صالح بتصميم رغم إرهاق صوتها المنهك:
خلاص ما يبي يواجه جوزا.. كلميها تعذري منها وقولي لها ترجع يوم ثاني دامه يبي يفشلني..
عبدالله الليلة مهوب مفارقني شبر..
عالية بجزع: يمه وش أكلم جوزا وأقول لها لا تجي.. المرة صارت تحت.. وجايه متعنية ذا الحزة
عبدالله حينها هتف بحزم وهو يقبل يد أمه: ما يصير إلا اللي يرضيش.. أنا الليلة عندش ما أنا مفارقش مكان..
أم صالح شدت على يد عبدالله وهمست بألم عميق: تكفيني السنين اللي أنت فارقتني فيها.. مستكثر علي ذا الليلة؟؟
بعد دقائق كان باب الغرفة يُطرق بخفة..
جوزاء كانت متأكدة أن من مع أم صالح عالية وربما بعض شقيقاتها أو نجلاء.. لذا فتحت الباب ودخلت بهدوء لا يحركها سوى رغبتها الصادقة بالاطمئنان على أم صالح..
جوزاء رفعت طرف الشيلة عن عينيها حتى تنظر.. لتفجع بكل وحشية بالجالس جوار أمه..
تأخرت خطوة وكانت تتمنى لو تهرب ملايين الخطوات!!
تأخرت خطوة وهي تتمنى لو كان بينهما كل قارات العالم ومساحاته الشاسعة!!
تأخرت خطوة وهي تشعر أن جدران الغرفة تتقارب لتطبق على صدرها.. وتسحقه..
هو لم يرفع بصره مطلقا إليها.. رغم أنه روحه كانت تذوي وهي تطالبه بمجرد نظرة.. نظرة واحدة..
ولكنه لم يستجب وعيناه مثبتتان على يد والدته التي تمسك بيده..
وهي شعرت باختناق محرق وكأنها القيت وسط نار مستعرة عاجزة عن التنفس وأطرافها تذوب من حرارة النار والكراهية التي لا حدود لها..
إن كان هو لم ينظر.. فهي نظرت ونظرت ونظرت وهي تشعر بكراهيتها له تتجسد وتتجسد وتتجسد لتتحول إلى غول ضخم يوشك على الانقضاض والتدمير..
"مازال كما هو.. وسيما متفاخرا.. شعيرات بيضاء زادته وسامة وتفاخرا
بينما أنا ازددت بشاعة وقبحا
هو لم يتغير .. بينما أنا تحولت بفضله إلى مخلوق بشع شكلا ومضمونا"
ضمت قبضتها بقوة.. وأظافرها تنغرس في باطن كفها..كانت تود أن تصفعه وتصفعه وتصفعه حتى تطفئ بعضا من نيرانها المتأججة..
أو على الأقل أضعف الإيمان تمنت لو تهرب من هذا المكان الضيق الذي جمعهما..
ولكن بما أنها لا تستطيع فعل أحد الأمرين
فأقل ما تستطيعه أن تشعره أنه غير ذا أهمية بالنسبة لها.. وانه لم يحرك في داخلها أي ذرة إحساس.. لأنه مخلوق لا وجود له بالنسبة لها
مجرد هباء... هو لا شيء.. لا شيء أبدا..
كل هذا التفكير كان في مجرد ثوان.. وهي تشد لها نفسا عميقا بعده.. وتهمس بثقة غامرة وإن كانت مصطنعة : السلام عليكم..
عالية تقف لتسلم عليها وهي ترحب بها.. بينما جوزاء دارت من ناحية السرير الأخرى.. وقبلت كتف أم صالح..
لم تقترب من رأسها حتى تبتعد عنه قدر الإمكان..
وهمست لها من قرب: الحمد لله على سلامتش يمه.. خطاش الشر..جعلها سلامة طويلة يارب.. وأجر وعافية..
همست لها بصوت خافت.. همسات مزقت هذا الصامت المنحني بنظراته على يد والدته..
همساتها كانت قريبة.. دافئة.. حانية..
رغما عنه.. صبت في النقطة الأعمق في روحه لترتعش هذه الروح المرهقة..
سيجن شوقا لها ولهمساتها.. سيجن!!
"يا الله أي عاشق متيم مجنون أنا؟!
أ هكذا هو العشق بكل حالاته.. أم هذه حالة خاصة بي تلبستني شياطينها؟؟
حالة خاصة بي هي عقوبة رب العالمين لي على كل مافعلته!!"
همست لها أم صالح بضعف: الشر ما يجيش.. ما كان تعنيتي يامش ذا الحزة وخليتي حسن.. أنا مافيني إلا العافية
جوزاء همست بحياد وهي تبتعد لتقف بجوار عالية: حسن عند جدته وخالته.. وما أقدر أدري أنش تعبانة وما أجيش.. أنتي مع كل شيء صار أمي..
شددت النبر على عبارة (كل شيء صار) تشديدا لم يفهم مقصدها منه سواه..
همست أم صالح لعبدالله: سلّم على أم حسن يأبو حسن..
عبدالله هتف بهدوء يختلف عن أعاصير جوفه ودون أن يرفع بصره: أبيها تخلص سلام عليش أول..
مساش الله بالخير يأم حسن..
جوزاء تمنت ألا ترد عليه.. أن تخرج خارج المستشفى بكامله في هذه اللحظة.. ولكنها لم ترد أن تشعره بتأثيره المرعب عليها.. وإحساس مر بالكراهية والبعض والحقد يتصاعد في روحها حتى خنقها
(يسلم كنه ما سوى فيني شيء
يمسيني بالخير.. والخير ودعته مع شوفة وجهه)
ورغم كل مرارة مشاعرها المعقدة النارية..همست بهدوء يشابه هدوءه الملغوم: الله يمسيك بالنور.. والحمدلله على السلامة..
