لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (33) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-06-10, 08:49 AM   المشاركة رقم: 2336
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي بين الأمس واليوم/ الجزء الثالث والثلاثون

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


ياصباح الورد يا عطر الورد وريحته


ياحيا الله كل الوجيه الجديدة.. ويا الله أبقها الوجيه اللي دايم على الوعد ودفاها غطا كل درجات الحرارة في عواصم الخليج هالأيام


.


.


اليوم عندنا جلسة مصارحة صغنونة<<< تعرفوني أحب أتشدق بالشفافية مثل الحكومات العربية


يالغوالي؟؟ شوفت عينكم.. الأحداث باقي منها كثير كثير


يعني لو مهما نزلت ما أقدر أخلص قبل رمضان


غير عن كذا وكذا الإنسان طاقة وظروف غصبا عنه وحنا صيف وما أضمن ظروفي دايما مستتبة.. يمكن سفرة هناك أو هناك :)


وأنا قلت لكم من البداية إنه بين الأمس واليوم رواية طويلة


وبعدين فيه شخصيات باقي دورها جاي


وأنا ما أحب اجيب شخصية وأعالجها معالجة ناقصة..


الشيء الثاني والأهم إنه الثالثة ثابتة يعني أنا قاعدة أكتب بين الأمس واليوم بإحساس أني ما أقدر أكتب عقبها شيء خلاص فعلا يا بنات


كل روحي وطاقتي وتفكيري متحفزة معها .. وأبيها تكون شيء مختلف


لأن التجربة اللي ما تضيف للإنسان مالها داعي


وفعلا بعد بين الأمس واليوم لو ماكانت هي قصتي الأخيرة


فأنا حاسة إحساس أشبه باليقين إني أبي لي عقبها سنين لو كنت بأكتب شيء جديد


وخصوصا مع رغبتي ببدء الحياة العملية


فعشان كذا استحملوني شوي.. العمل الجيد يبي له مراجعة ودقة


وخصوصا إنه داخلين على مرحلة فيها عمق مشاعر متعب متعب متعب فعلا


ومنها طبعا بارت اليوم اللي تعبني كثير وهو بارت طويل ومرهق ومؤلم ومفرح ومليان مفاجآت


عشان كذا موعدنا الجاي صباح الخميس الساعة 10 إن شاء الله


لأنه البارت الجاي بارت ثقيل جدا بعد <<< فيه ورم صدمات ومشاعر<<<أتعبوني شخصياتي


وبعدني ما خلصت حتى نصه وأخاف يجي الثلاثاء ماخلصته أو ماراجعته


فخلونا على الخميس وأوعدكم يكون طويل مثل خويه اليوم


.


قراءة ممتعة مقدما


.


لا حول ولا قوة إلا بالله


.


.




بين الأمس واليوم/ الجزء الثالث والثلاثون






بعد رحلة طويلة استغرقت حوالي 14 ساعة..


الطائرة تحط في مطار الدوحة الدولي




ينزلون ثلاثتهم لأرض المطار.. قلب أحدهم يذوب..يذوب.. يذوب


حينما لفحت وجهه حرارة الجو.. شعر كما لو أن هذه الحرارة تنزل في روحه بردا وسلاما..


رغما عنه سالت دموع حاول جاهدا كبحها فلم يستطع.. لم يظن أنه قد يعود إلا في أحلامه العذبة المستحيلة


بقيت الدوحة وأهلها حلما مستحيلا عذّب ليالي سهده الطويلة بمشاعر لا قياس لها من الألم والشوق والوجع


كم ليلة صحا من نومه وهو يئن كأنين الملسوع..الذي يشعر بسريان السم في جسده.. يشعر أن جسده وروحه يتمزقان ألما لايستطيع رده


لأنه كان يرى في الحلم أنه هنا ثم حين ينتفض من السعادة ويقفز.. يجد نفسه هناك..


ليبدأ في أنين مكتوم ينزف فيه جروح قلبه.. أنين سريان السم في الجسد..


أنين يكتمه بوضع طرف اللحاف في فمه حتى لا يوقظ الصغير النائم جواره بشدة أناته التي ترتفع بحرقة يشعر بألمها تمزق أمعائه


ويبقى يئن.. ويئن.. حتى صلاة الفجر.. ينحني حينها على سجادته ويدعو ربه بلوعة:


أشعر أني أموت يا الله.. وروحي تذوي


أعلم أن الموت أفضل من هذه الحياة.. ولكن هذا الصغير لا أحد له سواي


أبقني بقوتي من أجله..


أرجوك يارب.. كل ليلة أشعر أنك ستنزع روحي من مكانها


أعلم أن ذنبي كبير.. ولكن رحمتك أكبر يارب العالمين



حينما ينهي صلاته ودعواته الطويلة.. يعود ليلقي جسدا متهالكا بجوار خالد الصغير.. يضمه لصدره.. وينام


ساعات قليلة قبل أن ينهض لينخرط في حياة باردة مملة موجعة..


لا يوجد فيها سوى خالد وفيصل.. وأنينه الليلي الموجوع وأحلامه تأخذه إلى بلده وأهله..



ثم اليوم يجد نفسه هنا.. هنا في بلده.. وقريبا يرى أهله..


( أحقا أنا هنا؟؟


أ حقا لست أحلم؟؟


أ هذه أنتِ الدوحة؟؟ أيام الطفولة وليالي الصبا وابتسامات الشباب؟؟


أ حقا لست أحلم؟؟


إن كنت أحلم فلا توقظوني أرجوكم.. لا توقظوني


ماعاد في روحي مكان للأنين والحرقة والحسرة)



أيقظه من أفكاره يد صالح تشده: عبدالله مطول وأنت واقف على الدرج؟؟ الناس كلهم نزلوا



حينها التفت عبدالله وهمس لصالح باختناق: صحيح يا صالح أنا في الدوحة؟؟



ابتسم صالح بألم وهو يشعر بألم شقيقه: ليه الحر ذا كله ماعطاك كف على وجهك وقال لك مرحبا بك أنت في الدوحة؟؟



حينها أكمل عبدالله الخطوات المتبقية للأسفل ثم سجد ليقبل أرض المطار


صالح بصدمة كان يشد عبدالله وهو يهتف بغضب: وش تسوي يا الخبل؟؟



عبدالله ابتسم وهمس بكل شجن العالم: أنا نذرت لو الله كتب لي أرجع يوم للدوحة هذا أول شيء بأسويه.. أحب أرضها..



غانم وصلهما من خلفهما وهو يهمس بتأثر يخفيه خلف ابتسامته: والله وصاير الأخ حساس.. عقب ماترس روسنا فلوع..



أكملوا طريقهم وغانم يأخذهم معه على باص الطاقم وصالح يهتف لهما: غانم يأخيك أبيك أنت تأخذ عبدالله لبيتي


وأنا باكلم فهد وهزاع ينتظرونكم هناك.. وتراني مخليها مفاجأة لهم..


ومابغيتهم يستقبلوننا في المطار ينصدمون قدام العالم...


وأنا بأروح أجيب حسن ولد عبدالله وبجيكم هناك...







****************************************







قبل ذلك بسبع ساعات


منصور يصل إلى أنسي.. في رحلة رتبها له علي باستعجال


وهو يوفر له سائقا استقبله في مطار جنيف وأخذه فورا لأنسي القريبة على الحدود الفرنسية السويسرية..


على أن ينتظره السائق ليعيده للمطار مرة أخرى بعد انتهاء مهمته..


وهكذا هي عنده -رغم قساوة المسمى- " مهمة" ..ولكنها هذه المرة تختلف عن مهماته العسكرية


مهمة إنسانية بامتياز..



رغم أن منصور غادر عفراء والجو بينهما غير صاف.. ولكن منصور يُرجع كل ذلك إلى أن بينهما تعقيد يجب حله..


وهو لم يعتد فعلا العيش في جو متوتر بينما القرار بيده كما اعتاد..


فيجب أن تعرف جميلة بزواجهما وتقبل به.. حينها سيخبر عفراء أنه مستعد للعلاج من أجلها


لينهي كل منهما شرطه السخيف...


وهاهو يصل لأنسي تحقيقا لمهمته..


خليفة ينتظره عند باب المصحة بعد أن هاتفه وأخبره بوصوله..


فهو من بعد زواجه بعفراء في كل مرة كانت عفراء تكلم خليفة ومنصور موجود..يحادثه منصور ويسأله عن أحواله وأحوال جميلة.. وأصبح بينهما معرفة مسبقة..


وهاهما كل منهما يسلم على الآخر بحرارة .. ثم يتجهان للداخل..







****************************************







" غانم أنا اللي أبي أسوق"



غانم كان على وشك تشغيل سيارته التي كانت متوقفة في مواقف موظفي المطار


التفت لعبدالله وابتسم: وش معنى؟؟



عبدالله بشفافية: خاطري أسوق في شوارع الدوحة... اشتقت حتى للسواقة فيها



غانم يلقي المفتاح لعبدالله ويستدير للباب الثاني: يالله تعال مكاني.. بس ترا شوارع الدوحة قبل 4 سنين غير عنها ذا الحين..



عبدالله بابتسامة: خلني أجرب... صدقني قلبي بيدلني..



غانم اعتدل جالسا في المقعد المجاور للسائق: وش فيه الأخ صاير عاطفي كذا..؟؟



حينها همس عبدالله بوجع: الغربة جعلك ما تذوقها.. ولا يحكم على مسلم بها..


ثم أردف عبدالله وهو يحرك السيارة ويبتسم: وعلى طاري عاطفي.. منت بناوي تصير أنت عاطفي عاطفي؟؟



هتف غانم بنبرة غموض باسمة: الله يكتب اللي فيه الخير.. لو علي ودي أصير عاطفي من اليوم.. بس طولوا مارضو بعاطفيتي



كان عبدالله على وشك الاستفسار من غانم حول عبارته الغامضة لكن قطع استفساره بسؤال ملح: أكمل الطريق سيده وإلا ألف يسار..؟؟



ابتسم غانم: لا يسار.. إذا أنت ضيعت وحن عادنا في منطقة المطار.. وش بتسوي لين توصل بيت صالح..



عبدالله بحماس شفاف: استحملني شوي.. يمين يسار.. مهيب اللي توجع حنوكك..


وبعدين إن شاء الله ما أحتاج منّتك علينا.. بدل بروحي.. بس هنا غيروا اللفة




ساق عبدالله لحوالي نصف ساعة.. ثم تفاجأ غانم به يركن سيارته جانب الطريق وينزل.. ويطلب من غانم أن يعود هو للسواقة


وهو يهتف بوجع: ماهقيت ديرتي بتغير علي شوارعها كذا في 4 سنين بس..



ابتسم غانم وهو يحرك سيارته: لو أنت في ديرة ثانية صدقني ما يتغير شيء عليك


بس الدوحة هي اللي تغيرت تغير كبير خلال السنين اللي فاتت


لأنك سافرت قبل (أسياد 2006) من عقبه وكل شيء يتغير بسرعة.. مباني جديدة.. شوارع جديدة..


وبعدين على ضمانتي أنك يومين وأنت دال كل شيء.. مهوب من كُبر الدوحة يعني..



عبدالله يبتسم بألم: قاعد تشرح لي كني سايح.. لمعلوماتك كل يوم أفلفل جرايد قطر على الانترنت من أول خبر لين أخر خبر.. غير عن المنتديات القطرية


يمكن حتى ما صارت حفرة في شارع داخلي مادريت عنها وعن القطاوة اللي طاحت فيها..


وش حيلة العاجز غير مطالع السما!!



غانم بمودة عميقة: الحمدلله على سلامتك..وهلا بك في ديرتك وبين هلك




كانا يقتربان من منطقة بيت صالح غير البعيدة عن بيت والده ولا حتى بيت عمه..


حينها هتف عبدالله بألم: أرضي كانت جنب أرض صالح لاصقة فيها.. الله أعلم من صارت له الحين..



ابتسم غانم: ماصارت لأحد.. عمي أبو صالح قال تقعد لحسن لين يبنيها أو يبيعها.. كيفه فيها..


الحين أنت رجعت.. خلاص تبني أنت بيتك إن شاء الله..



تأثر عميق تسرب لروح عبدالله وعيناه تتبعان بشغف بيوت المنطقة التي كانت أكثرها خالية حينما سافر..


حتى وقف غانم بجانب مجلس صالح الخارجي.. وكانت هناك سيارة أخرى بداخل الباحة..


عبدالله شعر كما لو أن قلبه يُعصر بقسوة وهو يمسك بذراع غانم ويوقفه عن النزول ويهتف باختناق: سيارة من هذي؟؟



غانم بطبيعية: أظني سيارة فهد الجديدة... مابعد شفتها.. بس هو قال لي عنها..


ثم ابتسم: وترا فهد عقبك يمكن بدّل 20 سيارة..



غانم كان يريد أن ينزل ولكن عبدالله منعه للمرة الثانية وهو يهتف باختناق أشد:


هزاع طلع له شنب؟؟ أتذكره لين سافرت بيموت عشانه تأخر ماطلع له شنب..



رغم غرابة السؤال.. ولكن شعر غانم باختناق عظيم وهو يشعر بمدى ثقل ووطأة مشاعر عبدالله الملتبسة عليه.. حاول أن يرد بابتسامة فاشلة:


ياه.. شنبات وعوارض وعضلات.. التتو صار كنه طوفة..



عبدالله مازال يمسك بذراع غانم وهو يشد له نفسا عميقا: تكفى غانم انتظر شوي.. زين فهد تغير؟؟



غانم بات يشعر أن كل هذا كثير عليه فكيف على عبدالله.. هذه المرة أجاب بسكون عميق: فهد ما تغير.. هو هو نفسه..


ثم انثال بوجيعة ماعاد يستطيع دفعها : بس عمي هو اللي تغير واجد ياعبدالله.. من عقبك تقول كبر 20 سنة..



تغير وجه عبدالله ليمتليء بتفاصيل الحزن وخطوطه.. وجبينه يتقطب بوجيعة وهو ينزف صريرا بين أسنانه: كله مني.. كله مني!!


ماراح يسامحني ياغانم.. أدري إنه ماراح يسامحني..



غانم ليس غبيا ليعلم أن هناك أمرا كبيرا خلف اختفاء عبدالله.. ومادام يقول أن والده لن يسامحه هاهو يؤكد ظنونه..


ولكن كما فكر سابقا معرفة السر غير مهمة عنده...لأنه متيقن أنه لن يصل إلى حد يمس مقدسات المبادئ التي لا تتجزأ.. وعدا ذلك لا يهمه..


لذا هتف بمساندة وهو يربت على يد عبدالله التي تمسك بمعصمه: إن شاء الله بيسامحك.. الدم عمره مايصير ماء


يا الله قول بسم الله.. أخوانك الحين تلاقيهم بالهم يجيب ويودي ليش صالح طالبهم..





في الداخل.. الاثنان يشاهدان برنامجا رياضيا وهما يختبران جهاز التلفاز الجديد


هزاع يسأل فهد: وش عنده شيبتنا داعينا لاجتماع قمة مفاجئ؟؟



فهد يرقص حاجبيه: يبي يعرفنا على المدام.. يمكن يبي يعرف راينا قبل يعرضها على الشيبان



هزاع (بعيارة) : زين ماجاب خوات المدام معها.. يمكن يعجبنا الستايل ونعرضهم كلهم بالمرة..



فهد بتهكم: زين خلص الثانوية اللي عفنت فيها وعقبه فكر بالستايلات..



هزاع بثقة: قلت لك بإذن الله ذا السنة جايبها جايبها.. وشنبك ذا استمتع فيه باقي ذا الأيام..قدام تودعه.. لا وفوقهم حواجبك بعد



كان الاثنان في حوارهما حين انفتح باب المجلس من ناحية الشارع


التفتا كلاهما للباب ثم وقفا مرحبين حينما رأيا غانما يدخل وابتسامة ترحيب ترتسم على وجهيهما..


لينزاح غانم جانبا ويظهر شخص آخر خلفه.. شخص ماعادت رؤيته متوقعة ولا حتى في أعتى المعجزات



حـــيــنــهــا...


تبدلت ملامحهما جذريا إلى صدمة كاسحة موجوعة وهما يقفزان كالملسوعين وكأنهما ضُربا بصاعقة مباشرة فلقت رأس كل منهما نصفين..


وعيناهما تنفتح على اتساعها وهما يتعرفان على الخيال المستحيل الذي عاد من الموت



وفي الوقت الذي وقف فهد كإشارة مرور متخشبة


فإن هزاع برّك على ركبتيه بشكل مفاجئ.. وجسمه ينهدم كأنه خال من أي عظام تسنده..


عبدالله ركض إليه وهو يحاول أن يرفعه له .. ولكن هزاع لم يستطع الوقوف وهو يشد عبدالله له ويجلسه معه على الأرض..


ثم يدفن وجهه في صدره وهو ينتحب كطفل صغير موجوع..


وبين شهقات نحيبه.. كان يقبل بلهفة متحسرة وهو يئن ويرتعش كل ما يقع عليه من جسد عبدالله.. وجهه.. صدره.. كفيه..ذراعيه..كتفيه.. عنقه..



عبدالله يكاد يجن وهو يرى حالة هزاع وهو كريشة مرتعشة بين ذراعيه.. ولا يريد إفلاته...


تمنى عبدالله أن صالحا لم يفجع هزاع برؤيته بهذه الطريقة.. وأنه مهد له ..


كان عبدالله يشد هزاع لصدره وهو يحاول تهدئته دون فائدة..



وفي الوقت الذي غانم جلس معهما على الأرض وهو يضع يده على ظهر هزاع ويقرأ عليه آيات من القرآن..وقلقه يتفجر على هزاع


لأنه خشي عليه أن يفقد عقله.. لشدة نحيبه وارتعاشه وتمسكه في عبدالله



فأن فهد بقي واقفا كنُصب خال من الحياة..حتى عيناه لا ترمشان..


(أحلم.. أنا أحلم... يارب هذا حلم وإلا حقيقة؟؟


يارب خله حقيقة.. يارب خله حقيقة


أخاف أرمش ألقى الصورة كلها اختفت..


وأنا وهزاع بروحنا في المجلس)




فهد انتفض وهو يرمش رغما عنه.. حينها ألقى غترته جانبا وترك الثلاثة الباركين على الارض واتجه للحمام وهو يفتح صنبور الماء على رأسه


حينها عاد ليطل عليهم في المجلس.. وجد الحلم لم يختفِ..


فعاد مرة أخرى وفتح الماء على رأسه.. ثم عاد لينظر..


حينها شهق بأمل: أرجاك ياربي ما تفجعني عقب ما أملتني..



ثم ملأ كفيه بالماء وعاد للثلاثة ليجد هزاعا توقف عن النحيب وتقبيل عبدالله لكنه يرتعش بعنف بين أيديهم كمصاب بحمى شديدة..



حينها سمى بسم الله ورش الماء على وجه هزاع.. ليشهق هزاع بعنف..


ثم يسحب نفسه سحبا لزواية المجلس ليتقوقع على نفسه فيها.. و هو ينتحب بخفوت..



حينها شد فهد عبدالله من الأرض وأوقفه وهو ينظر إلى عينيه بمزيج مستعر سرمدي لا نهائي من الغضب والحنين والوجع ..


غرز أصابعه في عضدي عبدالله وهو يختنق بشوك مرٍّ أدمى حنجرته:


عبدالله وين كنت؟؟ وين كنت ذا السنين كلها اللي فاتت؟؟


تدري إن حن في ذا السنين كلها مامر علينا يوم ما تحسرنا فيه على شبابك اللي ماعشته.. ما مر يوم ما تحسرنا على ولدك اليتيم


ما مر يوم ماتحسرنا على ذكرياتنا معك.. وكل شي وأقل شيء يذكرنا فيك..



سنة مرت وسنتين وثلاث وأربع.. ماكفتك ترجع من الموت..


يالظالم أربع سنين هذي.. فيها حياة وموت..


لو أمي وإلا ابي صار لهم شيء وهم ماشافوك ولا دروا أنك حي.. أشلون بتسامح روحك.. قل لي أشلون بتسامح روحك



كان صوت فهد ينحدر من اختناق لاختناق أشد وهو يمنع نفسه من الانخراط في البكاء مثل هزاع..


حينها عبدالله شد فهد لحضنه بكل قوته وهو يهمس في أذنه بألم اشتياق شفاف:


فيه أشياء واجد أنا ما أقدر أسامح روحي عليها.. خلني الحين أشبع من ريحتك تكفى.. وعقبه عاتبني مثل ماتبي..



فهد كان يحتضن عبدالله بقوة وهو يشد له نفسا عميقا.. وكأنه يريد أن يتأكد أنه في حضن عبدالله.. ويتنفس رائحة عبدالله..


رغم كل مشاعره الثائرة المضطربة...إلا أنه مازال يخشى أنه يحلم.. يشعر أن كل هذه السعادة فوق كل ما يستطيع احتماله


حينها كان يتحسس عبدالله وهو يهمس في أذنه بألم: أنا زعلان عليك.. بس تكفى لا تكون حلم.. طالبك ما تكون حلم


لو كنت حلم بأزعل عليك عمري كله.. بس لو كنت حقيقة.. بأفكر أسامحك..



عبدالله بشفافية مثقلة بالألم: يبقى خلاص غصبا عنك تسامحني لأني حقيقة.. وأبيكم قدامي حقيقة..شبعت من الحلم خلاص


وخلني أشوف هزاع.. ما تخيلته صار حساس كذا..



فهد يبتسم بألم وهو يلتفت لهزاع: هزاع حساس؟؟ هذي نكتة القرن.. بس عشان تدري إن شوفتك مهيب هينة..


تكفى ما تفجعون الباقين بذا الطريقة خل نمهد لهم تمهيد طويل..



عبدالله يجلس بجوار هزاع الذي ما أن رأى عبدالله جواره.. حتى دفن رأسه في حجره وهو يتمدد على الأريكة ودموعه تسيل بصمت..


عبدالله وضع يده على رأس هزاع ثم هتف بقلق بالغ: فهد تكفى قم وده المستشفى..


الصبي تعبان.. عروق رأسه كلها تنبض.. ورأسه مولع حرارة



هزاع بصوت أشبه بالأنين: أنا طيب مافيني شيء.. بس تكفى خلني كذا.. خلني أتاكد أنك هنا..



عبدالله برجاء آمر: هزاع الله يهداك قم للمستشفى أنا بأروح معك بنفسي..



غانم برفض: وين تروح؟؟ صالح راح يجيب ولدك..


هزيع قم من غير دلع.. أنا وفهد بنوديك.. نص ساعة ونرجع.. وعبدالله هنا مهوب رايح مكان..



فهد وغانم كل واحد منهما أمسك هزاع من ناحية ليسنداه.. وتوجها لسيارة غانم المتوقفة خارجا.. رغم أن فهد وهزاع كلاهما لا رغبة لهما إطلاقا بمغادرة المكان


فهما لم يتأكدا بعد أن عبدالله عاد لهم من الموت.. يخشيان كلاهما أن يذهبا.. ثم يعودا فلا يجداه.. حينها لا يعلمان ما الذي قد يحدث لهما



المجلس خلا على عبدالله...وقرر حينها أن يرتدي له ثوبا.. صالح أخبره أنه طلب من فهد أن يحضر بعضا من ملابسه ويضعها في داخل البيت دون أن يبدي له سببا لحاجته لملابس فهد..



ينظر في نفسه في المرآة.. أ حقا هو يعود لجلده؟؟.. أربع سنوات مرت ما لامس الثوب جسده.. هاهو يشعر به يلامس روحه..


كم اشتاق لنفسه التي يشعر بها تعود لحناياه رويدا رويدا!!



الثوب والغترة ليسا مجرد غطاء جسد ورأس.. هما احتواء لروح عرفت نفسها مدفونة في جوع الصحراء وحضارتها وصلابتها وحتى ألمها المختلف الذي لا يعرفه سوى أهلها ..



عاد للمجلس ليجلس هناك.. وقلقه يتصاعد على هزاع الذي لم يتخيل أن ردة فعله ستكون عنيفة هكذا.. فكيف إذن بردة فعل والدته أو شقيقته؟!!


بل كيف حتى بردة فعله هو؟؟ يشعر أن رؤيته شقيقيه هزته بعنف انفعال انغرس حتى عمق عظامه..


يخشى رؤية كل منهما.. وأكثر من يخشى رؤيته ويتمناها... والده


ولكنه الآن يفكر فيمن سيراه بعد لحظات... المخلوق العذب الصغير الذي لم يعرف بوجوده إلا منذ أيام فقط!!


فرغم لهفته الكبيرة لرؤية ابنه.. إلا أنه تمنى لو أجل رؤيته قليلا.. فيكفيه اليوم ماحدث له مع شقيقيه..


يشعر أنه لن يحتمل المزيد اليوم.. وخصوصا أنه متأكد أنه في الوقت الذي سيموت رغبة في دفن صغيره بين أضلاعه فإن حسن الذي لا يعرفه سيهرب منه لا محالة..


يعلم أن هذا تصرف طبيعي من طفل تجاه الأغراب الذين لا يعرفهم


ولكنه يشعر منذ الآن بالألم أن ابنه سيحتمي بصالح منه


ولكن لا يستطيع مطلقا أن يلومه..بل يلوم نفسه فقط..


يؤلمه أنه قد يحتاج لفترة طويلة حتى يجعل ابنه يعتاد عليه.. فكيف بجعله يحبه ويتعلق به كما يتمنى..


يحتاج فعلا إلى محبة هذا الصغير حتى يتوازن.. حتى يستطيع مواجهة الحياة


وحتى ذلك الحين.. يشعر أنه سيغرق في لجة من الضياع وانعدام التوازن انتظارا حتى يعرفه حسن ويعرف أنه والده ويحبه كما يفترض.. هذا أن أحبه!!


كل هذه الأفكار بعثت وتبعث في عبدالله ألما ومرارة لا حدود لهما..



ففي الوقت الذي كان هو يهتم هو بكل صغيرة وكبيرة تخص خالد الصغير


كانت هناك روح صغيرة.. قطعة منه.. تنمو بعيدا عنه دون علم منه..



لو كرهه حسن –كما يظن ويخشى بكل وجع العالم- فهو يعلم أن هذا هو عقاب رب العالمين له على ما فعله بوالده..


يأخذ منه خالد.. ثم حين يشعر أن محبته لحسن باتت تغتال روحه حتى جذور الجذور..محبة أشبه بالسحر..فأن حسن سيصفعه بكراهيته له..


ولا شيء يؤذي الروح مثل كراهية طفل.. فهذه الأرواح الشفافة لا تعرف الكراهية.. وحينما تكره.. تكون هذه هي النهاية..



كانت هذه هي أفكار عبدالله التي قاطعها نحنحة صالح وهو يحمل حسن الصغير الذي كان متعلقا بشدة بعنق صالح لأن المكان كان مجهولا بالنسبة له


عبدالله لم يتحرك من مكانه.. لم يفتح ذراعيه كما كان يحلم ويتمنى


قال لنفسه: هذه المرة ساكتفي بالنظر والحسرة.. لأني لو سمحت لنفسي باحتضانه.. أعلم أني سأخيفه لأني لا أضمن ردة فعلي..



كان ينظر لحسن بين ذراعي عمه وهو يقترب.. والصغير مشغول بالتلفت حوله اكتشافا للمكان الجديد..


بينما عبدالله يكاد يبكي وعيناه تتبعان كل تحركات صغيره ونظراته بجوع مرير


وهو ينهر نفسه ويقهرها حتى لا يقفز وينتزعه من بين يدي صالح ليدفنه بين أحضانه ويشبع روحه من أنفاسه



(ولدي.. والله العظيم ولدي


لو شفته في أي شارع.. حتى لو كنت ما أدري إني عندي ولد..كان عرفته.. دمه يناديني.. روحه تناديني


كل شيء فيه يناديني..


ويا سبحان الله!! له نفس نظرة عيون أمه التي كانت تذوبني


أموت واحضنه.. أحضنه بس.. أشم ريحته )




ثم كانت الصدمة غير المعقولة غير المتوقعة من أي أحد.. أن حسن الصغير حينما انتبه لوجود مخلوق ثالث معهم في المجلس..


تخلص من يدي صالح بشكل مفاجئ وهو يقفز ليتجه ركضا لعبدالله ويتعلق بعنقه.. وهو يهذي بسعادة طفولية: بابا .. بابا.. بابا..



عبدالله كاد يجن ورعشة هائلة تجتاح كل خلية في جسده وهو يدخل الصغير بين أضلاعه..


ويغمر وجهه وكفيه وحتى قدميه بقبلاته.. ويهتف لصالح بعبراته التي ازدحمت في حلقه:


عرفني يا صالح.. عرفني.. يقول لي بابا.. عرفني.. يقول بابا..



صالح كان يقف وهو مذهول تماما.. فحسن ليس من النوع الذي يعتاد على الغرباء بسرعة.. وحتى حينما يكون عندهم ضيوف في المجلس


يتجه ليسلم عليهم بعد رجاءات عدة.. وكان صالح يحمل هم إقناع حسن أن يقبل عبدالله ولو قبلة واحدة على سبيل السلام..


لكن ماحدث أمامه كان غير معقول أبدا.. ولم يخطر بباله إطلاقا..


وهاهو ينظر لهما بعد أن هدأ عبدالله من فورة مشاعره الهائلة.. وحسن الصغير مازال متعلقا بعنقه ويستكين في حضنه..


وعبدالله يمسح على خصلات شعره ومشاعره كلها تختلج كالبراكين في روحه وهو لا يتوقف عن نثر قبلاته على جسد الصغير



صالح اقترب.. يريد أن يتأكد من شيء... شد حسن الصغير قليلا.. وهو يهمس له بحنان: تعال عندي يأبيك..



حسن الصغير هز رأسه رفضا.. وعبدالله حينها انتفض بعنف وهو يضمه لصدره بقوة حانية ويغمر وجهه بالمزيد والمزيد من قبلاته



صالح حينها ابتسم: تعرف من هذا حسون؟؟



حسن الصغير ابتسم وأجاب بنبرته الطفولية المحببة: هذا بابا..



عبدالله باختناق: يا لبي الصوت وراعيه..يقوله لك بابا..


ثم أردف وهو يوجه الحديث لصالح وخاطر مزعج مؤلم يكاد يفسد عليه فرحته الكبيرة:


صالح هو متعود يقول لكل الناس بابا.. ويحبهم بذا الطريقة؟؟



صالح بدهشة: أبد.. ولا أي أحد.. ما يحب إلا بالقطارة وعقب طلايب بعد.. وبابا ما يقولها لأحد.. كلنا ينادينا باسمائنا.. وجدانه يقول جدي..



حينها فرحة عميقة تصاعدت في روح عبدالله المستنزفة من الألأم.. ومعها أيضا تصاعدت دهشة عميقة.. لذا توجه لحسن الصغير بالسؤال:


حبيبي حسون.. من قال لك أنا بابا؟؟



حسن يعبث في ساعة يد عبدالله وهو يجلس في حضنه: ماما دالت لي.. تل يوم أثوف ثورتك.. وتل يوم أكي أبي أثوفها..



حينها شعر عبدالله كما لو أن سهما مُراشا اخترق منتصف قلبه بلا رحمة.. شهق بأنة خافتة لم تصل إلى مسمع صالح ولكنها اخترقت روحه بقسوة حانية



" أنتِ ياجوزا صاحبة الفضل في كل السعادة التي أنا أشعر بها؟؟


أنا أهديتكِ الألم والتعاسة ولا شيء غيرهما.. وأنتِ تهديني هذه السعادة كلها..


أحقا احتفظتِ بصورتي طوال هذه السنوات وكل يوم تُرينه إياها حتى حفظ شكلي وهو يعلم أني والده رغم أني كنت رجلا ميتا في عرف الجميع؟؟ أيعقل ذلك؟؟


أ يعقل أن هناك من قد يفعل مثلك؟؟


طوال عمري كنت أقول وسأبقى أنه كطهارتكِ وبراءة قلبكِ يستحيل أن يوجد في هذا العالم


لا يفعل هذا الفعل المثقل بالطهر سوى قلب كقلبكِ


ولكن لماذا فعلتِ هذا؟؟ لماذا؟؟


هل أستطيع أن أأمل في شيء غبي ما؟؟


أعوذ بالله من وسوسات الشيطان وصحبه


لقد أصبحت لرجل آخر.. لا يحق لي مجرد التفكير فيها


فلماذا أنا عاجز عن إخراجها من رأسي؟؟


أو لماذا أنا عاجز عن إخراجها من قلبي!!"







************************************







" جميلة فيه ناس واقفين برا يبون يسلمون عليج"



جميلة رفعت رأسها عن مجلة كانت تتصفحها.. فهم في المصحة يختارون مجلات معينة بعناية ثم يلقونها في الغرف دون أن يطلبوا من المريض حتى أن يتصفحها


وهذه المجلات تحتوي مقالات كُتبت بحرفنة عالية على يد خبراء نفسيين


ودُعمت بصور جذابة.. تدعوا بطريقة غير مباشرة إلى تقبل الذات وفي ذات الوقت السعي الإيجابي نحو الأفضل..


تدعو إلى تدعيم التفكير المنطقي والعادات الصحية في الطعام والرياضة..


كثير من الموضوعات التي تحاول خلق شخصية واثقة منفتحة إيجابية..


وفي غرفة جميلة وضعوا المجلات المكتوبة بالانجليزية التي تجيدها جميلة..


وجميلة منذ تحسنها وهي تلتهم هذه المجلات التهاما..



رفعت رأسها لخليفة وهي تهمس بدهشة: من اللي يبي يسلم علي؟؟ رجّال وإلا مرة؟؟



خليفة بهدوء يخفي خلفه توتره: ريال..



جميلة شدت حجابها لتلبسه وهي تهمس له بتلقائية: يكفي حجابي وإلا لازم أغطي وجهي بعد؟؟



خليفة كان سيقول لها لا داعي لهما كلاهما.. ولكنه لم يرد أن يصدمها لذا هتف لها بهدوء حاول أن يكون طبيعيا: حجاب يكفي.. ريال عدت أبوج..



حينما قال لها أنه رجل كأبيها.. شعرت جميلة بتحليق غامر في قلبها... أ يعقل أن عمها زايد قد حضر لزيارتها..؟؟


استغربت قليلا.. فهو كان هاتفها بالأمس هو ومزون.. وقالا لها أنها سيحضران لزيارتها بعد زواج كساب.. وزواج كسّاب تبقى عليه عدة أيام بعد


ربما كان يريد عمل مفاجأة لها...ابتسمت بسعادة عميقة وقلبها يرفرف.. كم اشتاقت له!!


حتى وإن كانت لا تستطيع تقبيله ولا احتضانه.. يكفيها تكحيل عينيها برؤيته..


كانت تريد القيام والوقوف ليراها أنها أصبحت أفضل الآن..


ولكنها قبل أن تقف.. فُجعت بمن دخل عليها.. أخر شخص في العالم توقعت أنه قد يزورها


منصور آل كساب شخصيا وبكامل أناقته.. بثوبه وغترته كأنه في قلب الدوحة


"منصور آل كساب هنا؟؟"


الرجل الذي منذ طفولتها وهي تشعر أن له هيبة تشبه هيبة الأساطير التي كانت تشاهدها في أفلام الكرتون


ارتاعت وهي تغطي طرف وجهها الأسفل –أنفها وشفتيها- بطرف حجابها..


كانت تريد أن تصرخ بخليفة كيف يحرجها بهذه الطريقة.. ولكنها ابتلعت صرخاتها حرجا من هذا الذي ملأ أقطاب الغرفة بحضوره



اقترب خطوتين وهو يبتسم بفخامة: مساش الله بالخير يأبيش..



جميلة باختناق: هلا والله حياك الله يأبو علي.. وش ذا الساعة المباركة اللي شفناك فيها...



أما ماكاد يفقد جميلة صوابها هو أنه تقدم حتى وصلها ثم انحنى وقبل رأسها..


جميلة صُعقت وهي تتأخر وتلصق ظهرها بظهر السرير.. وهي ترتعش وتنظر لخليفة بخليط متفجر من غضب وعتب وصدمة..


كيف يسمح لرجل غريب أن يقبل زوجته بينما هو واقف ببلاهة يوزع الابتسامات؟؟


أما ماكاد يقتلها فعلا هو أن خليفة حينما رأى منصور شد مقعدا وجلس جوارها أنه هتف باحترام بالغ بغيض: تبي أخليكم بروحكم؟؟



فأشار له منصور بحزم: لا خلك.. أي شيء بأقوله أبيك تسمعه..



جميلة تكاد تبكي من الرعب والمهانة..


"أي رجل لا غيرة لديه هذا؟؟ يستحيل أن أبقى على ذمته بعد اليوم... يستحيل!!


ثم كيف يفعل منصور آل كساب هذه التصرفات التي لا تليق مطلقا برجل مثله؟"



منصور حينها هتف بهدوء حازم دون أن ينظر ناحية جميلة لأنه شعر بحرجها منه..


ولو أنه نظر ناحيتها لرأى عيناها الظاهرتان كأنهما بحيرتان تكادان تفيضان من شدة احتقانهما بالدموع لفجيعتها في خليفة قبل فجيعتها فيه:


اسمعيني يأبيش.. أنتي أول عدت بنتي.. لكن الحين أنتي بنتي صدق..


وأبغيش تعتبريني كذا.. وأظني يابنتي أنش منتي بجاهلتني.. وتعرفين أني ما أقول شيء ما أقصده..



جميلة رأسها يدور.. ولا تفهم شيئا مما يدور حولها.. لكنه رأت أنه من الأدب الذي لا يستحقه أحد منهما أن تجيب:


الله يكبر قدرك يأبو علي..



منصور بذات الهدوء الحازم: أنا ما أنا بطالب منش تقولين لي يبه.. بس تراني أتمناها منش..



جميلة بدأ الصداع يطرق رأسها (هذا اش فيه؟؟ أكيد استخف!!)



بينما منصور أكمل كلامه: تدرين يابيش الدنيا ما تأتي للواحد دايما على كيفه.. وأحيانا يكون الإنسان في ظروف تحده يسوي شيء يمكن يزعل الناس الغالين عليه


لكن إذا حن نغليهم مثل ما يغلوننا.. لازم نقدر ظروفهم اللي حدتهم على ذا الشيء.. ولازم نحب لهم الخير مثل ما نحبه لأنفسنا



جميلة بعدم فهم: أبو علي أنت وش تقصد من كلامك.. والله العظيم رأسي آجعني..



منصور شد له نفسا عميقا ثم هتف: تدرين يا جميلة أنتي عند أمش أغلى خلق الله كلهم.. ماشفت أم تحب بنتها مثل أمش..



حينها همست جميلة بتوجس متوحش: وأنت وش عرفك أن أمي تحبني وبشوف عينك بعد؟؟



حينها ألقى منصور قنبلته.. فهو تعب من محاولات اللف والدوران التي لا يتقنها: أنا وأمش تزوجنا من أكثر من 3 أسابيع...



جميلة حينها سقطت يدها التي تغطي وجهها وهي تنقل نظراتها بارتياع بين خليفة ومنصور


وهي تهمس بنبرة زائغة: من أكثر من 3 أسابيع.. يعني عقب مارجعت من عندي على طول..


يعني حذفتني هنا ورجعت تتزوج.. وطول ذا الأسابيع كلها وهي ناسيتني وتوه يطري عليها تبلغني.. كني ولا شي..


ثم ألتفتت لخليفة وهي تصرخ فيه بوجيعة: وأنت كنت تدري بعد ومخبي علي.. ليه تسوون فيني كذا..؟؟؟ ليه؟؟ ليه؟؟



ثم تعالى صراخها أكثر وأكثر وأكثر وبشكل هستيري في ثورة ذكرت خليفة بثوراتها في أيامهما الأولى هنا..



كان خليفة على وشك استدعاء الممرضات ليحقنوها بإبرة مهدئة.. لولا صدمته من تصرف منصور غير المتوقع


فمنصور وقف ليجلس جوارها على السرير.. ثم يحتضنها لصدره بكل قوته..


حاولت جميلة التفلت منه وهي تلكم صدره وتصرخ


ولكنه لم يفلتها وهو يهدهدها بصوته العميق وبنبرة شديدة السكون والهدوء:


بس يأبيش اهدي.. اهدي.. اذكري الله..


أمش ماسوت حرام ولا عيب.. هذا حقها.. مثل ماكان حقش إنش تختارين خليفة وتصرين عليه..


أمش ما يصير تقعد ساكنة بروحها حتى لو صار لها أي شيء في الليل ماحد درى عنها..



جميلة تبكي وتشهق وهي تحاول دفع منصور عنها: ما أبيها تزوج.. ما أبيها تزوج.. هذي أمي أنا.. طول عمرنا مع بعض.. أشلون تخليني الحين..



منصور يمسح على رأسها بيد وهو يمسكها باليد الثانية: يأبيش أمش ماخلتش ولا عمرها بتخليش..


عفرا قبل ما تصير مرتي هي أمش.. وأنا الحين صرت أبيش..


وإلا ما تشوفيني كفو أكون اب لش..؟؟



جميلة سكتت رغما عنها وهي تهدأ رغما عنها كذلك.. بل تجبر نفسها على أن تبدي هدوءا يختلف تماما عن الأعاصير الثائرة في داخلها..


صمتت والغضب يتحول لمشاعر أعمق من الخذلان والحزن..


أصمتها شعورها بالخجل من منصور.. رغم رغبتها العميقة أن تصرخ وتصرخ وتصرخ حتى تفرغ كل ما لديها من مشاعر سلبية موجوعة


أ يعقل أن تفعل أمها بها ذلك... تتزوج بعد كل هذه السنين.. ودون أن تستشيرها حتى؟؟


إن كانت تريد الزواج.. لماذا لم تتزوج من زايد؟؟


لماذا لم تحقق لها أمنيتها أن يكون زايد والدها فعلا؟؟


هذا الأب (المودرن) الوسيم لا تريده أبا لها.. كيف يكون مثل هذا أبا لها ؟!



منصور حين رآها هدأت أفلتها بهدوء حان.. بينما خليفة كان مصدوما من ردة فعل منصور السريعة والمتمكنة..


(كيف لم يخطر لي أن افعل مثله في أيام ثوراتها الأولى


التي كانت تخترق جمجمتي بصراخها فيها)



حينما رأت أن منصور ابتعد قليلا عنها.. لم تستطع حينها أن تمنع نفسها من دفن وجهها بين كفيها لتسمح لطوفان دموعها بالانهمار دون قياس..



الرجلان معها صمتا وهما يحترمان رغبتها في البكاء.. كلاهما أصبح يعرفان أن البكاء أحد لوازم المرأة التي لا تستطيع التخلي عنها..



بعد دقائق من بكاءها الصامت... شد منصور له نفسا عميقا ثم هتف بحزم:


من حقش تبكين وتطيبين خاطرش.. بس من حق نفسش عليش ومن حق أمش عليش.. أنش تفكرين بشوي منطقية


لو فرضا ابيش عاده حي.. هل ابيش بيأخذ أمش منش ؟؟


عديني مثل ابيش صدق مهوب مجرد كلام..


أمش ما تتخيلين أشلون شايلة هم ردة فعلش إذا دريتي وخايفة أنه ذا الشيء يأثر على علاجش.. وهذا السبب الوحيد لتاجيلها تبلغيش بالخبر



جميلة رفعت وجهها المحمر وعيناها المحمرتان وهمست بصوت مختنق من أثر البكاء: قل لها إنها ماقصرت وياتي منها أكثر.. وألف مبروك.. منك المال ومنها العيال


مطلوب مني شيء ثاني؟؟



منصور منذ فكر أن يأتي هنا وهو يعلم تماما أن جميلة لن تتقبل زواج والدتها بسهولة.. هذا إذا تقبلته!!..


لكنه أراد من كل هذا أن يمتص هو الصدمة الأولى.. حتى حينما يحضر مع عفراء تكون جميلة تأقلمت مع الخبر..واتضحت الفكرة في بالها..


وعلى الأقل تكون استبعدت فكرة أن تضغط على والدتها حتى تتركه..



منصور ابتسم وهو يهتف لها بفخامة حميمة وهو يمد يده لكيس كان معه ووضعه جواره:


أنا كنت جاي مستعجل بس جبت لش معي هدية صغيرة.. وإن شاء الله يعجبش ذوقي... اعتبريها هدية متأخرة شوي لعرسش



حينها نظرت له جميلة بحذر متألم: هدية وإلا رشوة؟؟



حينها قفز منصور وهو يهتف بنبرة مخيفة مرعبة: لي أنا تقولين ذا الكلام؟؟



جميلة انكمشت على نفسها وانخرطت في بكاء حاد.. حينها اقترب خليفة منها وهو يضع يده على كتفها..


جميلة طوقت خصره بذراعيها لأنها كانت تجلس على السرير وهو يقف.. ودفنت وجهها في أسفل صدره وهي تنتحب وتهمس له بصوت خافت: تكفى قل له يطلع خلاص.. خله يطلع.. قل له يرجع لها.. خلاص ما أبي حد منهم..



خليفة أشار لمنصور أن يخرج برجاء عميق.. وهو يحتضن جميلة بحنو ويحاول تهدئتها... منصور كان يشتعل غضبا


أ له يقال أنه جاء ليرشيها... بينما جاء وهو يقدم استعداده الكامل والصادق أن يكون أبا لها... ؟؟



منصور خرج فعلا لأنه خشي فعلا أن يتصرف معها تصرفا آخر...


فيبدو أن الجميع عاجز عن إيقاف هذه الفتاة المدللة عند حدها وتعليمها كيف تحترم الآخرين وأين حدودها معهم..


وللحق فعلا كان جزء من تفكيره كأب.. فهي مهما يكن ابنة عفراء.. أي ابنته... ولو كانت فعلا ابنته لم يكن ليرضى أن تكون تصرفاتها على هذا النحو



فور خروج منصور.. جميلة دفعت خليفة بعيدا عنها وهي تصرخ:


أنت بعد وخر عني... ما ابي حد منكم.. أنت بعد روح معه يالخاين.. كذا تسوي فيني


كذا تتفق معهم علي...كذا تسوي فيني يا الخاين؟؟؟



خليفة تأخر وهو يتنهد بعمق...حتى متى سيبقى عاجزا عن فهم تقلبات هذه الفتاة


كلما شعر أنه اقترب منها خطوة... أبعدته عشرات الخطوات!!


فمتى سيستقر الحال بينهما؟؟




خليفة غادرها لمنصور الواقف خارجا... حالما رآه أخذ يعتذر له عن تصرف جميلة



منصور هتف بثقة: لا تعتذر يا ولدي.. ما أقول إلا الله يعينك.. وتراها ياولدي بنية عمك ويتيمة.. هذا من صوب


والصوب الثاني.. لا تزعل مني.. بس جميلة الحين بنتي.. وتراني ما أرضى حد يضميها ولا يقهرها..



ابتسم خليفة: لا تخاف عليها ياعمي.. تاخذ حقها وزيادة..



ابتسم منصور: لا تقول لي.. شفت بروحي..


ثم أردف بعمق: والحق يقال إن الغلط غلط عفرا اللي ماعرفت تربيها عدل


ثم أردف بنبرة أخفت وأعمق وأكثر حزما: وترا يابيك الرجّال الصدق ما يعجز في المرة.. يقدر يمشيها على شوره بدون مايكسرها ولا يهينها


والحين أسلم عليك.. وأي شي تبيه تكفى مايردك شي..



خليفة مودعا: سلامتك عمي.. سلم لي بس على عمتي.. وسامحنا على اللي صار







*************************************








" يا الله انزلوا..


فضحتونا في المستشفى كنكم تقلوون على فرن..


كنكم خايفين أخيكم يطق"



هزاع الممدد على المقعد الخلفي يرد على غانم بابتسامة مرهقة: إيه والله خايفين.. مهوب أول مرة يسويها.. له سوابق..



غانم يضحك: صدق شر البلية ما يضحك


يالله انزلوا... ميت تعب أبي أروح أصلي العشا وأرقد.. ذبحتوني اليوم ياعيال عمي



فهد بحزم: لا والله إن قد تحول تصلي معنا ثم تعشى معنا.. أنا طلبت عشا خلاص..



غانم برفض قاطع: استغفر وأنت مكانك.. وأطعم لك عشر مساكين


ما أقدر.. منتهي من التعب 3 أيام ما رقدت.. ماعادني أشوف أصلا..



فهد بحزم: يا ابن الحلال طالب ذبيحة.. حول تعشى معنا.. حن بس مامعنا حد..



غانم يبتسم: هزيع على الروعة اللي جاته الليلة.. بياكل الخروف بروحه..



هزاع يئن بابتسامة: لا حد يطري علي العيشة زعت عليكم..



غانم بمرح: حوّل.. الله يرضى عليك.. فيها زوع.. روح زوع في موتر فهيدان الجديد.. ماني بناقص قرف..



فهد يفتح الباب لهزاع وهو يهتف بمرح مماثل: وليه يعني الشيخ مايزوع إلا في سيارة.. هذي القاع وسيعة..



هزاع يتسند على فهد بإرهاق.. فمؤشراته الحيوية كلها اضطربت اليوم.. ودقات القلب عنده قفزت للذروة... لذا يشعر بإنهاك عام في مفاصل جسده كلها...



حين دخل الاثنان تفاجأ بالمشهد .. صالح وعبدالله جالسان يتحدثان.. لا غرابة حتى الآن..


ولكن كل الغرابة في المخلوق الصغير الذي يقف خلف عبدالله وهو يطوق عنقه من الخلف.. بينما عبدالله يمسك ذراعيه ويميل به إلى الأمام قليلا ثم يعود للخلف في حركة متكررة ليلاعبه


وبين كل حركة والأخرى يمسك ذراعيه الصغيرتين ويقبلها.. ويبدو على وجه عبدالله ملامح استرخاء وسعادة لا حدود لها



الاثنان ألقيا السلام.. عبدالله وصالح كلاهما هاتفا شقيقيهما عدة مرات حتى خرجا من المستشفى..


هزاع مال يقبل رأس الاثنين ثم جلس جوار عبدالله ليحتضن عضده ويقبل كتفه..


بينما صالح هتف بابتسامة: راحت على أبو خالد خلاص.. نقرت رأسي كنك مان علينا بحبتك



هزاع حتى وهو متعب لا يستطيع أن يتخلص من مرحه التلقائي: واجد عليك بعد.. زهقنا منك خلاص.. ترا حبيت رأسك وكبدي لايعة علي بعد



صالح يضحك: زين يا هزيع.. ذا وجهي كني جبت لك هدية لنجاحك..



حينها قفز هزاع ليقبل رأس صالح عدة مرات هو يهتف بابتسامة: يقطع أبو الماديات اللي خربت أخلاقنا..



فهد جلس في الزواية المقابلة وهو يهتف: وش عنده حسون أفندي كنه شمبانزي في ظهر أبيه..تعالي حبني يالخايس..



حسن كان خلف والده يهز رأسه رفضا.. بينما عبدالله يبتسم: شمبانزي وخايس بعد.. وتبيه يحبك.. روح بس..



حينها نظر فهد لعبدالله نظرة مباشرة: بيحبني غصبن عن خشته.. بس خلني لين أروق له..


الحين نبي ندري وين كنت غاط ذا السنين كلها... وأشلون يوصلنا خبر موتك في حادث..


أنت داري إن هلك ذا السنين اللي فاتت باقي يمنعوني من السواقة..



هزاع الجالس بشكل مائل وهو يتسند على (المركا) يهمس بإرهاق: يمنعونك قومهم شين سواقتهم... لبسها عبدالله بعد؟!!



فهد بغضب: تلايط أنت.. الكبار يتكلمون الصغار يتلايطون..



حينها هتف صالح بغضب: اجل انت بعد تلايط.. تسكته وحن قاعدين.. هذا حن أكبر منك...



فهد شد له نفسا عميقا: ذا الكلام كله ما يهمني... حتى لو منعوني من السواقة مهيب ذي القضية..


القضية عبدالله وين كان؟؟



عبدالله تنهد ثم ابتسم: الحين أنت وش يهمك وين كنت؟؟ مهوب المهم أني قدامك طيب وبعافية...


وأقول لك أن السبب اللي لدني منكم ذا السنين كلها مافيه شيء يلحق الدين ولا الشرف.. يكفيك كذا وإلا لا؟؟



فهد بتصميم غاضب: لا ما يكفيني... من حقي أعرف وش السبب اللي يخلي أخي يختفي أربع سنين وينقال لنا إنه مات..


عبدالله أمي كانت بتموت عقبك.. جاها اللي ما تمناه لعدوك دون صديقك.. وابي إسأل اخوانك عنه... جاه السكر والضغط وتشوفه تقول كنه شيبه في التسعين..


عالية كانت في فرنسا وما رجعت إلا عقب الخبر بـ3 شهور.. وحن كل مرة تسأل عنك وتقول أن جوالك مسكر نتحجج لها بألف حجة


ويوم درت جاها انهيار وأسبوع كامل ما طب بطنها شيء.. وكل ما أكلناها غصب رجعت.. وعقبه دخلت للمستشفى من الجفاف


وذا الصبي اللي أنت مستانس به... شوف أشلون متعلق فيك.. وذ ذنبه 3 سنين عايش يتيم...


وأم حسن اللي حادت عليك وانحبست 8 شهور وضاع مستقبلها ودراستها..


وعقب ذا كله تقول أنا ماسويت شيء يمس الدين ولا الشرف..


اللي سويته في هلك في أي دين هو؟؟ في أي دين؟؟



عبدالله كان وجهه يتلون بألم مع انثيال فهد الغاضب.. وكل كلمة يقولها يشعر بها طعنة تتجدد في جراحه التي مازالت تنزف..



هزاع حينها انتفض بغضب: بس فهد اسكت... أنت ليه تبي توجعه كذا؟؟



عبدالله أشار بيده لهزاع: هزاع خله يقول اللي يبي... أنا أستاهل اللي قاله وأكثر



ثم توجه بحواره لفهد وهو يتناول حسن من خلفه ويضعه في حضنه ويهتف بألم عميق:


وأنت ظنك يا فهد أني ذا السنين اللي فاتت قاعد بعيد عنكم مستانس..


إذا كل واحد منكم ذاق وجيعة وحدة.. فقد ولد وإلا فقد أخ..


فأنا ذقت الوجايع ألوان.. فقدت الوطن والأم والأب والأخوان والأهل والأمان وحتى الراحة النفسية..


أنا كنت عايش ..بس ما أفرق عن أي ميت غير أني أتنفس..


تبي تحاسبني حاسبني.. حسابك مهوب الشيء اللي بيوجعني.. أنا مرت على الأوجاع كلها لين أقصاها.. أقصاها



حينها وقف صالح وهو يهتف بحزم شديد: خلاص حكي في الموضوع ما أبي أسمع


عبدالله ورجع.. شيء ثاني ما أبي أسمعه..


المشكلة الحين مهيب عبدالله وين كان لأن هذا شي فات.. المشكلة الحين أشلون نوصل الخبر لامي وابي وعالية وحتى عمي راشد وخالاتي وباقي جماعتنا..



حينها همس هزاع بوجع: تكفون ماتفجعون أمي وعالية.. إذا أنا الرجال ما استحملت.. عطوهم الخبر شوي شوي..



صالح توجه للباب : بنتفق عقب أشلون نوصل الخبر لهم.. وأول حد بنبلغه عالية..


والحين بأروح أسلم على أمي وأبي وانتو خلكم عند عبدالله


ثم فهد عقب رجّع حسن لأمه.. عبدالرحمن كلمني يقول يبي يأتي يأخذه.. قلت له لا ..حن بنرجعه...






*************************************







"أوف خالتي ميتة تعب"



عفراء تلتفت لمزون بحنان: أكيد لازم تتعبين.. تجهيز عرس مهوب شيء هين


عقبال ما أجهز لعرسش أنتي وعلي إن شاء الله



مزون بتساؤل: عمي متى راجع الليلة؟؟



عفراء توترت قليلا لذكر منصور.. لا تنكر أنها حاولت الاتصال به مرتين اليوم.. لكن هاتفه كان مغلقا.. شعرت كما لو أن هذا الإغلاق هو رسالة موجهة لها أشعرتها بكثير من الألم


عفراء حاولت أن تهمس بطبيعية: ما أدري بالضبط بس في الليل متأخر..



مزون بتلقائية: زين نرجع البيت وإلا عندنا مشوار ثاني؟؟..



عفراء بهدوء: والله كنت أبي أمر الدكتورة.. بس ما أظني الوقت يكفي.. الساعة الحين 7 ونص وهي تسكر 8...



مزون بقلق: دكتورة ليش؟؟



عفراء بتلقائية: الدورة تأخرت على أكثر من أسبوع وصايرة أحس بألم في بطني من تحت.. أخر مرة جاتني قبل زواجي باسبوعين


أبي أكل حبوب تنزلها.. بس قلت أستشير الدكتورة أول..



مزون تبتسم وهي تهتف للسائقة: جينا.. قدامش مختبر البرج وقفي عنده لو سمحتي



عفراء بدهشة: والمختبر ليه؟؟



مزون بسعادة: خالتي أنا اللي أعلمش.. بدل ما تقولين أكل حبوب تنزل الدورة


قولي أسوي فحص حمل..



عفراء بصدمة كاسحة : وش حمله الله يهداش؟؟



مزون باستغراب: إلا أنتي خالتي الله يهداش.. هذا الشيء المتوقع..


انتي دورتش كانت منتظمة مثل الساعة.. وتأخير أكثر من أسبوع معناها شيء واحد


ليش مستبعدته يعني؟؟



عفراء برفض تام: لأنه مستحيل يامش..



مزون بحذر خجول: ليه خالتي؟؟ أنتي تاكلين مانع؟؟



عفراء تنهدت بعمق.. لم ترد أن تطيل الحوار أكثر من ذلك مع مزون.. قررت أن تجري الفحص حتى تسكتها.. لم تردها أن تسأل أكثر من ذلك



وبالفعل نزلتا في المختبر.. وسحبوا عينة دم من عفراء.. ووعدوهما بالنتيجة بعد حوالي 40 دقيقة..


عفراء لم تكن تريد الانتظار العبثي هذا.. تنتظر شيئا غير موجود بل يستحيل وجوده..


ولكنها لم ترد أن تكسر بخاطر مزون التي كانت غاية في التحمس.. لذا كانت الأربعين دقيقة غاية في الثقل والملل...



بعد الانتهاء.. خرج الطبيب بورقة في يده.. مزون قفزت لناحية المكتب وهي تهمس بسعادة حذرة: بشر يا دكتور..



بينما عفراء جالسة دون أدنى اهتمام.. وكل ماتريده هو انتهاء مزون من لعبتها حتى تعود للبيت..



الطبيب بابتسامة مهنية: نتيجة إيجابية..



مزون بسعادة محلقة: أشلون إيجابية.. حامل يعني..؟؟



الطبيب اتسعت ابتسامته: آه.. حامل إن شاء الله..



عفراء كأنها سمعت كلمة (حامل) لكنها أرجعتها لخلل في السماع.. أو ربما كان يقول لها (غير حامل)..



مزون كادت تجن من السعادة: دكتور أقدر أعطيك بشارة؟؟



الطبيب يضحك: خلاص البشارة بتاعتي.. الفرحة دي..



عفراء أصيبت بالجمود والتيبس (ماذا يقولان هذان؟؟ يبدو أنهما يهذيان؟؟ أو أنا من تهذي وتتخيل؟؟)



مزون قفزت بجوار خالتها وهي تحتضنها والكلمات تختلط على لسانها من سعادتها:


مبروك ياخالتي مبروك... سبحان الله كنت أتمنى أكون أول من يعرف ويبارك


والله حقق لي أمنيتي.. اللهم لك الحمد والشكر..


عقبال فرحتي بحمال مرت كساب..



عفراء كانت جالسة متخشبة (أتخيل؟؟ أكيد أتخيل!! مستحيل!! مستحيل!! أشلون أنا حامل؟؟ ومنصور؟؟)


مزون تهز خالتها: خالتي بسم الله عليش..



عفراء انتفضت بخفة وهي تقف وتسأل الطبيب: دكتور أكيد أنا حامل؟؟



الطبيب بمهنية: إن شاء الله دا تحليل دم مش بول.. والدورة تأخرت أكتر من أسبوع.. أكيد إن شاء الله



حينها عاودت عفراء الجلوس.. صدمة هائلة مزقت حواسها...


دون أن تشعر مدت يدها لبطنها.. وذكريات مشوشة لحملها بجميلة تعود لذاكرتها


ولكن فرق شاسع بين بساطة مشاعرها وفرحتها البريئة آنذاك


وبين تعقيد مشاعرها وفرحتها المعقدة الكثيفة العارمة اليوم!!


نعم... فـــرحــة!!..


رغم كل التعقيدات.. رغم كل التوتر.. رغم كل التأزم.. هي سعيدة.. بل سعيدة جدا..


كانت تتمنى طفلا من منصور وهاهي حصلت عليه.. لا تعلم كيف؟؟ ولا يهمها كيف؟؟


هي رحمة رب العالمين ورغبته ومشيئته التي لا يقف أمامها شيء..



كانت تخرج مع مزون وابتسامة متلاعبة شفافة ترتسم على وجهها..


قد تكون فاشلة جدا في التصرف بالخبث الأنثوي الذي قد يكون مطلوبا في بعض الأحيان..


ولكن حملها هذا ستجعله سلاحا ضد منصور المتبجح!!


تستطيع قلب الطاولة عليه.. وقبل أن يغضب هو من حملها


ستغضب هي منه.. لأنه خدعها وقال لها أنه يعاني من عيب يمنعه من الإنجاب


فإذا به يورطها في حمل لم تكن هي مستعدة له أطلاقا..


" يالها من مسكينة!! "


اتسعت ابتسامتها حتى كادت تتحول لقهقهه منعتها حتى لا تفضح نفسها في مزون


(طيب يا منصور!! زين


ربي أكرم من كل شيء


أقوى من تسلطك وتجبرك وشروطك


انتظر علي شوي


بس شوي يا منصور!!)








**********************************







" خلاص أبو عبدالرحمن شنطتك جاهزة.. واللي قلت لي عليه كله حطيته فيها"



أبو عبدالرحمن يلتفت لأم عبدالرحمن وهو يجلس على السرير ويضع أوراقه وماله وجواز سفره في حقيبة صغيرة معه


ويهتف لها بحزم: أنا معزوم على العشا.. وما قدرت أعتذر من الرجال.. بارجع بسرعة عقبه وبأخذ شنطتي وبيمرني تميم .. امهاب بيودينا المطار



أم عبدالرحمن بتردد: والله ذا السفرة مالها سنع.. عرس بنت ناصر عقب أسبوع.. وأنت بعد ماخذ أخيها معك



أبو عبدالرحمن بذات نبرته الحازمة: ما أقدر أجلها.. فضل المنان يقول إنه حاجز طيور لي.. وماقدر يخليها أكثر من أسبوع


ولولا أن أبيه الله يحسن خاتمته هو اللي موصيه إنه إذا جاته طيور زينة يخيرني فيها أول حد.. أو كان باع بدون ما يهتم مني..


وما أقدر بعد أقول له احجزها أكثر من أسبوع.. ما أرضى له الخسارة...أنا وأبيه صحبة وأكثر من أخوان بعد من أكثر من 35 سنة..



أم عبدالرحمن بذات التردد: زين روح أنت جيب طيورك وخل تميم.. خاف يتأخر على عرس أخته..



حينها ابتسم أبو عبدالرحمن: ما أقدر أروح بدون تميم.. أستبشر بوجهه.. العام الأول حدني أشتري فرخ وأنا ما أبيه كلش.. بس شريته لأني ما أحب أخالفه


تميم دايما رايه إهدا (الهدا=الصواب) مايحدني إلا على خير


وذا الحين ذا الفرخ صار خيرة طيوري..


والعام يوم رحت بدون ما أقول له عشانه كان مريض.. زعل علي إني رحت وخليته..


وش تبيني أسوي يعني؟؟ أنا ماغصبته... أنا قلت له تخاويني.. وإن شاء الله محن بمبطين.. 3 أيام وإلا 4 بالكثير ومعودين



تنهدت أم عبدالرحمن: أنت بعد يا فاضل غلطان من يوم ولعت الصبي في القنص.. وإلا حد مثل تميم يقنص..



ابتسم فاضل بشفافيه وهتف كأنه يكلم نفسه: والله إنه أخير من كل الصقارين.. صقار بالفطرة.. نبيه وفطين..


هذا أنا كنت أخذ عبدالرحمن وامهاب كلهم معي.. لو أني اللي أولعهم في الشيء كان ولعت ولدي..


بس ماحد منهم اهتوى القنص إلا تميم لأنه قرم في رأسه حب ما طحن.. ما يطحنه غير حوال الطير نكاسي..


والله ثم والله لو أني داري إنه له طاري بالعرس من وحدة مهيب مثله.. ماكان أخليه يروح على شعاع..



أم عبدالرحمن بجزع: من جدك يافاضل.. تميم ولد أخي واحبه مثل ولدي.. بس شعاع بنتي وأبي لها الزين..



أبو عبدالرحمن قلب شفتيه: هذا عشانش مرة عقلش ناقص.. أنا أشهد أنش ما تعرفين الرياجيل..وإلا تميم يسوى عشر رياجيل


ثم أردف بحزم وهو يشير للتسريحة: تراني خليت لش ظرف فيه فلوس في الدرج الأول..



أم عبدالرحمن تغلق حقيبته وتهتف بتلقائية: ماله داعي يابو عبدالرحمن.. عبدارحمن موجود..



حينها هتف بغضب: ما حد مسئول عن بيتي غيري.. وما تأخذون مصروفك من غيري..



حينها هتفت أم عبدالرحمن بوجع مخفي: وهي المسئولية فلوس وبس.. الله لا يخلينا منك ولا من عبدالرحمن..



أبو عبدالرحمن يشد حقيبته وهو ينزلها على الأرض ثم يهتف لها بتحذير:


إياني وإياش مرة ثانية تخلين شعاع تروح بروحها من السواق والخدامة..والله لا يصير شيء ما يرضيش..


شعاع ما تطلع مكان إلا معش أنتي أو مع أخيها أو مع جوزاء وبس... حتى مع بنات خالها ما تروح


سامعتني؟!!



أم عبدالرحمن بجزع: الله يهداك ماصارت إلا مرة وحدة عشاني ماكنت موجودة..


راحت تصور ملزمة في المكتبة القريبة عشان الامتحانات.. وهذي الامتحانات خلصت


وشعاع جاها ماكفاها منك تيك المرة..



أبو عبدالرحمن بغضب: جزاها وأقل من جزاها... أنا منبه عليها ألف مرة... ثم تعصاني..


ثم أردف بتصميم : وإيه.. أمنتش الله ما ترقدين لين تأكدين إنش قفلتي البيان وسحبتي المفاتيح..



أم عبدالرحمن بسكون: يا فاضل الله يهداك.. كل ماجيت تسافر توصي نفس الوصايا والله أني حفظتها.. لا توصي حريص



أبو عبدالرحمن وهو يستعد للخروج: واسمعيني يأم عبدالرحمن تراني مخلي مع الفلوس.. فلوس هدية بنت ناصر.. لا تقصرون فيها


تراها مالها خوال ولا عمان.. وأنتي عمتها الوحيدة.. أبي هديتش لها بهدية عشر عمان..







*******************************************







" عبدالرحمن فديتك.. تكفى جيب لي حسون


الساعة صارت تسع ونص.. متى بألحق أعشيه واسبحه وانيمه؟؟"



عبدالرحمن يهتف في هاتفه بمودة: جوزاء ياقلبي والله أني كلمت صالح كم مرة


قال لي إن فهد بيجيبه...


كلمت فهد يقول حسون مهوب راضي يرجع معه..


قلت لهم أنا بأجيكم أجيبه.. فهد يقول إنه مطلعه يلعبه.. وبيرجعه



جوزاء بقلق: والله تاخر ياعبدالرحمن... صالح خذه من عقب العصر.. من الساعة أربع ونص.. الحين صارت تسع ونص


لو كان ماخذه الصبح كان عادي عندي.. بس الحين تأخر الوقت



عبدالرحمن بطمأنة: وش تاخر يابنت الحلال.. تو الناس..


والله مايأكلونه عمانه.. ولا يهمش أنا بكلم فهد لو ماجابه الحين.. باروح له بنفسي الألعاب..




جوزا ألقت بهاتفها جوارها وهي تمسح على وجهها بإرهاق.. شعاع الجالسة جوارها تقلب في جهازها الحاسوب همست لها بهدوء:


أشفيش متوترة كذا... ترا مهيب أول مرة يأخذونه هله.. وأحيانا ياخذونه أكثر من كذا وخصوصا عقب مارجعت عالية يكون معها طول اليوم..


وش معنى اليوم متوترة كذا؟؟



جوزاء بتوتر وقلق عميقين: أنا كلمت عالية عقب المغرب.. قالت لي ماشافته.. قلبي قارصني



5 ساعات قاعد في المجلس؟؟... أنا خايفة يكون مسك دلال القهوة وإلا طلع الشارع


وإلا صار له بعيد الشر شيء.. عشان كذا عمانه مايبون يروعوني


ياربي شعاع... والله العظيم قلبي قارصني.. وقاعدة أطمن روحي



شعاع بطمأنة: ما أشين فالش.. مابه إلا الزين..





.


.


ذات الوقت..



فهد يبتسم: أنت خلصنا من ولدك اللزقة.. خاله صدعنا يقول أمه صدعته..



عبدالله لا يريد تركه يغادر فعلا.. مازال لم يشبع عينيه وروحه منه.. ولكن هل ساعة أو ساعتين آخريين سيكفيانه..


يشعر أن العمر كله لا يكفيه حتى يعوضه عن تركه له طيلة السنوات الماضية


وخصوصا أن حسن لا يريد تركه مطلقا..ويبدو متعلقا به بصورة غريبة مبالغة..



أ لم عميق يتصاعد في روح عبدالله على حال هذا الصغير الذي عاش علاقة أبوة مع مجرد صور.. ورق مصفر.. أشباح باهتة لخيال أب كان..


بينما والده حي يرزق..


ينظر إلى حسن الجالس على ركبتيه ويعاود احتضانه ربما للمرة الألف هذه الليلة .. ولا يرتوي من رائحته ولا من قرب جسده الضئيل



فهد يعاود الإلحاح: لا تزعل علي بس تراني بشله غصب وبوديه لامه.. نبي نرجع نتعشى ونتصل في صالح يجينا..



عبدالله يقف وهو يحمل حسن بين ذراعيه: أنا باروح معك نوديه..



فهد بتوجس: أخاف حد يعرفك.. ما أبي حد يبلغ هلي الخبر قبل ماحنا نقول لهم..



عبدالله بهدوء واثق: يا ابن الحلال أنا باتلطم.. وأقعد جنبك...وأنت انزل وعطه خاله.. صار لك ساعتين تحايل فيه وهو مهوب راضي..



فهد باستغراب: صراحة تعلقه فيك غير طبيعي.. متى لحق يعرفك عشان يتعلق فيك كذا؟؟


وبعدين ماشاء الله تعاملك معه تعامل واحد خبير ومحترف بعد.. مهوب واحد المفروض إنه عليمي..



عبدالله يبتسم: الأخ مركز في كل شيء.. هذي اسمها تناجي أرواح يا متنح.. ولد وابيه.. الروح تنادي الروح



فهد يضحك: الكلام كذا كني سمعته في فيلم هندي قديم.. يا الله قوم قوم... نسيبنا دخل في مخ مخي... الله يعين عالية عليه ويعينه على عالية



عبدالله وفهد يتجهان للخارج.. تاركين هزاعا الذي كان نائما في المجلس


وعبدالله يسأل فهد بابتسامة: عالية ماعقلت.. ؟؟



فهد يبتسم: إذا عقل حسون عقلت عالية معه..



عبدالله بمودة عميقة: وخالي نايف وش أخباره؟؟ صالح يقول لي باقي له سنة ويخلص ماستر..



فهد بمودة مشابهة: نايف طيب لو أن الله يخلصه من حنت خالاتك.. هم موذين العالم فكيف أخيهم الوحيد



ثم أردف فهد وكأنه يتذكر شيئا: تدري عبدالله حتى يوم كانت أم حسن في الحداد..


كنت دايم أشوف عالية مفولة من خالاتي خصوصا خالتي نورة وسلطانة


تقول أنهم حاطين دوبهم دوب المسكينة ومطفرينها من عيشتها..



عبدالله شعر كما لو كان تكهرب وتيار لاسع يمر عبر كامل جسده: أشلون يعني؟؟



فهد بعدم اهتمام: ما أدري.. اسأل عالية عقب..



عبدالله سكت باقي الطريق وهو يحتضن حسن الذي يستكين على صدره


(هل تبقى شيء يا جوزاء لم أجرحكِ فيه؟؟


حتى أبسط شيء.. أتركك عرضة للألسنة تلتهمكِ دون أن أكون موجودا لحمايتكِ!! للتخفيف عنك!!


تركتكِ براءة عذبة مغبونة مجروحة في عمق أنوثتها


ضاعت فرصتك في اكمال دراستك في حداد ماكان يجب أن تخضعي له


وبعد ذلك حتى من أذية الكلام لم يرحموك


وأنا السبب في كل ذلك!! دائما أنا السبب!!)



عبدالله كان مستغرقا في أفكاره التي يأخذه منها أحيانا حديث فهد الذي كان يجيبه باقتضاب بعد أن صدمه بوجيعة جوزا الجديدة


أي فرحة هذه التي خالجتها الأوجاع حتى صميم الروح؟؟


أي فرحة هذه التي ما ابتسم فيها ابتسامة حتى سالت خلفها روحه دمعات وآهات؟؟



"وصلنا!!"



انتزعته كلمة فهد الحادة القاطعة من أفكاره بالكامل


والسيارة تقف أمام بيت أبي عبدالرحمن








************************************







قبل ذلك بحوالي ساعة... بعد صلاة العشاء مباشرة





تجلس في غرفتها.. تحترق.. تفكر.. تنطفئ لتعاود الاحتراق بلا هوادة


تعلم أنه عاد.. وتعلم أنه كان في الأسفل


سلم على والديه وشقيقته وولديه.. ثم ذهب للمسجد مع والده لصلاة العشاء


كل هذه الأخبار أبلغها بها ولديها اللذين ذهبا هما أيضا مع والدهما للصلاة


بينما هي كانت في أثناء حدوث ذلك تلتهي بترتيب ملابسهما عن الهموم التي تكاثرت في روحها


والتي زادها عليها أن غانم لا يرد على اتصالاتها أبدا.. بعد خروجه المفجع بالأمس.. الذي زاد قلقها قلقا


عادت لغرفتها وهي لا تعلم حتى إن كان صالح سيتذكر أن يصعد لرؤيتها


أو ربما كان مستعجلا للعودة لشيء آخر!!



بداخلها ترفض فكرة أن صالحا قد يتزوج عليها.. لا يمكن أن ينهار كل الحب الذي يحبها صالح في لحظة.. يستحيل أن يستبدلها بآخرى


تطوف ببالها مئات من ذكرياتها مع صالح.. العاشق الذي لم تطفئ جذوة حبه لها أي ظروف.. لا خلافاتهما ولا بعادها ولا السنوات..


دائما كان عاشقا متجددا.. وكأنهما عريسان في شهر زواجهما الأول..


رغما عنها شهقت بألم.. هي من أضاعته من يدها..


صالح على الدوام كان رجلا استثنائيا.. تكاد تقسم أنه قد لا يوجد على كوكب الأرض رجلا أغرق زوجته في مشاعر عشق مستحيلة كما فعل صالح


أخطأ في حقها خطأ كبيرا.. ولكنها هي من لم تعرف كيف تتصرف حينما حدث الخطأ في مرته الأولى.. ومراته التالية..


كانت تهرب لغرفة ابنائها ثم تدعي أنها رضيت سريعا رغم أنها بداخلها لم ترضَ..


شيء ما بقي حاجزا بينها وبينه


حاجز كان يثير جنون صالح الذي يريد امتلاكها حتى أخر نفس..


ولكنها ربما كانت تعاقبه بهذه الطريقة.. كانت تعلم استماتته في إشعال مشاعرها


لكنها كانت تبقي لها دائما حاجز ما من تباعد وبرود


لا تعلم هل (غرّها الغلا)؟؟ هل كانت طريقتها في التعامل مع صالح فاشلة؟؟



(بالتأكيد هي فاشلة


وأنا فاشلة!!


وإلا لماذا وصلنا إلى هذا الحال


لماذا وصلنا هنا.. رغم كل الحب الذي جمعنا


أو بمعنى أصح حب صالح الذي كنت أستقبله دون مقابل يوازيه!!)



كانت أفكارها الجارحة الثقيلة تدمي فؤادا أرهقه اليأس والسهر والقلق والغيرة.. وشهقاتها الخافتة تحاول كتمانها فلا تفلح..


حتى سمعت الطرقات الهادئة على الباب التي أجبرتها على ابتلاع شهقاتها..






********************************






يتنهد بعمق وهو يدخل إلى بيته..


تجاوزت الساعة منتصف الليل.. لا يعلم هل كانت مهمته ناجحة أو فاشلة


ولكن أكثر ما يخشاه أن تؤدي لتأزم الوضع بينه وبين عفراء


يخشى أن تكون جميلة اتصلت بوالدتها بعد مغادرته


ولا يعلم كيف نسي حدوث مثل هذا الاحتمال المتوقع جدا..


احتمال كهذا قد ينسف كل مافعله..


وغلطة الشاطر بألف..


بل غلطة كهذه بملايين الملايين..


يخشى أكثر من أي شيء أنه لن يجدها حتى هنا.. قد تكون غضبت وعادت لبيتها..


وهذا هو المتوقع منها..


فبعد اتفاقهما أن يؤجلا إبلاغ جميلة بزواجهما حتى تذهب عفراء لها


كان هو من خرق الاتفاق وهو يبلغ جميلة ودون علم عفراء حتى..


يخشى بشدة أن تسيء فهم سبب تصرفه هذا.. أو تبرره بسوء نية مقصود منه..


كانت هذه الأفكار تدور في رأسه وهو يصعد للأعلى ومع كل خطوة يخطوها يغتاله أحساس مر أنه لن يجدها .. لن يجدها


وأنه سيجد فقط أطلالا مهجورة تستحضر ذكراها في المكان






#أنفاس_قطر#


.


.


.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#   رد مع اقتباس
قديم 27-06-10, 08:57 AM   المشاركة رقم: 2337
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2010
العضوية: 171981
المشاركات: 7
الجنس أنثى
معدل التقييم: روووح عبودي عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
روووح عبودي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

صباح المسرات والتفاؤل على كل الغاليات في ليلاس وعلى احلى نفوسه اسمحي لي يالغلا توني ارد بس ماقدر اقول الا حرااام منصور وعفراء اكيد عين
عبدالله توو ماابتدا عمره انا صراحه مو شاطره بلعبه التوقعات بس اتوقع ان مهاب بينسحب من حياة جوزاء وولدها لان سبب زواجه يتم حسن وهذا هو ابو حسن رجع من جد نفوسه انتي رائعه بكل معنى الكلمه وننتظرك على احر من الجمره .....
روووح عبودي

 
 

 

عرض البوم صور روووح عبودي   رد مع اقتباس
قديم 27-06-10, 09:51 AM   المشاركة رقم: 2338
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 169328
المشاركات: 8
الجنس أنثى
معدل التقييم: آلدانة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 11

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
آلدانة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

صباح المسرات والتفاؤل والرقي والابدااااااااااع

بصراااحه بااارت مدمر

مسوين لنا قروب بس نسولف عن هالقصه وتطوراتها

والله انش ابدعتي

ماشاءاالله تبارك الرحمن

مقطع عبدالله وحسن , دمااار عاطفي شااامل

ما هقيت ابكي على قصه

وبكيتيني

ابدعتي

الله لايهينش ويعطيش العافيه

 
 

 

عرض البوم صور آلدانة   رد مع اقتباس
قديم 27-06-10, 09:56 AM   المشاركة رقم: 2339
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 169304
المشاركات: 31
الجنس أنثى
معدل التقييم: السر الغامض عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
السر الغامض غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

ماشاء الله عليك نفووووووسة

باااااارت قمة في الروعة

والله وطلعت شوفت الصور لحسن مفيدة لعبدالله وهذا اللي بيخليه يتعلق وبيعوض جوزاء إن شاء الله

بس تقعشر جلدي يوم شاااف حسن لأبوه

وعفراء ومنصوووووور

مبرووووووووووك وألف مبروك

واخيرا حملت عفراء بس وش راح يكون موثف منصور من المفاجاة

والاهم جميلة وش بتسوي ياخوفي تجيها حالة من حالاتها وتضرب أمها وتسقط البيبي<<فيس يبكي
..

 
 

 

عرض البوم صور السر الغامض   رد مع اقتباس
قديم 27-06-10, 10:02 AM   المشاركة رقم: 2340
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2010
العضوية: 173899
المشاركات: 13
الجنس أنثى
معدل التقييم: ام خدود حمراء عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ام خدود حمراء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
Congrats يالبى كبدش يانفوووسه جعل عمرش طويل في طااااعته

 

:

مــــــــــــــــــــــاشـــــالـلـه بــــــــارت مــــوجع لابـــعد حـــد بصراحه ماقدرت ماارد واسلم عليش جعل والديش بالجنه اكثـــــر شــــي هــــزني مـــوقف لقـــــاء عبدالله واخوانه وولــــده حاســــه بهل الســــبحه لاجاء عند ماماته وجوزاء يمكن تعرف زول عبوووود تكفين يانفوس اني طالبتش ترجعينهم لبعض عشان ذا البزر قلبي تقطع عليه بصراحه شي شي شي شي شي لايوصف الله لايضرش يااحلى نفوووسه واخذي راااحتش حبيبتي نحن بانتظاارش ولو بعد سنه والشي الغير متوقع حمال عفرااااااء الحين بمـــووووت واعـــرف ردة فعـــل منـــصوري فديتـــه لاعرف بخبر الحمال وين الفتــــى المغــــرور كسااابووووه يالبى الغرور البارت الجاي بتجهز وانفش الشوشهعشان اردح>>>>معناها ارقص في عرسه وسلامــــتـت روحـــــش فديــــــتش وابـــــشركم انا ناجـــــحه ابي منكم حلوان هع هع شحاااذه مع هالويه يلا استودكم الله ولنا لقاء باذنه _
هع

 
 

 

عرض البوم صور ام خدود حمراء   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مـــ كاسره ــزنه زايــ كسـاب ــد", آه يا قلبي ،أحلى رواية رومانسية ، رواية تجنن ،رواية خطيرة موت, أنفاس ليلاس العطرة في رائعتها الثالثة, أنفاس قطر+بين الأمس واليوم, الجزء الحادي و العشرون صـ 256, الجزء السبعون ص 1181, الجزئان 24، 25 في ص293, احبج في الله انفاس قطر :), اشتقنا لطلتك الحلوة أنفاس, انفاس قطر, اكرهك يا عبد الحمن ~> لا تلمونها يذكرها بواحد .! :(, بين الأمس واليوم/ الجزء الثالث والعشرون ص279, بين الامس واليوم, بين الامس واليوم احلى رواية, جميله " إنكسار (w) ", خليفة يطلب من جميلة بالتلفون تنساه وتحب فهد, جونااان ..حور, رابط قصة بين الامس واليوم بدون ردود""http://www.liilas.com/vb3/t158045.html"", روايات, روايات أنفاس قطر, رواياة بين الأمس واليوم, رواية # أنفاس_قطر #, رواية أنفاس قطر الثالثة بين الأمس واليوم, رواية أنفاس قطر الجديدة, رواية الكاتبه القطريه انفاس قطر, رواية انفاس قطر, رواية رائعة, سمانآ, فهد وجميلة بيصيروا أحلى عشاق ~فديت نفوسة أناا
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t137476.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ط±ظˆط§ظٹظ‡ ط¨ظٹظ† ط§ظ„ط§ظ…ط³ ظˆط§ظ„ظٹظˆظ… , ظ„ظ„ظƒط§طھط¨ظ‡ ط§ظ„ظ…طھط§ظ„ظ‚ظ‡ ط§ظ†ظپط§ط³ ظ‚ط·ط± This thread Refback 06-12-17 05:41 PM
Untitled document This thread Refback 06-07-17 04:02 AM
ظ…ظˆط¶ظˆط¹ ظٹط¹طھظ…ط¯ ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„ظ…ظ‚ط§ط±ظ†ط© ط¨ظٹظ† ط§ظ„ط§ظ…ط³ ظˆط§ظ„ظٹظˆظ… - Rocket Tab This thread Refback 12-03-16 10:18 AM
ظ‚طµطµ ط­ط¨ ط§ظ„ط³ظˆط¨ط± ط¬ظˆظ†ظٹط± ظ„ط¨ظ†ط§طھ ط§ظ„ط³ظˆط¬ظˆ ظپظ‚ط· ♥♥♥♥♥♥♥♥♥3 - ط£ظ„ظˆظپظ† This thread Refback 07-02-15 12:56 AM
ظ…ط¯ظˆظ†طھظٹ ط§ظ„ط¨ط­ط± ط§ظ„ط¹ظ…ظٹظ‚ ط§ظ„ط£ط±ط´ظٹظپ ظ…ظ†طھط¯ظٹط§طھ ط¹ط±ط§ظ‚ ط§ظ„ظ†ط¨ظ„ط§ This thread Refback 16-08-14 11:50 PM
ط¨ظٹظ† ط§ظ„ط£ظ…ط³ ظˆط§ظ„ظٹظˆظ… liilas This thread Refback 05-08-14 01:26 PM
ظ…ظˆط¶ظˆط¹ ط­طµط±ظٹ ط¨ظٹظ† ط§ظ„ط£ظ…ط³ ظˆط§ظ„ظٹظˆظ… This thread Refback 04-08-14 11:08 AM
ط±ظˆط§ظٹظ‡ ط¨ظٹظ† ط§ظ„ط§ظ…ط³ ظˆط§ظ„ظٹظˆظ… , ظ„ظ„ظƒط§طھط¨ظ‡ ط§ظ„ظ…طھط§ظ„ظ‚ظ‡ ط§ظ†ظپط§ط³ ظ‚ط·ط± This thread Refback 24-07-14 01:24 AM
Untitled document This thread Refback 14-07-14 01:11 AM
Untitled document This thread Refback 01-02-11 08:15 PM
ط±ظˆط§ظٹظ‡ ط¨ظٹظ† ط§ظ„ط§ظ…ط³ ظˆط§ظ„ظٹظˆظ… , ظ„ظ„ظƒط§طھط¨ظ‡ ط§ظ„ظ…طھط§ظ„ظ‚ظ‡ ط§ظ†ظپط§ط³ ظ‚ط·ط± This thread Refback 29-12-10 06:27 PM
ل¹‚ؤڈل»™ر•ؤ§ (mdaaaa) | Formspring This thread Refback 08-12-10 02:31 AM
Untitled document This thread Refback 03-12-10 10:54 AM
Untitled document This thread Refback 26-11-10 10:19 PM
Untitled document This thread Refback 26-11-10 07:35 AM
Untitled document This thread Refback 24-11-10 12:35 PM
Untitled document This thread Refback 20-11-10 10:36 PM
Untitled document This thread Refback 07-11-10 12:28 PM
joOOOojoOO (joOOOojoOO) | Formspring This thread Refback 05-11-10 05:40 AM
Untitled document This thread Refback 30-10-10 08:52 PM
ط±ظˆط§ظٹظ‡ ط¨ظٹظ† ط§ظ„ط§ظ…ط³ ظˆط§ظ„ظٹظˆظ… , ظ„ظ„ظƒط§طھط¨ظ‡ ط§ظ„ظ…طھط§ظ„ظ‚ظ‡ ط§ظ†ظپط§ط³ ظ‚ط·ط± This thread Refback 12-10-10 10:20 AM
Untitled document This thread Refback 12-07-10 04:32 AM
Untitled document This thread Refback 23-05-10 08:08 PM
Untitled document This thread Refback 19-05-10 03:17 AM
Twitter Trackbacks for ط¨ظٹظ† ط§ظ„ط£ظ…ط³ ظˆط§ظ„ظٹظˆظ… [liilas.com] on Topsy.com This thread Pingback 16-05-10 02:19 AM
Untitled document This thread Refback 14-05-10 11:05 PM
Untitled document This thread Refback 03-05-10 09:55 PM
Untitled document This thread Refback 27-04-10 07:35 PM
Untitled document This thread Refback 15-04-10 02:31 PM
Untitled document This thread Refback 13-04-10 12:34 PM
Untitled document This thread Refback 12-04-10 10:07 PM
Untitled document This thread Refback 11-04-10 08:46 AM
nono (nooral2mal) on Twitter This thread Refback 28-03-10 01:46 PM


الساعة الآن 06:27 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية