السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مساكم خير يا أهل الخير وجعل الخير في دربكم وممشاكم
.
من أيام بعد الغياب وأنا أرتكب نفس الغلطة البريئة وما أتوب
لما أتهور وأصير ديمقراطية وأسألكم عن الوقت اللي تبون :)
صديقة عزيزة قرصت أذني وقالت لي يا بنت البارت نازل نازل
الناس اللي مزاجهم يقرون الصبح يقرون الصبح
والناس اللي مزاجهم مسائي يقرونه المسا
يعني موب لازم يقرون البارت أول ما ينزل... فأنتو اقرو البارت وقت ما يناسبكم
لكن لكل واحدة رأي هالسالفة أربكتني واربكت المنتدى
أنا بأرجع للتنزيل الصباحي
ووالله ودي أرضي صاحبات الذوق الليلي ولا يظنون إنه عشان طلبات الراغبات في الصباح
لكن عشان نفسي وعشانكم وعشان المنتدى
عن نفسي لأني انعرفت بالتنزيل الصباحي وتميزت فيه
عشانكم عشان يكون البارت موجود من الصبح وأنتو تقرونه متى بغيتكم
عشان المنتدى تلافيا لأزمة الردود مع ازدحام عدد كبير من الأعضاء في وقت واحد
وفوضى الردود المخالفة
ومن هنا أنتقل لقضية أتمنى يا نبضات القلب مانفتحها مرة ثانية... لأني أحب أتكلم عن القصة وليس عن ماحولها
الردود... أنا أعتذر ملايين لكل وحدة انحذف ردها..
لكن يا بنات يا قلبي للمنتدى قوانين صارمة... والرد المقصد منه أن يكون خادما للقصة ومتفاعلا منها بما يرتقي بالقصة
فالردود القصيرة أو غير اللائقة أو التي لا تدخل في صلب القصة غالبا تحذف..
(بارت روعة... البارت قصير.. طوليه شوي... تسلم يمينك.. متى ينزل البارت) كل هالعبارت وما يشبهها بتحذف فورا
ومطلقا الحذف لا يُقصد به عضو معين أبدا... بل يهدف للمصلحة العامة..
التي يجب ان تكون أمام نصب أعين الجميع ياقلبي أنتو
.
.
أم حمودي أنا قريت ردك.. ونجمتنا لك
فعلا أنتي أول وحدة ذكرت إن كاسرة تدور كرت كساب اللي عطاها أول مرة زارها
.
نجمة ثانية لـ ripe Lady الذكية على الدوام
رغم أنه أمر كنت أظنه بديهي لكنها كانت الوحيدة التي أشارت له
البارت اللي فات تضمن أول مقطع ورد في الرواية من البارت الأول
حوار كساب وزايد
وبالفعل أنا تعبت يا راقية في صناعة الموقف <<< مثل ماقلتي
.
.
اليوم بارت فيه أحداث صادمة جدا
ومثل ما أقول دايم
يمكن فيه شخصيات تختفي شوي
لكن تأكدوا إن الكل بياخذ حقه في الوقت المناسب
اليوم نرى من يقصد صالح بالاناني
ومشهد قريب جدا من قلبي بين نجلا وصالح
.
اليوم تعرفون عن رحلة مزون الأولى حينما سافر معها غانم
هل كانت رحلته عفوية أو مقصودة!!
.
لنتختم ب3 طلبات للزواج.. انتظرت طويلا لأجمعها سويا
.
.
موعدنا الجاي الخميس الساعة 5 ونصف صباحا في عودة لأيامنا المعتادة
والجزء القادم هو الأخير حتى حين
أنا فعلا تعبانة ومستنزفة ومحتاجة لي وقت أرتاح واكتب
.
الآن إليكم
الجزء السابع والعشرون
.
قراءة ممتعة مقدما
.
لا حول ولا قوة إلا بالله
.
.
بين الأمس واليوم/ الجزء السابع والعشرون
يعود لغرفته وهو ينتفض غضبا
نعت كسّاب بمختلف النعوت.. نعته أنه جبان وليس برجل و (رخمة)
أ بعد أن أصبحت كاسرة زوجته يريد أن يتخلى عنها بسهولة؟؟
أي جنون يعصف برأس هذا الفتى؟!!
أ يريد أن يقهره ؟!!
لا يستطيع أن يجد له مبررا آخر.. فهو لم يعرف الفتاة بعد ..
فلماذا هذا التحامل الشديد عليها؟؟
يستحيل أن يسمح له أن يفعل هذا بابنة مزنة..فزايد مازال لم يدخل المعركة بكامل عدته وعتاده
لن يسمح له أن يكون السبب في خدش مشاعر مزنة وابنتها!!
يبدو أن هذا الفتى لا يعلم بماذا ورط نفسه... بما أنه دخل المعمعة لن يسمح أن يتراجع.. لن يسمح له!!
فهو من أدخل نفسه عرين الأسد!!
يبدو أن هذا الفتى لا يعرف من يناطح بعد
فهو سيناطح -إن استمر في جنونه- زايد بن علي آل كساب شخصيا
نعم أمهله طوال السنوات الماضية وهو يرجوه أن يتزوج بينما هو يرفض
لكنه الآن فعلها.. فعلها.. أصبح رجلا متزوجا.. وانتهى الامر
وهو من وافق بكامل رضاه!!
إذن فليحتمل ما سيلاقيه!!
لم تنتهِ معركتهما الحامية إلا مع دخول علي عليهما.. وهو يقوم بدور المصلح
ولكن كلاهما قرر الانسحاب لغرفته تلافيا لمزيد من الشد بينهما
فكلاهما كانا على وشك الإنفجار
ليتركا علي يبتسم ويهتف لهما بمرح شفاف: زين واحد منكم يتعشى معي يا عيال الحلال.. وش ذنبي أنا؟؟
.
.
كساب في غرفته يزفر بحرارة.. يخلع ملابسه ويقرر القيام بتمارين الضغط للمرة الثانية اليوم.. حتى يفرغ بعض طاقة الغضب المتزايدة في روحه
" أنا الغلطان من البداية يوم وافقته..
خليت الحق يركبني..
حسسني إني الكسبان.. وفي النهاية مافيه خسران غيري"
.
"زين لو جينا للحق البنت مالها ذنب تسوي فيها كذا
أشلون ترضى على مرجلتك تضر سمعتها لو طلقتها قبل العرس بأسابيع بس؟"
.
"بس ما أبيها .. ما أبيها
ما تنطاق.. ما تنطاق!!
دسم على الكبد.. ما تنبلع ولا تنصرط!!"
.
" ليه بتلاقي أحلى منها؟؟"
.
يبتسم : " لا تذكرني بس
لا تذكرت عيونها وإلا شفايفها وإلا نعومة بشرتها
أحس عظامي تبرد
وكهرباء تمشي بجسمي"
.
" يعني عقب ذا كله تبي تطلقها ؟؟
وذا الزين اللي أنت لمسته بيديك يصير لرجّال غيرك؟؟"
.
يزداد سرعة في القيام بتمارين الضغط وهو يزفر بغضب:
" أعوذ با الله منك يا أبليس.. فارقني قدام أقتل قتيل الليلة"
.
" ومن قال لك أنا أبليس.. أنا أفكارك اللي في عقلك الباطن
أنت عادي فكرت تطلقها عشان تريح بالك من غثاها
بس ما فكرت إنك إذا طلقتها بتأخذ حد غيرك"
.
"خذك ربي ياعقلي الباطن أنت وإياها"
.
.
مع تزايد أفكاره تعقيدا كان يزداد سرعة في القيام بتمارين الضغط ارتفاعا وانخفاضا
فهو فعلا لم يرَ فيها أي ميزة سوى الجمال.. فهل تكفي هذه الميزة لصنع حياة زوجية؟؟
يخشى أنه بعد أن يعاشرها حتى جمالها سيتحول إلى قبح في عينيه..
ولكن جمالها كان بالفعل من النوع الذي قد يصيب بالجنون والهوس..
أن يعلم أن كل هذا الجمال الذي لا مثيل له والذي كان له.. قد يصبح محرما عليه قبل أن يكون له فعلا
ويصبح من نصيب رجل آخر.. يلمس بيديه ما لمسه هو بنفسه اليوم..
يتحسس بشرتها.. شفتيها.. شعرها.. يتنفس من قرب رائحتها العذبة المسكرة التي شعر بها تلتصق به اليوم وهو يحملها قريبا من قلبه
ازدادت حركته عنفا وهو يزفر أنفاسا محرقة.. غضبا محرقا مدمرا على هذا الرجل غير الموجود الذي سيمد يده عليها
وهو خلال كل هذا يستمع لرنين الهاتف عدة مرات.. قبل أن يصمت ثم تصله رنة رسالة..
لم يهتم مطلقا حتى وصل للحد الأدنى من رضى التمارين
ثم تناول منشفته ليستحم.. وهو في طريقه للحمام التقط هاتفه على عجالة
اتصالان من رقم غريب ثم رسالة:
" أنا كاسرة
لو سمحت ابي أشوفك بكرة في بيتنا
حدد الوقت اللي يناسبك "
كساب استغرب بشدة..
قد يكون فعلا قابلها ولكن في مكان عملها.. ولكن في بيتها وأمام أسرتها ..
أي أمر كبير تخطط له حتى تتجاوز بهذا الطلب كل العادات المعروفة؟!!
لن ينتظر للغد حتى يعرف... اتصل بها فورا..
همسها الناعم الحاد الساحر الأثيري المثقل بالتناقضات: هلا كسّاب..
كساب بسخرية: المهلي ما يولي..
كاسرة بهدوء: أنت كذا على طول تمسخر على خلق الله
كساب بتهكم: بزر.. وش تتوقعين مني؟؟
هزت كاسرة كتفيها بثقة: صحيح وش أتوقع منك؟؟
كساب يلقي منشفته على السرير ويتمدد ليصبح صوته أكثر ثقلا وتأثيرا:
طيب ودامش ما تتوقعين من ورا البزر شيء.. ليش تبين تقابلينه..؟؟
كاسرة تنهدت بعمق وبدت له تنهيدتها أشبه بسحر مصفى وهي تنفث بعدها سحر صوتها ولكن بحزمها المعتاد:
لولا إنه عندنا إجازة الحين من الشغل أو كان طلبت تقابلني هناك
لأني ما أبي هلي يدرون بالكلام اللي بيصير بيننا
لكن بما أنه الهيئة احترقت فما فيه مكان إلا بيتنا
كساب يتجاهل ماقالته وهو يهتف بتهكم: خاطري أسمع منش شي غير عنطزتش وأنتي مسوية فيها السيدة الحديدية
كاسرة تشعر بغيظ لم يظهر في هدوء صوتها: كساب أنا أبي أتكلم في موضوع مهم.. أجل مسخرتك لغيري..
حينها هتف كساب بحزم: نعم.. وش تبين.. واختصري.. أبي أقوم أسبح..
كساب بحزم مشابه: أفضل نتناقش وجه لوجه..
كساب بصرامة: مافيه داعي.. لا هو من سلومنا ولا من عوايدنا أجيش في البيت..
وأنا ما أقدر أحرج نفسي.. عشان خرابيط في مخش تبين تصدعيني فيها..
كاسرة حينها ردت بحزم: خلاص مثل ما تبي
ثم أردفت وهي تستخدم نبرتها العملية الجدية : كساب أعتقد إنه ما يخفى عليك عقب ما تقابلنا إنه مابيننا أي توافق ولا تناسب
ومبين إن الحياة بتكون صعبة بيننا.. هذا واحنا بعدنا على البر أشلون بكرة لا صار بيننا عيال
المنطق يحكم علينا نفكر بمصلحتنا.. هذا مستقبل وعشرة عمر مهوب شهر ولا شهرين.
صمتت لثانية ثم أردفت بحزم أشد : أنا أبيك تطلقني.. ودامك رجّال فيك خير وتعرف السلوم والعوايد..
أتمنى إنك أنت اللي تقول إنك طلقت من نفسك.. ما أبي هلي يدرون إني اللي طلبت الطلاق..
وخصوصا جدي.. ما أبيه يدري بأي شيء..
حينها انتفخت أوداج كسّاب غضبا كاسحا أشبه بالصدمة..
" أ حقا تجرأت هذه البغيضة وطلبت الطلاق مني؟!!
أ حقا فعلت ذلك ؟!
تطلب مني أن أطلقها؟؟ أي جنون هذا؟!"
قد يكون هذا هو ما كان يريده.. لكن أن ينفذه من أجل رغبتها هي.. ثم تتزوج شخصا آخر تكون له..
لا وألف لا.. يستحيل!!
أي جنون معقد بات يسيره؟؟.. وإلى أي جنون تقوده هذه الكاسرة؟! :
تدرين والله ماعليش مردود.. وحدة عرسها عقب أقل من 3 أسابيع تبي الطلاق
نعنبو ما تهمش سمعتش أنتي.. وش تبين الناس يقولون عليش
أنا رجّال ما يعيبني شيء.. لكن أنتي الناس بيأكلون وجهش..