ما هقيت أن أمريكا تقوم حتى الميتين من قبورهم يأبو خالد ..
رغما أنها فلتت العبارة الأخيرة.. لم تستطع منعها..خصوصا وهي تشدد النبر على ختام العبارة.. وعلى (أبو خالد) وكأنه توصل له رسالة ما وهي تناديه بكنيته القديمة باسم والده.. وكأنها تريد إبعاده عن ابنها.. فهو لا يستحق أن يكنى بأبي حسن.. لأن حسن ابنها هي!!
وماهمها في الموضوع هما أم صالح وعالية فقط.. وخصوصا أن الاستياء ظهر في وجيهما واضحا
عبدالله أجابها ببرود: الله سبحانه إذا بغى رد الميتين.. ورد حقوقهم عليهم بعد..يأم حسن
هذه المرة هو من قصد أن يوصل لها رسالة واضحة.. وصلت لها بكامل الوضوح لترتعش رغما عنها
(الحيوان النذل.. يهددني بولدي... الحين صار له حقوق عندي..
لو أدري إنه عند أمه.. والله ما أجي)
جوزاء مالت على أذن أم صالح وهمست لها بخفوت شديد فلم يسمع صوتها سواها.. همست لها ببضع عبارات.. ثم سلمت على عالية وغادرت..
حينما غادرت همست عالية بضيق: ما تخلي طبعها الشين.. هي وقط الكلام على غير سنع..
همست لها أم صالح بحزم رغم ضعفها: أنتي آخر من يتكلم عن قط الكلام على غير سنع.. وجوزا ما تجيبين طاريها إلا بالزينة..
يوم بغيت أموت عقب خبر عبدالله.. ماحد قام بي غيرها... والله لو أنتي اللي عندي ما تسوين سواتها.. وجميلها فوق رأسي لين أموت..
عالية تقف لتقبل جبين والدتها وتهمس بعمق: وأنتي تدرين زين أني عمري ما عتبت على كلمة تقولها..
بالعكس أشوف أحيانا إن كلمتها اللي تقطها كلمة حق.. وأنا عمري ما كرهت الحق
لكن هي شايفتنا فرحانين برجعة عبدالله.. مالها سنع ذا الكلمة.. كان كتمتها في نفسها..
" يمه هي وش قالت لش يوم جات تطلع؟؟" عبدالله الغارق في أفكاره قاطع الجدل الدائر بتساؤله..
همست أم صالح بحزم بصوتها المنهك: كلام مالك فيه لزوم..
عبدالله برجاء: هي أمنتش ما تقولينه؟؟..
أم صالح باستغراب من سؤاله: لا..
عبدالله برجاء حازم: زين أنا أمنتش بالله تقولينه لي..
حينها أشارت له أن يقترب منها وهمست في أذنه بتأثر وهي تشد على يده: قالت لي يمه لا تزعلين مني طالبتش.. ما قصدت أحزنش.. بس أنا مجروحة منه.. مجروحة منه واجد..
***********************************
" يبه.. أبي أشورك في سالفة؟؟"
أبو غانم يلتفت لغانم: قول.. وش عندك؟؟
غانم يهتف بهدوء مدروس: عشان الرجّال اللي قلت لك عنه أنت وعمي
اللي يشبه عبدالله
أبو غانم بتوجس: وش فيه؟؟
غانم بذات الهدوء المدروس: أنا قلت عند عمي يشبه عبدالله.. بس لك أقول أني متأكد إنه عبدالله..
أبو غانم صمت لثانية ثم همس بنفس مبحوح والعبارة تتقطع: متأكد يأبيك؟؟
غانم بثقة: متأكد مية في المية..
أبو غانم شعر بألم عميق في قلبه والصدمة تثقل عليه بشفافية مذهلة.. ليهتف بعدها بسعادة حازمة:
أجل رحلتك اللي بتروح فيها احجز لي معك...أبي أشوفه بعيني..
حينها ابتسم غانم وهو يرتاح لتقبل والده للأمر ويربت على يد والده ويهتف بمودة دافئة: أجل قم أنا وإياك نتحمد لام صالح السلامة ونشوفه عندها..
************************************
" يبه أقدر أدخل؟؟"
صوت صالح يرتفع من خلال الباب الموارب.. ليرد عليه والده بصوته الحازم الذي يتبدى في ثناياه إرهاق عميق: تعال يأبو خالد..
صالح دخل بهدوء ليجلس بجوار والده الذي كان يجلس على طرف سريره.. هتف أبو صالح بحزم قبل أن يتكلم صالح: شوف عندك حكي غير أخيك قوله.. ماعندك توكل على الله..
صالح برجاء عميق: يبه ما يصير كذا.. موضوع مثل مثل ذا ما ينوخذ بالعصبية.. لازم تأخذ وتعطي فيه..
أبو صالح بنفس الحزم: صالح اقصر الحكي.. وتوكل على الله
صالح بنبرة رجاء أعمق: يبه شوف أمي وش صار لها.. هذي الحمدلله عدت على خير.. بس الدكتور يقول إنها ماراح تحمل جلطة ثانية
حينها شعر رغم عنه بالألم.. فهذه شريكة العمر كله: وأمك ما رديتها منه.. تشوفه مثل ما تبي.. بس أنا ماني بمجبور..
صالح يعلم أن والدته ستشكل نقطة ضغط قوية: زين يبه.. ويوم تشوفك طارد ولدها ومانعه من البيت ظنك إن ذا الشيء مهوب مأثر على صحتها..
أبو صالح بنبرة قاطعة.. لا يريد أن يتحدث.. متعب أكثر منهم جميعا: صالح قم عاد النفس عليك طيبة... فارقني في السعة..
