لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (33) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-05-10, 04:56 AM   المشاركة رقم: 941
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Jan 2010
العضوية: 155010
المشاركات: 2,963
الجنس أنثى
معدل التقييم: غــــسق عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 75

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
غــــسق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 







جاءت من عتمة الليل.....وبدأت الحكاية

وقد بت....... محتاره

بـ تلك الكاسره وذاك ال كساب

بين أشلاء......... واحتراق جميلة

و أثر............ واحتراق مزون

و أحتار بين احتراق واحتراق

فتمهلي قليلا ياشهرزاد قطر

فدعيني استمع لك يا أنفاس

عن بداية قصة,,

واحتراقي بحب ساحر حروفك

صدقيني اذا قلت لك اغرقت في بحرها

وتاهت على شطآنها

وعانقتها بين مد وجزر

فطاب لي المكوث

تأخرت أي نعم تأخرت بالرد فـــــ ردي الاول عقيم..

لكن كنت هنا ارقب كل النبضات اتحسس الوجوه ابطال الروايه وحتى

المارون والمعلقون عليها تلمست وقع حرروف لــــــ 342,186

وهي تركن للحب تاره ولتحليق بروايتك تارة وإلى ملامست اصداء

الابطال تاره و تشطح بالخيال الخصب تارةً آخرى

يا شهرزاد قطر .....عجيب ٌ .. ما رأت عيني ..عجيب

حرير ٌ كان يمسك.. بالحرير

بألوان ٍ .. يفوح بها العبير بدت كحمامةٍ بيضاءَ

تلبستها الغصون تلاطفها المعانيّ دندنات عذبه ترن في الاذان

تمطر بالنور في الروح

ماذا عساي أن اقول بعد حروفك انفاس وبعد كل هولاء المارون هُنا

تصمت الحروف مهابةً واجلالاً لك ولهم ياغاليه

صالح ونجلاء <<< احببتهما وتلك الكاسر بعنفوانها وعشقت الصور

التي تختفي في جميلة وخليفه

ومرافئ حنين بـــــ جوزاء وعبد الله, و نور اصفر بين روح تُشاطُرهَا

رُوح آخري بـ تميم وسميره,, وهطول يبعث الانفاس لروح مزون

يا شهرزاد قطر .. روح الامس واليوم

زهرات قرنفل تتدلى من فوق الشجيرات

زادتني سكرا فـ مازلت متشــوقه لنبيذ روايتك

بوركتي أنفاس

بوركتي يا شهرزاد هذا الزمان



غ ــــــــــــــسق





 
 

 

عرض البوم صور غــــسق   رد مع اقتباس
قديم 06-05-10, 05:41 AM   المشاركة رقم: 942
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Apr 2010
العضوية: 160301
المشاركات: 63
الجنس أنثى
معدل التقييم: مانسيتكـ عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 55

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
مانسيتكـ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

صباح الأمطار والغيوم والخيرات
أنفاس جزاكـ الله خير والله اني استمتع بقصصك كنت سبب انضمامي لمنتديات غرام وهاأنت سبب أيضاً لأنضمامي في ليلاس تأكدي أنكـ اينما ستحطي ستجدين مانسيتكـ معاكـ في أي اتجاه تسيريه
فبوركتي

 
 

 

عرض البوم صور مانسيتكـ   رد مع اقتباس
قديم 06-05-10, 05:55 AM   المشاركة رقم: 943
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Apr 2010
العضوية: 161594
المشاركات: 20
الجنس أنثى
معدل التقييم: جود المحبه عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جود المحبه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

يانفوسه استناك من امس حوالي الساعه 4 تراني مدري متى بالعاده الساعه كم بالضبط تنزلين بسرعه ابغى اسوي اطقطقه ورقص وفله اليوم عرس مو حياالله عرس وش اسميهم بس العظماء النص كم هععععععع راعين الفله بتصير حياتهم كذا فيها صدود وتمثيل عند الاهل وسهر ليالي يعور القلب:(بصيح ههه لاوالله امزح

 
 

 

عرض البوم صور جود المحبه   رد مع اقتباس
قديم 06-05-10, 06:44 AM   المشاركة رقم: 944
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162854
المشاركات: 11
الجنس أنثى
معدل التقييم: لمسات الحزن عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 12

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
لمسات الحزن غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

الله يعطيك الف عافية بس ياليت تنزلي لنا بارت يوميا

 
 

 

عرض البوم صور لمسات الحزن   رد مع اقتباس
قديم 06-05-10, 06:59 AM   المشاركة رقم: 945
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا صباح الورد والجمال
يا صباح الخير والمسرة
يا صباح العطر والبخور
.
.
ياهلا والف هلا بكل المنضمات الجدد.. والمعلقات الجدد
ويا ألفين هلا بالصديقات القديمات اللي أسعدوني بإطلالتهم العذبة الغالية بعد غياب طويل
وأهلا بالكلمات الساحرة والقلوب الدافئة.. الله لا يحرمني وقع خطواتكم على قلبي
.
.
عبدالله وجوزاء
جدل مازال سيطول!!
جوزاء شخصية مركبة تعقدت من اللي سواه عبدالله فيها
لكن البعض ظن إنها مازالت تحبه من باب القطو يحب خناقه.. ما أعتقد كذا..
اليوم يمكن تتضح الصورة أكثر
.
عبدالله
اللغز الأكثر غموضا
البارت اللي فات حطيت لكم إشارة طريفة بس ماحد لقطها
لما البنات قالوا إنه شاذ عشانه وسيم وحلو بزيادة
حطينا صورة الرجّال فيها متوحش وقاعد يسلخ له خروف
وأنا دائما أؤمن إن الولد لما يتربى تربية رجّال وسط مجالس هله
إن شاء الله ماعليه بأس.. يشب رجّال وفعايله فعايل رجال
وعلى فكرة لاحظوا أن أبوه قال تلك البلاد التهمته.. ما قال ضيعته..
لكن الإنسان ليس معصوما أبدا من الخطأ!!
وعلى فكرة ترا خوف أبو صالح من بلاد الغرب كلها لأن عبدالله مامات في فرنسا لكن في بلد ثانية
وعلى فكرة ترا أبوه ما درى بشيء عن علاقته بجوزا إلا بعد ما سافر <<< تبي تعطيكم مفتاح

والحقيقة أن سر عبدالله حينما ينكشف سيكون أبسط وأعمق مما ظنتم وتوقعتم..
.
.
على فكرة ترا فكرة العين والسحر بعدوها عن كاسرة
يعني عشانها كانت رافضة تتزوج يكون فيها شيء؟!
كل السالفة إنها مصرة على قناعات معينة
ودائما الام تدعي لبنتها إنه ربي يبعد العيون عنها <<< دعاء طبيعي
.
.
منصور وهو يتكلم أن هذولا يلصقون في القلب
ببساطة يقصد زايد.. أكثر من 30 سنة وحبها في قلب زايد.. وش اكثر من هاللزقة لزقة!!
لأنه مثل ما تكلمت كثير علاقتهم ببعض قوية
فيعني موب صعبة يعرف عن حبيبة أخوه القديمة وقبل حتى ما يتزوج زايد؟!! أممممم أحبكم تفكرون شوي!!
على فكرة مزنة أكبر من منصور بسنتين!!!
.
.
للعلم أنا أكره جدا أن أكون متسلطة فكريا.. وأوجه تفكير صديقاتي المتابعات تجاه تفكير معين
لأني أحب أن يحلقوا بتفكيرهم كيف يشاؤون
ولكن يبدو أنني فعلت اليوم ما أعارضه
وربما كان لدي سبب.. فأنا أرى أنهم ابتعدوا كثيرا لدرجة قد تحرمهم من متعة ما سيقرؤنه لاحقا
ولأني أريد أن أسمع -مع المعطيات الجديدة التي منحتها اليوم- توقعات جديدة
.
.
همسة: الحمدلله على سلامة أختك يازارا ما تشوف شر
وسلامة كل من ارتعب من المطر أو تضرر أو تضايق
اللهم اجعلها سقيا خير لا سقيا عذاب
.
.
.
اليوم جزء طويل ثم قفلة ثقيلة شويتين
زمان عن القفلات
استعدادا لثلاث قفلات في بارت الأحد إن شاء الله <<< بدينا شغل النذالة
.
.
إليكم
الجزء السابع عشر
.
.
قراءة ممتعة مقدما
.
لا حول ولا قوة إلا بالله
.
.
.

بين الأمس واليوم/ الجزء السابع عشر






مهاب وقف وهو يهتف بغضب: فيها إنهم ضيعوا سلوم العرب يوم خلو بنتهم تدرس وتشتغل ذا الشغلة
ثم أردف بسخرية: وبعدين وش فيه زود على اللي رفضتهم الشيخة كاسرة؟؟

كاسرة بسخرية مشابهة له: فيه إنه ولد زايد آل كسّاب.. يكفيه ذا الشيء ميزة
ثم أردفت بحزم: إذا اتصلوا فيك يبون ردنا..
قل لهم إنه حن موافقين.. ومتى ما بغوا الملكة.. يجيبون شيخهم..

مهاب بغضب: يامسودة الوجه ما تستحين أنتي.. ذا كلام تقولينه لأخيش

كاسرة بهدوء عميق واثق: بصراحة ما أشوف شيء غلط في اللي أنا قلته.. وما ينقال بغير ذا الطريقة..
وين الشيء اللي خلاني ما أستحي في نظر جنابكم؟؟
رجّال تقدم لي وأنا موافقة عليه..وانتهت السالفة

مهاب بذات الغضب: بس أنا ماني بموافق..

كاسرة وقفت وهي تهز كتفيها بثقة: ليه أنت اللي بتزوجه..؟!!

أنهت كلمتها ثم خرجت متوجهه لغرفة جدها..


بينما مهاب كان ينتفض من الغضب: أبي أعرف هذي وش اللي اقنعها فيه..
أكيد إنه جدي اللي اقنعها.. زين ياكاسرة دواش عندي

مزنة بهدوء حازم: اقعد يأمك الله يهداك.. اقعد..

مهاب جلس.. بينهما أكملت مزنة حديثها بذات الهدوء:
الحين يأمك ولد زايد أنت ترد شيء في صلاته؟؟.. في أخلاقه؟؟ في شغله؟؟ يعني هل هو بطالي ومعتمد على أبيه؟؟

مهاب يتنهد بعمق: لا والله ماني بباهت الرجّال.. رجّال مصلي وثقيل وكلمته موزونة.. ومعه ماجستير وعنده شركة له بروحه..
صحيح إنه أحيانا تحسين إنه شايف حاله.. بس ذا ظاهر.. والله أعلم بالباطن.. انا ما أعرفه زين أحكم عليه..

حينها ابتسمت مزنة: شايف حاله.. أختك شايفة حالها أكثر منه
يأمك ما صدقت إن كاسرة توافق على حد
تكفى يأمك لا ترده عشان شيء ماله معنى... والله لا ترده إنه كاسرة ماعاد توافق على حد
لا توقف في وجه أختك يأمك وتردي نصيبها عشان شيء في رأسك...
آل كسّاب عرب أجواد... ونعرفهم من سنين... ساسهم طيب.. وعرب فيهم وصل وخير..

تنهد مهاب ثم زفر بحرارة: خير يمه خير....





************************************







" وش فيها أختش ترّقّص كنه شاب تحتها ضو؟؟"
همس عالية الخافت في أذن سميرة..
وهي تنظر لنجلاء التي تدعك أناملها بتوتر وهي تطوق خصر شقيقها صالح الجالس على رجليها

بينما أم غانم وأم صالح مشغولتان بتبادل الحديث معا..

سميرة تبتسم وتهمس في أذن عالية: يأختي خايفة صالح يجي وهي هنا..

عالية رفعت حاجبا وأنزلت الآخر: خايفة من صالح.. وهي بتسافر معه؟؟.. يأمتيّ من النسوان..

سميرة تضحك وهي تهمس في أذن عالية: شفتي يأختي شفتي..

عالية بخبث: تكفين سمور.. قومي خل نسوي فيها مقلب..

سميرة بخوف مصطنع: لا يأختي ما أقدر على مقالبش.. أنتي ماعندش كنترول.. يمكن تذبحين الواحد في مقلب من مقالبش وانتي عندش إنها مزحة

عالية برجاء: سمور تكفين.. والله مقلب بدون دم... بس نوقف قلبها شوي

سميرة تضحك: أما أنتي ياعالية غريبة.. صدق يوم يقولون العباقرة مجانين.. الحين وحدة عبقرية مثلش وتخصصها صعب
وش يطري عليها ذا المقالب؟؟

عالية بنبرة أسى مصطنعة: يأختي وش أسوي أفك عن روحي شوي لا أستخف

ثم أردفت باستعجال: يا الله قومي قومي.. ياني بسوي فيها مقلب يطلع من رأسها
قال مستحية من صالح وما كانت تبي تجي تسلم علي؟؟..
زين دواها عندي..


عالية وسميرة خرجتا وصعدتا للأعلى.. ولم يهتم أحد لصعودهما لأن هذا هو المتوقع...
فلابد أنهما يريدان التحدث براحتهما وعالية تريد أن تعطيها هداياها التي أحضرتها له..

بعد دقيقتين... عالية اتصلت بنجلاء وهي تدفع في صوتها أكبر قدر من الجزع:
نجلاء الحقي عزوز سكر على روحه الحمام.. وميت من الصياح..

نجلاء قفزت وهي تلقي بهاتفها وتعطي صالحا لوالدتها وتصعد راكضة للأعلى دون تفكير.. فالخبيثتان أجادتا رسم السبب
فعبدالعزيز الصغير انغلق عليه باب الحمام سابقا.. لذلك هو يعاني من خوف مرضي من انغلاق الأبواب عليه وهو وحيد..

حين وصلت نجلاء للطابق العلوي.. كانت سميرة تقف أمام باب غرفة صالح وهي تهتف بجزعها التمثيلي البارع: داخل في حمام أبيه..

نجلاء دخلت كالأعصار دون تفكير.. وكانت عالية تمسك باب الحمام وهي تهتف بصوت حنون وطمأنة: بس عزوز حبيبي لا تبكي.. ماما جاية الحين..

فور أن رأت عالية نجلاء انسحبت بهدوء وأغلقت باب الغرفة بالمفتاح..

بينما نجلاء تصرخ عند الباب: عزوز حبيبي أنا هنا..
ولكن عبدالعزيز لم يرد عليها
شعرت أنه سيغمى عليها من الرعب على ولدها وهي تحرك قفل الباب
لينفتح الباب ببساطة وينكشف لها الحمام الخالي تماما....

حينها قفز قلب نجلاء في بلعومها.. وهي تعود ركضا لباب الغرفة لتحاول فتحه.. وتجده مغلقا..
طرقت على باب الغرفة طرقات قصيرة وهي تهتف بصوت مكتوم:
يا حيوانة أنتي وإياها... والله لا تشوفون شيء عمركم ما شفتوه..
يا الله افتحوا لي.. لا تفضحوني.. ما أقدر أطول صوتي..

الاثنتان كانتا تضحكان بهستيرية خارج الباب.. وعالية تهتف بين ضحكاتها:
لا وتهدد الأخت هي ووجهها.. زين يا نجول... خلي المقلب يحلى..
بأتصل في صالح... أصلا مهوب بعيد في المجلس.. فرحان بعياله.. خنت حيلي أخيي المسكين..

حينها شرقت سميرة وكحت وتوقفت ضحكاتها: لا عالية .. لا.. تكفين.. والله ماعاد تسامحني نجلا

عالية مستمرة في جنونها: قولي لها الخطة كلها خطتي.. وأنتي مالش دخل..

سميرة بغضب: لا عالية لحد هنا وكفاية...

ولكن عالية لم ترد عليها وهي تضع المفتاح في جيبها.. وتتصل بصالح وهي تهمس بنبرة استعجال:
أبو خالد تعال بسرعة الحين أبغيك عند غرفتك دقيقة وتكون عندي...



سميرة غضبت بالفعل وهي تلبس نقابها وتتجه للأسفل.. وتسب نفسها لموافقتها على كل هذا..
فهذه ليست المرة الأولى التي تورطها عالية في مقالبها الثقيلة

عالية أخرجت المفتاح من جيبها استعدادا لإعطاءه صالح..
وفعلا صالح وصل بعد دقيقة وهو يكاد يركض قلقا من طريقة عالية في استدعاءه
ليصل لعالية ولباب غرفته
عالية حين رأته ناولته المفتاح وهي تهمس بخبث: فيه مفاجأة تنتظرك داخل..

صالح تناول المفتاح بدهشة ليفتح الباب...


قبل دقيقة
نجلاء في الداخل.. تكاد تبكي حرجا وهي تتوعد الشريرتين في الخارج..
كانت تتحاشى النظر لكل شيء حولها.. فهي تعلم أن وقعت عينها على شيء ما هنا
فهذا كفيل بتقليب مواجع سنوات..
يكفيها رائحة عطر صالح التي تعبق في الجو بتركيز لتشتيت أفكارها وتقليب آلامها!!