كاسرة بثقة: ما يهمني كلام الناس.. المهم حياتي أنا.. ماني بمستعدة أعيش حياتي الباقية كلها في تعاسة..
كسّاب بسخرية: لذا الدرجة شايفة حياتش معي مأساوية..
كاسرة بحزم: قلنا الكتاب مبين من عنوانه..
كساب بحزم كاسح: والكتاب يقول لش روحي بلطي البحر..
أنتي مرتي وبتكونين لي غصبا عنش وإلا برضاش
ومستحيل تعرفين حد غيري عمرش كله..
لي أنا وبس.. واضح كلامي أو تبين أعيده..
كاسرة تنهدت بحزم وهي تبث أكبر قدر من الجدية والمنطقية في كلامها:
صدقني كساب ماراح ترتاح معي.. أنا وحدة شخصيتي قوية ورأسي يابس... وبتتعب معي..
وش حادك على ذا الحياة.. أنا أحلك من كل شيء قبل ما تطيح الفاس في الراس
خلك عقلاني.. وفكر بعقلك..
كساب هز كتفيه وهتف بحزم مرعب: نعم.. رأسش يابس؟؟
توش ما عرفتي وش يباس الرأس.. خلش تجين عندي.. وبأكسر لش راسش اليابس
لم يكن مطلقا يريد أن يكون هذا آخر المطاف.. لم يكن يريد قهرها ولا إيذائها
ولكنها من دفعته لذلك
هي من دفعته للتحدي والتهديد..
يستحيل أن يسمح لها أن تفرض شروطها وشخصيتها بهذه الطريقة
يستحيل أن تتقبل كرامته أو رجولته المفترضة المرسومة أطرها بتقليدية هذا الأمر!!
كاسرة ردت عليه ببرود مدروس: أنت اللي نعم؟!! تكسر رأسي؟!! أنا ماحد يكسر رأسي
ماعليه قلنا زوجي ولك الاحترام والتقدير على فرض إنه بنتزوج
لكن إنك تظن إنك بتسيطر علي وإلا تخليني مسلوبة إرادة .. لا يا كساب
ما عرفتني.. أنا مستحيل حد يفرض علي شيء...
كساب بتهكم بارد: عادي.. نروضش مثل المهرة اللي تعسف لين يطيح اللي في رأسها..
حينها بدأت كاسرة تغضب لكنها ردت بحزم محترف: أنا ما أنا بحيوان تعسفني
ولو هذا التفكير المتخلف هو اللي في رأسك.. صدقني الحياة بيننا مستحيل تستمر
طلقني يا ابن الحلال.. أنا لولا خاطر جدي وإلا والله ثم والله لأخلعك.. عادي عندي
كساب بغضب كاسح: نعم؟؟ تخلعيني؟؟ وتقولينها بكل وقاحة يا قوية الوجه.. زين يا كاسرة دواش عندي.. زين..
كاسرة ببرود مستفز: أعلى مافي خيلك اركبه .. صدق بزر وعصبي...
أنا ما أبيك.. وقلتها لك بصراحة واحترام مثل ما الناس المتحضرين يتفاهمون
لكن أنت أسلوبك همجي في الحوار والتعامل.. وتحد الواحد ينزّل مستواه في الكلام عشان تفهم عليه
كساب بحزم صارم شديد: كاسرة اقصري الهرج الماسخ.. لا تحديني على شيء ما يرضيش
أقلها أني ممكن بكرة أروح لأخيش وجدش وأقول عندي سفرة مهمة
وأبي أروح بمرتي.. وأكنسل العرس.. وأخذش بدون عرس..
ثم أردف بتهكم حاد: اعقلي يامره.. وعندش ذا الأيام كلها تعودي على فكرة البزر اللي بتأخذينه..
***************************************
كان يصلي قيامه.. حين سمع صوت الباب يُفتح
وخطوات ثقيلة تدخل لداخل غرفته
حينما التفت بعد تسليمته وجد كسّاب يجلس على مقعد قريبا منه
زايد لم يوجه له مطلقا أي حديث وهو يتناول مصفحه ويتلو ورده بصوت منخفض
حينما انتهى اتجه لسريره ليتمدد دون أن يوجه كلمة واحدة لكساب الذي كان جالسا طوال هذا الوقت..
كساب اقترب من سرير والده وانحنى ليقبل طرف رأسه اليسار لأنه كان يتمدد على يمينه ويهمس في أذنه:
لذا الدرجة زعلان عشانها..؟؟
زايد دون أن يلتفت ناحيته هتف بحزم: كسّاب اقصر الشر .. وفارقني لغرفتك
أنت جاي لاحقني هنا.. تبي تكمل لغو
لا تخاف بنكمل.. بس مهوب الليلة!!
كسّاب ابتسم وهو يهتف بخبث: إلا جاي أقول لك لا تنسى بكرة تحدد موعد لتوقيع العقد..
حينها اعتدل زايد جالسا وهو يهتف بنبرة مقصودة: وش اللي صار.. فكرت وشفت إن المشروع ماحد يفرط فيه؟؟
كسّاب ينظر له بشكل مباشر ويهتف بنبرة ذات مغزى: إلا وأنت صادق صاحبة المشروع يبه
والله لو حتى ما تبي تعطيني مشروع المجمع.. والله واللي رفع سبع سموات بليا عمد إنه مايردني منها شيء إلا الموت..
زايد يرفع حاجبا: غريبة !! وش غير رأيك؟؟
كساب يهز كتفيه ويهتف بذات النبرة المقصودة: مهرة يبه تبي من يعسفها..
وعلى قولت خالد الفيصل: أحب أعسف المهرة اللي تغلى
وأنا أشهد يبه إنها تغلت.. خلها تغلى لأن مسيرها للعساف..
حينها ابتسم زايد وهتف بنبرة اعتزاز: كفو.. كفو
ثم أردف بتساؤل خبيث: الحين قل لي..أنت شفتها وإلا كلمتها؟؟
كساب وقف وهو يتجه للباب ويرد على والده بشبح ابتسامة:
كلها يبه.. كلها
***********************************
"تأخر في العودة
مابه هذا الرجل؟؟
أكاد أجن منه
ليس مطلقا زوجي الذي عاشرته لسنوات
شخص غريب لأبعد حد
أين صالح المتدفق الشاعري الرومانسي بل حتى المندفع في كل شيء
كان يغمرني في طوفان من مشاعره واشتياقه الدائم
فأي برود هذا اللي تسلل لروحه وجعلني عاجزة عن معرفة ردة فعله القادمة"
نجلاء تدور في الغرفة..
