لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (33) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-03-11, 06:46 AM   المشاركة رقم: 10241
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Dec 2008
العضوية: 111639
المشاركات: 273
الجنس أنثى
معدل التقييم: انسى العالم عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 27

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
انسى العالم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 


صباح الخير ع الجميع
نفوسه ربي يسعدك وين ماكنتى
البارت كان قمه الروعه
نايف وضحى لس ماشفتم شى من فرقة حسب الله
يارب تنجح عمليه غنوم الصغير
ومايصير لجنين زايد شى
موقف محرج مع زايد وتميم واكثر احراج مع مزنه وزايد
جميله وفهد احسه جميله الى هالفتره هذى تفكر بخليفه
والله يعطيك الف عافيه
ننتظر ابداعك وشكر
انسى العالم

 
 

 

عرض البوم صور انسى العالم   رد مع اقتباس
قديم 22-03-11, 07:06 AM   المشاركة رقم: 10242
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117657
المشاركات: 194
الجنس أنثى
معدل التقييم: مصدوووومه عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدItaly
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
مصدوووومه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

صصصّبآح الرقهـّ

آخبآركـ يآحلى آنفآسسّ

زآيد يآرب مآيصير للجنين شي ولآ مزنهـ خلآص مآعآد ترجع له

جممميـّلهـ صح فهد جرح جرح فيهآ لين قآل بس
بس تغير عششآنه مليووون مره

مدري آحي من حقهآ تأخذ موقف يعني موضوعهآ حسسآسّ


اليوم عندي آوف ومتحممممّسسّه للبآرت
بروح آذآكر شوي وبرجع ^_^

 
 

 

عرض البوم صور مصدوووومه   رد مع اقتباس
قديم 22-03-11, 07:13 AM   المشاركة رقم: 10243
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 




بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صباح الخير والورد والفل والياسمين... والسنة السادسة الحلوة
خالص التهنئة لليلاس بسنته السادسة.. إلى مزيد من الرقي والاهتمام
وخالص الشكر لكل وحدة هنئتني.. الله لا يحرمني منكم يارب!!

.
أكثروا من الدعاء لأخوانكم المبتلين في كل مكان.. رفع الله عنهم الغمة وأزال الهم ونشر الأمن والأمان
.
.
بنات دعواتكم لأم شاك شوكي ..
اللهم اشفها شفاء لا يغادر سقما يارب العالمين
.
الكرك: شاي بحليب أبو قوس أو كارنيشن.. والشاي يكون ثقيل..
والفوالة: الشغلات اللي تنحط مع القهوة والشاي (حلا فطاير فاكهة) كذا يعني..
.
.
يا الله بارت طووووووووووووووويل..
بتقرون لين تتعبون :)

بارت اليوم تقدرون تسمونه بارت الأقوال والأفكار المنتظرة!! قصدت تماما أن تجتمع كلها بهذه الطريقة..

ستدور عدة حوارات منتظرة.. ويدور فيها كلام منتظر موجع حينا.. ناصح حينا..
وفي الصميم في معظم الأحيان....
وكذا الأفكار!!
.
يا الله
البارت 105
.
قراءة ممتعة مقدما
وموعدنا الخميس الساعة 9 صباحا
.
لا حول ولا قوة إلا بالله
.
.




بين الأمس واليوم/ الجزء المئة وخمسة






زايد اتسعت عيناه بجزع وقهر أشد من كل مصطلحات العالم وأحاسيسها..
وهو يتحسس العلامات في جسدها ويشعر أن أنامله ستحترق لشدة الغضب..

كاد يجن بكل معنى الكلمة وهو يصرخ بهذا الغضب المجنون: من اللي سوى فيش كذا؟؟ من اللي سوى كذا؟؟

مزنة ببساطة موجوعة: أنت!!

زايد تراجع بصدمة كاسحة: أنا؟؟

مزنة بذات البساطة الموجوعة: آخر ليلة قضيناها سوا.. كنت متمسك فيني لدرجة أن أظافرك غاصت في جسمي..
وعقبه ثاني يوم تقول لي لا تحتكين فيني!!
وعقبه ثالث يوم تقول لي ارجعي لي!!


زايد جلس جوارها منهارا على الأريكة.. روحه تمزقت بقسوة لا حدود لمرارتها..
وهو يتمتم بذهول مثقل بالوجع الصاف الصِرف:
أنا مستحيل أكون طبيعي..
أنا سويت فيش كذا ؟؟ انا؟؟ أنا؟؟
تنقص يدي اللي انمدت عليش.. تنقص يدي!!!


مزنة لم تكن تستمع لشيء مما يقوله وهي تفاجئه بإمساك معصمه بقوة وهي ترص على أسنانها:
زايد... أنا أنزف!!



زايد قفز وهو يصرخ بجزع لا حدود له: أشلون تنزفين؟؟

مزنة تضغط أسفل بطنها وتهمس بألم: أنا جيت ورا تميم أخب...


زايد يصرخ بكل حرقة جوفه: وليه تخبين؟ يعني ماتدرين إنش حامل..
كان خليتيه يذبحني أحسن!!
كان خليتيه يذبحني أحسن!! أنا أستاهل.. أستاهل!!


كان يصرخ بحرقة حقيقية...
لأول مرة يعجز عن السيطرة على نفسه بهذه الطريقة.. فمعرفته بمافعله بمزنة حتى لو كان عن غير قصد..
نــحـــــره..!!
نحره من الوريد إلى الوريد.. بكل معنى الكلمة!!


حاول أن يشد له نفسا.. شعر به مسموما مؤلما وهو يدخل لخلايا رئتيه ويمزقها:
دقيقة وحدة بأروح أدعي كاسرة تجيب لش ثياب ونمشي..

مزنة شدت على معصمه برجاء: تكفى يازايد لا تفضحني في عيالي وعيالك أكثر من كذا!!
روح لغرفة مزون جيب لي جلابية ضافية وعباة..
ثم همست بألم حقيقي: خلاص الجنين رايح رايح.. وشو له يدرون فيه.. أو حد يشوف شكلي وأنا كذا..
بأروح أنا وأنت بس..


زايد استدار نحوها بألم مرعوب بالغ الحدة والجزع: وش يروح؟؟ أذكري ربش.. اذكري ربش..
الحين بأجيش!! الحين.. ثواني بس..







**********************************








هاهو يقف في الخارج...
ويشعر أنه يحترق بكل معنى الكلمة..
يكاد يترمد من شدة الاحتراق!!


" لا حول ولا قوة إلا بالله..
أنا السبب في كل شيء.. أنا السبب!!
منذ البدايات كنت السبب!!
طوال عمري كنت أتعذب من أجلها!!
وحين أصبحت بين يدي عذبت نفسي وعذبتها!!
(ينظر ليديه وأنامله!!)
كم أتمنى لو استطعت أن أقص أناملي التي جرؤت على إيلامها!!
كيف فعلت بها هذا؟؟ كيف؟؟
.
أ تتألم من أجل علامات جسدية مؤقتة ستمضي بعد أيام..
وأنت تركت في روحها علامات ألم لن تمحيها الأيام؟؟ "



يقتله القلق... وهم أدخلوها للداخل وتركوه في الخارج.. يبدو كما لو كان كل شيء يتآمر ليدمر أعصابه رويدا رويدا!!


أ حقا يكتب عليه الله عز وجل ذهاب هذا الطفل الذي يشعر منذ الآن بلهفة موجعة لضمه لصدره..؟!!

ربما كان طفل من مزنة حلما أكثر مما يستحق!!
فهو يستحق العقاب.. ولا يستحق نعمة كهذه!!


" ياربي عاقبني أنا..
مزنة وطفلها وش ذنبهم؟؟
الذنب ذنبي بروحي!!
اللهم إني استغفرك وأتوب إليك!!
يا الله الرحمة من عندك!! "



الوقت يمضي.. ويمضي.. وأعصابه تكاد تفلت..
حينا يجلس وحينا يقف..
وحينا يسير في الممر بيأس موجع!!
كل الخيالات والصور تبدو موجعة له.. وأعصابه ماعادت تحتمل!!

يكثر الدعاء أن يحفظ الله مزنة والطفل كلاهما...
فهذا الطفل لو ذهب سينقطع تماما كل ما يربطه مزنة وكأنه لم يوجد!!


" يا الله رحمتك.. رحمتك الواسعة!!
لا تردني وأنا على بابك..
موجوع ومهموم بس كلي أمل في رحمتك!!"



خرجت الطبيبة ختاما!!

زايد قفز ليتلقاها ووجهه يعبر عن سوء حاله.. سألها بلهفة: شأخبارها طمنيني!!

الدكتورة بهدوء: الأم والجنين كلهم تعبانين شوي..

زايد زفر بقوة بعد اختناقه المطبق: يعني الجنين مانزل؟؟

الطبيبة بمهنية: لا مانزل.. الجنين ماعاد صغير.. في الأسبوع 13 الحين.. (الحمل يحسب من بداية آخر دورة شهرية)
بس دقات قلبه ضعيفة جدا..
بصراحة أنا توقعت إنه ممكن يكون نزل.. لأن الأم كبيرة في السن وبذلت مجهود جسدي ونفسي كبير..
بس هي ماشاء الله عليها جسدها قوي.. وحافظ على الجنين!!
لكن مادام النزف مستمر.. الخوف مستمر!!
أنا عطيتها إبر تثبيت.. ولازم تظل نايمة على ظهرها لشهر على الأقل..

عندك مشكلة نجحز لها جناح.. وتظل عندنا في المستشفى؟!!

زايد شد له نفسا عميقا.. نفس ارتياح بعد هذا الشد المضني:
لا طبعا ماعندي مانع ...
ثم أردف برجاء حازم: دكتورة لو سمحتي.. أبي أشوفها بنفسي خمس دقايق..
ثم أبي أسمع نبض الجنين بنفسي لو تكرمتي!!


زايد دخل عليها.. كانت نائمة..

رؤيتها بهذا الضعف هزت قلبه هزا..!!

جلس جوارها.. ورغم عنه وجد أنامله تتجه لتتحسس عضدها حيث تركت أنامله أثاره التي أدمت روحه بفيضان من دم وألم..


أي حب مؤلم هو هذا الحب!!
أ يتمسك بها لهذه الدرجة المؤلمة وهو يقرر أن يتركها صباح الغد..؟؟
أ كان عقله الباطن يرفض بكل الوجع ماقرره عقله الواعي.. لذا كان يرفض إفلاتها؟؟


مال ليقبل عضدها بيأس حفر روحه روحا..

حينها فتحت عيناها بضعف..
همست باختناق وعبرتها تسد مسارب حنجرتها: راح الجنين؟؟

قبل أن يجيبها دخلت الدكتورة وهي تبتسم: ها نسمع؟؟

مزنة لم تفهم لماذا كانت تريد الدكتورة وضع الجهاز على بطنها..
فهي كانت منهارة من التعب ونائمة ولم تسمع النبض في المرة الأولى..

بل هي لم يسبق أن سمعت نبضه إطلاقا..
فهي لم تذهب لطبيبة حتى الآن لانشغالها بالكثير من الأشياء..
واكتفت بأقراص حمض الفوليك حين علمت بحملها..

حين سمعت صوت الدقات الضعيفة التي بالكاد تُسمع..
تزايدت أنفاسها ثقلا.. وبدأت دموعها تسيل بصمت مثقل بسعادة ما أقربها من الألم وما أشبهها به!!


زايد مد يده ليمسح دموعها بألم حقيقي.. والطبيبة خرجت لتتركهما بحريتهما..


بينما زايد وقف ليقبل جبينها وهو يهمس قريبا من أذنها بوجعه وسعادته:
شفتي رحمة ربي.. الله سبحانه ما يبي الرابط اللي بيننا ينقطع!!

مزنة همست بصوت مبحوح وهي عاجزة عن النظر له.. فالتعقيد بينهما بات أكثر كثافة بكثير: أبي أروح للبيت!!

زايد بجزع: وش تروحين؟؟ الدكتورة تقول شهر نايمة على ظهرش..
أنتي بتقعدين هنا في المستشفى..

مزنة بجزع أشد: ما أقدر أخلي إبي ذا كله.. مستحيل!!

زايد برجاء: خلش أسبوع واحد بس في المستشفى لين يستقر حالش!!
الدم أساسا ماوقف..

حينها همست بسكون: زايد لو سمحت روح.. وخل كاسرة تجيني.. وما أبي حد غيرها يدري إني هنا ذا الحين..







******************************************






" فهد أنا تعبت من السهر.. أبي أنام!! وراي جامعة"



فهد لا يريد أن يصمت عن الكلام ولا يريدها أن تصمت..
لم يشبع من حديثها ولا من رؤية عينيها ولا التواء شفتيها حين تتكلم!!


همس بولع دافئ: يا النصابة محاضرتش الساعة 10 .. اسهري معي شوي..
ما تتخيلين وش كثر اشتقت لش!!

حينها ابتسمت بشقاوة عفوية: وش كثر يعني!!

حينها تمدد ليسند رأسه إلى فخذها وهو يتناول أناملها ويقبل رأس كل أصبع من أصابعها بدفء:
كثر ماحلمت إني أحب كل أصبع من أصابعش خمسين ألف مرة في اليوم..
الإبهام خمسين ألف مرة (قالها وهو يقبل رأس إبهامها)
السبابة خمسين ألف مرة (قالها وهو يقبل رأس سبابتها)
الوسطى خمسين ألف مرة (قالها وهو يقبل رأس وسطاها)
البنصر خمسين ألف مرة (قالها وهو يقبل رأس بنصرها)
الخنصر خمسين ألف مرة (قالها وهو يقبل رأس خنصرها)

كل عبارة كان يلفظها ببطء دافئ متجذر.. يرافقها قبلة أكثر دفئا!!
يتنفسها كما لو كان يتنفسها من أقصى خلايا روحه!!


جميلة شدت يدها برفق من يده وهي تمسح على خصلات شعره بيأس..
بقدر ما أرهقت كلماته ولمساته قلبها الغض!!
بقدر ماتجد نفسها عاجزة عن التجاوب معه أو تقبله كما يُفترض!!
لا تعلم كيف يجتمع الشعورين في ذاتها..
تتأثر بلمساته وكلماته لأبعد حد... ومع ذلك تجد نفسها عاجزة عن التفاعل معه!!

فهد صمت.. وهو يحتضن كفها قريب من قلبه..
همست جميلة من باب اللياقة: وش فيك كتمت؟؟


فهد هتف بسكون: ما كتمت... بس أحاتي ولد صالح بكرة وعمليته!!
بأوديش الجامعة وعقبه بأمرهم شوي..
ولو أني مستحي عشان هل مرته كلهم هناك!!


ابتسمت جميلة: تعرف تستحي؟؟ جديدة ذي!!

ابتسم فهد: تخيلي إني أعرف!!






*************************************






" أمي مزنة ما أدري ليش ماجات؟؟
هي قالت لي إنها بتجي معي!!
أدق على تلفونها مسكر!!"



تميم يشعر بحرج مريع مما حدث بالأمس.. عاجز عن معاودة وضع عينه في عين والدته أو زايد..
أشار باصطناع: أمي رجعت لبيتها البارحة... يمكن انشغلت..
أنا وأنتي بنروح.. وهذا أنا معش... أنا ما أكفي!!


سميرة أشارت بشجن: تكفي ونص..
بس أنت كنت قلت لي إنك ماتقدر تقعد جنبي عشان مستحي من أختي ومرت غانم!!
وبتوقف بعيد..

تميم تنهد: بأقعد أنا وأنتي على الطرف بعيد شوي بس عنهم!!


سميرة بتأثر: الله لا يحرمني منك ياقلبي..!!







***********************************






" يمه شا اللي صار؟؟"

مزنة بسكون: تعبت في الليل واتصلت في زايد يوديني!!

كاسرة بعدم تصديق: يمه تميم عندش في البيت.. تتصلين في عمي زايد وأنتي زعلانة عليه!!!

مزنة همست بثقة قدر ما سمح لها إرهاقها المتزايد: تميم مايدري إني حامل واستحيت يدري بذا الطريقة
وخصوصا إنه ولد نجلا عنده عملية اليوم..
وهو بروحه مبتلش مع مرته..
لقيت أهون الشرين إني أتصل في زايد!!


بدا المبرر مقنعا لكاسرة إلى حد ما.. لذا أردفت باهتمام: زين أنا جايبة لش ملابس.. ماتبين أبدل لش ثيابش..

مزنة بإصرار: لا... بأبدل بروحي..

كاسرة بطبيعية: زين براحتش.. بس عمي زايد ينتظر برا.. يقول لا خلصتوا نادوني!!

حينها همست مزنة بحزم مرهق: كاسرة لو سمحتي اطلعي لزايد وقولي له..
إني ما أبيه يجي يزورني..
وأنا لا طلعت من المستشفى رجعت بنفسي للبيت..
على الكلام اللي هو قاله لي أول مرة.. ينزل في جناح علي.. ومايحتك فيني ولا يكلمني!!


كاسرة بصدمة: يمه وش ذا الكلام؟؟

مزنة تنهدت بذات الحزم المرهق الموجوع: انا تعبت أدور عذر أقوله لتميم وسميرة ليه أنا قاعدة عندهم في البيت.. ومالقيت!!
ومهيب زينة في حقي.. حامل وفي عمري وطالعة من بيت رجّالها!!
وأبي منش ترجعين ملابسي لغرفتي وقت مايروحون تميم وسميرة لشغلهم!!


حينها همست كاسرة بحزم: الملابس بأرجعها.. بس الكلام اللي غيره قوليه لرجالش بنفسش..
اسمحي لي يمه.. ما أقدر أقول لعمي كذا!!


مزنة تنهدت وكاسرة تصمم على رأيها.. وتتصل بزايد ثم تتوجه لغرفة الجلوس الملحقة وتغلق الباب بينها وبين والدتها..

زايد دخل..
الإرهاق باد عليه فعلا.. لم ينم منذ البارحة ولم يغير ملابسه حتى.. ولم يذهب لشركته..


مال ليقبل رأسها لكنها أشاحت بوجهها... الأمر بينهما بات معقدا لأبعد حد..
حتى من ناحيته..

بات عاجزا عن النظر لوجهها وهو يتخيل كيف غاصت أنامله القاسية في ليونة جسدها لدرجة أنه أدماها..

ثم لا تشتكي أبدا... بينما يخبرها هو بدم بارد أنه لا يريدها!!

جلس قريبا منها وهو يهتف باهتمام: أشلونش الحين؟؟

أجابت بسكون: الحمدلله..
ثم أردفت بحزم تخفي خلفه اختناقا مرا: فيه عندي كلام أبي أقوله لك!!

مزنة أخبرته بما تريد بشكل مقتضب موجوع حاد..
كانت تتألم أكثر منه بكثير.. بكـــثـــيـــر!!!


كان وجهه خال من التعبيرات تماما.. وهي تتكلم..
وحين انتهت.. كانت صدمتها الحادة أنه هتف بحزم وهو يقف:

وأنــــــا مـــوافـــق!!




ثم غادرها...






*************************************









" نجلا ياقلبي.. هدي أعصابش شوي..
مايصير اللي أنت مسويته في روحش!!"


نجلاء بين طوفان دموعها تهمس باختناق: بأموت ياصالح.. بأموت..
حاسة قلبي مهوب بين جنوبي..
خايفة عليه.. خايفة ما يتحمل العملية!!


صالح شد على كفها بحنو شديد: لا تحاتين إن شاء الله ربي ما يخيبنا..
ونطلعه هو وأخته من المستشفى في يوم واحد!!




.
.

زاوية أخرى..






" غانم اقعد شوي.. حرقت أعصابك!!"


غانم بتأفف قلق: تاخروا واجد.. وماحد حتى طلع يطمنا!!

حينها همست مزون بتقصد وهي تريد إخراجه من جو التوتر قليلا وفي نفس الوقت توصل له رسالة:
غانم لو قلت لك إنه ضرسي ذابحني وبأموت من الوجع.. وابي أروح للدكتور الحين..
بتوديني؟؟


غانم بحزم: اسمحي لي.. باقول لضرسش ينتظر شوي.. مايضره!!

مزون همست بذات التقصد: طيب ولو أنا زعلت عليك عشانك ماوديتني..
وش تقول؟؟

غانم بذات الحزم: بأقول ماعندش سالفة.. لاني مستحيل أخلي أختي وهي في ذا الوضع!!


حينها ابتسمت مزون بشفافية وهي تربت على فخذه: شفت إنه غلا الأهل مايتعارض مع غلا شريك الحياة..
أنت البارحة سحبتني من عند إبي ماحتى قعدت معه عشر دقايق وهو راجع من سفر عقب أسبوع..
وماقلت لك شيء.. ومع كذا أنت تأففت إنه اهتمامي في هلي مبالغ فيه بينما هذا هو الشيء الطبيعي بين الأهل!


حينها ابتسم غانم بشجن متأثر وهو يربت على يدها التي تتمدد على فخذه...





.
.



يحتضن كفها في كفه..
صــامــتــان.. صـامـتـــان..!!


مكتفية بصمته وبقوة تدفق مشاعره..
لو خيروها الآن بين كل كلمات العالم وبين صمته..
لأختارت صمته بدون تردد!!
فقوة صمته فاقت في تأثيرها عليها همسات العالم وصرخاته!!
فما قيمة كلمات باردة لن توصل لها حتى نصف ماتشعر به الآن من تفاعله معها؟!!

رغم قِصر المدة التي عرفت فيها غانم الصغير..
ولكن من أول مرة حملته فيها شعرت أن مشاعرها تذوب من أجله!!
ربما لأنها هذه المرة حين حملته...
حملته بروح مشفقة على طفل مثله!!

ليس كأحساسها بخالد وعبدالعزيز.. مجرد خالة محبة!!
هي الآن تشعر فيه بمشاعر أم!!
ولذا مشاعرها من أجله بلغت أفصى غايات العمق والألم..
وهي تتخيل كيف ستكون الحياة خالية من هذا الكائن الصغير المبهج..


كانت تشد على كف تميم بقوة وهي تمتم بكلمات الدعاء..

تميم أشار لها بيد وحدة.. بماذا تتمتم.. لأنه يشعر بذبذبة خروج الكلمات من بين شفتيها المغطاة بالنقاب..



أشارت سميرة بوجع عميق وإيمان أعمق:
أدعي ربي يخلي لنجلا ولدها..
وما يحرمني أشيل ولدنا بين إيدي !!!!





.
.




" أم غانم الله يهداش.. أنتي مرة معش ضغط
ذا البكاء كله مهوب زين لش..
شوفي عيونش أشلون تنفخت؟؟"


أم غانم همست بصوت مبحوح من بين دموعها الصامتة: والدموع وش عازتها إلا ذا الحين؟؟
بنتي وعيالها حارقين قلبي..


أبو غانم بمؤازرة مثقلة بالإيمان: لا تحاتين.. ربي مهوب مخيبنا إن شاء الله..
الله عالم وش كثر دعيت له من قلبي اليوم من عقب صلاة الفجر لين الحين..
جعل الدعوة تصادف ساعة إجابة..







**********************************






" هاحبيبتي تأخرتي.. ما تبين تروحين للدوام؟؟"


عالية باستعجال وهي ترد على هاتفها: لا فديتك.. أنت نسيت..
قلت لك البارحة بأروح لبيت هلي.. عشان عيال عمي راشد الصغار بيحطونهم أهلهم هناك..
وأنا واعدة أمهم أخلي بالي عليهم لين تخلص عملية غنومي بالسلامة..
وبعد عيال صالح هناك.. وما أبيهم يجننون أمي!!

عبدالرحمن بمودة: زين يا الله أنا في السيارة..


عالية خرجت باستعجال وهي تتجه للمقعد الخلفي لتسمع صوت عبدالرحمن يحادثها بمرح: قدام يامدام..
أنا سواقش وتحت أمرش.. بس أنا سواق يحب عمته تقعد جنبه..


عالية شهقت بعنف وهي تغلق الباب الخلفي وتتجه للأمامي وتفتحه وتقف أمامه مذهولة لثوان لا تتحرك حتى عيناها..

عبدالرحمن بإبتسامة رائقة: يا الله يامدام.. دريول جنابش وراه محاضرات..

عالية انتفضت بخفة وهي تتمتم بكلمات متناثرة: عبدالرحمن من جدك.. تبي تسوق؟؟

عبدالرحمن برجاء: علوي قلبي اطلعي قبل يطلع إبي ويشوفني..
ترا أمس سقت ورحت لدوامي بروحي..
واليوم قلت بأسوي لش مفاجأة..
مادريت إنها بتكون مفاجأة كئيبة لش..

حينها همست عالية باختناق وهي تركب جواره وتغلق بابها:
كئيبة؟؟ لولا إني خايفة تضحك علي.. وتقول هذي صارت هندية من قلب..
وإلا كان سويت لك سيول في السيارة..


عبدالرحمن شد كفها وهو يحرك السيارة ويهمس بولع حقيقي:
يعني يا قلبي مافيه فرحة إلا بذا الدموع الغالية..؟؟


عالية تنظر له بانبهار والسيارة تخرج للشارع وتهمس بأنفاسها المبهورة المتصاعدة:
لا صارت الفرحة أغلى من الدموع.. وش حيلة الواحد غير الدموع...!!








**********************************







طال الانتظار..
والأعصاب أوشكت على التلف.. إن لم تكن تلفت!!


فاطراف نجلاء بدأت ترتعش بحدة.. وصالح يحاول تهدئتها دون فائدة وهي تتفلت منه..

دموع سميرة باتت تنسكب بغزارة غير طبيعية.. وتميم قلبه يذوي مع كل دمعة تنزل من عينيها..


أم غانم أخذها أبو غانم للطوارئ القريبة لأن الضغط ارتفع معها لمستويات عالية..
وعادا دون أن يعرف أحد سبب ذهابهما..


غانم له أكثر من ساعتين ماعاد قادرا على الجلوس حتى!!


حتى خرج الطبيب.. قطرات العرق مازالت تلتمع على جبينه..
والجميع ركضوا نحوه..
عدا مزون التي بقت في الزاوية خجلا من صالح..
وتميم الذي وقف في زاوية أخرى حرجا من نجلا..


ابتسم الطبيب.. وأخيرا ابتسامة: الحمدلله العملية ناجحة..


لتنهار نجلا بين يدي صالح وتسقط أرضا وهي تنتحب..
وأسرتها بكاملها تجتمع حولها.. والكل يتلقفها بالأحضان والتهاني والتهدئة..







*********************************






" كاسرة وين رحتي؟؟"


كاسرة تحتضن هاتفها وتخرج بالهاتف من عند والدتها النائمة لغرفة الجلوس..
وتهمس بخفوت: كساب اتصلت لك ومارديت علي..
وعقب أرسلت لك إني باروح مع إبيك..

كساب بحزم: كنت في اجتماع.. والمسج وصلني..
السؤال هو وين رحتي مع إبي؟؟

كاسرة تنهدت: المستشفى الأهلي!!

حينها تحولت نبرة الحزم لنبرة قلق عميق: ليش؟؟ حاسة بشيء؟؟ فيش شيء؟؟


كاسرة تنهدت: أمي هي اللي تعبانة..


تحولت نبرة القلق المثقلة باللهفة لنبرة قلق مختلط بالاهتمام وبالاحترام:
ليش عسى ماشر؟؟

كاسرة بحذر: تعال هنا واقول لك!!


كاسرة كانت قلقة من كيفية إخبار كساب بخبر حمل والدتها..
تجهل كيف ستكون ردة فعله..
لن يغضب بالتاكيد.. ولكنها تخشى أن يثور فيها لأنها لم تخبره قبلا..


وبشكل عام.. مطلقا لا تشعر بالذنب لأنها لم تخبره..
لأن هذا سر ائئتمنته عليها والدتها.. وكما حافظت على أسراره لابد أن تحافظ على أسرار سواه..

لكن الآن بما أن والدتها دخلت المستشفى.. سيبدأ الخبر بالانتشار..
وحقه الآن عليها أن يكون أول من يعلم!!


لم يستغرق حتى نصف ساعة حتى وصلها..
أدخلته لغرفة الجلوس..
وتركت الباب مفتوحا.. بينها وبين والدتها حتى تسمعها لو صحت من نومها..

كساب جلس وهو يهمس بنبرة خافتة عامرة بالقلق: وش فيها عمتي؟؟

كاسرة صمتت لثوان ثم همست بسكون: حامل!!

كساب اتسعت عيناه بذهول وبدا لدقيقة غير قادر على الاستيعاب: نعم؟؟

كاسرة بابتسامة لم تستطع منعها: سمعتني!!

حينها لم يستطع إلا أن ينفجر في الضحك وهو يحاول كتم صوت ضحكاته حتى لا تصل للنائمة في الداخل..

كاسرة اتسعت ابتسامتها بعفوية وهي تراه يضحك هكذا.. بل لأول مرة تراه يضحك بهذه الطريقة..


كساب يحاول أن يتماسك من ضحكاته: بصراحة خبر الموسم.. كان ودي أكون من يبشر إبي.. وأشوف وجهه بس!!
مهوب هينين الشيبان.. يبون يغطون علينا..
من جدش كاسرة؟؟ من جدش؟؟
لحد الحين ماني بمصدق!!


كاسرة بابتسامة متسعة: ليه هم مسوين جريمة؟؟
إذا أنت شايف إبيك شيبه.. ترا أمي توها!!

انطفئت ابتسامة كاسرة قليلا وهي تهمس: بس كساب جاوبني بصراحة..
وتراني ماراح ازعل..
أنت فرحان بالخبر وإلأ..؟؟


حينها مد كساب كفه ليحتضن كفها وهو يهتف بحزم رجولي صميم:
وليش ما أفرح..؟؟ حتى لو شيبت أنا.. الأخوان عزوة...
وإبي واجد تعب معنا... دفن شبابه كله علينا.. يحق له الحين يستانس وينبسط..
إلا قولي لعمتي.. نبي منها بعد اثنين ثانين..
نبيها تجيب ولدين وبنت مثل ماجابت أمي..
أنا بس تفاجأت بالخبر.. لأنه كان غير متوقع!!


كاسرة بنبرة حذرة نوعا ما: ما أدري.. يمكن تكون من اللي يقولون..
اللي في سنهم المفروض يتفرغون لأحفادهم مهوب في طفل صغير يبتلشون فيه..
أو متى بيلحقون يربونه؟؟


كساب هز كتفيه بحزم: تدرين التفكير هذا أحسه أكثر تفكير متخلف وأناني في العالم..
لأنه أبيك وأمك ربوك ودللوك وخلاص... تبي الدلال اللي كان لك يروح لعيالك وحاسد فيه أخيك أو أختك الصغار..؟؟

زين أنت وين رحت يا الدبش العود؟؟
دلع عيالك بنفسك.. وخل الشيبان يستمتعون بولدهم الصغير..
ولا تحاتي.. بيجي ولدك نصيبه من الدلع من جدانهم لأنه هذي فطرة فيهم..

أما على العمر.. حد يدري متى يومه...؟؟ يمكن حن نودع قبلهم..
ياكثر اللي ماتوا وهم شباب وعيالهم ربوهم جدانهم.. وعاشوا لين زوجوهم وشافوا عيالهم!!

تدرين كاسرة.. يمكن فيني عيوب كثيرة بس عمري ماكنت أناني بذا الطريقة عشان أفكر ذا التفكير..



حينها احتضنت كاسرة عضده لتقبل كتفه وهي تهمس بابتسامة شفافة:
ياحلو التفكير الرايق ياناس!!
صاير تقول تحف..

كساب احتضن ذراعها وهو يهمس بخبث باسم: بس عقب ماخذتش..
أعترف إني بديت أصير أناني... وأبيش حقي بروحي أنا وبس..
أفكر بطريقة جدية أغار من ولدي.. عشانه بيأخذش مني!!


ابتسمت كاسرة بشفافية أكبر: أبي أدري من وين صاير تطلع مواهبك المدفونة..

كساب بنبرة استكانة تمثيلية: موجودة من زمان.. بس أنتي ما تعطيني مجال!!
ثم أردف باهتمام وهو ينظر لساعته: عندي اجتماع بعد ساعة..
أبي أسلم على عمتي قبل أروح..

كاسرة برقة: بس هي نايمة الحين..

كساب بذات النبرة المهتمة: زين بأطل عليها بس.. مايصير وصلت لين هنا وما أطل عليها..

كاسرة بتردد: أخاف تزعل إنك شفت وجهها..

كساب يبتسم: عاد أمش على ذا التفكير.. تقولين عجوز عمرها 80 سنة..
مهوب وحدها توها في نص الاربعينات ومتعلمة..

كساب وقف وتوجه ناحيتها.. وكاسرة توجهت للداخل خلفه..

كساب كان يريد أن يميل ليقبل جبينها.. لولا أن كاسرة شدته برجاء خافت:
تكفى كساب لا تقومها.. هي تعبانة كلش توها نامت... من فجر وهي صاحية..


كساب التفت وهو يهمس لكاسرة بخفوت محمل بنبرته اللئيمة:
ما ألوم أبو كساب يستخف على أمش!!
إذا أنتي عقب 20 سنة بتقعدين حلوة كذا..
وعد ما أتزوج عليش!!


كاسرة قرصته في عضده وهي تهمس بمرح شفاف:
تتزوج في عينك..
ما أرخص لك تتزوج ولا أبيح منك إلا لو كنت أنا مودعة الدنيا بكبرها!!






****************************************





" نجلا فديتش اقعدي شوي!!"


نجلا بنبرة حزن مثقلة بالألم المعنوي قبل الجسدي: تعبانة سميرة.. تعبانة.. الحليب تحجر في صدري..
وصدري ذابحني!!
وياخوفي عيالي كلهم بيطلعون من المستشفى وأنا خلاص مافيني حليب!!

سميرة بمؤازرة: روحي لمستشفى الولادة خلهم يشفطون لش الحليب..
أنا عند غنوم..
ولو إنه وقفتنا كذا عند القزاز مالها فايدة.. هم قايلين ماراح يسمحون لحد يدخل عليه لين يتجاوز 48 ساعة..


نجلا تنهدت: قلبي مهوب قاويني مخلية كل واحد منهم في مستشفى.. وارجع للبيت..

سميرة بتأثر: زين وعزوز وخويلد مالهم نصيب!!

كانتا الاثنتان تتحاوران ولم ينتبها لمن كان يقترب..
كان صالح وبيده شيء صغير ملفوف..

نجلاء حين رأته شهقت بكل قوتها.. وهي تتهاوى فعلا لتسندها سميرة!!

صالح ابتسم بأبوية شاسعة وهو يضع الصغيرة بين يديها ويهمس بحنان:
اخذي بنتش وروحي البيت..
أنا بأقعد عند غانم..


نجلاء احتضنت الصغيرة وهي تنتحب بشكل مؤلم..
وتقبل بلهفة كل ماهو ظاهر من وجهها الصغير!!

سميرة شدت الصغيرة برفق وهي تهمس من بين سيول دموعها الصامتة تأثرا لحال أختها:
نجلا بس ذبحتيها.. مافيها حيل لذا الحبب كلها..

نجلاء ضمت عباءتها على صدرها بحرج وهي تهمس باختناق:
سميرة خلينا نمشي..
ملابسي غرقت حليب من لما شفت إبيها جايبها!!







*******************************************







" وضحى أنتي تبكين؟؟"


وضحى تهمس في الهاتف باختناق وهي ترد على جزع كاسرة:
أمي وينها؟؟ أتصل عليها تلفونها مسكر!!
أبيها تجيني الحين أو أنتي تجيني.... لو نايف هنا كان جيتكم بنفسي..
بس نايف في الدوام..


كاسرة تهمس بثقة تخفي خلفها ارتباكها: أنا وأمي مانقدر الحين..
أنتي وش فيش؟؟ عسى ماشر!!


وضحى بذات نبرة الاختناق: تخيلي كاسرة.. أنا رايحة للمطبخ أسوي حلا عشان سلطانة قالت لي إنها بتجي تتقهوى عندي!!
تجيني الخدامة.. تقول سلطانة جاية عندها غرفة الغسيل تشوف غسيل ملابس نايف وكويها..زين وإلا لأ ؟؟

ليه يعني وش شايفتني؟؟ ما اعرف أرتب أغراض رجّالي..
بأموت كاسرة بأموت.. ما أقدر أقول شيء لانها ماواجهتني..
وما ابي أروح أقول لها ليه تروحين من وراي؟؟

كاسرة تنهدت: شوفي وضحى.. أنا ما أقدر أنصحش في ذا الموضوع...
لانه لو هو أنا.. كان تصرفت تصرف يخلي نايف وخواته يقفون على رؤوسهم..
بس أمي حذرتني أنا بالذات ما أعطيش نصايح في ذا الموضوع..
فخذي عقب من رأس أمي!!


وضحى تنهدت: خلاص كاسرة.. أنا بس كنت أبي أشتكي لا أنفجر.. انا بأتصرف..
بس أمي وينها؟؟ أبي أصبحها بالخير بس!!


كاسرة شدت لها نفسا عميقا: اتصلي في نايف واستئذنيه تطلعين..
وأنا بأرسل لتميم رسالة يجيبش..
أبيش أنتي وتميم تجوني الحين!!





.
.
.






صامتان كلاهما منذ أبلغتهما كاسرة بالخبر.. وهي تحمد ربها أن والدتها نائمة
حتى لا ترى ردة الفعل المبهمة لتميم ووضحى..


قد يكونان كلاهما مصدومان من الخبر...
ولكن سبحان الله.. ظروف كل منهما الحالية.. هيأته لتقبل الخبر تماما..

وضحى.. الصغرى.. أصبحت ربة بيت.. مشغولة بمشاكلها الشخصية..
وهي منذ البداية من كانت أجبرت والدتها على هذا الزواج..

فهل تستنكر الآن أن ينتج عن الزواج الذي سعت له هي طفل؟؟


تميم.. ربما لو تلقى الخبر بالامس.. لكان أبدى امتعاضا ما منه..
ولكنه الآن متقبل له.. بل يدعو الله أن يحفظ هذا الجنين لأمه حتى لا يشعر بمزيد من الذنب!!

فهو يشعر بإحساس ذنب شديد المرارة أنه هو السبب لما حدث والدته حتى لو لم يقل له أحدا ذلك..
بل وزادها بالتهجم على عمه بدون ذنب!!!
فهو ربما برضاه عن الخبر يكفر عن ذنبه تجاه الاثنين كما يشعر به!!


كاسرة همست وأشارت بحزم في ذات الوقت: وش فيكم ساكتين؟؟
حد منكم معترض؟؟


تميم هز كتفيه: ومن اللي يعترض على رزق رب العالمين.. بس الخبر صدمنا شوي!!

وضحى لم تزد على أنها همست بتأثر: أمي عسى مهيب تعبانة الحين!!

كاسرة تنهدت: تعبانة شوي..
تبي لها شوي راحة وتكون زينة إن شاء الله!!






*********************************








" ليش تقعدينه في حضني؟؟
كنت أبي أقعده في حضن زايد!!"


ابتسمت عفراء وهي تنظر لزايد جالسا في حضن والده المبتسم الذي يغمره بقبلاته الحانية: ابيه يطلع مثلك..


ابتسم منصور: يا بنت الحلال كان خليتينا نقعده في حضن زايد وإلا علي..
كود ما يجيه طبايعي الخايبة أنا وكساب!!
لأنه كساب زايد قعده في حضني وأنا عمري 15 سنة..

عفراء بمودة غامرة: ياحظه لا طلع مثلك أنت وكساب!!


(لدينا معتقد طريف.. أنه الطفل لا يقعد بشكل مستقيم حتى يكمل أربعة أشهر وزيادة..
حتى يصبح ظهره طويلا!!..
ثم حين يجلس إن كان صبيا ففي حضن رجل وإن كانت صبية ففي حضن امرأة..
ولا يكون الاختيار عشوائي.. بل يكونان من أهل الخير والكرم "والسنع"
حتى يصبح الصغير يشبه من جلس في حضنه!!

وهو مجرد معتقد قديم طريف.. ماعاد أحد يقوم به إلا على سبيل التكريم!!
يعني حينما تجلس ابنك في حضن أحدهم لأول مرة تنبئه كم أنت تقدره وتحترمه!!)



منصور يبتسم وهو يمدد زايد على في حضنه ويلاعبه: على طاري كساب أشوفه ذا الأيام النفسية فوق الريح..
والابتسامة 24 ساعة شاقة..

ابتسمت عفرا: فديت قلبه.. شكله استقر حاله.. عقب حمال مرته!!

منصور بنبرة مقصودة: عقبال مايستقر حال عيالنا!! ويجيبون لنا عيال!!

ضحكت عفرا برقة: أما أنت يامنصور الظاهر إنك شيبت..
ماعاد وراك سالفة غير فهد وجميلة. خلهم في حالهم وانسى منهم..


ضحك منصور وهو يحك رأسه بتفكير: أنسى منهم؟؟ صعبة ذي..
بس بأحاول..

ثم أردف بخبث: بأنسى منهم إذا جبتي لي ولد ثاني وإلا بنية..
عشان واحد ما يكفي يشغلني!!
تدرين حتى اثنين مايكفون!!
إذا جبتي أربعة فكيتهم مني ومن حنتي ونشبتي في حلوقهم!!

ثم أردف برجاء باسم مغلف بحزمه الطبيعي: يا الله عفية على الشاطرة.. عمر زيود قرب على خمس شهور.. خلي المانع!!

ضحكت عفراء بذات الرقة: بس منصور.. لا تحاول..
يعني قعدت وراي لين خليتيني قدمت تقاعد..
بس خلاص مهوب كل شيء ينفع فيه الـحَنة..

رفع منصور حاجبا وأنزل آخر وهو يهمس بخبث باسم : زين نشوف حنتي بتجيب نتيجة وإلا لأ !!







************************************






" ياربي عليش يانجلا!!
صدق عرق خالي هريدي العاطفي ضارب عندش التوب!! "


نجلا تحتضن صغيرتها بين ذراعيها ودموعها تسيل بغزارة وهي تهمس بصوت مبحوح تماما:
ماتخيلت ياسميرة ولا حتى واحد في المية إنها ممكن ترضع من صدري..
صار لها شهر في الحضانة ويعطونها رضاعات..
ماتوقعت إنها ممكن تقبل صدري!!


سميرة متأثرة بالفعل.. ومع ذلك تحاول التماسك من أجل نجلا:
شفتي أشلون إحساسها فيش سبحان الله..
بس يا نجلا طالبتش.. شوفي أشلون عيون خالد وعزوز متعلقة فيش..
وكل ماشهقتي الثنين فزوا..


نجلا ناولت المها لسميرة.. ثم نهضت بنفسها لتجلس بين الأثنين وتحتضنهم بقوة حانية..
وتهمس لهم بحنان: تبون تروحون تلعبون وتتعشون عقب برا؟؟

الاثنان هزا رأسيهما بجذل طفولي..

ابتسمت نجلا بحنان غامر: خلاص أنا بأكلم غانم وهزاع اللي منهم فاضي بيوديكم..
والمرات الجاية بابا هو اللي بيوديكم..
ولا صاروا أخوانكم الصغار زينين أنا بأروح معكم بعد!!








****************************************









" باركي لأبيش!!"


مزون تهمس بابتسامة شفافة وهي تنظر لغانم الذي يلبس حتى يذهب بابناء شقيقته:
أبارك له بويش.. بشرني!!
خذ مشروع كبير؟؟

ابتسم كساب وهو يخفي توجسه من ردة فعلها على الخبر: كل مشاريع أبيش كبيرة اللهم لا حسد...
شيء أحسن بعد؟؟

مزون بمرح: أمممممم صار وزير؟؟

ضحك كساب: يستاهل.. بس بعد لا!!

مزون برجاء: كساب يا الله فديتك.. قل لي..


كان غانم ينظر لها ويبتسم وهو يرى كم ابتسامتها مشرقة لمجرد أنها تهاتف كساب (اللهم أوعدنا!!)

لذا انطفئت ابتسامته ما أن رأى ابتسامتها انطفئت وصوت كساب المرح يصب في أذنها:
بابا بيصير بابا للمرة الرابعة..

كساب صمت لثوان ينتظر ردها.. لكن الرد لم يصله.. لذا همس بقلق:
مزون حبيبتي وش فيش؟؟

أجابته بتبلد: مافيني شيء بس مصدومة!!


كساب تنهد: أنا كنت عارف إنش يمكن تضايقين من الخبر..
عشان كذا قلت أبلغش في التلفون ما أحب أشوفش متضايقة..
والشيء الثاني قلت يوصلش الخبر قبل ما تواجهين إبي..
عشان إبي يستاهل إنش تكونين فرحانة عشانه!!

مزون بذات التبلد: بس أنا لا فرحانة ولا زعلانة!!


غانم اقترب ليجلس جوارها.. شعر أن هناك شيء غير طبيعي يحصل!!


كساب شد له نفسا عميقا ثم هتف بحزم:
أنتي الحين مرة متزوجة ولاهية في حياتش.. وبكرة بتحملين..
إذا جيتي فرحانة بحملش وقلتي لأبيش يبه أنا حامل..
وقال لش: خير.. لاني بفرحان ولا زعلان!!

وش ردة فعلش؟؟

مزون تنهدت: أكيد بأحزن... وأخذ على خاطري!!

كساب بحزم: وصلنا خير..
الإحساس اللي تكرهين إن إبيش يحسسش فيه.. لا تحسسينه فيه!!



انتهى الاتصال
مزون وضعت هاتفها جانبا ثم مالت لتضع رأسها على كتف غانم..
غانم احتضنها بحنو: عسى ماشر؟؟


مزون بذات النبرة المتبلدة: مرت إبي حامل..


غانم ابتسم: أفا يامزون.. عقب ماكنت ما أسمعش تقولين لها إلا عمتي مزنة..
ولا كلمتيها تقولين يمه... الحين صارت مرت أبيش بس!!
والمرة تتصل فيش وتسأل عنش.. أكثر حتى ما أمي تتصل فيني!!


مزون بذات النبرة المتبلدة: أنا ماني بزعلانة من عمتي.. أنا زعلانة من إبي!!

حينها ضحك غانم: لا.. حالتش صعبة..

مزون زفرت: أدري حالتي صعبة.. وكلامي مهوب منطقي..
بس غصبا عني..
تخيل 23 سنة وأنا الحشاشة.. الحين يجي غيري..
أدري تفكير أناني.. بس غصبا عني!!


غانم تنهد بابتسامة: أجل أختي سميرة وش تقول؟؟
20 سنة وهي بروحها.. وعقبه يجي وراها 2 ورا بعض وهي موجودة في البيت وهي اللي ساعدت أمي فيهم..
لكن انتي خلاص.. صرتي عند رجال.. ومشغولة في حياة جديدة..
لو صار ذا الحمل وأنتي عندهم.. أدور لش عذر..
بس الحين لأ..

ثم أردف وهو يغمز: وين اللي اليوم الصبح عطتني محاضرة في العظم إن الواحد لازم مايكون أناني!!
ويفكر في غيره مثل مايفكر في نفسه!!






*************************************






في الليل
.
.


أربع فتيات مجتمعات عندها...
تشعر بالحرج أن تضع عينيها في أعينهن..
كلهن مبتسمات.. ويتبادلان الحوارات المرحة..
ولكنها تعلم أن كل واحدة منهن تخفي شعورا مبطنا بالألم!!
أو لنكن أكثر تحديدا.. ثلاث من الفتيات الأربع!!


فكاسرة منذ البداية تقبلت الخبر بأريحية!!


وضحى تختزن شعورا غريبا بالاحتياج.. فهي فعلا تحتاج لأمها وقوتها في مواجهة ظروف حياتها الجديدة..
ولكن ربما كان هذا ختاما في مصلحتها.. فهي من يجب أن تجابه مشاكلها بنفسها..
وهي تعلم يقينا أنها غير عاجزة عن ذلك.. لكنها احتاجت للنصيحة الممزوجة بالخبرة التي لا يستغني عنها عاقل!!



مزون تختزن شعورا غريبا بالغيرة.. قد تكون حدته خفت مع خفوت الصدمة..
ومع كلام كساب وغانم وحتى علي الذي هاتفها فور معرفته بالخبر!!

اتصلت وباركت لوالدها وهي تظهر فرحها من أجله فقط..
ومع ذلك بدا لها في نبرته الحازمة المعتادة رائحة حزن عجزت في تفسيرها!!


سميرة... حزن شفاف وسعادة شفافة.. كما هي تماما بشفافيتها!!
سعيدة من أجل عمتها مزنة التي تحبها كأم وصديقة..
ولكنها حزينة من أجل نفسها... فحتى عمتها رزقها الله بالحمل...
فمتى يرزقها الله عز وجل!!



حين عادت مزنة للنوم.. خرجن الفتيات لغرفة الجلوس..
تنام كثيرا.. كما لو كانت تهرب بالنوم من شيء ما!!


وضحى هتفت بمودة: كاسرة ترا أنا اللي بأنام عند أمي الليلة!!

كاسرة برفض قاطع: لا والله ما تنامين عندها..
توش عروس مالش 3 أسابيع وتبين تخلين نايف؟؟


حينها هتفت سميرة بحزم: وقبل ماتكثرون الحلايف..
والله مايقعد عندها غيري لين تطلع من المستشفى..
وحدة منكم عروس والثانية حامل..
إلا لو أنتو منتو بعاديني بنتها مثلكم.. هذا شيء ثاني؟!!


لم تترك لهن سميرة مجالا بهذا الكلام وكاسرة ترد عليها بمودة:
أنتي بنتها مثلنا وأكثر.. بس عاد مهوب تقعدين عندها لين تطلع..
بنتبادل؟؟

سميرة برفض: لا.. لا تحاولين..
في الليل بأنام عندها.. الصبح بيمرني تميم يزورها.. تعالي معه.. واقعدي عندها وأنا بأروح لدوامي!!







***************************************







" هاحبيبتي شأخبار موعدش اليوم؟؟
سامحيني بس تدرين عملية ولد صالح اليوم..
وأنا وإبي رحنا وقعدنا في صالة انتظار الرياجيل لين خلصت العملية.."


جوزا بمودة: الحمدلله على سلامته.. تستاهلون سلامته
أما موعدي..تمام.. وكل شيء زين..
وهانت.. كلها أسبوع وأدخل التاسع...


عبدالله يبتسم: ياربي ما تتخيلين وش كثر متشفق على جية ذا الصغنون..
طبعا حبيبنا حسون ماحد فيه ينافسه..
بس هذا انتظرته يوم بيوم وأسبوع وبأسبوع وشهر بشهر..
رحت معش المواعيد.. وسمعت دقات قلبه وشفته يتحرك في بطنش..
واشترينا أغراضه كلها سوا.. خلاص مافيني صبر عشان أشوفه وأشيله!!
حاس إني يوم ولادتش يمكن يصير لي من الشفقة..


جوزاء انتفضت بجزع رقيق: بسم الله على قلبك!!
ثم أردفت بابتسامة حانية: على كثر ما تناقشنا عن ذا المولود كل ما نجي على اسمه.. تغير السالفة..
خلاص ماعاد فيه وقت.. خلنا نتفق على اسم!!
لو بنت وش نسميها؟؟

عبدالله بإبتسامة حانية: سميها على كيفش.. الاسم اللي يعجبش!!


ضحكت جوزا : لو علي كيفي على كيفي... بأسميها (صيته) على اسم أمي!!
بس عشان ماحد من الجدات يزعل لا صافية ولا صيته..
وبنتي ما تتعقد من أسماء العجايز أبي أسميها ( الهنوف) عشاني أحب الأسماء اللي بأل التعريف..


عبدالله بمودة صافية: الهنوف الهنوف.. حلو..

جوزا بمودة مشابهة: ولو ولد؟؟

عبدالله صمت لم يرد عليها.. حينها احتضنت جوزا ذراعه وهي تسند خدها لعضده: حبيبي لو بغيت تسميه خالد ترا ما عندي مانع..

عبدالله تنهد وهو يمد يده الحرة ليربت على خدها: ولو سميته خالد.. بيرجع خالد؟؟

جوزاء برقة: بنسميه خالد على عمي!!

عبدالله شد له نفسا عميقا وهتف بتنهيدة: ما أبي أسمي خالد.. إبي عارف غلاه بدون ما أسمي عليه!!
وصالح سمى عليه.. وعقب أكيد فهد وهزاع...
أنا مشتهي أسميه فهد على أخي فهد..
إلا لو أنتي تبين نسميه فاضل ماعندي مانع؟؟

جوزا تقبل عضده وتهمس بمودة : يستاهل فهد نسمي عليه..
فهد بن عبدالله.. ياحلو الاسم.. رزة وكشخة !!!







********************************





" فهد.. فهد.. !! "


خرج وهو يجفف شعره بالمنشفة ويهتف بعفوية: نعم.. حبيبتي..!!


هي كانت تقف على مقعد التسريحة وتناديه حين سمعت صوته بعد أن خرج من الحمام لغرفة الملابس... حتى تناوله أغراضا أخذتها من الأدراج العليا..


لا تعلم كيف اضطربت أعصابها وهو يرد عليها هكذا (حـبـيـبـتـي)!!
ولأول مرة.. وبهكذا نبرة دافئة وعفوية إلى أقصى درجات الوجع!!


لذا اهتزت وكادت تسقط عن المقعد .. لولا أنه في لحظتها أزال المنشفة عن وجهه..
ليفجع أنها تكاد تقع.. ويسارع لتلقيها بين ذراعيه وهو ينزلها للأرض كما لو كان يحمل طفلة!!

ويصرخ فيها بغضب: أنتي خبلة.. وش مطلعش تالي ذا الليل..
تبين تكسرين أنتي وأبتلش فيش!!


جميلة أزالت كفيه عن خصرها وهي تبتعد عنه وتهمس بعتب:
يعني هذا اللي هامك... ما تبتلش فيني؟؟

فهد زفر وهو يقترب منها ويشدها.. ليجلس.. ثم يُجلسها على رجليه ويهتف بزفراته:
عاد لا تدققين على كل مصطلح يطلع مني ترا بتتعبين..
تدرين إني ما أقصد..
أنا بس تروعت عليش ياقلبي!!


جميلة صمتت.. بينما فهد احتضن خصرها بحنو وهو يهتف بإبتسامة:
يا الله لا يصير دمش ثقيل..
ثقل الدم لايق علي.. بس عليش لأ..


لا تعلم مابها فعلا.. بقدر ما باتت تتأثر فعلا من كل كلمة عذبة يقولها..
وكل لمسة رقيقة يناجي بها حواسها..
بقدر ما تجد نفسها تتبلد وتعجز عن الرد شفويا وجسديا..
هاهي صامتة.. يداها متشابكتين في حضنها!!


فهد باهتمام مثقل بالولع: جميلة وش فيش؟؟
متضايقة مني؟؟
خلاص الكلمة وسحبناها!!

جميلة هزت رأسها وهي تقف وتهمس بحياد:
لا والله فهد مافيني شيء... بس مرهقة شوي وأبي أنام!!






*********************************






" يبه وش فيك جعلني فداك؟؟
هذا أنا قاعد انتظر كساب وعمي يروحون عشان أسألك.."


زايد يلتفت لعلي ويهتف بحزم: مافيني شيء..


علي بعتب: تدس علي يبه؟؟


زايد نظر له نظرة سابرة وهتف بنبرة مقصودة: مثل مادسيت علي وقلت إن مرتك توحم..
وبلعتها أنا بمزاجي!!

علي ابتسم: زين وكشفتني.. تزاعلت أنا وشعاع زعل بسيط.. ورجعت..
وما حبيت أشغلك بسالفتي لأني كنت حاسك متضايق..
بس الحين وش الي مضايقك؟؟

علي أردف بحذر وشيء معين يخطر بباله: تكون منت براضي بحمل عمتي؟!!


زايد التفت له بحدة: ماعاد إلا ذا... لي أنا تقول ذا الكلام؟؟

علي بتراجع مهذب: يبه ماقصدت.. بس ماشفت فيه سبب مرتبط غير ذا!!

زايد بحزم: لا يا أبيك غلطان..
وأنا مافيني شيء.. فلا تشغل بالك فيني..



علي صمت.. فهو أكثر من يعرف من والده..
ومادام قرر الكتمان فلن يستطيع أحد استخراج مكنوناته أبدا!!



مرهق هذا الرجل.. مرهق حتى الثمالة!!

نعم وافق مزنة على ماتريد.. لأنه وافق رغبته هو..
فربما أراد أن يعاقب نفسه بداية من أجل وسمية...
لكنه الآن يريد أن يعاقب نفسه من أجل الاثنتين.. نفسه الصحيحة ترى أنها أجرمت في حق الاثنتين..
وهكذا يكون العقاب.. أن يحرم نفسه منها..
وهو يعذب نفسه برؤيتها أمامه...!!

الأمر الآخر الذي لا يستطيع نسيانه.. هو أثار أنامله على جسدها..
مجرد تفكيره في الأمر يجعل الحسرات تأكل روحه..
حسرة خلف حسرة!!

قد يفسره البعض محض حب تجاوز الحد.. وهو لم يقصد مطلقا أذيتها..
ولكنه ماعاد يأمن نفسه عليها..
يخشى عليها حتى من نفسه!!
يخشى عليها من حبه الذي لعظمته وامتداده ماعاد قادرا على السيطرة عليه!!


لذا لتنجو بنفسها منها..
ولينل هو عقابه بعيدا عن دفء موانئها!!







*****************************************







" يه.. الحلو هنا؟؟
توقعت بتنامين عند أمش..
ليه ما قلتي لي أجيبش أولا؟؟
وليش ماقلتي لي إنش هنا كان جيت بدري ثانيا؟؟"


كاسرة ابتسمت وهي تكتم صوت الأخبار التي كانت تسمعها:
سميرة حلفت هي اللي تنام عند أمي..
وجيت مع تميم!!
واتصلت لك تلفونك مسكر..


كساب يستخرج هاتفه من جيبه: يوه الشحن خلص.. وحن كنا نلعب بيلوت!!
لو دريت إنش هنا كان جيت من بدري بدل ذا اللعبة الفاضية..
اللي حرقت أعصابي وحن الفريق الخسران بعد..
وأنا واحد أكره الخسارة!!

قالها وهو يميل ليقبل خدها بتروي.. ثم يجلس جوارها..
همست برقة وهي تمد يدها لتحتضن أنامله: ومن خويك؟؟ عمك منصور كالعادة؟؟

زفر كساب بمرح رائق: لا والله ذا المرة إبي.. وعمي منصور كان مع علي..
وإبي عاد باله مع أمش مهوب معي في اللعبة!!

ثم أردف باهتمام وهو يغمز بعينه: إلا الشباب المتزاعلين وش أخبارهم؟؟
ما راضاهم اللي صار؟؟


كاسرة أخبرته أن والدته ستعود ولكن وفق شرط معين أخبرت كساب به..
لأنه بالتأكيد سيلاحظ وجود والده في جناح علي في الأسفل..
لذا لابد أن يتهيأ للخبر..


كساب احتضن كاسرة وهو يمرر أنامله عبر خصلات شعرها ويهمس بخبث شاسع:
تدرين لو كملوا أسبوع عقب ما ترجع أمش وكل واحد منهم في جناح..
يكون إبي يبي كورس مكثف من عندي!!
ويبي دعم لوجستي من ولده بعد!!








*************************************






بعد يومين
.
.
.

"نجلا الله يهداش جايبتها للمستشفى ليه؟؟
كان خليتيها عند أمي وإلا أمش!! "


نجلا تضمها لصدرها بجزع رقيق: ما أقدر ياصالح ما أقدر..
أصلا لاخليتها ودخلت الحمام حتى..
أحس إني مثل المقروصة لين أرجع لها!!


صالح ضحك بحنان: وين اللي كانت بتموت من الغيرة من بنتها.. وماتبي غير ولدها..


ابتسمت نجلا بحنان أكبر.. وهي تميل على كف غانم الصغير تحتضنه برفق وتحتضن ابنتها بقوة أكبر بيدها الأخرى:
خل ولدي يطلع.. وأقط بنتك عليك..


صالح مازال يضحك: ياخوفي تأخذين الاثنين وأنا أقعد أعد الطوف..
لأنهم بيشغلونش حتى تطلين في وجهي!!






**************************************







" يمه الله يهداش.. أشلون تطلعين؟؟
توش مالش 3 أيام..
أنتظري لين تكملين الأسبوع!!"


مزنة بإصرار: ما أقدر.. قلبي يغلي على إبي.. والدم خلاص وقف معي..
والإبر بأرجع أخذها في موعدها..

كاسرة بإصرار أكبر: بس يومين يمه.. يومين... جدي كل يوم أطل عليه طيب وبخير..

وضحى باهتمام: حتى أنا يمه كل يوم أمره.. والله إنه طيب..
يمه عليش ذنب في ذا النفس اللي بطنش.. لازم ترتاحين شوي..


مزنة تنهدت حينها وهي تتوجه بالسؤال المباشر لوضحى: زين قولي لي..شأخبارش مع خوات رجالش؟؟

وضحى ابتسمت ابتسامة أقرب للبكاء: هذا أنا أحاول أتصرف بدبلوماسية..
بس شكل الدبلوماسية مهيب نافعة..

كاسرة حينها همست بحدة: أنتي لازم تعرفين أشلون توقفينهم عند حدهم.. مهوب كل شيء يتدخلــــ .......


مزنة قاطعتها بصرامة: كاسرة أظني عطيتش قبل أمر صريح إنش ما تعطين وضحى نصايح في ذا الموضوع بالذات..

كاسرة بغضب: أنا مارضيت أقول كلمة إلا قدامش وإسأليها..
بس خلاص خليهم يركبون على ظهر بنتش..
وبكرة يقولون لها حتى أمش لا تروحين تزورينها...
ويربون عيالها بدالها!!

مزنة همست لوضحى بحنان حازم: يأمش شوي شوي..
لاتخلينهم يزودونها عليش..بس في نفس الوقت إياني وإياش تقللين احترام وحدة منهم..
مهما كان هذولا عجايز قبل مايكونون خوات رجالش!!

وضحى هزت راسها بيأس: خير يمه.. خير!!!



مزنة تنهدت وهي تتلفت حولها: سميرة وين راحت؟؟ صار لها ساعتين رايحة..
هذا كله تزور صديقتها..
اتصلي عليها وضحى شوفيها ليش تأخرت..
روعتني عليها الله يهداها..

وضحى باستغراب: أي صديقة تزور.. كل صديقاتها صديقاتي!!

كاسرة هزت كتفيها: ما أدري أول ماجيت قالت لي هي تبي تروح تزور صديقة لها جايبة ولد البارحة..


وهما تتحاوران.. دخلت سميرة وهي تسلم..
فاجئتها وضحى بالسؤال: من اللي ولدت؟؟ ماخبرت حد من ربعنا حامل؟؟

سميرة تغمز لوضحى: غادة ولدت.. أنتي نسيتي؟؟

وضحى لم تنتبه بعد للغمزة: أي غادة؟؟

سميرة بتأفف غير ظاهر وهي تغمز لوضحى: غادة يالخبلة.. غادة!!

وضحى انتبهت وهمست باصطناع: إيه غادة ياحليلها.. لازم أروح لها أنا بعد..

قد تكون مزنة لم تنتبه لأنها كانت على سريرها ولكن كاسرة لم تفتها الإشارات بل حتى ماقبل الإشارات.. لذا همست بتقصد:
زين لا رحتوا كلكم لغادة.. اخذوني معكم أسلم عليها..


سميرة تنهدت.. يبدو أنها مجبرة على إخبار الاثنتين أين ذهبت..
وهو على العموم ليس بالامر الخطير.. وتعلم أن الاثنتين كتومتين لأبعد حد!!







********************************








" ها يا أبيك.. يا الله نروح..
خلني أدعي أمجد يقرب كرسيك!!"



عبدالرحمن بتقصد يخفي خلفه توجسا وأملا وإيمانا تعاظمت كلها في نفسه:
يبه المسجد قريب من البيت.. وخاطري أول مكان أطلع معك منه أمشي هو المسجد..

أبو عبدالرحمن شعر بتثاقل أنفاسه وهو يهمس بلهفة موجعة:
أكيد يا أبيك تقدر..؟؟

عبدالرحمن يشعر بتأثر حقيقي.. فالجو كله يبدو غاية في الروحانية: عطني يدك وإن شاء الله بقدر...


أبو عبدالرحمن مد يده ليوقف عبدالرحمن الذي كان على كل حال مازال يصلي على كرسي لصعوبة الانحناء عليه..
ولكنه كان قد بدأ بالوقوف منذ تحسنت حالته.. وهو يصلي خلف والده حتى لا يلاحظه!!



عبدالرحمن بدأ يتحرك ببطء ومع كل حركة يقفز قلب أبي عبدالرحمن لحنجرته..
حتى خرجا من باب المسجد وأبو عبدالرحمن يمنع دموعا غالية من الانهمار!!
وهو يتمتم بكثير من الحمد والشكر لله عز وجل!!


كاد قلبه يتوقف فعلا من السعادة وهما يصلان لباب المجلس ويصرخ لأمجد بفرحة عارمة:
ود عبدالرحمن داخل..
أنا رايح ذا الحين أتفق مع المطعم يمد السماط في الصناعية من الليلة!!







*********************************************









" ها أم زايد وش أخبار مرت زايد؟؟"



عفراء تركب جواره وتغلق بابها بسكون وهي تهمس بنبرة محايدة: زينة الحمدلله؟؟


سألها بشكل مباشر وصريح .. ووديّ: زعلانة عشانها حامل؟؟

عفراء بذات السكون : زعلانة لأ.. متضايقة؟؟ بعد لأ..
بس متأثرة.. وغصبا عني!!


حينها هتف منصور بحزم: ترا يأم زايد رجّال غيري.. ممكن يزعل من تأثرش..


عفراء استدارت بجزع وهي تنسى موضوع مزنة : أفا يا أبو زايد.. ليه؟؟


منصور بذات الحزم: لاني شايفش قاعدة تغارين على زايد نيابة عن أختش اللي ماتت من 18 سنة..
يعني أنتي تبين تطابنين بدل قبر؟!!


صمتت عفرا.. تعترف أنه أحرجها فعلا.. بل بالغ في إحراجها وبعبارة بسيطة وموجزة وحادة...


منصور هتف بذات الحزم: أنا ما أقول إني ما أقدر تأثرش من غلاش عندي..
بس لا جيتي للحق ترا ذا التاثر كله مايدخل ذمة العقل بريال..

يعني لا أختش حية عشان تحس بالقهر..
ولا عيال أختش صغار عشان تحاتينهم..
ولا فلوس زايد شوي.. عشان تخافين عيال مزنة يشاركونهم في الورث..
وزايد من الحين كاتب لكل واحد من عيال أختش اللي يعيشه ملك..
يعني وش مبرر التأثر ذا..؟؟



جعلها تبدو سخيفة ومحدودة التفكير في عين نفسها بالفعل.. ومع ذلك هناك فعلا سبب حساس لتأثرها..
همست بهذا التأثر: يعني ما تشوف إنه كان يحب مزنة وأختي حية وتعرف بعد.. سبب يقهر ويوجع..

منصور بذات الحزم: يوجع ويقهر لو زايد جرح أختش في يوم بكلمة وحدة عشان مزنة أو غيرها وهو قاصد..
يوجع ويقهر لو أختش عادها حية..

بس أختش ماتت.. ماتت الله يرحمها.. ادعي لها بالرحمة وتصدقي عنها.. لأن هذا اللي هي محتاجته بس..

تأكدي إنش لو تخيرينها الحين وهي عند رب كريم.. بين تأثرش ذا السنين كلها..
وبين ريال واحد تصدقين به عنها... فهي بتختار الريال..







***************************************






بعد ثلاثة أيام
.
.



تعود أخيرا لبيتها بعد أن مرت والدها أولا...
بدت خطواتها بين ردهات البيت قاسية عليها..
والأقسى على روحها أنها لم تره منذ اشترطت عليه كيفية حياتهما معا!!

لم يلاحظ أحد غيابه عن زيارتها...
لأن الجميع كان يظن إنه يأتي في وقت عدم تواجده..
بينما هو لم يأتي أبدا!!


وهاهي تعود لتنفذ الشرط المتوحش القاس على كليهما!!
وكما كان موافقته على شرطها من أجلها..

فهي كان طلبها للشرط من أجله..
ومن أجـــلــه فـــقــــط!!!!


تنهدت وهي تستند على يد كساب لتصعد..
كساب كان يريد أن يحملها.. لكنها حلفت ألا يفعل..
لذا كان يسندها وهو تقريبا لا يدع قدماها تلمسان الأرض..

وكاسرة تمشي خلفهما تحمل عباءتها ..


حين أوصلها كساب لسريرها.. هتف بمودة: تبين شيء يمه؟؟

همست مزنة بمودة مشابهة: لا فديتك..!!

كساب التفت لكاسرة بثقة: باتعشى في المجلس مع إبي وعمي وبأجي..

كاسرة هزت رأسها.. وهي تلتفت لأمها وتهمس بحنان: يا الله بجيب عشا وأتعشى انا وإياش..

مزنة تخلع برقعها وشيلتها وتضعها جوارها وهي تهمس بهدوء:
ما ابي ماني بمشتهية..

كاسرة ابتسمت: إذا أنتي ما تبين تغذين أخي.. غذي حفيدش.. أنا جوعانة..
ولو ما تعشيتي ماني بمتعشية..

حينها همست مزنة بسكون موجع : زايد شأخباره؟؟ يأكل زين؟؟

كاسرة همست بسكون مشابه فهي تعرف مشاعر والدتها جيدا وتفهمها:
الأيام اللي فاتت أنا مشغولة معش...
بس أسأل الخدامة عنه.. تقول الصبح يطلع ماتريق..
ومايرجع إلا في الليل!!
في الليل أسأله تعشيت تغديت؟؟ يقول لي الحمدلله..
وما يسأل إلا عن شيء واحد.. عنش.. وعن صحتش؟؟ وعن أكلش؟؟


مزنة صمتت..
الآلام تعاود حصار فؤادها بلا هوادة..

هل يهديها معاناته طوال ثلاثين عاما ؟؟
هاهي خلال أشهر باتت تشعر كما لو كانت تعاني معه منذ الأزل..
متخمة بألم بات يتسرب عبر خلايا جسدها التي امتلئت بقيح الوجع وتشربت به!!

وهي صامتة.. لا تشتكي..
ولـــن تشتكي!!







*****************************************







" وضحى الله يهداش.. ما أبي مشاكل بينش وبين خواتي!!"


وضحى بصدمة: مشاكل؟؟ مشاكل ويش؟؟ أنا اشتكيت لك من شيء؟؟


نايف يتنهد وهو يشد كفها ليجلسها ويجلس جوارها:
يا قلبي يا وضحى يا حبيبتي أنتي ما اشتكيتي بس هم يشتكون..
وتونا يا الله كملنا شهر من تزوجنا!!

حينها همست وضحى بنبرة أقرب للحزن: وعشانهم هم اللي اشتكوا أكون أنا اللي غلطانة لأني ما اشتكيت ولا فتحت ثمي؟؟


نايف بدأ يشعر كما لو كان في دوامة فعلا.. ويشعر بالصداع من كل هذا..
زفر بيأس أقرب للغضب: أنا قلت لش خليش مرنة معهم.. عجايز وش يبون إلا الكلمة الطيبة؟!!


وضحى زفرت بألم حقيقي: زين خلنا من سوالف واجد يوجعوني فيها.. وماقلت لك عنها شيء..
خلنا في الليلة.. وأسأل خواتك لو تبي..

هم عارفين زين إن امي بتطلع من المستشفى الليلة..وكنت علمتهم من قبل إني أبي أروح لها..
ومع كذا جاوو واقعدوا عندي وتعشوا عندي.. ومارحت لأمي ولا فتحت ثمي.. وأنا أرحب وأهلي..

أخرتها مستلمين أمي.. إنها عجوز وحامل وما تستحي على وجهها وليش ما كلت مانع..

أنا وش رديت؟؟ وش قلت؟؟
كل اللي قلته وبطريقة عادية.. هذي أختك فاطمة في سن أمي وحامل.. ليش ماكلت مانع..
وأختك الجازي اللي أكبر منها وأكبر من أمي توها جايبة بزر.. وهي جدة لخمس بزران..

هبوا فيني كلهم.. إني لساني طويل وما أحترم حد ولا أحشم اللي أكبر مني!!
تخيل أنا بروحي وهم 3.. وكل وحدة منهم تقط كلمة أكبر من الثانية..

قل لي أنت.. وش تبيني أقول عشان أقوله؟؟
إيه حلال عليكم وحرام على أمي.. وقطعوا في لحم أمي وأنا أسمع عليكم بالعافية..


وضحى كانت تتكلم وصوتها يرتعش.. وهي تصل للختام انفجرت في البكاء..
رغم أنها لم تكن تريد أن تبكي مطلقا!!
ولكن رغما عنها.. فقد احتملت خلال الأيام الماضية الكثير من تدخلهم في حياتها..
وهي تحاول بلباقة وذكاء أن توقفهم عند حدود معينة!!

لكن أن يصل الأمر إلى تجريحها عن طريق والدتها وبهذه الطريقة المؤلمة..
فالأمر فاق الاحتمال!!


نايف شدها بجزع ليحتضنها وهو يهمس بتهدئة حانية: خلاص حبيبتي.. خلاص..
امسحيها في وجهي يا بنت الحلال..
أنا مادريت إن السالفة كذا..!!
خلاص أوعدش ذا المرة ما أسكت.. عمتي مالهم طريق عليها يتكلمون عليها وقدامش!!






****************************************






" الحمدلله على سلامة أمش مزنة..
عشان ترتاحين شوي وتقرين عندي!! "


سميرة تشير بإبتسامة شفافة تخفي خلفها ألما شاسعا: الله يسلمك!!


تميم يلاحظ اليوم غرابة في تصرفاتها.. وهو يريد أن يخبرها بأمر مهم لذا أشار بحذر:
ترا نتايج الفحوص وصلت قبل كم يوم..
بس أنا كنت أبي أمي تطلع من المستشفى عشان أقول لش!!





#أنفاس_قطر#
.
.
.
.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#   رد مع اقتباس
قديم 22-03-11, 07:15 AM   المشاركة رقم: 10244
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 158349
المشاركات: 99
الجنس أنثى
معدل التقييم: سيد الغيد عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 12

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سيد الغيد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ألف ألف مبروك ام سوسو ..
تستااهلين كل خير والتميز ماا يليق الا لك ..

وبالنسبه للتوقعاات ..

اتوقع مزنه تسقط بعد هالضغوطات اللي صاارت عليهاا ..
وتمسك زاايد بهاا بعد التسقيط بيثبت لهاا انه يحبهاا لشخصهاا مش لحملها بولده ..

بانتظاارك ..

 
 

 

عرض البوم صور سيد الغيد   رد مع اقتباس
قديم 22-03-11, 08:04 AM   المشاركة رقم: 10245
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2010
العضوية: 195810
المشاركات: 74
الجنس أنثى
معدل التقييم: إشراقهـ عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 11

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
إشراقهـ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

يعطيكي الف عافية نفوسة عالبارت الحلو
ألف مبروك لك نفوسة وتستاهلين كل خير

مزنة متألم جدا لأجلها ان شاء الله ماتسقط
وضحى الله يعينها كنت معتقدة اول ان تصرفات اخوات نايف مجرد اهتمام مفرط لكن للأسف وقحات بحق ووضحى ماقصرت يستاهلو اللي جاهم
سميرة اتوقع عندها مشاكل بسيطة تمنعها عن الحمل
كساب رائع تغيره
جميلة متى راح تتقبل فهد وهو الحين يعاملها بهذه الطريقة وتغير من اجلها !!
ممكن اذا حست انها بتفقده

زايد نتائج تهوره يتحملها
إشراقهـ

 
 

 

عرض البوم صور إشراقهـ   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مـــ كاسره ــزنه زايــ كسـاب ــد", آه يا قلبي ،أحلى رواية رومانسية ، رواية تجنن ،رواية خطيرة موت, أنفاس ليلاس العطرة في رائعتها الثالثة, أنفاس قطر+بين الأمس واليوم, الجزء الحادي و العشرون صـ 256, الجزء السبعون ص 1181, الجزئان 24، 25 في ص293, احبج في الله انفاس قطر :), اشتقنا لطلتك الحلوة أنفاس, انفاس قطر, اكرهك يا عبد الحمن ~> لا تلمونها يذكرها بواحد .! :(, بين الأمس واليوم/ الجزء الثالث والعشرون ص279, بين الامس واليوم, بين الامس واليوم احلى رواية, جميله " إنكسار (w) ", خليفة يطلب من جميلة بالتلفون تنساه وتحب فهد, جونااان ..حور, رابط قصة بين الامس واليوم بدون ردود""http://www.liilas.com/vb3/t158045.html"", روايات, روايات أنفاس قطر, رواياة بين الأمس واليوم, رواية # أنفاس_قطر #, رواية أنفاس قطر الثالثة بين الأمس واليوم, رواية أنفاس قطر الجديدة, رواية الكاتبه القطريه انفاس قطر, رواية انفاس قطر, رواية رائعة, سمانآ, فهد وجميلة بيصيروا أحلى عشاق ~فديت نفوسة أناا
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t137476.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ط±ظˆط§ظٹظ‡ ط¨ظٹظ† ط§ظ„ط§ظ…ط³ ظˆط§ظ„ظٹظˆظ… , ظ„ظ„ظƒط§طھط¨ظ‡ ط§ظ„ظ…طھط§ظ„ظ‚ظ‡ ط§ظ†ظپط§ط³ ظ‚ط·ط± This thread Refback 06-12-17 05:41 PM
Untitled document This thread Refback 06-07-17 04:02 AM
ظ…ظˆط¶ظˆط¹ ظٹط¹طھظ…ط¯ ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„ظ…ظ‚ط§ط±ظ†ط© ط¨ظٹظ† ط§ظ„ط§ظ…ط³ ظˆط§ظ„ظٹظˆظ… - Rocket Tab This thread Refback 12-03-16 10:18 AM
ظ‚طµطµ ط­ط¨ ط§ظ„ط³ظˆط¨ط± ط¬ظˆظ†ظٹط± ظ„ط¨ظ†ط§طھ ط§ظ„ط³ظˆط¬ظˆ ظپظ‚ط· ♥♥♥♥♥♥♥♥♥3 - ط£ظ„ظˆظپظ† This thread Refback 07-02-15 12:56 AM
ظ…ط¯ظˆظ†طھظٹ ط§ظ„ط¨ط­ط± ط§ظ„ط¹ظ…ظٹظ‚ ط§ظ„ط£ط±ط´ظٹظپ ظ…ظ†طھط¯ظٹط§طھ ط¹ط±ط§ظ‚ ط§ظ„ظ†ط¨ظ„ط§ This thread Refback 16-08-14 11:50 PM
ط¨ظٹظ† ط§ظ„ط£ظ…ط³ ظˆط§ظ„ظٹظˆظ… liilas This thread Refback 05-08-14 01:26 PM
ظ…ظˆط¶ظˆط¹ ط­طµط±ظٹ ط¨ظٹظ† ط§ظ„ط£ظ…ط³ ظˆط§ظ„ظٹظˆظ… This thread Refback 04-08-14 11:08 AM
ط±ظˆط§ظٹظ‡ ط¨ظٹظ† ط§ظ„ط§ظ…ط³ ظˆط§ظ„ظٹظˆظ… , ظ„ظ„ظƒط§طھط¨ظ‡ ط§ظ„ظ…طھط§ظ„ظ‚ظ‡ ط§ظ†ظپط§ط³ ظ‚ط·ط± This thread Refback 24-07-14 01:24 AM
Untitled document This thread Refback 14-07-14 01:11 AM
Untitled document This thread Refback 01-02-11 08:15 PM
ط±ظˆط§ظٹظ‡ ط¨ظٹظ† ط§ظ„ط§ظ…ط³ ظˆط§ظ„ظٹظˆظ… , ظ„ظ„ظƒط§طھط¨ظ‡ ط§ظ„ظ…طھط§ظ„ظ‚ظ‡ ط§ظ†ظپط§ط³ ظ‚ط·ط± This thread Refback 29-12-10 06:27 PM
ل¹‚ؤڈل»™ر•ؤ§ (mdaaaa) | Formspring This thread Refback 08-12-10 02:31 AM
Untitled document This thread Refback 03-12-10 10:54 AM
Untitled document This thread Refback 26-11-10 10:19 PM
Untitled document This thread Refback 26-11-10 07:35 AM
Untitled document This thread Refback 24-11-10 12:35 PM
Untitled document This thread Refback 20-11-10 10:36 PM
Untitled document This thread Refback 07-11-10 12:28 PM
joOOOojoOO (joOOOojoOO) | Formspring This thread Refback 05-11-10 05:40 AM
Untitled document This thread Refback 30-10-10 08:52 PM
ط±ظˆط§ظٹظ‡ ط¨ظٹظ† ط§ظ„ط§ظ…ط³ ظˆط§ظ„ظٹظˆظ… , ظ„ظ„ظƒط§طھط¨ظ‡ ط§ظ„ظ…طھط§ظ„ظ‚ظ‡ ط§ظ†ظپط§ط³ ظ‚ط·ط± This thread Refback 12-10-10 10:20 AM
Untitled document This thread Refback 12-07-10 04:32 AM
Untitled document This thread Refback 23-05-10 08:08 PM
Untitled document This thread Refback 19-05-10 03:17 AM
Twitter Trackbacks for ط¨ظٹظ† ط§ظ„ط£ظ…ط³ ظˆط§ظ„ظٹظˆظ… [liilas.com] on Topsy.com This thread Pingback 16-05-10 02:19 AM
Untitled document This thread Refback 14-05-10 11:05 PM
Untitled document This thread Refback 03-05-10 09:55 PM
Untitled document This thread Refback 27-04-10 07:35 PM
Untitled document This thread Refback 15-04-10 02:31 PM
Untitled document This thread Refback 13-04-10 12:34 PM
Untitled document This thread Refback 12-04-10 10:07 PM
Untitled document This thread Refback 11-04-10 08:46 AM
nono (nooral2mal) on Twitter This thread Refback 28-03-10 01:46 PM


الساعة الآن 05:24 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية