السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صباح الألق والحماس والروعة اللي تشبهككم
.
ألف مرحب بكل المنظمات الجدد
نورتوا مكانكم وحياكم الله وعلى الرأس والعين
.
أما عاد صديقاتي القديمات.. جد تعبتوني مع البارت اللي فات
شكلي أخفف شوي من حدة القفلات أفضل
لأنه بالفعل أحس البعض من قد ما أعصابهم انشدت ماقدروا يقرون البارت عدل
على العموم فيه كم بارت جاي إن شاء الله قفلاتها خفيفة
لأني أظل أرتب في البارت لين اللحظة الأخيرة
بس بعد كم بارت فيه قفلة ثقيلة شويتين إن شاء ربي
والمهم دائما أن تستمتعوا وتتعمقوا
.
.
الحين العسل اللي قالوا إن كساب قال إن شركته KK
يقصد حرفه وحرف كاسرة .. هم من جدهم كانوا يتكلمون عن كسّاب أو واحد ثاني
الحين وش هالرومانسية اللي حلت عليه على طول يسمي الشركة باسمه واسم كاسرة
أكيد كساب استخف لو سواها..
انتبهوا معي
كساب آل كساب
KK
اسم شركته باحرف اسمه هو.. وشركته شركة معروفة لها اسمها اللي أكيد مكتوب في الكرت اللي عطاه فاطمة
ماراح يألف له اسم شركة من كيفه :) يعني هذا فعلا اسم شركته من سنين..
وعلى فكرة ترا رعاية بعض الشركات لأنشطة الحكومة شيء معروف في كل العالم
وموجود عندنا في قطر
.
.
ومن كساب وكاسرة ننتقل لقضية عمل كاسرة وفرقه عن عمل مزون..
البعض الحين يقولون أشلون كسّاب يتقبل عمل كاسرة وما يتقبل عمل مزون
لاحظوا إن امهاب تقبل عمل كاسرة وما تقبل عمل مزون
عمل المرأة في مجال الطيران الذي هو مجال رجالي بحت بل سيضطرها للسفر دون محرم
هو شيء مختلف عن عملها في هيئة حكومية.. في مكاتب منفصلة
حتى لو كانت تقابل رجال لكن بدون خلوة وفي أضيق الحدود
.
.
ونجي للعسولة الثانية التي تبيهم يذبحون كسّاب عشان اتهامه بجريمة قتل..من باب إن القاتل يقتل
يا قلبي أنتي.. مع أن حكم الدفاع عن النفس شيء معروف بس ما يضر نجيبه
أنا أحب دائما ألقى لي سبب أحط شوية أحاديث وآيات ونفيد بعض عل الملائكة تحفنا يارب
الحين يا قلبي إذا حد تهجم عليك.. ما تدافعين عن نفسك عشان ما يذبحونك؟؟
الإسلام دين العدالة.. واللي يتعدى على حرمات غيره يستاهل القتل
" ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق"
وهذا هو الحق.. لأنه تجاوز الحق
فقد جاء في صحيح الإماممسلم: أن رجلاً قال: يارسول الله أرأيت إن جاء رجل يريد أخذ مالي؟ قال: فلا تعطه مالك. قال: أرأيت إن قاتلني؟ قال: قاتله، قال: أرأيت إن قتلني؟ قال: فأنت شهيد، قال: أرأيت إن قتلته؟قال: هو في النار.
قال الإمام النووي في شرحه على مسلم: فيه جواز قتل القاصد لأخذ المال بغير حق سواء كان المال قليلاً أو كثيراً لعموم الحديث. وهذا قول لجماهير العلماء.. وأما المدافعة عن الحريم فواجبة بلا خلاف.
(والمعنى أنه لو أتاكِ أحد يريد مالك حتى لو كان ما سيأخذه قليل.. من حقك أن تقتليه..
فكيف لو كان يريد ما هو أعظم من المال وأثمن)
أي نخلص من كل هذا أن القتل دفاعا عن النفس أو المال أو الحريم لا يقاصص من يفعلها بالقتل.
وانتبهوا أني ما قلت إنه طلع براءة... لكن قلت طلع بكفالة انتظارا للمحاكمة
.
أما ما استغربته فهو تعليق الغالية أم أحمد التي ترى أن الدم رخيص عند منصور وكساب
أقول للغالية جدا : إسألي أي رجل نفسه حرة.. لو أنه رأى عرضه على وشك الانتهاك
فأي عقل سيبقى فيه ليفكر هل الدم غالي أو رخيص
بل أي رجل رخيص هو إن بقي يفكر في حرمة دم هذا الحقير
الذي كان على وشك انتهاك كل حرمة ولم يراعي أبسط حقوق إنسان مثله وهو حق الحفاظ على جسده من الانتهاك
الله يستر على أعراض كل المسلمات
العقل يطيش فعلا عند العرض.. وأنا هنا أتكلم في أمر واقعي.. ليس فقط كساب ومنصور كشخصيات قصصية متخيلة
بل في الحياة والواقع هذا فعلا ما سيحدث وما سيفعله أي رجل عنده غيرة على محارمه
.
أما لو قلتوا ليش الموت ليش مجرد مو مجرد ضرب مبرح <<< هذا لغاية قصصية
وليس لأني متوحشة وأبي أقتل في خلق الله
لانه الرجل لو ظل عايش أكيد بيقول في التحقيق اللي هو سواه
وهذا بيفتح باب ثاني ويسوي مشكلة لعفراء ما تفيدني في تراتبية الحدث
و على العموم أنا أؤمن إن التعدي على أعراض الناس صاحبه تجرد من كل إنسانية ويستحق اقسى ألوان العقوبة حتى يكون درس لغيره
.
.
ألف شكر للفراولة على تكرمها بالتوضيح
.
.
أما من استغربوا كيف تجرأ على الدخول مع معرفته بأهل البيت وشدتهم
فالقضية بسيطة جدا
نحن نحلل وندرس أبعد الفرضيات.. لكن غالبا يوجد بشر قد نتعجب من غباءهم
يعلم أنها لوحدها في البيت وتعمل صباحا في وقت مبكر.. توقع أن تكون نائمة
الطريق سهل للدخول.. ليسرق بعض الأشياء
ولكن رؤيتها أيقظت فيه رغبة أخرى اوقفت كل تفكير منطقي لديه
.
.
.
ومن هنا ننتقل لقضية طريفة وربما أنا أكررها دائما في كل قصة
قد أكون أحاول الاقتراب من حدود الواقع في طرحي للقضايا
ولكن أبقى حريصة جدا على إدخال عنصر الخيال والمفاجأة والأكشن والصراع
لأنه هذه تبقى قصة لها هدف يتراوح بين العظة والمتعة..