تقرر الليلة أن تلبس لباسا أكثر جرأة بقليل..
لا تعلم بالفعل إلى أي شيء تهدف.. فهي بالفعل لا تريد أن يقترب صالح منها.. ولكنها تريد أن تجري تغييرا ما.. عل صالح يصدر منه تصرف يدل على انه صالح القديم
تشعر بالفعل بالتشويش.. تريد لها أرضا ثابتة تقف عليها..
ماعادت تعرف حتى كيف تجري معه حوارا
ارتدت بيجامة بدون أكمام وبنطلونها يصل للركبة.. نثرت شعرها العسلي على كتفيها.. تعطرت بكثافة
ثم جلست تنتظر
كانت تشاهد لها برنامجا عن تأثيث المنازل..
ليثير البرنامج فيها شعورا عميقا بالحزن اخترق كل جوانحها
حينما غضبت من صالح.. كان بيتهما الخاص على وشك الانتهاء..
ومع وصول البيت لتشطيباته الأخيرة.. كانت عصبيته بلغت الذروة.. كان يقضي طوال النهار مع العمال..
ويعود لها آخر النهار بغبار البيت وعرقه.. تحاول أن تحتوي تعبه وإرهاقه.. ولكنه كان ينفجر فيها بدون سبب
ليعود بعد دقائق ليعتذر... شعرت أنه يستنزف كل طاقتها وصبرها ومرونتها
كرهت ذلك الوضع.. ماعاد بها صبر..
بات كل شيء يستثيره.. غاضب على الدوام
غاضب على الدوام من موضوع البيت.. وتأخر العمال.. وعدم دقة المهندس
غاضب على الدوام من موضوع حملها الذي كانت تأجله..
بالفعل هو كان يتراجع معتذرا ما أن ينفجر فيها... لكنه لن يرتاح ما لم ينفجر
تعبت من احتواء غضبه.. ثم مدارة حزنها حينها يأتيها يائسا معتذرا
كانت تفضل أن تكتم في ذاتها على أن تؤذيه بأدنى شيء
كانت تقول لنفسها: يكفيه مافيه..
لكنها وصلت لمنتهى الطريق... صبرها نفذ.. ومرونتها ماعادت تفيد..
تحتوي غضبه وإرهاقه وعصبيته وتضغط على كل مافيها من أجل إرضاءه
ثم يكون رده عليها بعد كل ذلك معايرتها بأمها
حينها قررت أن ترحل لبيت والدها... ولأول مرة تفعلها..
اعتذر لها كثيرا.. أكثر من كل مرة وأشد وأكثر حزنا...كان يعتذر ويترجى ويعدها ألا يتكرر هذا الامر ..وهما يتعاركان على حقيبتها...
هي تضع ملابسها في حقيبتها... وهو يعيدها للخزانة
رجاها بعمق ألا تفعل به هذا وفي هذا الوقت بالتحديد.. فهما كان يخططان لبدء تأثيث المنزل.. وهذا الأمر كان بالغ الأهمية عنده
ولكنها هربت وتركته..
وهاهو البيت توقف على مراحله الأخيرة.. فصالح أوقف كل شيء بعد مغادرتها..
كم حلما معا بلون معين لغرف الاولاد.. ولغرف البنات اللاتي سيأتين.. خشب المطبخ.. وسيراميك الدرج
ألوان الصبغ.. وأثاث الصالات... أشكال الستائر.. وحتى نباتات الحديقة
الآن حتى لا تستطيع أن تسأله عن البيت.. أو عن أي شيء في حياتهما المشتركة كزوجين..
لا تستطيع سؤاله عن عمله الذي كانت تعرف أدق تفاصيله لأنه كان يخبرها بكل شيء..
لا تستطيع سؤاله إن كان مازال يخيط ملابسه عند ذات الخياط.. ويحلق عند ذات الحلاق..
لا تستطيع سؤاله هل مازال حريصا على رياضة المشي..
وهل مازال يحب أن يتناول قهوته بالقرنقل الذي كانت تنهاه عنه..لأن رأسه يؤلمه إن افتقده..
لا تستطيع حتى سؤاله كيف هو مستوى الكوليسترول عنده الذي اكتشف قبل خلافهما بقليل أنه مرتفع قليلا
كانا لا يتوقفان عن الحديث.. عن كل شيء.. وحول كل شيء...
وإذا بهما يتحولان إلى مخلوقين غامضين صامتين لا وجود لأي حوار بينهما
فهل الذنب ذنبها أو ذنبه؟؟
هل تريد أن يحلا ما بينهما؟؟ أم لا تريد؟؟
"بالتأكيد أريد
ولكني مجروحة منه.. لا أريد ان أغلق الجرح قبل تطهيره
لا أريد أن يعاود الجرح الالتهاب
أريد أن أحل كل ما بيننا قبل أن نستأنف حياتنا كزوجين"
نسف تفكيرها دخوله الهادئ عليها..
ألقى التحية.. نظر لها نظرة توحي بعدم الاهتمام.. ثم انسحب للحمام
صلى قيامه.. قرأ ورده.. ثم تمدد دون أن يوجه لها كلمة واحدة..
نجلاء كادت تجن منه.. اقتربت منه وهزت كتفه.. وهتفت بغضب:
يعني عشان أنا اللي ذليت روحي لك.. وطلبت أرجع للبيت تعاملني كني والطوفة واحد..
قوم كلمني.. لمتى وحن على ذا الحال..؟؟
صالح اعتدل جالسا وهتف ببرود: نعم يأم خالد.. وش اللي يرضيك؟؟
وش إطار العلاقة الزوجية اللي ترضي أنانيتش؟؟
الحين أنا اللي حطيتش مثل الطوفة يا نجلا؟؟؟
مهوب أول كلمة قلتي لي إياها : "صالح اعتبرني ما رجعت.. اعتبرني ماني بموجودة"
وعقبه أثبتي لي بالدليل القاطع إنه هذا فعلا اللي تبينه..
يعني ما راعيتي إني محروم منش كل ذا الشهور.. مااهتميتي من لهفتش عليش
ما همش إلا نفسش ومشاعرش.. وأنا بالطقاق..
الحين أنا صرت اللي أعاملش مثل الطوفة؟؟؟
أنا ما سويت إلا تنفيذ رغبتش.. معتبر نفسي قاعد في غرفتي بروحي.. مثل ما كنت قبل ما ترجعين..
يعني من تبيني أكلم.. أكلم حد مهوب موجود..
يا بنت عمي إذا طاح الخبال اللي في رأسش.. أظني إني قريب.. قولي لي وقتها أنا رجعت يا صالح
نجلاء انتفضت غضبا منه وهي تقرر أن تتوجه لتنام في غرفة ابنائها.. كعادتها حينما تعجز عن مواجهته.. تجد أن الهرب هو أسهل طريقة
بينما صالح تنهد بعمق.. وهو يعاود التمدد على سريره وهو يعلم أنه لن يذوق النوم الليلة..
******************************
" توك تتعشا؟؟"
همس مزون الحاني لعلي الذي يجلس على طاولة مطبخ التحضير في الطابق العلوي
علي يبتسم: شأسوي كنت متفق أنا وكساب نتعشى سوا.. بس ثارت القنابل بينه وبين أبيه
ومارضى حد منهم يتعشى معي
مزون تبتسم مثله: وش القضية ذا المرة؟؟
علي بمرح: والله ما أدري.. تقولين ديكة... كلمة من ذا وكلمة من ذا وما فهمت شيء..
بس اللي فهمته إنه عشان موضوع زواج كساب
مزون بحنان ونبرة مقصودة: وأنت متى بيكون زواجك؟؟
علي يتنهد ثم يهتف بعمق: أنا تو الناس علي.. عندي مشاريع الحين في رأسي تبي لها تفرغ
ولا والبال ولا الروح مستعدين لذا الموضوع
******************************
يفتح عينيه بكسل.. يتلمس المكان جواره فيجده خاليا
يعتدل جالسا فيجدها تتحرك بخفة في أنحاء الغرفة
هتف بصوت ناعس ثقيل: صباح الخير
عفراء انتفضت بخفة ثم ردت بعذوبة: أنا قاعدة أتحرك بشويش ما أبي أصحيك
أزعجتك؟؟
وإيه.. صباح النور والسرور
منصور يبتسم وهو يعتدل ويضع المخدات خلف ظهره ويستند لها: لا ما أزعجتيني.. أنا صحيت بروحي
وبعدين أنا ما أبي سلامات وصباحات بلوشي..
تقولين لي صباح الخير .. لازم تجين وتحبين خشمي..
عفراء تتوجه ناحيته وهي تبتسم بخجل: قلنا لك مهلك علينا يأبو زايد..
ثم انحنت لتقبل أنفه ليشدها هو إلى حضنه .. عفراء تحاول التخلص من عناقه برقة وهي تهمس بذات الرقة: منصور تكفى لا تاخرني..
حينها كان منصور هو من أبعدها عن حضنه وهو يهتف بصرامة: أوخرش عن ويش؟؟
عفراء وقفت وهي تهمس بطبيعية وهي تتناول حقيبتها وتضع فيها أغراضها: عن المدرسة طبعا
حينها هتف منصور بحزم: وحدة توها متزوجة مالها ثلاث أيام.. وتبي تروح لدوامها
إذا أنا على كثر مشاغلي أخذت إجازة أسبوع
عفراء بخجل عميق: ماعليه السموحة يابو زايد.. بس أنت تدري إنه خلاص البنات أخر الفصل والامتحانات عقب كم يوم
بس يومين أخلص شغلي وأسلمه زميلاتي.. وعقبه اوعدك أتفرغ لك..
منصور بحزم بالغ: آسف.. طلعة من البيت وأنا موجود آسف.. اتصلي واعتذري منهم
عفراء تضايقت بالفعل من أسلوبه المستبد ومع ذلك همست برقة بالغة:
منصور الله يهداك.. لو قايل لي من امس كان تصرفت بس الحين لازم أروح
منصور يلقي بالغطاء جواره لتنتفض بخفة وهي ترى طوله الفارع جوارها ويهتف بحزم متزايد:
وأنتي لو قلتي لي من أمس.. كان قلت لش أمس.. والحين انتهينا من ذا السالفة.. طلعة مافيه..
ثم تجاوزها وهو يجلس على الأريكة ويزفر بغضب..
عفراء تنهدت بعمق وضيقها منه يصل الذروة
" يبدو أنني عرفت سبب عدم استمراره في زواج
فمن ستحتمل كل هذا التسلط؟؟
هل أخطأت بالتسرع في الموافقة؟؟
ولكني صليت الاستخارة عدة مرات.. والله سهل الموضوع
لا يمكن أن يخيبني الله"
عفراء تتنهد وهي تقرر أن تغير استراتيجتها.. فهي تتعامل معه كما تتعامل مع كساب حينما تحاول أن تمتص غضبه بهدوءها
وإن كانت هذه الطريقة تنفع مع كساب لأنه ابنها.. فهي تفشل مع زوجها الغريب الأطوار بتسلطه المتزايد..
فكيف تتصرف الانثى مع زوجها في موقف كهذا.. قررت أن تفكر قليلا.. وجدت أنها فاشلة جدا في التفكير بطريقة أنثوية بحتة..
ولكن لتحاول..
اقتربت لتجلس بجوار منصور رغم خجلها من أن تتصرف بجرأة معه.. لكنها بالفعل لا تستطيع التغيب عن المدرسة اليوم
منصور استغرب التصاقها به.. ثم استغرب أكثر تصرفها التالي..
احتضنت عضده بنعومة.. لتقبل صدغه ثم تنقل شفتيها برقة لأذنه وتهمس بأكبر قدر من الرقة استطاعته:
تكفى منصور لا تفشلني.. والله لازم أروح.. أوعدك بس اليوم أعطيهم كل أوراقي اللي عندي.. وعقبه أنا باقدم إجازة
تكفى يا قلبي..
شعرت أن صوتها تحشرج مع أحرف كلمة (قلبي) المصنوعة..
وهي عاجزة عن رفع عينيها لمنصور وهي تلصق خدها بعضدها وتثبت نظرها على كفيها.. وتصمت بحرج عميق...
منصور ابتسم وهو يمد ذراعه التي كانت تستند لها ويحتضنها بها ويهتف بنبرة ذات مغزى: والله تطورتي يا النصابة..
عشان تعرفين إني احترم حركة النصب اللي سويتيها واللي أدري أنها كانت صعبة عليش
أنا اللي باوديش.. بس والله ما تعقبينها لين أنا أرجع لدوامي.. وهذا أنا حلفت... تروحين اليوم وبس..
عفراء قفزت وهي تكاد تنكفئ من شدة حرجها: إن شاء الله يأبو زايد.. اللي تقوله تم..
بينما تعالى صوت قهقهات منصور الذي كان يتجه للحمام..
**********************************
" وش ذا النهار المبارك.. أنتي عندي من أول النهار"
كاسرة تميل على كتف جدها تقبله وتهمس برقة: وش أسوي؟؟ ما عندي شغل .. خلاص أنت شغلي..
الجد بحنو عميق: الحمدلله اللي أظهر رأسش..
كاسرة بابتسامة حانية: قلتها لي يبه من البارحة لين اليوم عشرين مرة فديتك
ماجاني شي جعلني الأولة.. أول ما درينا بالحريق نزلنا..
الجد حينها سأل: إلا صدق كساب اللي جابش البارحة؟؟
حينها شعرت كاسرة رغما عنها بالحرج.. فمازالت ذكرى الأمس ماثلة تثير عشرات المشاعر المعقدة.. العصيّة على التفسير
بالأمس حين أحضرها كساب للمنزل.. حمدت ربها أنه لم يراها أحد حتى استحمت حتى لا يسألها أحد عن ملابسها المبلولة
فهي لم تكن تريد إثارة رعبهم حين يعرفون باحتجازها في الحمام والمبنى يحترق
حينها أخبرتهم بالحريق ولكنها قالت أنها نزلت مع الموظفين الآخرين
وأخبرتهم كذلك أن كساب هو من أعادها للمنزل.. بعد أن كان عابرا للمكان بالصدفة..
فهي لا تستطيع إخفاء أمر كهذا.. وترى أنه ليس من اللائق إخفائه
همست لجدها بهدوء: إيه يبه كساب اللي جابني..
الجد بهدوء: وليه ما نزل يتقهوى عندي..
كاسرة تهمس لجدها برقة: يبه كان مستعجل يبي يروح لشغله..
حينها ابتسم الجد: جعل عمره طويل.. الله يخليه لزايد..
حينها تنهدت كاسرة وسألت جدها بعمق: يبه تعرف كساب زين؟؟
لا تعلم ما الذي يحدث لها.. كساب بات يحدث ثورة تفكير لا تتوقف في رأسها.. وثورة أوسع من التناقضات
البارحة فقط كانت تريد الطلاق منه.. واليوم تتلهف بغرابة لأخباره!!
الجد أجابها بنبرة طبيعية: رجّال والنعم..
كاسرة تنهدت تنهيدة أعمق: المشكلة والله يبه في مفهومكم للرجولة اللي ما أدري أشلون جاي..
الجد بتساؤل: يا ابيش ارفعي صوتش.. وش تقولين؟؟
كاسرة بهدوء: أقول يبه.. رجال والنعم أشلون؟؟ وش اللي خلاك تقول كذا؟؟
الجد بنبرته الاعتيادية: رجال رزين وكلمته موزونة ماكنه بشباب ذا الأيام الخفاف
ودايما أصدفه في المسجد.... زايد يوم ربى .. ربى رجال..
من يومه صغير وأنا أقول لزايد ولدك ذا ذيب..
كاسرة بسخرية بصوت خافت: عدال على الذيب.. الله يستر على المسلمين
ثم أردفت بصوت أعلى: إلا يا يبه.. كان دايم يجي مع أبيه عندك؟؟
الجد يصر عينيه الغائرتين قليلا.. ثم يهتف بتذكر: إيه دايم .. لين توفت أمه.. عقبه ماعاد شفته إلا في الأعياد يجيبه أبيه يعيد عليّ
لكن عقبها دايم عليان هو اللي مع زايد.. لاصق فيه على طول..
كاسرة بتساؤل: علي هذا ولده الصغير؟؟
الجد يهز رأسه بالإيجاب.. بينما كاسرة تسائلت: بس يبه وأنا صغيرة كنت دايم عندك في المجلس.. ما أتذكره يعني
حينها ابتسم الجد ابتسامة كاسرة الأثيرة.. الابتسامة اللطيفة الخالية من الأسنان:
ماتذكرينه؟؟
عطيني يدش اليمين..
كاسرة استغربت طلب جدها ولكنها مدت يدها له..
الجد بنظره الضعيف ولكن ذاكرته الجيدة تحسس ذراع كاسرة حتى وصل إلى منطقة في منتصف باطن ذراعها..
علامة صغيرة... بالكاد تركت أثرا ولكنه كان واضحا ليصل إليه الجد مقارنة بالانسيابية الزبدية الفائقة ليد كاسرة
ابتسم الجد ابتسامة نصر حين وصلها وهتف بابتسامة حانية: ما تذكرينه وذا أثر عضته في يدش..
حينها انتفضت كاسرة بجزع غير مفهوم وهي تشد يدها من جدها وتنظر بنفسها للأثر.. لطالما تسائلت ما سبب هذا الأثر
ولكنها لم تسأل لأنها ضنته أثر قرصة نحلة أو أثر بقي من جدري الماء (العنقز) الذي أُصيبت به صغيرة
تلمسته بغرابة ثم همست لجدها بابتسامة: تخليه يعضني وانا عندك.. قد ذي زبانتك لي..؟؟ (زبانتك=حمايتك)
الجد يبتسم: وأنتي ما قصرتي.. عضيتي خده لين قطعتيه.. وأنتي البادية بعد.. ما عضش إلا يبيش تفكين خده..
حينها انتفضت كاسرة بجزع خجول لا تعرف له مبررا: أنا عضيت خده؟؟
الجد يبتسم وهو يصر بعينيه: وقعدت عضتش ماكنة في وجهه ومبينة كم سنة عقبها..
لين ضعف نظري وماعاد شفت.. ما أدري عادها بينة وإلا لا
كاسرة تستعيد ملامح كساب التي حُفرت رغما عنها في أقصى ذاكرتها..
لا تتذكر علامة ما في خده... إلا إن كان شعر عارضيه يغطي عليها
كاسرة أيضا رغما عنها ابتسمت.. تشعر بشعور أشبه بالنصر..
وشعور آخر أعمق واغرب ( أ حقا لامست شفتاي خده وأنا لا أتذكر أبدا؟! )
سألت جدها بابتسامة عذبة: وكم عمري وقتها يبه؟؟
الجد بتذكر: سنتين وإلا ثلاث ..
كاسرة تضحك برقة: وذا صغري وعضاضة كذا!! عشان كذا ما أذكر
الجد يتذكر وإبتسامة حنونة على وجهه: كنتي قاعدة في حضني.. وكساب قاعد جنب أبيه
وأبيش الله يرحمه بعد كان قاعد..
فزايد يتعير علي ويقول: باخلي ولدي يحب بنتك في مجلسك وهي قاعدة في حضنك بعد.. (يحب= يقبل)
فابيش الله يرحمه كان يضحك يقول: تهبون.. ولدك ما يحب بنتي إلا بشرع الله
قال زايد: حاضرين لشرع الله.. بس هو بيحب أول..يبي يجرب قبل يتورط
فزايد قوّم كساب وهو يقول له وهو يضحك: قوم حب البنت الزينة اللي في حضن جدك
كساب كان مستحي ويقول: أنا ما أحب البنات..
فأنا قلت له: تعال يأبيك حبني وحبها.. فجاني وسلم علي وعقبه عطاش طرف خده.. يبيش أنتي اللي تحبينه...
أنتي شفتي صفحة خده قرطتيها بسنونش
المسكين والله ما صاح ولا بكى بس تناول يدش اليمين وعنّز سنونه فيها
هو يعض وانتي تعضين.. يوم فكيتي فكش..
بس قد كل واحد منكم قاطع لحم الثاني...
كاسرة تتنهد بعمق شاسع وهي تهمس بخفوت شفاف:
شكلها يبه صارت عادة وبتستمر
ماحد منا يفك الثاني لين يدري إنه وصل اللحم!!
*********************************
"أنت مطول وأنت زعلان كذا؟!"
همسها الساخر الممتلئ بالغيظ
خليفة يزيح الجريدة جانبا وبهتف بهدوء: ومن قال لج زعلان؟!!
جميلة بغيظ طفولي: زين وش تسمي إنك صار لك كم يوم ما تكلمني إلا بالقطارة..كنك شاح بكلامك علي؟!!
خليفة بنبرة مقصودة: والله ما عودتيني إنج متولهة على كلامي عشان أشح فيه
جميلة ببرود مستفز: قال وش حدك على المر قال اللي أمر منه...
لقيت حد غيرك يحاكيني وقلت لا؟!
حتى داليا رجعت البارحة للدوحة وخلتني!!
خليفة يغلي من الداخل على طريقتها المستفزة القليلة التهذيب ومع ذلك هتف بهدوء محترف:
خلاص يا بنت الحلال السكوت من ذهب
لا صار الحجي موب من الخاطر.. ويغث.. قلته أحسن
جميلة بغضب: تقصد إن كلامي يغث؟؟
خليفة رغما عنه يبتسم: لا محشومة.. انتي كلامج يغث.. كلامج عسل وسكر
جميلة بغيظ : وتمسخر علي بعد
ثم أردفت وهي تشيح بوجهها عنه: زين أمي كلمتك اليوم؟؟
كان خليفة على وشك أن يقول (ياحليلها أمج عروس وصاحية من بدري..)
لكنه أمسك لسانه وهو يهتف بهدوء: كلمتني .. وتسلم عليج وايد وايد
وتقول جان تحسنتي بتيي جريب تزورج
جميلة بألم عميق: خلها تكلمني أول زين..
بأموت أبي أسمع صوتها بس
تكفى يا خليفة والله إني تحسنت... وصاير وزني كل يوم أعلى من اللي قبله
تكفى أبي أكلمها بس أكلمها!! أسمع صوتها
مرة وحدة تكفى.. تكفى
خليفة رغما عنه أيضا يشعر بألم عميق لألمها: كاهي بنت خالتج في اليوم تكلمج جم مرة..
حينها انسابت دموع جميلة المقهورة: مزون ما تقصر... بس مزون مهيب أمي.. مهيب أمي
أنا بس أبي أعرف وش الحكمة تمنعوني منها... يعني تبون تعذبوني وتقهروني
**************************************
" غريبة من وين الشمس شارقة؟؟ جايني في المكتب اليوم"
يرد بمودة حازمة: لقيت نفسي فاضي اليوم قلت أجي أسلم عليك..
كساب بمودة مشابهة: حياك الله أنا بعد مابعد شكرتك فيس تو فيس على الخدمة اللي سويتها لي
فعلا جعلني ما خلا منك... ما تخيل أشلون كنت أحاتي..
يهتف بابتسامة: خلاص يا ابن الحلال شكرتني في التلفون
ولو أني والله لو في ظرف ثاني مستحيل أسويها
هذي كان فيها مساءلة قانونية.. تخيل طلعت الطيارة وأنا ما عندي حتى إحداثيات الرحلة..
كساب يبتسم: وش أسوي أنا أصلا وقتها كنت في فرنسا.. وما دريت إنه رحلة اختي الأولى إلا من عمي منصور قبلها بكم ساعة بس
وبصراحة كنت خايف عليها.. وما لقيت قدامي إلا أنت
غانم بنبرة حذرة: أنا سمعت إنها علقت الرحلات خلاص..
كساب بحزم شديد: خلاص خلصت من ذا السالفة كلها..
غانم بذات الحذر: الله يوفقها.. أنا أشهد أنكم ربيتوا وأحسنتوا التربية..
كساب يتجه بالحديث لاتجاه آخر وهو يسأل غانم عن آخر أخباره..
فمهما يكن فهو يكره أن يتحاور عن شقيقته مع رجل غريب.. يكفي اضطراره المحرج أن يطلب من غانم أن يطير معها
ولكن ماذا يفعل فهو لا يعرف سواه هناك عدا أنه كان يعرف تقبل غانم الشاسع لعمل مزون..
علاقته بغانم بدأت تتوطد قبل عامين... تقابلا في حفل للسفارة القطرية في لندن
ولأن كلاهما من ابناء جماعة واحدة ويعرفان بعضهما قبلا
تحادثا معا.. وكان المفتاح فعلا هو مزون.. فكساب يتحفز من الحديث مع شخص قد ينتقد تخصص شقيقته
ولكنه وجد أن غانما كان يشكر في مزون بلباقة عالية محترفة دون إفراط أو تفريط
فطال الحديث وتشعب.. وترافقا بعدها في عدة رحلات... ولكن علاقتهما بقي فيها نوع من الحذر غير المفسر..
حين علم أن مزون ستطير في رحلتها الاولى.. تصاعد قلقه عليها..
وحين علم أن الطاقم كلهم نساء.. زاد قلقه.. فهو مطلقا لا يثق بكفاءة النساء
خاف أن يحدث شيء ما لها في رحلته الأولى..
لذا أكد على غانم أن يحاول أن يكون معها في رحلتها الأولى مع المساعدة الأولى ..وأن يبقي الأمر سرا بينهما
ووصاه كثيرا عليها وهو يطلب أن يعتبرها كأخته..
كان الأمر غاية في الحرج له.. فرغم أن علاقته بغانم جيدة إلا أنه شعر أنها أضطرته للالتجاء إلى أقصى حدود الحرج وهو يطلب من غانم أن يكون مع شقيقته..
غانم كان صامتا ويغتاله حذر غريب (أتكلم؟؟.. أو لا أتكلم؟؟)..
فهو اليوم لم يحضر فقط للسلام على كساب بل في رأسه هدف آخر
هدف له زمن يتأرجح في داخله.. ثم حفزه له تخلي مزون عن سلك الطيران
فمهما كان يحترم مزون ويقدرها فعملها معه في ذات مجاله سيفتح الباب للألسنة
غانم تنحنح ثم هتف بثقة: كسّاب أنا أبي أكلمك في موضوع..
كساب بمودة: آمر.. وش له المقدمات؟؟
غانم بهدوء: إذا بغيتكم تشرفوني بنسبكم.. تجس لي نبض هلك قبل أخطب رسمي..؟؟؟
كسّاب بصدمة: تبي أختي؟؟
غانم بنبرة عتب: ليه مصدوم كذا؟؟ ما أنا بكفو؟؟
كساب باستنكار: إلا كفو ونص.. بس أنا استغربت ليس إلا
غانم بثقة: ومستغرب معناه تقربني وإلا لا..؟؟
كساب بهدوء غامض: من صوبي أقربك.. بس تدري الشور للبنت ولأبيها
غانم بحزم: دامك قربتني فأنت وسيطي.. بلغهم.. لو هم موافقين.. جيت أنا والوالد وعمي وخطبنا رسمي
كساب صمت وإحساس غريب ينتابه
صغيرته تخطب.. ستتزوج؟!!.. بدا له التخيل صعبا
أن تتزوج وبينهما كل هذه التعقيدات
أن يكون عاجزا عن تقبيل جبينها في ذلك اليوم.. ضمها لصدره.. وأن يوصي زوجها فيها أمامها
أن تكون تسمع وهو يقول له أن لا يجرؤ يوما على التفكير بمضايقتها
لأنه سيكون ورائها من سيلتهمه حيا لو تجرأ على مضايقتها بأدنى شيء
تنهد كساب وهو يزفر أنفاسه بحرارة
ويرد على غانم بحزم: خلاص عطني كم يوم وأرد عليك
.
.
.
.
في ذات الوقت
مجلس منصور آل كساب
" ياحياك الله.. وش ذا الساعة المباركة... مهوب عوايدك تمرني الضحى"
فهد يهتف بغموض مختلط بابتسامته: توني خذت الرخصة.. وجيت أبشرك
منصور بابتسامة عريضة: مبروك ألف مبروك.. أجل هدية الرخصة سيارة
حينها انتفض فهد باستنكار شديد: لا والله ما يكون .. سيارتي قدني حاجزها ودافع عربونها بعد..
منصور بحزم: انا قلت خلاص هديتك سيارة من عندي.. وانا ما أرد عطيتي
كيفك فيها تبي تبيعها بيعها
يعني عقب اللي سويته فيك يوم فشلتك وخليتك تدخل مدرسة السواقة من جديد..
ما تبي لك عوض مني؟!..
حينها أردف فهد بغموض: ومن قال ما أبي عوض منك ... أبي منك عوض وأغلى من السيارة بعد.. عطني إياه
والسيارة خلها ما ابيها..
منصور بابتسامة: آمر تدلل..
فهد بذات الغموض: ولو الشيء اللي أبيه غالي واجد... بتشوفه خسارة فيني؟؟
منصور بمودة شاسعة: حتى رقبتي مهيب خسارة فيك..
فهد بمودة واحترام متجذرين: الرقبة وراعيها فوق رأسي
أنا أبي نسبك يأبو علي..
منصور بدهشة: تبي نسبي؟؟
فهد بحزم: أبي بنت أبو كساب.. وأبيك تكلمهم وتأخذ رأيهم.. قبل أجيب أبي وعمي..
أنا شاري نسبكم وأتشرف به.. وبنتكم فوق رأسي..
فهد أيضا منذ مدة وخطبة مزون في باله.. لكنه كان يخشى شيئين: دراسة مزون غير المقبولة
ثم وجود ابنة عم له مازالت لم تتزوج.. كان متأكدا أنه ما أن يطلب من والده أن يخطب له
فأن أول شيء سيقوله له (وبنت عمك؟؟)
فإذا بالموضوعان يحلان وفي وقت واحد...
مزون تترك مجال الطيران.. الخبر الذي عرفه من أطراف حديث وصل لأذنه بين منصور وكساب
ثم تأكد منه هو بشكل شخصي من معارفه في المطار
وسميرة تتزوج بعد ذلك بفترة قصيرة جدا
وكان الله يكافئه على صبره .. وأي مكافأة؟!!
أن يناسب منصور آل كساب شخصيا!!!
**************************
منكب على مكتبه.. يرصد الدرجات النهائية لطلابه وطالباته..
خطواتها الرقيقة تقتحم عليه الغرفة
يبتسم وهو يلتفت لها: عطيني خمس دقايق وأتفرغ لش..
تبتسم له بحنو: تبي مساعدة..؟؟
عبدالرحمن بمودة: يمكن أبيش عقب بس تشيكين على الدرجات وتأكدين من الجمع
لا ينط واحد من العيال وإلا البنات في رقبتي ويقول نسيت نص درجة..
شعاع تجلس قريبا منه تصمت لدقائق ثم تهمس برقة: عندك تدريس صيفي..؟؟
عبدالرحمن باستنكار: لا إن شاء الله... الحين الجو ما ينطاق.. أشلون شهر 7 و8
شعاع تبتسم: لا ومع لونك وحمارك.. بتصير طماطة..
عبدالرحمن يرد عليها بابتسامة حانية: أنا الطماطة يا مجاعة أفريقيا
شعاع تتجاهل ما قاله وتهمس بنبرة مقصودة مغلفة برقتها المعتادة: زين ودامك فاضي في الصيف..
اشرايك نلاقي لك شغلة تشغلك؟؟
عبدالرحمن يبتسم: ومن قال لش أبي شغلة.. أبي ارتاح..
شعاع بخبث لطيف: لا هذي شغلة تونس..
نبي ندور لك عروس..
خلاص عبدالرحمن والله ما يصير قعدتك كذا.. شيبت وأنت عزابي
عبدالرحمن وهو مشغول بما بين يديه ويهتف بابتسامته ذاتها:
شكلش عندش حد معين
خلصينا وقولي من؟؟
#أنفاس_قطر#
.
.
.