السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صباحكم خير وبركة
اعذروني على الـتأخير <<< أبو الشباب عليه اليوم فطور ربعه وتوه وداه.. وانهديت من قلب
.
بارت اليوم بارت ردات الفعل
.
أما عن بارت الغد سيكون في وقت مختلف هو الساعة 2.30 الظهر
ليش؟؟ لأن البارت اللي بعده بارت الخميس بيكون يوم الأربعاء الساعة 10
وهذا استعداد لنقل البارتات بالليل
سبت وثنين واربعاء الساعة 10 مساء
وعلى العموم سنجرب هذا الوقت خلال الأسبوعين القادمين
وبعدها أنا أغيب لأسبوع.. كل من ترد على القصة خلال هذا الأسبوع تقول هل ناسبها هذا الوقت
أم تريد العودة للنشر الصباحي؟؟
أعلم أن رضاكم في هذا الموضوع صعب لكن على الأقل بنشوف الأكثرية وش يبون
والله لا يحرمني منكم يا الغوالي
.
.
إليكم
الجزء 23
.
قراءة ممتعة مقدما
.
لا حول ولا قوة إلا بالله.
.
.
بين الأمس واليوم/ الجزء الثالث والعشرون
حينما أخبره كساب أو بمعنى أصح "صدمه" برغبته في تزويج خالته من زايد
لا يعلم أي مشاعر مجهولة غزته بكل الحدة والعنفوان وحركت رتابة حياته التي اعتادها حتى تغلغلت فيه برتابتها
لم يكن مطلقا لأي من مشاعر الصبا أي حضور في عقله الظاهر.. فمشاعر الصبا دفنت مع الصبا
ولكن مشاعر الخذلان لم تدفن أبدا!!
لذا رفض أن تكون عفراء لزايد الذي حرمه منها.. الذي خذله..
الذي جرحه الجرح الأعمق وهو يفضل رجل غريب عليه.. على شقيقه الوحيد الذي لو طلب منه أن ينحر نفسه فداء له لم يكن ليتهاون
وربما كان هناك شيء غامض في داخله ينبئه أنها لن تتزوج وهو يعلم تماما أنها أغلقت حياتها بعد وفاة زوجها
ورفضت فكرة الزواج مرة أخرى.. شعر أنها محمية.. لن تعود لتصبح زوجة رجل آخر.. ستبقى مثله!!
لذا شعر بغبن شديد حين علم أن زايدا قد خطبها مسبقا.. كما لو كنت تترك أمانة عند شخص ما.. فلا يكون حريصا عليها
بل يسمح لنفسه أن يمتد تفكيره لها..
أ لم يكفه ما فعله مسبقا؟!!
تخيلَ لو أن هذه الخطبة التي لم يعلم بها قد تمت.. كان مجرد التخيل قاسيا على روحه الحرة.. وهو يبعث فيها غضبا لا حدود له..
ربما لو كان زايد حينما كان يعرضها عليه قد قال له (إذا لم تتزوجها سأتزوجها أنا..)
لربما كان قد تزوجها قبل زواجه الأول حتى..
لم يستطع مطلقا استساغة أن تكون عفراء لزايد.. أن تكون زوجة لزايد
أن تكون حلالا لزايد
مستعد أن يضحي بحريته ورغبته في العزوبية من أجل ألا يتحقق هذا الأمر...
.
بعد ذلك..
حينما أقدم على الفكرة راقت له.. راقت له بالفعل ولأبعد درجة..
شعر أن هناك روحا جديدة اقتحمت حياته المختنقة بالرتابة والملل
ورفض عفراء أثار عناده ورغبته فيها أكثر وأكثر
وجودها المختلف.. صوتها الرقيق الحنون.. حواره معها.. أشياء تمنى ألا تختفي من حياته..
ثم في الختام سيجد له روحا إنسانية تتحاور معه في لياليه الطويلة الباردة التي يقضيها وحيدا دون أنيس
وبعيدا عن التسرع الذي قاده لخطبتها في البداية وبعد التفكير العميق.. وجد أن عفراء تعد خيارا مثاليا..
سيدة رزينة.. لن تصيبه بالجنون الذي أصبنه به زوجاته السابقات.. لن تحاول تقصيص أجنحته أو حد حريته
الأمر المرفوض تماما عنده.. وهو من يشعر أنه نسر محلق ويريد أن يظل هكذا على الدوام..
والشيء الاخير أنه بالفعل ليس لديه رغبة في انجاب أطفال بعد هذا العمر.. وأي زوجة بظروف عادية سترغب حتما أن تنجب
بينما عفراء لديها ابنة.. ولا يعتقد أن فكرة الإنجاب ستبدو مغرية لها..
لذا أصبحت عفراء تمثل له خيارا مثاليا عقلانيا لإيجاد شريكة تكمل معه مابقي من سنين حياته
.
وهاهو يمسك هاتفه بين يديه.. وينفصل عن كل ضجيج المجلس وهو يفتح رسالتها التي شعر فورا أنها تحتوي شيئا مهما
فلا يعقل أن عفراء برزانتها المعروفة سترسل له شيئا غير مهم:
" أنا موافقة عليك وعلى شروطك
عزايمك فوق رأسي
والعيال عندي الحمدلله بنت
و أنا أساسا مالي خلق حمل وولادة عقب ذا السنين
بس أنا بعد عندي شرط"
منصور كان بوده أن يتصل بها فورا.. ولكنه لم يستطع ترك ضيوفه أو الانشغال عنهم.. لذا بقي يتقلب على جمر حتى غادر آخر ضيف
كانت الساعة قاربت منتصف الليل.. وعفراء بالفعل خلدت للنوم حين تعالى رنين هاتفها
التقطته بجزع وجميلة هي من تخطر ببالها: نعم من؟؟
منصور بثقة: من؟؟ أنا منصور
عفراء انحدر صوتها لحرج شديد به رنة قلق: عسى ما شر يا أبو زايد.. حد فيه شيء؟؟
منصور بذات الثقة: أعتقد بيننا كلام معلق..
عفراء بضيق: أبو زايد مافيك تصبر للصبح.. صحيتني من نومي..والوقت أبد مهوب وقت اتصال حتى لو كنت أنا مانمت
منصور بابتسامة: وأنا أقول البحة الحلوة هذي من وين جايه.. أثرها من أثر النوم..
عفراء شرقت واتسعت عيناها دهشة وحرجا وهي تكح بصوت مسموع
بينما منصور أكمل حديثه بثقة وكأنه لم يكد أن يتسبب بأزمة قلبية لمن يحاورها بجرأته:
دام أنتي وافقتي علي.. مسألة الوقت صارت مسألة شكلية
واعتبر أني أقدر أتصل في أي وقت
والحين أبي أسمع شرطش.. لأني أبي الملكة بعد بكرة وتجين بيتي على طول.. وبكرة الصبح مهرش بيكون في حسابش..
عفراء بدأ رأسها يؤلمها من الحرج من هذا الجريء الذي اقتحم أمسيتها الهادئة ولكنها حاولت دفع الثقة في صوتها وهي تقول:
أنت عارف إن يمكن يكون سبب ترددي في الموافقة عليك هو طلاقاتك الثلاث.. حسيتك واجد تتسرع في الطلاق
وكأنه هو الحل الأول عندك مع أنه مفترض يكون الحل الأخير بعد استنفاذ كل الحلول..
لكن بصراحة هذا بيكون شرطي الوحيد..
منصور بتساؤل فخم: مافهمت قصدش بصراحة
عفراء بثقة: بنتي الحين ما اراح أبلغها بزواجي عشان ماشيء يأثر على علاجها.. لكن هي مسيرها تعرف
فلو موضوع الزواج ضايقها وطلبت مني أني أتطلق.. تطلقني..
منصور بغضب مكتوم وهو يصر على أسنانه: لذا الدرجة مرخصتني من أولها.. تبين أطلقش لو بنتش بغت.. وش ذا الخبال..
عفراء بذات الثقة الهادئة: يا أبو زايد.. بنتي وحدة مريضة.. وما أدري وش ظروفها بترسى عليه.. ما أدري حتى لو هي بتستمر مع زوجها أو لا
أنا أبي أتحسب للظروف بس.. وتأكد إن بنتي لو طلبت إني أتطلق بيكون عشان ظروفها ما تحتمل وجود زوج أم
يعني يمكن تكون هذي احتمالية واحد في الميه.. وأنا أبي أحطك في الصورة
ومثل ما أنا وافقت على شروطك اللي ما أعتقد إنه فيه حد بيوافق عليها
تقدر توافق على شرطي أو ترفضه.. هذا احنا على البر
منصور يريد أن يهشم الهاتف بين أصابعه من شدة ضغطه عليه ومع ذلك أجاب بحزم:
ما أعتقد إن جميلة ممكن تجبرش على قضية الطلاق ذي...ما أدري ليه حاس إنش تلككين.. وتبين لش حجة..
عفراء بهدوء: يأبو زايد وحدة في عمري تأكد إن الطلاق صعب عليها وهي تتزوج عقب ذا السنين كلها
لكن أنا ما أبي أخلي شيء للظروف..
منصور بثقة: زين يا عفرا.. انا موافق على شرطش.. مع أنه إن شاء الله ماراح يصير..
عفراء بغموض: ما تدري يمكن أنت اللي تصير تبي تطلق.. متعود على السالفة
منصور بحزم: بلاها ذا الحكي المغطي.. وطاري الطلاق ذا ما أبي أسمعه..
وخلاص أتناش تنورين بيتش بعد بكرة إن شاء الله
حينها هتفت عفراء بحزم مغلف بخجل وأدب رفيع: بس تخطبني من أبو كساب.. ويكون هو وليي في عقد الزواج..
أنا مارباني غير زايد.. وما ينكر الفضل إلا البوار.. وأنا ما أنا ببوارة
***********************************
اليوم التالي
صباح جديد
صحا من نومه للتو على رأسها مستندا لكتفه..بعد أن كان حينما صحا لصلاة الفجر لم يجدها لأنها سبقته للقيام للصلاة
وحين عاد كانت صلت ونامت معتصمة بطرفها البعيد وكأنها بذلك ترسل له رسالة ما..
لذا ابتسم وهو يتنفس من قرب خصلات الذهب وأمواج العسل
يشعر كما لو كان يتنفس رائحة الحياة التي افتقدها طوال الأشهر الماضية
مال بعفوية حانية ليقبلها..
لكنها ما أن شعرت بأنفاسه القريبة الثقيلة على بشرتها مع نومها الخفيف حتى قفزت مبتعدة لطرف السرير
تبدلت نظرة الوله في عينيه لنظرة أخرى مجهولة.. وهو يقف دون أن يقول شيئا..
يغتسل ويرتدي ملابسه ويغادر دون أن يقول كلمة
بينما استغراب نجلاء منه يتزايد ويتزايد
وإحساس أقرب للوجل يتسرب لروحها
فهذا الرجل بردات فعله غير المسبوقة يبدو عصيا على التفسير..مجهولا بالنسبة لها
فهل تحاول اكتشافه من جديد؟؟
أو ما هذا الذي يحدث؟؟
*******************************
" منصور أنت من جدك؟؟
جاي تخطب عفرا؟؟ عقب ذا السنين كلها؟؟"
منصور يرد على اندهاش زايد بحزم: عفرا شارطة إنك وليها في العقد.. وأنا واحد مستعجل أبي أتملك بكرة وتجي هي لبيتي
حينها رد زايد بحزم غاضب: ودامكم متفقين وش شوري فيه؟؟
حينها هتف منصور باحترام فهو لا يرغب مطلقا في التقليل من قدر أخيه الكبير عنده: وش حن من غير شورك يأبو كساب
جعلني فداك أنا قلت لكساب يأخذ شورها قبل أخطب رسمي.. ويوم وافقت هذا أنا جيتك..
نظر زايد لمنصور نظرة مباشرة وكأنه يريد أن يسبر ماخلف الملامح المشدودة بحزم غامض (ماذا تخفي يامنصور؟؟)
هتف زايد بنبرة مقصودة: وممكن أعرف أسبابك اللي خلتك تبي عفرا عقب ذا السنين مع أني عرضت عليك واجد تاخذها
وأنت كنت تعيي.. وش اللي تغير؟
كان منصور على وشك أن يقول (اللي تغير إن كسّاب كان يبي يزوجها لك) لكنه أمسك عبارته التي بدت له وقحة جارحة وخالية من أي تهذيب
وقال بهدوء عميق فيه كم صراحة شاسع.. ففي نهاية هذه هي الحقيقة فعلا:
اللي تغير إني حسيت عمري راح وأنا عايش بروحي
تعبت يأخيك من الوحدة.. وما أبي لي بنت صغيرة تجنني
أبي مرة عاقلة تونس وحدتي وأكون أنا وإياها على نفس المستوى من التفكير
ومالقيت أنسب من عفرا.. وإلا انا غلطان في الاختيار؟؟
ابتسم زايد: إلا أشهد أنك اخترت وأحسنت الاختيار.. بنت محمد نادرة.. وانا أشهد إنه مافيه مثلها في النسوان
الله يوفقكم..
وبكرة عشا ملكتك علي أنا وأنا اللي بأعزم عليه هنا في مجلسي..
منصور نهض ليقبل رأس زايد ويهتف بمودة شاسعة: اللي تقوله تم ولو أني كنت أبي العشا في مجلسي
بس مجلسي ومجلسك واحد.. جعل المجلس مايخلا من راعيه..
***********************************
"من البارحة مندسة مني يالخايسة"
همس جوزاء الودود وهي تقرص خد شعاع بمودة..
شعاع تبتسم وتهمس بعذوبة: أبي الحالة لين تستقر تمام ست جوزا.. وبعدين لقيت لي وقت أخلص المادتين اللي باقيات علي في الامتحانات
خوش حبسة جات بنتيجة...
جوزاء تبتسم: بس جد يا بنت أنش خطيرة... إذا انا صدعت روحي.. أشلون استحملتيني أنت
شعاع بمودة: لأجل عين تكرم مدينة.. تدرين إني ابي مصلحتش ومصلحة حسن..
جوزاء تتنهد: والله العظيم اشعيع.. ما أدري أشلون أشكرش إنش ما طاوعتيني وعطيتيني الصور
والله إني كنت أصارخ وكان ممكن أضربش لو فتحتي لي.. بس شيء في داخلي يقول يارب ما تفتح يارب ماتفتح
حسن البارحة جنني.. ونام وهو يبكي يبي صور أبيه..
شعاع برقة: بس صحا اليوم وهو ناسي.. وهذا هو المطلوب ياجوزا.. صدقيني بكرة بعد يمكن يطلبهم ويبكي
وبعد بكرة بعد.. ثم عقبها شوي شوي ويسج.. ولا تحاتين.. وراكم رجالة!!
*********************************
"ماشاء الله زايدة 2 كيلو"
هتاف داليا السعيد.. وهي تساعد جميلة لتنزل عن الميزان
لترد عليها جميلة بدون اهتمام: يعني رجعت دبة مثل أول..
داليا بمودة: إذا وصلتي لـ80 هذاك الوقت قولي دبة..
جميلة تمسك خصرها المتخشب وهي تهمس بوهن: من الحين دبة.. بس خلاص ما يهم.. اللي تبوني أكله بأكله
لو تجيبون لي خروف كامل كليته.. مايهم
داليا تبتسم: الرجال يحبون الوحدة المليانة.. شو يعني ما تبين تعجبين أستاذ خليفة..
جميلة بذات النبرة الواهنة غير المهتمة: أنا ما أبي أعجب حد.. وأولهم خليفة هذا
داليا بحذر: إلا أستاذ خليفة على غير العادة ساكت.. وما رضى يدخل معنا للميزان
جميلة ترد بألم .. غيظ.. عدم اهتمام: الأخ زعلان من البارحة.. خله يزعل لين السنة الجايه بعد..
**********************************
" في ويش سرحان؟؟ تدري إن فنجالك برد..
ياولد تعال خذ ذا الفنجال وصب غيره"
صوت مهاب يرتفع وهو يوجه حديثه لعبدالرحمن ثم لمقهوي مجلسه الذي تناول الفنجان من أمام عبدالرحمن
الفنجان الذي برد بعد انشغل عنه عبدالرحمن بأفكاره الخاصة وهمومه التي أخذته للبعيد
عبدالرحمن يقول بعمق وكأنه يحادث روحه: جايني منحة بحث في جامعة أمريكية ورفضتها.. مع إنها كانت بتكون في مصلحتي فوق ما تتخيل
مهاب بغضب: وليش ترفضها زين..؟؟
يتنهد عبدالرحمن: عشان أمي وخواتي... ابي صاير عصبي عليهم بشكل... كفاية اللي جاهم وأنا في بريطانيا
ماعندي استعداد ولا حتى واحد في المية إني أخليهم يعانون من جديد معه..
صمت مهاب.. فليس لديه ما يخفف به عنه..
رغم أنه كان يتمنى لو يحمل كل الهم عن توأم روحه.. ويدفنه في أعمق نقطة في روحه بعيدا عن حنايا عبدالرحمن الغالية
ثم أردف عبدالرحمن بذات العمق المتجذر: امهاب.. طالبك شيء
حينها انتفض مهاب حميةً.. وهو يهتف بحزم: تطلبني؟؟ آمرني وبس.. لو تبي رقبتي ماتغلى عليك
عبدالرحمن يبتسم: الرقبة وراعيها سالمين لي..
أنا أبي أوصيك وصية..
مهاب بدهشة: توصيني؟!!
عبدالرحمن بإيمان عميق: تدري يا سنايدي.. الدنيا موت وحياة.. وماحد يدري متى ساعته
وأمي وخواتي مالهم غيري.. الحين تطمنت على جوزا إنها عندك.. بس باقي شعاع وحتى أمي
امهاب وصيتي لك أمي وخواتي لو صار لي شي..
مهاب قفز بجزع وهو يهتف: فال الله ولا فالك
لتصدم يده بالدلة الحارة التي كان المقهوي يحملها وتنسكب القهوة المغلية على يده
عبدالرحمن قفز معه وهو يمسك بجزع مرتعب يد مهاب التي انسلخت فورا لشدة حرارة القهوة التي اُنزلت للتو من النار ويصرخ بغضب عارم:
قسما بالله منت بصاحي.. ماتشوف ذا الرجال ودلته..
مهاب يصرخ بغضب مشابه وهو ينفض يده بألم: إلا أنت اللي منت بصاحي.. أنت وذا الفال الشين
عبدالرحمن يشده خارجا وهو مازال يعنفه بغضب: أمش أوديك المستشفى يا الخبل.. والله ماعليك شرهة
**********************************
" هلا والله بالغالية.. أشلونش وش أخبارش طمنيني عنش"
مزون بابتسامة غلفت بها عمق شاسع به رنة حزن متجذرة: أخباري إني علقت سالفة الطيران كلها لأجل غير مسمى..
وسجلت ماجستير إدارة هنا في جامعة قطر وبأبدأ من فصل الخريف الجاي
فخلاص هروبك من الدوحة ماله داعي.. ارجع يأختك.. والله إني محتاجتك جنبي
علي بغموض: يصير خير يامزون.. يصير خير
تنهدت مزون لأنه لم يرح قلبها ثم أردفت بابتسامة: وعندي خبر أهم متصلة أقوله لك.. وأتمنى ماحد سبقني..
علي بتساؤل: اللي هو؟؟
مزون بابتسامة شاسعة: عمي منصور بيتزوج بكرة
علي بدهشة سعيدة: لا لا.. مستحيل أكيد هذي تأليفة من عندش..
مزون تضحك: والله العظيم بكرة ملكته والعروس بتجي لبيته على طول
ثم صمتت لثانية وأردفت بنبرة مقصودة: وخالتي عفرا بعد بتتزوج بكرة
حينها شهق علي من الصدمة: لا هذي أكيد من عندش.. مستحيل خالتي تتزوج
صوت ضحكات مزون يتعالى: بسم الله عليك.. والله العظيم من جدي..
علي مازال مصدوما: عمي وخالتي في يوم واحد وش ذا الصدفة..
ثم أردف كالمضروب على رأسه وهو يشهق: إلا لو.. معقول...؟؟
مزون مازالت تضحك: أول مرة أدري إنك متنح كذا ياعلي... إيه معقول.. عمي بيتزوج خالتي بكرة...
حينها بدأ علي يضحك بسعادة حقيقية: والله العظيم مايردني من الجية للدوحة شيء إن شاء ربي..
أنا بأرتب وضعي اليوم وخلاص جايكم الدوحة إن شاء الله
مستحيل أفوت مناسبة مثل ذي..
عمي وخالتي مع بعض.. معقولة؟؟ والله لحد الحين ماني بمصدق..
كني في حلم!!
****************************
"وين وضحى؟؟ ماشفتها اليوم.."
همس كاسرة الهادئ
مزنة تصب فنجان قهوة لوالدها.. وتقربه من يده حتى تضعه في باطن كفه وتحكم إغلاق قبضته عليه وتهمس بطبيعية:
خبرش بكرة آخر امتحان عندها وتدرس
حتى أبي أودي شبكة سميرة ومهرها.. وهي مترجيتني تقول تبي تروح معي.. فبنروح بكرة قبل المغرب
لولا إن عرسش عقب 3 أسابيع وإلا كان قلت لش تروحين معنا..
كاسرة تميل على كتف جدها لتقبله ثم تهمس لأمها وهي تتجاهل حديثها عن موعد زواجها: قومي يمه أنا بأقهويكم
مزنة بمودة: خلش جنب جدش.. أنا مشتهية أتقهوي وأقهويه..
كاسرة تلمس طرف لحيته الطويلة وتهتف بحنان: شعره ولحيته تبي ترتيب بأقول لامهاب يجيب له الحلاق بكرة..
الجد حينها هتف بوهن: تو الحلاق كان عندي ماله حتى أسبوعين..
كاسرة تحتضن عضده بقوة وهي تلصق خدها بكتفه وتهتف بمودة شاسعة: أنا أبي شكلك مرتب.. عشان نذوب قلوب العذارى الذايبة فيك
الجد يبتسم: أشهد أنهم على العازة اللي مالقوا لهم حد يذوبهم غيري
كاسرة تبتسم له بعذوبة خلابة: إلا كلهم نظر.. إذا أنت ما تذوب القلوب من اللي كفو يذوبها..
الجد حينها هتف بعمق: يالله حسن الخاتمة يأبيش.. أنا أشهد أني خذت حقي من الدنيا..
وحينها قفز ضيقها للذورة فورا.. ولكنها لم ترد عليه.. تعبت من تكرار الحكي والاعتراض..
صمتت.. ولم تجد شيئا سوى الصمت
عم الصمت لدقيقة لتقول مزنة بعفوية: بلغتي شغلش بموعد عرسش على أساس تأخذين إجازة؟؟
كاسرة حاولت تنحية ضيقها من حديث جدها جانبا: مابعد.. تو الناس..
مزنة بهدوء: وش تو الناس.. عرسش عقب ثلاث أسابيع... بلغيهم من الحين عشان يوافقون على الإجازة..
وخذي لش فوقهم أسبوعين والا ثلاثة من رصيد إجازتش
ذا السنة ماخذتي أي شيء منها
كاسرة بحزم: مافيه داعي أخذ من إجازتي السنوية شيء.. كفاية الأسبوعين إجازة الزواج
مزنة بحزم أشد: أنتي عارفة إنه نظام بيع الاجازات ألغوه.. ولو ماخذتي الإجازة بتروح عليش..
كاسرة بثقة: خلها تروح.. كفاية أقابل وجهه أسبوعين.. تبين أقابله شهر..
حينها هتفت مزنة بحزم بالغ الشدة: كذا يعني.. ها والله ثم والله إن قد تأخذين رصيد إجازتش كامل فوق إجازة الزواج
حينها وقفت كاسرة وهي تنتفض غضبا: يعني عشان دارية إني ما أقدر أفجرش يوم حلفتي تسوين فيني كذا
يعني أنتي تعاقبيني على صراحتي.. أنا كان أقدر أقول لش زين.. وعقب أسوي اللي في رأسي
يعني هذي جزات صدقي معش..
حينها وقفت مزنة وهي تهتف بغضب مشابه: كم مرة قايلة لش إذا قدش تحاكيني يا بنت بطني قصري حسش...
"وش فيكم صوتكم طالع؟؟"
قاطع نقاشهم الحامي الوطيس صوت مهاب العائد من المستشفى بضماد شاش خفيف جدا فيه مادة دوائيه على يده
ولابد أن ينزعه بعد قليل لأن الحريق لابد أن يكون مكشوف
وهو يحمل كيس مراهم الحريق في يده
الاثنتان شغلتا عن كل شيء به وهما تنظران بجزع ليده.. وإن كانت كاسرة عجزت عن التعبير عن اهتمامها وجزعها بانتاج الكلمات
فإن مزنة صرخت بقلق جازع: وش فيك يأمك؟؟
مهاب بهدوء: حرق بسيط من قهوة..
مزنة بقلق: وحرق بسيط يخليك تلف يدك وشكلك جاي من المستشفى بالكيس اللي في يدك
مهاب يصلهم ليقبل رأس والدته وجده الذي كان في عالم آخر حينها كما صار يحدث له مؤخرا
ويبعثر شعر كاسرة بيده السليمة ويبتسم: والله العظيم بسيطة.. وأقلها حصلنا لنا إجازة طبية أسبوع
حينها همست كاسرة بهدوء فيه رنة قلق: خلني أشوف يدك.. أشلون تقول بسيطة.. ويعطونك إجازة طبية.. لا وأسبوع كامل
أنت عارف حتى يوم واحد ما يعطون إلا بطلوع الروح
مهاب جلس وهو يهتف لجده باحترام ودود: أشلونك يبه اليوم؟؟
ثم يلتفت لكاسرة ويبتسم: يا شين تدقيقاتكم يارؤساء الأقسام أنتو.. توقفون المراكب السايرة
الله رزقني بإجازة.. حاسدتني أنتي..
كاسرة بذات هدوءها المحمل برنة قلق وهي تحاول كبح جماح قلقها الاكبر خلف هدوءها الواثق:
زين وش يضرك لا وريتني.. أصلا الحرق مهوب زين يتغطى
مزنة ساندتها وهي تهتف بحزم: إيه يأمك خل نشوف حرق يدك زين وإلا مهوب زين
ليرد الجد أخيرا وهو ينتبه لما حوله: سلامتك يأبيك ماتشوف شر.. أش قومك ما تريح أمك وأخيتك وتوريهم يديك
كود يتريحون إذا شافوك طيب
مهاب وقف وهو يبتسم وهو يخفي خلف ابتسامته إحساسه بألم مريع في يده التي تآكل جلدها الخارجي وهتف بذات الابتسامة:
قلت لكم طيب .. تبون السالفة كايدة غصب
ثم هتف وهو يستعد للمغادرة: بانسدح شوي لا حد ينسى يقومني لصلاة المغرب
مهاب صعد.. بينما كاسرة التفتت لامها وهي تهمس بقلق: والله يمه إن حرقه مهوب زين وإنه مستوجع منه
وإلا متى كان امهاب يرقد ذا الحزة إلا كنه جاي من رحلة
**************************
"خالتي يا الله نروح السوق بسرعة"
عفراء ترفع شعرها وتربطه وهي تنزل درجات السلم بهدوء وتقول بذات هدوء خطواتها: الناس يقولون السلام عليكم أول
مزون باستعجال: السلام عليكم ويالله نروح صار لي ساعة أنتظرش تصحين من النوم
عفراء ترد بصوت مازال أثر النوم فيه: اليوم أصلا ما طلعت من المدرسة إلا وأذان العصر يأذن.. جيت البيت صليت العصر نمت على طول
حتى كساب ما أدري شيء عنه.. ما أدري لو تغدى وإلا لا
مزون تنهدت.. لا تستطيع التغلب على هذا الحزن مهما مرت السنوات دونه.. بعد أن كانت من تعرف كل تفاصيل يوم كسّاب بدقة..
أصبح يومه وما يفعله فيه مجهولا لها.. وحتى بعد أن كان قلبها يطمئن برؤيته صاعدا أو نازلا من غرفته
حُرمت من هذا الشيء وهو ينتقل للإقامة مع خالته من بعد خروجه من التوقيف..
هتفت حينها مزون بهدوء ساكن: كسّاب يصرف نفسه.. قومي نروح للسوق
همست عفراء بهدوء: تبين شيء من السوق يعني؟؟
توسعت عينا مزون دهشة: أنا أبي شي من السوق؟؟ و اللي بتروح لبيت رجالها بكرة ماتبي شي من السوق؟؟
حينها وقفت عفراء وهي تتجه للمطبخ: أنا ما أبي شيء أبد.. بأقوم أسوي قهوة وشاي..أتقهوى أنا وياش
مزون حينها وقفت وهي تهتف بحزم: بأقول للخدامة تسوي.. وانتي اطلعي البسي عباتش..
عفراء بهدوء: يأمش إذا أنتي تبين شيء وديتش.. شيء ثاني أنا آسفة
حينها قالت مزون بخبث: إيه والله ناقصني أشياء واجد.. وديني خالتي تكفين..
حينها عادت عفراء وهي تتجه للدرج: خلاص خلي الخدامة تسوي لنا كأسين كرك... بس نعدل المزاج على السريع
وأنا طالعة ألبس عباتي.. وكلمي جينا تشغل السيارة...
*************************
" يمه... نجلا كلمتش اليوم؟؟"
أم غانم المشغولة بالتبديل لصالح الصغير ترد بهدوء منهمك: إيه كلمتني..
سميرة بتردد موجوع: ما سألت عني؟؟
أم غانم بعفوية: والله مش فاكرة.. أكيد سألت..
حينها ردت سميرة بحزن لا يشبه أبدا روحها المطرزة بابتسامتها الدائمة: إيه صح.. أكيد سألت عني
أم غانم بذات العفوية وهي تزيح صالح جانبا ثم تنتقل لمها الصغيرة لتبدل لها ملابسها: وأنتي زاكرتي زين؟؟ بكرة آخر امتحان صح؟؟
سميرة بعدم اهتمام: ذاكرت يمه.. هو أصلا امتحان سهل..
ثم أردفت بتردد: يمه ممكن بكرة أروح لنجلا..
"إذا كانت هي هربت مني
فلن اسمح لها بمزيد الهروب
إن كانت ترفض أن تكلمني ..ستجدني أمامها
لن تفلتي نجلا.. لن أسمح لكِ ان تبتعدي وتبعديني
أي قسوة هذه تقترفينها ضدي؟؟
تبتعدين عني وأنتِ تعلمين أن الحياة لا نكهة لها بدون رضاكِ وابتسامتكِ وحنانكِ ؟؟"
أم غانم ترد وهي منهمكة: ماعليه يأمش مايخالف.. أوديش بكرة عقب المغرب إن شاء الله
لأنه أم امهاب كلمتني تبي تجي العصر قبل المغرب يعني... إذا راحت أم امهاب رحنا لنجلا ولا يهمك
******************************
طرقات هادئة على بابه..
يخفي يده في زاوية غير مرئية جواره ويهتف بصوت عال: ادخل يا اللي عند الباب..
تدخل كاسرة بخطوات هادئة وهي تحمل بين يديها صحنا فيه مجموعة من الشطائر الصغيرة المتنوعة وكأسا من العصير
وهي تبتسم: أخينا الكبير مسوي نفسه تعبان ويتدلع وحتى العشا ما تعشى..
مهاب يبادلها الابتسام: من وين الشمس طالعة الشيخة كاسرة بنفسها جايبة لي عشا..
كاسرة بهدوء واثق : يعني من بيجيب لك؟؟.. وضحى ماعلمناها عشان ماتسوي فيلم هندي وهي عندها بكرة أخر امتحان
لم ولن تخبره أنها أصلا من أعدت عشاءه له حين أخبرتها والدتها أنه رفض أن ينزل للعشاء
وتحجج أنه شرب كثيرا من القهوة والشاي في المجلس حينما عاد من صلاة العشاء
ولكن كاسرة فهمت فورا أنه لا يريد أن يمد يده أمامهم حتى لا يعرفوا مدى سوء إصابته
كاسرة سحبت طاولة صغيرة ووضعتها بقرب سريره ووضعت العشاء عليه ثم جلست جواره وقالت بحزم:
يا الله ورني يدك اللي أنت داسها وراك..
مهاب مد يده لها ببساطة.. ولو كانت وضحى أو حتى أمه القوية من طلبت ذلك لتردد أن يصدمهما بمنظر يده المتسلخة
ولكن كاسرة لا يخشى عليها الصدمة.. فهي مضادة للصدمات في نظره..
كاسرة تمنت أن تشيح بنظرها وقلبها يقفز في حنجرتها وهي تتأكد الآن من مقدار الالم الذي يعانيه
ولكنها لم تستطع الإشاحة بنظرها حتى لو أرادت.. فهذا لا يتناسب مطلقا مع شخصيتها المرسومة للجميع وأمام الجميع
سحبت لها نفسا عميقا قبل أن تجيب بحزم: يعني مستوجع؟؟
مهاب يجيب ببساطة وهو يرجع كتفيه للخلف: شوي.
حينها وقفت كاسرة.. كانت تتمنى بداخلها لو استطاعت البكاء.. ولكنها لا تعرف كيف يبكون
وكما هي على الدوام :لم تخلق يوما لتبكي
لذا هتفت وهي تصر على أسنانها بغضب: لا مهوب شوي.. واجد وواجد بعد
وش فيها لو خليتنا نشاركك شوي في إحساسك..؟؟
دامك مستوجع كذا.. أقلها قول إيه أنا مستوجع..
خلنا نقول لك كلام مؤازرة سخيف.. ونقول سلامتك وما تشوف شر وفي العدوين ولا فيك..
حينها ابتسم مهاب وهو يكاد يضحك: دامه كلام مؤازرة سخيف أنا وش عازتي فيه؟؟
كاسرة بذات الغضب: كذا.. عشان هذا هو طبع البشر.. يحبون حد يخفف عنهم بالهذرة..
حينها هتف مهاب بنبرة مقصودة: يعني أنتي لو كنتي مستوجعة من أي شيء.. تبين لش كلام مؤازرة سخيف بعد؟؟
كاسرة صمتت ولم ترد عليه.. حينها أكمل مهاب حديثه بحزم: يا بنت أمي .. أنتي لو تكونين بتموتين من الوجع جسدي وإلا نفسي
ماقلتي لأحد أنا مستوجعة.. مستكثرة علي أنا الرجّال أحتفظ بوجعي لروحي
**********************************
تجلس أمام المرآة.. تنظر لنفسها.. مشتتة.. وتغتالها الحيرة.. تشعر أنها تقف على أرض رخوة تميد بها
" ما الذي يحدث بيني وبين صالح؟؟
تغيير صالح يصيبيني بالحيرة
صالح الصامت المتجاهل.. مخلوق غريب بالنسبة لي
سابقا كان من الممكن أن اتوقع ردات فعل صالح
فهو لا يكل ولا يمل من التعبير عن مشاعره بكل الصور
كنت أتوقع أن هذا هو ما سيفعله.. وأنا سأتقوقع داخل برودي
حتى يصفى ذهني للتفكير في مشكلتنا
فإذا به يفاجئني ببروده غير المعتاد..
منذ أن عدت للبيت.. ماعدت أراه حتى.. لا يهاتفني إلا لحظات ومن أجل الصغيرين فقط
لا أنكر محاولاته للتقرب.. ولكنها محاولات لا تشبه صالح حتى
فهذه المحاولات الخجولة المترددة التي تتوقف فورا مع صدي الأول له
لا تشبه أبدا صالح الجريء الذي لا يقبل الرفض مطلقا
وأنا من كنت أخشى أن تنهار مقاومتي له مع قدرته الغريبة للتسلل لطيات قلبي
وهو يذيب هذا القلب مع غزله المنتقى بعناية
ولكنه حتى الآن لم يلجأ إلى هذه القدرة.. أو ربما كان فقدها
وأنا أقف أمام صالح جديد يشعرني بالحيرة لعدم قدرتي على توقع ردة فعله القادمة"
وهي غارقة في أفكارها.. دخل بخطوات هادئة واثقة.. سلم بهدوء وردت السلام بتوتر
اقترب منها ثم مال عليها ليقبل كتفها.. حين رأته يهوي عليها كان بودها أن تبقى ساكنة.. حتى ترى ماذا ستكون خطوته التالية
ولكنها لا تضمن ردات فعل صالح ولا حتى رداتها المشوشة وهي لا تريد أن تفاقم المشكلة قبل أن تحلها
عدا أنها فعلا غير متقبلة لأي لمسة من صالح مع غضبها منه.. لذا مالت بجسدها جانبا ونهضت قبل أن تصل شفتيه لكتفها
صالح هز كتفيه بعدم اهتمام ثم اتجه للسرير وجلس على طرفه وهو يهتف ببرود حازم:
نجلا ..اليوم ثالث يوم لش من يوم رجعتي لبيتش.. وأنتي حتى اللمسة العفوية اللي والله ما اقصد منها شيء منتي بمتقبلتها مني..
خلاص الرسالة وصلت يا بنت عمي..
أكمل عبارته ثم نهض بحزم وهو يخلع ملابسه ويتجه للحمام.. بينما نجلاء تتساءل في داخلها
( أي رسالة اللي وصلت؟)
********************************
" بصراحة أنتي استخفيتي على السوق اللي خليتيني أشتريه اليوم"
عفراء المنهكة تلقي بالأكياس وترتمي على الأريكة
مزون تلقي بأكياسها وترتمي بجوارها وهي تبتسم بتعب: صدق زطية ياخالتي.. الحين عمي حاط في حسابش فلوس وش كثر
مهوب هاين عليش تشترين كم شغلة تلبسينهم قدامه.. تحسسينه إنه فعلا رجّال متزوج..
حينها اعتدلت عفراء بحرج: ليه عمش حط في حسابي شيء؟؟ ما انتبهت.. بعدين الملكة عادها بكرة.. ليه يحط اليوم..
مزون تبتسم: يعني ما انتبهتي للتضخم في رصيدش وأنتي تسحبين اليوم..
وثاني شيء إيه لازم منصور يدفع دم قلبه.. تبينه يتزوج بلوشي..
عفراء ترد عليها بثقة باسمة: الحمدلله ترا خيري واجد من قدام عمي.. عشان كذا ما انتبهت للبهانس اللي عمش حطها في حسابي
حينها انفجرت مزون ضاحكة: إخس ياخالتو والله منتي بهينة
ثم أردفت مزون بحماس: يا الله ياخالتي يانا متحمسة لبكرة.. أحس بكرة يوم أكشن من أوله
من بكرة الصبح بأروح لبيت عمي أنا وشغالات بيتنا.. أشوف شنو قاصره وش يبي ترتيب.. خبرش ترتيب صبيان
ما يعرفون في الترتيب شيء.. وهم في صوب والنظافة في صوب..
عفراء نهضت وهي تهتف بهدوء: خلش في تخطيطاتش وأنا خلني أقوم أجهز حق المدرسة بكرة..
مزون تمسك بخالتها وهي تقول بدهشة: من جدش خالتي بتروحين بكرة المدرسة..
عفراء تهز كتفيها باسمة: أكيد بأروح.. وليه ما أروح يعني؟؟
#أنفاس_قطر#
.
.
يا بنات كلكم مدعوين لزواج عفراء ومنصور بكرة الثلاثاء الساعة 2.30 الظهر
.
.