صالح تنهد وهو يقف ويخرج ليغلق الباب خلفه ويترك خلفه هما كالجبال يُطبق على روح الشيخ المغموسة في حتى نهاياتها في هم مصفى
لا يستطيع انتزاع صورته اليوم من باله.. وهو مثقل بوجع الغربة ويبدو كما لو كان كبر سنوات كثيرة
كان الهم يتجلى واضحا من كل تقاطيعه.. لا يستطيع انتزاع هذه الصورة من خياله.. لا يستطيع!!
.
.
حين دخل صالح غرفته وجد نجلاء تصلي..ألقى غترته وجلس على الأريكة وهو يغمض عينيه ويسند رأسه للخلف..
بعد دقائق شعر بأناملها الحانية الناعمة تدلك جانبي رأسه.. وهمسها الرقيق : هونها تهون يأبو خالد..
رد عليها بصوت مرهق: تعبان يا نجلا.. تعبان.. كل شيء حاسه يضغط علي.. ابي وامي وعبدالله ومشاكل كل واحد منهم.. تعب امي وزعل ابي ومشاكل عبدالله الكثيرة
حاس اني بين نارين.. وخايف من كل خطوة لا يكون تأثيرها عكس اللي أبيه..
غلطت يوم علمت إبي برجعة عبدالله لأنه راح وصدم أمي..
حاس أن الذنب ذنبي...
نجلاء تحاول تطمين روحه بصوتها الهادئ العميق: لا تحمل نفسك كل شيء يا قلبي
صدقني عمتي لو درت بالخبر بأي طريقة كانت بتتعب... الموضوع مهوب بسيط
هذي رجعة واحد ميت... أنا كان بيجني سكتة يوم دريت... أشلون أمه وهي مرة كبيرة مثلها ومريضة..
صالح بضيق عميق: بس بعد أنا المسؤول.. كان المفروض انتظرت كم يوم وأنا أمهد لها قبل أقول لأبي..
لو أمي صار لها شيء بعيد الشر عنها.. كان عمري كله ماسامحت نفسي
**************************************
" الحين أبي أدري وش فيش... من يوم جيتي من المستشفى وأنتي في بكية وحدة"
جوزاء لم تجبها وهي مستمرة في بكاء عميق خافت مثقل بالأنين والوجع
شعاع همست باصرار: والله ان قد تقولين لي وإلا والله لأزعل عليش
جوزاء من بين أناتها الممزقة: شفته .. شفته عند أمه... حسيت شريط حياتي الأسود كله يمر علي في لحظة..
لا ويهددني بعد يأخذ ولدي...
شعاع شهقت: شفتي عبدالله؟؟
جوزاء بنبرة كراهية خالصة: شفته الله يأخذه.. الله يأخذه.. الله ينتقم منه.. مستحيل يرتاح وأنا باقي فيني روح ماذبحها..
ثم أردفت بألم عميق عميق: اللهم لا اعتراض بس ليه الدنيا عاكست معي كذا.. بكرة بأتطلق.. واليوم شفت الزفت وهددني يأخذ ولدي مني
أنا قاعدة احترق الحين ياشعاع.. احترق.. حاسة إن روحي تحترق وجسمي يحترق..
حاسة بوجع في كل مكان فيني... حاسة عروقي مولعة وراسي بينفجر..
شعاع مدت يدها بخفة ولمست جبين جوزاء المحمر.. أرجعت يدها بجزع: جوزا أنتي مولعة صدق..
قومي البسي عباتش.. بأخلي عبدالرحمن يودينا المستشفى..
جوزاء بغضب: وعبدالرحمن لين متى مبتلش فيني.. ما أبي مستشفى.. اللي فيني ما يعالجه دكتور.. ما يعالجه إلا عبدالله يموت وإلا أنا أموت وأرتاح
شعاع بجزع: بسم الله عليش .. وش ذا الطاري..
جوزاء سحبت نفسها ودفنت وجهها في حجر شعاع وهي تحتضن نفسها بذراعيها وتئن:
اللهم أني استغفرك وأتوب إليك.. بس والله أني في ذا اللحظة أتمنى أموت.. خايفة من اللي بيجي كله..
وخايفة من عبدالله يأخذ ولدي.. حتى لو ماخذه جسم.. خايفة يأخذه روح.. خايفة حسن يحبه أكثر مني..
أنا من غير حسن ومحبته مالي في الدنيا حاجة.. مالي فيها حاجة...
شعاع بدأت دموعها تسيل على حال أختها وهي تمرر أناملها بحنو في خصلات شعرها وهي تقرأ عليها آيات من القرآن الكريم حتى هدأت وغفت..
حينها انسحبت بهدوء وهي تعدل وضعها ووضع حسن وتغطيهما ثم تخرج متوجهة لغرفة عبدالرحمن..الذي كان في لحظتها عائدا من المجلس..
عبدالرحمن هتف لشعاع باهتمام: ها وش علومها الحين؟؟
شعاع بألم : تعبانة ياعبدالرحمن.. تعبانة واجد.. أنا خايفة عليها.. تكفى عبدالرحمن إبي خلاص بيوصل بكرة الصبح من سفرته...
احجز لك أنت وجوزا عمرة.. ودها بكرة لا تتأخر.. أكيد إنها بتتضايق عقب مايطلقها امهاب..
تكفى عبدالرحمن إن شاء الله روحتها بيت الله الحرام تهدي نفسها وروحها شوي..
عبدالرحمن جلس وهو يمسح وجهه: وانتي وامي ما تبون تروحون معنا..؟؟
شعاع بهدوء: نروح في رمضان إن شاء الله مثل العام اللي فات.. الحين اهتم في جوزا بس..واحنا بنقعد مع حسن..
