يا بنات يا حبيبات قلبي مافيه داعي للردود المخالفة اللي تسأل عن نزول البارت وما إلى ذلك
أنا دائما أقول عن وقت نزول البارت... وإن شاء الله إني ما أخلف
.
.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مساءكم ورد يا أهل الورد ومصدره ورائحته
.
.
دعواتنا يا بنات لوالدة الغالية طيف الأحباب بطول العمر في الطاعات والصحة الدائمة
للغالية أفراح الكويت أن يحقق لها كل ما تتمناه في الخير ويريح بالها في الخير وبالخير
للغالية بنوتة ولكل طلاب المدارس والجامعات بالتوفيق والنجاح
للغالية غسق بالتوفيق حيثما ارتحلت بينما نحن نفتقد رائحة القهوة ولونها على شريط الإهداءات
كيف نعدل المزاج بدون قهوتكِ يا غسق؟؟!!
.
.
.
نعود الآن لبين الأمس واليوم
كما قلت سابقا صديقاتي هذه قصة مجرد خيال
لابد أن يكون فيها أحيانا نوع من المبالغة في الشخصيات أو الأحداث حتى نفرقها عن الحياة الواقعية الرتيبة
ولست أقصد أبدا المبالغة غير المعقولة أو الممقوتة ولكن المبالغة ذات الجذب والقوة على مستوى الحدث والشخصية <<< كما أتمنى طبعا
ومن هنا أنتقل للنقطة الثانية
وصلني كلام أن بعض البنات يجرون تعديلا على ردودهم حتى يضمنوه توقع أو تعليق ورد عند قارئة جاءت بعدهم
إن كان هذا صحيحا أرجو بالفعل ألا يتكرر... أرجوكم أرجوكم
هذه مجرد قصة... ليست امتحان ولا اختبار
فلا تفسدوا تجمعنا هذا بأي شيء يسيء للروح الرائعة التي تجمعنا
.
.
نينا تقول إن شرط عفرا قد يدخل في الزواج بنية الطلاق؟؟
وأنا أقول لها: لا يا قلبي..
لانها نيتها إنها تبي تكمل عمرها معه... لكن هي من حقها أن تشترط للاحتراس
مثل لما الوحدة تشترط في الزواج تكمل دراستها أو تشتغل... ولو ما نفذ الشرط يكون من حقها الطلاق..
.
وأديبتنا نور سألت ليش كاسرة اهتمت لأمها في لحظاتها الأخيرة وليس لجدها
أقول لها سؤال ذكي..
بس أنا قصدت شيء يمكن ما كان واضح لها
على فرض كاسرة بتموت محترقة مين بيغسلهاوبيكفنها؟؟ أكيد أمها وليس جدها
لذا دعت ربها ألا يفجع أمها.. لأنه بالفعل رؤية الحرق بالذات فجيعة
وعلى فكرة بنات.. الميت حرقا إن تعذر غسله كأن تكون حروقه كثيرة ومتغلغلة..
لا يغسل حينها لكن ييمم بالتراب ثم يكفن.. وهو يعتبر شهيد عند الله سبحان الله ما أوسع رحمته
.
وهناك قارئة أعتقد من فلسطين تعذرني لأني نسيت الأمس <<< أرجوك سامحيني لأني بالفعل عجزت أتذكر الأسم
تسأل هل فعلا ما أكتبه من علاقات احترام ومودة بين الشخصيات هو حقيقي
لأنها تسمع عن الخليج شيء آخر
وأنا أقول لها بالفعل أنا اكتب عن مجتمعي بصورة عامة.. ونحن مجتمعات مازال فيها الخير
والصورة السلبية التي قد ترونها في المسلسلات لا تعكس حقيقتنا
بالتاكيد السلبيات موجودة في كل مكان... لكن لماذا لا نظهر الشيء الجيد كما نظهر السيء
.
.
أصحاب بقية الأسئلة ..
هذا أنا أجاوب قد ما اقدر.. ودوركم جاي... ولو نسيت سامحوني.. يكون النسيان غير مقصود والله يالغوالي
.
.
نجمتنا اليوم لهيلو من قطر <<< أعتقد اسمك كذا؟؟ صح؟؟
وفي بارت اليوم تدرين ليه ..
اليوم وصف كاسرة المنتظر.. <<< أحب أوصف الجمال <<< على قولت جدتي فديتها "الزين مرحوم.. جعل بطن جابته الجنة" :)
عشان كذا أهدي بارت اليوم لكل مشجعات كاسرة ومناصراتها
وبالتأكيد الرجل الطبيعي حينما يرى الجمال لابد أن يتأثر
ولكن تأثر كساب كيف سيكون؟؟ ماذا أقصد من رؤيته لكاسرة؟؟؟؟
.
بارت اليوم
كل ما سيحدث بين كاسرة وكساب مقصود تماما
ليس لأني أريد صنع أكشن فقط وإنما لأني أريد أن يؤثر هذا الأكشن على الحياة القادمة
.
الموضوع الأهم اللي قلت لكم إنه غير عن موضوع القفلة
أكيد أنتو سمعتو كساب يتكلم عن علاقته في مزون مع غيره
لكن ما سمعتوه يتكلم مع نفسه
اليوم يتكلم مع نفسه... ويتذكر اللي صار قبل أربع سنوات
لكن قبل هذا أبيكم تسترجعون حواره مع عمه وخالته عن مزون ولاحظوا الأشياء اللي حطيت تحتها خط
.
.
همست بهدوء حذر: يأمك يا كسّاب ما تشوف إنه كفاية اللي تسويه في مزون قطعت قلب البنية..
تصلب جسد كسّاب ولاحظت بوضوح عروق عضده ورقبته التي برزت بعنف ودلت على استثارة الغضب التي يشعر بها:
خالتي سكري ذا الموضوع خلي ذا الرحلة تعدي على خير.. طاري بنت أختش يعصبني
قاطعته خالته بسخرية مرة: يعني أشلون ماعاد هي بأختك؟؟ ما تحبها؟؟
كسّاب ببرود ساخر: أحبها؟؟ لو أقدر مصعت رقبتها مصع.. لكن خايف ربي بس ..وإلا هي مهيب كفو
عفراء بجزع: يأمك وش ذا الكلام.. عمر الدم ما يصير ماي.. وأنا عمري ما شفت أخ يحب أخته مثلك
كساب بذات البرود الساخر: كان يحبها.. ذاك زمان مضى..
هي ماقدّرت ولا حفظت معزتي لها.. 13 سنة كاملة من عقب وفات أمي الله يرحمها وأنا حاطها فوق رأسي
ومبديها على كل شيء في حياتي
لو حتى بغت لبن العصفور والله لأجيبه لها.. والزعل على قد الغلا اللي كان
عفراء بهمس موجوع: يعني خربتها بالدلع وعقبه تجي تحاسبها..
كساب بمقاطعة: لا يا خالتي.. لا تركبيني الغلط.. هذا كلام مأخوذ خيره
ثم أردف بوجع مغلف بالبرود أو ربما برود مغلف بالوجع: مزون ماكانت أختي بس
كانت بنتي.. كانت أغلى مخلوق عندي..
كل الحنان اللي ما لحقت أمي تعطينا إياه.. أنا عطيتها إياه..
وعقبه تجي وتكسرني.. وتصغرني قدام الرياجيل..
لو أنا ما رجيتها بدل المرة ألف كان دورت لها عذر
لكن مزون مالها عذر.. مالها عذر..
والله لو كانت بس تغليني نص ما كنت أغليها ماكان هان عليها تبيعني عشان شي مايستاهل
الجرح يوم يجيك من الغاليين مهوب يجرح بس يا خالتي.. لكن يذبح!!
مزون خلاص ماعاد لها في قلبي مكان...فسكري ذا الموضوع أحسن..
ثم أردف وهو ينظر تحته ليتشاغل عن همومه التي أثارتها خالته بينما يحاول هو تناسيها: شكلنا على البحر المتوسط الحين..
.
.
.
ثم أردف بنبرة عدم اهتمام: وخير يا طير إن بنت أخيك تبي تخلي الطيران.. هذا شيء أنا متوقعه أصلا..
جربت وما عجبتها اللعبة.. وجايه الحين تبي رضاي
ثم أردف بنبرة غاضبة موجوعة غير مهتمة مليئة بالمتناقضات: رضاي يا عمي كان قبل أربع سنين..
الحين خلاص... قل لها اللي انكسر ماعاد يتصلح
.
.
الصديقات السعيدات بمنصور وعفرا... دائما لا ننظر للأمر من زاوية واحدة
فحياتهما معا لم تبدأ بعد ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
.
.
يا الله مع الجزء السادس والعشرون
جزء طويل طويل يعوضكم عن القفلة اللي فاتت
وبنقفل ماراح أقول قفلة قوية
لكن قد تكون صادمة قليلا
.
موعدنا القادم الأثنين 10 ليلا
سنجرب هذا الأسبوع التنزيل المسائي
بعدها سأغيب لحوالي أسبوع لعشرة أيام ..ونرى أي الأوقات تتفقون عليه
و نعود بعدها بمرحلة جديدة من بين الأمس واليوم
البعض يطالب أن أتوقف في وقت معين
والبعض يرفض أن أتوقف الآن
والمشكلة أن الامر ليس بيدي<<< سامحوني
الأجزاء الثلاثة التي ستنزل هذا الأسبوع ستكون مثقلة بالأحداث وطويلة وسترضيكم إن شاء الله وتعوضكم عن الغياب
لذا مازلت حتى الآن أعمل عليها
وليس لدي بعدها أي شيء جاهز للتنزيل
أحتاج لوقت للكتابة ولمراجعة ما أكتبه
.
.
إليكم الجزء 26
.