وليست مجرد رصد واقعي يوقعنا في دوامة قسوة الحياة والبحث عن منطقها
.
.
اليوم بارت ظريف خفيف ينتهي بقفلتين خفاف إن شاء الله على قلوبكم الغالية
طبعا فيه لقاء الجبابرة <<< جد تعبت فيه إن شاء الله يرقى لتوقعاتكم
وتعرفون سر منصور اللي قلت لكم من البداية لو كنت قلت ما أدري
إنه بيكون أبسط مما توقعتم
طبعا فيه كثير جدا مما توقعتوا.. لكن مو بالصورة نفسها
وعلى العموم هذا السر لن ينكشف بحذافيره تماما إنما سنسمعه من وجهة نظر كساب وعمه
لذا لنا دائما عودة إليه
.
نجمتنا اليوم لزوزو الحلوة جابت تسع أعشار التوقع صح <<< ماشاء الله
.
عمر عفراء 37 يعني هي اللي أصغر من منصور بـ6 سنين<<< إجابة عن تساؤل
.
تتعب معاي.. طهور ألف لابأس عليك.. فعلا الجو صار تعيس
وكذلك أم الجمايل.. ألف الحمدلله على السلامة والسموحة على التأخير والتقصير
.
.
إليكم
الجزء التاسع عشر
.
قراءة ممتعة مقدما
.
لا حول ولا قوة إلا بالله
.
.
بين الأمس واليوم/ الجزء التاسع عشر
لا يعلم ما الذي دفعه لهذا الجنون؟؟ ولهذا التصرف غير المعقول؟؟
فليس مقبولا مطلقا في عرفهم ولا عاداتهم أن يرى زوجته أو حتى يحادثها قبل الزواج فعلا
ولكنه شعر أنه يريد أن يراها.. يحادثها.. وخصوصا أن المكان هنا مكان محايد عام..
لذا قرر أن يترجم هذه الرغبة إلى قرار يتم تنفيذه فورا
فهل كانت هي مجرد الرغبة أن يرى المخلوقة التي أصبحت تنتمي له؟!
أم فعلا أراد أن يراها في مكان عملها الذي أصرت عليه؟؟
أو ربما أراد أن يشعر بأدنى اهتمام بهذه المرأة التي يشعر بعدم الاهتمام بها رغم ارتباطهما بالرباط الأكثر قدسية
أو ربما أراد أن يرى المخلوقة التي قدم والده كل هذه التنازلات من أجل أن يوافق على الزواج منها؟؟
أو ربما يرى ابنة الانثى الجبارة التي من مازالت تحتل تفكير والده؟؟
لا يعلم أيها هو الأهم... أو كلها مهمة...
دخــــــــــل ..
دخل بخطواته الواثقة وحضوره المتحكم الصارم.. وكأنه بخطواته التملكية هذه يترجم إحساسه بأنه يملك المكان وصاحبته
كانت منكبة على أوراق تقلبها بين يديها.. ولم تنتبه مطلقا لدخوله.. تنحنح بفخامة معلنا عن وصوله العاصف..
لتقفز حينها بغضب هادر وهي ترى رجلا غريبا يقترب منها بخطوات مفرطة في ثقتها بدأت تُضيّق المسافة الفاصلة بينهما
والباب مغلق... ولا وجود لأي شخص ثالث معهما...
شعرت كاسرة فعلا بالخطر.. الخطر بمعناه المعنوي وليس المادي..
الخطر النفسي المتزايد وهي تنظر للرجل المتقدم ناحيتها وحضوره الرجولي العاتي المتدفق كأعاصير أستوائية صاخبة بدا كما لو كان يعبث بها..
ويوقف عقلها -الذي يكون عادة حاضرا في كل موقف- عن التفكير في هذا الموقف
وهي تشعر فورا بمشاعر أنثوية غريبة ثقيلة الوطأة..
مشاعر بدت لضميرها الحي غير سوية أبدا (يا ترى شكلي مرتب.. لا يكون نقابي معفوس)
حضوره الغامض الفخم المتأنق لأبعد حد.. لنخاع النخاع.. أوحي لها بالرغبة في الظهور أمامه بأفضل صورة لسبب لم تتيقنه أبدا
كاسرة انتفضت في داخلها بجزع كاسح: أعوذ بالله منك يا أبليس.. عمري ما فكرت ذا الأفكار المريضة
أفكرها الحين عقب ما صرت مرة في ذمة رجّال..
صحيح إن أبليس يجري من الإنسان مجرى الدم.. وما أجتمع رجل وامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما
دارت كل هذه الأفكار في رأسها خلال ثانيتين...استعاذت بالله من الشيطان الرجيم.. وضيق عميق يطبق على نفسها لتصرخ بعدها بحزم:
لو سمحت يأستاذ أنت اطلع برا.. لحد ما يجون سكرتيراتي..
بدا له صوتها ساحرا عذبا عميقا دافئا.. ومؤثرا لأبعد حد وبصورة غريبة.. كأنه صوت طيفي ينقلك لمستوى آخر من الإحساس..
ومع ذلك استمر في التقدم بذات الثقة المتسلطة بينما كاسرة التقطت الهاتف وهتفت بحزم شديد: لو سمحتي فاطمة تعالي انتي وسماح بسرعة
فاطمة تكتم ضحكاتها: اقري الكرت اللي قدام عيونش أول
كاسرة رفعت الكرت لمستوى عينيها بينما كسّاب جلس وهو يهتف ببرود ساخر:
وانا أقول من وين الغباء جاء لسكرتيرش.. أثره عدوى من الرئيسة
رفعت كاسرة عينيها له والإعجاب العميق به كرجل قبل دقائق.. يتحول لمشاعر متبلدة ملتبسة أشبه بالنفور..
مشاعر أشعرتها بالراحة أنها لم ترتكب ذنبا قبل ثوان بإعجابها المؤقت به..
ومن ناحية أخرى أشعرتها بالتحفز.. وهي ترد عليه بذات البرود الساخر:
كفارة.. السجن للجدعان..
ما توقعت إنك تطلع بذا السرعة.. لا وتطلع علي مباشرة..
حينها مال كسّاب على المكتب لينظر لها بشكل مباشر..
ولتخترق رائحة عطره المركز الثمين كل حويصلاتها الهوائية رغم كثافة قماش النقاب الذي ترتديه
وعيناه تتعلقان بالشيء الوحيد الظاهر منها بغير وضوح لشدة ضيق فتحات النقاب.... عيناها !!!
(نعنبو وش ذا العين وإلا ذا الرموش طبيعي ذي والا تركيب!!!)
