السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صباح النور والسرور والرضا من رب العالمين
صباح المودة والعذوبة والرقة
صباح لكم وبكم ومعكم
.
دعواتنا لوالدة ميمو الشرقية بالشفاء وتمام العافية
اللهم رب الناس.. مذهب البأس.. اشف أنت الشافي.. لا شافي إلا أنت.. شفاء لا يغادر سقماً.
.
ياهلا بكل من حط الرحال معنا وجه جديد وشرفنا باشتراكه وتوقيعه الأول
ونتمنى ما تكون بصمتكم بصمة وحدة مثل الغوالي اللي طلوا مرة وحدة وقالوا نحن هنا.. ثم اختفوا عن الساحة بقوا خلف الكواليس
أحب أشوفكم دايم حولنا وحوالينا تصنعون معنا حوار جديد ومختلف وثري
وياهلا ألف بكل القلوب الدافية اللي معنا كل بارت اللي لو غابت وحدة منهم أفقد وقعها على دقات قلبي
.
.
نجلا وصالح
البعض ربط بينهم وبين لطيفة ومشعل
واللي ربطوا قلت فعلا أنهم أذكياء <<<<مع أني للمرة الألف ما أحب المقارنة لكنها حضرت
والربط ليس لأني أرى بينهم ارتباط
ولكن لأن قصة نجلا وصالح خطرت ببالي بسبب لطيفة ومشعل
حسيت تيك الأيام إنه في خاطري شيء ماقلته وفي عوالم المتزوجين عمق كبير يبي طرق
أما ليش صار الربط فالسبب بسيط
كل رواياتي الأزواج اللي بينهم الأحداث فعلا فيها يتزوجون في الرواية
عدا لطيفة ومشعل ثم نجلا وصالح
كلهم متزوجين وعندهم أطفال وعيال عم والقصة بدت وهم فعلا متزوجين وبينهم مشاكل
لكن تشابه مقصود في الشخصيات أو حتى الاحداث لا... اللهم لو كان تشابه ضروري لان حياة الأزواج تتشابه فعلا
اختلاف مشعل عن صالح واضح لكن اللي ابي اتكلم عنه هو نجلا
نجلا شخصية مركبة <<< وهكذا أردت معظم شخصيات بين الأمس واليوم
لكن لطيفة كانت شخصية واضحة وصريحة كانت تحب مشعل عبرت عن مشاعرها بكل الصور
ولما زعلت على مشعل كانت واضحة وصريحة وبعد
لكن نجلا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
.
واليوم بالضبط بنتعرف بشكل كامل على مشاعر نجلا وصالح
وموب بس هم لكن كل شيء يخص الشخصيات بيكون واضح قدامكم إلى حد ما هو الحد المطلوب في هذا المرحلة
المرحلة اللي بعد كذا لها حضورها الخاص
باقي قضية هي اللي ما انحل أي غموض فيها وهي اللي بنقفل عليها
وموب لاني أبي أحرق أعصابكم لانه أنتو فعلا عارفين من زمان غموض هالقضية فقفلتنا عليها ما تغير عندكم شيء
لكن بتغير كثير في حياة كثير من الشخصيات
عدا أني أبي أهيئكم نفسيا للمرحلة الجاية
اللي بتكون مرحلة عاصفة من بين الأمس واليوم
ولأنها بتكون عاصفة أنا أحتاج للهدوء فعلا
فأنا مرهقة لأبعد حد فكريا وجسديا..
بارت اليوم هو الأخير حتى حين..
ولأني فعلا ما أعرف متى ممكن أكون أرتحت ثم كتبت كم مناسب من الأجزاء أستطيع أن أعود به في ثقة
فالغياب بيكون بين أسبوعين لثلاثة.. منها أنكم تتفرغون للدراسة ودعواتي للجميع بالتوفيق والله لا يضيع تعب أي مجتهد
وأنا خلال هالوقت فعلا أقدر أرتاح واكتب شيء يليق يتقدم لذائقتكم الرفيعة
.
الآن إليكم
الجزء الثامن والعشرون
.
قراءة ممتعة مقدما
.
لا حول ولا قوة إلا بالله
وإلى الملتقى
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
.
.
بين الأمس واليوم/ الجزء الثامن العشرون
اقترب موعد السفر كثيرا
باتت تعلق هذا السفر كثيرا من الآمال
فهي ماعادت تعرف كيف تفتح بابا للحوار مع صالح
وخصوصا بعد ما حدث البارحة.. وهو يضعها أمام المدفع ويحملها المسئولية كاملة..
بينما هي يستحيل أن تعتذر له أو تبادر بإرضاءه بينما هو من أخطأ بحقها
ولكن بدلا من يرضيها كما توقعت هاهو يزداد تباعدا وبرودا
كبرياءها أرجع سبب ذلك إنه يغيب طوال اليوم عنها.. يهرب منها ومن تأثيرها عليه
لكن في السفر سيلتصقان معا طوال اليوم.. لن يستطيع الانفكاك عنها
حينها ستعرف كيف تؤدب هذا الصالح الذي (عيرني بعيارته.. وركبني حمارته)
فبدلا من أن يسعى لرضاها.. يريدها أن تسعى لرضاه
كيف جعل الموزاين تنقلب هكذا؟؟
كيف استطاع أن يُشعرها بالذنب.. الشعور الذي تنكره على ذاتها!!
كيف استطاع قلب الطاولة عليها وإظهارها بمظهر المذنبة بينما لا مذنب سواه!!
يا له من خبيث لئيم؟!!
وهي غارقة في أفكارها دخلت عليها عالية.. كانت صامتة على غير العادة
جلست جوارها وهي غارقة في الصمت
نجلاء مدت يدها ووضعتها على جبين عالية وهي تهمس بنبرة مصطنعة: بسم الله عليش مسخنة يأمش.. وش فيش نازل عليش سهم ربي
عالية بسكون: جايني معرس..
نجلاء تبتسم: بس لا يكون مثل المعرس اللي جبته لش أنا وسمور
عالية بهدوء عميق: والله العظيم من جدي.. شعاع كلمتني عن اخيها عبدالرحمن..
حينها أشرق وجه نجلاء بسعادة: ماشاء الله عالية.. عبدالرحمن مخبر ومنظر.. أنا شايفته بنفسي في التلفزيون قبل فترة
شنو شخصية .. شنو رزة.. شنو كلام.. يجنن.. يجنن..
حتى سميرة ماتت على شكله.. تقول ما كنت أدري إن عبدالرحمن اخ شعاع هو نفسه ذا
ثم أردفت نجلاء ضاحكة: بس تبتوب شوية..
عالية بضيق: نجلاء واللي يرحم والديش.. مالي مزاج مزح الحين
نجلاء برقة: زين وليه تتضايقين.. تبينه قولي وعطي البنت القرين لايت تخلي الرياجيل يكلمون الرياجيل
ما تبينه قولي لها بعد .. العرس قسمة ونصيب..
عالية بتوتر: تدرين نجول.. أنا ماعادني ببنوتة صغيرة.. عمري 24 سنة.. ويمكن الخطاطيب اللي جاوني قبل مهوب واجدين
على أساس أني صار لي ست سنين برا الدوحة.. ومن اللي يبي يربط نفسه بوحدة مطولة لين ترجع.. أو يمكن أنا أبي أقنع نفسي إن هذا هو السبب
المهم..مع كذا كل اللي خطبوني ماحد منهم دخل مزاجي... بس عبدالرحمن غير.. دخل مزاجي من قلب
بس أنا وحدة مخي أحيانا يفوت وأصير غثيثة.. ومزحي دمه ثقيل..
أشلون بيستحملني دكتور الجامعة..؟؟
نجلاء بحنان وهي تحتضن كف عالية: علوي قلبي أنتي مافيش قاصر.. كلها كم شهر وتصيرين مهندسة جينية
كم مهندس جيني عندنا في قطر... وبعدين حلوة وقلبش طيب.. وبنت خالد آل ليث
اللي يأخذش يحب يده مقلوبة...
ثم أردفت بمنطقية: وعلى سالفة المزح الثقيل.. البنت عقب العرس غصبا عنها تتغير وتعقل...
ثم ابتسمت: أما لو تبين تقعدين على خبالش عقب العرس... اللي عودتي علينا في ساعة..
عالية بذات الضيق: كلمي سميرة خلها تجي.. ونعقد مجلس مشاورات
ثم أردفت بشبح ابتسامة: خلها تعرف أني أحسن منها..
*****************************
"منصور من جدك اللي تقوله؟؟ "
منصور يثبت نظارته الشمسية على عينيه وينظر للطريق أمامه بعد أن أخذ عفراء من مدرستها قبل دقائق
ويهتف بحزم: ليه ذا السوالف فيها مزوح؟؟
عفراء برقة: مهوب المقصد طال عمرك.. بس كساب توه مكلمني يقول لي غانم آل ليث يبيها
وأنت الحين تقول لي فهد آل ليث يبيها..
واثنينكم تقولون لي جسي نبضها..
حينها عقد منصور حاجبيه: الحين أنتي اللي من جدش؟؟
عفراء بهدوء: والله من جدي..
منصور هز كتفيه وهتف بحزم: اثنينهم ما فيهم قصور.. بس أنا أبيها لفهد
عفراء ابتسمت: وكساب يبيها لغانم..
منصور يبتسم: ما عليش من كسّاب.. اسمعي شوري وبس.. خله يولي
زعلان عليها ذا السنين كلها وعقبه جايب لها معرس!!
عفراء بهدوء: مزون ذا الأيام تدرس اختبار التوفل عشان قبول الماجستير
عطوني كم يوم لين تمتحن وعقبه اسالها.. وهي من حقها تختار اللي تبيه..
ثم أردفت بابتسامة حانية: ياقلبي مزون.. اثنين مرة وحدة
منصور يمد يده اليمين لناحيتها ليمسك بكفها ويحتضنها بقوة حانية ويهمس بابتسامة:
بس لازم لي أنا وولدي فهد دفعة مدح وإقناع من عندش.. لا تخذلينا تراني معتمد عليش
والحين خلنا منهم... أنا عازمش على الغدا برا...
******************************************
كاسرة توجهت بعد صلاة الظهر لاستلام شهادة دورتها الأخيرة
كان تميم من أصر على إيصالها... وهاهما عائدين للبيت
في السيارة يتبادلان بعض الاشارات الطفيفة.. لأن تميم لابد أن يركز نظره على الطريق
وفي أغلب الوقت يغرقان في صمت الإشارات حتى
تميم من بعد عقد قرانه وهو يزداد هدوءا وصمتا ..
أمر غريب أن يُقال عن من هو صامت دوما أنه إزداد صمتا
ولكن هذا ما حدث مع تميم
فهناك سكون غريب يلفه... لم يعد حتى يكثر من الحديث مع وضحى كما كان سابقا
ووضحى لاحظت ذلك طبعا.. وهي تحاول جاهدة اقتحام حصونه
ولكنه لا يشجعها مطلقا بروحه الخالية من الحماسة
شيء ما في روحه إنطفأ..
فأقسى ما قد تواجهه روح شفافة كروحه هو إجبارها على عناق روح لا تتقبلها
ولو كان يعلم أن ختامه في زواج كهذا كان ليؤجل فكرة الزواج لعدة سنوات أخرى
فروحه الفتية مازالت غضة.. طرية.. لا تحتمل قسوة هذا الإجبار..
وربما بعد سنوات كان ليقتنع برأي والدته حين تصيبه عقلانية الكبار البليدة..
لكن الآن أفكاره التي تنبع من روحه الوثابة الأبية هي ما تسيطر عليه
الأخرى جواره... غارقة في أفكارها الخاصة
موعد زواجها يقترب.. والمشكلة أنها تشعر بنفسها غير مستعدة له.. غير متقبلة لهذا الزوج
تحاول أن تلتزم بالحكمة.. وتجعل نفسها الحكيمة في هذا الموقف..
ولكن كل حِكم العالم وحكمته ماعادت تنفع في تفسير كل هذه الفوضى أو تهدئة هذا التوتر!!
يرن هاتفها.. تستغرب من سيتصل بها في وقت الظهيرة هكذا
لا أحد سوى فاطمة..
رفعت الهاتف.. لتنظر للرقم.. لتشعر بنفورها الغريب يتصاعد في روحها
فهي لم تنسَ بعد الرقم الذي اتصلت به بالأمس
" وش يبي ذا الوقح بعد
صدق ماعنده ذوق
وش ذا اللزقة ياربي"
لم ترد عليه..
اتصل مرة أخرى لم ترد..
حينها وصلها رسالة:
" يا مدام يا بنت الأصول
يا للي من زود الذرابة والأدب اللي فيش تشوفين رقم رجالش وتسفهينه
عباتش ترا طالعة برا
ليتها تلتف على التاير ورقبتش.. ونخلص منش"
حينها التفت كاسرة بحدة جوارها لتراه في سيارته من ناحيتها
رأت ناظره معقود بغضب وهو ينظر ناحيتها
ثم أشاح بنظره عنها في نظرة ازدراء مقصود تماما..
وأسرع بسيارته ليتجاوزهما
بينما أشارت هي لتميم حتى يخفف السرعة.. لتفتح الباب ..وتدخل عباءتها
دون أدنى اهتمام بنظرة الازدراء من صاحب السيادة..
بعد دقائق
يصلون المنزل..
تميم يشير بالسلام ويصعد
ومزنة تهتف بقلق فور رؤيتها لها: توني فقدتش.. وين رحتي؟؟
كاسرة تبتسم: رحت أجيب شهادة دورتي الأخيرة قبل أنسى.. جيت بأقول لش عينتش تصلين الظهر.. قلت بأروح وأرجع بسرعة
خص إن تميم اللي موديني مهوب مع السواق والخدامة
مزنة بتأثر: يامش من أمس وأنا ممتغثة من حريق شغلش الله يكفينا..
كاسرة برقة: ياذا الحريق اللي سويتوه أزمة.. ماصار إلا الخير وهذا أنا قدامش مافيني إلا العافية
حينها قاطع حديثهم صوت وضحى المرح: بركات البطل الهمام اللي جابش..
كاسرة تلتفت لها بغيظ ثم تبتسم وترد عليها بخبث لطيف: ذا الأيام شايفة لسانش طايل
وعينش زايغة
وضحى تضحك: على قولت هريدي خال سميرة (خدي بختك من حجر أختك)
مزنة تنهرها: عيب يا بنت..
وضحى تصلهم وهي مبتسمة: لا تكونين صدقتي أنتي وبنتش ... فكوها الله يفكها عليكم.. طالبتكم
كاسرة تجلس وتبتسم: فكيناها يا بنت الحلال
مزنة تهتف بهدوء: باروح أجهز الغدا للغرف.. قولوا لتميم .. امهاب اليوم عنده رحلة..
وضحى تجلس جنب كاسرة ثم تهمس بتردد: ودي أسأل عن شيء بس أخاف تأكليني
كاسرة تهمس لها بخبث لطيف: إسالي عن أي شيء إلا عن كسّاب.. وقتها ماني بماكلتش لا تخافين
وضحى بخيبة أمل: يمه سكنية... يأختي بأموت خاطري أدري وش قال لش وهو جايبش أمس
الطريق من مكان شغلش لين بيتنا طويل
تقريبا يأخذ 40 دقيقة في زحمة الدوحة...
مستحيل إنه قعد ساكت أبو الجراءة اللي نط عندش في مكتبش عقب الملكة بكم يوم
تكفين علميني!!
كاسرة حينها ضحكت برقة: أنتي اللي يمه منش... وحاسبتها بالدقايق..
وأشرايش أقول لش وش صار من الدقيقة واحد لين الدقيقة 40 بالتفصيل الممل
وضحى تبتسم: ماعندي مانع.. كلي أذان صاغية.. ولو تبين تحطين عليها بهارات تخليها ساعة ونص يعني مدة فيلم ماعندي مانع بعد
حينها همست لها كاسرة بنبرة تشويقية.. فهي ترى الموضوع بات مسليا وفتح حوارا لطيفا بينها وبين شقيقتها: تدرين.. إذا كبرتي شوي علمتش
حينها وضعت وضحى يدها على قلبها وهمست بنبرة تمثيلية:
يا ويل قلبش يا الوضحي... السالفة فيها لين تكبرين بعد.. اللي رحت وطي
الحين بأحط إعلان في الجريدة إني كبّرت عمري 10 سنين عشان نثبت التاريخ الجديد في الأوراق الرسمية
يا الله خلاص عمري 32 سنة.. علميني...
تكفين كاسرة
كاسرة تغمز بعينها: إذا جبتي لي بطاقتش الشخصية بتاريخ ميلادش الجديد... علمتش..
*****************************
"غريبة.. المطعم فاضي"
منصور يجلس بعد أن جلست عفراء ويهتف بهدوء: خبرش اليوم دوامات والساعة الحين توها وحدة..عشان كذا مافيه حد
عفراء برقة: يعني أقدر افسخ نقابي؟؟
منصور يبتسم: افسخيه خلني أمتع عيوني وأنا أكل.. وعلى العموم أنا اللي وجهي ناحية الباب.. وستاف الخدمة كلهم حريم
لو حد دخل باقول لش تلبسينه
بعد أن طلبا طلبهما وهما في الانتظار دخلت سيدتان ومعهما طفل
جلسوا جميعا والطفل كان يدور بين الطاولات.. ولأن الطاولة الوحيدة المشغولة كانت طاولة منصور وعفراء
فهو كان يعبر من جوارهما.. عفراء نادته وأجلسته معهما على الطاولة
همست له برقة: وش اسمك يا حلو
الطفل بعذوبة : همودي..
منصور يبتسم: حيا الله حمودي
الطفل ينظر لمنصور ثم يسأله بصوت خافت: ماعليه أدول لها أنتي هلوه؟؟
منصور حينها انفجر ضاحكا: قل لها أنتي حلوة.. مرخوص..
الطفل حينها ألتفت لعفراء وغمز بعينه ثم قال لها بنبرته الطفولية المحببة: أنتي هلوة
منصور حينها ضحك : أنا قلت لك قول حلوة.. مهوب تغمز بعد وأنا قاعد كني طوفة
الطفل يضحك: كالي يدول لي.. قول أنتي هلوة وسوو ئينك كدا.. (قالها وهو يغمز بعينه)
عفراء تبتسم له برقة: الله يصلح خالك على ذا التعليم.. خوش تعليم...
الام نادت ابنها وهي تشير بتهذيب لعفراء...
عفراء أخرجت من حقيبتها مصاصة وأعطتها له ثم قبلته وهي تهمس: هذي تأكلها عقب الغدا.. زين
الطفل يشير برأسه إيجابا ثم يقفز جوار والدته وهو يفتحها من فوره..
منصور باستغراب: من وين جبتي المصاصة؟؟
عفراء بتلقائية: دايما معي في شنطتي حلويات.. تعودت كذا..
أحب أونس البزران اللي ممكن أصدفهم سواء كنت مسيرة على حد من جماعتي أو في مكان عام
منصور بنبرة ذات مغزى: يعني شفقانة على البزران؟؟؟
عفراء بحرج مصدوم: منصور ماله داعي ذا الكلام.. لا تخرب شيء حلو تعودته من سنين
منصور بحزم: زين إنه ماله داعي لذا الكلام.. لأنه أنتي عارفة إنه سالفة العيال هذي مابي أسمعها
ولا حتى أسمع تلميح عنها مثل التلميح البايخ اللي قبل شوي
عفراء بصدمة حقيقية: أنا ألمح منصور؟؟؟
ثم أردفت بعتب: منصور ما تحس إنك زودتها شوي؟!!
منصور بتصميم حازم : لا زودتها ولا شيء بس أنا واحد صريح.. وأحب كل شيء واضح قدامش
عفراء بذات نبرة العتب الرقيقة: بس ترا فيه خط تماس بين الصراحة واللباقة والوقاحة بعد
حينها انقلب وجه منصور وهو يصر على أسنانه: وقاحة؟!!
عفراء بألم: منصور لا تمسك لي عالكلمة.. كفاية وجيعتي منك
منصور بدهشة: أنا آجعتش؟!!
عفراء تتنهد ثم تهتف بألم شفاف: أجعتني؟؟ وتأكيدك بذا الطريقة الجارحة إنك ما تبي شي يربطك فيني ماتشوفه يوجع يعني؟!!
منصور أنا ماني ببزر.. وقلت لك أنا موافقة على اللي تبيه..
فليش تبي تحرجني وتجرحني بذا الطريقة؟!!
أنهت عبارتها ثم تشرنقت على نفسها تماما.. لم تسمع كلمة واحدة مما قاله منصور بعد ذلك... ولا تريد أن تسمع
فصدمتها من تجريحه المباشر لها جعلها عاجزة عن الاستماع لشيء مما يقوله
لماذا يريد أن يفسد روح الصفاء التي بدأت تشعر بها تحيك علاقتها به؟؟
لماذا يكون حادا بهذه الطريقة في وقت أبعد ما يكون عن الحدة؟؟
لماذا يريد إفساد عادتها الجميلة بإحادية نظرته؟!
بــــــل
لماذا يريد بالفعل أن يؤكد لها أنه لا يريد رباطا فعليا يربطها به؟!
فرغم أنها وافقت على شرطه.. لكنها في داخلها وأساسها وكينونتها أم.. على الدوام هي أم..
وهي ترى بالفعل أنهما غير كبيران على أن ينجبا أكثر من طفل..تمازج فعلي لروحيهما وارتباط أبدي بينهما
أرواح صغيرة عذبة تبعث الحياة في برودة أيامهما..
ولكن هذا كان مجرد تفكير شفاف قررت دفنه في قرارة نفسها.. فلماذا يريد نبشها وتجريحها بهذه الطريقة؟!!
لماذا يستكثر عليها حتى مجرد التفكير في الخيال بعد أن حرمها من الحقيقة؟!
****************************
" جد ياعلوي يالدبة أنش طحتي واقفة
الدكتور الدحمي مرة وحدة... مذوب قلوب بنات الجامعة
هو صحيح مهوب ذابحة الزين
بس خبرش حن يا بنات الجامعة لا تمر علينا عنز لابسة غترة تسدحنا تحت أرجيلها"
عالية تضرب سميرة وتهتف بنبرة غضب تمثيلية: احترمي جوزي يا مئصوفة الرئبة..
هدا حرم عالية آل ليث
قصدي بعلها!!
نجلاء بنبرة رجاء لطيفة: تكفين علوي بلغي شعاع موافقتش... عشان تملكون قبل أسافر..
حينها احمر وجه عالية رغما عنها... سميرة حينها صفقت وهي تفتح عينيها على اتساعهما وتهتف بصدمة مصنوعة:
يا لهوي ... البت طلعت بت على آخر الزمن
بتختشي يا بغاشة؟؟ يا جمالو يا جمالو
عالية تعاود ضرب سميرة وتهمس باختناق مرح: صدق ما تستحون أنتي وأختش.. هذي تبيني أتملك في ساعة وهذي اشتغلت علينا بخبالها
سميرة تمسح يدها مكان ضربة عالية: ول عليها ..إيدها زي المرزبة على قولت خالي هريدي
الله يعين الدحمي عليش... الولد أحمراني وتبتوب... عقبش بيسود ويجيه هزال من يدش اللي ما تسنع ضربتها
تجين تبين تمزحين معه تقصين عرق المسكين
عالية تشعر بتوتر تحاول إخفائه: خلاص يا بنات انتهت المشاورات بكرة أبلغ شعاع
سميرة تقفز: وش بكرته... أنتي مهوب صليتي استخارة مرتين وانخمدتي الظهر وقمتي منشرحة للدحمي
قومي قولي لشعاع الحين.. وصلي بعد في الليل... لو غيرتي رأيش كلميها الصبح أكيد ماراح يخطبون قبل بكرة
عالية بحرج: من جدش أنتي... تقول علي مطفوقة على أخيها... كلمتني اليوم الصبح
أرد عليها عقب العشا.. وش ذا
الركادة زينة...
سميرة تتناول هاتفها: خلاص أنا بأقول لها... وانتي خلش في دور المستحية اللي هو شرق وانتي غرب
عالية تقفز بجزع وتتعارك مع سميرة على الهاتف.. بينما نجلاء تقول لعالية بحنو: شعاع وسميرة ربع
خليها تبلغها وتفكش من الإحراج..
يعني مافيه داعي تسوين كذا... خلينا نسمع المكالمة وننبسط
بعد دقائق
شعاع انهت مكالمتها مع سميرة التي بعثت سعادة عميقة في أوصالها
رغم قرب وضحى الشديد من روحها ومحبتها التي لا شك فيها لها
لكن رفضها لعبدالرحمن جرحها.. فعبدالرحمن هو مصدر السعادة الحقيقية في حياتها
فهي كانت ترى شقيقها لا يُرفض.. تعلم أنه مجروح من الرفض حتى وإن لم يبين ذلك
لذا قررت أن تبدأ تبحث له عن من يمكن أن تعوضه عن رفض وضحى له
وجدت حينها أن عالية تقفز لمخيلتها بقوة
جميلة.. قوية الشخصية.. مرحة.. مستواها الفكري والتعليمي سيناسب عبدالرحمن فعلا.. واسرتها أسرة معروفة بالخير والأصل
عدا أنهما كان بينهما نسب سابقا... حينما تزوج عبدالله من جوزاء
العلاقة بعدها أصبحت بين العائلتين أكثر قوة.. مع وجود طفل بين العائلتين..
رأت أن عالية تناسب عبدالرحمن من مختلف الجوانب
حتى ما قد يعتبره البعض عيبا وهو مرحها الزائد... شعرت أنه سيدفع بعضا من الحياة في حياة عبدالرحمن الرتيبة
لذا عرضتها على عبدالرحمن..
عبدالرحمن لم يكن راغبا في الزواج
فرفض وضحى مازال ماثلا أمام عينيه لم ينسَ جرحه بعد!!
لكن شعاع حاصرته: عالية باقي لها فصل واحد وتخلص دراستها
اسبق قبل ماحد يسبقك عليها
تملكوا الحين.. وإذا رجعت هي من فرنسا نهائي حددوا موعد الزواج
حاصرته بشدة..وهي تستخدم مسياستها المغلفة برقتها وعذوبها
وافق.. رغم أنه يشعر بقلق عميق أن يُرفض
فكرامته لن تحتمل رفضا ثالثا أبدا
ولكنها منحته أملا شاسعا أنه سيتم قبوله.. والقبول قد يكون له دفعة إيجابية عميقة في روحه
وخصوصا أن نسب رجل جليل كخالد آل ليث لا يُرفض..
وخصوصا أيضا أنها صورت له الفتاة بصورة بالغة الإيجابية وهو يعرف أن شعاع لا يمكن أن تبالغ كذبا..
فهو يعلم أن من المؤكد أن هناك مبالغة حدثت كمحاولة منه لاقناعه
وهو ليس غبيا ليعرف أنها تبالغ
ولكنه يعلم أنه على الأقل لمبالغتها أساس من الصحة!!
وهاهي الآن تدخل عليه بعد أن عاد من صلاة العشاء وعاد لتصحيح ما تبقى من امتحانات طلابه
تحاول أن تمنع ابتسامتها من الظهور فلا تستطيع.. لذا تجلس خلفه حتى لا يرى وجهها..
عبدالرحمن يهتف لها بمودة وعيناه مثبتتان على أوراقه: شعاع ياقلبي كأس كرك تكفين.. أبي أمخمخ.. الولد ذا إجاباته بتجيب لي السكتة الحين
شعاع تحاول أن تحمل صوتها بالجدية: زين قبل الكرك ما تبي تعرف رد بنت آل ليث؟؟
حينها تيبست أصابع عبدالرحمن على القلم.. ولا شعوريا جف ريقه..
فمطلقا لن يحتمل الرفض الذي بات يشعر أنه سيكون مصيره الدائم
هتف بهدوء عميق: مسرع ردوا.. توش قبل الظهر كلمتيهم.. وإلا الرفض مايبي له وقت للتفكير؟!!
شعاع حينها وقفت واحتضنته من الخلف وهي تلصق خدها بخده وتهمس بسعادة:
إلا الموافقة على عبدالرحمن بن فاضل ما تحتاج تفكير وأنت الصادق
عبدالرحمن بذات هدوءه العميق: وافقوا؟؟
شعاع بسعادة عميقة: أكيد وافقوا... ليه تظن كل البنات غبيات مثل بنات خالك..
عبدالرحمن بعتب: شعاع عيب تكلمين كذا على بنات خالش... ماحد ياخذ إلا نصيبه
ثم أردف بابتسامة: شعاع والله لا تكونين ورطتيني في عالية ذي.. إن قد يكون العقاب لش مهوب لها على كل شيء بتسويه فيني
شعاع تضحك برقة: عالية صحيح ورطة... بس أحلى ورطة.. الله يعينك عليها!!
يا الله بكرة خذ إبيك وروح اخطب.. لا تفشلوني في العرب..
مثل ماهم ماقصروا وردوا بسرعة... بينوا بعد أنكم مقدرين موافقتهم السريعة..
*********************************
"تدرين كم مرة قلت آسف من الظهر لين الحين؟؟"
منصور يهمس في أذن عفراء بعمق وهو ينحني من عليائه ليحتضن خصرها من الخلف بينما هي تقف أمام المرآة تمشط شعرها
عفراء ردت عليه بهدوء تخفي خلفه ضيقها منه: ولا مرة..
من الظهر وأنت تلف وتدور وماقلت لي آسف
يعني يوم تجرح.. تكون صريح وما تعرف تلف وتدور..
لكن يوم تجي تعتذر تلف وتدور..
منصور يديرها ناحيته فتنزل عينيها للأرض .. يمد يده ليرفع وجهها إليه.. فلا ترفع نظرها إليه أيضا
حينها همس منصور بحزم: عفرا حطي عينش في عينش وأنا باقول لش آسف
عفراء تخلصت من قبضته وجلست ثم همست بهدوء عميق: تدري منصور.. أحيانا الواحد من كثر ما يكون متضايق
يبي بس يقعد بروحه.. يصفي ذهنه ويريح نفسيته.. وهو بينسى بروحه
منصور يجلس جوارها ويهتف بنبرة مقصودة: يعني أفهم من كذا إنش تبيني اخليش لين تروقين بروحش..؟؟
عفراء بذات الهدوء العميق: لو سمحت..
حينها هتف منصور بحزم وهو يشدها بحنو ناحيته: في هذي أقول لش آسف ماني بمخليش
أكثر شي أكرهه في الدنيا إني أخلي شيء معلق عشان ينحل بروحه
شايفتني غلطت في حقش؟؟.. خلاص أنا أقول لش السموحة وحقش على رأسي
لكن إني بأخليش تنامين وأنتي زعلانة علي .. لا والله إنه مايصير ولا يكون
******************************
بعد ثلاثة أيام
" بصراحة ماني مصدق.. وأخيرا يا الدب.. ما بغيت"
عبدالرحمن بابتسامة: الله يبارك فيك يا الرشيق.. وإلا بس تبغي أنت اللي تصير في حزب المتزوجين وأنا قاعد عزابي
مهوب كفاية إنك أنت بتعرس عقب شهرين
وأنا قاعد لين حرمنا المصون ترجع عقب ست شهور وعقبه نحدد موعد العرس ما أدري متى
مهوب لو الشيخة ماخذه صيفي كان افتكينا..بدل ماهي قاعدة ذا الصيف بدون فايدة؟؟..
امهاب انفجر ضاحكا: نعنبو حاسبها الدكتور بالورقة والقلم...
تدري خلني أنا أعرس أول.. عشان يجون عيالي أكبر ويكفخون عيالك مثل ماكنت أكفخك واحنا صغار
عبدالرحمن يضحك: تهبى أنت ووجهك... لا تحور الحقائق... أنا الكبير وأنا الدب... وأنا اللي كنت أكفخك
امهاب مازال يضحك: خلاص عيالي ينتقمون لي...
ثم أردف مهاب بابتسامة: على طاري عيالي.. قم جيب لي ولدي العود.. قد لي يومين ماشفته
عبدالرحمن يغمز بعينه: هذا كله حب لحسن وإلا تدور ريحة أم حسن..
مهاب يغمز له بعينه أيضا: يا شينك لا سويت روحك ذكي
عبدالرحمن يتوجه للداخل ليطلب من جوزاء تجهيز حسن ليذهب معه للمجلس لأن مهابا يريد أن يراه
جوزاء جهزته ولبسته ثم همست لعبدالرحمن بتردد خجول: عبدالرحمن فديتك قل لامهاب لا عاد يعطره تكفى.. هو مايدري إن حسن معه ربو
المرة اللي فاتت رجعه لي غرقان عطر.. سبحته والريحة بعد لاصقة فيه ماراحت
عبدالرحمن يبتسم بخبث: يبيش تشمين ريحة عطره يا بنت.. حركات يعني..
جوزا تفجر وجهها احمرارا وبدأت تكح من الحرج...
بينما عبدالرحمن انفجر ضاحكا: يا بنت الحلال والله العظيم إن لدش هو اللي خذ غرشة العطر من سيارة امهاب وتسبح فيها بروحه
شعاع تبتسم برقة بعد خروج عبدالرحمن حاملا حسن: ياسلام على المستحين..
جوزاء تجلس وهي تهتف بتوتر: تدرين شعاع والله لحد الحين ماني بمصدقة إني مرت امهاب..
شعاع تبتسم: وليش إن شاء الله؟؟
جوزاء بتردد حزين: أحسه شيء فوق اللي أستاهله..
حينها انتفضت شعاع غضبا رقيقا كرقتها: رجاء جوزا الكلام السخيف ذا ما أبي أسمعه
ألف مرة قلنا مافيش قصور.. مافيش قصور.. متى بتقتنعين؟؟
جوزاء تهمس بألم: إذا اقتنعت بنفسي ومن نفسي
***************************
من بعد عقد قرانها وهي معتكفة في غرفتها
تعرف أن دور الخجولة لا يناسبها
ولكنها بالفعل تشعر بخجل عميق.. تشعر أنها قد تموت حرجا لو وقعت عينها في عين والدها أو أحد أشقائها
يكفيها مالاقته من هزاع من تعليقات حينما حضر مع الشيخ حتى يأخذ موافقتها وتوقع العقد.. شعرت حينها أن وجهها تورم حرجا
وكان الله عز وجل ينتقم لكل من فعلت فيهم مقالب بحياتها كلها
سمعت طرقات هادئة على الباب.. نهضت لتفتح وهي تدعو أن يكون الطارق نجلا عادت من بيت أهلها أو أحد الخادمات.. وليس أحد آخر
لأنها تشعر بالخجل حتى من أمها..
فتحت الباب لتجد أمام الباب سلة فخمة راقية من الورد والشيكولاته
يتوسطها علبة جلدية بالغة الفخامة مفتوحة ليظهر محتواها عن ساعة رائعة وأنيقة ذات ذوق عال جدا
كانت عالية على وشك الانحناء لتأخذ البطاقة المعلقة بها لتتفاجأ بمن قفز أمامها صائحا:
ســـربـــرايـــز
عالية انتفضت بجزع وخجل: خالي.. صبيت قلبي
نايف يشدها ليحتضنها ثم يقبل جبينها ويهتف بمودة شاسعة: مبروك ياقلبي
أم صالح قالت لي ان مرت صالح عند أهلها عشان كذا قررت أسوي لش مفاجأة بنفسي
عالية انسحبت للداخل وهي تهمس بحرج: أحلى مفاجأة خالي.. مشكور فديتك
نايف كان قد حمل هديته ووضعها على مكتبها وهتف بمرح: ياحليلها علوي.. مسوية مستحية على نايف
عالية تدير وجهها المحمر: نايف الله يهداك خل القافلة تسير.. لا تعرقلها.. ترا القافلة صدق مستحية.. صدق أو لا تصدق
نايف يضحك: لا والله طال عمرش.. لا أصدق..
يا الله هاتي يدش خلني أشوف ذوقي
عالية بحرج: خالي ليش مكلف على نفسك.. كان خليت الهدية في العرس
نايف يلبسها الساعة ويهتف بمودة صافية: لا يا قلب خالش.. هدية العرس شيء ثاني
ثم أردف بمرح: هذي هدية الاحتفال بصيد الفريسة.. بعدين أجيب لش في العرس هدية التهام الفريسة
عالية غصبا عنها تبتسم: لذا الدرجة أنا مأساة..؟؟
نايف يبتسم: ليه يعني تبين حد يعرفش شي أنتي عارفته زين...
الله يعين الدكتور عليش.. بس صدق ياعلوي ربي رزقش على قد خبالش
عبدالرحمن مابعد شفت أوسع من خاطره.. يعني لو حد بيستحملش فبيكون ذا المسكين
عالية بغيظ: يعني إنك أنت اللي مستحملني ذا السنين.. ماكني اللي بمستحملة غثاك..؟؟
حينها احتضن نايف كتفيها وهتف بعمق شفاف: ليتش بس تغثيني على طول.. وما تخليني بروحي
*******************************
" يا الله وش تبين أجيب لش من فرنسا هدية عرسش؟؟"
سميرة بمرح: كل شيء... ما نئولش لأ
أنتي كريمة واحنا نستاهل
قصدي أبو خالد كريم وأنتي تستاهلين وحن عقبش نستاهل اللي تستاهلينه
نجلاء تنهدت بعمق: والله أبو خالد ماعاد كريم مثل أول؟؟
سميرة حينها هتفت بقلق: صالح مقصر عليش بشيء؟؟
نجلاء هزت كتفيها بألم: ليت من قالوا مقصر.. كان تقصيره فلوس وبس
البخل بالمشاعر أشين أنواع البخل.. وخصوصا يوم تكونين متعودة إنه أنتي غرقانة في المشاعر
وبعدين قحط مشاعر غير طبيعي..
سميرة بقلق: صالح عاده على عادته الغريبة اللي طالعة جديد لا بارك الله في العدوين؟؟
نجلاء بألم: على نفس عادته.. تعبت سميرة.. ما أدري وش فيه.. صاير بارد بشكل
ما تعودت على صالح كذا..
عشان كذا حتى أنا صايرة متوترة على طول
سميرة تعقد حاجبيها: أنا خاطري أعرف أشلون ذا السالفة بدت؟؟ فجأة صار بارد بدون السبب
نجلاء بحرج: لا مو فجأة فجأة..
حينها رفعت سميرة حاجبها وهمست بنبرة ذات مغزى: نجول اعترفي أنتي وش مهببة مع صالح؟؟
نجلاء أخبرت سميرة بكل ماحدث بعد عودتها لصالح...
سميرة عقدت حاجبيها وهمست باستغراب: ترا بشكل عام ممكن نقول إن أي رجال بينحط في ذا الموقف.. ممكن يكون ذا تصرفه
بس صالح يموت على الأرض اللي تمشين عليها.. على كثر ماكنتي تسفهينه ما يتوب ولا يتعظ
وش الصحوة اللي حلت على كرامته المتمرمطة ؟؟
نجلاء حينها قاطعتها بغضب حقيقي: سميرة ما اسمح لش تتكلمين عن أبو خالد كذا
سميرة تشير بيدها: بس لا تاكلينا عشان رجالش.. أنا اتكلم من جدي
صالح في راسه موال.. وموال كبير بعد..
ومثل ماهو غير مخططاته.. انتي غيري مخططاتش..
نجلاء بضيق: يعني شأسوي؟؟
سميرة تهز كتفيها: ما أدري صراحة.. مخي وقف.. ماعاد نعطي نصايح.. سكرنا الدكان..
ثم أردفت وهي ترقص حاجبيها: مخي الحين فيه تميم وبس..
وبعدين أنا وحدة عرسي عقب شهرين.. المخ اللي فيني باخليه لي...
*********************************
"وش فيش شكلش متضايقة"
كاسرة تسأل وضحى بحزم ذا مغزى
وضحى بهدوء ساكن: من قال لش متضايقة؟؟
كاسرة تنزل حاجبا وترفع آخرا: لا حاشاش منتي بمتضايقة
كنتي تضحكين وتسولفين وأول ما سكرت أمي التلفون مع عمتي التي كانت تبي تبشرها بملكة عبدالرحمن
وأمي قالت لنا... وأنتي مثل تلفزيون من أعلى صوت للصامت..
لا وتقومين وتسكرين على نفسش في غرفتش
وعقبه تقولين منتي بمتضايقة... وش الضيقة زين؟؟
وضحى حينها همست بضيق: حتى لو كنت حاسة بالضيق
مهوب من حقش تفتشين مشاعري.. من حقي أتضايق مثل ما أبي
حينها أمسكت كاسرة بعضد وضحى وغرزت أناملها فيه: لا مهوب من حقش تتضايقين
ليش؟؟
لأن رفض عبدالرحمن كان قرارش.. حتى لو تضايقتي وندمتي على قرار غبي سويتيه
ما تخلين حد يتشمت فيش.. بكرة بنات عمتش يبون يفتشون في عيونش على الندم على أنش ضيعتي أخيهم من يدش
إياني وإياش تعطينهم ذا الفرصة... ما أقول إن بنات عمتي نفوسهم شينة.. حاشاهم
بس هم مجروحين من رفض أخيهم.. ويبون ينتقمون حتى لو بإحساس مخفي في قلوبهم
حينها همست وضحى بضيق عميق: كاسرة أنا ما أنا بمتضايقة عشان عبدالرحمن خذ عالية الله يوفقهم
لكن حسيت إنه كان مستخف فيني.. يعني رفضته من هنا.. راح خطبتها من هنا
يعني كنه ما صدق..
كاسرة بحزم: لا تفكرين بذا الطريقة.. عبدالرحمن من حقه يدور على شيء يرد كرامته
لا تستكثرين عليه ذا الشيء... مثل ما أنتي شفتي إنه خطبته لش كان فيها أخذ من كرامتش
رفضش له جرح كرامته...
وعلى كل حال... السالفة كلها انتهت... وعبدالرحمن شيليه من بالش.. إنسيه
ثم اردفت بحزم أشد وعيناها تنظران بشكل مباشر لعيني وضحى: سمعتيني... إنسيه
ويا ويلش أشوف عيونش وإلا في صوتش ضيق عشانه
ما أبي شيء مثل ذا يهزش وإلا يأثر عليش
************************************
"يبه عطني فنجالك.. أصب لك"
زايد يهز فنجانه.. وبهتف بحنو: شكّرت يأبيك
وبعدين ذا الصبي المقهوي واقف.. ما أدري ليه ملزم أنت اللي تصب..
علي بمودة: أبي أنا اللي أقهويك جعلني فداك..
زايد بمودة مشابهة: إلا يومي قبل يومك.. ثم أردف بأمل شاسع وهو يشد له نفسا عميقا:
أنت أربك منت برايح قدام عرس كساب..؟؟
خلاص ماعاد إلا أقل من أسبوعين.. ما يثمن تروح وترجع..
علي ابتسم: لا ...قاعد..
أشرق وجه زايد: الله يبشرك بالخير.. زين أربك بتقعد عندنا عقب العرس شوي بعد؟؟
أدري إني مسختها يأبيك.. بس كساب رايح.. وانت بعد تبي تروح معه..؟
ابتسامة علي تتسع: وقاعد بعد عقب عرس كساب.. لين تزهق مني..
زايد بحنو: إذا بتنتظرني لين أزهق..عز الله ما شبرت برا الدوحة.. (ما شبرت= ماخرجت حتى شبرا)
حينها وصلت ابتسامة علي لحدها الأقصى: وحن ماعادنا بمشبرين برا الدوحة
حينها اختنقت الكلمات في حنجرة زايد.. أ حقا ما فهمه؟!!
أ حقا لن يغادره علي.. يخشى أن يسأله فيكون مافهمه خطأ فتنحر فرحته الوليدة
ويخشى ألا يسأله ويكون يعلق نفسه في سعادة ستنتزع منه قريبا
لذا هتف بهدوء حازم رغم انشداد أوتار قلبه لحدها الأقصى: أشلون يعني؟؟
علي مال على كتف زايد ليقبله ثم يهمس بابتسامة ودودة: خلاص خليت مكتب التمثيل الخارجي..
ونقلت هنا...قاعد عندك.. صحيح السالفة كانت بتتعقد شوي..
قالوا لي أنت تكلم انجليزي وفرنسي ومحتاجينك في السفارات برا..
بس أنا أقنعتهم إني في مراسيم استقبال الوفود بأكون أنفع..
وخلاص هذا أنا عندك..
حينها اتسعت ابتسامة زايد لحدها الأقصى وقلبه حلق ومشاعره غردت وهو يمد كفه ليربت على كتف علي ويهتف بسعادة صافية:
الله لا يخليني منك يأبيك.. تو ما برد قلبي اللي له أربع سنين ماعرف راحة
الله سبحانه أكرم من كل شيء
كساب يريح بالي ويتزوج اللي أبيها له..
ومزون تخلي الشغلة اللي كانت مروعتني عليها
وعمك منصور يتزوج عفرا..
وختامها مسك.. أنا أشهد إن ختامها مسك برجعتك لي..
ما أبي زود.. اللهم لك الحمد والشكر
**********************************
"جاهزة لبكرة"
يهمس بإرهاق وهو يلقي غترته..
نجلاء بخفوت: كل شيء جاهز..
صالح بهدوء: الطيارة الساعة 11 الصبح
أنا بأطلع الصبح بدري.. فيه أوراق للشغل بأسلمها واحد من الربع
وأرجع الساعة 8 ونص ألاقيكم جاهزين..
نجلاء بنفس الخفوت: إن شاء الله
يغلق عينيه وهو يسند رأسه لطرف الأريكة
تنظر له بشفافية.. يبدو مرهقا فعلا.. خطوط وجهه.. والهالات حول عينيه
كم تتمنى لو استطاعت مسح ملامح التعب عن وجهه
كم تتمنى لو تمسح على صفحة خده
تخلل أناملها خصلات شعره التي تشعر بلهفة لملامستها
يبدو أنه مرَّ قرن منذ آخر مرة عبثت أناملها بمفارق رأسه
كم تتمنى لو تقبل أجفانه المثقلة بالإرهاق.. تلصق حرير خدها بخشونة عارضه!!
ترتمي في حضنه وتختبئ بين عضلات صدره.. تتنفس عطره من قريب
تستمع لأحاديثه التي لا تنتهي حول كل شيء وهو كعادته يداعب خصلات شعرها أو يشد أناملها قريبا من قلبه..
لماذا بات كل شيء معقدا هكذا؟؟
لماذا؟؟
لــــمـــــاذا؟؟
لـــــــمـــــــاذا؟؟
***************************************
"حبيبتي الحلوة.. عادها زعلانة عليّ"
يهمس في أذنها وهي مازالت نائمة ليعقب همسه بقبلاته المرفرفة
عفراء تفتح عينيها وتهمس بصوت ناعس رقيق: هذي طريقة تصحي فيها النايمين؟؟
منصور يبتسم: يخسون النايمين.. هذي طريقة لحبيبتي بس..
يا الله عادش زعلانة..؟؟
عفراء تعتدل جالسة وهي تمسح وجهها.. وتعيد شعرها للخلف وتهمس برقة خجولة:
شكلك تبي تزعلني غصب يا أبو زايد.. من اول يوم قلت لك الحطب طاح
منصور يبتسم ابتسامة شاسعة: بس أنا أدري إنش أول يوم قلتي لي الحطب طاح
عشان تخلصين من إلحاحي بس..
عفرء تمد يدها لتمسح على خده وتهمس بعذوبة: زين إنك عارف إنك لحوح..
يتناول يدها من خده ليقبل باطنها ثم يشدها لتقف ويهتف بجدية: اليوم مزون بتمتحن خلاص.. أبيش تكلمينها عن فهد
عفراء تتناول روبها وتلفه على جسدها وتجلس لتهمس بهدوء: إن شاء الله يأبو زايد.. لا تحاتي
منصور يجلس جوارها ويحيط كتفيها بذراعه ويهتف بهدوء باسم: خلصتي التجهيز لعرس كساب؟؟
حينها اتسعت ابتسامتها بشفافية عميقة: خلصت كل شيء
ثم أردفت بعمق أمومي حميم: فديت قلب كساب يامنصور.. ماني بمتخيلة إنه بيتزوج أخيرا.. وإنه إن شاء الله عقب سنة بأصير جدة
كساب يستاهل يرتاح.. طول عمره راكبه الهم.. وباله مشغول..
حينها أردف منصور وهو يقلد طريقتها : (فديت قلب كساب يامنصور)
وإلا منصور مسيكين مايطري على حد يطري قلبه بكلمة..
عفراء بحرج: منصور لا تمسك لي عالكلمة..
منصور يبتسم: عطيني كلام مثله وأنا ماعاد أمسك فيه
عفراء تقف هاربة: بأروح أجهز فطورك..على ما تلبس
منصور يضحك: يازين الهريبة ياناس
ثم أردف بابتسامة: أكيد مستانسة إني راجع الدوام عشان ترجعين لطالباتش
تحاتينهم كنهم بناتش..
حينها توقفت عفراء وهي تهمس بهدوء عميق: على طاري البنات.. البارحة كلمت دكتورة بنتي.. صار لها كم يوم راجعة
تقول إني أقدر أشوف جميلة عقب أسبوعين ثلاثة..
فلو ماعندك مانع .. أبي أروح لها عقب عرس كساب.. ولو أنت ما تقدر
خليت علي يوديني..
تجمدت أصابع منصور انفعالا لم يظهر للعيان وهو يهتف بحزم: لا أنا اللي بأوديش متى ما بغيتي
عفراء ابتسمت بشفافية وهي تدخل الحمام: الله لا يخليني منك يابو زايد
منصور مازال جالسا في مقعده ويهمس بعمق خافت به رنة وجع خفية بعد أن أغلقت عليها الباب: ولا يخليني منش..
بعد حوالي 40 دقيقة منصور في سيارته متوجه لعمله.. تخطر له الكثير من الخواطر المزعجة التي باتت تبعث ضيقا عميقا في روحه
يكره إحساس التشويش والفوضى الذي يعيشه ..يريد أن يقف على أرض صلبة
أن يعلم أين رأسه من قدميه؟؟ فهل يبقى متوترا هكذا من شبح شيء قد لا يكون له أهمية؟؟
لذا يقرر إجراء اتصال عله يريحه قليلا ولو أنه علم أن هذا الاتصال سيرفع قلقه للذروة القصوى ماكان مطلقا ليجريه
ولجعل لنفسه مهلة يتأرجح فيها الأمل في جوانحه.. بدلا من نحره!!
وصله صوتها الرقيق محملا بالقلق: فيه شيء يا عمي؟؟
منصور بمودة: وعشان أتصل أصبح على بنتي لازم يكون فيه شيء؟؟
مزون بابتسامة قلقة: لا فديتك.. بس الساعة توها ست ونص الحين.. وتروعت
منصور بذات المودة: أدري إنش أكيد قاعدة تدرسين لامتحانش.. وحبيت أصبح عليش وأقول الله يوفقش
حينها ابتسمت بشفافية: صباحك كله خير جعلني الأولة.. ودعواتك..
منصور يبتسم: أنتي ماشاء الله ما ينخاف عليش...
ثم أردف بنبرة غامضة: مزون لو بغيت أسألش سؤال غبي شوي
تجاوبيني وتخلينه سر بيننا
مزون رغم استغرابها ابتسمت: حاضرين عمي.. وعيوني لك.. ولا تحاتي السرية.. توب سيكرت
حينها أردف منصور بحزم: مثل منتي عارفة جميلة صارت بنتي بس أنا مابعد أعرف طبايعها.. فلو هي....
بدا له السؤال صعبا على كرامته واعتداده بنفسه ولكنه مجبر عليه لذا أردف بحزم أشد:
فلو هي عرفت بزواج أمها.. وش ممكن تكون ردة فعلها؟؟
حينها ضحكت مزون برقة: كل شيء ممكن يطري على بالك.. جميلة دلوعة وواجد متعلقة في خالتي..
منصور بنبرة غموض حاول أن يجعلها في طريقة سؤال مرح: يعني مثلا ممكن تقول لها تطلقي؟؟
مزون مازالت تضحك: أووووه ..هذا أصلا أول شيء بتقوله.. وبتسوي فيلم هندي على سبته.. وبتبكي وبتصارخ وتعاتب
بس من اللي بيأخذ بكلام جميلة؟؟ أنت وخالتي اسمعوا من هنا وطلعوا من هنا.. مسيرها تكبر وتعقل..
أصابع منصور تيبست على هاتفه وضيق عظيم يتصاعد في روحه لم يظهر في صوته الحازم:
يا الله يأبيش ما أعطلش أكثر من كذا.. والله الله بالدراسة!!
أنهى اتصاله وألقى بالهاتف على المقعد الخالي جواره وهو يصر على أسنانه بقهر عظيم:
ليتني ما كلمتها!!
ليتني ما كلمتها!!
**********************************
في سيارة أخرى بعد ذلك بساعة
رجل آخر تشغل تفكيره امرأة أخرى
وما لا تعلمه أنه مثلها يعلق على السفر أمالا كثيرة
أنه سيفتح بابا جديدا للصفاء بينهما
يستنزفه اشتياقه لها
ويستنزفه ابتعاده عنها
ويستنزفه هذا الجو المتوتر حولهما!!
ولكن كرامته ماعادت تحتمل المزيد
فلأنها تعرف بتمكنها في قلبه.. ظلت تعبث به طوال هذه السنوات.. تقربه حين تريد وتبعده حين يريد
ولكنه قبل ذلك لم يكن يسمح لها أن تبعده.. كان دائما يقتحم حصونها التي تتمترس داخلها
كان دائما هو من يبادر للارضاء والمصالحة.. حتى مع شدة غضبه من موضوع تأخيرها للحمل.. لم تعتذر له هي يوما
جعلت لنفسها الأعذار في حرمانه من حقوقه.. أوجدت لنفسها كل عذر
بينما هو لم تجد له أي عذر
طوال السنوات الماضية.. عشقها كما لم يعشق رجلا امرأة.. لا يستطيع أن يكون جاحدا وينكر أنها تبادله المشاعر
فهو يعلم أن نجلا تحبه كما يحبها.. وكانت بالفعل كزوجة وأم وربة بيت بل كإنسان مثال رفيع للعطاء
ولكنها في الحب نفسه أنانية.. تريد أن تأخذ أكثر مما تعطي..
تعب من كل هذا.. يريد أن يكون إحساسها به كأحساسه بها.. يريدها أن تهبه مشاعرها بلا مقياس
كما كان دائما يغرقها في طوفان مشاعره بلا حساب..
فربما بعد تجاهله الأخير.. عرفت ذنبها في حقه
وربما يكون هذا السفر هو السبيل لإنهاء المشاكل العالقة بينهما
وهو غارق في أفكاره رن هاتفه..
التقطه.. لا يظهر له رقم.. فقط كلمة (مكالمة)
استغرب.. تناول هاتفه ورد
وصله صوت الطرف الثاني.. صوت ثقيل صاف النبرات: صباح الخير
صالح بهدوء رغم استغرابه: صباح النور
ذات الصوت الثقيل برزانة: حضرتك صالح بن خالد آل ليث الــ
صالح باستغراب فعلي: نعم؟؟ فيه شيء؟؟ ومن حضرتك؟؟
الرجل بنفس التبرة الثقيلة: معك وزارة الخارجية من مكتب الارتباط الخارجي.. ونبيك تجينا الحين..
صالح باستغراب: بس انا وراي طيارة..ومسافر بعد شوي
الرجل بحزم: اسمعني ياخوي صالح.. الموضوع ما يتأجل.. وبصراحة أنا اتصلت فيك
لأني ما أبي اتصل في الوالد.. لأني والله بعدني ما نسيت إللي صار لأبوك عندنا هنا قبل حوالي 4 سنين
والله إني وقتها ندمت إني اتصلت فيه.. تمنيت لو اتصلت بحد غيره منكم
فلو أنت ما تقدر تجي بأتصل في أخوك فهد.. الأرقام كلها قدامي الحين
تفجر قلق صالح عاتيا: لا أنا اللي بأجي.. لا تتصل في فهد
بس إبي وش دخله في السالفة.. وأنتو وش سالفتكم؟؟
الرجل بذات الحزم: تعال الحين وأنت بتفهم السالفة.. أنا بأحط اسمك عند السيكورتي عند الباب.. عطهم الاسم أول ما توصل وهم بيوصلونك لين مكتبي
صالح بقلق شاسع: زين أعرف على الأقل الموضوع وش هو
الرجل ألقى قنبلته التي تفجرت براكين عاتية مدمرة مصدومة في داخل صالح :
الموضوع يخص أخوك عــبــدالله..
#أنفاس_قطر#
.
.
.