قراءة ممتعة مقدما
.
لاحول ولا قوة إلا بالله
.
.
.
.
بين الامس واليوم/ الجزء السادس والعشرون
كان الممر ممتلئا بالدخان إلى درجة العجز عن الرؤية..
ولكن الحريق -الذي بدأ ينطفئ بسرعة مع ازدياد ضخ مياه المطافىء- لم يصل لكل أجزاءه بعد..
ولكن الدخان مع انطفاء النار كان يزداد بصورة متضاعفة..
خلع كسّاب قفل باب الحمام.. وحين رأى أن الدخان مازال قليلا في الحمام.. عاود إغلاقه عليه بسرعة..
لأنه رأى المخلوقة الموجودة في الحمام يبدو أنها مغمى عليها ورأسها ينحني على ركبتيها
ومعنى ذلك أنها ستحتاج للأسعاف الأولي قبلا.. ودخول الدخان للحمام.. قد يقضي عليها
توجه أولا لنافذة الحمام وخلعها تماما من مكانها.. حتى يسمح للهواء بالدخول.. ثم مد وجهه عبرها وأخذ نفسا عميقا من الهواء النظيف
ورأى عبر النافذة أنهم يكادون يسيطرون على الحريق وبسرعة هائلة
كان يتحرك بتلقائية مدروسة دون أن يخطر له شيء سوى انجاز المهمة كما خطط لها
كانت كاسرة قد أغمي عليها فعلا من رائحة الدخان.. ومن تناقص الأكسجين في الحمام..
كانت تجلس في الزواية ومازالت على نفس وضعية الجلوس
كانت عباءتها مازالت معلقة على باب الحمام.. ولا ترتدي سوى تنورة وتيشرتا قطنيا واسعا..
وشعرها كان ملفوفا بشيلتها..
بعد أن تناولت شيلتها ولفتها على رأسها بإحكام حين علمت بالحريق
ولكن خوفها من احتراق الباب جعلها تتأخر للزواية
وفي ظنها أن الباب حين سيفتح عليها إن كانت مازالت حية
فهي ستلتقط عباءتها ونقابها عن الباب بسرعة
كان لديها إيمان كبير بالله أما أنه سينقذها أو سيميتها دون أن تتألم
كان لديها ثقة برحمة الله على كل حال إن كان الحياة أو الموت
لذا حاولت طمر إحساس الخوف المتزايد في قلبها وتهدئة روعها أن النجدة قادمة لا محالة.
إما نجدة فعلية من رجال المطافئ أو رحمة الله تنتشلها للعالم الآخر دون تعذيب..
" ياآلهي سامحني إن كنت أذكرك في مكان لا يليق بجلال قدرك
ولكنك معنا في كل مكان.. وهذه قد تكون لحظاتي الأخيرة في الدنيا
فأشهد ألا إلا الله وأن محمدا رسول الله
أشهد ألا إلا الله وأن محمدا رسول الله
أشهد ألا إلا الله وأن محمدا رسول الله
.
يارب إن كان ما قد كتبته لي في علم الغيب عندك هو الحياة أو الموت
فلا تكشف ستري يارب
لا تكشف ستري يارب على كل حال"
بقيت معتصمة بمكانها تكثر الدعوات والتشهدات في قلبها .. ولم تشعر بنفسها حين أغمي عليها وبقيت على نفس الجلسة.
كسّاب توجه ناحيتها وهو يشدها ثم يمددها على أرضية الحمام.. كانت ملابسها غارقة تماما بالماء..
شعر أن رأسها ليس مستويا.. لذا انتزع شيلتها ليجد أن شعرها كان كصرة مبلولة مجموعة أسفل رأسها..
كان يتصرف بآلية مهنية .. أزال مشابك شعرها بسرعة.. وعاود تثبيت رأسها باحتراف.. ثم بدأ بإجراء تنفس اصطناعي لها
للوهلة الأولى بدا الأمر له محرجا.. لكنه تذكر أن هذه الممدة أمامه هي في نهاية المطاف زوجته.. لذا باشر إجراء التنفس دون تفكير
بدت له رائحة الأنفاس التي كان يخرجها من صدرها وهو يضغط بكفيه على رئتيها عطرة وعذبة بصورة بدت له غير طبيعية.. خيالية.. أشبه بشيء كالحلم..
ولكنه نحى كل التفكير جانبا وهو يركز على عمله لدرجة أنه لم يدقق في ملامحها حتى..
بعد نفسين وخلال النفس الثالث.. استعادت كاسرة وعيها..وفتحت عينيها.. لتفجع بكل رعب بالموقف..
كل ماخطر ببالها حينها أنها لابد تتعرض للاغتصاب
ومع انتهاء كساب من دفع النفس الثالث في رئتيها حتى سمع كحتها وشعر في ذات الوقت بلكمات متتابعة توجه ناحية صدره..
كاسرة حين رأت الرجل أبعد شفتيه عنها سحبت نفسها للزواية وهي تحاول شد جيب تيشرتها القطني لأعلى بجزع كاسح.. ثم صرخت بتهديد حاد:
يا ويلك تقرب مني..
كساب وقف على قدميه وهو يعيد وضع غترته على رأسه ويهتف بسخرية: هذي كلمة شكرا اللي تقولينها لرجّالش اللي رمى نفسه في النار عشانش..
حينها استوعبت كاسرة من هو الرجل أمامها.. بعد أن كان رعبها والوضع المريع الذي هي فيه لم يجعلها تدقق النظر فيه
جفت الكلمات على شفتيها وهي ترى نفسها أمامه بدون غطاء وشعرها المبتل متناثر على كتفيها ..
عدا عن ملابسها المبتلة التي التصقت بجسدها تماما
ولكنها ورغما عنها في ختام الأمر حمدت ربها أن يكون هو وليس أحدا سواه..
حمدت الله الذي استجاب دعوتها وهي تشعر بتأثر عميق أنه لم يكشف سترها كما رجته..
وشعرت بتأثر آخر عميق مجهول وهي ترى ملابسه التي لسعتها النيران في أماكن متعددة
" أ حقا ألقى بنفسه في النار من أجلي؟!"
كاسرة بعد ذلك وقفت يغتالها طوفان مشاعر مختلفة أبرزها كان شعور حرج مر ومع ذلك هتفت بكل ثقة: خلاص مشكور
اطلع خلني ألبس عباتي واطلع...أظني طفوا الحريق.. صح؟؟
كساب لم يجبها.. لم يجبها!!
فهو أيضا كان للتو ينتبه للمخلوقة أمامه..
ولكن هل يصح أن يسميها مخلوقة؟؟ مجرد مخلوقة؟؟!!
فهو شعر أن هذه الأنثى المستحيلة أمامه يستحيل أن تكون تنتمي لجنس البشر
يستحيل أن تكون خُلقت لتمشي على سطح الأرض كباقي الخلق
هذا التشكيل الرباني الذي يتجاوز كل حدود المثالية العصية على التخيل يستحيل أنه تشكيل لمخلوقة بشرية..
لو كان بالغ في استهلاك كل مخيلته ليصنع مجرد خيال امرأة حسناء لا وجود لها على سطح الأرض
فبالتأكيد إن الكائن العصيّ على كل التسميات الذي يقف أمامه تجاوز كل الخيالات التي لا وجود لها بل التي يستحيل حتى مجرد تخيل وجودها!!
فكيف وهو يراها أمامه.. متجسدة في صورة مخلوق بشري..
ويصدف أن هذا المخلوق هو زوجته هو!!
زوجــتــه هــــو!!
شعر أن ما يراه قد يكون نوعا من خداع البصر.. فمازال يظن ان ما يراه أمامه ليس إلا خيالا لا يمكن وجوده على أرض الواقع
لذا تقدم خطوة للأمام وهو يمعن النظر إليها.. كالمبهوت.. المأخوذ.. المسلوب الفكر
بوصلة نظره تتبع هذه التفاصيل المستحيلة المرتسمة أمامه
كاسرة تأخرت خطوة للخلف وهي تهمس بثقة واستعجال تخفي خلفها حرجها وتوترها: كساب الله يهداك وخر .. ما أدري طفوا الحريق أو لا..
كساب حينها هتف بثقة طاغية: أنا متأكد أنهم طفوه الحين.. ظنش باخليش هنا وأنا عارف إن المبنى عاده يحترق
لا يريدها أن تغادر .. يريدها أمامه كما هي الآن..
مازال يريد أن يتأكد ممايراه .. وخصوصا أن كل تفاصيلها وملامحها واضحة أمامه لدرجة صفاء الصورة المذهل..
التضاريس الأنثوية الباذخة.. البشرة المرمرية التي لا تصدق لشدة النقاء والشفافية
العنق الشامخ الناصع في نحر أكثر سطوعا.. الشعر المعتم كليل سرمدي انحدر شلاله حتى خصرها
وخصلاتها المبلولة تلتصق بأطراف وجهها في صورة مبهرة يعجز أعظم الرسامين عن رسمها..
ود أن يقترب أكثر ليتلمس تفاصيل وجهها..التي انسابت نظرات عينيه تتبعها تفصيلا تفصيلا
التفاصيل المثالية أكثر مما يجب...الباهرة أكثر مما يجب.. الشاهدة على عظم خلق الخالق في تجلي مذهل
" أ يعقل أن هاتين العينين المعجزتين لا تنتميان إلى حورية من حوريات الجنة؟!!
وهذا الأنف المذهل المنحدر كأسطورة قد نُحت لمخلوقة أرضية؟!!
وهاتان الشفتان المهلكتان الخياليتان المرسومتان كحد الحديد والنار.. الانتهاء والبداية قد خُلقتا لينتجان كلمات ككلمات كل البشر؟!
