السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية المساء وهجعة الليل وسكونه
ألف مرحب بكل حرف وكل معلقة وكل مشتركة جديدة
بكل نبض جديد وكل نبض قديم يتعمق
.
مرحلة أخرى في بين الأمس واليوم نعبرها
وتبدأ الأحداث بالتوالي
.
بنات اللي حابة تنسخ البارتات لاستخدامها الشخصي فقط وليس للنشر
مرخوصة.. وحياها الله
.
.
وبنات بالنسبة للردود المحذوفة.. ليس أبدا عشان ضغط الصفحات
لكن الردود اللي تكون مخالفة لقوانين القسم
وللاطلاع على شروط المشاركات الإطلاع على رقم 7 من القوانين على الرابط
http://www.liilas.com/vb3/t134089.html
والمشرفات فقط يهدفن للمصلحة العامة
عشان كذا أرجوكم لا أحد يتضايق من حذف رده.. لأنه موب مقصود فيه بشكل شخصي
لكن هو قانون عام
.
.
اختلاف بلدان صديقاتي المتابعات يمكن أحدث شوي لبس في قضية التفكير
فبعض القارئات العزيزات ظنوا إني لما جبت صورة عبدالله وهو يسلخ له خروف
إني كنت أقصد شيء سلبي
لا والله :)
الحكاية ما فيها إن البنات كانوا يقولون عبدالله شاذ أو جنس ثالث عشانه وسيم
ومثل ما تعرفون هالفئة -الله يحمي أولادنا وأولادكم- يكون فيهم ميوعه وليونة
لكن اللي حبيت أبينه إن عبدالله رجّال طبيعي بل قلبه قوي ومرجلته حاضره
وعشان كذا جبت الصورة
وقصدت ابينها من باب طريف ليس إلا...
.
.
نظام البيوت عندنا.. عشان الناس اللي استغربوا دخول حد لبيت عفراء
مثل ما قلت لكم قبل أنا أتكلم عن مجتمعي
وبصراحة ولله الحمد ألف حمد قطر بلد آمان إن شاء الله... مع أني أشوف إن الحرص واجب
بس اللي يصير بكل صراحة وخصوصا في بيوت العوايل الكبيرة
إنه باب الحوش الخارجي ابدا ما يتسكر لا ليل ولا نهار
وأحيان كثيرة أيضا الباب الرئيسي اللي يدخل على البيت
أدري بتقولون موب معقول... بس هذا فعلا اللي يصير
ليش؟؟
لأنه غالبا المجلس العود برا أو يفتح على الشارع ويكون له باب على البيت..
وشباب البيت ماشاء الله طالعين داخلين وسياراتهم طالعة داخلة..
خصوصا لو كان فيهم عسكريين.. كل يوم دوامه شكل.. مرة الفجر.. مرة آخر الليل
فصعب البيبان تتسكر..
وصعب أكثر حد يتجرأ على دخول البيت
وأنا أتكلم هنا عن البيوت الكبيرة اللي فيها ناس كثيرة
.
نجي لنظام بيت زايد.. بيت زايد بيت ضخم في سور أضخم
مجلسه مفتوح على الشارع
وبيت عفراء ورا بيته ومعه في نفس السور
أكيد بما أن عفراء ساكنة بروحها إنها تقفل البيان أكيد.. بس لا تنسون مزون توها طلعت من عندها.. وخلت الباب مفتوح..
عدا أنه الباب اللي يفتح المطبخ على برا ممكن يكون مفتوح
يعني في طريقين ممكن يكون دخل معهم..
واليوم نشوف من وش اللي صار.
.
.
اليوم أيضا سيكون رد وضحى على خطبة عبدالرحمن
ويحدث أمر خطير في موضوع خطبة تميم وسميرة
ونختم بقفلة ظريفة.. وبعدها قفلة أظرف
ونتعرف الجزء القادم على ما سيحدث في موضوع القفلتين
.
يالله طولت عليكم الهذرة
.
إليكم الجزء الثامن عشر
.
قراءة ممتعة مقدما
.
وموعدنا الجاي يوم الثلاثاء في الوقت المعتاد
.
.
لا حول ولا قوة إلا بالله
.
.
بين الأمس واليوم/ الجزء الثامن عشر
في مجلس زايد.. مازالت السهرة ممتدة بين كسّاب ومنصور احتفالا بعقد قران كسّاب..
هو احتفال من وجهة نظر منصور ربما!!
منصور يهتف بابتسامة: كان خاطري تشوف وجهك يوم قال لك الشيخ إنها شرطت شغلها
حسيت إنك تبي تقوم تعطي الشيخ كفين..
ابتسم كسّاب بتهكم: والشيخ ليه يعطيها أساسا مجال تتشّرط هي وجهها..
ليه ما قال لها المره مالها إلا بيتها وتلايطي.. يا حرتي ليتني كنت موجود
أنا تتشرط علي الشيخة... زين دواها عندي..
كانا مستغرقين في الحديث حينما رن هاتف كسّاب.. كانت خالته..
تناوله بذهن خالي: لحقتي تشتاقين لي... توش مسكرة من خمس دقايق..
كسّاب قفز على قدميه وبدأ يركض وهو يصرخ ويزمجر بصوت مرعب:
سكري على روحش في أقرب غرفة.. أقل من دقيقة وأنا عندش
منصور حينما رأى حالة كسّاب وسمع صراخه ..شعر أن ورائه مصيبة ما.. لذا ركض خلفه دون أدنى تردد
قبل ذلك بدقيقة في بيت عفراء
عفراء تنظر لساعة الهاتف الذي مازال في يدها.. كانت الساعة تقترب من الواحدة والنصف بعد منتصف الليل
كانت على وشك النهوض لتصلي قيامها ثم تنام.. فلديها غدا دوام في المدرسة
ولكنها قبل أن تتحرك سمعت حركةغريبة..
ابتلعت ريقها جزعا وأرهفت السمع ودقات قلبها تتصاعد بعنف
"هل هذا صوت خطوات؟؟أم يخيل لي"
صوت خطوات أقدام ثقيلة تتسحب قريبا منها
عفراء شعرت أن قلبها سيتوقف من الرعب وهي عاجزة عن التنفس حتى.. وركبتاها بدأتا تتصاكان
ولكنها تناولت هاتفها بخفة وهي تضعه على أذنها بخفاء بعد أن أعادت الاتصال بكسّاب وهمست بخفوت بالغ مختنق وكلماتها تتناثر:
كسّاب الحقني فيه حرامي عندي في البيت..
وصلها صراخ كسّاب المزمجر المرعب الذي بدا لها أنه يكلمها وهو يركض:
سكري على روحش في أقرب غرفة.. أقل من دقيقة وأنا عندش
عفراء وقفت بهدوء جزع وريقها يجف تماما.. وهي تشعر أن شعر جسدها قد وقف كله والدم توقف عن عبور شرايينها ..
وتيارات رعب لاحدود لها تمر عبر مسامات جسدها كلسعات الكهرباء
لأنها شعرت أن الحركة أصبحت قريبة جدا منها
لذا قررت أن تركض بأسرع ما تستطيع.. وبالفعل بدأت بالتنفيذ وهي تركض ناحية الدرج
لولا اليد القوية التي منعتها من الصعود وأمسكت بها بقوة وألقتها بكل عنف على الدرجات الرخامية...
لتشعر كما لو أن ألف شظية انفجرت في ظهرها
وألم لا يحتمل يتخلل خلاياها لدرجة جعلتها عاجزة عن رؤية الوجه الغريب الذي لم تتعرفه أبدا ولم يسبق لها رؤيته
كان غرضه الأساسي للدخول هو السرقة ولكن الغرض تغير حينما رأها..
وحينما بدأت تتبين غرضه وهو يدفعها على الدرج ويحاول تمزيق ملابسها
انتفضت حينها كنمرة مفترسة... وكأن طاقة غير محدودة صبت في جسدها وهي تقاومه بعنف
لم تطل مقاومتها له ولا حتى لدقيقة واحدة لأن دويا هائلا اقتحم المكان..
وقفل الباب الضخم ينخلع تماما من مكانه جراء ركلة مشتركة من كسّاب ومنصور
كسّاب هو من دخل أولا.. حينما رأى الموقف الذي لم يحتج تفسيرا أمامه..
أعلى جيب خالته المفتوح.. وأثر الصفعات على وجهها..
حتى جن تماما.. وثارت براكين غضبه العاتي.. وهو يركض ناحيتها ويتناول الرجل بوحشية.. ويرفعه عاليا ليلقي به خلفه بكل عنف
ثم يحمل خالته راكضا بها للأعلى وهو يضمها لصدره.. لأنه يعلم أن منصور سيتولى من ألقاه خلفه
وكل همه الآن انصب في خالته فقط..
عفراء حين رأته.. شعرت أن قوتها كلها انهارت.. وهي تنتحب كطفلة مغبونة على صدره..
كسّاب كان يشتعل غضبا حارقا وهو يهدئها ويضعها على سريرها ثم صرخ بغضب هادر مجنون لا حدود لوحشيته:
الــكــلــــب
والله لأشرب دمه الليلة..خالتي خليني ألحق على عمي منصور قدام يذبحه.. ماحد بذابحه غيري.. والله ما يرويني كل دمه الحيوان
وبالفعل نزل كسّاب بسرعة.. يسيره غضب أسود على من اجتاز أسوارهم وتجرأ على محارمهم
ليجد أن عمه قد أنجز المهمة.. وروح الرجل أسلمت إلى بارئها
كسّاب صرخ بغضب هستيري كاسح: ماأسرع مات ذا الكلب.. ما خليتني أبرد خاطري فيه
منصور كانت أنفاسه تعلو وتنخفض من شدة الغضب والتأثر: كلب ما يسوى..حتى كفين ما استحمل
كسّاب تفحصه ليتعرف عليه ثم هتف بغضب أشد وأشد: الخسيس النذل واحد من صبيان المجلس...
داري إن حن لاهين في المجلس وهي بروحها..
كسّاب يحاول أن يفكر بسرعة رغم شدة غضبه المستحكم.. ليهتف بعدها بحزم: عمي خلنا نتفق من الحين
تراني اللي ذبحت الرجال..
أنا رجّال مدني.. لكن أنت عسكري.. حتى لو حالة دفاع عن النفس.. لازم بيسجنونك حق العسكرية
منصور انفجر بغضب هادر وعيناه تشتعلان غضبا مرعبا: تخسى وتهبى أنت ووجهك.. أنا أندس وراك.. خلهم يسوون اللي يبون
كسّاب أجابه بغيظ ووجهه مازال محمرا من أثر غضبه الكاسح:
ياعمي الله يهداك.. فكر معي زين.. أنا ما أبي اسم خالتي يجي في السالفة أبد..
خلنا نشل الرجّال ونطلعه برا.. وأقول إني لقيته ينط درايش البيت العود
وعقب هو تهجم علي أول.. فأنا ذبحته دفاع عن النفس..
وأنت تشهد معي وانتهت السالفة..
كذا أنا حتى أسبوع ماني بماخذ في السجن.. لكن أنت لو دخلت في السالفة بتتعقد...
المحاكمة بتصير عسكرية ..وبيصير فيه حق العسكرية عليك
سالفة عويصة والله مالها سنع
وبالفعل حمل كسّاب الرجل.. وألقاه بعيدا عن منزل خالته بالقرب من حائط البيت الرئيسي..
واصطنع له ساحة قتال على الأرض والحشائش بسرعة وبراعة وحرفنة لا مثيل لها تحت عيني منصور المدهوش مما يفعله
لينتهي بعدها بضرب رأسه في زاوية الحائط الحادة.. ودمه يسيل على وجهه وعلى الحائط
منصور صرخ بجزع: وش تسوي يالخبل؟؟..
كسّاب بحزم أشار له أن يتمهل وهو يقرب رأسه من كتف الرجل لتسيل بعض دمائه وتختلط بدماء الرجل
ثم يلتقط هاتفه ليتصل بمزون التي كانت وقتها نائمة... لتتفاجأ من الاتصال
وتتفاجأ أكثر من صاحب الاتصال الذي همس لها بحزم شديد ..دون أدنى اهتمام بسيل الدم الذي بدأ بالتدفق على وجهه:
روحي الحين لبيت خالتي.. واقعدي عندها.. وأبيش تنظفين المكان من الدم عدل..
مزون بجزع ورعب: دم؟؟
كسّاب بذات الحزم: خلصيني.. ما أبي الخدامة تلاقي أي أثر إذا نزلت بكرة..
ما ظنتي إنها سمعت شيء لأنها غرفتها فوق والتكييف يصم الأذاني
ثم التفت لعمه وهو يهمس بحزم أشد: شوف يا عمي أنا ما همني من الموضوع ذا كله إلا خالتي..
أنا سويت ذا كله عشان ما فيه أي حد يشك إن الهدة ماكانت هنا في ذا المكان فعلا..
واسمعني عمي..خالتي اسمها ما يأتي في التحقيق ولا بأي صورة.. ولا أي أحد يدري بأي شيء؟؟
فاهمني يا عمي...
والحين اتصل أنت في الشرطة... وقل لهم إني قاعد أتهاد مع واحد يبي يسرق البيت..
*********************************
"صباح الخير ياعروسة"
كاسرة بابتسامة غريبة: أي عروسته اللي يهداش؟؟
رجّالي المبجل صباح ملكتنا مقضيه في التوقيف ذابح له واحد...
فاطمة بجزع: من جدش؟؟ ياويل حالي.. وتقولينها وأنتي مبتسمة..
كاسرة تهز كتفيها: وليش ما أبتسم.. شر البلية ما يضحك..
واحد بزر.. وش تتوقعين منه؟؟... ما عنده كنترول على أعصابه.. وإيديه تسبق تفكيره
فاطمة بجزع حقيقي: كاسرة أنتي من جدش.. وإلا تعييرين علي..؟؟
كاسرة بهدوء غريب: والله من جدي.. وافتحي البلاك بيري حقش صدقيني بتلاقين الخبر حد دازه لش..
اليوم عقب صلاة الفجر وامهاب طالع من المسجد جاه الخبر على البلاك بيري..
"كسّاب آل كسّاب ذابح واحد من صبيان مجلسهم كان يبي يسرق البيت
وصارت هدة بينهم..
وكسّاب الحين في التوقيف وفيه ضربة كايدة في رأسه"
امهاب فعلا راح لهم مركز العاصمة.. يقول أمة لا إلة إلا الله هناك.. محشر ناس كبارية..
وامهاب معتقد السالفة هامتني...يبي يطمني.. يقول لي لا تحاتينه.. الجرح في رأسه بسيط.. وأسبوع بالكثير وطالع .. هذي حالة دفاع عن النفس..
(ومالا تعلمه كاسرة أن كسّاب كان يخرج في هذه اللحظة من مركز أمن العاصمة برفقة والده وعمه
بعد أن تدخلت الواسطات لتسريع الإجراءات.. ليخرج بكفالة حتى انتهاء التحقيقات ومن ثم موعد المحاكمة)
أكملت كاسرة حديثها وهي تهمس بذات الهدوء الغامض: ما درى امهاب إني يمكن أكون مهتمة بالعامل اللي مات أكثر..
الحين المسكين حدته الحاجة يسرق..
امسكه.. سلمه الشرطة.. مهوب تذبحه... نعنبو ما للدم حرمة عندك..
فاطمة باستغراب: أما أنش غريبة.. هذا دفاع عن نفسه وعن بيته.. والرجّال متهجم عليه..
احمدي ربش عندش رجال دمه حامي..
كاسرة تشعر بغيظ عميق لم يصدر مع نبرة صوتها الهادئة المتحكمة: أحمد ربي؟؟.. أنا حاسة إني ورطت نفسي أكبر ورطة
ثم أردفت بهدوء صارم تخفي خلفه خوفا ما: يا خوفي تنحسب علي ذي زواجة وأنا ما ظنتي إنه حن بنعمر معا
بزر ودمه حامي!!!
***********************************
" ها حبيبتي عادها زعلانة علي؟!"
عالية تهز كتفيها: ياكثر اللي زعلتهم وزعلت عليهم ياخالي..
نايف بمودة صافية: ماعلي من حد.. علي من روحي...
ثم أردف (بعيارة) :أعرفش لو ما تطلعين روح نص سكان الدوحة قدام نرجع فرنسا ما أنتي بمستانسة
عالية بضيق شديد: تكفى نايف لا تزودها علي..
والله العظيم محتاجة لي كنترول من قلب.. بس والله إني ما أهقى إن المقلب ثقيل لين يصير.. قصدي المزح والله
نايف بمودة: أدري يالغالية... تشرحين لنويف.. نويف فاهمش بدون شرح
ثم أردف بحماس: يالله قومي نتريق برا.. وعقبه نمر على كم خالة من خالاتش
حينها ابتسمت عالية : عادهم مجننينك.؟؟.
نايف يبتسم: أوف.. مهوب شيء والله... لو ما أمرهم كلهم كل يوم يسوون لي فيلم هندي
قلت لهم خلاص كل يوم بأمر ثنتين منكم... وش أسوي يوم كثروا هلي البنات..
تدرين وش قالوا؟؟ ....
قالوا مهوب حولنا.. معنى كذا كل وحدة ما يرجع لها الدور إلا عقب أربع أيام
وحن ما صدقنا نشوفك عقب ذا الغيبة كلها.. مستكثر علينا ذا الكم شهر..
وش أسوي ؟؟ ما اقدر أحزنهم... بس جد عالية تعبت... تخيلي غير عن أمش.. كل يوم ألف ست بيوت.. وكل وحدة منهم تبيني أقعد عندها ساعة لا وتزغطني بعد لين أنفقع..
أحس إني من البارحة لليوم زايد كيلوين..
حينها ابتسمت عالية وهتفت بمرح: زين يالدب ما كفاك أكلهم وهذا أنت تبينا نطلع نتريق برا..
نايف بمرح مشابه: لا هذا غير.. هذا أنا بأكل بدون ماحد يجبرني.. ومع أحلى أم مقالب في العالم...
***********************************
"بس خالتي هدي.. من البارحة لين اليوم وأنتي ترجفين"
عفراء مازالت تحت صدمة ماحدث البارحة رغم أن المهاجم لم يلمس شيئا منها
وكل ما تمكن منه مع مقاومتها المتوحشة أنه صفعها صفعتين وفتح أعلى جيبها قبل أن يصل كسّاب ومنصور..
ولكن الموقف كله كان مرعبا وجارحا ومؤذيا لأبعد حد..
إحساسها بفقدان الامان وهي في وسط بيتها.. واقتراب رجل غريب من حدود جسدها المحضورة
الحرج المميت الذي تعرضت له أمام ابن شقيقتها وعمه..
وماحدث بعد ذلك لكساب ومعرفتها أنه في السجن من أجلها..
كل هذا بعث ألما وحرجا لا حدود لهما في روحها المثقلة بكل أشكال الألم قبل أن يحدث كلها..
فهل مازال هناك مساحة لمزيد؟!!
مزون تحتضن خالتها وهي تجلس جوارها على السرير وتهمس بقلق:
خاطري أعرف وش اللي صار.. يوم الهدة صارت عند بيتنا ..الدم اللي هنا من وين جا
(الدم هذا مالش شغل فيه... ويا ويلش تجيبين لأحد طاريه)
كان صوت كسّاب الحازم الذي اقتحم عليهما الغرفة
عفراء حين رأت كسّاب وقفت على ركبتيها وهي مازالت على السرير وهي تمد يديها له.. ليحتضنها كسّاب بكل قوته
بينما انخرطت هي في بكاء حاد موجوع مترع بالشهقات المتألمة
مزون تأخرت وحزن عميق يخترم روحها..
كم هي مشتاقة.. بل مستنزفة من الشوق لحضن هذا الأخ المتجبر الذي لا يعرف الغفران
أتعبها البعد واليأس والهجر وإحساسها بالفراغ بعيدا عنه!!
أن تكون منتميا لأبعد حدود الانتماء إلى شخص ما.. ثم يلفظك بقسوة ودون رحمة.. فكيف سيكون إحساسك حينها؟!
كسّاب جلس على السرير وهو يهدهد خالته كطفلة وهو يهمس لها بحنان مصفى: بس يا خالتي خلاص..
عفراء بين شهقاتها: كنت أحاتيك.. خفت تطول في السجن..
كسّاب بمودة: وليش أطول.. هذي حالة دفاع عن النفس.. وهذا أنا قدامش مافيني إلا العافية.. وباشل شلايلي وبجي أقعد عندش بعد..
عفراء مدت يدها لرأسه لتنزع غترته وهي تقول بحنان بصوتها المبحوح: خلني أشوف رأسك
كسّاب يلمس الضماد على قمة رأسه ويبتسم: بسيطة خالتي والله العظيم بسيطة..
تمنت مزون لو استطاعت أن تنظر من قرب وقلبها يقفز في بلعومها جزعا عليه..
تمنت لو تستطيع تقبيل رأسه.. أن تهمس له من قرب: سلامتك ألف سلامة.. ليته فيني ولا فيك
ولكن كل ما استطاعت فعله أنها بقيت واقفة في الزاوية.. زاوية المكان.. زاوية التجاهل..
تحترق وتذوي وتتأكل.. تـــتـأكــل..
تتأكل بكل معنى الكلمة!!
*********************************************
"وش أخبار الترتيبات للرحلة؟؟"
نجلاء بضيق: قصدش وش آخر الترتيبات للوكسة؟؟
أنا ما أدري أشلون وافقتش على خبالش.. أشلون أسافر معه وأنا زعلانة عليه
أشلون تركب ذي؟؟ وش ذا الخبال؟؟
سميرة تضحك: يا بنت الحلال صدقيني إنه هذي أكبر خدمة قدمتها لش
أنا بصراحة متعجبة من تفكيري العبقري ما أدري أشلون جاتني ذا الفكرة الألمعية
على قولت خالي هريدي: (اللي تغلب بو إلعب بو)..وأنتي عندش اللي تغلبين به.. العبي به...
مشكلتش ما تعرفين تستخدمين أسلحتش اللي عندش
واللي أهمها إنش عاقدة حبلش في رقبة صويلح المتيم.. شدي الحبل شوي يالخبلة.. بس شوي.. ويجيش يخب ويعثر بعد..
نجلاء تبتسم: زين خلك ورا الكذاب لين باب الدار... نشوف آخرتها
ثم أردفت بابتسامة: بكرة بأروح أشتري لعيالي شوي أشياء ناقصتهم.. كلمي علوي تروح معنا
لا تظن إني عادني زعلانة عليها.. بس قولي لها.. تكفى بلاها مقالبها.. خلنا نرجع سالمين
ثم أردفت وهي تتذكر شيئا: تدرين سميرة.. أخاف إن حسابي مافيه فلوس تكفي..
عندش فلوس؟؟
سميرة رسمت علائم البؤس على وجهها: منين.. دنا ولية غلبانة على باب الله
ثم صرخت بحماس مفاجئ: خلينا نطلب من البنك المركزي... جيب السبع مايخلاش..
نجلاء بغضب: والله ما تطلبين من غانم ريال.. مهوب كفاية إنش ما تشبعين طلبات منه.. أنا بأطلب من أبي خلاص..
سميرة ترقص حاجبيها: وليش ما تطلبين من صالح... مهوب تبين تشترين أغراض لشواذيه؟!!
قولي له إنش خلصتي مصروفهم الشهري اللي هو يعطيكم لأنه الشهر هذا فيه حدث سبيشل.. وسوق سبيشل
نجلاء بغضب: قومي فارقي من وجهي.. تراش صايرة ما تنطاقين..
سميرة تضحك وهي تقف لتخرج: اللي يقول كلمة الحق يصير مجرم عندش وما ينطاق
كانت سميرة مازالت تخرج حين وصل لنجلاء رسالة
"ترا حطيت في حسابش فلوس
يمكن تبين تشترين للعيال أشياء عشان السفر"
تعجبت نجلاء وتأثرت بعمق.. لولا أن سميرة كانت تخرج أمامها أو ربما لكانت اتهمتها أنها من أخبرته
وهاهي الآن حرجها يتصاعد منه.. فهو من الناحية المادية لا يقصر مطلقا
ومع بداية كل شهر يضع في حسابها مصروفاتهم وبسخاء..
عدا عن أنه يتكفل بأي مصاريف يعلم أن أبنائه يحتاجونها حتى لو كانت لم تطلبها
تنهدت وهي تتخيل.. لو أن صالحا طلقها.. وتزوج أخرى
فهل سيظل بذات هذا الكرم الزائد معها ومع ابنائها
وخصوصا أن اعتمادها الأساسي عليه.. فهي لم تكمل دراستها الجامعية بعد زواجها..
شعرت أن رأسها يؤلمها وكأنها تدور في دوامات عاتية.. تريد أن تتمدد.. عل الجسد حين يرتاح يريح العقل قليلا..
ولكنها قبل ذلك شعرت بضرورة أن ترسل شكرا ما لصالح حتى لا تبدو معدومة الذوق
ليصلها الرد بعد دقيقة وهي تتمدد لترتاح قليلا :
" تشكريني على ويش؟؟
اطلبي عيني
اطلبي روحي
اطلبي قلبي
اطلبي أنفاسي اللي أتنفسها
اطلبي اللي تبين.. ومهما طلبتي مافيه شيء يوازي قدرش عندي
عشان كذا لا تشكريني على شيء ما يسوى حتى طرف ظفرش اللي تقصينه"
تنهدت بوجع.. ودمعة يائسة تنحدر على مخدتها
حتى متى هذا الحصار؟؟
حتى متى؟؟
بدأت روحها تضيق من هذا الحصار وهو بعيد عنها... فكيف عندما ينقل ساحة المعركة للقرب القريب؟!!
**********************************
تدرس في غرفتها.. سمعت طرقات حازمة على الباب
وقفت لتفتح لأنها تعرفت على صاحب الطرقات من طرقاته
قالت بمودة عميقة: هلا والله بعريسنا
مهاب دخل بخطوات هادئة حازمة: وأنتي متى بتريحين عبدالرحمن ونشوفه عريس؟؟
وضحى صمتت بخجل.. بينما مهاب استحدثها للرد: أتوقع يا وضحى إنش ماطلتي أكثر من اللازم
عيب عليش خلاص .. الحين تعطيني رد نهائي.. عبدالرحمن مهوب لعبة عندش أنتي وأختش..
وأتمنى إنش تكونين عاقلة وما تضيعينه من يدش مثل ماسوت هي...
وضحى بصوت مبحوح: كاسرة جاها نصيبها خلاص.. الله يهنيها..
مهاب بنبرة غضب: وحن خلصنا من كاسرة.. أنتظر ردش أنتي.. وين نصيبش أنتي؟؟ وش ردش؟؟
وضحى بتردد بصوت خافت: ردي .. إني.. إني.. ماني بموافقة..
مهاب بغضب: نعم؟؟؟
وضحى تراجعت وهمست باختناق: امهاب هذا زواج... وأنا فكرت كثير وما أبيه.. تكفى ما تغصبني
حينها تنهد مهاب بعمق: وضحى فكري أكثر... عبدالرحمن ماحد يفرط فيه..
وضحى بذات الصوت المختنق: خلاص تعبت من التفكير.. خلصوني من ذا السالفة.. ما تنجبر روح على روح
مهاب شد قامته وهتف بحزم: صدقيني إنش بتعضين إيديش ندم.. لكن خلاص لا فات الفوت ما ينفع الصوت
كيفش يا بنت امي.. ماحد بجابرش على شيء...
بس تذكري إني كنت أبي لش الأحسن.. لكن أنتي اللي ماعرفتي مصلحتش..
*************************************
"تدرين إن ولد خالتج ملج البارحة.. بس نسيت أقول لج البارح!!"
لا يعلم ما الذي قصده من إلقاء الخبر عليها بهذه الصورة المفاجئة
ولكنه ألقاه وهو مستعد تماما لاقتناص كل ردة فعل... لذا لم يفته مطلقا اختلاجة عينيها وارتعاش الكأس بين كفيها
بعد أن أصرت أن تشرب لوحدها منه.. ثم وهي تهمس بصوت مبحوح: أي واحد فيهم؟؟
خليفة حاول ان يجيب بطبيعية: كسّاب..
ولكن ما استغربه خليفة فعلا بعد ذلك.. هو سؤالها: ومن اللي بلغك الخبر؟؟
فأجاب بتلقائية: خالتي عفرا
لتنفجر حينها في اتجاه آخر غير متوقع : يعني ذا كله تكلم أمي من وراي وماهان عليك تطمني عليها وإلا تخليني أكلمها
وأنت شايفني محترقة عليها وبأموت من الشوق لها... وش القلب اللي عندك يأخي.. حجر.. ما يحس.. ارحمني الله يرحم والديك
ذا الوقت كله وأنا باموت أظن إن أمي ما تكلم ولا تسأل عني.. واثرها تكلمك أنت يا المتوحش وماهان عليك تقول لي..
تبي تذبحني بالقهر.. مهوب كفاية إني بأموت.. تبيني أموت مقهورة.. ما تخاف ربك أنت.. .............
صرخت مطولا ونعتته بمختلف النعوت المتوحشة والسادية..
طالت ثورتها كثيرا.. بينما خليفة خلال ثورتها بقي صامتا.. فهو يكاد يعتاد على ثوراتها التي ستنتهي بالبكاء ثم صراخها بكلماتها الخالدة
(أكرهك.. أكرهك!!)
*********************************
قهوة العصر في مجلس خالد آل ليث
هو وشقيقه راشد وابناه هزاع وفهد
الأحاديث تدور بينهم.. راشد يقول لخالد بابتسامة: تدري يابو صالح إن تميم آل سيف جاي يخطب سميرة.. تصور
أبو صالح عقد حاجبيه: من جدك يأبو غانم.. نعنبو ذا صاحي وإلا خبل؟!!
حينها هتف فهد (بعيارة) : صدق قدر وعيّن غطاه...تدري ياعمي أصلا ما يستحمل هذرة سميرة إلا واحد ما يسمع..
وحينها أكمل هزاع بذات (عيارة) أخيه: لا وما يتكلم عشان ما تجيه الحسرة..
لأنه لو كان يتكلم عمره ماراح يفتح ثمه
لأنها بتتكلم نيابة عنه 24 ساعة في اليوم
حينها وقف أبو غانم بشكل حاد مفاجئ وهو يقول بغضب كاسح:
اقطع وإخس أنت وياه.. قد ذي هرجتكم على بنت عمكم يالنسوان
والله لولا حشمة خالد ومجلسه.. وإلا جزا كل واحد منكم كف يهل سنونه..
أنهى عبارته وهو يرتعش من الغضب ليخرج من فوره... بينما أبو صالح الذي كان غضبه تصاعد أصلا مع سخرية أبناءه البريئة
فور خروج راشد تناول عصاه ليلكز كل واحد منهما على عضده بطرف العصا..
وهو يرتعش من الغضب: هذا حكي تقولونه لعمكم ياللي ما تستحون
فهد بحزم: يبه السالفة كلها مزوح.. وماذي باول مرة نعلق على سميرة عند عمي.. وش فيه عصب ذا المرة
أبو صالح بغضب: فيه إن ذا مهوب وقت مزح أنت وياه ولا ذا بكلام
هزاع بابتسامة: بس السالفة فعلا مزح.. وإلا من جدك تميم يخطب سميرة.. وش ذا المسخرة؟؟ أكيد أنه استخف
وعمي قالها هو يضحك.. فإحنا ردينا عليه بمزح.. فليه تزعل أنت وأخيك
فهد أكمل باحترام: يبه والله ما قصدنا شيء وأنت داري.. فصدق ليه زعلك أنت وعمي؟؟..
أبو صالح مازال مستمرا في الغضب: لأنه المفروض إنه واحد منكم يا الرخوم..
قال والله ما يكون إن بنت عمنا تخطب وحن موجودين.. ليه حن وين رحنا؟؟
فهد بعدم اهتمام: ليه وأنت صدقت إن خطبة تميم خطبة... هذا لعب بزران... ولا تخاف أنت وأخيك.. ماحن بمرخصين أم لسانين...
********************************************
" البنات والله كانوا يبون يجون معي.. بس خبركم وضحى عندها امتحانات..
وكاسرة توه ملكتها البارحة "
حينها هتفت جوزاء بسخرية مغطاة: لا تكون كاسرة صدق مستحية مثل باقي البنات..........
جوزاء بترت عبارتها وهي تتحسر وتندم فعلا وبحرقة حقيقية على قولها.. بينما والدتها نظرت لها بحدة مؤنبة
بينما مزنة ردت بشكل مباشر وحازم ودون تردد: ومن قال إن كاسرة مثل باقي البنات عشان تسوي مثلهم
كاسرة شيخة البنات.. وشيختهم لازم تكون غير عنهم
جوزاء ابتلعت ريقها بحرج.. وهي تسب نفسها على تفلت لسانها الذي لم تكن تقصده فعلا..
ولكنها شخصيتها المركبة التي باتت تشعر أنها تحتاج فعلا لإعادة تأهيل جذري
أم عبدالرحمن سارعت بالقول: وأنا أشهد إن كاسرة شيخة البنات.. وجاها شيخ الرياجيل.. الله يهنيها يارب
مزنة ترد عليها بهدوء: اللهم آمين.. اسمعيني يأم عبدالرحمن.. ترا امهاب حط مهر جوزا في حسابها
والعرس إن شاء الله عقب شهرين ونص مثل منتي عارفة
جوزاء انسحبت بهدوء من الجلسة وهي تجر أذيال حرجها وندمها..
بينما مزنة أكملت بابتسامة: الله يعيني عرس كاسرة عقب شهر وامهاب عقبها بشهر ونص
وحتى تميم الحين أدور له عروس أبي أزوجه...
أم عبدالرحمن بتساؤل: إلا يأم امهاب ليش ذا العجلة في عرس كاسرة... البنية مهيب لاحقة حتى تتجهز..
مزنة بهدوء: العرب مستعجلين وامهاب عطاهم كلمة... وماقدرنا نقول غير كذا
والحين كل شيء جاهز في السوق.. حتى أسبوع يكفيها تتجهز
**********************************************
"يبه صحيح الكلام اللي وصلني.. كسّاب ذبح واحد من صبيان المجلس"
صوته الجزع المثقل بالقلق وصل زايد عبر أثير هاتفه
رد عليه زايد بانفعال: لا بارك الله فيمن وصل لك الخبر.. محراك الشر ذا
ثم أردف وهو يتماسك بهدوء: يأبيك الدعوى بسيطة.. وأخيك ترا حتى ماقعد في التوقيف ليلة
وصلنا قبل الفجر وطلع الصبح... والقضية دفاع عن النفس
علي بقلق: علمني وش اللي صار؟؟
زايد بهدوء: كسّاب صاد واحد من الصبيان يبي يدخل البيت يسرق.. فتهاد هو ياه.. وضربه الصبي على رأسه
وأنت عارف أخيك.. فتن على الرجّال ماهده إلا ميت...
علي بقلق أكبر: وكسّاب أشلونه؟؟ والضربة في رأسه عسى مهيب كايدة بس؟؟
زايد بطمأنة: والله إنه طيب..
علي بذات القلق: قلبي مهوب مرتاح.. أنا بجيكم أشوفه بنفسي..
زايد بحزم: والله ما تاتي وتعطل شغلك وأنت أساسا جاي عقب شهر في عرس كسّاب..
كلمه برأسه واخذ علومه منه... والله العظيم إنه طيب ومافيه إلا العافية...
بس نبيك لا جيتنا عقب شهر تطول عندنا..
*********************************
"وش أخبار علي يوم كلمك؟؟"
كسّاب بهدوء عميق: طيب.. الخبل كان بيأتي.. بس أنا حلفت عليه مايتعنى ويأتي
منصور بحزم ومودة: زين الحين قل لي وش اللي شاغل تفكيرك كذا.. من يوم طلعت من التوقيف وأنت مهموم
ترا السالفة بسيطة وأنت داري..
كسّاب يتنهد: القضية والله ماهمتني.. بس أنا بالي مشغول على خالتي
منصور يسترخي في جلسته: خالتك طيبة وبخير ومافيها إلا العافية..
كسّاب بهم: وضعها كذا مهوب مقبول.. أنا الحين قاعد عندها بس أنا عرسي عقب شهر.. وإبي شارط أسكن عنده
وأنا مستحيل أخلي خالتي ترجع تقعد بروحها عقب اللي صار.. مستحيل
منصور بعدم اهتمام: وش الحل عندك؟؟
تنهد كسّاب ليهتف بعدها بحزم وكأنه يلقي قنبلة: الحل أنها تزوج إبي.. إن شاء الله غصبا عنها.. وتجي عندنا في البيت
منصور اعتدل في جلسته بحدة مفاجئة وهو يصر على أسنانه: نعم.. عيد..
كسّاب بحزم: تزوج إبي.. وابي أظني ما عنده مانع ولا هو برادني إذا طلبته
المرة اللي فاتت مع أنها كانت فكرتي بس أنا كنت صغير.. ومالي حكم
لكن الحين بأغصبها..
حينها توسعت عينا منصور بدهشة وغضب: ليه هو كان فيه مرة من قبل؟؟
كسّاب بطبيعية: إيه قبل حوالي 14 سنة.. بس خالتي ما رضت
حينها تفجر غضب منصور بشكل عات وكاسح: وأنا وين كنت أيام تيك الخطبة؟؟ ليش ما دريت بها
زايد عمره مادس علي شيء.. أشلون يدس علي موضوع مثل هذا
كسّاب يسترخي في جلسته: والله إنشد إخيك لا تنشدني... وعلى العموم ما صار شيء عشان تدري به..
خالتي رفضت بدون نقاش حتى..
بس ذا المرة خلاص.. ماني بسامح لها.. بتأخذ إبي بتأخذه
حينها قال منصور بحزم مثقل بالغموض وبعبارة قاطعة مفاجئة: وليش إبيك ومهوب أنا؟؟
قفز كسّاب معتدلا: نعم؟؟ أنت من جدك؟؟
منصور هز كتفيه وهتف بثقة: طبعا من جدي... ومثل ما تصفط لإبيك اصفط لعمك
يعني مثل منت شايف خالتك محتاجة رجّال.. منت بشايف إن بيت عمك محتاج مرة..
حينها هتف كسّاب بنبرة فيها غضب: عمي المواضيع ذي مافيها لعب.. وأنا عارف إنك ما تبي تتزوج
وأنا ما أسمح لك تخلي خالتي مطنزة لك..
أشار له منصور بيده بصرامة: اقعد ياولد لا تنشق بلاعيمك بس.. ليه أنت شايفني ألعب عشان أمزح في موضوع مثل هذا
ثم أردف بحزم: أنا أخطب منك خالتك.. وياويلك تردني..
وأبغيك الحين تقول لها اللي أنا بأقوله لك بالحرف.. عشان إذا وافقت علي توافق على بينة
وعلى العموم أكثر الكلام اللي أنا بأقوله لك أنت عارفه..
بس فيه شغلة بسيطة أبيك تضيفها.. أو بمعنى أدق تقدر تقول شرط..
*****************************************
كانت أم غانم تضع مها الصغيرة في سريرها.. لتتفاجأ بملمس شفتين على كتفها من الخلف..
انتفضت وهي تسمي بسم الله وتهمس بغضب من بين أسنانها: أنتي يا بنت منتي بمرتاحة لين تجيبين لي الخفة...
سميرة بابتسامة وهي تهمس بصوت خافت حتى لا توقظ أخويها النائمين: يا ماما يائلبي أنتي.. أحب أدخل بهدوء وأكون كذا مثل النسمة
أم غانم تبتسم: قال نسمة.. قصدش عجة طايرة..
سميرة تلوي شفتيها: أخييييه على الألفاظ.. الحين وحدة مثلش رقيقة واسمها جيهان وتقول عجة.. وش خليتي حق عطيات وفتكات ونبوية؟!!
أم غانم تبتسم: خليتش أنتي كفاية وزود..
ثم زادت ابتسامتها: تدرين يا بنت إني قربت أنسى إن اسمي جيهان.. حسبت إني مولودة واسمي أم غانم
سميرة برجاء لطيف: زين يا جيجي يام غنومي.. تكفين طالبتش ما ترديني..
أم غانم تسمح على شعرها بحنان: آمري ياقلبي..
سميرة بتردد: إذا جات أم امهاب تبي رد.. تكفين ما تقولين لها إن إبي رافض..
قولي إن أنتي مالقيتي فرصة تقولين ليه.. تكفين
أم غانم بحزم: أسفة.. هذي آخرتها.. عاوزاني أعصى أبو غانم عقب ذا السنين..
سميرة برجاء عميق: يمه تكفين.. تكفين
أم غانم تشير بيدها بحزم: خلاص انتهى النقاش.. وروحي لغرفتش عندش امتحان بكرة وبالش مشغول بذا السوالف الفاضية
يا الله فوق يا بنت..
سميرة صعدت وهي تشعر باختناق عميق.. لِـم هم عاجزين عن احترام رغبتها في الاختيار؟!!
تشعر أن تميم هو الرجل المناسب لها للعديد من الأسباب..
بل لم يعد الأمر مجرد شعور بل إحساس أشبه باليقين
إذا لم تكن لتميم.. فهي لن تجد السعادة مع غيره!!!!
كانت أم غانم تنتهي من إعداد زجاجات الحليب وترتيبها.. حين دخل أبوغانم ووجهه غائم.. وناظره معقود
سلم بحزم.. وهو يلقي غترته على السرير.. أم غانم التقطتها وهي تنظر له باستغراب.. علقتها ثم عادت وجلست جواره
همست بقلق: اشفيك يأبو غانم..عسى ماشر؟؟؟
هتف أبو غانم بحزم غامض: سميرة مقتنعة بتميم وتبيه صدق؟؟ وإلاّ لعب بزران؟؟
أم غانم تخبره بتلقائية وهي تقوم لتقف: بصراحة مقتنعة فيه كثير.. وتوها كانت عندي قبل تجي.. وتعيد نفس الموال..
وقف أبو غانم وهو ينفذ عن كميه حتى يتوضأ ويهتف بحزم شديد:
خلاص إذا بغت أم امهاب ردنا.. قولي لها تقول للرياجيل يتوكلون على الله ويكلموني...
أم غانم انتفضت بجزع: من جدك يا راشد.. بتوافقها على خبالها؟؟
أبو غانم توجه للحمام وهو يهتف بحزم: دامها تبيه.. خلاص هي اللي بتعيش معه..
*******************************************
صباح اليوم التالي
كسّاب متوجه لعمله.. نهار عمل اعتيادي.. كأي يوم آخر!!
وهو يقود سيارته لمحت عيناه اسم هيئة حكومية.. لا يعلم لِـمَ شعر أن الأمر شد انتباهه
رغم أنه يعبر هذا الطريق بشكل شبه يومي في طريقه لعمله منذ أكثر من 3 سنوات.. ويعبر يوميا من أمام هذه الهيئة.. وهيئات أخرى غيرها
فلماذا هذه الهيئة بالذات لفتت انتباهه اليوم..؟؟
حينها عرف السبب وهو يبتسم ويستدير ليتوقف في مواقف زوار الهيئة ومراجعيها..
دون أن يتراجع فيما قرره لأفكار عديدة وعميقة ازدحمت في رأسه!!
" أمممممممم مكان عمل المدام..
خلنا نشوف المكان اللي هي متمسكة فيه
ونشوفها بالمرة !! "
لا يعلم ما الذي دفعه لهذا الجنون؟؟ ولهذا التصرف غير المعقول؟؟
فليس مقبولا مطلقا في عرفهم ولا عاداتهم أن يرى زوجته أو حتى يحادثها قبل الزواج فعلا
ولكنه شعر أنه يريد أن يراها.. يحادثها.. وخصوصا أن المكان هنا مكان محايد عام..
لذا قرر أن يترجم هذه الرغبة إلى قرار يتم تنفيذه فورا
فهل كانت هي مجرد الرغبة أن يرى المخلوقة التي أصبحت تنتمي له؟!
أم فعلا أراد أن يراها في مكان عملها الذي أصرت عليه؟؟
أو ربما أراد أن يشعر بأدنى اهتمام بهذه المرأة التي يشعر بعدم الاهتمام بها رغم ارتباطهما بالرباط الأكثر قدسية
أو ربما أراد أن يرى المخلوقة التي قدم والده كل هذه التنازلات من أجل أن يوافق على الزواج منها؟؟
أو ربما يرى ابنة الانثى الجبارة التي من مازالت تحتل تفكير والده؟؟
لا يعلم أيها هو الأهم... أو كلها مهمة...
كسّاب صعد بالفعل بعد أن سأل الاستقبال عن مكان عملها بالتحديد..
توجه للطابق الثاني حيث مكان مكتبها
وصل إلى مكتبها ليدخل بثقة مسيطرة
ثم توجه لمكتب سيدة منقبة كانت مشغولة بفرز بعض الأوراق
ليهتف بذات الثقة المسيطرة: ممكن أقابل الأستاذة كاسرة؟؟
فاطمة توترت نوعا ما..وهو ترفع رأسها لصاحب الصوت الحازم المتحكم
لتتوتر أكثر..
هذا الحضور القوي المغلف بغموض مثير ورجولة طاغية.. وهذه الأناقة الفخمة المتجبرة .. مع نبرته الواثقة في الحديث..
كل هذا جعلها تشعر أنه رجل يُشعر بالخطر فعلا في حضرته المتأنقة الغامضة والمتسلطة
ومع ذلك هتفت بمهنية واحترام: ممكن أعرف من حضرتك؟؟ عندك موعد.. و ممكن أعرف سبب الزيارة؟؟
كسّاب بثقة كاسحة: أنا صاحب شركة K K ..و موعد لا ماعندي.. سبب الزيارة إنه إحنا نبي نسوي رعاية لبعض أنشطة قسمكم..
وتفضلي هذا كرتي..
فاطمة قرأت الاسم وهي مرتبكة ..لم تنتبه حتى له.. ووقفت وهي تتجه لمكتب كاسرة..أحبت أن تخبرها بنفسها وليس عبر الهاتف
دخلت لكاسرة ووضعت الكرت أمامها وهي تهمس بنبرة خافتة :
فيه واحد صاحب شركة يبي يسوي رعاية لبعض أنشطة القسم..يبي يقابلش
وبصراحة شكله يخوف..
كاسرة باستغراب : شكله يخوف أشلون؟؟ بشع يعني؟؟
فاطمة بشبح ابتسامة: لا والله أما صفة بشع ذي.. فهي أبعد صفة عنه.. بس بعد شكله يخوف.. ويخوف من قلب
كاسرة بهدوء عملي: عندي أي مواعيد الحين؟؟
فاطمة بطبيعية : لا الحين مافيه..
كاسرة حينها هتفت بمهنية وهي ترتدي نقابها: خلاص خله يتفضل.. وأنتي وسماح تدخلون قبله
فاطمة خرجت ثم أشارت لسماح أن تأتي.. ثم هتفت لكسّاب باحترام: تفضل يا أستاذ من هنا
كسّاب توجه للباب ..والاثنتان كانتا تسبقانه وعلى وشك الدخول قبله لولا صوته الحازم: وين داخلين أنتي وياها؟؟؟
فاطمة ارتبكت من نبرة التحكم البالغة في صوته: بندخل مع حضرتك.. أستاذة كاسرة ما تقابل أي رجال إلا بوجودنا كلنا
حينها هتف كسّاب بنبرة سخرية غامضة: الأستاذة كاسرة متزوجة.. صح؟؟
فاطمة ابتلعت ريقها وهي لا تعرف سبب السؤال: إيه نعم؟؟
كسّاب بذات النبرة الساخرة المتحكمة: وتعرفين اسم زوجها أكيد؟؟
فاطمة بدأت تغضب من هذا البارد الوقح: أكيد أعرفه..
كسّاب بسخرية أشد أقرب للتهكم: يبقى أكيد أنتي ماقريتي الاسم اللي على الكرت
فاطمة عاد لها الارتباك: ما ركزت صراحة..
حينها عاود كسّاب استخراج بطاقة أخرى وهو يهتف بسخرية واثقة: تفضلي..
وارجعي أنتي وزميلتش كل وحدة لمكتبها واقري الاسم عدل
إلا لو تبون تقعدون معي أنا ومرتي هذا شيء ثاني
فاطمة تراجعت بحرج وصدمة كاسحين وهي تقرأ الاسم...
بينما كسّاب فتح الباب ودخل وأغلق الباب خلفه...
#أنفاس_قطر#
.
.
.