لذا بقيت قريبا من الباب ووجهها يحتقن ويحتقن.. وعيناها تغيمان بالدموع
أ هكذا هي مشاعرها بالنسبة لهما.. محض لعبة يعبثان بها؟
ألا يعلمان أي أذى نفسي يجبرانها على الخضوع له؟!!
تهرب من هذه الغرفة وصاحبها وجروحه لشهور طويلة.. لتجد نفسها محبوسة فيها وبدون مقدمات..
تشعر أن أنفاسها تضيق وتضيق.. ووجهها يزداد احتقانا..

لا تريد مطلقا أن تبكي..
لا تريد أن تراها الاثنتين وهي تبكي من محض أمر سيبدو لكلتيهما أمرا سخيفا.. هو إغلاق الباب عليها
ولكنها لا تستطيع منع الدموع من طمر نظرة عينيها..
لأن الأمر عندها ليس "مجرد إغلاق باب" عليها بل هو فتح لجروح تحاول أن تدعي تناسيها.. لتكمل مسيرة الحياة
ولكن هذه الجروح تأبى أن تسمح لها بالنسيان أو حتى التناسي.. كيف وهي تجد لها مرتعا خصبا؟!


اقتربت أكثر من الباب وكأنها تريد إخفاء وجهها فيه من وحش ما سيقفز من الغرفة لينقض عليها.. ليمزق شرايين قلبها إربا

لتتفاجأ بالباب يفتح.. قفزت مقتربة وهي تظن أنهما عالية وسميرة..
لتتفاجأ بصالح يقف أمامها

صالح صُدم صدمة حياته وهو يرى نجلاء أمامه التي اختنقت بصدمتها الكاسحة ..بشهقاتها :
والله أنهم عالية وسميرة اللي سوو فيني مقلب وجابوني هنا..

صالح بدأ يرتعش من شدة الغضب وهو يرى حالة نجلاء المزرية.. وجهها المحتقن الغارق في العرق وعينيها الغائمتين بدموع تحاول ألا تنهمر
إزداد غضبه وتضاعف كيف أن هاتين الطفلتين اتخذتا من مشاعره هو ونجلاء ومشاكلهما أداة للعبث والسخرية والمقالب
دون أدنى احترام لأي شيء .. لا لفارق السن الكبير ولا حتى لمشاعرهما

زفر بغضب عميق يحاول كتمه: أم خالد روحي تحت.. وقولي للثنتين يجوني في الصالة اللي تحت.. أنا انتظرهم..
دقيقة وحدة والله لو ما جاوني لأدخل عليهم في مجلس النسوان وأكوفنهم...

نجلاء تنهدت وهي تمسح وجهها وتسحب نفسا عميقا.. وعادت للأسفل...

حين وصلت لمجلس النساء كانت كل واحدة منهما تجلس في زواية
لأن سميرة كانت تنتفض غضبا وخوفا .. غضبا من عالية.. وخوفا من نجلاء وعليها
بينما عالية التي كانت سعيدة بمقلبها ..كانت الآن متأثرة من غضب سميرة عليها


نجلاء بنبرة تشفي لقهرها منهما مالت على أذن عالية ثم سميرة: أبو خالد يبيكم في الصالة الحين..

الاثنتان ابتلعتا ريقهما الجاف.. وتوجهتا للخارج وسميرة تنزل نقابها على وجهها..
بالتأكيد عالية لم تكن خائفة من شيء.. فإحساس الخوف ملغي من قاموسها
لكنها تخشى أن يكون صالح غاضبا منها بينما ظنت أنها ستسعده...
بينما سميرة كانت ركبتاها ترتجفان حرجا وخوفا..

حين وصلتا علمتا أن هناك مصيبة قادمة لأن وجه صالح كان محتقنا بشدة من شدة الغضب
فور أن وصلتا انفجر فيهما: ها مبسوطة أنتي وياها.. مبسوطين يوم خليتو أخوانكم الكبار مسخرة لكم..

حينها قاطعته عالية بحزم شديد: إذا عندك كلام تبي تقوله.. تقوله لي أنا
سميرة مالها ذنب.. وكانت أساسا مهيب موافقة.. بس أنا اللي سويت الشغلة من رأسي

ازداد غضب صالح وهو يشير لسميرة أن تعود للداخل بينما أكمل حديثه لعالية:
أنا أبي اعرف متى بيصير عندش إحساس مثل الناس... أمنتش الله هذا تصرف تسويه وحدة عاقلة..
تحرجيني وتحرجين أم عيالي بذا الطريقة.. شايفتنا بزران تبين تلاعبينهم الغميضة؟؟

ما حد قد قال لش إن مشاعر الناس ومشاكلهم مهيب لعبة تلعبين فيها؟!
ماحد قد قال لش إن المزح والخبال لهم حد يوقفون عنده؟!
ماحد قد قال لش عيب عليش اللي تسوينه؟!!
ماحد قد قال لش حافظي على شوي العقل اللي في رأسش لا يطير؟!
ماحد قد قال لش تراش ماعادش بزر.. واللي تسوينه منقود وفشيلة في حق بقرة في عمرش وحتى منصبش اللي بتستلمينه عقب كم شهر؟!

عالية بهدوء بارد: هذا أنت قلت لي.. ومشكور.. بصراحة كنت محتاجة حد يفوقني من الغيبوبة اللي أنا فيها..
خلصت وإلا بعد؟؟

صالح اقترب منها وهو يمنع نفسه ويقهرها حتى لا يمد يده عليها وهو الذي لم يفعلها مطلقا: وتمسخرين بعد... ولش وجه؟؟

عالية بذات هدوءها البارد الذي تخفي خلفه استعدادا حقيقيا للبكاء: لا أتمسخر ولا شيء
أنا أسفة على اللي صار.. وهذا خشمك أحبه.. وسامحني.. والحين اسمح لي

قالتها وهي بالفعل تتطاول على أطراف قدميها حتى تصل لأنفه وتقبله ثم تسحب نفسه للأعلى
لتغلق على نفسها باب غرفتها.. وتنفجر في بكاءها الخاص...


سميرة عادت للداخل.. وهي تتحاشى النظر لأحد.. ثم جلست جوار نجلاء وهي تهمس باختناق: نجول سامحيني
والله مادريت إنها بتسوي كذا.. اتفاقنا نسكر عليش دقيقة ونفتح بسرعة..

نجلاء تشيح عنها بغضب: زين سمور دواش عندي بس خلنا نرجع البيت..


بعد دقائق يصل لهاتف نجلاء رسالتين.. الأولى من عالية:

"سامحيني نجلا
أنا آسفة.. وترا سميرة مالها ذنب"

والثانية من صالح:

"السموحة يأم خالد..
امسحيها بوجهي..
والله إن علومي ضاعت يوم شفت الدموع بعيونش
بس الحين عقب ما هديت
أقول..... فديت أختي
وليتني استغليت الفرصة بس!!
وش استفدت الحين كون شوف وحر جوف!!"






*********************************





" صحيح كاسرة وافقتي على الخاطب الجديد؟؟"

كاسرة تلتفتت لوضحى الجالسة جوارها ثم تكتم صوت القناة الإخبارية التي كانت تشاهدها
وتهمس بهدوء: إيه.. وافقت..

وضحى بتردد: ومقتنعة.. ؟؟

كاسرة تنظر لها نظرة مباشرة وتهمس بحزم: ومتى كنت أسوي أنا ماني بمقتنعة فيه

وضحى بذات التردد: ما أقصد.. بس أنتي كنت مصرة على واحد أربعيني.. وهذا تقول لي أمي أصغر من امهاب..

تنهدت كاسرة وهي تهتف بحزم: أحيان الواحد يغير قناعاته.. على حسب المتغيرات اللي يمر فيها

وضحى بهدوء: بس مهوب أنتي اللي تسوينها.. وافقتي عشان جدي..صح؟؟

كاسرة بحزم: أسبابي تخصني أنا بروحي...
وأتمنى أنه أنتي بعد ما تطولين على عبدالرحمن في الرد.. هذا أنا خلاص بأتزوج وبروح من طريقش

وضحى بضيق: وليش تظنين إن الامر متعلق فيش دايما.. لو أنا رفضت عبدالرحمن بارفضه لاني ماني بمقتنعة فيه.. مهوب لأي سبب ثاني

كاسرة تهمس بحزم: وضحى ترا الفرصة يوم تجي للإنسان.. تجيه مرة وحدة وما تكرر
فإذا ضاعت منه ما يلوم إلا نفسه هو وبس...





****************************





"ناموا العيال؟؟"

أم غانم بإرهاق: ناموا بعد ما هلكوني..

أبو غانم بهدوء حان: يا سبحان الله.. وقفتي بدون سبب عقب سميرة.. وعلى آخر عمرنا يجينا ذا الأثنين..

ابتسمت أم غانم: ماحدش يعترض على ئسمت ربنا

أبو غانم يبتسم: يا حبني لش إذا طرى عليش حكي المصاروه..

أم غانم بذات الابتسامة: أنتو خليتوني أخبص كل حاجة بالوشوشة العالية اللي عندكم.. لا عاد فيه حكي مصاروه ولا دياولو..
صمتت لثانية ثم أردفت بهدوء حذر: فيه شيء أبي أقوله لك

أبوغانم بتساؤل: قولي يالغالية!!

أم غانم بتردد: أم امهاب اليوم جاتني تخطب..

أبو غانم باستغراب شديد: أشلون تخطب وملكة امهاب كانت اليوم... اليوم كنا عنده على عشا لرياجيل ..وباركنا له...

أم غانم ابتلعت ريقها: تخطب لتميم..

أبو غانم بصدمة واستنكار بالغين: نعم..؟؟؟
ثم تراجع وهو يهتف: يا الله لا تواخذني.. اللهم أني استغفرك وأتوب إليك..
يا بنت الحلال كان صرفتيها على طول.. مافيه داعي تطولين السالفة..

حينها هتفت أم غانم بغضب: أم امهاب معرفة خير.. وعمرها ماضايقت حد بكلمة..فيوم تجي تخطب لولدها أفشلها وأقول لها على طول مافيه قبول
قلت لها خلني أشور البنت وأبوها.. لو وافقوا اخطبوا رسمي..

أبو غانم يتمدد وهو يهتف بعدم اهتمام بصوت داخله النعاس: خلاص إذا جاتش المرة الجاية قولي لها

حينها همست أم غانم بتردد: بس سميرة موافقة عليه

قفز أبو غانم والنوم كله يطير وهو يهتف بغضب: نعم موافقة؟؟ ويش؟؟

حينها كانت أم غانم من همست بإرهاق تريد به تخفيف المواجهة:
شوف ياراشد أنا ماليش دماغ.. تفاهم أنته مع بنتك.. لأني تعبت معها اليوم وتكلمنا كثير
وهي مقتنعة فيه وعاوزاه.. وتقول مافيه أي عيب عشان تردونه وخافوا من ربنا
أنته أقنعها وتكلم معاها لأن البنت ذي شكلها استخفت..




**********************************





" هلا خالتي.. متصلة علي وتقولين تعال بسرعة.. هذا أنا جيت"

عفراء بحماس أمومي شفاف: كذا يا كسّاب تروح تخطب من وراي؟؟ وحتى عقبها ما تقول لي..

حينها تجاوزها كسّاب ليجلس ويهتف بعدم اهتمام: (نساني إياه قِل همه).. على قولت المثل..
وعلى العموم ما بعد صار شيء... خطبنا العصر وتونا الحين في الليل..

عفراء بابتسامة: والله إن علومك علوم... توك البارحة تنشد من العجوز اليوم نطيت تخطب البنت..

كسّاب بذات نبرة عدم الاهتمام: والله شور أبو كسّاب وإلا أنا وش عرفني بهم..

ابتسمت عفراء بحنو: وأبيك ما يبي لك إلا الزين.. وأنا أشهد إنه تنقى لك أزين الزين..

حينها سأل كسّاب وهو يتذكر شيئا: إلا هي وش اسمها يا خالتي..؟؟

عفراء بطبيعية: كاسرة..

حينها هتف كساب بسخرية: من جدش خالتي والا تنكتين؟؟

عفراء باستغراب: من جدي أكيد..

كسّاب بذات نبرة السخرية: هذي لو خذتها أول شيء بسويه اخليها تغير اسمها..

حينها ضحكت عفراء برقة : شكلك أنت اللي تنكت..

عقد كسّاب حاجبيه: وليش أنكت.. أتكلم من جدي..

عفراء بهدوء: كاسرة معروفة إن شحصيتها قوية.. وناس واجد قد قالوا لها تغير اسمها بس هي تقول مستحيل.. اسمي لابسني وأنا لابسته

حينها هز كسّاب كتفيه بعدم اهتمام: شخصيتها قوية على روحها مهوب علي..
ولو بغيتها أنا تغير اسمها بتغيره وهي ما تشوف الدرب
ولو بغيتها تقعد باسمها.. بيكون بمزاجي بعد...

حينها همست عفراء بقلق: يأمك وش فيك شايل سيفك على بنت الناس كذا من أولها.. لحد الحين مابعد وافقت البنية وأنت واقف تحد سكاكينك...

كسّاب بثقة: والله ياخالتي انتي عارفتني وعارفة طبعي.. وماني بمتغير عشان حد.. وإذا وافقت علي ذنبها على جنبها.. ماحد ضربها على يدها



كسّاب تحاور مع خالته قليلا.. ثم غادرها
ليصبح المكان خاليا على عفراء التي تدور طوال اليوم كالآلة.. علها تنسى وتتناسى..
ولكن الآن في هجعة الليل هذه.. كيف تنسى أو حتى تتناسى..
وكل مافي هذا الليل يقلب المواجع والألم والذكريات
كل شيء في البيت يذكرها بجميلة ورائحة جميلة وضحكات جميلة وحتى مرض جميلة..

ماعاد بها صبر وهي تحاول منع نفسها من الاتصال بخليفة.. فأخر اتصال به لم يمض عليه حتى ساعات..
والطبيبة حذرتها حتى من الاتصال بجميلة شخصيا حتى تعتاد جميلة على فكرة غياب والدتها..

رن هاتف خليفة.. ولكنه كان بالفعل عند جميلة.. التي كانت غارقة في النوم..
خليفة رأى اسم عفراء.. خرج بالهاتف للخارج
لأن داليا حذرته أن يهاتفها أمام جميلة أو حتى يخبرها باتصالاتها
هتف بصوت هادئ يظهر فيه أثر الإرهاق: هلا خالتي..

عفراء بقلق: أشفيك يأمك صوتك مهوب زين..

خليفة بذات الصوت المرهق: مافيني شيء خالتي..

عفراء بقلق: أشلونها جميلة يأمك.. بشرني منها.. وأربها ما جننتك معها

خليفة يخفي كل الحقيقة هو يهتف بهدوء: طيبة خالتي ولا جننتني ولا شيء..

فالوضع كان عكس ما يقول تماما
فوضع جميلة كان سيئا وهي تصيبه بجنون فعلي وهي تصر عليه ألا يفارقها حتى للحمام وللصلاة إلا بعد محايلة
وليس السبب مطلقا رغبتها في بقائه جوارها أو كونه مصدر أمان لها.. حتى يشعر خليفة ببعض العزاء
ولكنها تصارحه فعلا أنه تريد أن تضيق عليه حتى يمل ويهرب ويتصل بوالدتها لتحضر..
والليلة رفضت حتى أن يذهب للفندق وهي تصر على طبيبها أن يأخذ لخليفة أذنا ليبات عندها..
الطبيب الفرنسي تقديسا للحب المفترض بين العصفورين الجديدين.. خالف القوانين ليستخرج لخليفة الأذن.. ليبقى عند عروسه الذابلة

وابتسامة تشفي ترتسم على شفتي جميلة وهي تهمس لخليفة: وش حادك ترقد على كرسي عقب صلب ذا النهار كله
يا ابن الحلال ارجع لأبيك وأخوانك وخل أمي تجيني

حينها ابتسم خليفة وهو يجلس ويجيبها بسخرية واثقة: يا زينها نومة الكرسي.. أنا أصلا أحب نومة الكراسي

رغم أنه يكاد ينفجر منها... وليس مطلقا لأنه لايريد النوم عندها.. فهو مستعد لذلك تماما
ولكن طريقتها في فرض ما تريد مستفزة تماما.. فتاة أفسدها الدلال لأبعد حد..
وتحتاج لإعادة تربية.. ولكن حتى وضعها لا يسمح له أن يمارس ذلك بحرية


عفراء هتفت حينها بعمق أمومي شفاف: الله يوفقك يا ولدي ويريحك ويريح بالك مثل منت مريح بالي..

تنهد خليفة (خلنا الحين نريح جسمنا اللي قرب ينهار) أجاب بمودة: وبالج ياخالتي

حينما أنهى خليفة الاتصال عاد للداخل.. ليتفاجأ بأريكة ضخمة كان يحملها 3 عمال بخفة ويضعونها في الزاوية وأحدهما يهمس بانجليزية ركيكة:
دكتور بيير أمرنا بإحضارها هنا...

ابتسم خليفة: ماشاء الله عليج يا خالتي ..دعوتج مستجابة.. استجاب الله دعاج..

ليتجه ناحيتها وهو يتمدد عليها ليغرق فورا في نوم عميق لشدة إرهاقه..




صباح اليوم التالي..


جميلة تصحو بجزع وهي ترى الشمس تغمر الغرفة تماما بينما هي مازالت لم تصلِ الفجر

كانت تريد أن تضغط الجرس حتى تحضر أحد الممرضات فتساعدها للذهاب للحمام لتتوضا..
وهي تتلفت فوجئت بخليفة الغارق في نوم مريح.. على أريكة ضخمة ومخدة مريحة وغطاء وثير..
فشعرت بالغيظ ليس لأنها تكره أن يرتاح بالمعنى المطلق.. إنما هي لا تريده أن يرتاح في وجوده عندها
تريد أن تستنزف طاقته الجسدية والنفسية حتى يصبح عاجزا عن احتمال المزيد ليهرب وتعود لها أمها..
لذا هتفت بصوت عال قدر ما تحتمل حبالها الصوتية: خليفة.. خليفة..

ولكن خليفة الذي صحا من نومه على صرخاتها.. لم يجبها وهو مستمر في تمثيل النوم

تعالت صرخاتها: خليفة.. خليفة... قوم صل.. كذا تخلي صلاة الفجر تفوتنا..

ولكن خليفة لم يرد عليها.. كان بودها أن تنكد عليه..ولكنها الآن مشغولة باللحاق بالصلاة التي فات وقتها..

لذا نقرت جرس الاتصال للممرضات وتأتيها إحداهن لتساعدها.. حينما انتهت من الصلاة.. عاودت الصراخ: خليفة خليفة.. قوم صل..

كانت تشعر بغيظ عميق وتود لو كان لديها طاقة أن تتجه ناحيته لتنكد عليه.. لذا حاولت فعلا أن تنزل دون مساعدة.. لتنهار تماما في منتصف الطريق

خليفة حينما سمع صوت فوضى السقوط.. قفز ليتفاجأ بها على الأرض..
اتجه ناحيتها.. بينما هي بدأت تصرخ بجزع كاسح وحرج عميق: لا تقرب مني ولا تطالعني حتى

فجزء كبير من جسدها كان مكشوفا مع انفتاح روب المستشفى نتيجة لسقوطها
خليفة لم يرد عليها وهو يشد ملابسها عليها ثم يحملها بخفة كما لو كان يحمل طفلا رضيعا.. ويضعها في سريرها
لتنخرط هي بكاء حاد موجوع عال الشهقات وهي تشيح بوجهها عنه...
شعرت أن إنسانيتها امتهنت.. وحقها الطبيعي في الخجل سُلب منها..
فأي ألم عميق جارح هذا؟؟ أي ألم؟؟

خليفة شعر بندم عميق أنه لم يجبها منذ المرة الأولى ودفعها لأن تحرج نفسها بهذه الصورة

بكت مطولا قبل أن تهدأ.. حينها همس لها خليفة بحنان: الحين ممكن أعرف ليه هذا كله.. وليه تنزلين من سريرج أساسا..؟؟

جميلة بصوت مبحوح تحفي خلفه مرارة انكسارها وحرجها العميق: مهوب شغلك.. وأنت ليش ماقمت تصلي..

خليفة بهدوء: أنا صليت من فجر.. ورجعت ونمت.. وصحيتج بس أنتي كنتي رايحة في النوم

حينها همست بغيظ وهي تمسح أنفها المحمر: ما أبي الكنبة هذي في غرفتي.. شكلها مشوه الغرفة..

حينها ابتسم خليفة: لا .. والله.. وأنتي هامج وايد ديكور المستشفى..
الكنبة هذي بتظل موجودة.. إلا لو أنتي تبين تنزلين تطلعينها بروحج

حينها عاودت جميلة الانخراط في البكاء: إيه تمسخر علي عشان أنا وحدة بأموت وما فيني حيل.. حرام عليك

خليفة تنهد: لا حول ولا قوة إلا بالله... بس يا البيبي.. كل شيء يخليج تصيحين جذيه..

جميلة عاودت التماسك وهي تمسح عيونها: كم مرة قلت لك لا تقول لي بيبي..

حينها ابتسم خليفة: زين خلج حرمة وتصرفي مثل الحريم...

حينها عاودت جميلة الانخراط في بكاء حقيقي متألم خافت وهي تشهق: ما أبي أكون مرة.. أبي أمي بس.. تكفى خليفة جيب لي أمي..
أبي أمي... حرام عليك.. بأموت وأنا نفسي أشوفها.. حرام عليك.. ترا ذنبي في رقبتك

حينها ماعاد خليفة يحتمل... تركها وخرج لخارج الغرفة...
فهو قد يحتمل ثورتها وعصبيتها وهي تنعته بمختلف النعوت وتصفعه بكراهيته الجارحة
ولكنه لا يحتمل مطلقا أن ترجوه بهذه الطريقة المشبعة بالأسى والحسرة
وخصوصا انه يشعر بمرارة انكسارها المحرج بعد أن تكشّف جسدها أمامه بهذه الطريقة المحرجة..
جسدها الجاف الخالي تماما من أي معالم تدل على أنها أنثى حتى.. شعر بمزيد من الحنان عليها وكأنها طفلته..
فهو على كل الأحوال لا يستطيع أن ينظر لها كامرأة حتى..
إنما محض طفلة مدللة مثقلة بالوجع والألم!!







***********************************





صباح الدوحة


زايد ماعاد به صبرا.. يعلم أنه يستحيل أن يكون لدى مهاب ردا بعد وهم للتو خطبوا البارحة
ولكنه يريد فقط أن يُشعر مهابا أنهم مستعجلون.. لذا اتصل بمهاب
كان مهابا حينها متجها للمطار
بعد السلامات المعتادة هتف زايد بحزم: أدري أنكم يمكن مالحقتوا تشاورون بس أنا حبيت أاكد عليك إن حن شارين ومستعجلين..

حينها هتف مهاب في داخله (زين ياكاسرة تبين تعرسين وتملكين.. ولا يهمش) رد على زايد باحترام:
وحن ماعاد عندنا رد عقب رد إبي جابر عليكم البارحة... اللي يقوله جدي تم
تبون تملكون الليلة تفضلوا.. حن نشتري رياجيل.. ومثل ما أنتو شارين.. حن شارين وزود..

زايد شعر بدهشة أخفاها خلف صوته الثقيل: الليلة الليلة؟؟ شاورتوا البنت؟؟

مهاب بحزم: إيه الليلة .. أنا طالع رحلة وراجع العصر.. والبنت شاورناها وماعندها مانع
تفضلوا عقب المغرب.. والعرس عقب شهر لو تبون.. دامكم مستعجلين ما حن بمعطلينكم

ابتسامة شاسعة ترتسم على وجه زايد (وش ذا النهار المبارك ؟؟) :
خلاص يأبيك تم.. انتظرونا الليلة عقب المغرب.. والعشا عندي الليلة

مهاب أغلق الهاتف وهو يبتسم : زين يا كاسرة.. أنتي اللي قلتي وأنا نفذت بس..


بينما زايد أغلق من مهاب ليتصل بعفراء وهو عاجز هن السيطرة عن فرحته..
بعد التحيات المعتادة هتف لها بسعادة عميقة: أم جميلة.. ترا ملكة كسّاب الليلة.. الحين أنا باحول لحسابش فلوس..
أبيش تشترين لمرته.. أحسن شبكة وساعة ودبلة بتلاقينهم في الدوحة..

عفراء أشرقت روحها بالسعادة: وأخيرا يا كسّاب مابغيت..
بس تكفى يأبو كسّاب لا تحول شيء لحسابي... كسّاب بيزعل
أوعدك أشتري لها أحسن شيء في الدوحة.. بس بأخذ الفلوس من كسّاب

حينها شعر زايد بضيق لم يظهر في صوته الحازم: يأم جميلة هذي شبكة مرت ولدي

عفراء بمودة: تشتري شبكة مرت علي إن شاء الله.. كسّاب ماشاء الله عنده خير.. خلني أخسره شوي

حينها تنهد زايد: زين اخذي مزون معش.. أبيها تنبسط بتنقية شبكة مرت أخيها





***********************************






"وش ذا الكلام اللي أمش قالته لي؟؟"

سميرة التي كانت مستغرقة في المذاكرة وباب غرفتها مفتوح لم تنتبه لدخوله حتى انتفضت لسماع صوته الحنون العاتب

همست بصوت مختنق وهي عاجزة عن مجرد الإلتفات ووضع عينها في عيني والدها.. وهي تدعي عدم الفهم: أي كلام؟؟

أبو غانم بحنان: قومي حطي عينش في عيني.. أنتي فاهمة أني فاهمش.. وعارفة وش قصدي..

استدارت لوالدها وهي عاجزة عن رفع عينيها لوالدها.. وحياء الفتاة يحضر بعنف ويتلبسها بأعنف صوره..

حينها ابتسم والدها: ويوم إنش وحدة تعرفين السحا.. وشو له مادة لسانش عند أمش أبغيه وأبغيه...

حينها اختنقت سميرة تماما.. وعيناها بدأتا تغيمان من شدة الحرج والحياء.. وريقها جف تماما: والله يبه ماقلتها بذا الطريقة
بس قلت هو رجّال ماعلى أخلاقه ولا دينه شيء.. ومهوب من الشرع إنه يرد من غير عيب فيه
وكون إنه مايسمع ولا يتكلم هذا عطا ربي وقسمته.. وماحد يعترض عليه..

راشد جلس على سريرها.. ثم أشار لها أن تجلس بجواره.. سميرة تقدمت بخطوات مترددة وجلست..

حينها احتضن والدها كتفيها بحنان خالص وهتف بذات الحنان: تدرين يابيش إنكم عيوني اللي أنا أشوف بها
وعمري ما غصبت على وحدة منكم بشيء.. بس يأبيش أنتي عادش صغيرة
ويمكن إنش حاسة بشفقة على تميم.. وتفكرين بقلبش مهوب عقلش
يأبيش لو حتى وافقتش على اللي تبينه... صدقيني عقب كم سنة وخصوصا لا جاكم عيال...
بتقولين ليتك عييت علي وما وافقتني على خبالي...

حينها تصلب جسد سميرة وهمست بصوت مختنق خجول: وأنت ناوي تعيي علي وتردهم؟؟

راشد بهدوء منطقي: طبعا عشان مصلحتش أنتي.. أنا ماني بمعاشره.. أنتي اللي بتعاشرينه..

سميرة تتجرأ قليلا لتهتف بضعف: يبه أنا صليت استخارة مرتين.. وقلبي مرتاح له
وربي إن شاء الله مهوب مخيبني..تكفى يبه ما تغصبني على شيء ما أبيه..

راشد يتنهد ثم يهتف بحزم: يأبيش أنا مستحيل أغصبش على رجال ما تبينه
بس بعد مستحيل أخليش تزوجين واحد مثل تميم..
حد قال إني معينش مع نبت الفقع.. يأبيش أنتي أغلى علي من نسمتي اللي أتنسمها






*********************************





"قومي البسي عباتش"
همسه الساخر الواثق..

كانت كاسرة وقتها تجعد شعرها أمام المرأة استعدادا للذهاب مع والدتها لبيت أبو عبدالرحمن للسلام على جوزاء وإعطائها شبكتها
واستغربت دخول مهاب المفاجئ عليها...
ولكنها هتفت بثقة وهي مستمرة في لف شعرها بالألة الساخنة: ألبس عباتي ليه؟؟
تو الناس على المراح لمرتك.. اركد شوي.. أبي لي نص ساعة بس وأخلص..

حينها هتف بذات السخرية الواثقة: قومي.. الشيخ ينتظرش في الصالة اللي تحت يأخذ موافقتش وتوقعين..

حينها انتفضت يدها لتلسع نفسها بالألة وضعتها وهي تهتف بغضب: عن المزح الماسخ.. خليتني أحرق يدي

ابتسامة مهاب تتسع.. يشعر أنه رد لها ما فعلته به البارحة : ومن قال أمزح ..مهوب أنتي اللي قايلة لي بالحرف

" إذا اتصلوا فيك يبون ردنا..
قل لهم إنه حن موافقين.. ومتى ما بغوا الملكة.. يجيبون شيخهم.."

قالها وهو يقلد طريقتها في الكلام.. ثم أردف: مهوب ذا كلامش.. وإلا كنتي تقولين شيء ما تقصدينه..

حينها وقفت كاسرة على قدميها ووجهها يحتقن: إلا قلته.. وهذا كلامي.. بس المفروض يا ولد أمي.. تبلغني قبلها.. مهوب تسوي فيني كذا

والحين انزل وصرف الشيخ.. كيفك أنت وياه.. خلهم يرجعون بعدين
والفشيلة أنت تحملها.. مهوب تجي تبي تعاقبني إني عارضتك بذا الطريقة الخايـبة..

حينها هز مهاب كتفيه بثقة: والله المجلس مليان ناس كبارية جايين مع زايد.. ومسوي عقبه عشاء وش كبره في مجلسه عازم أمة لا إله إلا الله..
دامش تبيني أسوي فضيحة.. بسويها عشان شيء يستاهل... بأقول البنت تراجعت وغيرت رأيها

حينها وقفت كاسرة لترتدي عباءتها وهي تهتف بحزم: زين يا امهاب.. والله ما أطوف لك ذا الحركة.. زين




بعد الملكة مباشرة..

صعدت كاسرة لغرفتها لتتوجه فورا للحمام لتستحم رغم أنها استحمت قبل أقل من ساعة
ولكنها شعرت أن رأسها يغلي من القهر والغيظ.. وصداع مؤلم يجتاحها.. لشدة نبض عروق دماغها وانتفاضها

اشترطت في العقد أن لا يمنعها من عملها.. رغم أن أخيها مهابا كان رافضا أن تكتب شروطا في العقد... ولكنها أصرت..
شعرت أن هذا أقل ما يجب أن تفعله للتغلب على خيبة الأمل التي اجتاحتها بعنف..
فهي لابد أن تتحسب لتقلبات هذا الطفل الذي أجبرت نفسها عليه
حين كانت توقع لمحت عيناها تاريخ ميلاده .. بينهما تماما 3 سنوات ومن مواليد ذات الشهر ..

" ياربي وش ذا البلشة؟! عقب ذا كله.. أرجع أخذ لي بزر"

كانت المياه الباردة تنسكب على رأسها ولكن تفكيرها لا يبرد..
أنهت حمامها وهي تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم.. وتقرر أن تصلي صلاة العشاء لتقرأ بعدها بعض وردها.. عل بالها يرتاح قليلا

بعد أن هدأت قليلا.. شعرت أن هناك من يجب أن تخبره.. لن تسامحها إن لم تخبرها..

بعثت لها برسالة: "فطوم.. أنا تملكت!!"

وصلها الرد بعد ثوان: " يا ثقل الطينة.. مت من الضحك
تصدقين حتى بطني آجعني من الضحك
بس لا عاد تعودينها"

حينها تنهدت كاسرة وأرسلت لها: "والله العظيم إني توني تملكت"

ثوان ليرن هاتفها.. ليصلها صوت فاطمة الغاضب: والله لا تكونين صادقة لا يصير شيء ما يرضيش..

تنهدت كاسرة همست بهدوء: صادقة.. واللي فيني مكفيني.. فلا تزودينها أنتي بعد فطوم..

حينها انفجرت فاطمة لا تعلم هل هو غضب أم عتب أم فرحة: كذا يالخايسة.. ملكة على طول..
وأنا حتى مادريت بالخطبة من أساسه.. مهوب حن متفقين يوم ملكتش أكون معش من الصبح.. كان خاطري أكون معش دقيقة بدقيقة
كذا تكسرين بخاطري..

تنهدت كاسرة: فطوم تكفين لا تزعلين.. والله كل شيء صار بسرعة أنا ما توقعتها.. توهم خطبوا أمس.. بسم الله الرحمن الرحيم
واليوم كان عندي ورشة برا الشغل.. ما قابلتش أقول لش.. وما حبيت أقول لش على التلفون عن الخطبة..
أنا بعد كنت أبي أشوف وجهش لا دريتي..بس والله كل شيء صار بسرعة تفر المخ

فاطمة تبتسم بحزن رقيق: خلاص ما أقدر أزعل عليش.. بس خلش تعرسين من وراي بعد.. عشان تشوفين شغلش
ثم أردفت بحماس ونبرة صوتها تتغير تماما: الزعل نساني أهم شيء.. من هو سعيد الحظ؟؟

كاسرة بهدوء: كسّاب بن زايد آل كسّاب..

حينها هتفت فاطمة ببهجة: ماشاء الله ياسوسو.. صدق ما تطيحين إلا واقفة.. صبرتي ونلتي.. ولد زايد آل كسّاب مرة وحدة..
والله إنه حلمي ما يطيح الأرض.. ما قلت لش بيأتيش الصقر ويلقطش.. وهذا صقرنا كسّاب جا..

ثم أردفت وهي تتذكر شيئا: بس اللي أعرفه إنه زايد آل كسّاب نفسه مهوب كبير.. مستحيل يكون ولده فوق الثلاثين حتى

ثم صرخت بحماس وهي تقهقه: الأخ عشريني صح؟؟ يا الله اعترفي..

كاسرة همست بهدوء واثق رغم أنها بدأت تغلي من هذا الموضوع: قريب الثلاثين.. بيني وبينه 3 سنين بس.. ارتاح قلبش

حينها ابتسمت فاطمة: المهم قلبش أنتي يرتاح






***********************





" مبروك.. مبروك.. ألف مبروك..
والله العظيم من فرحتي ودي أحجز الليلة وأجيك"

كسّاب بسخرية مبطنة: لا أكون فتحت عكا وأنا مادريت.. ترا كل السالفة مرة..

علي يبتسم: صدق إنك بايخ وما عندك إحساس.. الحين نصك الحلو اللي تصير أم عيالك وشريكة حياتك
اسمها "كل السالفة مرة!!" (قالها وهو يقلد طريقة كسّاب الساخرة)

كسّاب بذات النبرة الساخرة: لأنه هذي هي .. كل السالفة مرة..
يعني ما تحتاج المهرجان اللي مسويه أنت وأبيك وهو يحدد موعد العرس عقب شهر واحد بس..

علي بسعادة صافية: يا كثر بربرتك على الفاضي.. تلاقيك تنطط من الوناسة ومسوي روحك ولا همك
والحين اسمعني ترا حجزك حق شهر العسل علي أنا.. والله العظيم ما تقول شيء
بأحجز لك هنا في جنيف أحلى فندق وبأسوي لك أحلى برنامج..
وأنا أساسا بأكون في الدوحة...فخذوا راحتكم.. ماعندكم عزول...

كسّاب بغضب: استغفر يا ابن الحلال.. وشو له ذا الحلايف... يمكن أنا ما أبي أسافر.. تجبرني؟؟..

علي بمودة صافية: إيه بأجبرك... إذا مهوب عشانك.. عشان مرت أخي الكبير أم زايد..
وعجلوا علينا بزايد... يانا مشتاق لبيبي صغير ندلعه.. ويخلي بيتنا فيه حياة وصريخ شوي...





***********************************





طرقاته التي تميزه والتي هي تعرفها جيدا.. ترتفع على الباب..

رغم أنها تعلم أن ارتباطه بوضحى أقوى.. وعلاقته بها أمتن
ولكنه يبقى قريبا جدا من روحها ..وتحبه كثيرا ولكن بطريقتها الخاصة..
ولكن الأغرب أنها الآن تشعر بالخشية من هذا الفتى الصامت.. تخشى نظرته السابرة..
لذا تمنت ألا تفتح له وهي مازالت تحتاج للتأقلم مع الفكرة
لو أن الطارق أحد سواه.. لم تكن لتتردد لحظة في الفتح..
لا تريد أن يشعر أي أحد بخيبة أملها!! ولا أنها قد تتردد في المواجهة

ولكن تميم شيء آخر..
فهو لن يسمع صوتها الحازم الواثق الذي تصيغه بمهارة لتقنع الجميع أنها وافقت بملء قناعتها..
لن يحتاج إلى محاورتها بالكلمات التي تبرع فيها
بل سينفذ مباشرة عبر بحيرتي عينيها...
ولشد ما تخشى هذا النفاذ!!!

تنهدت بعمق وهي تشد قامتها وتسحب شهيقا عميقا.. تبتسم ثم تفتح الباب..

تقدم خطوتين للداخل وهو وجهه ترتسم ابتسامة غاية في النقاء والصفاء والمودة.. قبل رأسها ثم أشار:
مبروك يا عروسة..

كاسرة تشير بثقة وهي تتحاشى النظر لعينيه بطريقة بارعة وتركز على يديه: الله يبارك فيك..

تميم يبتسم: سبق لي تعاملت معه.. وسوينا صيانة لكمبيوترات شركته كلها..
رجال محترم وفيه خير.. الله يهنيش..

كاسرة تشير بذات الثقة: ويهنيك ونشوفك عريس قريب إن شاء الله

تميم يشير وفي عينيه نظرة مقصودة: إن شاء الله.. وما يصير يعني تردين علي وعينش في عيني..؟؟

ابتسمت كاسرة وهي تنظر له بشكل مباشر وتشير باصطناع بارع: ملكتي توها الليلة مايحق لي استحي من أخي يعني..

تميم يربت على خدها: يحق لش يا الغالية... بس تعودت أنش على طول واثقة من نفسش
ويوم تتكلمين تحطين عينش في عين اللي تكلمينه.. يعني أنا متعود على شوفت نظرة عيونش الحلوة وأنتي تأشرين لي..

ثم أكمل وهو ينسحب: ألف مبروك مرة ثانية.. وأتمنى إن السالفة فعلا حيا مهوب شيء ثاني





************************************




تمسح على شعره بحنان مصفى وتهمس برقة عذبة: ماشاء الله كل ما يكبر كل ما يشبه أبيه أكثر

شعاع تتنهد بابتسامة مثقلة بالضيق: ياذا الأب اللي منتي براضية تطلعينه من راسش
خلاص جوزا أنتي الحين مرت امهاب...

جوزاء تجيبها بألم: والله شعاع كلمة عفوية ماقصدت فيها شيء
تدرين اشعيع مشكلتش إنش تظنين إني أتذكر عبدالله بالطريقة الإيجايبة..
عبدالله أتذكره في حياتي كمأساة وبس.. يبي لي وقت لين أتأقلم ..
يعني يا شعاع تخيلي لو كانت يدش في الجبس.. تكرهين الجبس هذا ومضيق عليش وتمنين اليوم اللي تخلصين منه
ومع كذا يوم يشيلونه عنش تحسين بالفراغ.. يعني أنا أربع سنين وأنا في مأساة
والحين أحس المأساة انشالت عني... ابي لي وقت قبل أتعود الانطلاق
ولو انه الجبس هذا ترك تشويه جامد في يدي..
كفاية دراستي اللي ماعاد قدرت أكملها..

شعاع بضيق: والله حرام جوزا.. كنتي فصل تخرج وباقي لش مادتين بس..

جوزاء هزت كتفيها بألم عميق: قولي لي اشلون اكمل.. مات وأنا في في بداية الفصل وحاديت ثمان شهور وعقبه في يدي طفل صغير خايفة عليه من كل شيء
وعقبه الشهور مرت .. ودفعتي كلهم تخرجوا.. وأنا طاف علي وقت الرجعة
وما بقى لي غير الحسرة..

شعاع تهز كتفيها: تدرين جوزا.. كل ما أتذكر فترة حدداش أستغرب اصرار أبوصالح إنه تحادين عنده في البيت
ابي تضايق وقتها واجد من ذا السالفة.. كان يبيش تجين عندنا..

جوزاء هزت كتفيها بألم أعمق وأعمق: لولا إن ابي حلف عقب ما ولدت إني ما اطلع من المستشفى إلا على بيته
وإلا يمكن ابو صالح كان حلف أرجع عقب ما ولدت عنده
تذكرين حلوفته على أبي أيام حدادي إني ما أطلع من بيتي على قولته... قال له أبي وهو زعلان من السالفة (بيتك فيه شباب مهوب محارم لها)
قال باطلعهم من البيت... وفعلا هزاع وفهد طول فترة حدادي وهم مقيمين في المجلس
وصالح نزل غرفة تحت وفتح لها باب على برا...
كرهت روحي كره... حسيت إني عفست حياتهم فوق حدر... والكل يحملني الذنب بنظراته..
بس والله مهوب ذنبي.. ذنب أبو صالح اللي كان يبي يعاقبني على موت ولده الغالي..





*****************************




عفراء أنهت قبل دقائق اتصالا مع كسّاب وطلبت منه مالا حتى تشتري شبكته في الغد
تشعر بسعادة لطيفة تغزو روحها
وهي تجد شيئا تدفن فيه فوضى وجعها ويشغلها عن التفكير الذي جعل روحها تتأكل..والوحدة تلتهمها التهاما..
كان بودها لو تبات مزون عندها.. ولكنها يستحيل أن تطلب منها ذلك
لأنها تعلم أن زايدا لا يرضى أن تبات خارج المنزل بعيدا عنه..

نظرت لساعة الهاتف الذي مازال في يدها.. كانت الساعة تقترب من الواحدة والنصف بعد منتصف الليل
كانت على وشك النهوض لتصلي قيامها ثم تنام.. فلديها غدا دوام في المدرسة
ولكنها قبل أن تتحرك سمعت حركة غريبة..
ابتلعت ريقها جزعا وأرهفت السمع ودقات قلبها تتصاعد بعنف

"هل هذا صوت خطوات؟؟ أم يخيل لي"

صوت خطوات أقدام ثقيلة تتسحب قريبا منها
عفراء شعرت أن قلبها سيتوقف من الرعب وهي عاجزة عن التنفس حتى.. وركبتاها بدأتا تتصاكان
ولكنها تناولت هاتفها بخفة وهي تضعه على أذنها بخفاء بعد أن أعادت الاتصال بكسّاب وتهمس بخفوت بالغ مختنق وكلماتها تتناثر:
كسّاب الحقني فيه حرامي عندي في البيت..

وصلها صراخ كسّاب المزمجر المرعب الذي بدا لها أنه يكلمها وهو يركض:
سكري على روحش في أقرب غرفة.. أقل من دقيقة وأنا عندش

عفراء وقفت بهدوء جزع وريقها يجف تماما.. وهي تشعر أن شعر جسدها قد وقف كله والدم توقف عن عبور شرايينها ..
وتيارات رعب لا حدود لها تمر عبر مسامات جسدها كلسعات الكهرباء
لأنها شعرت أن الحركة أصبحت قريبة جدا منها

لذا قررت أن تركض بأسرع ما تستطيع.. وبالفعل بدأت بالتنفيذ وهي تركض ناحية الدرج
لولا اليد القوية التي منعتها من الصعود وأمسكت بها بقوة وألقتها بكل عنف على الدرجات الرخامية...




#أنفاس_قطر#
.
.
.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مـــ كاسره ــزنه زايــ كسـاب ــد", آه يا قلبي ،أحلى رواية رومانسية ، رواية تجنن ،رواية خطيرة موت, أنفاس ليلاس العطرة في رائعتها الثالثة, أنفاس قطر+بين الأمس واليوم, الجزء الحادي و العشرون صـ 256, الجزء السبعون ص 1181, الجزئان 24، 25 في ص293, احبج في الله انفاس قطر :), اشتقنا لطلتك الحلوة أنفاس, انفاس قطر, اكرهك يا عبد الحمن ~> لا تلمونها يذكرها بواحد .! :(, بين الأمس واليوم/ الجزء الثالث والعشرون ص279, بين الامس واليوم, بين الامس واليوم احلى رواية, جميله " إنكسار (w) ", خليفة يطلب من جميلة بالتلفون تنساه وتحب فهد, جونااان ..حور, رابط قصة بين الامس واليوم بدون ردود""http://www.liilas.com/vb3/t158045.html"", روايات, روايات أنفاس قطر, رواياة بين الأمس واليوم, رواية # أنفاس_قطر #, رواية أنفاس قطر الثالثة بين الأمس واليوم, رواية أنفاس قطر الجديدة, رواية الكاتبه القطريه انفاس قطر, رواية انفاس قطر, رواية رائعة, سمانآ, فهد وجميلة بيصيروا أحلى عشاق ~فديت نفوسة أناا
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t137476.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ط±ظˆط§ظٹظ‡ ط¨ظٹظ† ط§ظ„ط§ظ…ط³ ظˆط§ظ„ظٹظˆظ… , ظ„ظ„ظƒط§طھط¨ظ‡ ط§ظ„ظ…طھط§ظ„ظ‚ظ‡ ط§ظ†ظپط§ط³ ظ‚ط·ط± This thread Refback 06-12-17 05:41 PM
Untitled document This thread Refback 06-07-17 04:02 AM
ظ…ظˆط¶ظˆط¹ ظٹط¹طھظ…ط¯ ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„ظ…ظ‚ط§ط±ظ†ط© ط¨ظٹظ† ط§ظ„ط§ظ…ط³ ظˆط§ظ„ظٹظˆظ… - Rocket Tab This thread Refback 12-03-16 10:18 AM
ظ‚طµطµ ط­ط¨ ط§ظ„ط³ظˆط¨ط± ط¬ظˆظ†ظٹط± ظ„ط¨ظ†ط§طھ ط§ظ„ط³ظˆط¬ظˆ ظپظ‚ط· ♥♥♥♥♥♥♥♥♥3 - ط£ظ„ظˆظپظ† This thread Refback 07-02-15 12:56 AM
ظ…ط¯ظˆظ†طھظٹ ط§ظ„ط¨ط­ط± ط§ظ„ط¹ظ…ظٹظ‚ ط§ظ„ط£ط±ط´ظٹظپ ظ…ظ†طھط¯ظٹط§طھ ط¹ط±ط§ظ‚ ط§ظ„ظ†ط¨ظ„ط§ This thread Refback 16-08-14 11:50 PM
ط¨ظٹظ† ط§ظ„ط£ظ…ط³ ظˆط§ظ„ظٹظˆظ… liilas This thread Refback 05-08-14 01:26 PM
ظ…ظˆط¶ظˆط¹ ط­طµط±ظٹ ط¨ظٹظ† ط§ظ„ط£ظ…ط³ ظˆط§ظ„ظٹظˆظ… This thread Refback 04-08-14 11:08 AM
ط±ظˆط§ظٹظ‡ ط¨ظٹظ† ط§ظ„ط§ظ…ط³ ظˆط§ظ„ظٹظˆظ… , ظ„ظ„ظƒط§طھط¨ظ‡ ط§ظ„ظ…طھط§ظ„ظ‚ظ‡ ط§ظ†ظپط§ط³ ظ‚ط·ط± This thread Refback 24-07-14 01:24 AM
Untitled document This thread Refback 14-07-14 01:11 AM
Untitled document This thread Refback 01-02-11 08:15 PM
ط±ظˆط§ظٹظ‡ ط¨ظٹظ† ط§ظ„ط§ظ…ط³ ظˆط§ظ„ظٹظˆظ… , ظ„ظ„ظƒط§طھط¨ظ‡ ط§ظ„ظ…طھط§ظ„ظ‚ظ‡ ط§ظ†ظپط§ط³ ظ‚ط·ط± This thread Refback 29-12-10 06:27 PM
ل¹‚ؤڈل»™ر•ؤ§ (mdaaaa) | Formspring This thread Refback 08-12-10 02:31 AM
Untitled document This thread Refback 03-12-10 10:54 AM
Untitled document This thread Refback 26-11-10 10:19 PM
Untitled document This thread Refback 26-11-10 07:35 AM
Untitled document This thread Refback 24-11-10 12:35 PM
Untitled document This thread Refback 20-11-10 10:36 PM
Untitled document This thread Refback 07-11-10 12:28 PM
joOOOojoOO (joOOOojoOO) | Formspring This thread Refback 05-11-10 05:40 AM
Untitled document This thread Refback 30-10-10 08:52 PM
ط±ظˆط§ظٹظ‡ ط¨ظٹظ† ط§ظ„ط§ظ…ط³ ظˆط§ظ„ظٹظˆظ… , ظ„ظ„ظƒط§طھط¨ظ‡ ط§ظ„ظ…طھط§ظ„ظ‚ظ‡ ط§ظ†ظپط§ط³ ظ‚ط·ط± This thread Refback 12-10-10 10:20 AM
Untitled document This thread Refback 12-07-10 04:32 AM
Untitled document This thread Refback 23-05-10 08:08 PM
Untitled document This thread Refback 19-05-10 03:17 AM
Twitter Trackbacks for ط¨ظٹظ† ط§ظ„ط£ظ…ط³ ظˆط§ظ„ظٹظˆظ… [liilas.com] on Topsy.com This thread Pingback 16-05-10 02:19 AM
Untitled document This thread Refback 14-05-10 11:05 PM
Untitled document This thread Refback 03-05-10 09:55 PM
Untitled document This thread Refback 27-04-10 07:35 PM
Untitled document This thread Refback 15-04-10 02:31 PM
Untitled document This thread Refback 13-04-10 12:34 PM
Untitled document This thread Refback 12-04-10 10:07 PM
Untitled document This thread Refback 11-04-10 08:46 AM
nono (nooral2mal) on Twitter This thread Refback 28-03-10 01:46 PM


الساعة الآن 06:11 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية