كاتب الموضوع :
#أنفاس_قطر#
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
بين الأمس واليوم/ الجزء الرابع والتسعون
بسم الله الرحمن والرحيم
السلام عليكم ورجمة الله وبركاته
آسفة على التأخير جدا جدا جدا
.
أولا قطعوا الاتصال.. ثم احتاج الواير لس إعادة برمجة
وأبو العيال في الزام.. موب موجود يجيب لي حد يعيد البرمجة
انتظرت لحد ماتفرغ إخي وجاب لي!!
آسفة جدا جدا !!!!! :)
.
.
يالله بارت اليوم بدون تأخير عليكم
الجزء 94
.
.
قراءة ممتعة مقدما
.
لا حول ولا قوة إلا بالله
.
.
.
بين الأمس واليوم/ الجزء الرابع والتسعون
" كاسرة.. كاسرة!!"
كان ينادي ولا مجيب له وهو يعبر أقسام جناحهما حتى رآها تقف أمام مكتبه..
وبيدها ملف أخضر اللون..
كانت تقف مذهولة.. مصدومة.. عيناها متفجرتان بإحمرار دموي ينذر بهطول عاصفة من حزن مطري..
حين رأته واقفا أمامها.. رفعت الملف أمامه وهي تهمس باختناق بالغ متفجر بحزن لا حدود لمجراته :
أشلون تدس علي موضوع مثل هذا؟؟
أشلون؟؟
كساب هز كتفيه بثقة: الملف قدامش على المكتب قد له كم يوم..
مادسيته عنش..
ثم أردف وهو يقلد طريقتها حين علم بخبر حملها:
كنت أقول اليوم بتشوفه.. اليوم بتشوفه.. ويمر اليوم وأنتي ماشفتيه..
كاسرة تمسح أنفها وهي تمنع نفسها من الانفجار في البكاء وتهمس باختناق حقيقي:
كساب هذا موضوع تأخذه بمزح؟!!
أو حتى تقارنه بموضوع حملي.. حرام عليك وش جاب لجاب؟؟
كساب بذات الثقة التي ستقتلها: كاسرة الموضوع بسيط .. وعني أنا.. كنت أشوف موضوع حملش أهم بواجد..
كاسرة اتجهت نحوه بعصبية وهي تغالب دموعها التي توشك أن تغمر المكان..
مدت يدها إلى خاصرته اليسار وهي تتحسسها..
وتهذي باختناقها بكلمات متدافعة ماعادت واضحة لشدة ازدحام حنجرتها بالعبرات:
وين؟؟ وين؟؟ هنا؟؟ صح هنا؟؟ صح هذي هي...
ليش يا كساب ماقلت لي؟؟ حرام عليك تسوي فيني كذا !!
حرام عليك..!!
هنا؟؟ صح؟؟ وإلا هنا؟؟ توجعك؟؟ حاس بشيء؟؟.. قل لي .. لا تدس علي شيء!!
أنا كنت حاسة إنه ذا الحادث سوى فيك شيء أكثر من مجرد كسر يدك وشوي ذا الجروح..
كنت حاسة!! قلبي كان ناغزني!! بس كنت أكذب نفسي!! وأقول كفاية علي وجع!!
وين؟؟ قل لي وين يوجعك؟؟
كساب شدها ليحتضنها بيدها السليمة بقوة وهو يهتف بحزم حان:
كاسرة بس.. هدي.. الانفعال مهوب زين لش..
وأنا والله العظيم مافيه شيء يوجعني.. وإلانسان يقدر يعيش بكلية وحدة!! وحتى نص كلية..
وكليتي الثانية مافيها شيء تمام التمام!!
كاسرة حينها انهارت وهي تجلس على الأرض وتنتحب بوجع حقيقي:
حرام عليك تفجعني كذا.. كل شيء عندك بالدس.. وش فيها لو أنت مهدت لي شوي شوي.. بدل ما أنصدم بذا الطريقة..
كساب أنا إنسانة مؤمنة وكان قلت الحمدلله على كل حال..
بس الحين حاسة كل اللي فيني يرجف من الصدمة..
إذا منت بخايف الله فيني.. خافه في اللي في بطني!!
كساب جلس جوارها على الارض بشكل معاكس وهو يمد يدها ليمسح وجهها..
وألم عميق ينتشر في كل نواحي روحه.. أ كل هذا البكاء من أجله؟!! أ هذه كاسرة؟؟ أم هذه هرمونات الحمل؟؟
كساب همس بنبرة الحنان التي تذيب مفاصلها حين تحضر:
كاسرة وش تبين أقول لش؟؟.. أقول لش إنه الحادث سوى إصابة مباشرة لكليتي اليسار وانعطبت وتوقفت على العمل..
ما أنكر إني تضايقت.. بس أنا بعد إنسان مؤمن.. وقلت الله أرحم بعبيده منهم..
ودامه خذ مني شيء أكيد بيعوضني بشيء أحسن!!
ويوم دريت إنش حامل.. حمدت الله إنه عوضني بذا السرعة!!
كان دورها لينتشر الألم في كل نواحي روحها.. أ كل هذه العذوبة من أجلها؟!! أ هذا هو كساب من يتحدث؟؟!
أم هذا مجرد إحساس وقتي بالوجع والذنب؟؟
لم ترد بكلمة وهي تسند جبينها لكتفه.. وتكمل نحيبها الشفاف وهي تتعلق بعنقه بكلتا ذراعيها..
*************************************
" يأمك روح البيت.. هذا حن عند نجلا والمواليد!!
روح تريح شوي!!"
صالح يمسح وجهه بإرهاق مثقل بحزنه: ما أقدر يمه.. ما أقدر..
بأقعد هنا لين نجلا على الأقل تطلع من العناية!!
همست أم صالح بحنان موجوع: زين شفت عيالك.. ؟؟
صالح همس بثقل: عيالي عند جدتهم!!
أم صالح تنهدت: أقصد المواليد!!
صالح بذات الثقل: شفت الولد.. طيب وبخير.. بس البنت مارضوا كلش..
لأنه الولد في الحضانة بس البنت في العناية الفائقة وقالوا ماحد راح يدخل عليها إلا أمها لو بغت!!
أم صالح تسأل باهتمام مهموم: كم أوزانهم؟؟
صالح بسكون: الولد كيلوين و300.. بس البنت كيلو و600..
صالح صمت.. صمتا ثقيلا..
يشعر بذنب شفاف.. يشعر بذنب أنه تمنى بنتا..
بل دعا الله بكل عزم أن يرزقه هذه المولودة..
وهاهي البنت أتت للدنيا.. مثقلة بالأوجاع.. وأثقلت أمها معها..
دائما الإنسان يشعر بالطمع ويريد المزيد.. ويغريه الله بكرمه..
ماذا ستفيده البنت لو رحلت نجلاء؟؟
ووجد نفسه وحيدا في الدنيا مع أيتام بلا أم؟!!
يا الله.. لا يريد أن يفكر في هذه الفكرة البشعة حتى!!
لا يريد..!!
لشدة بشاعتها يشعر بها تحفر روحه بمناجل مسمومة!!
ومافيه من سموم الروح يكفيه وزيادة!!
*************************************
منذ عاد من الخارج وهو صامت..
ما الغريب؟؟ فالصمت بينهما أكثر من الكلام؟؟
ولكن صمته هذه المرة غريب.. كما لو كان يحمل في طياته حزنا غير مفهوم!!
وجدت أن الواجب يستلزم منها أن تسأل من باب اللياقة الإنسانية التي لا يعرفها حتى!!
همست برقة: فهد فيه شيء مضايقك؟؟
أجابها كأنه يكلم نفسه: صالح جا له ولد وبنت!!
ابتسمت جميلة بشفافية: ألف مبروك.. وليش مابشرتني؟؟ وليش أساسا شكلك متضايق؟؟
فهد بذات النبرة الساكنة: بنت عمي أم خالد تعبانة شوي وفي العناية هي والبنية المولودة..
وصالح نفسيته تعبانة كلش!! لو صار لأم خالد شيء بعيد الشر مهوب بعيد بيستخف.. مابعد شفت رجّال متعلق في مرته مثله!!
جميلة انطفئت ابتسامتها تلقائيا.. وهي تقرر أن تقوم لتتصل بسميرة وتطمئن عن حال نجلاء..
ولكن تأثرا شفافا كان يجتاح روحها.. تأثر من أجل صالح!!
أي رجل رقيق هذا الذي يظهر تعلقه بأم أولاده للعيان؟؟
والبعض حتى لو كان مولعا بزوجته أخفى ذلك بينه وبينها..
حتى لا يكون في ذلك انتقاص من رجولته الثمينة التي ستهتز لو اظهر رقة مشاعره خارجا!!!!
سبحان الله..
كيف يُخرج أخوين من بطن واحد.. وطبائعهما متناقضة لهذا الدرجة!!
لا يمكن أن تتخيل فهدا عذبا ورقيقا بأي درجة حتى..
فكيف إلى هذه الدرجة الموغلة في العذوبة؟!!
**************************************
" يمه الله يهداش ارجعي البيت!!
طولتي على أخواني وعيال نجلاء!! "
أم غانم استحال عسل عينيها إلى لون قاتم نتيجة لاحمرار بياضها.. وهي لم تتوقف عن البكاء منذ معرفتها بالخبر.. رغم أنهم حاولوا تأجيل وصول الخبر لها!!
همست بصوت مبحوح تماما: عيالي وعيال نجلاء عند جوزاء وعالية في بيت أبو صالح.. ومهوب جايهم شيء!!
سميرة بإرهاق: زين أنتي الحين وش مستفيدة؟؟ هذا إحنا كلنا قاعدين في الاستراحة.. روحي أول ما تطلع نجلا بأتصل لش..
ودكتور يقول وضعها الحين أحسن.. والضغط بادي ينخفض!!
أم غانم تشهق: ياقلبي يا بنتي.. كان نفسها في بنت.. وحتى البنت ماشافتها..
والله أعلم هي تلحق تشوفها وإلا لأ..
لو شفتيها بس يا سميرة.. أنا عملت لهم مناحة على باب عناية المواليد لحد ماخلوني أدخل!!
حتة قد الكف.. ومش باينة من كثرة الوايرات.. مش هتستحمل..
سميرة بتأثر: يمه.. الله أرحم بعبيده وإن شاء الله إنه مايكتب إلا اللي فيه الخير..
************************************
" ما اتصلت لش سميرة!! أرسل لها وتلفونها مسكر.. ما أدري هي تبيني أجيبها وإلا لا ؟؟ "
وضحى تشير لتميم بهدوء: تلفونها أصلا عندي.. لأني يوم رحت أنا وأمي لهم
كان خالص شحنه فرجعته معي أركبه لها على الشاحن..
تميم أشار بحزم: خلاص عطيني إياه أوديه لها.. وأشوف لو بتجي!!
وضحى ناولته الهاتف ثم أشارت بثقة: ما أعتقد إنها بترجع معك!!
تميم بضيق: من أمس وهي هناك .. ومهوب عاجبني قعدتها مقابلة صالح!!
وضحى بذات الثقة: أولا هي مهيب مقابلة.. صالح في استراحة الرجال وهي في استراحة الحريم..
ثانيا صالح عبارة أخيها الكبير..
ثالثا مافيه حد يقعد عند أختها غيرها.. أمها الله يعينها عندها أربع بزران في رقبتها..
وأخت صالح حامل وأمه عجوز تعبانة!! والسنع ماحد يقابل أختها غيرها!!
تميم أشار بذات الضيق: هاتي التلفون.. وبس!!
.
.
بعد نصف ساعة..
تميم يصل إلى إلى الممر حيث غرفة نجلا.. يشعر بالحرج أن يكون أحد من أهلها موجود..
وهو لم يكن يريد الاقتراب من الغرفة.. لأنها أحيانا قد تكون مكشوفة جزئيا عبر الزجاج..
كان يريد التوجه لاستراحة الرجال ليسأل صالح من الموجود.. ليلمح صالح يقف مع سميرة عند باب غرفة نجلا..
كان صالح يهتف بحزم: والله إن قد تتصلين في رجالش وتسرين..
وإلا اتصلت فيه أنا..
سميرة برجاء: تكفى يا بو خالد استغفر.. مثل مادخلت أنا ونجلا سوا.. بنطلع سوا..
صالح بحزم أشد: أنا حلفت وانتهينا..
ثم أردف وهو يبتسم ابتسامة باهتة: وهذا هو ثلاث أرباع الحلوفة تم.. تميم جا..
سميرة استدارت لتجد تميم قادما من خلفها.. لا تعلم لِـمَ شعرت بالتوتر حين رأت وجهه كان به شيء غير مريح..
علائم غضب ربما!!
تميم وقف بعيدا قليلا لأنه لم يكن يريد الاقتراب من غرفة نجلا.. فتوجه له صالح أولا وهو يشير بالترحيب كما يفهمه..
تميم أشار له بالسلام.. ثم اشار إلى ناحية غرفة نجلا بالسؤال.. ليفهم صالح أنه يسأل عن حالها..
فهز صالح رأسه.. ثم تاخر للخلف عائدا لغرفة نجلاء ليترك الزوجين معا!!
تميم أشار بغضب لم يظهر على وجهه لكن سميرة فهمته: حلوة الوقفة اللي أنتي كنتي واقفتها!!
سميرة أشارت له بثقة غاضبة: وقفتي مافيها شيء.. في ممر مستشفى.. وقدام غرفة أختي.. ومع رجالها اللي هو ولد عمي وعبارت أخي الكبير..
وشوفت عينك قدام كاونتر الممرضات.. وهذا هم خمس ممرضات قاعدين!!
فأكمل تميم بنبرة تهكم غاضبة: والساعة الحين عشر الليل..!!
سميرة تحاول التماسك وهي تشير برزانة: عشر والا 12 الموقف كله مافيه شيء.. إلا إنك مشتهي تعصب وبس!!
صالح مستغرب.. لماذا طال حوار الإشارات الغريب غير المفهوم هكذا؟؟
لماذا لم يذهبا لبيتهما؟؟
تميم أشار بحزم: أنا كنت جاي أجيب تلفونش لش.. بس الأحسن إنش تمشين معي..
سميرة شدت نفسا عميقا: لولا إن صالح قبل جيتك بدقيقة كان يحلف علي أرجع للبيت معك..
وإلا والله ما أرجع معك عقب الكلام البايخ ذا.. لين نعرف تثمن كلمتك!!
تميم أشار لها بعضب: خلينا نمشي.. لنا بيت نتفاهم فيه..
حالما ركبا السيارة.. أشاحت بوجهها للناحية الأخرى.. ألا يكفي أنها ستموت قلقا على أختها ليكملها هو عليها بقلة أحساسه..!!
أدارت وجهها ناحيته حين شعرت بيد تشد طرف عباءتها ومازالت السيارة في المواقف لم تحرك..
مد كفه وهو يبسطها لها.. تنهدت وهي تضع كفها في وسط كفه.. ليحتضنها بكفيه كليهما ثم يفلتها ليشير بشفافية:
آسف حبيبتي.. شكلي زودتها شوي!!
سميرة أشارت بشفافسة مشابهة: زودتها واجد مهوب شوي... تغار من صالح عاد!!
ابتسم تميم: الرجال اللي مايغار على محارمه مافيه خير!!
حينها أشارت سميرة بشجن: بس سالفة الغيرة عندك شايفتها صايرة تتكرر عندك ذا الأيام الأخيرة بزيادة!!
تميم مازالت ابتسامته ماثلة: بتحاسبيني على غلاش يعني؟!!
*********************************
" يأمش عندش بكرة موعد الساعة 9 في الصالون..
اصحي بدري.. لأنش عارفة زحمة الدوحة.. نبي لنا ساعة لين نوصل"
مزون بشفافية: مهوب أحسن نكسله؟؟
مزنة باستغراب: وليش نكنسله؟؟ يا الله لقينا موعد!!
مزون بتردد: يمكن العرس كله يتأجل عشان وضع نجلا.. وماله داعي ذا المواعيد!!
مزنة ابتسمت: لا راح يتكنسل ولا شيء.. أي والد بقيصرية تتعب لها يومين وتقوم..
اليوم أو بكرة بالكثير بتسمعين أخبار زينة عن نجلا إن شاء الله.. أنا جيتها اليوم وبأروح لها بكرة بعد وبأطمنش زيادة!!
حينها ابتسمت مزون وهي تسأل: زين شيبتش وينه اليوم كله غاطس ماشفته؟؟
حتى الغدا ماجاء يتغدى معنا..
أشلون تخلينه (داير على حل شعره) على قولت سميرة.. لازم (تشكميه)..
ابتسمت مزنة وهي تربت على رأس مزون: أبو كساب اليوم عنده شغل بزيادة..
أكيد بيمرش أول ما يرجع!!
مزنة تنهدت بوجع عميق لم يظهر خارجا.. حال زايد غير مطمئن أبدا.. وهناك شيء غريب فيه!!
البارحة طوال الليل وهو يهذي باسمها بين انتفاضات الحمى بشكل غير طبيعي..
قد يكون غالب الليالي يناديها في نومه.. ولكن لدقائق..
ولكنه البارحة لم يتوقف عن النداء وهو يئن بطريقة موجعة ومتمسك بها بشدة لدرجة أن أصابعه تركت أثارا واضحة على جسدها!!
ثم حين صحا من نومه .. ووجد نفسه في حضنها قفز كالمسلوع وهو يبتعد عنها..
ثم ختمها بطريقة سلامه الغريبة عليها وهو يغادر لعمله..
ولم يرد مطلقا على اتصالاتها اليوم.. ولم يتصل بها!!
وقلق شفاف يتعاظم في روحها إلى أعظم مدى.. وحسها الأنثوي ينبئها برائحة مقلقة حقا!!
***************************************
بالفعل اليوم هو غريب..
فهي كانت دائما تشعر أن بين جنباته قوة وطاقة مرعبة تُشعرها أحيانا بالخوف منه..!!
ولكنه اليوم يبدو كما لو كانت هذه الطاقة سُحبت من بين جنباته.. وهو خادر خامل!!
وهاهو يتمدد لأول مرة قبلها وهو من يوليها ظهره!!
جلست على الطرف الثاني دون أن تتمدد ثم همست برقة:
فهد الحين ذا التأثر كله.. خايف على بنت عمك؟؟ وإلا عشان حالة أخيك؟؟
أجابها بسكون ثقيل وهو مازال يوليها ظهره:
عشان خويلد وعزوز..
أم خالد لو الله اختارها عندها.. فهذي قسمته.. وماحد يعترض على عطا رب العالمين!!
وصالح رجّال.. بيعيش وينسى..
بس عيالها....؟؟
اليتم يوجع.. وهم صغار مانبت لهم ريش.. وفوقهم ولد ثالث يبي من يربيه..
جميلة صمتت.. غريب فعلا هذا الرجل..!!
بقدر مابدت لها إجابته قاسية.. بقدر مابدت حنونة وبطريقة موجعة.. في كلا الحالتين!!!!
*********************************
هذه الليلة كان دورها لتسهر فوق رأسه وهي تنظر له وتسكب دموعا صامتة عاجزة عن إيقافها..
" الحمل ذا خربني مرة وحدة.. صايرة حنفية دموع!!"
كالعادة مشاعرها تدور حوله وحدة في إعصار من مشاعر متضادة..
غاضبة منه.. وستموت حزنا من أجله!!
مطلقا ليست معترضة على ما كتبه الله.. فالملايين من البشر يعيشون بكلية واحدة حياة طبيعية...
ولكن ما يحز في روحها في الصميم أنه لم يخبرها.. كان يعاني وحده..!!
وهي مطلقا لا تخفف عنه بحدتها الحاضرة التي هو من يستفزها لتحضر!!
مدت يدها برفق عفوي لتلمس خاصرته.. كانت بالكاد لمسته لتتفاجأ به يقفز واقفا في حركة دفاعية متحفزة..
كاسرة تراجعت بحرج: آسفة ماقصدت..
كساب تنهد وهو يهتف بنبرة حادة أقرب للغضب: كاسرة لو سمحتي.. لو فكرتي تلمسيني مرة ثانية وأنا نايم.. كلميني قبلها..
حينها تحفزت كاسرة بدورها وهي تهتف بغضب : وش تلمسيني ذي؟؟ وش شايفني؟؟
كساب بذات النبرة الحادة: أنتي ما تفهمين يا بنت الناس..
أنتي عارفة إني كان ممكن أكسر يدش اللي مدتيها لولا ستر ربي إنه خلا يدي أنا في الجبس..
كاسرة تنهدت بغيظ وهي تعود للتمدد وتوليه ظهرها..
وهو تنهد بوجع عميق وهو يعود للسرير ويتمدد وهو ينظر لظهرها..
يبدو أنه سيبقى عاجزا دائما عن تجاوز الفترة المقيتة التي قضاها في السجن والتي تعلم فيها أن ينام متحفزا خوفا من هجوم مباغت لأسباب متعددة !!!!
مد يده بخفة ليتحسس فقرات ظهرها.. ارتعشت بعنف وهي تهمس بذات غيظها:
كساب لو سمحت لا تلمسني.. وإلا تدري.. كلمني أول قبل ماتفكر تلمسني!!
ابتسم كساب (والله إنش ظريفة!!) ولكنه همس بحزم: زين التفتي صوبي..
عيب تكلميني وأنتي معطيتني ظهرش!!
كاسرة لم ترد عليه.. حينها همس بخبث طريف: يعني خلاص ماتسمعين كلامي..
عشاني واحد مسكين ماعندي إلا يد وحدة.. وكلية وحدة!!
كاسرة حينها استدارت نحوه بعنف لتضع كفها على فمه وهي تهتف بغضب مجروح:
أص...ما أبي أسمع ولا كلمة..
كساب قبّل أناملها الساكنة على شفتيه ثم تناولها برفق ليحتضنها في كفه وهو يهمس بإبتسامة:
مافيه شيء يستاهل تحرقين أعصابش عشانه.. ولا حتى أنا!!
ثم أردف بجدية: ولا تعيدينها كلمة (أص) ذي.. أعصب أنا عليش!!
كاسرة حينها اقتربت لتدفن وجهها بين عنقه وكتفه وهي تهمس بغيظ مغلف بألم شفاف:
تدري إني عمري ماشفت حد دمه ثقيل وطينته أثقل كثرك!!
*************************************
" زايد الله يهداك.. تعاقبني أنت؟؟"
زايد التفت نحوها بسكون وهو يفتح أزرار ثوبه.. وهتف بذات السكون:
ليه تقولين كذا؟؟
مزنة برقة حازمة: اليوم كله ماترد على تلفوناتي.. وعقبه تأخرت من غير ما تعطيني خبر.. عمرك ماسويتها إلا مرة وحدة..
يوم زعلتنا الأخيرة مع بعض.. عشان كذا أسألك تبي تعاقبني على شيء معين؟!!
زايد تنهد بعمق: السموحة.. بس اليوم كنت مشغول بزيادة!!
مزنة شدت نفسا عميقا: زين تعشيت؟؟
زايد أجابها بذات السكون الغريب: الحمدلله..
مع أنه اليوم بالكاد تناول شيئا.. وشهيته للأكل منعدمة.. قد يبدو الأمر غريبا..
لماذا يعاني هكذا؟؟
أ لأنه قد أذنب دون قصد رغم أن مامضى قد مضى.. مع أن أم أولاده ارتحلت إلى حياة خالية من الأحزان والألم!!
ولكن ألم يكن هو في حياتها سببا لأحزانها وألمها وهي من حرصت طوال السنوات اللي عاشتها معه أن تكون مصدرا للأمل والسعادة والبهجة!!
كلما تذكر ذلك وجد ألما يتسع في ضميره الحي بلا هوادة.. ينتشر كانتشار النار في الهشيم!!
وما يزيده ألما هو تعاظم شعوره عن عجزه عن الاستغناء عن هذه التي يراها الآن تناولت مصحفها وهي تنشر السكينة حولها!!
وفي ذات الوقت يشعر بضرورة إيقاف حد لمشاعره التي بدأت تتدفق نحوها بغرابة..
بعد أن كان طوال الفترة الماضية غارق في مقارنات سخيفة بين مزنة القديمة والجديدة ومشاعره تنحاز للقديمة على حساب الجديدة..
هاهو الآن.. يشعر بفيض مشاعر غريب يحط على جنبات شواطئها..
وهو يشعر بثقل مضني في روحه وهو يتخيل حياته تعود باردة جليدية بعيدا عن دفء أحضانها وأنفاسها!!
***************************************
كانت غارقة في النوم.. حين بدأت تشعر بحركة غريبة على شعرها..
ثم إحساس كأحساس الحلم بين النوم واليقظة.. وهي تشعر بحركات أنامل بين خصلات شعرها..
ثم تزيح شعرها خلف أذنها..
انتفضت بجزع وهي تشعر بحركة أغرب على أذنها وصدغها.. حركة رقيقة شفافة جعلتها تقفز من نومها برعب..
أ هذه قبلات ؟؟
انكمشت وهي تجلس وتشد نفسها مبتعدة عن المتمدد جوارها نصف تمدد وتهمس بجزع حقيقي: فهد ش تسوي؟؟
لم يرد عليها.. ولم يستطع أن يرد.. وهو عاجز عن التنفس وينظر لها كالمبهور..
لم يتخيل أن ملامسة شفتيه الأولى لها سيكون لها هذا التأثير القاتل الشفاف الموجع.. حتى فعلها!!
كان ينظر لها كما لو كانت حلما وهو يراها تشد نفسها بحرج هاربة للحمام..
ودون أن ينطق بكلمة.. كما لو كانت الكلمات ستفسد الغيبوبة اللذيذة التي يغرق فيها الآن..
شد نفسه بثقل ليسند ظهره للخلف وأنفاسه تتثاقل وهو يشعر بما يشبه الدوار..
هذا الصباح لم يكن لديه تدريبا. فتدريبه العصر..
عدا أنه لم ينم جيدا البارحة لكثرة هواجسه.. لذا صحا متأخرا..
وكان أول مافعله أنه أخذ هاتفه ليرى الساعة..
حينها شعر برعبه يتفجر وهو يرى أن صالحا اتصل به عدة مرات..
وكان سيتصل به فورا لولا أنه وجد رسالة منها:
" أبشرك أم خالد طلعت من العناية!!
وصحتها أحسن بواجد!!"
حينها تنهد بارتياح وهو يشعر بخدر ناتج عن سعادته بعد شد الإعصاب المرعب الذي عاناه قبل ثوان...
التفت للمجاورة له حتى يبشرها.. فهو رأى البارحة كم كانت قلقة وهي تتصل بسميرة وهاتفها مغلق!!
كانت غارقة في النوم.. أشبه ما تكون بقطعة حلوى في غلاف فضي..
هكذا كان إحساسه.. مع إنها لبست بيجامة فضية لأنها شعرت أنها تحمل من روح الحياد الكثير..
لم تعلم أن هذا الرجل قرر مغادرة المنطقة المحايدة لمنطقة أكثر خطرا..
لم يستطع أن يقاوم مطلقا رغبته في تحسس شعرها!!
" بس بألمس شعرها.. شعرها بس!!"
في البداية كان مترددا وهو يلمس شعرها بحذر.. لكنه شعر بحذره يتهاوى ويتهاوى.. وأنامله تغوص أكثر بين طيات حرير شعرها..
وهو يزيحه أكثر ليضعه خلف أذنها..
حينها لم يقاوم أن يقترب أكثر ليتنفس عطر شعرها من قرب..
وعبقها الشفاف يصيبه بدوار فعلي..
وهو يقترب بألم غير مفهوم من بشرتها..
يقسم حينها أنه شعر بلسعة كهرباء فعلية ما أن لامست شفتيه أذنها..
كهرباء ضربت جسده بعنف جعلته يرتعش كمحموم وهو يتجاوز أذنها لصدغها..
لا يعلم إلى أين كان سيصل.. لو أن انتفاضتها بجزع لم تقاطعه.. وتبتر ارتعاشته لإحساس خدر بهي وهو يراقبها..
دقائق مرت.. قبل أن يستعيد صفاء ذهنه.. ليتنفض بجزع أكبر..
" انا وش هببت؟؟
أنا أشلون رديت نفسي لها؟؟
وش تقول علي الحين؟؟
ماني بعند كلمتي صدق!!"
جميلة قضت وقتا طويلا قبل أن تخرج من الحمام عاجزة عن السيطرة على نفسها وارتعاشها.. وحرجها..
خائفة منه.. وعاجزة عن النظر إلى عينيه!!
لتحمد الله حين خرجت أن الغرفة كانت خالية من وجوده!!
*********************************
" سميرة... صالح وين راح؟؟ "
سميرة تبتسم : ما ادري وين راح.. من يوم راح لبنته ما رجع..
نجلاء بصوت باهت مبحوح: صار له 3 ساعات من يوم راح.. ما أعتقد إنه عندها..
تكفين سميرة.. كلميه خليه يجيب عزوز وخويلد.. باموت أبي أشوفهم!!
سميرة انحنت لتمسح على شعرها بحنان: عيالش أمي بتجيبهم معها الحين!!
خلي أبو خالد يمكن إنه راح ينام.. صار له يومين مارقد كلش!!
لم يتخيلا كلاهما أنه فعلا كان عند بنته طوال ذلك الوقت..
بعد أن استخرج تصريحا خاصا لزيارتها.. وتعهد أن يعقم نفسه جيدا قبل الدخول لها..
والممرضات يحاولن فيه منذ وقت طويل أن يخرج وهو رافض بتصميم..
شيء كالسحر يحدث.. رابط متين ربطه بالقطعة الزهرية الصغيرة ما أن وقعت عيناه عليها..
حين دخل إلى غرفة المواليد.. كان يشعر بتوتر ما.. وهو يريد أن يطمئن على صغيرته ويغادر فورا..
لأنه يعلم أن الأمهات يحضرن وأنهن سينحرجن من وجوده!!
كانت الممرضة تريد أن تقوده لها من بين عدد من المواليد..
ولكنه لم يحتج أن تخبره.. فقد عرفها بنفسه.. عرفها بنفسه!!
قلبه قاده إليها دون خطأ.. لدرجة أن الممرضة تعجبت!!
بالكاد ملامحها واضحة لشدة صغرها.. ومع ذلك يكاد يقسم أنه لم يرى مخلوقا أجمل!!
شعر أن قلبه سينفجر لشدة تدافع الدم إلى خلايا قلبه التي تهاوت عروقها انفعالا!!
شعر أنه سيموت ليشبع هذه الصغيرة بقبلات لا حصر لها..
كان سيراها ويذهب فورا.. فإذا به يجذب مقعدا ويجلس وعيناه معلقتان بها فقط كما لو كانت بؤرة الضوء الوحيدة في العالم!!
عيناه تمسحان جسدها الصغير.. بقعة بقعة.. وألم جارح يتعمق في روحه..
وهو يرى الازرقاق الناتج عن الإبر التي مزقت جسدا كان يجب أن يكون في حضنه الآن!!
يتمنى لو استطاع تحطيم هذا الزجاج ليأخذها في حضنه فعلا..
همس للمرضة باختناق حقيقي: أقدر ألمسها.
ردت عليه الممرضة بمهنية: تستطيع لمسها عن طريق القفاز داخل جهازها..
حينها رفض أن يدخل يده في القفاز.. فهو يريد أن تكون أول مرة يلمسها.. يلمسها بدون أي حاجز.. يريد أن تشعر أنامله بملمسها وليس ملمس مطاط بارد..!!
الممرضة عادت له وهي تهمس بحرج: أرجوك سيدي أن تخرج.. الأمهات يشتكين من وجودك..
وأرجوك ألا تتكرر هذه الزيارة الطويلة.. لك عشر دقائق فقط المرة القادمة!!
" ماذا تقول هذه المجنونة؟؟
أي عشر دقائق!!
كل سنوات عمري لا تكفي للبقاء جوارها!! لا تكفي"
صالح شد نفسه رغما عنه خارجا.. وهو يشعر كما لو كان ترك قلبه خلفه..
تركه بالمعنى الفعلي لا المجازي!!
****************************************
" يمه وش رأيش في اسم المها ؟؟"
أم صالح التفتت لصالح باستغراب: أي المها؟؟
بينما نجلاء شعرت بالتوتر المخلوط بغصة حزن وهي تضم صغيرها غانم وتحاول ألا تلمس مكان الخياطة!!
فهي علمت أي " المها " يقصد..
تشعر بألم عميق وبإحساس ذنب أنها من قصرت في إجراء الفحوص وإلا كانت علمت بوجود هذه الصغيرة المختبئة..
وبكت مطولا حين أخبرتها الطبيبة أن تتهيأ لأي خبر سيء يخص صغيرتها.. حين طلبت مقابلة الطبيبة لتسأل عن حالتها!!
وهاهي تشعر أن الذنب ذنبها أنها لم تستطع تغذيتها كما يجب!!
وكادت الطبيبة تجن وهي تحاول تهدئتها لأن البكاء والانفعال خطر على الخياطة في بطنها..
صالح أجب أمه بعفوية باسمة: المها بنتي يمه.. من زمان مشتهي ذا الاسم!!
أجابت أمه بعفوية بها رائحة الحزن: يأمك هو قد به مودمي عشان تسميه..
(مودمي= إنسان)..
صالح بنبرة غضب: ليه يمه.. وبنتي وش هي؟؟
أم صالح بنبرة حنونة: ذي يأمك فَرط واحتسبها عند رب العالمين..(فرط= طفل ناقص ميت أو سيموت)
أنت ومرتك عادكم صغار.. ويتجيبون كثر ما تبون عيال وبنات إن شاء الله..
صالح انفجر بغضب فعلي: أنتو ليه كلكم تكلمون عن بنتي كنها ميتة.. حتى إبي يوم كلمته استاذنه في الاسم.. قال لي نفس الكلام!!
أنتو ماعندكم إيمان برب العالمين ورحمته!!
أم صالح بحزن: يأمك وش فيك شبيت.. أنت بروحك شفتها شوف العين..
يأمك مثل ذي أشلون تعيش..
حن يا الله سكتنا نجلاء.. تجي ذا الحين تشفقها في البنية..
نجلا كانت تنتظر عبارة كهذه لتنفجر في البكاء فعلا..
أم صالح قفزت بضعف لتتناول الصغير من يد نجلاء.. بينما نجلاء بدأت تضغط بطنها بألم.. والألم يتفجر في زوايا الخياطة..
صالح قفز جوارها وهو يحتضن رأسها بشكل جانبي.. ويشد على كتفيها ويهمس في أذنها بحنان:
هدي حبيبتي هدي ياقلبي.. هدي تكفين.. البكاء مهوب زين لش..
ماعليش من كلامهم.. ربي أرحم من عبيده.. وبنتنا بتعيش إن شاء الله..
******************************
حين خرج من التدريب.. وجد الكثير من الاتصالات منها..
تنهد بيأس..
فهو فعلا أطال في تركها اليوم!!
فمنذ خرج اليوم قبل الظهر بقليل.. لم يعد ولم يتصل.. انضم لرفاقه في شقتهم..
أراد بالفعل أن ينسى ماحدث اليوم..
فهو رأى الامر جارحا له ولها على السواء..
والغريب أنه منذ خروجه من عندها وهو يحاول إقناع نفسه إن ماحدث سبب له الضيق والقرف لأن شفتيه عبرتا مكانا.. عبرته شفتا رجل قبله..
ولكن الشعور المدمر الذي يشعر به فعلا .. أنه لو تكرر الأمر سيفعله وسيفعل أكثر منه بكثير لو استطاع!!
التضادات تقتله!! تقتله حقا!!
****************************
" مساء الورد يام غنومي..
يعني أنتو تسكتوني عشان ولدتي قبل عرسي وتسمون الولد علي!!"
نجلا تمد يمدها لتمسح خده حينما مال عليها لتقبل خده.. وهي تهمس بصوت مرهق مبحوح تماما من أثر انفعالها قبل قليل:
ماشاء الله دعوتك ماتنزل الأرض.. دعيت علي الصبح جاني الطلق المغرب وأنا في السوق!!
صالح يبتسم بمرح: أنا عني بصراحة كنت أبي أسمي على عمي راشد.. هو اللي سمى علي!!
بس نجلا قالت تبغي غانم.. عشان ولدنا جا في موعد تاريخي.. ينقال له موعد عرسك.. عشان نخلد الموعد صدق..
وأنا واحد عظامي ما تشلني على أم خالد.. لو تقول لي أنام واقف نمت!!
بس شوف ترا بنتك لغنوم ولدي وببلاش بعد.. هذي سماوتنا..
غانم يضحك وهو يميل على على سرير غانم الصغير ويضع فيه ظرفا كان مخبأ في جيبه:
سماوتكم وصلتكم.. وبنتي مالكم شغل فيها..
صالح حينها هتف بغضب وهو يقفز ليتناول الظرف من سرير الصغير:
والله ماتعطيه شيء.. اسمك بروحه بسماوة!!
غانم بحزم شديد: صالح استغفر.. والله ماترجع.. ماتبيها أنت وولدك.. خلاص لأختي والله ماتقول شيء..
صالح بذات الغضب: أنت خبل.. أنت رجال وراك عرس ومصاريف.. وأنا حلفت..
الاثنان بدأ بالتناقر فوق سرير الصغير كالديكة.. ولم يقاطعهما إلا صوت نجلا المرهق: تكفون بس.. روعتوا ولدي خلاص!!
**************************************
جميلة قفزت حين سمعت صوت باب الغرفة يُفتح..
فهد دخل بخطوات أقرب للغضب..
بينما جميلة كانت تنظر له بعتب ووجهها محمر تماما: كان قعدت بعد شوي..
حتى تلفون مادقيت وانت طالع من صبح..
وأنا أفكاري تودي وتجيب..
لذا تفاجأت من رد فهد غير المتوقع وهو يهتف بغضب: ممكن أعرف ليش ماكلتي شيء اليوم؟؟
جميلة تراجعت بحرج: وأنت وش دراك أني ماكلت شيء؟؟
فهد بذات الغضب: لأني مريت اليوم وأنا طالع الريسبشن وقلت لهم.. إذا طلبتي الروم السيرفس مايطلعون لش إلا بنت..
وأنا داخل قال لي الموظف إنش أساسا ماطلبتي شيء!!
جميلة هزت كتفيها بيأس: ومن اللي له نفس يأكل.. وأنا قاعدة بروحي وأهوجس!! وأنت ماحتى تكرمت علي بتلفون!!
فهد بذات الغضب: يعني تبين تقنعيني إنش تحاتيني.. عني طلعت وداستني سيارة.. وش يهمش أنتي؟؟
جميلة نظرت له بعمق: يهمني إني اسمي إنسان.. والإنسان لازم يهتم باللي حواليه.. وخصوصا لو ماكان عنده غيرهم..
ثم أردفت بنبرة سخرية مريرة: ولو داستك سيارة على قولتك.. من اللي بيرجعني الدوحة؟؟
فهد زفر بغيظ وهو يجلس ليخلع حذائه: لا تحاتين.. دقي على أبو زايد.. ساعتين وتلاقينه عندش!!
هاهو يجد له موضوعا يحتد به وعليه حتى لا يفكر فيما يشغل تفكيره فعلا..
يريد أن يبعدها عن تفكيره قدر مايستطيع.. قدر مايستطيع!!
#أنفاس_قطر#
.
.
يالله النجمات يا بنات.. النجمات...
نجمة لشوشو (بالانجليزي) هي أول من قالت إن نجلاء حامل ببنت متخبية ورا الولد..
.
نجمة للوزيرة هي اللي أول من توقع إن نجلاء تتحسن بس البنت تظل تعبانة
.
.
نجمة لـ (إرادة) هي أول من توقعت بالضبط من ضمن عدة توقعات بارعة
إنه يكون يخص عارض صحي حصل لكساب بعد الحادث...
.
يا الله موعدنا الثلاثاء الساعة 8... وسامحوني للمرة الألف على التأخير غير المقصود
.
.
.
|