***************************************
" ما تخيلين وش كثر انبسطت بشوفة عمي.. ماشاء الله عليه ما تغير أبد"
عبدالله كان يهمس لعالية بخفوت حتى لا يزعج والدته النائمة.. والاثنان يقضيان الليلة عندها ساهران..
عالية تبتسم: صدق ماشاء الله عليه عاده جنتل ومزيون.. لولا غلا أم غانم وإلا كان خطبت له بنية مزيونة
عبدالله صمت لدقيقة ثم أردف باستغراب: تدرين عالية... ماهقيت إن جوزا تعرف تقط كلام بذا الطريقة
عالية بسخرية: ما تعرف تقط كلام؟؟ جوزا اللي كنت تعرفها مابقى منها شيء.. جوزا مهوب بس تقط كلام.. ممكن تجرح بشكل مباشر وما تهتم..
عبدالله بصدمة: معقولة؟؟ جوزا؟؟ كانت مثل النسمة..
عالية بنبرة مقصودة: النسمة الله أعلم أنت وش سويت فيها.. وعقبك خالاتك والدنيا كلها ماقصرت..
الظروف كلها عاكست معها.. حمل وحداد وضياع مستقبل وتجريح من الناس..
تدري عبدالله.. جوزا عمري ما عتبت عليها.. لأني بشوف عيني شفت كل شيء هي مرت فيه.. وحسيت بكل وجيعة آجعتها..
ما ألومها .. والله العظيم ما ألومها..
عبدالله بتساؤل حازم: أنا من أكثر من جهة أسمع إن خالاتي ضايقوها.. خالاتي وش دخلهم فيها يضايقونها؟؟.. ووش اللي كانوا يقولون لها...؟؟
عالية تتنهد: عشان الحق.. أكثر من كان يضايقها خالاتي نورة وسلطانة.. الكبيرة والصغيرة..
تدري خالتي نورة كانت تبيك أنت وصالح لبناتها الثنتين.. بس صالح خذ بنت عمه.. مالها لسان تتكلم..
لكن أنت خذت وحدة مهيب بنت عمك.. وما ترقى في نظرها لمستواك.. فويش اللي حدكم عليها..؟؟
ومع إن بناتها تزوجوا ومتوفقين في حياتهم.. بس أبو طبيع مايجوز من طبعه..
وطبعا خالتي سلطانة مع خالتي نورة في كل شيء...
أول شيء قبل ما أنت تختفي.. يقطون عليها كلام ويسمعونها إنها ما تستاهلك.. وأنك تستاهل ملكة جمال مهوب وحدة مثلها...
عبدالله بصدمة: من جدش؟؟ وهي ليه ماقالت لي وقتها؟؟
عالية هزت كتفيها: ما أدري عن علاقتك أنت وإياها.. أنا سافرت عقب عرسك بشهر... وكنت أدافع عنها قد ما أقدر..
بس خالاتك ماشاء الله كل وحدة منهم لسانها شبرين..
وعقب ماجانا خبرك.. المرة حامل وتعبانة وقايمة بأمي ومع كذا ماخلوا التنغيز إنها قايمة بأمي لأنها حاسة بالذنب لأنها وجه نحس عليك وأنك مت بسببها
لأن بعض النسوان وجهها خير.. وبعضهم وجهها شر.. وهي وجه شر
حينها انحدر صوت عالية بألم: تخيل عبدالله.. كانوا يسمونها البومة..
أنا لاغيتهم وأمي لاغتهم.. بس عقب ويش.. عقب ما وصلها الكلام.. وش عاد يفيد لغو مارد الحكي منها..
الحين طبعا مستحيل وحدة منهم تفتح ثمها عندها بكلمة.. تأكلهم بقشورهم.. بس خلاص تدري إن هذا قده رد وحدة موجوعة ومجروحة..
" وش عاد يفيد لغو مارد الحكي منها؟؟"
ترددت العبارة في خياله الموجوع المنهك
(يرده لو أنا كنت موجود عندها
لو أنا دافعت عنها ووقفتهم عند حدهم
لو أنا خففت عنها.. لو أنا عرفتها بس بمكانتها قي قلبي
لو بس عرفت هي أنا وش كثر أحبها!!
لا حول ولا قوة إلا بالله.. قدر الله وماشاء فعل)
*****************************************
" أشلون النفسية الحين؟؟"
عفراء تناولت غترة منصور منه..وهمست بهدوء عذب:
الحمدلله.. كل شيء تمام
مد يده ليرفع وجهها وهو ينظر لإرهاق وجهها وللهالات السوداء تحت عينيها: مبين كل شيء تمام!!
عفراء همست بذات الهدوء: عطني كم يوم بس..
منصور يجلس وهو يشير للمكان الخالي جواره.. تتقدم لتجلس حيث أشار ليشد على كفها بين كفيه بقوة ويهتف بحزم:
يمكن توقيتي في الروحة لجميلة وأنتي حامل كان غلط..بس صدقيني الروحة كانت ضرورية..
عفراء تنظر لكفيه الضخمتين اللتين تحتويان نعومة كفها وتهمس بهدوء عميق كأنها تحادث نفسها:
خلنا الحين من الروحة لجميلة.. لأني لحد الحين صعب علي أتجاوز اللي صار
خلنا في حملي.. أنت أشلون تقبلك لحملي؟؟
حينها نفض منصور يديه بغضب ووقف وهو يهتف بغضب مشابه: أشلون تقبلي لحملش؟؟
اعتقد اني بينت لش عدل فرحتي فيه...فأشلون تسألين الحين أنا متقبل حملش وإلا لا؟؟
حد يعترض على عطا رب العالمين؟!!
