ملاحظة: بنات ترا البارت 21 نزل الجمعة في الليل
واليوم البارت22...
.
.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ياهلا والله بكل المشتركات الجدد
والله العظيم من شدة امتناني وتاثري ما أدري وش أقول
ما أقول إلا الله يعز شانكم ويكبر قدركم ويجمعنا في الجنة قادر على كل شيء
وياهلا مليون بكل من عطرت صفحاتنا ببصمتها متحدثة أو حتى صامتة
متألقة حديثا أو هدوءا
.
.
تدرون بنات الكتابة مثل البضاعة <<< أدري تشبيه عبيط بس هي كذا
يعني لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع
عشان كذا احنا نحب نقرأ لكاتب معين وما نحب نقرأ لكاتب ثاني مع إنه يكون كاتب عظيم
لكن لأن طريقته في الكتابة ما تناسب ذوقنا في القراءة
مثلا كاتب مثل (أرثر ميلر) الناس يؤلفون فيه مقطوعات مدح لكن أنا ما قدرت أكمل له رواية
المغزى من كل هذا.. أنا أعرف أكيد إنه فيه جوانب في كتابتي ما تعجب البعض
ومن حقه ما تعجبه...واحترم جدا عدم اعجابه
لكن ماجعل الله لأمرئ من قلبين في جوفه.. وأنا ما أقدر ألبس ثوب موب ثوبي
أحب أكتب بطريقتي اللي أنا متعودة عليكم... قد تبدو لكم بعض الأحيان غامضة في نواحي
بطيئة في نواحي..
لكن أنا جد أتعب فوق ما تتصورون في صنع تراتبية معينة للاحداث
وأنا أقرأ البارت قبل أنزله بروح قارئة مجردة واللي ما يعجبني أغيره
أرجع حتى للحوارات القديمة وأراجعها عشان ما يكون في اللي أكتبه تعارض
أحيانا آآخر الأحداث أو أقدمها لغرض في رأسي
المهم إنه في الختام إنه إن شاء الله القارئات اللي أساسا أسلوبي يعجبهم لكن هم شايفين فيه حاليا شيء قد ما يكون مرضيهم
أقول لهم اصبروا.. للصبر نكهته.. لو استعجلتي في الحدث مستحيل تقدرين ترجعين عجلة الزمن وتصلحين الخطأ
لكن لو كتبتي برواقة ومخمختي كل حدث يأخذ حقه بالكامل
وأنا دايم أقول... الحدث ليس بأهمية الغوص في الشخصيات
وقد أؤجل الحدث حتى أشعر أن ما أريد إيصاله عن الشخصية قد اتضح
ومهما بدا لكم الحدث بسيط أو متواتر.. تراه يكون مدروس بدقة
فكرة الرواية بالكامل في مخي.. ممكن في كل جزء أحط حدث كبير ونخلص الرواية وأرتاح
لكن وين المتعة وقتها؟؟
ومهما يكن تبقى الكتابة عمل إنساني نقصه أكثر من كماله
وأنا أحاول جهدي.. فإن أحسنت فمن توفيق الله.. وإن قصرت فمن نفسي
.
بنات تراني ما نسيت البنات اللي يبون موعد الجزء في الليل
بس عطوني فرصة نضبط المواعيد شوي
.
العسل اللي سالت عن البرقع اللي تلبسه مزنة
لا ياقلبي.. موب نفس الصورة <<< هذا نسميه بطوله ويلبسونه عندنا في قطر العجايز الحضريات الكبار كثير في السن
أم صديقتي تلبسه وياربي وش كثر أحبها واحب أشوفه عليها الله يطول بعمرها
لكن اللي أنا أقصده ويلبسونه حريمنا.. هو مثل النقاب تقريبا مع اختلافات طفيفة
.
.
بنات كان فيه خطأ مطبعي صغنون وهو فرصة نعيد التذكير
كتبت عن ختم القرآن كل 23 وهو كل 33 يوما تقريبا على نظام وِردي
جعل الله وِردكم في زود.. وأنتو للخير ومن الخير في زود
قولوا آمين
.
.
الجزء اللي فات
حبيت جدا مشاعر أبطاله.. فيها ثورة وعنفوان وعمق
صديقتنا الذكية العذبة بعثرة روح كان لها التقاطتها الذكية <<< نجمة على طول
حين ربطت بين حوار زايد ومزنة مع كساب وكاسرة
كلاهما طلبا من ابنائهم أن يتوقفا عن التصرف كأنهم في حرب
فهل هم فعلا مقبلين على حرب؟؟
وهل كذا تكون الحياة الزوجية التي يفترض أن تكون سكن للروح والوجدان؟؟
.
أعجبني جدا التفافة زارا الذكية إنه في البارت كان فيه نسف للتوقعات <<< نجمة يازارا وبجدارة
يعني الكل كان يتوقع اللي بيصير بين نجلا وصالح لما يسافرون
لكن ماحد توقع إنها بترجع له قبل السفر حتى
حتى اللي بيصير في فكرة السفر ماراح يخطر ببالكم <<< كما أظن << انتظر تبهروني
.
.
جزء اليوم
بارت الحذر والوقوف على أبواب الأحداث
ومن أجل أني أريد أن نلج للحدث وبالفعل ينتظركم أحداث كثيرة
غدا الإثنين سيكون لنا موعد استثنائي آخر في الساعة السابعة صباحا مع الجزء 23
وموعدنا المعتاد يوم الثلاثاء مع البارت 24
<<< انبسطت أنكم انبسطتوا على بارت الجمعة فحبيت أدلعكم
لكن بعد لازم تدلعوني أنتوا.. بعد كم بارت.. 6 أو 7 بارتات
أبي أرتاح وأوقف أسبوع وأمخمخ لي شوي
لأنه وقتها بندخل مرحلة حاسمة جدا من بين الأمس واليوم
.
إليكم
الجزء الثاني والعشرون
.
قراءة ممتعة مقدما
.
لا حول ولا قوة إلا بالله
.
.
بين الأمس واليوم/ الجزء الثاني والعشرون
صحى منذ دقائق ولكنه لم يفتح عينيه بعد.. رائحة عطرها تغمر الاجواء
كم يبدو هذا الصباح مختلفا..اختلافا جذريا عن نهاراته السابقة!!
نهار معطر كعطرها!!
البارحة حين أنهت وصلة بكائها.. قامت وأتمت جنون تنظيفها.. بينما تمدد هو على سريره بعد أن صلى قيامه
لينخرط في مراقبتها بنهم.. ظلت عيناه تتابعان حركتها الدؤبة.. ارتعاش شفتيها.. توتر أناملها..
يحفظها.. يحفظ كل ردات أفعالها
يجيد قراءة حتى لغة جسدها.. نظرات عينيها.. ارتعاش يديها.. ومعنى كل حركة..
غفا بهدوء على صورتها تكحل أهدابه.. لم ينم نوما هادئا كما البارحة رغم ضجيج التنظيف فوق رأسه..
ورغم صراخها السخيف (اعتبرني غير موجودة)
وحين صحا لصلاة الفجر وجدها أنهت التنظيف وتستحم .. توضأ في حمام المجلس.. وذهب للصلاة..
وحين عاد كانت قد صلت وغفت على الاريكة
بعد أن تركت له نورا خافتا بالقرب من السرير.. وأغلقت بقية الأضواء
تمنى لو يحملها من مكانها ليضعها على السرير..
"أ بعد أن قضت ليلتها في أعمال شاقة تنام هذه النومة غير المريحة ؟!
لولا أنني أخشى أن تثور وإلا لكنت حملتها لتنام هي السرير
وأخذت أنا مكانها
ولماذا أغلقت الأنوار؟؟ أتريد أن تحرمني من رؤية حسنها الغافي؟!"
اقترب منها قليلا.. يتمعن فيها بولهه الشاسع المصفى.. وفق ماسمح له الضوء الخافت البخيل
ملامحها الرقيقة المسترخية بهدوء
سلاسل الذهب المبلولة تغفو على مخدتها
"المجنونة تبي تمرض.. ماحتى قفلت التكييف"
توجه ليطفئ التكييف.. وهو يشعر برعب أن تكون التقطت بردا من بقاءها في جو التكييف بعد خروجها من الحمام
يخشى عليها تماما مثلما يخشى على طفلته الصغيرة
كان دائما ينهرها ألا تستحم وتخرج في التكييف..
وخصوصا أنها سبق أن أصيبت بنزلة شعبية ألزمتها المستشفى عدة أيام بعد زواجهما بعامين..
وما زالت ذكرى مرضها ترعبه
فلطالما كان حنونا معها لأبعد حد.. بل لحدود قد تتجاوز المخيلة
"فلماذا يانجلا لم يبق لي في ذاكرتكِ سوى ذكرياتي السيئة
لماذا لم تعودي ترين سوى صالح المثقل بالعيوب
أ لم يشفع لي أي شيء عندك؟؟؟"
كل هذا يعبر ذاكرته وهو مازال مغلق العينين يشتم رائحة عطرها أو ربما خياله من صور له ذلك
لأن ذكرى عطرها سكنت كل خلاياه بتمكن انغرز في كل خلية
فكلما ماكان يحتاجه هو معرفته بوجودها.. لتنثر مخيلته رائحة عطرها في الاجواء
فتح عينيه.. وهو يتوقع أنها مازالت نائمة..ولكنه فوجئ أنها غير موجودة..
شعر بالرعب يجتاحه.. أين ذهبت؟؟ أ يعقل أنها غادرت وعادت لبيت والدها
تنهد وهو يسترخي قليلا.. فهو يعرف أن نجلاء عاقلة.. ويستحيل أن تفعلها..
لذا استحم وأرتدى ثيابه ليتوجه لعمله.. وجدها في الاسفل تتولى مسئولية صب القهوة لعمها وعمتها..
تسللت الإبتسامة لروحه قبل شفتيه.. أ لم يقل أن هذا الصباح مختلف؟!!
يكفي وجودها في المكان لتضفي ألقها عليه..
انحنى يقبل رأس والده ووالدته وهو يلقي عليهم السلام...
أبو صالح وجه الكلام له بحزم: انا ماني بناشد وش سبة زعلكم اللي فات.. سالفة وانتهت الله لا يعودها
بس قوم حب رأس أم خالد قدامي ذا الحين.. وأحلف لي ماعاد تزعلها في شيء
صالح بابتسامة عريضة: حاضرين نحب رأس أم خالد.. وأحلف قدامك ماعاد أزعلها بشيء
نجلاء انتفضت وهي تقف بحرج رقيق: لا ياعمي طالبتك.. والله ما تخلي أبو خالد يدنق على رأسي.. محشوم..
والله لا يجيب الزعل.. سالفة وانتهت على قولتك.. وإن شاء الله إن أبو خالد ماعاد يعيدها
قالت جملتها الأخيرة وهي تنظر لصالح بشكل مباشر نظرة مقصودة
بينما صالح المبتسم أجاب بنبرة ذات مغزى: حرمنا... بس عطينا فرصة
*************************************
مستغرقة في نومها.. صحت على أنامله الحانية تمسح خصلات شعرها وتشدها بخفة:
سمور قومي.. ماقدرت أنام وأنا ما تكلمت معش... وميت من التعب لي يومين مواصل.. قومي كلميني
سميرة تقفز من نومها جالسة وهي تمسح وجهها وتهمس بخجل: دقيقة بس.. أبدل وأغسل وأجيك
غانم يجلس على طرف السرير ويهتف بتعب: من متى تستحين يعني؟؟ مهوب أول مرة أشوفش متشنقطة ببيجامة
اقعدي ما أقدر أنام وأنا ما تكلمت معش
سميرة جلست وهي تعتدل جالسة وتشد طرف اللحاف على ساقيها حتى لا يظهر بنطلون البيجامة القصير قليلا وتهمس بتردد خجول:
أنت بعد زعلان علي عشان وافقت على تميم..؟؟
غانم يتنهد بحزم: ماني بزعلان.. خايف أنه أنتي تكونين منتي بمقتنعة..
سميرة ردت بحزن عميق وأثر بكاء الليلة الماضية واضح على أجفانها المنتفخة: المشكلة إني مقتنعة .. والله العظيم مقتنعة
بس الكل يحاول يقنعني إني ماني بمقتنعة وأني قررت بدون تفكير... والله العظيم ياغانم أني مقتنعة فيه
لذا الدرجة شايفين تميم مليان عيوب الواحد مايقدر يعيش معها.. والله ماشفت فيه عيب
حتى إنه ما يسمع ويتكلم شايفتها أنا ميزة مهوب عيب..
أردفت وهي تحاول أن تبتسم بفشل: كفاية أنا أتكلم نيابة عني وعنه..
غانم مسح على شعرها وهتف بحزن مشابه يخفي خلفه عدم اقتناعه: أنا ما أبي لش إلا الزين..
وحن مجتمعات عقولنا قاصرة.. عاجزين نستوعب نقص البشر
مع إن فيه ناس تكون عيوبهم أكثر بكثير من عيب تميم لكن حن نغض البصر عنها..
أنا ماأبي إلا سعادتش.. ودامش مقتنعة.. خلاص يأخيش.. ألف مبروك
قالها وهو يدني رأس سميرة منه ليقبل جبينها.. حينها تعلقت سميرة بجيبه وهي تنخرط في بكاء حاد وتدفن وجهها في عنقه
غانم هتف بقلق: ها وأشفيش بعد.. توش تقولين مقتنعة فيه
سميرة تشهق: نجلا زعلانة علي.. تكفى غانم كلمها.. لو هي سافرت وأنا ما شفتها والله لا يصير لي شيء.. والله لأموت..
تكفى كلمها.. تكفى
*************************************
تكاد تنهي يومها الدراسي.. مرهقة تماما.. مستنزفة لأقصى حد..
تحاول تعويض طالباتها عن أيام غيابها وخصوصا مع موعد الامتحانات الذي اقترب كثيرا
تسترخي على مقعدها في مكتبها بالمدرسة الخالي من زميلاتها في هذا الوقت
وهي تتناول هاتفها لتتصل بخليفة
رغم أن المسكين صحا من نومه على اتصالها.. تشعر أن طاقتها في المقاومة توشك على النفاذ
تريد أن تسمع صوتها فقط..يأكلها الشوق واللهفة لهمسات صغيرتها
ولكن لأنها تتصل بداليا.. فداليا حذرتها من ذلك.. لأن جميلة تتحسن.. وبدأ أكلها بالتحسن وهي تتقبل وضعها بصعوبة
وهي دائمة السؤال عن أمها.. لذا يجب إبعاد جميع المؤثرات التي أدت بها إلى هذه الحالة... وعفراء على رأس هذه المؤثرات..
تنهدت وهي تنهي اتصالها مع خليفة.. الذي أخبرها كالعادة بكل مافعلته جميلة منذ صحت من نومها حتى الآن..
وهي تتصل كان هناك خط آخر على الانتظار ولكنها لم تهتم للنظر له..
حين أنهت اتصالها.. نظرت للمكالمات التي لميردعليها.. كان المتصل هو منصور ولثلاث مرات..
تنهدت بعمق وهي تقول في داخلها: (يامن شرى له من حلاله علة..) هذا وش الفكة منه
حينما أعاد الاتصال ردت عليه وهي تهمس باحترامها الطبيعي: هلا حيا الله أبو علي..
منصور باحترام بارد: حيا الله بنت محمد
عفراء بذات أدبها الرفيع: أشلونك طال عمرك في الطاعة..؟؟
منصور رد عليها ببرود فيه نبرة غضب: على ذا الذرابة والأدب اللي عندش..
مفروض شفتيني اتصلت مرة والثانية.. تسكرين الخط الزفت اللي معش وتردين علي..
عفراء تنهدت بعمق وهي تحاول تغذية عروقها بالصبر: أول شيء أنا كنت أكلم رجّال بنتي..
الشيء الثاني السموحة لأني مادريت إنك أنت اللي على الانتظار
الشيء الثالث أعتقد أنه في الاتصال اللي فات قلت لك مافيه داعي تتصل مرة ثانية..
منصور بحزم: خلصينا من سالفة التلفونات.. حتى أنا كارهها.. كني صبي مراهق.. عيب يا بنت محمد ذا التنقيعة اللي أنتي منقعتني..
عفراء بدهشة: أنا منقعتك؟؟
منصور بحزم: إيه وانا أنتظر ردش..
عفراء باستغراب: أعتقد إني قلت لك ردي من المرة اللي فاتت..
منصور بحزم أشد: وأنا ما اقتنعت فيه وعطيتش فرصة تفكرين..
عفراء بهدوء: على كذا يأبو علي أنت اللي منقع روحك بروحك.. لأنك أقنعت نفسك بشيء ماصار
منصور بثقة متمكنة: اول شيء أنا أحب ينقال لي أبو زايد..
وثاني شيء أنا أعرفكم يا النسوان.. عودكم مهوب على أول مركازه.. كل يوم برأي..
عفراء بسخرية مبطنة: ما تفرق أبو علي أو أبو زايد دامك ما تبي حد منهم يأتي أصلا
وثاني شيء أنا عودي على أول مركازه ورأيي واحد..
(العود على أول مركازه= مثل يعني الاصرار على الرأي)
تنهد منصور بحزم شديد وهو يسألها: تردين شيء في ديني وإلا أخلاقي؟؟
عفراء بجزع عفوي: حاشاك.. تكرم
حينها ابتسم منصور لنبرتها العفوية: أجل خلاص مالش حق ترديني..
يا بنت الحلال جربيني.. يعني مهوب لذا الدرجة سيء.. ممكن أني أتعاشر وأخذ وأعطي.. ماني بوحش يعني
عفراء بهدوء أخفت خلفه إحساسها بالغيظ منه:
شنو أجرب ذي يأبو زايد..الظاهر عادي عندك الطلاق.. جربته قبل واجد..
لكن وحدة في عمري إذا الزواج صعب عليها...فالطلاق أصعب بواجد
منصور بحزم: ما اشين فالش.. والله المرة اللي هي تسبب بالطلاق عى روحها..
عفراء بحزم مشابه: والمفروض إن الرجال يكون عاقل وما يماشي المرة في خبالها إذا هي استخفت..
منصور بأمر حقيقي: وافقي علي وجربيني.. وإذا كان طيش الشباب غرني أول.. فانا الحين ماعدت مثل أول.. أوعدش ما تشوفين مني إلا خير
عدا أمرين.. كثرة عزايمي ما تناقشيني فيها.. ولا سالفة العيال..
عفراء تكاد تجن منه: الحين أنا وافقت عشان تقدم شروطك بذا الطريقة..؟؟
إذا على العزايم المرة اللي ترد رجالها من الكرم مافيها خير
لكن أنت مقصدك أنك بتكون مشغول بعزايمك ومجلسك حتى عن التزامك بمرتك
منصور بثقة حازمة: أنا واحد سيده وما اعرف ألف وأدور.. وش تقولين؟؟
عفراء تنهدت بعمق..
لو فكرت بموضوعية.. فمنصور ليس مطلقا بالفكرة السيئة.. فهو بالفعل مطمع للكثيرات..
بدت لها الفكرة مغرية بل شديدة الأغراء..أن تحصل هي على هذا الرجل الاستثنائي رغم كل عيوبه..
أن تجرب أن تحيا حياة جديدة.. أن تعيش تجربة الزواج التي لم تعشها فعلا..
أن تجرب أن تعيش من أجل نفسها مع رجل تعلم أنه سيكون سندا قويا لها في مقبل حياتها..
فحياتها أضحت خالية تماما بعد غياب جميلة عنها.. جميلة التي كانت تستهلك منذ مرضها الأخير وقتها بالكامل
لِـمَ لا تفكر في الموضوع؟؟ لتفسح لنفسها مجالا أن تفكر بعيدا عن إصرارها السابق على الرفض؟؟
فهي فعلا لم تفكر..إنما قررت أن ترفض كما كانت ترفض طوال عمرها الفكرة دون نقاش..
ولكنها لم تنتبه أن ظروفها ماعادت كالسابق.. تغيرت بالكامل.. ابنتها تزوجت.. وبالتاكيد أبناء شقيقتها سيتزوجون..
عدا أنها بالفعل أصبحت تشعر برعب عميق ووحشة أكثر عمقا من بقاءها لوحدها..
كساب وسيتزوج قريبا جدا.. فهل تعود للبقاء في بيتها وحدها مع ذكريات الرعب والوحدة؟؟
نفضت رأسها بانفعال وهي تحاول أن ترد عليه بهدوء: خلاص عطني فرصة أفكر وأعطي ردي لكساب..
منصور بأمر حازم غاية في الصرامة: الليلة تردين علي أنا... وكسّاب ماله دعوى.. الرد يوصلني أنا ما أبي وسيط بيننا..
********************************
"شعاع بطلي الباب... قسما بالله بأذبحش"
صراخ جوزاء الغاضب يتعالى.. بينما بكاء حسن يتعالى وهو يشد ثوبها باكيا: أبي صورة بابا
شعاع تهتف بثبات خلف الباب: والله ما افتح لش.. هدي حسن بأي شيء ثاني.. طلعيه.. لاعبيه.. عطيه حلويات
الألبوم والله ما أعطيكم إياه..
جوزاء تنتفض غضبا مع بكاء حسن الذي يذيب قلبها:
الولد مات من البكا.. عطيه صور أبيه..
أنتي وش دخلش..والله لأوريش شغلش بس افتحي الباب
شعاع بذات الثبات: جوزا قلت لهيه بشيء ثاني.. صور مافيه..
انحدر صوت جوزاء للرجاء العميق : تكفين شعاع تكفين.. حسون يبكي.. يهون عليش حسون
شعاع تهمس بألم رقيق: تدرين إنه مايهون علي.. ولا أنتي تهونين علي.. عشان كذا مستحيل أفتح..
روحو أي مكان لين ينسى.. هذا بزر مسرع ما ينسى..
والمهم الكبيرة يكون عندها رغبة بالنسيان..
***********************************
"حيا الله اللي ماصدقت إني أروح عشان تنط عند صالح"
نجلاء تحتضن هاتفها بحرج شديد وهي ترد بذات الحرج: حياك الله.. الحمدلله على السلامة
غانم بمودة واحترام: مبروك ردتش لبيتش يالغالية
نجلاء بذات الحرج: الله يبارك فيك..
غانم بنبرة مقصودة: زين وعشان رضيتي على صالح تزعلين علينا..
نجلاء صمتت وضيقها العميق يعاودها..والعبرات تخنق روحها
بينما غانم أردف بذات النبرة: ها يام خالد.. وش مزعلش علينا..؟؟
سميرة بتموت من الحزن بسبتش.. يهون عليش تسوين فيها كذا
نجلاء بهمها المجروح: إلا يرضيك يأبو راشد اللي هم سووه فيني...؟؟
ماعندهم حد في البيت غيري.. تصير الخطبة وعقبها بيومين الملكة..وانا مادريت بأي شيء...
عدوني غريبة وأنا عندهم في البيت.. إذا كان ذا يرضيك، قل لي؟؟
غانم تنهد: أكيد ما يرضيني.. بس خلاص الموضوع صار.. والمهم توفيق أختش.. تدرين قلبها كنه قلب طير.. الحين كنها تقلى على ضو
نجلاء بحزن: وزواجها من تميم.. تشوفه توفيق؟؟ سميرة كانت تستحق واحد أحسن بواجد
غانم بحزم أخفى خلفه حزنه: حكي في الفايت نقصان في العقل... خلاص سميرة صارت مرته ومقتنعة فيه.. وانتهى الحكي
والحين أبي اشوف خاطري عندش.. أبي أشوفش جايتنا مسيرة علينا وراضية علينا كلنا.. حن من غيرش يام خالد مانسوى
نجلاء تشعر بألم عميق لطلبه اللطيف منها.. لكنها موجوعة ولا تستطيع خداع نفسها أو خداعه لذات همست برقة:
عطني يومين بس فديتك لين أروق.. وعقبه أنا بأجيكم بنفسي جعلني فدا روحك
كانت نجلاء تنهي الاتصال حين تعالت طرقات صاخبة على الباب ثم اقتحمت عالية الغرفة كالأعصار : سلامو عليكو
يعني عشان رضيتي على صويلح قاعدة تحرسين الغرفة لين يرجع
قومي أنا زهقانة.. طلعيني.. خلينا نروح أي مكان..
نجلاء تبتسم: أول شيء كم مرة قد قلت لش لا عاد تدخلين علي بذا الطريقة.. عيب.. يمكن أنا الحين متفسخة ونسيت الباب مفتوح..
ثاني شيء وين نايف عنش اليوم.. أعرف كل مازهقتي سحبتي المسكين يطلعش
عالية تلقي بنفسها على السرير وهي تسحب شهيقا طويلا: يازين الريحة الخنينه.. خنقتي أخي بذا العطور.. بيجيه التنك..
وبعدين أول شيء إذا أنتي متفسخة.. سكري بابش عليش مالي ذنب إذا أنتي تعرضين مشاهدة مجانية
وبعدين التنبيهات هذي قديمة قلت يمكن قعدتش عند بيت هلش غيرت القوانين شوي
وثاني شيء فديت قلبه نويف اليوم خالاتي متهادين عليه.. فيه ثلاث كلهم مسوين له غدا.. تخيلي!!
والمسكين بيتغدا ثلاث مرات.. عزتي لكرشه اللي بتنبط.. الولد آخرته بيموت من كثرة الأكل..
نجلاء باستغراب: من جدش أنتي؟؟
عالية تضحك: والله العظيم.. وبعدين أنتي أساسا عارفة وش كثر يتهادون عليه..
أخيهم الصغير والوحيد على قولتهم.. الولد تعقد والله العظيم.. عزتي للي بتأخذه بيكون عندها سبع عمات..
وأنتي عارفة فيه ثنتين من خالاتي قشرات.. طبعا عارفتهم طيبات الذكر
تذكرين أشلون كانوا يقطون كلام على مرت عبدالله الله يرحمه لين طلعوا روح المسكينة..
أما عاد مرت نويف لو ماهج وسكن وياها في كوكب ثاني والله لا يزهقونها في حياتها لين تطفش.. وتشق ثيابها
******************************
"وافقي خالتي لا تضيعين على نفسش فرصة مثل عمي"
عفراء بابتسامة: الحين عمش فرصة وأنا اللي كخة..
مزون بجزع: حاشاش خالتي.. والله مهوب المقصد
ثم أردفت بحماس: بس أنا أبي الزين للزين
والله يا خالتي عمي يجنن.. شوفي على قد ما طلعت مع ابي ومع علي.. وحتى مع كساب أول
إلا أن الطلعة مع عمي غير.. جد يحسسش إنش أميرة.. برنسيسة من قلب
عفراء بذات الابتسامة وبنبرة مقصودة: معنى كذا عمش مافيه عيوب؟؟
مزون بحذر: مافيه إنسان مافيه عيوب.. هذا طبع البشر.. بس فيه عيوب الواحد ممكن يتعايش معها.. وعيوب ما ينسكت عليها
وما أعتقد إن عيوب عمي من النوع الثاني أبد
صحيح عصبي شوي ودمه حامي وعنيد ورأسه يابس بس والله العظيم قلبه طيب..
وأحلى ميزة فيه إنه مايلف ولا يدور..
عفراء تقلد طريقة مزون في الكلام: (عصبي شوي ودمه حامي وعنيد ورأسه يابس)
وهذي كلها ما تشوفينها عيوب؟؟
مزون تبتسم : ونسيتي إنه قلنا قلبه طيب وما يلف ولا يدور
عفراء تتنهد: يصير خير.. ما يصير ذا الحصار اللي كلكم مسوينه علي أنتي وأخيش وعمش
عطوني فرصة أفكر برواقة... هذا قرار مهوب هين
*******************************************
"أشرايج في جو الحديقة برا.. خيال صح؟؟"
يساعدها على النزول من كرسيها المتحرك.. بعد أن باتت تتقبل مساعدته بعفوية..
ليحملها بعد ذلك ويمددها على سريرها وهي تجيبه بوهن: تعبت من ذا الطلعة..
خليفة بابتسامة: زين تعبتي يعني ما عجبتج كلش؟؟
جميلة بدون اهتمام: حلوة..
خليفة لم يتوقع منها ردة فعل أكثر من ذلك أساسا.. لذا جلس بهدوء وهو يقول: يضايقج أشوف مباراة عندج.. اليوم فيه مباراة للريال..
همست ببساطة واهنة: براحتك..
خليفة يغير بين القنوات يبحث عن قناة تتحدث بالانجليزية وتنقل المباراة حتى وجدها.. وجلس انتظارا لبدء المباراة
بعد لحظات صمت همست جميلة بعفوية طبيعية: علي يشجع ريال مدريد.. بس كساب يشجع برشلونة..
حينها التفت لها خليفة.. لا يمكن أن يحتمل أكثر من ذلك.. طاقته استنفذت.. أي رجل هذا الذي يقبل أن يكون دائما مثار مقارنة عند زوجته
وهي تعقد مقارنة دائمة بينه وبين رجال آخرين
لذا هتف بهدوء كان تأثره يمور تحته: جميلة ما تشوفين إنه عيب في حقي.. إنه في كل سالفة لازم تدخلين عيال خالتج
جميلة ببساطة بريئة: ما أشوف فيها شيء.. ليه؟؟
خليفة مازال يحاول الاعتصام بهدوءه: احترمي إني ريلج.. مافيه ريل يرضى بجذيه..
حينها هتفت جميلة ببرود: والله الرجّال هذا يوم خذني.. يعرف إني متربية مع عيال خالتي وما أعرف حد غيرهم
فليش يستنكر الحين أني أسولف عنهم..
مهوب عاجبه.. الباب يفوت جمل..
خليفة يحاول جاهدا ألا يتسلل غضبه لصوته حتى لا يثيرها: والله أعتقد إن الريل هذا أنتي اخترتيه برغبتج على عيال خالتج
الحين صار الباب يفوت يمل
حينها نظرت له جميلة بشكل مباشر وهتفت بحدة: عقلي صغير وماعرفت أختار.. وما ينشره علي
تكفيك هذي إجابة؟؟
خليفة تقلصت قبضتيه بشدة.. وغضب عات يمور في روحه.. من بين كل المرات التي أطالت لسانها عليه
كانت هذه المرة هي الأقوى.. والأكثر قسوة وتجريحا..
لذا وقف حتى يخرج للخارج..
وهو يحاول قهر روحه وتذكيرها أنه مهما حدث.. فهي مريضة.. وكلامها لا يمكن أن يحاسبها عليه
مهما كان جارحا له ولرجولته!!
*******************************
" ها نروح مكان ثاني بعد؟؟"
صوت فاطمة المتسائل..
كاسرة بحزم: لا كفاية كذا.. أبي ألحق على جدي قبل ينام.. يتعشى عقب صلاة العشا وينام على طول..
وأنا لو ماشفته قبل ينام وخذت علومه.. ما أرتاح تيك الليلة..
وضحى برجاء: مايصير كذا كاسرة.. كذا والله ما تلحقين تخلصين شيء.. تونا الحين قبل صلاة العشاء بشوي
كاسرة بذات الحزم: تعرفين زحمة الدوحة.. على مانرجع للبيت بيكونون العرب صلوا العشا.. وجدي أبدى علي
فاطمة بمودة: خلاص الله لا يخليش من جدش.. نرجع البيت.. حتى أنا ما ابي أتأخر على عيالي..
كاسرة بهدوء: أنا أبي أعرف أنتو ليه شايفين سالفة سوق العروس أزمة.. الوحدة ماراح تهاجر.. والسوق قريب..
عدا عن إن الوحدة أساسا قبل ما تتزوج عندها ملابس..وذا الاسراف والله ماله معنى..
وضحى بهدوء: بس الناس عينهم على العروس.. على الأقل لازم تكون لابسة حلو ومتألقة..
كاسرة بثقة: الدولايب مليانة ملابس.. وأعتقد أني متألقة ومتأنقة عشان نفسي مهوب عشان حد..
فاطمة بهدوء: خلينا على الأقل نلاقي لش فستان.. واللي غير كذا لاحقين خير..
كاسرة بحزم: نطلع السبت الضحى ونأخذ اليوم كامل.. طلعة وحدة بتكفي كل شي.. لأني زهقت من ذا السالفة
********************************
وضعت طفليها في السرير وحصنتهما بالأذكار ثم عادت لغرفتها..
تشعر بتوتر عميق.. لم تر صالحا منذ خرج صباحا.. حتى الظهيرة لم يعد
شعرت أن غيابه مقصود..وكأنه يريد أن يمنحها فرصة للتفكير..
والمشكلة أن التفكير لديها معطل.. فهي غاضبة عليه.. وعلى أهلها.. وعلى كل شيء..
غاضبة من هذا الموقف السخيف الذي وضعت فيه.. من اضطرارها للتعامل مع موقف هي غير مستعدة له
من تسرعها في قرار العودة لتعاقب نفسها قبل ان تعاقب أهلها.. فالقلوب مازالت لم تصفُ..
ولكن بما أنها كانت ستسافر معه قريبا.. فهل يختلف الأمر الآن عن سفرهما..
فتحت دولابها..
ماذا يفترض أن تلبس حتى تبدو طبيعية غير متكلفة.. ومتباعدة.. متباعدة جدا!!
سحبت لها بيجامة قطنية واسعة وارتدتها.. ومشاعرها تنتقل من التوتر للتبلد.. تريد أن تشرنق نفسها بهذا التبلد حتى يصفو عقلها
فهي غير مستعدة لصالح ولتاثيره عليها الذي تعلم أنه تاثير خطير حين يريد ذلك..
وهي في أفكارها.. وصل صالح.. هادئا غامضا.. ألقى السلام بهدوء.. لترد عليه بهدوء مشابه
انحنى ليقبل جبينها.. لم تسمح له وهي تبتعد عن مدى شفتيه.. لم يعلق وهو يتجاوزها ليخلع ملابسه..
ثم يدخل ليستحم.. صلى قيامه.. حينما أنهى صلاته وورده.. توجه ليجلس جوارها على الأريكة
ولكنها نهضت لتجلس على كرسي منفرد.. لم يعلق أيضا.. وعلائم الغموض المتلاعب ترتسم على وجهه بوضوح
حينها نهض من الأريكة ليتوجه للسرير.. ويتمدد وينام دون ان يوجه لها حتى كلمة واحدة..
نجلاء استغربت بالفعل ردة فعله.. فصالح ليس هكذا مطلقا.. بل تعبيره عن مشاعره تجاهها مبالغ فيه في كثير من الأحيان
فهو لا يعترف بالرفض ومثابر لأبعد حد على اقتحام حصونها مهما حاولت رفعها وتعليتها..
فما به اليوم يبدو مهادنا ومتفهما بهذه الصورة؟!!
ولكنها ختاما حمدت ربها أنه تفهم رغبتها في الابتعاد عن تأثيره..
وبما أنه تفهم رغبتها هذه.. فلا معنى لنومها على الأريكة
لذا توجهت لتنام جواره وهي تدير ظهرها له!!
*********************************
"وش فيك طال عمرك؟؟ شكلك تهوجس في شيء؟؟"
منصور يلتفت لفهد الجالس جواره في مجلسه الغاص بالضباط ويهتف بحزم:
مافيه شيء.. مشاغل بسيطة
فهد بابتسامة مغلفة بالاحترام: أفا وش ذا الشيء اللي يشغل بال أبو علي؟؟"
منصور بابتسامة: تجيك العلوم قريب
إلا قل لي.. وش علوم مدرسة السواقة؟؟
فهد يبتسم رغم إحساسه بالضيق: باقي لي أسبوع على التراي.. الشرطي اللي أنت مسكته موضوعي متحلف لي..
ويقول إن ذي وصاتك له..
منصور يبتسم بفخامة: أنا ماأبي إلا مصلحتك.. وأنت داري..
حينها هتف فهد بضيق لم يستطع منعه من التسلل لصوته: ومصلحتي إنك خليتني مسخرة الشباب على سبة ذا الموضوع..
حتى هزيّع يطوّل لسانه علي وهو يشوف سواق البيت يوصلني مشاويري..
والله لولا حشمتك وغلاك وأني ما أبي أفجر حلفك علي.. وإلا كان شقيت ثيابي من زمان
منصور بحزم: اللي يقول كلمة.. قل له عشر.. واللي عنده ريال خله يقطعه..
ترا الروح يأبيك مهيب رخيصة.. (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة)
وغير ذا وذا.. مابه حكي..
كان فهد يعلق على ماقاله له منصور.. ولكن منصور لم يسمع حرفا مما قاله وانسحب فكره من ضجيج مجلسه بالكامل وهو يتلقى رسالة على هاتفه
رسالة رأى رقم عفراء يتصدرها
#أنفاس_قطر#
.
بنات ترى بكرة فيه جزء استثنائي هدية صغنونة بينزل الساعة 7 الصبح <<< اعلان عشان اللي أعرف أنهم ما يقرون المقدمة أبد..
.
.