ولكنه رد عليها بذات برودهما المشترك.. الساخر المحترف وغير المصطنع إطلاقا:
أول شيء أنا مادخلت السجن حتى.. وبعدين وش ذا الثقة اللي عندش إني جاي على طول على حضرتش.. أنا طالع من أمس
ردت عليه باحتراف جاهز: بس توك لقيت فرصة اليوم.. وما فوتتها أبد
حينها هتف بسخرية حادة: صحيح كنت بأموت لو فوتت شوفتش يا قلبي..
كاسرة ببرود محترف: قلبي على طول.. ماعندك وقت.. يظهر قلبك معلقه في مخباك..
كساب ببرود أشد احترافا: القلب اللي معلق في المخبا لناس يعرفون قدرهم
والقلب الثاني يعجزون ما وصلوه..
كاسرة تضايقت من وقاحته الجريئة وهو يوجه لها حوار حميم مثل هذا.. وفي مكان عملها..
حتى وإن كانت متأكدة إن أخر ما يقصده هذا الكساب من حواره هو "الحميمية"..
لذا هتفت بحزم: يا أستاذ كسّاب..
أنت جايني في مكان شغلي.. ومكان الشغل للشغل مهوب للقاءات الأسرية
حينها رد عليها كسّاب بسخرية واثقة مباشرة: ليه احنا صرنا أسرة خلاص..؟؟
فردت عليه بذات مباشرته الساخرة: تصدق المأساة ذي؟؟ يا حرام..
استشعر فورا ذكائها الخطر.. فهو ابن سوق بالفطرة .. اعتاد على سبر أغوار محدثيه قبل اتخاذ القرارات..همس بنبرة متلاعبة :
إيه والله حرام.. خلاص عندش شهر تعودين على فكرة المأساة ذي
وإلا تكونين ما تدرين إن زواجنا تحدد بعد شهر..؟؟
كاسرة ردت عليه بذات نبرته المتلاعبة كما لو كانا في مبارة كرة قدم يتقاذفان الكرة بينما على ذات المستوى من القوة والندية:
وش ظنك؟؟ إنه ممكن يتحدد موعد عرس وانا ما دريت فيه..
بس بصراحة..
ما تخيلتك مأساة بذي الطريقة.. يعني شهر ما أدري تكفيني أتاقلم معها وإلا لا
رد عليها بنبرة أكثر تلاعبا فيها رائحة خبث شاسع: ترى كلمة مأساة أحيانا تحتمل الإيجابية فوق مضمون الإيجابية نفسه
عشان كذا ترا مضمون الغزل وصلني خلاص وفهمته..
حينها ردت عليه بخبث كخبثه: تدري وش هي مشكلة أصحاب الذكاء المحدود؟؟
يفهمون اللي يبون على كيفهم عشان يريحون عقولهم الصغيرة اللي فهمها على قدها
حينها ابتسم كسّاب ولا تعلم لما شعرت في داخلها باستغراب ما.. بدا لها منذ رأته للوهلة الأولى.. أنه مخلوق لا يعرف الابتسام
فإذا به يبتسم.. وابتسامته رائعة أيضا.. كسّاب هتف بتهكم مع ابتسامته:
تدرين إنش عجبتيني .. ردش جاهز على طول.. وش ذا اللسان اللي عندش..
ردت عليه كاسرة بالبرود الساخر ذاته: ما عليك زود..
إلا قل لي..أيش تتوقع يوم تقول أني عجبتك..؟؟؟ انتحر من الوناسة مثلا لأني نلت الرضا السامي
كسّاب بسخرية واثقة مغلفة بالغرور: ليش لأ.. شرف ما كنتي تحلمين به..
أنا واحد لازم أجلس مع الواحد أكثر من مرة قبل أحكم عليه
السوق علمني كذا.. وكون أنش تعجبيني ومن أول مرة.. لازم رأسش يكون بين السحاب الحين
كاسرة بثقة مغلفة بغرور أكثر استحكاما: ترا رأسي بين السحاب من زمان.. عشان أنا هي أنا..
كسّاب يرفع حاجبا ويهتف بسخرية: يه يه يه.. على مهلش لا ينقطع عرق في رقبتش بس!!
كاسرة بسخرية مماثلة: لو كان انقطع في رقبتك عرق قبل شوي.. يكون انقطع في رقبتي مثله
كسّاب ينظر لها بشكل مباشر: ليه أنتي تبين تقارنين نفسش فيني.. ترا بتتعبين..
كاسرة تضع عينيها في عينيه وتهتف بثقة: أكيد بأتعب ما دمت بأحاول أوصلك أنت مستوى مستحيل أنت توصل له ولا في أحلامك..
كسّاب نظر لها باستهزاء أقرب للاحتقار: ما تشوفين إنش مغرورة زيادة عن اللزوم...
كاسرة استرخت في مقعدها: بعض ما عندكم...
كسّاب يتلفت حوله ثم يهتف بثقة ساخرة: طيب يامغرورة هانم..
أنا طالع من البيت حتى قهوة ما شربت.. وانتي معدومة ذوق حتى فنجان قهوة ما عزمتي فيه علي
كاسرة بهدوء حازم: والله هذا مكان شغل.. تبي تتقهوى روح أي كوفي وعليك بالعافية
كسّاب رسم ما يشبه ابتسامة: صدق إنش معدومة ذوق.. وأنا جاي في شغل.. وإلا سكرتيرتش الغبية ما قالت لش
كاسرة بنبرة غضب حازمة محترفة: ما أسمح لك تسبها ولا تتطاول على أي حد قدامي
وشغل من وراك الله الغني عنه.. تفضل تراك عطلتني عن شغلي
حينها رد عليها كسّاب بنبرة غضب حاد يتخللها تحكم كاسح: صوتش ما ترفعينه علي مرة ثانية
وإلا والله ثم والله لا تشوفين شيء ما يسرش..
حينها وقفت وهي تهمس من بين أسنانها بغيظ غلفته ببرود بارع: أنا أساسا ما رفعت صوتي لأني احترم نفسي قبل أي شيء ثاني
عشان حضرتك تجي تتهمني بكذا.. لا وتهددني و الحبر اللي وقعنا به عقد زواجنا مابعد نشف..
حينها هتف لها ببرود مستفز: ومهوب لازم ينشف.. ولو تبين ألغيناه وحطينا جنبه عقد ثاني ويجفون عقب سوا...
حينها ابتسمت وهي ترد عليه بسخرية مقصودة: والله إني دارية إن هذي أخرتها..
وإلا وش أتوقع من بزر.. عقله أخر شيء يفكر يستخدمه
كساب توسعت عيناه بدهشة وغضب: من البزر؟؟
كاسرة ببرود: حضرتك طبعا..بزر وستين بزر بعد..
وأثتبت إنك بزر بتفكيرك اليوم..
جايني لمكتبي بكل وقاحة وبدون تفكير... ونافش ريشك.. ثم تهدد بالطلاق..
فيه مبزرة أكثر من كذا..
كسّاب وقف وهو يهتف بثقة كاسحة مقصودة: تدرين إني دريت إنه ما ينشره عليش عقب ذا الهرجة.. هرجة خبلان فعلا
سحبنا الإعجاب بلسانش خلاص..
عندي اجتماع عقب نص ساعة وإلا كان قعدنا نكمل كلامنا مع إنه أنتي بصراحة تقرفين الواحد يكمل حواره معش..
بس شركتي بالفعل بتسوي رعاية لأنشطة قسمكم
وطبعا هذا نوع من الدعاية لشركتي و في نفس الوقت دعم لأنشطة الحكومة
كاسرة بحزم: أولا.. أنت وإعجابك ما تهموني.. سحبته أو خليته.. لأني ماني بمحتاجته ولا محتاجة شهادتك فيني
ثانيا شكرا.. ماني بمحتاجة إن حد يقول إن الرعاية هذي جات مجاملة لي
كسّاب بثقة: قلت لش إنش غبية.. لأنه أولا لازم أنا عندش في المقام الاول وغصبا عنش.. ورأيي لازم يكون الأهم عندش
وثانيا ياحرمنا المصون وش فيها لو كانت مجاملة لش.. ذا الشيء بيثبت أرجيلش في المكان
كاسرة بثقة متمكنة: أرجيلي ثابتة بجهدي ويميني.. وما أسمح لك أبد تعيد غبية هذي..
أو تدري حتى لو تبي تعيدها.. عيدها مثل ما تبي..عادي.. ما يهمني ظنك فيني..
كسّاب ابتسم بسخرية: وعندش إني صدقتش الحين؟! داري إنش بتموتين تبين تنالين الرضا السامي على قولتش
كان يستعد للخروج بينما كاسرة تلجأ لقوة سيطرتها على تصرفاتها حتى لا تلتقط شيئا وتقذف به رأسه الفارغ.. الفارغ كما هي تراه..
ولكن كسّاب التفت لها وهو يهتف لها بتجبر متعاظم:
اليوم ترا عديت لش واجد بمزاجي..بس اعرفي إنه ترا مهوب كل يوم مزاجي رايق مثل اليوم واستحمل وأعديها
ترا بالعادة نفسي في طرف خشمي..
لم يسمح لها أن ترد الرد الذي أصبح يعلم يقينا أنه جاهز على طرف لسانها لأنه كان قد وصل الباب...
وهو يفتحه سمع فاطمة تترجى في أحدهم:
يأستاذ سعود.. أستاذة كاسرة الحين مشغولة.. قلت لك عندها ضيف.. والقرار نهائي ولازم التنفيذ
سعود كان صراخه يتعالى بغضب: إيه علينا مسوية شريفة مكة وهي قاعدة مع رجال بروحهم والباب مسكر
بنت اللذينا أنا أنا تنقلني من قسمني اللي أنا فيه من قبل هي ماتشتغل هنا حتى..
كان سعود مازال سيتكلم لولا أنه فوجئ بيد قوية متجبرة بالغة القوة والتجبر تمسك بجيبه وترفعه لأعلى وقدماه ترتفعان عن الأرض
ويأتيه فحيح كسّاب المرعب من بين أسنانه: شريفة مكة غصبا عن طوايفك يا ابن الــ
تشهد على روحك.. اللي يدوس على طرف ثوب محارمي أدهسه هو بكبره..
كاسرة كانت خرجت خلف كسّاب فورا حين سمعت صوت سعود..
وهاهي تمسك بمعصم كسّاب الحر.. لأنه كان يرفع سعود الذي بدا وجهه يحمر بيد واحدة
وهي تهتف برجاء عميق: كسّاب تكفى هده.. واللي يرحم والديك هده
تكفى كسّاب بس كفاية.. الرجال بيموت في يدك..
حينها ألقى به على الأرض بقوة..
بينما سعود زحف للزاوية وهو يمرر يده على عنقه مكان ضغط جيب الثوب ويلتقط غترته وعقاله اللذين سقطا أرضا
حينها انحنى كسّاب عليه وهو يصر على أسنانه بتهديد حقيقي مرعب:
والله ثم والله لو شميت ريحة إنك وطوطت عند مكتب مرتي وإلا ضايقتها بكلمة
إنه يكون آخر يوم في عمرك..سامعني!
الغريب أن كاسرة خلال كل هذا وحتى بعد أن ألقى بسعود وهي ممسكة بمعصمه.. وأناملها الزبدية تحيط بعروق معصمه النافرة
لم تشعر بنفسها أبدا.. كانها تنفصل لعالم آخر
وإحساسها بقوته من هذا القرب يسكرها بإحساس غير مسبوق.. غير مفهوم.. غير مفسر
بينما كسّاب لم يشعر بشيء إطلاقا ولم يتحرك بداخله شيء سوى رغبته في التنفيس عن غضبه الدائم
حتى في دفاعه عن كاسرة هو يدافع عن نفسه ومكانته وصورته
وكاسرة ليس لها وجود سوى لأنها شيء ينتمي له كشيء وليس كأنسان حتى
لذا همس ببرود دون أن ينتبه حتى لملمس الحرير الاستثنائي الذي كان يمسك بمعصمه:
لو سمحتي فكي يدي.. الرجّال طلع خلاص ليش ماسكتها..
كاسرة انتفضت وهي تفلت يده.. وتتراجع دون أن تتكلم بكلمة.. وتعود لمكتبها
بينما كسّاب غادر متوجها لشركته
فاطمة توجهت لكاسرة وهي تجلس مقابلا لها تضع يدها على قلبها وتهمس بنبرة انبهار:
سوسو.. ماشاء الله ماشاء الله رجالش يجنن يهوس.. الله يهنيش يا قلبي
حينها قالت كاسرة بضيق حقيقي: من جدش؟؟ والا تطيبين خاطري بس؟؟
فاطمة باستغراب: ليه أنتي ماعندش عيون؟!!
كاسرة بضيقها الفعلي الذي بدأ يتأزم فعلا والذي أخفته خلف حزم صوتها المعتاد:
عندي عيون قالت لي إني مقبلة على حياة وكسة.. اللهم أني أسألك اللطف والثبات
اللهم لا اعتراض على حكمك ..بس أنا وش سويت في حياتي تبلاني بواحد مافيه عقل مثل هذا..
قبل يومين ذبح له واحد.. واليوم كان بيذبح الثاني..
حلفتش بالله فطوم رجّال مثل ذا أشلون ينعاش معه.. أنتظر لين يصير عندنا عيال ويذبح له حد ويعدمونه
فاطمة بغضب: ما أشين فالش.... والرجال ظروفه جات كذا وورا بعض
يعني قبل يومين واحد يسرق بيته وتهجم عليه.. يخليه ويقول روح الله يسامحك
واليوم واحد طول لسانه على مرته.. سعود باقي يتهمش في شرفش.. مافيه رجال فيه خير يسمع ذا الكلام ويسكت
ولو هو سكت يكون مهوب رجال أساسا
كاسرة بثبات: بس مهوب كل شيء ينحل بالعنف..
فاطمة بثبات مماثل: بس مواقف مثل ذي ما تنحل الا بالعنف...
************************************
"يا فشلتي والله أني منحرجة من أم امهاب من البارحة..
تخيلي المرة جايتني بشبكتي.. أقوم أعقر في بنتها وهي تسمع!! "
شعاع تمسح على كتف جوزاء المتضايقة من البارحة والتي كانت تزفر بحرارة إحراجها وضيقها المتزايد:
ياجوزا.. ترا الاعتراف بالغلط أول خطوة..
دامش شايفة إنش غلطانة حاولي تصلحين الخطا
يعني كاسرة بتكون اخت رجالش وعمة عيالش عقب.. ما يصير حاطة دوبش من دوبها وهي ما سوت لش شيء أساسا
وأنتي مافيش قصور.. عشان تتعقدين منها بذا الطريقة
حينها هتفت جوزاء بغضب: وش قصدش؟؟ قصدش عشانها أحلى مني أنا غيرانة منها؟!
شعاع تنهدت بعمق: لا حول ولا قوة إلا بالله.. تعوذي با الله من الشيطان الرجيم
وافتحي صفحة جديدة في حياتش كلها.. أدري شيء صعب بس مهوب مستحيل
جوزاء تحمل حسن على ساقيها وتحتضنه برقة وهي تطبع قبلاتها على رأسه.. ثم تهمس بألم عميق:
والله ما كنت كذا.. ما كنت كذا!!!
حسبي الله ونعم الوكيل... عقدني من نفسي ومن حياتي
الله يرحمه.. هو راح وارتاح.. مادرى باللي خلاه وراه
اللهم أني أسألك الثبات من عندك.. اللهم اشرح لي صدري ووفقني لما تحب وترضى..
حينها ابتسمت شعاع: يا الله خلينا نبدأ الحين نغير شوي شوي.. خلينا نبدأ باللي برا ثم نغوص للي داخل. نبدأ بالسهل..
خاطري نبدأ با اللوك.. تبين قصة جديدة وصبغة جديدة.. خلنا نجرب قبل موعد عرسش.. عشان لو ما ناسبت نغيرها
صدقيني تغيير الشكل يغيير في النفسية شوي..
جوزاء بتردد: ما أدري يمكن امهاب يحب الشعر الطويل..
حينها وضعت شعاع يدها على قلبها: ياويل قلبي على اللي تفكر من الحين في اللي يعجب سي امهاب!!
************************************
حوار محتدم بالإشارات يدور بين وضحى وتميم حول قضايا اليوم والساعة حول العالم... وهم في انتظار البقية للتجمع للغداء
يقاطعهما دخول مزنة من الخارج وهي تخلع عباءتها وتجلس.. ليشير لها تميم وعلى وجهه تعابير غامضة:
ها يمه أشوف عقب ما كنتي تلحين علي تخطبين لي وحدة سليمة.. إنش سكتي عن الموضوع بالمرة
الظاهر ما لقيتي بنت تناسب تصوارتش العالية وفي نفس الوقت توافق علي..
يعني يا الغالية.. السليمة اللي بتوافق علي لازم فيها عيب خلى السليمين اللي مثلها يخلونها
مزنة أشارت له وهي ترسم ابتسامة النصر: ومن قال لك سكتت عن الموضوع
أنا خطبت.. وأهل البنت وافقوا.. والحين ابيها ينتظركم تخطبون رسمي...
تميم بدهشة أقرب للصدمة الموجوعة: مسرع.. ومن ذولا؟؟
مزنة بسعادة: سميرة بنت راشد
تميم لم يستوعب إشارتها للاسم ولم يستطع حتى قراءة شفتيها ليستنتج الاسم
وأفكاره تتشتت من المفاجأة..
لذا سارعت وضحى التي قفزت بفرحة وهي غير مصدقة إلى ترجمة الاسم بالإشارات له
لتتعاظم دهشة تميم أو صدمته أو ربما يأسه.. وهو يشير: سميرة ما غيرها رفيقة وضحى..؟؟
وضحى تشير له بسعادة حقيقية : هي نفسها .. ياحظك يا تميم.. والله سميرة ما فيه منها اثنين..
تميم لم يشر بشيء مطلقا.. وهو يقف وعلائم غموض حزين ترتسم على وجهه.. ليتجه للأعلى
" وهل أستطيع أنا التساؤل هل هي محظوظة
أم أقول ما أتعس حظها!!
ما الذي يدفع فتاة مثلها للموافقة على الارتباط بمثلي؟؟
لماذا يا أمي أردتِ أن تجبريني على الإحساس بالنقص الذي أرفض الاعتراف به؟!!
هذه الفتاة النابضة بالصوت والحياة حتى أقصى حدود التفجر ما الذي يدفعها للموافقة علي؟؟
سامحكِ الله يا أمي.. أدخلتِ الوساوس اللعينة لقلبي قبل أن أرتبط بها حتى
فأي سر تخفيه دفعها للموافقة على الأصم الأبكم؟؟
ما الذي يدفع فتاة ممتلئة بصخب الحياة على الارتباط بشخص لن يرد على صخبها يوما بحرف واحد؟؟
لن يهمس لها يوما في أذنها بتدفق مشاعره.. لن يغرقها في كلمات الغزل التي قد تكون حلمت بها
لن تسمع اسمها بلسانه يوما وهو يناديها دلالا وولعا..
لن يسامرها في لياليها الطويل سوى بصمت أشبه بالموت..
هل سيصبح الزواج الذي حلمت به سكنا لروحي وتقصيرا لليالي وحشتي الطويلة هو بذاته الوحشة الأشد؟؟
هل تتحول العلاقة الأسمى التي تمنيتها بين روحين محض علاقة بين جسدين؟!
وإلا أي علاقة ستكون بيننا غير ذلك؟؟
أ يكتب علي أن أعيش ما تبقى من حياتي عاجزا عن السكنى إلى روح تحتويني وروحي هائمة في غربة صمتها الأبدي؟؟
ولماذا هي وافقت علي؟؟ لماذا فعلت هذا الجنون؟؟ لماذا؟؟ لماذا؟؟
.
.
لا أستطيع إلا أن أقول سامحكِ الله يا أمي.. سامحكِ الله!!
واللهم ألهمني الصواب.."
بعد أن صعد.. همست وضحى بضيق: شفتيه يمه.. شكله تضايق..
مزنة بهدوء عميق: الموقف صعب عليه يأمش... عطيه وقت يتأقلم
تميم كان حاط في رأسه إنه مهوب متزوج الا بنت مثل حالته
ولو تزوج وحدة سليمة بيكون فيها عيب معين يخليها توافق عليه
كأن تكون كبيرة أو بشعة.. شيء يخليها توافق عليه وهي مبسوطة
لكن وحدة مثل سميرة يتمناها أحسن واحد.. سوت له صدمة شوي
شوي ويتأقلم...
ثم أردفت بحنان عميق: ليته بس يشوف نفسه مثل ما أنا أشوفه..
كان شاف إنه حتى أحسنها بنت صحيحة ما تسوى مواطي أرجيله الله يخليه لي
وهما مستمرتان في حوارهما دخلت عليهما كاسرة قادمة من عملها
مزنة عقدت حاجبيها: توش تجين..؟؟
أنا أحسبش في البيت.. لأني كنت عند أم غانم.. صليت عندها الظهر وعقبه رحت أجيب أغراض البيت
كاسرة بهدوء وهي تخلع عباءتها: شوفي كم اتصال داقة عليش.. عشان أقول لش بأتاخر..
رحت أوصل فاطمة... رجّالها مسافر..
مزنة تستخرج هاتفها وتجده على الصامت.. تعدل وضعه للعام وتضعه على الطاولة أمامها.. بينما كاسرة تسألها باهتمام:
وش ردت عليش أم غانم؟؟
مزنة بابتسامة: أبشرش وافقوا..
بأقول لامهاب يستعجل في خطبتها لأخيه..
والحين بأقوم أخليهم يغرفون لكم الغدا.. امهاب رايح المطار عنده شغلة سريعة وعقب بيتغدا مع عبدالرحمن برا
كاسرة بهدوء باسم: مبروك.. وعله خير إن شاء الله.. تميم يستاهل كل خير..
وسميرة تجنن ماشاء الله.. أطيب من قلبها ماشفت
ثم أردفت وابتسامتها العذبة تتسع: لو أنه تميم كان يسمع كان صدعته سميرة بالهذرة.. الله باغي له الخير..
مزنة تقف وهي تردف بحزم: ترا خالة رجّالش وأخته متصلين يقولون بيجون قبل صلاة العشاء.. تجهزي تقابلينهم..
كاسرة بحزم: مسرع صار رجّالي.. مابعد تعودت على الكلمة.. أظني اسمه واجد عليه.. قولي خالة كساب وأخته..
مزنة بحزم أشد وهي تغادر المكان: الاحسن تعودين عليها.. عندش في كل شيء رأي خلف خلاف..
وضحى همست بهدوء متردد: مهوب من الأحسن تبدين تجهزين.. لأني ظني الليلة إن هم جايبين مهرش.. مافيه وقت...
كاسرة تسترخي وتغمض عينيها: هذا الشره في الشراء أعتقد إنه مرض.. السوق مليان.. والتجهيز والتسوق ما ياخذون يومين..
مهيب قضية الشرق الأوسط يعني!!
وضحى بذات التردد: ما تبين على الأقل تشوفين لش فستان من بدري..
كاسرة بحزم واثق: خير.. خير..
وضحى بخجل: تمنيت أكون معش وأنتي تختارين و....
ثم بترت عبارتها بتردد حزين: أو يمكن تبين فاطمة بس؟؟؟
حينها فتحت كاسرة عينيها وابتسمت برقة: وليش ما تنفعين أنتي وفاطمة... رأيين أحسن من رأي واحد..
حينها أشرق وجه وضحى بابتسامة طفولية: أي شيء تلبسينه بيكون حلو عليش.. لأنه أنتي اللي بتحلين الفستان..
حينها همست كاسرة بغموض خافت: ليت شين الحلايا يستاهل بس..!!
***********************************
"مبروك.. يقولون ناسبتوا آل كسّاب؟؟"
مهاب ينظر لصاحب الصوت المتهكم وعيناه العسليتان تلمعان ببريق إبتسامة
ليرد عليه بهدوء: الله يبارك فيك
غانم بنبرة ذات مغزى: وش إحساسك وأنت تزوج أختك لأخ اللي أنت نشبت في حلقها من كثر ماكنت تهينها..؟؟
مهاب انقلب هدوء صوته لصرير غاضب يصدر من بين أسنانه: غانم توك قبل كم يوم.. تقول ماعادنا طلاب في الكلية
وإلا أنت مشتاق لطقم أسنان جديد؟؟
غانم يرفع حاجبا وينزل آخر: وإلا أنت يمكن تبي كتفك الثاني ينخلع؟؟
مهاب يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم: غانم اقصر الشر..
غانم يهز كتفيه بهدوء: أنا قاصر الشر من زمان.. بس متعجب من تدابير ربي.. البنت اللي حرقت أعصابها بإهاناتك قبل 4 سنين
ربي ينصرها عليك ويصير إخيها نسيبك..
حينها مال مهاب على غانم ونظر له بنظرة مباشرة: وأنا متعجب من 4 سنين لين الحين وأنت حارق دمك بالدفاع عنها.. ما تعبت..
غانم بحزم: أنا ممكن أتقبل أي شيء إلا إهانة مرة.. لأن المرة ما يهنيها إلا الرخيص..
حينها تصلبت يدا مهاب بغضب وهو يوشك على الإطباق على جيب غانم بدون تفكير...
لأنه شعر أن غانما يوجه له إهانة مباشرة وبشكل مقصود..
لولا فوج كبير من (سكاي تراكس) دخل للتو لاستراحة الطيراين.. جعل مهاب يبتلع غضبته قسرا..
فزيارة السكاي تراكس التفقدية حدث كبير يتم انتظاره بحماس لأنه على ضوءه يتم تقييم درجة خطوط الطيران على سلم من خمس نجوم..
ولن يكون هو من يفسد هذه الزيارة.. لذا استرخى في مقعده وذكرى العراك السابق قبل أربع سنوات تعود لذاكرته...
*********************************
"تبي تشرب شيء ياقلبي؟؟"
كسّاب بهدوء: لا خالتي.. تدرين إني ما أشرب شيء عقب الغدا.. الحين تعالي أبيش في سالفة
عفراء جلست وهي تقول بحرج ودود: سامحني يأمك.. أدري المفروض رحت أجيب شبكة مرتك.. بس الظروف عاكست شوي
اليوم فديتك حول لي الفلوس.. وأروح أشتريها..
أنا أساسا كلمتهم وقلت لهم بجيهم الليلة عقب العشا
كسّاب عقد ناظريه: ياااااااه خالتي... بالش راح بعيد.. وش همني أنا من ذا الموضوع..
بعطيهم فلوسهم وهم يشترون شبكتهم بروحهم وإلا بالطقاق
عفراء بعتب: وش ذا الكلام يامك..عروسك تستاهل أحلى شبكة.. إيه ولا تنسى تحول لي المهر بعد أعطيهم إياه بالمرة
أربكتوا العرب بذا العرس المستعجل... قاعد ذا السنين كلها وعقبه تبي تعرس في شهر..
كسّاب هز كتفيه: والله أوامر أبو كساب.. وإلا أنا وش مستعجل عليه ؟؟
على الغثا وطولة لسانها اللي متبري منها..
عفراء عقدت حاجبيها: وانت وش عرفك إن لسانها متبري منها تتهمها.. صحيح أنا ما شفتها إلا في مناسبات شوي
وما تكلمت معها إلا مجرد سلامات.. بس أنا أشهد إنها ذربة ومنطوقها زين وعليها صوت.. صوت ماشاء الله ماشاء الله
حينها ابتسم كسّاب دون أن يشعر وهو يتذكر بالفعل رنين صوتها الكرستالي الحريري ولكنه هتف بسخرية:
وقولي بعد إنها مهيب مغرورة؟!!
عفراء عقدت حاجبيها مرة اخرى: شكل حد صاب العلوم في أذنك.. أنا بصراحة ما أعرفها عدل.. بس هيئتها تعطي على الغرور
ثم أردفت وهي تبتسم: ولا جيت للحق يلبق لها الغرور... إذا وحدة مثلها ما تغتر.. فالغرور ماخلق إلا لها
الله يهنيك يامك مابعد شافت عيني أزين منها..
كسّاب ضغط صدغيه بأطراف أصابعه ثم هتف بسخرية: الزين من زانت أفعاله ياخالتي..
وش أسوي بزينها لو كانت ما تنتعاشر
وعلى العموم هذا كلام سابق لأوانه.. خلينا الحين فيش
خالته باستغراب: ليه أنا وش فيني؟؟
كسّاب بحزم: جايش معرس..
عفراء بضيق: يأمك قلت لك قبل ذا الموضوع أنا شالته من بالي
كسّاب بحزم: مهوب على كيفش يا خالتي..
حينها انتفضت عفراء بغضب: نعم يا ولد.. وشو اللي مهوب على كيفي.. لا تكون بتزوجني غصبا عني
كسّاب بحزم أشد: لو حديتيني أسويها بأسويها
حينها وقفت عفراء وهي تهتف بحزم: الكلام انتهى.. قوم قيل شوي قبل الصلاة
حينها شدها كسّاب بلطف وهو يهتف بحنان مدروس : اقعدي جعل يومي قبل يومش (يعرف أن خالته لا يمكن أن تقاومه حين يخاطبها بهذه الطريقة)
تنهدت عفراء وهي تجلس: إلا يومي قبل يومك أنت وأخوانك.. يأمك اللي فيني مكفيني.. جاي تقول لي معرس
كسّاب بهدوء عميق مسيطر: خالتي وضعش عايشة بروحه ماعاد ينسكت عليه..
عفراء تنهدت: يأمك اللي صار ممكن يصير لأي وحدة حتى لو كانت متزوجة وزوجها مسافر وإلا طالع..
يعني مهوب الزوج هو اللي بيحمي.. الله هو الحامي...
كسّاب بهدوء: ونعم بالله.. بس توقعين لو كنتي متزوجة وفي بيت رجالش.. كان كلب مثل ذا تجرأ يسوي اللي هو سواه
صمتت عفراء والذكرى الطرية المؤلمة تقتحمها بكل القسوة..
تحاول أن تلغي هذه الذكرى من حياتها.. ولكنها مازالت طرية وجرحها ينزف في تفكيرها
فهل تحتاج وقتا لتنسى؟؟ وهل هو مجرد الوقت ما تحتاج له؟؟
البارحة رغم أن كسّاب كان ينام في غرفة مجاورة لها إلا أنها لم تستطع النوم
وكل حركة تسمعها تبعث في داخلها ألما وتوترا لا تستطيع تفسيرهما
كانت عفراء غارقة في تفكيرها بينما كسّاب يكمل حديثه بهدوء حازم:
خالتي ذا المرة العريس غير.. وإن شاء الله إنش بتوافقين..
صمتت ولم ترد عليه.. ليكمل هو: عمي منصور متقدم لش.. وملزم عليش بعد
حينها انتفضت عفراء بدهشة: من؟؟ منصور؟؟
ثم أردفت بغضب: لا يكون طاري على باله يستر على اللي شافه قبل يومين
كسّاب بغضب: خالتي الله يهداش هو صار أي شيء أساسا عشان يستر عليش.. محشومة خالتي من ذا التفكير
عفراء بذات الغضب: أجل وش نطط عمك يبيني.. وأنت بروحك كنت تقول إنه حرّم العرس خلاص..
كسّاب يحاول التحدث بمنطقية: غير رأيه وعرف مصلحته.. وقرر ذا المرة يقوم بخيار مناسب وسليم
ثم أردف بمرح: واسمعيني عدل خالتي عمي ملزم عليش ويبيش..
وهددني يكفخني لو ما رضيتي.. يهون عليش كسّاب حبيبش يتكفخ
عفراء بغضب: بكيفك أنت وعمك.. خله يكفخك
حينها تغيرت ابتسامة كسّاب لحزم شديد: خالتي تخيري.. ما تبين عمي تأخذين ابي..
لكن إنش بتقعدين بدون رجّال.. انسي.. انسي
حينها تنهدت عفراء بعمق أفكار عديدة تمور في ذهنها المتعب الموجوع المستنزف من كل شيء..
ومع ذلك همست بهدوء: زايد مستحيل وذا السالفة خلصنا منها..
أما عمك فهو رجّال ما عمروا عنده النسوان.. ثلاث طلاقات ما بين كل طلاق وزواج إلا حول السنة.. وأكثر وحدة قعدت عنده قعدت عشر شهور
مهوب معقول إن العيب في النسوان.. وأنا يأمك ماني بحمل طلاق عقب ذا العمر.... ترضاها لي يأمك؟؟..
كسّاب بهدوء: أنتي عاقلة يا خالتي وكبيرة وفاهمة.. وأعتقد إنش ممكن تحاولين تقبلين عيوب عمي اللي طفشت نسوانه
عفراء بنبرة مقصودة: يعني المشكلة سببها عمك..؟!!
كسّاب بحذر: مهوب بالشكل اللي أنت متصورته
عفراء تنظر له بشكل مباشر: أجل بأي شكل ياولد أختي؟؟
كسّاب بهدوء: عمي رجال حار .. بس هذي مهيب مشكلة لأنه يوم يكون مروق مافيه أطيب منه
المشكلة في إن نسوانه وقتها كلهم يعتبرون صغار في السن.. وعمي كل ليلة وقبل حتى ما يترقى.. مجلسه مليان ضباط ما يفضى لها..
وفي الليل ممكن يجيه استدعاء أو حتى أي حد من ربعه يصير له شيء ويتصلون فيه لأنهم يدرون انه بيزعل لو ما كلموه
المشكلة المسكينة تسأله وين رايح؟؟ يقول لها: مهوب شغلش.. أو رايح في شغل خاص
فالمسكينة تولع غيرة.. وتفكيرها يروح فورا لشيء ثاني..
وهو مستحيل يريحها ويعطيها خبر عن شيء
عفراء بعدم اقتناع: بصراحة ما أشوفه سبب يخلي المرة تخرب حياتها وتطلب الطلاق.. كان صبروا عليه وتفاهموا معه بالعقل
حينها ابتسم كسّاب: شفتي خالتي هذا الفرق بينش وبينهم... وصدقيني هذا السبب مع اختلاف التفاصيل..
يعني أحيانا تصير هوشة كبيرة على سبت الموضوع.. والمرة تشيل قشها تبي عمي يراضيها.. فهو يعند ويقول خلها تقعد مكان ماراحت
ولو جيتي للصدق.. عمي ماحب ولا وحدة منهم ولا حتى ارتاح معهم.. لو كان حب المرة كان ريح بالها ومشى الموضوع
لكن عمي بالفعل ما أرتاح للزواج قيوده.. وكل مرة كان يتزوج عنده إن مرته ربي بيهديها ذا المرة
ويمكن لولا إلحاح خالته عليه الله يرحمها.. ماكان كرر التجربة..
وشوفي الموضوع على بساطته.. عمي يشوفه موضوع كبير واجد..
لأنه يشوفه يتقصد نظام حياته كله
يعني هو في ظنه إن المرة يوم جات.. جات تبي تعفس حياته وتمشيه على كيفها.. فالقضية عنده صارت قضية مبدأ.. أكون أو لا أكون
عفراء بحذر: بصراحة أنا توقعت السبب ممكن يكون له علاقة بالانجاب.. لأنه 3 حريم ولا وحدة منهم تحمل..
كسّاب بحذر أكبر: وأنتي قربتي.. لكنه مهوب سبب لأنه مافيه وحدة منهم درت بشيء
عفراء رفعت حاجبا: أشلون؟؟
كسّاب يتنهد: الأولى قعدت عنده أربع شهور.. يعني ما شكو بشي أساسا ولا فحصوا
لكن الثانية قعدت عنده عشر شهور.. وعمي فعلا كان يبي يكمل معها
وفعلا سوو فحوص عشان يشوفون ليش الحمل تأخر لكن قبل مشكلة الطلاق على طول.. والنتيجة طلعت عقب ما طلقها
أما الثالثة (حينها ضحك كسّاب) تذكرينها خالتي.. كانت مرجوجة.. جننت عمي.. وحتى شهر ما قعدت..
فعمي ماقال لها شيء أساسا لأنهم في مشاكل من أول يوم
عفراء بحذر: وذا الشيء هو؟؟
كسّاب بنبرة حاول تحميلها بأكبر قدر من الطبيعية: إنه عمي فعلا عنده مشاكل في الإنجاب.. لكن هي مشكلة بسيطة جدا
والدكتور قال له إن العلاج بسيط جدا ومتوفر.. لكنه لو ما استخدمه مستحيل يصير حمل وكله بيد الله
عفراء صمتت .. بينما كسّاب أكمل بحذر وهو يسب نفسه على موافقته على قول ما سيقوله:
والحين نوصل للنقطة الثانية.. عمي يقول لش إنه ماراح يتعالج وهذا قرار نهائي
لأنه ما يبي عيال.. يقول ماعاد من العمر مثل ماراح... وماعاد له حتى مزاج على تربية بزران وغثاهم وإزعاجهم
حينها همست عفراء بغيظ من بين أسنانها: تدري إنك قليل أدب أنت وعمك
أنا الحين وافقت عليه هو ووجهه عشان يتشرط أبي عيال وإلا ما أبي..
كسّاب يحاول كتم ابتسامته: والله ماعلى الرسول الا البلاغ المبين..
حينها رفعت عفراء حاجبا وأنزلت الآخر وهمست بغضب: مادام أنت مجرد رسول
أشرايك تقول لعمك.. دامه رجال قصده الشريف أنه يحميني.. وما يبي عيال.. أشرايه لو أنا وافقت عليه نعيش أنا وياه مثل الأخوان... مهوب اقتراح أحسن؟؟
ويا الله قوم.. ما أبي أشوفك الحين..
استح على وجهك وأنت جايب لخالتك معرس عقب ذا السنين وفي ذا الظروف
قوم لا بارك الله في عدوينك..
كسّاب كان يمنع نفسه أن يقهقه بصوت مسموع وهو يصعد الدرج ليتمدد في غرفة الضيوف التي أصبحت مخصصة له
وهو يلتقط هاتفه ويتصل وهو يكتم ضحكاته: عمي..ترا خالتي عندها اقتراح أحسن من اقتراحك بواجد
منصور باستفسار فخم: اللي هو؟؟
كسّاب يحاول التكلم بطبيعية وهو يكتم رغبته في الضحك: تقول دامك رجال شهم.. وقصدك الحماية وما تبي بزران...
وأشرايك تعيشون خوش أخوان في بيت..أخ وأخته وش حليلاتكم..
حينها قال منصور من بين أسنانه التي تكاد تتحطم لشدة ضغطه عليها: كسّاب احمد ربك إنك ماوصلت لي ذا الاقتراح وجه لوجه
وإلا كان ذا الحين تجمع سنونك من القاع يالرخمة
فارق.. فارق لا بارك الله فيك من ولد!!!
حينها انفجر كسّاب بالضحك: شوف ياعمي.. ترا عيب عليك أنت وخالتي
هي تقول لي قوم ما أبي أشوفك
وأنت تقول لي فارق..
خلاص حرمت أصير وسيط..
أنت وإياها منتو بزارين.. هاك خذ رقمها.. وتفاهم أنت وياها
وأنا طلعوني من بينكم... وتراها ما تبيك ياسيادة العقيد..ولو أنت ما اقنعتها فيك تراني بازوجها ابي خلال ذا الأسبوع
حينها هتف منصور بغضب حازم: طلع زايد من السالفة..
وهات الرقم.. ومالك شغل.. وخالتك ذا الاسبوع اللي تشقق حلقك وأنت تقولها
بتكون في بيتي أنا.. ومرتي..
#أنفاس_قطر#
.
.
.