عفراء بذات الهدوء وهي مازالت تنظر لكفيها التي ابتعدت عن مدى كفيه:
هذا أنت قلتها.. رضا بعطا رب العالمين اللي جا غصبا عنك
وقلت خلاص هو صار شيء واقع.. خلني أجاملها وخصوصا عقب ماجرحتها بروحتي لبنتها..
منصور شد نفسا عميقا حتى لا ينفجر فيها لغرابة أفكارها التي أثارت غيظه.. ثم هتف بنبرة غضب واضح:
أول شيء قلتها لش قبل .. تكلميني؟؟ .. تفكّري فيني وعيني في عينش
وثاني شيء عمري ما سمعت أسخف من ذا الكلام.. لأني لا أعرف أجامل ولا أزيف مشاعري.. لو أنا ما أني بفرحان بحملش كان عرفتي ذا الشيء
لكن قولي أنش أنتي اللي منتي بفرحانة فيه.. لأنش زعلانة علي وما تبين شيء يربطش فيني.. وتبين تلبسيني الغلط..
عفراء حينها انتفضت بجزع وغضب لتقف وهي تواجهه: أنا اللي عمري ما سمعت أسخف من ذا الكلام..
منصور بغضب كاسح: ما اسمح لش تسخفين كلامي..
عفراء تحاول أن تكتم غضبها وأن تهدئ نبرة صوتها: وليش أنت سمحت لنفسك تسخف كلامي.. حق لك أنت تجرحني وبس؟؟..
منصور ينهمر بغضب عارم: أنا الحين اللي أجرحش.. وأنتي اللي من يوم جيت وأنتي تبكين وحالتش حالة.. ماحتى خفتي الله في النفس اللي في بطنش
عشان أيش؟؟ عشان الدلوعة درت أن أمها تزوجت...
وخير إنها درت.. هذا اللي المفروض اللي يصير.. خلي الحب اللي ما انطحن في رأسها ينطحن
البنت ذي ماحد خربها غيرش.. دلعتيها وماعرفتي تربينها.. وردات فعلش أنتي وإياها زيادة عن اللزوم..
هي تزوجت وتسهلت في طريقها مع رجّالها.. وعقب أنتي تزوجتي..
وش اللي صار؟؟ الكون انهار.. أخر الدنيا.. بتقوم القيامة؟؟
عيب عليش اللي تسوينه في نفسش وفيني... وقبلي أنا وإياش.. ذا النفس اللي مالها ذنب.. اتقي اللي فيها
عفراء كانت تستمع لانهماره بصمت وهي تقف مواجهة له وتنظر له بشكل مباشر بعينيها الذابلتين
حينما انتهى.. انسحبت بهدوء.. لكن منصور أمسكها وهو يصر على أسنانه: يعني أنتي متعمدة تطلعيني من طوري.. تدرين زين أني ما أرضى تروحين واحنا ماخلصنا حكي..
عفراء بسكون: ماعندي شيء أقوله.. أنا تعبانة منصور.. وأنت ماعندك رحمة.. تبي كل شيء ينحل على كيفك وفورا..
بس النفس مهيب على كيفي ولا على كيفك.. ارحمني.. عطني فرصة أعبر عن ضيقي.. عن زعلي ..عن حزني..
أنا ما أنا بجندي عندك لازم يكتم مشاعره عندك ويقدم فروض الطاعة وبس
*************************************
"جوزا أنا حجزت لي أنا وإياش عمرة.. يالله طلعت الحجز.. تجهزي نطلع المطار بعد شوي"
همست جوزاء بسكون: امهاب طلقني خلاص؟؟..
عبدالرحمن يحاول تنحية تأثره فلا يستطيع: ماتدرين يمكن الله كاتب لكل واحد منكم نصيب أحسن
جوزاء بذات السكون: له يمكن.. لكن لي مستحيل..
عبدالرحمن يقترب ليجلس جوارها ويحيطها بذراعه ويسند رأسها لكتفه ويهمس لها بحنان: وسعي خاطرش.. ولا تنسين إن هذا قرارش أنتي
جوزاء تخفي وجهها في كتفه وتهمس باختناق: أنا ماني بندمانة على قراري.. عشان حسن ممكن أسوي أكثر من كذا
بس أنا حزينة ياعبدالرحمن.. الطلاق صعب على أي وحدة.. وامهاب كان فرصة نادرة لوحدة مثلي
عبدالرحمن يربت على كتفها بحنو: قومي يا بنت الحلال تجهزي خلنا نسافر.. وإن شاء الله ما ترجعين إلا قلبش مغسول من الحزن
جوزاء تمسح وجهها: حجزت لحسن معنا؟؟
عبدالرحمن يهز رأسه: حسن عند جدته وخالته والسالفة كلها يوم واحد بنسافر اليوم ونرجع بكرة.. خلنا نتفرغ للعبادة ومانحاتي البزر اللي معنا..
********************************
" هلا والله الحمدلله على السلامة"
تميم يشير ردا على إشارة كاسرة وعلى وجهه ترتسم علائم خبث لطيف: الله يسلمش.. ووينش مختفية ؟؟.. صار لي ساعتين راجع..
كاسرة تبتسم: من غير تلميحات مالها معنى.. أنا أصلا توني راجعة من برا.. واول شيء سويته رحت لغرفتك ما لقيتك
كيف كانت رحلتك ؟؟عساها موفقة؟؟..
عريس عرسه عقب شهر ونص وناط يشتري طيور !!..
أجابها تميم ووجهه يغيم فجأة وهو يتذكر من كان يجب أن يكون معه يوم عرسه عريسا كذلك: الرحلة كانت تمام.. بس امتغثت يوم رجعت بخبر طلاق امهاب..
غام وجه كاسرة كذلك وهي تشير بهدوء متمكن: النصيب كذا.. خلاص أنت بتكون عريسنا بروحك
تميم يحاول تنحية ضيقه من أشياء كثيرة.. وهو يشير لها بمودة: أشلون استعدادات العروس؟؟
كاسرة هزت كتفيها بعدم اهتمام: كله ماشي حسب التخطيط..
**********************************
شعور ضيق خانق يكتم على روحه منذ وقع ورقة الطلاق..
وهاهو يتجه للمطار مطالبا برحلة يسافر فيها فورا عله يتناسى بها الهم الذي ركبه
"لم أتخيل أن توقيع ورقة الطلاق سيكون صعبا علي لهذه الدرجة
كنت على وشك التراجع والرفض في اللحظة الأخيرة
بأي حق يفرضون علي أن أتخلى عن زوجتي؟!!
هي كانت حقي الذي منحه لي الله عز وجل وربطنا برباط مقدس
كيف يُحل الرباط بهذه البساطة؟؟
فكرت للحظات أن أكون أنانيا لمرة واحدة.. أن أرفض التخلي عنها
أن أستميت في الدفاع عن حقي المشروع
ولكن كعادتي .. لم أستطع.. لم أستطع تفضيل نفسي على من سواي
لا أستطيع أن أجبرها على العيش معي وهي تعيش رعبا من فقدان ولدها
لا أستطيع أن أكون أنانيا وأجازف بفقدانها لحسن..
هكذا كتب له الله عز وجل.. ومهما كنت أشعر بالضيق والظلم فهو لابد أن أتجاوز كل هذا.. لابد"
************************************
"ياهلا ومرحبا.. نورت مكتبنا"
غانم يعتدل في جلسته وهو يرتشف رشفة من فنجانه ثم يعاود وضعه أمامه ويهتف بهدوء: النور نورك.. ماودنا نعطلك من شغلك..
بس لنا حاجة عندكم.. لا أنتو اللي عطيتونا إياها.. ولا أنتو اللي قطعتوا رجانا منها..
كسّاب يشد له نفسا عميقا ثم يهتف بحزم:
صدقني ياغانم إن نسبك يشترى بالذهب.. بس الدنيا ماعطتني على الكيف
غانم يشير بكفه وهو يهتف بحزم: خلاص يأبو زايد.. وصل الرد..
كساب يهتف بذات النبرة الحازمة: والله لو هو بكيفي مابغيتها لغيرك.. بس أختي توها مسجلة ماجستير وبتنشغل في دراستها
وإلا أنت مافيك عيب تنرد..
غانم يعاود تناول قهوته التي بردت.. ويهتف بسكون كسون روحه التي انطفأ فيها أمل عذب:
لا تعذر يأبو زايد.. بغينا قربك ولا حصل.. تكفينا صحبتك.
.
.
في ذات الوقت
" مبروك رجعة عبدالله.. يا سبحان الله من كان يظن"
فهد يرد بسعادة: الله يبارك فيك.. والله ماكان حد يظن.. يا سبحان الله..
ثم أردف بمرح: هذا عبدالله طيب وبخير
إن شاء الله دورة المظليين الجاية ما تحجب عني..
منصور يبتسم بفخامة: لا تستعجل على رزقك..
حينها شد فهد له نفسا عميقا وهتف بحذر: وعلى طاري استعجال الرزق
أقدر استعجل الرد على طلبي.. وخص أنه ابطأ واجد
منصور حينها أجابه بحزم: لك رزق(ن) يا ولدي مابعد نواه ربك..
فهد اطرق لثانيتين ليرد بنفس طريقته الحازمة: مابغيت إلا قربك يابو علي
الله يرسل لنا خير من عنده
*******************************************
" حسن تأخر عند ابيه"
أم عبدالرحمن تنظر لساعة يدها.. بينما شعاع تهمس لها بضيق: أنتي أصلا غلطانة تخلينه يروح
جوزا مهيب هنا... والصبي أمانة عندنا.. لو جوزا هنا.. عادي.. بس هي مهيب هنا.. وإبي من يوم درا برجعة عبدالله وانه كان مطلق جوزا
وهو مفول عليه ومعصب.. وهو أكيد بيرجع بعد شوي.. لو درى إن حسن مهوب هنا أو شاف عبدالله وهو مرجعه.. الله يستر بس
أم عبدالرحمن بضيق متزايد: الرجال كلمني بكل أدب ويقول يبي يودي حسن لجدته في المستشفى أقول لا يعني.. ماقدرت
وهما مازالتا تتحادثان ارتفع رنين هاتف البيت... شعاع تنظر للكاشف..وتعطي أمها السماعة
كان عبدالله يهتف باحترام عميق: يمه أنا برا صار لي نص ساعة وحسن مهوب راضي ينزل.. ويقول أمه سافرت ويبي ينام عندي
أم عبدالرحمن بجزع: لا تكفى يامك..ما أقدر أخليه ينام بعيد مني.. أمه موصيتني عليه..
عبدالله رغم شعوره بخيبة الامل إلا أنه أجاب بنفس الاحترام العميق: خلاص يمه اطلعي لي الحوش أسلم عليش واعطيش حسن..
بعد ثلث ساعة أم عبدالرحمن تعود للداخل لوحدها.. شعاع بصدمة: يمه وين حسن؟؟
أم عبدالرحمن بضيق: فضحني.. متعلق في رقبة أبيه تقولين ماكني بجدته اللي مربيته.. وخفت إبيش يجي حن واقفين في الحوش
والله إن قد يسود عيشتي وعيشة عبدالله... قلت لعبدالله خلاص يأخذه يمسي عنده.. وش اسوي..
شعاع تكاد تشد شعرها: زين ولو ابي سأل من حسن.. وإلا جوزا سألت عنه..
أم عبدالرحمن بقلة حيلة: أنا وش تبيني أسوي.. أسحبه بالغصب وإلا أضربه عشانه يبي إبيه..
اطلعي لغرفتش وسكري على روحش.. وأنا الله يسامحني لو حد سألني بأقول إنه راقد عندش.. لين بكرة يحلها الحلال...
******************************
ينظر بانبهار وحنان للمعجزة الربانية التي تنام بحضنه بسكون وطمأنينة
أتعبه كثيرا قبل أن ينام.. وهو يبكي بحرقة مطالبا بوالدته
لدرجة أن هزاعا الذي كان قرر أن ينام عندهم هرب ليعود للبيت لينام في غرفته هو
فهزاع لم يحتمل صراخ حسن وإلحاحه.. بينما عبدالله كان يحتويه ويهدئه بكل حنان وهو يستمتع بكل لحظة يقضيها معه
كان بداية يريد أن ينام به عند والدته في المستشفى ولكنها رفضت.. وقالت أن الصغير لن يحتمل النوم غير المريح في المستشفى
وخيرا فعلت والدته.. فهو لم يعلم أنه سيُحدث هذه المناحة الطويلة طلبا لوالدته..
رغم أن حسنا كان من أصر أن ينام عنده اليوم لأن والدته (ثافرت مع دحمان)
هاهو يمسح شعره وجفونه الغافية.. وهو يتذكر بكائه حتى غفا وهو ينادي أمه
" يا الله ياحسن.. حتى أنا أبي أمك.. والله العظيم أبيها
بكل قطرة في دمي أبيها
أمك صارت حرة ياحسن.. تدري ليش؟؟
لأنها حلالي أنا بروحي.. والله سبحانه ما يرضى بالظلم..
ما يرضى أنه عقب اللي أنا شفته كله يأخذون روحي مني وحلالي يصير حلال غيري
تدري ياحسن.. أربع سنين مرت أمك ماغابت عن بالي دقيقة.. كنت حاس إنها مستحيل تكون مع رجّال غيري
مع أني وقتها كنت عارف إنه مستحيل أرجع للدوحة
أدري أنانية مني.. بس الحب كذا يأبيك.. أناني..
كل شيء هنا ما غاب عن بالي أمي وابي وأخواني وديرتي
بس إحساسي في أمك كان شيء خاص فيني.. أحيانا كنت أقول رحمة لكن أكثر الأحيان أقول عذاب..
تعذبت واجد يأبيك.. واجد.. ومن أشياء كثيرة..
بس يا ترى عذابي قرب ينتهي؟؟ وإلا الله كاتب لي شيء جديد؟؟ "
يميل ليقبله بحنو وهو يهمس في أذنه بحزن عميق شفاف:
الله يرحم أخيك ويصبرني على فرقاه.. ويجعلك لي العوض والسلوى..
**********************************
"يبه أقدر أدخل"
زايد كان أنهى قيامه للتو.. التفت للباب حيث تقف مزون وهتف بحنان: تعالي يابيش
مزون اقتربت وقبلت رأسه ثم جلست جواره على الأرض وهمست برقة: يبه أنت عادك متذكر أنك وعدتني أروح لجميلة عقب عرس كساب
زايد يبتسم: أكيد متذكر وأنا متى أخلفت لش وعد
مزون بضيق: لا والله فديتك مهوب المقصد.. بس جميلة متضايقة من عقب مادرت بعرس خالتي.. وصار لي مرتين أكلمها وكل مرة ألاقيها تبكي
قلبي متقطع عشانها.. أبي أروح لها أشوف وش اللي في خاطرها.. وأرضيها من صوب خالتي وعمي..
زايد يقبل رأسها ويهتف لها بحنان: لا تحاتين يأبيش.. عقب عرس كسّاب إن شاء الله على طول حن مسافرين
************************************
" الحمدلله على سلامة أبيش .. تو مانورت الدوحة بطلته الحلوة وابتسامته الأحلى"
شعاع تضحك برقة وهي تسند ظهرها لسريرها وتمسك هاتفها على أذنها: هذا إبي؟؟
سميرة (بعيارة) : إيه عمي فاضل.. ياحلات عمي فاضل.. ويافديت باكستان اللي شافتها عيونه..
أنا من يوم راح وأنا حاطة على قناة باكستان معسكرة عليها...أقول يمكن ألمح عيونه العذاب..
شعاع بدأ تضحك بهستيرية: هذا إبي؟؟
سميرة تتنهد تنهيدة تمثيلية: وه.. وأنا وش ذابحني إلا أبيش.. والله لولا شوي الحيا.. كان شفتيني صلعاء من تقطيع شعري
شعاع تعالى صوت ضحكها:لا والله باقي عندش حيا عقب ذا كله
و هذا كله ابي؟؟ وين أمي عنش..
سميرة بنبرة حالمة: ياحظ عيونكم اللي تشوف إبيش.. وأنا محرومة من شوفته.. ماشفته إلا يوم جاء يخطب .. لا وكان محزن بعد..
ترا قصدي إبيش يوم كان يخطب أمش في القرن التاسع عشر..
كان صوت ضحكات شعاع يرتفع.. لتفجع بصوت طرقات حاد على الباب وصوت والدها المتفجر غضبا: اشعيع يا قليلة الحيا افتحي الباب..
صوت شعاع انحدر من الضحك للرعب وهي تهمس لسميرة: سميرة مع السلامة.. ابي شكله بيذبحني..
شعاع قفزت لتفتح الباب بجزع.. ورعب متزايد يتجمع في قلبها..
عبدالرحمن ليس هنا ليدافع عنها.. وحسن كذلك ليس هنا وهذا سبب ليتزايد غضب والدها
فتحت الباب وتأخرت لأقصى حد بينما والدها دخل كبركان ثائر وهو يزمجر: من اللي كنت تكلمينه وتضحكين بمياعة ياقليلة الحيا؟؟
شعاع تتأخر وهي تخبئ وجهها خلف ذراعيها وترد بصوت مختنق: والله العظيم انها سميرة بنت راشد آل ليث.. وهي اللي متصلة علي
أبو عبدالرحمن مازال يزمجر: عطيني تلفونش..
شعاع اعطته له وهي ترتعش وتكف يدها بسرعة خوفا أن يمسكها منها
أبو عبدالرحمن عاود الاتصال بالرقم المخزن باسم سميرة والذي كان الرقم الأخير في قائمة الاتصالات المستلمة وكان الاتصال من خمس دقائق فقط
جاءه صوت سميرة المرح: هاه اشعيع.. عمي فاضل ذبحش وهذي روحش تكلمني من العالم الآخر..
ابو عبدالرحمن أغلق الاتصال وأعاد الهاتف لها دون أن يتكلم بكلمة..
لتنفجر شعاع بالبكاء رغما عنها.. وهي تتراجع لتجلس على سريرها وتدفن وجهها بين كفيها..
مد يده ليربت على كتفها ثم ردها وهو يقهر نفسه..كان بوده أن يطيب خاطرها أو حتى يحتضنها..
ولكنه تركها غارقة في عويلها المنفعل.. وخرج دون أن ينتبه حتى أن حسنا ليس معها..
*****************************************
" ماشاء الله حسن عاده معك؟؟"
عبدالله يعدل وضع حسن على ساقيه وهو يحتضنه ويبتسم: أمسى عندي البارحة بس بأروح أرجعه لبيت جده..
لأن أمه بترجع اليوم من العمرة..
عالية بتساؤل: صحيح إنها تطلقت؟؟
عبدالله لم يستطع منع ابتسامته من الاتساع: صحيح
عالية تغمز: ودعاية معجون الأسنان هذي ليش؟؟
عبدالله يبتسم: يجيش العلم بعدين..
أم صالح تهمس بحنان: أنتو خلو المساسرة ذي وعطوني حسون أحبه..
عبدالله يقرب حسن من جدته ليقبلها ثم يهمس لأمه بحنان: يمه الدكتور يقول حالتش زينة.. يمكن بكرة وإلا بعد بكرة إن شاء الله تطلعين..
حينها شدت أم صالح يده برجاء: وأنت بتجي تقعد عندي؟؟
عبدالله يحاول أن يبتسم رغم انطفاء وجهه: يصير خير يمه.. يصير خير
.
.
بعد ساعة
عبدالله يقف أمام بيت أبي عبدالرحمن ليعيد حسن.. وهذه المرة حسن لم يرفض أبدا لأنه كان مفتقدا لوالدته بشدة
كان عبدالله على وشك الاتصال بالبيت حين رأى أبا عبدالرحمن يخرج من مجلسه متوجها نحوه..
عبدالله نزل من سيارته متوجها نحوه ومسلما عليه..
كان الغضب باديا بالفعل على وجه أبي عبدالرحمن الذي فور انتهاءه من السلام والتبريك لعبدالله بسلامته..
هتف بحزم غاضب: عسى ماشر يا بوحسن.. ماعاد تدل طريق المجالس..؟؟
رغم قسوة التجريح المقصود إلا أن عبدالله شد له نفسا عميقا وهو يهتف باحترام:
السموحة ياعمي.. مادريت أصلا أنك رجعت من السفر.. وانا عارف إن عبدالرحمن مسافر
أبو عبدالرحمن بذات النبرة الغاضبة المقصودة: ومتى سافرنا كلنا وخلينا محارمنا ماعندهم حد؟؟...
وترا اللي يلحق محارمنا يلحقنا قدامهم.. والرجّال اللي فيه خير يحشم الرياجيل اللي عزّوه وناسبوه..
عبدالله رغم أنه بدأ يفهم مقصد أبي عبدالرحمن إلا أنه حاول ادعاء عدم الفهم حتى لا يثير غضب أبي عبدالرحمن المعروف بالحدة حينما يغضب:
أكيد مافيه شك كلامك.. والحين طال عمرك خذ حسن.. وخلني أتوكل لأمي في المستشفى
ولكن أبا عبدالرحمن لم يتركه وهو يكمل بذات النبرة الغاضبة: تراني يوم زوجتك.. تخيرتك على رياجيل واجد.. وأنا أهقى أني أزوج خيرة الرياجيل
وتراك يوم خذت بنتي خذتها من بيت رجّال.. والسنع أنك يوم تبي تطلقها ترجعها لبيت الرجّال اللي خذتها منه
أو على أقل شيء كان تتصل لي وتعلمني حتى لو أنت مطلقها في ديرة ثانية
هو حق إن بنتي تحاد في بيتك وأنت مطلقها..؟؟ ضاعت دراستها وجامعتها.. وقهرتوها.. وكسرتوا نفسها..
يومك رجّال(ن) بايع(ن) من أولها.. كان طلقت بنتي قدام تسافر..
حينها قاطعه عبدالله بحزم: مهلك علي ياعمي.. جعل ربي يقصف عمري كني بعت أول وألا تالي..
وماحدني على الشين إلا اللي أشين منه.. وأم حسن أم ولدي ولها القدر والحشيمة ..
ورضاك ورضاها على رقبتي.. وأنا حاضر للي تبونه إن كانك شرفتني بنسبك مرة ثانية
#أنفاس_قطر#
.
.
.
قبل ما يصير لبس عند بعض البنات
المطلقة قبل الدخول بها والتي لم يحدث بينها وبين زوجها أي خلوة لا عدة لها شرعا
يعني جوزا مالها عدة :)
.
.
.