وهذا الجبين المنير كشمس أشرقت للتو على استحياء حتى لا تحرق البشر بشدة سطوتها هو لمخلوقة تمشي بين البشر؟؟
أ يعقل أن كل هذا الحسن الذي لو وزع على كل نساء الأرض لكفاهم وزاد
هو لي وحدي..؟
لي أنا فقط ؟!! "
اقترب كسّاب أكثر.. ماعاد يعرف ما الذي يسيره..
كاسرة تأخرت أكثر ..ونظرات كساب المتفحصة تبعث توترا وخجلا طبيعين فطريين في نفسها
تأخرت أكثر لتجد نفسها تلتصق بالحائط حينها همست بحزم:
يا ويلك تقرب مني أكثر من كذا.. وخر خلني ألبس عباتي..
عاجبك الموقف السخيف اللي حن فيه؟؟
ياويلك تقرب بعد..
حينها انتبه كساب من الغيبوبة الساحرة الخيالية التي انتشى بها للحظات
عاد إلى أرض الواقع وهو يرفع حاجبا وينزل الآخر ويهتف بلهجة متهكمة:
تهدديني.. وتقولين ياويلك.. ليه أنتي شايفتني وحش باهجم عليش
ثم أردف بنبرة مقصودة: يا حليلش!! ماحد قد علمش أشلون تكلمين على قدش..
زين وقربت.. وسويت أكثر من أنني أقرب.. أيش بتسوين؟؟
تصرخين؟؟ عادي.. أنتي مرتي وحلالي..
تبين تلمين جمهور يتفرجون؟؟ عادي ماعندي مانع..
حينها ابتسم بسخرية: وانا ترا ما أبي إلا بوسة وحدة..
اللي قبل شوي.. كنتي مغمى عليش.. ماحسيت فيهم..
أبي وحدة برضاش الحين.. وإلا غصبا عنش ما تفرق
وعقب يالله أوصلش البيت
حينها صرت كاسرة على أسنانها وهي تتحفز: إذا فيك خير.. سوها..وقرب مني
والروحة للبيت والله ثم والله لو أنزل مكسرة.. مستحيل أروح معك
حينها اقترب كساب أكثر منها.. لم يحاول مطلقا تقبيلها ولكنه أمسك كفيها الاثنتين بيد واحدة .. حاولت أن تقاوم لكنها لم تقدر مطلقا
وهو يمد يده الثانية بسرعة هائلة ويضغط على عرق ما خلف أذنها بحرفنة عالية
لتسقط فورا مغمى عليها بين يديه..
حينها أسندها لكتفه بيد واحدة وتناول عباءتها المعلقة ولفها بها .. ثم حملها وهو يخفي وجهها في صدره
نزل بها السلالم بسرعة.. وهو يتحاشى المناطق التي مازالت تتجمر..
فاطمة التي كانت مازالت تنتحب.. حين رأته ينزل بها توجهت ناحيته وهي تصرخ بقلق: وش فيها؟؟
كساب بثقة وهو يغادر: مافيها شيء.. بأوديها بيتهم الحين..
الأطفائي استوقفه: وين بتروح يا أخ؟؟
كساب نظر له بقسوة: رايح أودي مرتي اللي كنتو بتخلونها تموت للبيت
وإلا عندك مانع بعد؟؟
الإطفائي تأخر بحرج وهو يسأل إن كانت زوجته فعلا..وفاطمة تأكد له أنها فعلا زوجته وتوقع على ذلك..
بينما كساب توجه بها لسيارته والكل ينظر له مستغربا دون أن يهتم مطلقا بنظرات الاستغراب..
كل ماكان يهمه أن لا يظهر أي شيء منها.. حين وصل سيارته مددها على المقعد الخلفي..
ثم حرك سيارته.. بعد دقيقة واحدة وصله الصوت الساحر الغاضب: أنت أشلون جبتني هنا؟؟ وأشلون أغمي علي؟؟
كساب لم يرد عليها.. عاودت السؤال بنبرة أكثر حزما: أنت أشلون تجيبني وأنا حالفة ما أروح معك؟؟
كساب رد ببرود دون أن ينظر ناحيتها: ادفعي اطعام عشرة مساكين.. ماعندش عطيتش..
كاسرة بغضب: أنت وش جنسك.. أنا مستحيل أقدر أعيش مع واحد مثلك
كسّاب بذات البرود: عادي أبركها من ساعة.. لا تكونين عشان أنا شفتش تظنين بأموت وأشق ثيابي على زينش
لا يا شاطرة ترا الزين ماقام ولا قعد عندي.. المرة بدالها عشر.. والباب يفوت جمل..
كاسرة هتفت بثقة طاغية: والله ياطويل العمر.. فيه مرة ماتسوى حتى ربع مرة.. ومرة تسوى مية مرة..
وإذا أنت من أولها عندك إنك تقدر تبدلني بعشر.. فأنت ماعرفت قيمتي.. وماظنتي بأصبر لين تعرفها..
كساب بسخرية: بصراحة غرورش ماله حل..
وعلى العموم عشان تشوفين من البزر ذا المرة..اللي الانفصال أسهل كلمة على لسانها
كاسرة تنهدت بغيظ عميق لم يظهر للسطح.. وهي تعلم أنه يلمح لمقابلتهم الأخيرة حين اتهمته أنه طفل.. والطلاق كلمة سهلة عنده..
بينما كسّاب أكمل بنبرة تهكمية بارعة مغلفة بثقة طاغية:
اسمعيني ياحرمنا المصون
إذا أنتي بتظنين إنه عشان أنا شفتش.. وشفت إنه مثل مازينش مافيه
فهذا شيء أنا أعترف فيه إنه فعلا مثل زينش ماشفت ولا ظنتي بأشوف
أنا تاجر شاطر وأعرف أقيم البضاعة عدل..
كاسرة تستمع له وهي تشعر أنها تريد أن تتقيأ من أسلوبه البغيض الكريه في الكلام..
" إن كان هذا هو الغزل الذي يعرفه
فيبدو أن حياتي معه ستكون مأساة حقيقية "
ولكنها لم تعلم ان كسّاب لم يهدف مطلقا للغزل ولكنه يهدف لشيء آخر بدأ يتضح وهو يكمل حديثه:
لكن حطي في بالش إن الزين ممكن يحرك في الرجّال الإعجاب المادي.. مجرد إعجاب رجّال بمرة..
لكن عشان يكون فيه حياة زوجية بمعناها الحقيقي.. فيه شيء يتعدى الجمال بواجد.. والجمال أبد ماله أهمية
وحتى لو كان مهوب موجود الحياة بتمشي وتستمر..
الحياة الزوجية تبي مرة تعرف أشلون تدير بيتها ..مهوب وحدة كل تفكيرها إنها شايفة نفسها فوق العالم... و..
كاسرة قاطعته وهي تلتقط فورا مقصده مما يقول: على فكرة.. إذا أنت ذكي نص حبه.. تراني ذكية عشرين حبة
وذا الفلسفة الفاضية احتفظ فيها لنفسك.. مهوب أنت اللي بتعلمني أشلون أتصرف في حياتي الزوجية
وما أبي حضرتك تعلمني شيء أنا عارفته.. لأنه فاقد الشي لا يعطيه
قاعد تفلسف.. وتبي توريني إنك أبو العريف وحكيم زمانه.. وأنت مخك فاضي
وما تعرف من الحياة الزوجية إلا اسمها
كساب لم يهتم مطلقا لهجومها وهو يهتف ببرود مستفز: وأنتي وش عرفش إني ما أعرف.. تحكمين قبل ماتعاشريني؟؟
كاسرة تشيح بوجهها وهي تعدل وضع طرف العباءة على وجهها: ماشاء الله الكتاب باين من عنوانه..
حينها هتف كسّاب بحزم: زين إنش عارفة إن الكتاب باين من عنوانه..
وهل يا ترى عندش تصور أنا أشلون بأكون في حياتنا الزوجية؟؟
كاسرة بسخرية: بزر.. ماعنده استعداد يتحمل المسؤولية..
ويبيني أخليه برقبته يهيت.. لا أسأله وين رايح ولا من وين جاي..
كأنه في فندق يجي يرتاح فيه شوي ويروح
كسّاب لا ينكر أنه مبهور بما قالته رغم غضبه منها ومن أسلوبها في قوله وهي تتهمه بهذه الطريقة المستفزة..
فرغم اختلاف المصطلحات والتعبيرات فالحقيقة واحدة
وفي نهاية الأمر هذا هو ما يريده فعلا..
لا يريدها أن تقيد حريته أو أن تظن أنها تستطيع تغيير شيء في حياته.. لأنه يرى نفسه عصيا على التغيير
ومافي رأسه وتغلغل في طباعه يستحيل أن يتغير أو يتبدل..
كساب بتهكم وثقة: أبهرتيني بصراحة.. زين إنش عارفة.. أنا واحد مستحيل أتغير أو أسمح لأحد يغيرني..
اللي أبيه هو اللي يصير.. وانتي عليش السمع والطاعة وبس..
كاسرة ترد عليه بتهكم مشابه لكنه مغلف بثقة صارمة: لا يا زوجي المبجل.. ماحزرت.. كون إني عارفة وش اللي أنت تبيه.. مهوب معناه أني بأنفذه..
أنت صرت رجّال متزوج.. غصبا عنك بتلتزم فيني.. وبتلتزم بواجباتك ومسؤولياتك.. وبتكيف حياتك كرجل متزوج..
لأنه العزوبية أيامها انتهت خلاص...
آسفة ماراح أكون وسيلتك لحمل لقلب متزوج وأنت عايش عزابي..
كساب بسخرية عارمة: يعني من الحين تهدديني بالنكد الزوجي؟؟
كاسرة تتأخر للخلف وهي تسند رأسها لزجاج النافذة وتهمس بهدوء واثق:
والله اعتبرها مثل ما تبي.. ما يهمني..
كسّاب بغموض: أمممممم مايهمش.. زين..
غرقت السيارة في صمت عميق لعدة دقائق.. ليهتف كساب بعدها بقسوة:
كاسرة اعرفي أشلون تتكلمين على قدش
لأنه هذي شكلها بتصير مشكلة كبيرة بيننا..
مشكلتش ما تعرفين حدودش.. شوفي وين حن الحين.. في شارع بيتي..
لو بغيت دخلتش الحين فيه.. والله ما تقدرين تفتحين ثمش بكلمة.. وعلى فكرة بيتي انا مافيه حد..
لكن أنا مستحيل أسويها لأني ماني برخيص أسوي مثل ذا التصرف..
أنا أرفع روحي عن الدنايس.. لكن أنا ما أحب حد يتحداني..
لأنه لو أنتي تبين تنكدين علي.. أقدر أوريش اللي أكبر من النكد بواجد..
كاسرة كانت تنظر برعب حقيقي لسور بيت زايد الضخم الذي تعرفه جيدا لأنه غير بعيد من بيتهم..
ولكنها استعادت توازنها بسرعة.. فهي لم تعتد إحساس الخوف.. ولن تسمح له أن يشعرها به..
ولكنها قررت أن لا تستفزه أكثر من ذلك.. لأنه بدا لها فعلا مستثارا من الغضب وهي بعقلانيتها لا تريد أن تزيد الأمر سوءا
لذا همست بهدوء واثق: كساب لو سمحت.. بيتي صار قريب.. بتوديني وإلا كلمت هلي..
كساب يحاول السيطرة على ثورته: جبتش ذا المسافة كلها بأعجز أوصلش كم شارع يعني..
وبعدين وش ذا الذكاء اللي عندش.. أشلون تتصلين وأنتي تلفونش ما تدرين وينه
قالها وهو يكمل طريقه باتجاه بيتها.. حتى دخل باحة بيتها.. كاسرة تنهدت بعمق وهي تحمد الله على انتهاء هذا الكابوس
لم تعلم أن تنهيدتها كانت مسموعة حتى شعرت باليد التي امتدت بين المقعدين وأمسكت بعصمها ومنعتها من فتح الباب
ويصلها همسه العميق الغامض: لذا الدرجة ماكنتي طايقة وجودش معي؟؟
كاسرة بثقة طبيعية: والله تفكيرك بصراحة ما يرقى لتفكيري.. فانت فسرها مثل ما تبي على قد تفكيرك الضيق المحدود..
حينها شد معصمها ناحيته أكثر وهو يهتف بذات الغموض: إذا على اللي تفكيري الضيق المحدود يبيه.. فهو هذا
قالها وهو يقبل نعومة معصمها وباطن كفها ببطء.. وأنفاسه الدافئة تلفح يدها بتقصد
كاسرة حاولت شد يدها بكل قوتها وقلبها يكاد يقفز من بين جنبيها..
وهي تشعر كما لو كانت قبلاته تحرق يدها فعلا صرخت من بين أسنانها: عمري ما شفت وقاحة كذا..
الحين لو شافك حد من أخواني.. أشلون موقفي أنا.. لأنه أنت ما تهمني..
على الأقل احشم مرتك قدام أهلها..
لم يرد عليها حتى شعر أنه أتلف أعصابها فعلا بقبلاته
تمنى أن يجعلها تبكي وترجوه أن يفلتها حتى يحطم تكبرها.. وتمنى في ذات الوقت بقوة أكبر ألا تبكي..
تمنى أن يجعلها تبكي لأنه رآها كند أصابه بالقهر.. وتمنى ألا تبكي لأنها تبقى في الختام مجرد امرأة لا ترضى رجولته بدموعها
ولكنها في كلا الحالين لم تبكِ..
ولكنه شعر من ارتعاش يدها بل جسدها كاملا أنها نضجت تماما من الرعب والحرج والجزع والتوتر.. لذا هتف بثقة وهو مازال يمسك بيدها:
عشان تعرفين دايما أشلون تتكلمين على قدش
وما تفكرين يوم تحطين رأسش برأسي..
أحيانا لساني وكلامي يكفوني عن كل شيء.. ووقتها بتمنين إنش مازعلتيني..
لأنش ما بعد جربتيني يوم أزعل.. ولا الكلام اللي أقوله أشلون ممكن يوجع..
وكل مرة بيكون الرد على قد سواتش.. يعني أكيد عقب عرسنا.. ماراح يكون أني أحرجش بمسكة يدش..
كاسرة انتزعت يدها منه وهتفت بهدوء تخفي خلفه غضبا عاتيا: من قال أحرجتني.. عادي.. ماخذت إلا حلالك..
وشيء ما يغضب ربي ماعليه منقود..
ثم هتفت بحزم وهي تستعد للنزول: وعلى فكرة حط في بالك أني ماحد يقهرني ولا يذلني..
ولا يخطر في بالك ولو لثانية أني بأصبر عليك لو أنت تجاوزت حدودك معي
اعرف أشلون تحترمني.. لأنه زواج بدون احترام مستحيل يستمر
وعلى فكرة بعد.. ترا أرخص تصرف يسويه رجّال إنه يخضع مرته لرغباته بالقوة الجسدية اللي هو يدري زين إنها ما تقدر تجاريه فيها
كاسرة شدت عباتها عليها ونزلت.. وهي تغلق باب السيارة خلفها بكل هدوء..
بينما كانت تتمنى لو أغلقتها بكل قوتها وعلى رقبة كساب لو استطاعت
في الوقت الذي كانت عروق كساب اشتعلت بغضب عارم وهو يراها تدلف البيت بخطوات واثقة..
بقي للحظات واقفا في مكانه.. حتى وصلت كاسرة لغرفتها.. نظرت عبر النافذة لا تعلم لماذا
لتجده مازال واقفا.. أشاحت عن النافذة بنفور شديد.. وهي تخلع ملابسها المبتلة..
عشرات الأفكار كانت تدور في المخيلتين في ذات الوقت
تلوح في الأفق صورة قاتمة لحياة زوجية ستكون سلسلة متصلة من المشاكل
كلاهما أصبح يعرف عناد الآخر وقوة بأسه..
كلاهما بدا للآخر مخلوقا غير قابل للتعاشر..
ويبدو بالفعل أنهما يتجهان لنهاية متوقعة قبل أن تبدأ حياتهما الزوجية
" هل يفكران كلاهما بالطلاق قبل أن يتزوجا فعليا!!!"
**************************
" ما أشوفش كلتي شيء؟؟ "
عفراء بابتسامة: أعذرني بس بصراحة ما اقدر أكل من طبخ هنودك.. ما أدري عن نظافتهم..
وبعد أذنك بكرة بأجيب شغالتي وبنطبخ في المطبخ الداخلي.. أبي أطبخ لك أنا
منصور بفخامة: جعلني ما أخلا من الطبخ وراعيته.. ولا تشاورين في بيتش.. لولا إني عزايمي كثيرة وإلا كان سفرت الطباخين..
وما أبي أتعبش تطبخين لذا الأمة .. كفاية أذوق أنا اللي بتسوينه بيدش..
الحين أنا من أمس كلمت مقاول بيفصل بين البيت والمطبخ الخارجي بطوفة عشان يصير اتصاله بالمجلس الخارجي وبس
وأنتي تأخذين راحتش في بيتش
عفراء بحرج: كني سويت لك ربكة في بيتك؟؟
منصور بشفافية: ياحلوها الربكة اللي منك.. صار لي زمان وحياتي صاخة جامدة.. ذبحني الروتين..
ثم أردف وهو يتذكر شيئا: ترا كساب وعلي كلهم كلموني يبون يجيون
يعني مسوين فيها ذربين ويستأذنون.. علي عادي تلبق عليه الذرابة بس كساب لا..
قلت لهم تعالوا أي وقت.. قالوا بيجون عقب العشا
عفراء تقف وهي تهمس برقة: ومزون بعد بتأتي بعد المغرب..
******************************
" ياي يا سوسو لو تشوفين الأكشن اللي صار اليوم
زين لحقت على شنطتش وتلفونش سليمين وجبتهم..
بس جد أحلى شيء الإجازة اللي خذناها لين يلاقون لنا مبنى جديد وإلا يرممون مبنانا
بس ماشاء الله أنتي اللي إجازتش صارت طويلة من قلب
3 أسابيع قبل الزواج وأسبوعين عقبها وعقبها إجازتش السنوية ماشاء الله"
كاسرة تتنهد وتهتف بعمق: ماظنتي أني بأخذ ذا الإجازة كلها
فاطمة بمرح: إلا تأخذينها ونص.. يستاهل أبو زايد من يتفرغ له.. عقب اللي سواه اليوم
تخيلي.. تخيلي.. ياربي.. رياجيل الأطفاء ما قدروا يدخلون المبنى وهو دخل عشانش
الله أكبر على عيون البنات طلعت من مكانها وهو نازل شايلش
كل البنات يسألوني (هذا رجّال كاسرة؟؟)
والله ماعلي منهم.. كبرت في وجيهم .. ومسكت في حلوقهم لين كلهم قالوا ماشاء الله ولا وحول ولا وقوة إلا بالله
كاسرة بسخرية: من جدش؟؟ على شنو ياحسرة؟؟ على البودي جارد اللي الله أرسله لي؟؟
فاطمة باستغراب: اشفيش يا بنت الحلال.. أنتي اللي من جدش..
كاسرة تنهدت بعمق أكبر ثم هتفت بحزم: ترا يوم قلت لش يمكن ما أخذ الإجازة كلها
ترا كنت أقصد أني أفكر أنهي سالفة العرس كله قبل يصير..
بس اللي هامني في الموضوع كله جدي.. ما أبيه يأخذ على خاطره وأنا وافقت علشانه..
لكن الحياة مع ذا الشخص مستحيلة فعلا
فاطمة شهقت بعنف: قسما بالله أنش استخفيتي.. يوم الله هداش وأخيرا وافقتي على واحد ..تبين تطلقين
أنتي عارفة وش الجريمة اللي تبين تسوينها في روحش
ذا السنين كلها تردين الخطاطيب.. وعقبه يوم الله هداش وتملكتي تبين تطلقين
يمديش على السمعة الحلوة اللي بتطلع عليش..
كاسرة بحزم: ما يهمني كلام الناس.. أنا الحين يهمني جدي أشلون أمرر السالفة بدون ما يدري بشيء
فاطمة كسّاب واحد ما ينتعاشر.. والله العظيم ما ينتعاشر..
فاطمة بغضب: وش العيب اللي فيه؟؟؟ ماشفت منه إلا مواقف تدل إنه رجّال فيه خير..
إلا رجّال مافيه اثنين في حميته وشجاعته..
كاسرة بتهكم: وانا أبي لي واحد يشتغل لي بودي جارد..؟؟
أنا أبي زوج..
ثم أردفت بنبرة صوت أهدأ: اسمعيني فاطمة.. يمكن كسّاب كرجّال بشكل عام مافيه عيب
ويمكن كزوج لوحدة غيري تحمد ربه عليه... لكن أنا شخصيتي ما تمشي مع شخصيته
لما وافقت عليه عشان جدي.. قلت سنه صغير مهوب مشكلة.. أستحمل وأكبر عقلي..
لكن لما شفته وتعاملت معه..تأكدت إنه مافيه أي فرصة للتفاهم بيننا
تقابلنا بس مرتين وقامت بيننا حرب.. وجرَّحنا في بعضنا فوق ما تتخيلين
أشلون عقب حياتنا بتكون...؟؟؟
أنا والله أفكر في المستقبل.. بكرة بيكون بيننا عيال.. وطبايعه صعبه ودمه حامي وعلى أقل سبب ممكن يثور ويهدد ويتوعد
وتعامله قاسي ومتحفز..
بصراحة ماني بمستعدة اقضي الباقي من حياتي في عذاب عشان واحد ما يستاهل
*********************************
" أشفيك سرحان؟؟"
كساب يتنهد بحزم: فيه شوي قررات تنطبخ في الرأس
منصور بحزم مشابه: ممكن نعرف وش هالقرارات اللي شاغلتك؟؟
كسّاب بنبرة أقرب للسخرية: أفكر أطلق..
منصور بجزع: أنت تزوجت عشان تطلق.. وش ذا الخبال.. بنات الناس لعبة عندك
كساب بحزم: محشومين بنات الناس.. بس إذا كانوا بنات الناس على قولتك ما ينفعون يكونون ربات بيوت
وش حادني على الغثا؟؟
منصور بنبرة متهكمة: جبان يعني؟؟ تبي تهرب من الحياة الزوجية قبل تجربها
حينها وقف كساب وهو يصر على أسنانه: ما أسمح لك ياعمي تقول عني جبان
منصور يشير له بيده أن يجلس ويهتف بحزم شديد: ألف مرة قايل لك صوتك ما يرتفع علي
وإيه جبان وألف جبان.. تبي تهرب من المواجهه قبل تصير حتى
يا أخي على قولتك (كل السالفة مرة).. وش فيها المرة مخوفتك يعني
حينها رد عليه كساب ببرود حازم: عمي مهوب أنا اللي أخاف من ألف رجّال عشان أخاف من مرة
لكن ياعمي المرة ذي بتصير أم عيالي.. لو ما فكرت في نفسي بأفكر في عيالي عقب..
قاطع حوارهم صوت عفراء الحنون وهي تضع صحنا يحتوي عدة كاسات من العصائر المتنوعة
ومزون خلفها تضع صحنا آخر: اشفيك يابو زايد شكلك مزعل كساب؟؟
منصور ينظر لكساب ويهتف بنبرة مقصودة: أنا وولد أخي لا تحاورنا.. حوارنا حاد شويتين
الله مهوب هادينا لين روسنا تكسّر..
حينها وقف كسّاب وهو يهتف بحزم: لازم أروح.. وراي شغل
والحقيقة أنه لم يرد أن يتطور الحوار بين بينه وبين عمه وأمام خالته ومزون.. فكلاهما متحفز حاد العبارات لأبعد حد حينما يغضب أو ينفعل أو يحتد..
عفراء برجاء: وين بتروح يأمك.. توك جاي.. وحتى علي مابعد وصل
كسّاب يمد يده بكيس فخم كان جواره ويهتف بمودة: على جاته شغلة ضرورية وما ظنتي إنه بيجي والوقت تأخر كذا..
ثم أردف وهو يقبل رأسها: وهذي هديتش وسامحيني عالقصور
عفراء تناولتها بخجل وهي تهتف له بحنان: زين يأمك تغدوا عندي كلكم بكرة..
كسّاب بهدوء مقصود: لا جعلني فداش.. اخذي راحتش أنتي وحضرت العقيد..
لأن العقيد شكله مهوب طايقنا..
قال العبارة الأخيرة بنبرة مقصودة وهو ينظر لعمه.. عفراء تنظر لمنصور ثم تنظر لكسّاب وهو تهمس برقة: تدري بغلاك عند حضرت العقيد
وإن قال شيء ضايقك فأكيد عشان مصلحتك...
حينها اقترب منصور وهو يضع أطراف أصابعه على كتفها ويهتف بابتسامة: الله لا يخليني من اللي ترقع لي..
عفراء حركت كتفها بحرج لكي يزيل يده عن كتفها ولكنه لم يستجب لحركتها المترجية
بينما كسّاب كان يستعد للخروج ويبتسم: لولا ترقيعة بنت محمد وإلا كان علوم
مزون حينها همست باختناق: كسّاب ممكن تأخذني معك..؟؟
كسّاب نظر لها بحدة.. ولكنه بعد ذلك هتف بحزم: أنتظرش برا
فهو شعر بحرجها أن تبقى مع العريسين الجديدين بعد أن تأخر الوقت.. وقرر أن يأخذها معها من باب الذوق معهما وليس معها..
مزون ارتدت عباءتها وهي تقبل عمها وخالتها وتخرج على عجل.. بينما عفراء انشغلت بجمع الأطباق والكاسات..
منصور شدها لتجلس جواره وهو يهتف بحزم: خليهم.. إذا صرت موجود لا تنشغلين عني بشيء..
عفراء بحرج: إن شاء الله
مع إن ما اسمي هذا انشغال أساسا.. أشلون لو انشغلت فعلا..
منصور مد كفه ليمسك بكفها وهو يمر أصابعه على كل أصبع من أصابعها ويهتف بمودة مختلطة بحزمه الطبيعي:
أنا أكثر وقتي أصلا مشغول.. فشوي الوقت اللي بأكون فيه عندش أتمنى تكونين متفرغة لي أنا وبس..
عفراء التفتت له وابتسمت: بصراحة ديكتاتوري..
منصور مد سبابته ليمسح على طرف خدها وهو يهمس بخفوت: زين عرفتي من أولها أني ديكتاتوري
لأن الديكتاتوري مايستحمل حد يخالفه..
عفراء أمسكت يده التي تمسح وجهها وأنزلتها بجوارها برقة وهي تهمس بذات الرقة أيضا: زين ياحضرت الديكتاتوري
يا ليت ما تحرجني مرة ثانية قدام عيال أختي .. أحرجتني يوم حطيت يدك على كتفي..
حينها شدها منصور ليقبلها بولع دافئ وهو يهمس في أذنها: زين لو مسوي كذا قدام عيال أختش وش كان سويتي؟؟
ترا كل السالفة كفي على طرف كتفش بحركة عفوية.. ماقصدت شي
عفراء تتخلص من حضنه بحرج .. مازالت تحتاج مزيدا من الوقت للتعود على جرأته التي تجده يغمرها فيها دون مقدمات أو تمهيد
مازالت في طور التعود على محض وجود رجل في حياتها... فكيف بهذا الرجل الذي لم يمنحها وقتا للتعود حتى
وهو يفرض نفسه على كل شيء ويريد امتلاك كل شيء فيها:
ماعليه أبو زايد.. تكفى حتى يدي ما تمسكها قدام أحد..
*****************************
في خارج بيت منصور
مزون تركب بجوار كساب بتردد.. هيبة الموقف ألجمت كل أحاسيسها..
أربع سنوات مرت لم تجلس مطلقا في هذا المكان
بعد أن كان مكانها المفضل في كل مكان تخرج إليه...
تعلم أن كل المدة التي ستجلسها جواره لن تتعدى دقائق فبيتهما قريب جدا
تمنت أن يحدث شيئا يجعل هذه الدقائق تمتد وتمتد
لم يوجه لها الحديث مطلقا ونظراته ثابتة على الطريق أمامه.. بينما كانت تسترق النظرات له..
تحاول أن تعرف ما الذي تغير..
من أين جاء بكل هذه القسوة؟!! كيف تغير هكذا؟؟
تأخذ لها نفسا عميقا.. حتى رائحة عطره تغيرت..
سيارته وحتى غرفته دائما مثقلة برائحة عطره الفاخر الثقيل الذي تبدو رائحة دهن العود هي الغالبة فيه..
بعد أن كان يفضل رائحة المسك..
كانت تود أن تسرق من هذا الزمن لحظات تعيد لها شقيقها الأثير ولو لحظات.. ولكن اللحظات انقضت سريعا.. كلمحة بصر
لتتفاجأ بهما يصلان سريعا ويقفان في باحة بيتهما..شعرت بقلبها يهوي بعد لحظات سعادة يائسة مبتورة
لم يكلمها وهو يستعد للنزول.. همست بصوت مختنق: كسّاب ممكن تعطيني ميدالية مفاتيحك؟؟
كساب حينها التفت لها بحدة: نعم؟؟
مزون باختناق: دقيقة وحدة وأرجعها لك..
كساب كان سيرفض قطعا.. ولكنه شعر بالفضول (لماذا تريد مفاتيحه؟) لذا أخرجها من جيبه وأعطاها له ببرود
والسبب الآخر الذي ينكره على نفسه.. أنه لم يستطع ردها وهي تطلب هذا الأمر التافه بهذه النبرة الموجوعة..
فهو كان يقاوم في داخله رغبة أعمق.. وركوبها جواره يعيد له ذكريات قديمة.. أثيرة.. تبدو مشوشة غائمة خلف ضغط الجرح والتجريح
مزون أخرجت من حقيبتها ميدالية أخرى.. نزعت ميداليته بحركة سريعة رشيقة ووضعت مفاتيحه في الميدالية الجديدة
همست بضعف وهي تعيد المفاتيح له وتستعد للنزول: هذي هدية ملكتك.. شيء بسيط
كنت بأعطيك إياها في علبتها مغلفة .. بس كنت عارفة إنك ماراح تفتحها
حلفتك بالله ما تشيل مفاتيحك منها.. تراها قطعة حديد لا تأكل ولا تشرب
ويارب أنك تقدر تحتوي صاحبة الحرف مثل ماحرفك احتوى حرفها
تراها تيتمت صغيرة ومهما بدت للناس قوية.. تبيك تكون أقوى وأحن
مزون أنهت عبارتها ونزلت.. بينما كساب تنهد بعمق وهو ينظر للميدالية البالغة الأناقة والفخامة والرقي ..
بلاتين وجلد أسود.. على أحد وجيهها اسم ماركة عالمية شهيرة جدا وعلى الوجه الآخر حُفر على البلاتين حرفين كلاهما K الإنجليزي
أحدهما كبير ويحتوي في داخله حرف K أصغر بطريقة فنية رائعة..
ابتسم كساب بسخرية مريرة موجوعة تنزف مرارة سرمدية لا حدود لانغراسها في روحه: احتويها وأنا ما أحتويتش؟!!
إنا مخلوق صعب التعامل معي.. وقلبي أسود.. إذا أنا ماقدرت أحتوي الغالية اللي كانت قاعدة جنبي
إذا انا ماقدرت أسامحها وهي أغلى من أنفاسي
وأشلون وحدة ما أعرفها.. جايتني تظن إنها تقدر تفرض علي اللي هي تبيه
أسهل ماعلي إني أكسر رأسها.. أخليها ما تسوى.. أعرفها حجمها وحدودها
أخليها تعرف إنها مالها في حياتي قيمة .. أروضها وأمشيها على الصراط المستقيم
لكن أنا ما أبي أقهر لي مره ثانية.. كفاية حسرتي بقهر مزون.. وقهري بحسرتها
رفع يده ينظر للميدالية وهمس بحنان عميق مثقل بالوجع : بأخليها عشانش يامزون..
وإلا صاحبة الحرف ماتستاهل إلا اللي يدعس خدها
خلاص باعتبرها أحرف اسم شركتي..
.
.
.
آه يا مزون لو تعلمين كم أعاني بعذابي المخفي في أعماق لم يصلها أحد..
كم أعاني من ألم النكران والجرح ولبس ثياب التجاهل!!
إذا كان جرحي في قلبك لا يتوقف عن النزيف
فقلبي مطعون منك على الدوام
إن كانت الطعنة قد انتهت عندك وبقي فقط ألمها ماثلا ينزف
فأنا أشعر أن سكينك ماغادرت قلبي يوما
ووهي تتحرك بشفرتها في كل الاتجاهات.. تقطع شرايين قلبي بلا رحمة
هل تتصورين هذا الألم؟؟ هل تتخيلينه؟؟
أ لم يكن هذا ما فعلته مابي وأنتي تبعثرين كرامتي وكل محبتي لك دون أي اهتمام أو رحمة؟!!
لذا أنا عاجز عن الغفران.. عن المسامحة.
كيف أغفر أو أسامح من سكينها مازالت تغرسها بقلبي
مهما حاولنا كلانا انتزاعها..
فالسكين رشقت في مكانها... وأبت أن تغادر
كيف تغادر وأنتِ من تأكدتِ الآف المرات أنكِ غرزتها حتى أعمق الأعماق؟؟
كيف تغادر وأنتِ من تأكدتِ أنكِ ثبتها في مكان لن تصل له يد رحمة أو غفران؟؟
.
.
.
قبل أربع سنوات..
تنزل الدرج متألقة.. سعيدة.. محلقة.. مغرقة في شفافية عميقة.. محاطة بالاحتواء والحنان
وكل ذلك انعكس على روحها وحتى إحساسها بشكلها
ومع نزولها للدرج كان يدخل هو من الخارج يحمل بيده كيسا بالغ الفخامة.. التقت النظرتان والابتسامتان..
تلاقيا في منتصف الصالة ..قبلت رأسه بمودة خالصة: وينك مختفي اليوم؟؟ اشتقت لك..
يجلس وهو يشدها جواره ويهتف لها بابتسامة حانية: رحت أجيب هديتش..
همست له بخجل: قلت لك مالها داعي.. ما أدري ليه سويت ذا الهدية قضية الشرق الأوسط
يحتضن كتفيها ويقبل رأسها وهو يهتف بمودة مصفاة: ابي وعلي وحتى عمي وخالتي وجميلة كلهم جابوا لش هداياهم إلا أنا
قدني متفشل من روحي.. بس شاسوي كنت أبي لش شي غير..
هذي هدية الثانوية العامة وأنتي بعد غير شكل بيضتي وجهي من قلب
ما تخيلين وناستي الله يونسش بالعافية.. أنا يوم خلصت ثانوية ولا حتى الجامعة عقبها ما فرحت حتى واحد على ميه من فرحتي بنجاحش..
فقلت لازم الهدية على قد النسبة اللي جبتيها وعلى قد فرحتي أنا فيها..
صار لي أسبوع ماخليت محل في الدوحة مافليته فل..
مزون بتأثر عميق: الله لا يخليني منك.. ليه تكلف على نفسك كذا..
كساب بمودة: وش كلافته؟؟ عيب ذا الكلام... المهم خلني أكمل لش الفيلم الطويل
اليوم ثالث مرة أجي نفس المحل.. فالبياع مستغرب مني.. يقول لي أنت وش تدور؟؟ صار لك كم مرة تجي.. لو تحب ساعدناك
قلت له أبي هدية ماجا مثلها في الدوحة.. لأحلى وأشيخ بنت في الدوحة
فطلع لي هديتش هذي .. كان على قولتها مخبيها لزباين خاصين..
ثم أردف وهو يبتسم: بس جد سويتي لي خلل في الميزانية... على الراتب اللي إبيش يعطيني عقب هديتش بتشوفيني أطر على بيبان المساجد
مزون تبتسم: يا النصاب أدري عندك فلوس غير عن ورثك من أمي..
وبعدين أنت يأما تقول لابي يزيد راتبك أو تسوي لك أنت بيزنس خاص فيك..
كساب بجدية: ما أقدر أطلب من إبي كذا ولا أخليه بروحه في الشركة.. لأني فاهم ليه هو يسوي كذا
إبي يبي يحكني.. يبيني أبدأ من أول السلم وأعرف الشغل صغيرة وكبيرة
يعني من أول ما اشتغلت معه عقب التخرج قبل 4 سنين لين الحين صار عندي فرق شاسع في الخبرة..
مزون بحنان: بس جد أنا شايفة إبي يزودها عليك.. وخصوصا إني عارفة طبعك حاد شويتين..
كساب يبتسم: أنتي اللي قلبش رهيف... لو إبي ما سوى كذا أشلون باتعلم.. والطبع الحاد إلا لازم يظهر بس أكيد مهوب مع إبي..
كفاية علي ما يبي يشتغل معنا.. مخه مافيه الا السياسة..
ثم أردف باهتمام: إلا خلينا في المهم... الحين أنتي وش قررتي تدرسين؟؟
صمتت مزون باختناق.. كساب يستحثها للحديث: ها يا قلبي.... لا تكونين ما بعد قررتي؟؟
مزون جفت الكلمات في حنجرتها: إلا قررت... إبي ما قال لك..؟؟
كساب باستغراب: ومن متى كان فيه وسيط بيني وبينش؟؟ وليه إبي يقول لي؟؟
أبي أسمع منش
مزون نهضت من جواره وجلست في كرسي مقابل له وهتفت بأحرف مقطعة: أبي أدرس طيران..
حينها انفجر كساب ضاحكا: حلوة ذي يا بنت.. طيران مرة وحدة... إلا ما تبين تدخلين الجيش مع عمي منصور بالمرة؟؟
مزون باختناق أكبر: كساب أنا من جدي.. أبي أدرس طيران
حينها تغير وجه كساب للجدية: مزون يا قلبي السوالف ذي مافيها مزح..
مزون ابتلعت ريقها: وأنا ما أمزح
حينها تنهد كساب بعمق ثم وقف وجلس جوارها احتضن كفها في كفه ثم هتف لها بعمق أخوي شاسع:
يا حبيبتي أنتي .. اسمعيني... أدري إنه أحيانا ممكن يطري على الواحد أفكار مستحيلة أو صعب تحقيقها..
أنا وأنا بزر تمنيت أكون رائد فضاء ...ويمكن أنتي تمنيتي تكونين كابتن طيار
بس الواحد يوم يكبر يشوف شنو ظروفه وإمكانياته تسمح له..
التحدي حلو.. والمجال الصعب مطلوب.. والاستثنائية أكيد مطلب لوحدة متفوقة مثلش
واللي تبينه على رأسي وعيني.. بس مهوب طيران عاد... تبين طب؟؟.. هندسة..؟؟
حاضر... وأنا اللي بسافر معش لين تخلصين دراستش... تدرين إني ما أقدر أخليش تغيبين من عيني
أنا باروح معش بدل السنة عشر سنين...تدللي
مزون غير مقتنعة بما قاله لذا همست بذات اختناقها: وتعطل حياتك كلها عشاني؟؟
أنت وش حادك تتغرب؟؟.. بأدرس هنا.. وإبي ما عنده مانع
كساب يعاود التنهد ويهتف بثقة: ماعليش مني ماراح تعطليني من شيء.. بأحضر معش ماجستير ودكتوراة ويمكن أسوي بيزنس هناك
بأصرف روحي... المهم أنتي..
أما إبي فمستحيل مايكون عنده مانع.. أكيد إنه يظنش تمزحين..
مزون حنجرتها جافة لأبعد حد: إبي يدري إني ما أمزح... وأنا مصممة على ذا التخصص
حينها هتف كسّاب باستغراب: نعم؟؟ مصممة؟؟ وإبي يدري..؟؟
ثم أردف بنبرة عدم تصديق: مستحيل أصدق ذا الخرابيط أصلا...
بنت زايد آل كساب كابتن طيار مع الرياجيل كتف بكتف..!!
مزون حينها هتفت بثقة: والله أنا تربيت عدل وهذا شيء أنت واثق منه...
وفيه شغلات واجد فيها اختلاط حتى الطب والهندسة اللي أنت تعرضهم علي
كساب بحزم: لا لا تألفين على كيفش... مافيه شغلة مثل الطيران.... أقل شيء فيها أنش بتسافرين بدون محرم...
وإلا كابتن طيار بتأخذ محرمها في كل رحلة...؟؟
وبعدين في الطب ممكن تصيرين طبيبة نساء... أطفال.. وما تسوين شيء يغضب ربش
والهندسة مع أنها فكرة صعبة... بس بعد ممكن الواحد يخليها تتناسب مع ظروفه..
الحين وش كثر سيدات الأعمال النسوان.. بنسوي لش شركة نسائية
يعني في كل حال احنا نقدر نتحكم بالوضع
لكن الطيران لا.... مجتمع مفتوح ومختلط لأبعد حد...
شوفي أنا هذرت ذا كله... وأنا متأكد إنش مستحيل تكونين تكلمين من جدش
مزون تنهدت بعمق ثم هتفت بتصميم: وأنا أتكلم من جدي.. من حقي اختار المجال اللي أبيه
حينها وقف كساب هتف بحزم: وأنا مستحيل أوافق على ذا الخبال..
مزون بحزم: مهوب من حقك ترفض.. هذا مستقبلي أنا..
كساب بصدمة حقيقية: مزون هذي آخرتها؟؟.. توقفين في وجهي عشان موضوع ما يستاهل؟؟..
لو أنا منعتش من الدراسة كلها.. لش حق تعترضين
لكن أنا أعطيش ألف خيار وأمنعش من خيار واحد أدري إنه ما ينفعش.. ليش العناد ذا؟؟
مزون برجاء: كساب تكفى لا تعقدها كذا..
كساب بنفس النبرة المصدومة: أعقدها؟؟ هي أصلا متعقدة بدون شيء..
مزون بتصميم: إذا بغيت أنت ما تعقدت..
حينها هتف كساب بحزم شديد: وأنا ما أبغي ذا السالفة كلها... وسكري ذا الموال كله ولا عاد أسمعه عندش
مزون تنهدت بعمق ثم هتفت بحزم: وأنا ما عندي غير ذا الموال..
حينها وقف كساب ثم أوقفها... نظر في عينيها بشكل مباشر ثم هتف بصرامة:
وأنا أقول لش يا أنا... يا ذا الخبال اللي في راسش
أنا والله لحد الحين أظنش تمزحين
لكن لو على فرض إنش جادة.. هذا أنا أقول لش
لو دخلتي ذا التخصص انسي إن لش أخ اسمه كساب
وأظني إنش تعرفين إني واحد ما أهدد.. ويوم أقول شيء أكون قاصده
.
.
.
بعد ذلك بعدة أيام
الجو في البيت مكهرب لأبعد حد... الكل يحاول ثني مزون عن هذا التخصص وأولهم عمها وخالتها..
كساب كان ثائرا لأبعد حدود... وأكثر ما يؤلمه أنه بعد كل هذه السنوات التي قضاها أما لها وأبا
تختار عليه شيئا تافها.. يحاول أن يجد لها عذرا ولكنه لا يستطيع.. لا يستطيع..
فجرحها في قلبه كان عميقا جدا..
(أعلمه الرماية كل يوم..فلما اشتد ساعده رماني)
أن يكون قد أوقف كل حياته الماضية من أجلها.. كانت هي الأولوية في حياته
لا يغادر الدوحة إلا في أضيق الحدود حتى لا يتركها
تكون هي رقم واحد حتى على احتياجاته الخاصة... منذ أن تخرج من الجامعة وهو يتمنى لو أكمل دراسته العليا
ولكنه أجل الموضوع بل مستعد لإلغاءه من أجلها
ثم في أول موقف ينتظر منها أن تثبت له أن تضحياته من أجلها لم تذهب سدى
لم يطلب منها شيئا كبيرا حتى... رفض فقط تخصصا لا يناسبها
وفتح لها كل الأبواب عداه.. ولكنها لم ترد سوى هذا الباب بل وتفضله عليه
فأي حزن أسود غرق فيه قلبه؟؟
مازال لديه أمل أنها قد تتراجع.. مازال لديه أمل أنه في النهاية سيكون له بعض الاهتمام عندها
رغم أنها جرحته ومزقت شرايين قلبه بسكين صدئة ..ولكنه مستعد للمسامحة.. من أجلها مستعد للغفران..
لا يستطيع أن يصدق أنها فضلت عليه شيئا تافها كهذا.. ومع ذلك هو مستعد لتناسي هذا الجرح العميق
المهم ألا تستمر في جنونها هذا!!
.
.
هو وعلي يجلسان في الصالة السفلية ينتظران حضور زايد ومزون.. في قلب كل منهما أمل عميق
أن تنتهي هذه المشكلة التي عصفت بأمان بيتهم..
فور أن دخلا من الخارج
كساب وعلي كلاهما قفزا.. علي سأل بحذر: من وين جايين؟؟
زايد تنهد بعمق ثم أجاب بحزم: من كلية الطيران .. سجلنا مزون..
حينها صرخ كساب بانفعال كاسح: يعني خليتها تسوي اللي في رأسها.. خليتها تسوي اللي في راسها؟!!!
مزون انكمشت واختبئت خلف زايد.. بينما علي توجه ناحيتها وهو يهمس لها بحنو:
مزون عاجبش حالنا... ما يسوى علينا ذا التخصص
أكثر ما أكثر الله الجامعات والتخصصات... اختاري اللي تبين
حرام عليش أنا وكسّاب.. على الأقل فكري في شكلنا قدام الناس.. فكري بالكلام اللي بينقال عليش
وأنتي بنت كل شيء بيأثر عليش
مزون بتصميم وهي تسند جبينها لكتف زايد من الخلف: ماعلي من الناس..
حينها هتف علي بألم عتب شفاف: وحن بعد ماعليش منا؟؟ مالنا اهتمام عندش
مزون بضيق عميق: أنتو مكبرين السالفة وهي صغيرة... أنا ما أشوف فيها شيء..
حينها انتفض كسّاب بعنف وهو يشدها ليتناولها من خلف زايد ويصرخ فيها بنبرة مرعبة: ما تشوفين فيها شيء؟؟ ما تشوفين فيها شيء؟؟
مزون انكمشت مع انقضاض كساب عليها بينما زايد لطم يد كساب التي تمسك بمزون وخلصها ليعيدها خلفه وهو يصرخ بنبرة مرعبة:
وبتمد يدك عليها وأنا واقف مالي احترام ولا تقدير
كساب يصرخ بكل وجيعة العالم وقهره: وبأكسر رجلها بعد... والله ما أخليها تروح ذا الكلية...
زايد بحزم مرعب: إلا أنت اللي والله ثم والله لأدري إنك مديت اصبعك عليها إنه زعلي عليك دنيا وآخرة
حينها بدأ كسّاب يصرخ بانفعال لا حدود له.. لا مقياس له.. غضب مجرد .. قهر مجرد.. حزن مجرد:
تبون تقهروني؟؟ تبون تقهروني؟؟...خافوا الله فيني..
أنا وش سويت فيكم..؟؟ وش سويت فيكم.؟؟.. والله لو أني عدو ما تسون فيني كذا
هي.. سنين عمري كلها وأنا حاطها فوق رأسي ومبديها على خلق الله
وأنت.. طول عمري وأنا عصاك اللي ما تعصاك...
وش سويت فيكم تسوون فيني كذا..؟؟
كساب كان يرتعش من الغضب والانفعال ووجهها يكاد يتفجر من الاحمرار والغضب والكلمات تتناثر كبركان ثائر من الغضب والقهر والانفعال
علي التزم الصمت من شدة تأثره والكلمات تختنق في حنجرته.. ماعاد للكلمات معنى!! ماعاد للكلمات معنى!!
بينما مزون بدأت تبكي وهي تنشج وتقول: كساب تكفى لا تسوي في روحك كذا
والله السالفة بسيطة..
حينها صرخ بها كساب بكل انفعال الكون: خلاص شايفتها بسيطة.. خليها.. أنا لآخر مرة أقول لش يأنا.. ياذا الدراسة.. اختاري الحين
مزون بألم عميق: كسّاب تكفى لا تقارن نفسك بشيء ما يسواك عندي.. بس في نفس الوقت ما أقدر أخليه..
أنا خلاص مستحيل أخلي الطيران..
كساب يصرخ بثورة هائلة: وانت يبه من جدك موافقها..؟؟
زايد بهدوء يخفي خلفه أملا وألما شاسعين.. فهو ممزق.. ممزق بينهم: أنا قلت لها وقدامكم أكثر من مرة إنه ذا التخصص ما ينفعها..
بس هي لزمت وقالت ماتبي غيره.. وأنا يوم وعدتها أخليها تدخل اللي تبي ماكنت أدري إنها تبي ذا التخصص
والحين هذا أنا أقول لها قدامكم للمرة الأخيرة:
يا أبيش ترا الفرصة قدامش تراجعين.. التخصص ذا ما ينفع لش وأخوانش زعلانين منه
مزون باختناق: يبه أنت وعدتني.. وعدتني..
زايد بحزم: وأنا ما أرجع في وعدي.. وتدرين بذا الشيء زين... لكن لا تخلين وعدي لش سيف على رقاب أخوانش
مزون تنشج وهي تخفي وجهها في عضده: يبه تكفى ما تحرمني من حلمي اللي أبيه.. أنت وعدتني..
زايد يتنهد بعمق مرير ثم يربت على خدها: خلاص يا أبيش خلاص.. لا تبكين.. ما تضامين وأنا راسي يشم الهوا..
كساب يصرخ بصدمة مريرة موجوعة: قد ذا اللي الله قدرك عليه (لا تبكين يا أبيش) خلها تبكي بدل الدموع دم..
بكرة بتدري إن حن كنا نبي مصلحتها.. تكفى يبه لا تطاوعها.. تكفى..
مزون تنشج: تكفى يبه ما تردني من شيء طول عمري أحلم فيه..
زايد بصرامة : خلاص الحكي خلص... مزون بتدخل اللي هي تبي... وإن شاء الله ما يلحقها شر وأنا وراها
حينها انحدرت نبرة كساب بألم شديد: تكفى يبه.. تكفى..
طالبك طلبة.. طالبك ماتخليها تدخل ذا الكلية..
رد عليه زايد بنبرة باردة صارمة تفيض صقيعا مدروسا: أظني إني عادني حي.. وشورها في يدي
وأنا قلت لها إذا جابت ذا النسبة .. بأخليها تدخل اللي هي تبي
حينها انهار كساب على ركبتيه..وانكب على يد والده يقبلها.. وهمس باستجداء موجع.. موجع حتى عنان السماء..
موجع حتى نهايات الوجع الموغلة في اليأس والألم والتشبث بمعاني رجولته البدوية الغالية:
تكفى يبه لا تخليها تفضحنا.. تكفى..
والله ماعاد أطلب منك شيء في عمري كله
بس لا تردني.. تكفى.. تكفى
طالبك يبه.. طالبك طلبة
يبه تكفى.. ما تهمك سمعتنا بين الناس؟!!
زايد انتزع يده بحدة وهو يحترق ألما لهذا الجاثي المبعثر عند قدميه..
يود أن ينتزعه من الأرض ليزرعه بين النجوم.. أن يمحي نظرة الإنكسار الذابحة في عينيه
فهو الذي علمه ألا ينكسر ولا ينحني ولا يتردد..
تركه جاثيا في مكانه وابتعد عنه ليهمس بثقة صارمة.. مرعبة.. نبرة من لا يهمه في الحياة سوى قناعاته هو:
أنا ما يهمني حد
وهي بتدخل اللي تبي
ولا حدن بقاهرها وأنا رأسي يشم الهوا
شيء ما في روحه انكسر.. انكسر.. انكسر وتحطم إلى فتات متطاير
يحاول أن يجمع أشلاءه المتناثرة .. أن يقف مانعا نزيف روحه من الظهور علانية
وتحل في عينيه نظرة آخرى.. مختلفة.. مختلفة تماما
وقف وهو يمد قامته.. ثم هتف ببرود صارم موجوع:
خلاص يبه لا تقهرها.. لا تقهرها.. خلها تدخل اللي تبي..
بس من اليوم اعتبروا كسّاب مات.. ومالكم شغل فيه
أنا من اليوم مقدم استقالتي من شركتك
وهي أنا مقدم استقالتي من حياتها... تنسى إن لها أخ اسمه كساب
أدري إنها مسيرها تندم ومسيرها ترجع تدور رضاي
بس من الحين أقول لش.. اللي انكسر يامزون ما يتصلح
وأنتي وابيش كسرتوني.. كسرتوني
.
.
.
اليوم
يتنهد كساب بألم.. يحاول أن يتناسى هذا الألم.. فلا يفلح.. لا يفلح
يشد على ميدالية المفاتيح بين يديه بقوة حتى شعر بألم انغزازها في كفه
عل الألم الجسدي يلهيه عن ألم الروح.. ولكن لا فائدة.. لا فائدة
فهذا الألم لا يتزحزح ولا ينتهي.. ولا ينقضي..
يتنهد تنهيدة أعمق ثم ينزل من سيارته متجها للبيت..
******************************
الوقت يقترب من منتصف الليل
مازالت عاجزة عن النوم.. تشعر أن يدها مازالت تحترق بأثر قبلاته.. وصدرها ممتلئ برائحة أنفاسه التي دفعت في رئتيها الحياة اليوم
والأهم من هذا وذاك إحساسها بالنفور الغريب من لمساته وأنفاسه.. نفور لا تعلم كيف تفسره.. نفور معقد مضطرب
تخجل حتى من تفسيره لنفسها..
تشعر أن الحياة معه مستحيلة... لم تستطع احتماله حتى لدقائق فكيف لسنوات
ومع ذلك فإن الأغرب فهو رغبتها الجامحة أن تجرب كيف ستكون الحياة بقربه فعلا
هذا الرجل الغريب بجاذبيته وشخصيته .. المعقد في تصرفاته التي يصعب تفسيرها
كما يصعب تماما تفسير إحساسها الغريب به.. شعرت أنها تريد أن تتقيأ وهو يقبل يدها
ومع ذلك ويا لا الغرابة -رأسها يؤلمها حرجا من مجرد الفكرة- مع ذلك تمنت ألا يتوقف..
تشعر أنها تريد أن تدعك يدها حتى تسلخ جلدها لكي تمسح أثر قبلاته الذي التصق ببشرة يدها
ومع ذلك أيضا تشعر برغبة بذات القوة أن تتلمس بزهر شفتيها مكان شفتيه الدافئتين على حرير يدها..
وقفت وهي تنفض رأسها وتشعر بالحرج العميق من أفكارها..
يبدو أن هذا الكساب يقودها لجنون فعلي لابد أن تنقذ نفسها منه..
يستحيل أن تسمح لنفسها بالانخراط في حياة عبثية مثل هذه ومع رجل يبدو عاجزا عن فهمها أو حتى احترامها
محض طفل يبدو أنه سيتعامل معها كلعبة لن يتردد في تحطيمها إن لم تعجبه
قرار ما يرتسم في قرارة فكرها..
توجهت لحقيبتها... بحثت في ثناياها عن شيء معين بثقة... فهي حين تقرر لا تتراجع..
لا تتراجع أبدا !!
**************************
قبل ذلك بحوالي ساعتين...
"هلا حيا الله أبو زايد.. مهوب عوايدك راجع بدري"
كساب يلقي غترته جواره ويهتف بهدوء: أولا مهوب بدري الساعة 10 الحين..وأنا مابعد تعشيت أنتظر علي نتعشى سوا
زايد يغير لقناة اقتصادية ويهتف بهدوء مشابه: عليكم بالعافية.. ادعوا مزون عقب تتعشى معكم
توها داخلة من بيت عمها..
كساب بهدوء: أدري.. أنا اللي جايبها
زايد شعر باستغراب عميق أشبه بالصدمة.. ومع ذلك لم يعلق مطلقا.. يعلم أن مجرد تعليقه على الموضوع سيجعل كسّاب يتحفز
لذا تنهد بعمق وهو يدعو الله من أعماق قلبه أن يكون هذا الأمر دلالة لتحرك شيء من الصفاء بين مزون وكساب..
زايد أراد أن يُظهر الأمر كأمر اعتيادي لذا هتف بحزم: بكرة بأخلي مدير مكتبي يتصل بسكرتيرك عشان يحدد موعد توقيع العقد
المحامي خلص من كتابة العقد..
كساب هز كتفيه وهتف بحزم مشابه: أجل توقيع العقد .. لأنه يمكن ما نوقعه
زايد باستغراب عميق: ليش؟؟
كساب بهدوء واثق: لأني ولد سوق.. وأحسبها بعقلي.. صحيح أنت بتعطيني مشروع بيقفز بشركتي خطوة كبيرة قدام
بس في نفس الوقت بتورطني في مشروع فاشل من أساسه
زايد بذكائه لم يحتج أن يفهم ما يقصده كساب بالمشروع الفاشل لذا هتف بحزم:
هذي مساومة تبيني أرفع قيمة العقد عشان تستمر في المشروع الفاشل على قولتك؟؟
كساب استرخى في مقعده وهو يهتف بحزم صارم: لا طال عمرك.. نبي نفسخ العقد بكبره
اختيارك ماجاز لي .. وأبي أطلقها
#أنفاس_قطر#
.
.
.