كاتب الموضوع :
#أنفاس_قطر#
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
بين الأمس واليوم/ الجزء السابع و الثمانون
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يامساء الورد على كل المتواجدين الحين.. واللي بيتواجدون بعد حين..
ياحياكم الله.. ويا ألف هلا ومسهلا بكل الوجيه.. جديدها المعطر وقديمها الدافئ..
.
.
فيه جدل داير بين البنات حول جمال بعض الشخصيات من عدمه
أولا أنا أؤمن وبشدة إنه مافيه أبد مرة شينة.. كل وحدة لها جمالها الخاص..
وفي القصة ماحددت إنه فيه وحدة جميلة الجمال الطاغي إلا لسبب قصصي وهم مزنة ..
ثم كاسرة وجميلة والثنتين أتعس حد في القصة مافادهم زينهم..
أما البقية فكلهم عاديات بس لكل وحدة ميزة تميزها..
وعمري ماقلت إنه وحدة شينة إلا على لسان الشخصية لأنه ثقتها بنفسها هي اللي أثرت على حكمها..
وتلاقيني أحيانا أقول لما أوصف شخصيات البنات (إن زوجها رآها في عينيه كذا) أو يكون وصفي لها من خلال عيونه..
لأن الوحدة المهم تكون حلوة في عين أبو عيالها بأفعالها قبل شكلها..
والزين من زانت أفعاله... يعني سبحان الله فيه وش كثر حريم بمقاييس الجمال غير جميلات لكن تلاقين رياجيلهم يموتون فيهم ومن غيرتهم عليهم..
ورياجيلهم يكونون أحلى بكثير منهم..
وهذا في الحقيقة المؤكدة موب في القصص..
.
ومن هنا نطلع لتعليق من البنات تكرر
إنه أنا ما وصفت مزون أبد..
لكن أنا سبق قلت في بداية الرواية (إن جمالها متواضع مثلها مثل أكثر هالعالم..
لكنها تراه معدوم لانعدام ثقتها بنفسها أيام خلافها مع كساب..
وإنها قبل كذا كانت لشدة سعادتها ترى نفسها جميلة لأنه هذا انعكاس روحها على شكلها)
يعني ماقلت أبد إنها شينة.. لأني مثل ماقلت لكم قبل
مافيه مرة شينة.. وأهم شيء الوحدة تهتم بنفسها :)
يعني حتى في الحياة .. كم وحدة بمقاييس الجمال العادية قد لا تكون جميلة
لكن اهتمامها بنفسها وأناقتها وزينتها وأهم شيء نفسيتها يخليها في عيون الناس حلوة..
وعلى قولت عجايزنا ( ترا الزين غسال إيدين) .. :)
وغالبا أنا أحب أترك الوصف لحد ماتشوفونه بعيون خاصة...
هذا أنا ماوصفت وضحى أبد... ليه ما سألتوا عنها يا حلوين :)
.
.
ياالله الجزء 87
وعن ماذا سيسفر لقاء الأقطاب الأربعة
زايد وابنه.. ومزنة وابنتها..
.
قراءة ممتعة مقدما
.
لا حول ولا قوة إلا بالله
.
.
بين الأمس واليوم/ الجزء السابع والثمانون
دخل إلى غرفته بخطوات هادئة حازمة.. تخفي خلفها كثيرا من الألم الجسدي والنفسي..
لماذا حياة التحفز التي يحياها بشكل مستمر؟؟
لماذا لم يحضَ بزوجة مهادنة تريح باله حتى وهو يعاني كل هذا؟؟
لماذا يجد نفسه مجبرا على كل هذا الشد حتى وهو لا يريده؟؟
لماذا ولماذا ولماذا؟؟؟؟ عشرات من علامات الاستفهام علقته على مشانقها..
وهو مرهق.. مرهق.. مــــــــــــرهــــــق!!!
مرهق من نفسه قبل أي شيء آخر!!
كانت هذه أفكاره التي تغتال تفكيره وهو يخطو لداخل غرفته..
ليجد الصدمة غير المتوقعة أمامه!!
كانت كاسرة........... نائمة !!!
نائمة بالفعل وليست تدعي النوم!!
ونائمة بملابسها.. ومازالت الساعة التاسعة والنصف!!
اختلطت الاحاسيس في داخله.....استغرب.. وتألم.. وتعجب!!
استغرب من نومها بملابسها وهي تبدو في عينيه كطفلة فاجئها النعاس على حين غرة..
فغفت على حالها وهيئتها.. وبكل عذوبتها!!
وتألم أنها نامت دون أن تنتظره.. رغم أنها تعلم بوضعه الصحي السيء..
أ لم تفكر أن تسأله ماذا سيحتاج؟؟ إن كان تناول عشائه؟؟ أو دوائه؟؟
أو إن كان يحتاج للتغيير على بعض جروحه؟؟
وتعجب أنها نامت دون أن تواجهه كما كان يتوقع.. فحدث كالذي حدث اليوم.. كان يستحيل أن تفوته كاسرة دون نقاش محتدم على الأقل!!
استبدل ملابسه بصعوبة.. وهو يصلي قيامه مبكرا..
ثم يتمدد جوارها.. لتتجدد أحاسيسه وتتعمق وتتعقد وهو يطفئ كل الإضاءة ويبقي على ضوء خافت جواره.. حتى يتمكن من رؤية وجهها..
كان الألم ينتشر صارخا في كل جسده...
ومع ذلك يشعر أن ألمه منها أقوى وأشد تأثيرا..
وعيناه تطوفان بمحياها المرهق.. لا يعلم لماذا يشعر بها مرهقة على الدوام؟؟
مرهقة شكلا ومضمونا!!
مختلفة عن حماسها المتدفق المعتاد بكل العنفوان الناري الذي يشعله حتى الوريد..
رغما عنه هذا الإرهاق يجلب إلى عمق روحه حزنا غير مفهوم وهو يتمنى لو استطاع حمله عنها لو استطاع...
ورغم أنها مصدر كل آلامه ولكنه مستعد لحمل كل آلامها لو منحته الفرصة لذلك!!
لــــو !!
*************************************
بعد أكثر من 3 ساعات..
زايد يصل متأخرا أكثر من العادة... لم يكن يريد فعلا أن يتأخر حتى لا تظن مزنة أنه متهيب للمواجهة..
لكنه تأخر في شركته كثيرا.. ثم دعا من باب اللياقة وأريحيتيه المعتادة المجتمعين معه لعشاء متأخر... أصبح متأخرا فعلا!!
توقع أنه سيجدها نائمة وخصوصا أن لديها عذرا قويا لذلك فهو تأخر أكثر من المعتاد..
ولكن توقعه كان فاشلا.. لأنه وجدها تنتظره وبكامل تألقها وفتنتها وزينتها..
فهي تصرفت بطبيعية حتى لا يظن هو أنها تخشى المواجهة..
فهي لو أن الوضع كان طبيعيا بينهما كانت ستنتظره مهما تأخر.. وهي تعلم أن في النوم أو إدعائه رسالة فاشلة للتعبير عن غضبها منه...
فهي تستطيع التعبير عن غضبها بلسانها!!!
والأمر الآخر أنها مطلقا لم تغير مطلقا من طريقة لبسها المعتادة أمامه... فهي لن تفعل كما تفعلن الصغيرات العاجزات عن المواجهة..
اللاتي تغيرن من طريقة لبسهن كرسالة رفض أو غضب..
فهي ليست خائفة ولا متوترة ولا تحتاج لرسائل للسانها!!
وهي اعتادت على التأنق.. فلن تفعل سواه!!
ولكنها لا تنكر أنها لو كانت على رضى معه.. لكانت تأنقت أكثر من ذلك بكثير..
فهو غائب عن البيت منذ ثلاثة أيام.. وكان يستحق استقبالا خاصا..
ولكنها طبعا لن تفعل ذلك الآن.. لأن هذه ستكون رسالة أخرى قد تَفهم بعدة طرق لا تريد أيا منها!!
أما أنها تحاول إرضائه.. أو أنها تحاول تفكيك مقاومته لإلهائه عن العتاب..
بينما هي تريد العتاب... تريده حقا!!!
بينما هو كان يسترق لها النظرات المستغربة بطرف عينيه ويظهر عدم اهتمامه وهو يدخل بهدوء ويسلم بهدوء ويشرع في خلع ملابسه ..
" امرأة غاضبة من زوجها.. لماذا تبدو فاتنة أمامه هكذا؟؟
تبدو كما لو كانت ستشرق لشدة فتنتها...
أ هكذا يكون غضبها؟؟
.
.
ولماذا أنكر على نفسي أنها هكذا كل ليلة..؟؟
ولكن لأني أفتقدها فعلا.. أراها الليلة أكثر من فاتنة إلى درجة تؤلم فعلا!!
ثلاثة ايام مرت.. لم نتبادل الحديث إلا لدقائق وعلى عجالة!!
ثم حينما أعود.. أعود بشجار!!
ولكنها هي المخطئة.. هي المخطئة في كل شيء منذ البداية..
تدخلت فيما لا يخصها.. ثم تريد فرض رأيها على الجميع!!"
زايد بدأ يجري شحنا نفسيا لغضبه وهو يضاعفه.. حتى تضاعف فعلا!!
فهو غير راض فعلا أن تحاول زوجته أن تفرض شخصيتها على شخصيته!!
هذا أمر غير مقبول عنده إطلاقا!!
إطــــــلاقــــا!!
لم يحادثها مطلقا حتى انتهى من صلاته وورده..
وهي مازالت تجلس على مقعدها انتظارا لانتهاءه!!
وكل منهما وصل شحنه النفسي لمنتهاه.. وهو يصور أشكالا مختلفة للمواجهة.. حتى انتهى زايد وتوجه على الأريكة..
ليكون ماحدث مختلفا تماما عن كل مارسماه من تخيلات..
زايد جلس على أريكته وهي على مقعدها.. تبادلا النظرات لثوان..
عميقة.. عاتبة.. لا تهاب..
وكل منهما ينظر للآخر بشكل مباشر ولكن خال من الحدة..
حينها همس بزايد بهدوء حازم: مزنة تعالي اقعدي جنبي.. خلنا نتكلم..
مزنة وقفت وتوجهت نحوه بخطوات واثقة وجلست جواره.. وهي تصنع مساحة فاصلة بينهما..
ولكنه شدها برفق ناحيته.. ليلغي المسافة.. وهو يحتضن كتفيها بذراعه..
ثم يهمس بعمق رزين وبكلام غير متوقع.. حتى هو لم يتوقعه بهذه الصورة:
أدري إني غلطت اليوم عليش قدام العيال..
وقلت كلام المفروض إني ما أقوله.. بس أنتي طلعتيني من طوري..
حينها كان دور مزنة لتضع رأسها على صدره وهي تحتضن خصره وتهمس بهدوء عميق:
زايد أنا ما غلطت.. بس أنت ردة فعلك كانت زيادة عن اللازم!!
يعني ما أعتقد إني سويت شيء يستاهل تقول لي أنتي استخفيتي.. وتبين تخربين على العيال..
أنا شفت وضع ما ينسكت عليه.. ومستحيل أسكت وأنا أشوف بنتي كذا..
زايد بحزم مختلط بالمودة: مزنة.. أدري كساب عيوبه واجد.. وما أدافع عنه..
بس هو يحبها وهي تحبه..والاثنين شخصياتهم قوية.. خلهم يحلون مشاكلهم بنفسهم..
ولو هم بغونا نتدخل .. بيطلبون منا!!
مزنة بعتب: كنت تقدر تقول لي ذا الكلام.. بدون ما تجّرح فيني مثل اليوم!!
زايد تنهد وهو يبعدها قليلا عن صدره حتى ينظر إلى وجهها وهو يمد يده ليمسح على خدها
ثم يهتف بلهجة آمرة أقرب للتسلط:
مزنة قربنا على شهر ونص من يوم تزوجنا.. خل كل شيء واضح قدامش..
أنا ما أرضى إنش تفرضين رأيش وأنا موجود.. وأحب كل شيء تأخذين رأيي فيه أول وقبل ما تسوينه!!
إذا أنا وافقت.. هذاك الوقت سويه.. مهوب قبل..
حينها ابتعدت مزنة عنه أكثر وعن مدى يده.. وهي تهمس بحزم:
وأنت اسمعني يازايد.. شيء يخص علاقتي فيك.. أو حقوقك علي أو طاعتي لك مستحيل أفرض رأيي عليك..
لكن أنا أم وعندي مسؤوليات.. والشيء اللي يخص عيالي.. ماراح أراجع حد فيه مع احترامي لك..
ممكن أشورك فيه وهذا يكون من شفافية علاقتنا كزوجين..
لكن إنك ظنتك إنك بتلغي شخصيتي.. اسمح لي .. مستحيل!!
وأظني إنك خذتني وأنت عارف شخصيتي..
والعود ما يعسف يا أبو كساب..
قالت عبارتها الأخيرة بكل حزم واثق.. وهي تقف وتبتعد متجهة لسريرها.. بينما العبارة تتردد في رأسه..
" العود ما يعسف يا أبو كساب!!
العود مايعسف يا أبو كساب!!
العود مايعسف يا أبو كساب!!!!!!"
" لو أنا خذتها وهي صغيرة.. كان عسفتها على اللي أنا أبيه.. مثل ما كانت وسمية!!
.
وليه تبي تعسفها؟؟ مهوب ذا اللي تبيه وفاقده.. مزنة القديمة!!
.
لا.. وش جاب لجاب..
صحيح مزنة الحين قوية شخصية..بس خلني أعترف إن مزنة القديمة كانت مطفوقة وما تحشم..
ولو خذتها يمكن كان مستحيل نتوالم!!
بـــس..
بس أنا فاقدها!! فاقدها!!
.
.
يمكن نار قايدة في صدري أكثر من 30 سنة طفت عقب ماخذيتها
واكتشفت إن مزنة اللي حارقة قلبي اختفت وماعاد لها وجود..
بس فيه حسرة ماكنة في أقصى حشاي ماعرفت لها سبب.. ماعرفت لها سبب!!"
****************************
" يا الله جمول.. أنتي ناوية تقعدينا لين صلاة الفجر؟؟
خلينا ننام شوي!!
مهوب كفاية إني ماشفت كساب إلا خمس دقايق.. وبديتش أنتي!!"
جميلة هزت كتفيها وهي تضم ركبتيها لصدرها وكلتاهما تجلسان على السرير وهي تهمس لمزون برقة:
كل ليلة أساسا أقعد سهرانة لين أصلي الصبح... مايرقدني إلا التعب..
خلني الليلة أسهر على الأقل وأنا معي حد..
وإذا على كساب.. كلها ليلتين تباتينهم عندي.. وعقب اشبعي فيه!!
مزون بإبتسامة: ترا علي واصل من السفر بكرة الصبح.. خلني أنام أقوم أواجهه.. حرام عليش أبي أنام..
جميلة ابتسمت برقة: كساب وعلي ما يبون إلا كاسرة وشعاع... اقعدي وكبري المخدة.. لين يجي غانم..
مزون حينها حاولت أن تبتسم وهي تركن همها الجديد جانبا.. ليست مهتمة أن غانما رأى كاسرة.. بقدر اهتمامها بمشاعر كساب:
وعلى طاري غانم.. أنا بيكون عرسي عقب ثلاثة أسابيع... بتردينها لي وتنامين عندي..؟؟
وإلا حضرة النقيب من عقب ما يشوفش مستحيل يفكش!!
جميلة هزت كتفيها وهي تهمس ببساطة: لو تبين.. رقدت عندش قبلها بأسبوع..
لأنه حضرة النقيب على قولتش عنده دورة عقب أسبوعين وبيغيب شهر..
مزون باستغراب: عقب عرسكم بأسبوعين بس.. وبيغيب شهر بعد!!
ليه مهوب حاضر عرس ولد عمه وعرس خاله عقبه؟؟
جميلة بذات البساطة المستسلمة: عادي عنده مايحضر عرس أخيه.. المهم يطفش مني!!
مزون اعتدلت جالسة بحدة وهي تهمس بعتب ممزوج بالغضب:
جميلة أنتي ليش تقولين عن نفسش كذا؟؟
إذا أنتي الواحد يطفش منش.. من اللي بيلزق فيها رجالها من قلب؟؟
جميلة هذه المرة همست بحزن حاولت تغليفه ببساطة فاشلة:
عادي مهوب أول واحد يطفش مني.. ومن قلب بعد!!
لازم أتعود على ذا الشيء!!
هذاك طفش مني عقب عشرة ثمان شهور..
وهذا مستعد يطفش قبل ما يعاشرني حتى!!
شكله درا إني ما أتعاشر!!
مزون حينها همست بغضب حقيقي: تدرين إن ذا السالفة البايخة تقهرني..
وأنتي تعيدين وتزيدين فيها..
أشلون تبين فهد يتقبلش وأنتي منتي بمتقبلة روحش؟؟
جميلة مالت لتضع رأسها في حضن مزون الجالسة وهي تهمس بيأس:
فهد بأحطه فوق رأسي.. أكون بهيمة إذا ما تعلمت من تجربتي مع خليفة..
أو سمحت لنفسي أكرر نفس الغلط!!
بس أنا عارفة باللي بيصير... حاسة إنه ماراح يتقبلني لأنه خذني عشان عمي منصور..
خليني أجهز نفسي لذا الشيء عشان ما انصدم..
وعلى العموم لا حن أول ولا آخر زوجين تكون حياتهم مافيها حب..
أنا ما أبي إلا الاحترام منه وكثر الله خيره!!
*************************************
" يـــمـــه!!.. بسم الله الرحمن الرحيم.. ماصليت!!"
قفزت كاسرة بجزع وهي تهمس بهذه الكلمات.. بعد أن ظنت أنها غفت لدقائق لتتفاجأ بالغرفة تغرق في الظلام عدا نور خافت يجاور من ينام جنبها..
كساب صحا على صرختها وهو يعتدل بإرهاق: وش فيش؟؟
قفزت السرير وهي تهمس بجزع بعد أن نظرت لساعتها: نمت على طول عقب صلاة العشاء.. وأنا مابعد صليت قيامي..!!
هتف بذات نبرته المرهقة: باقي وقت على صلاة الصبح.. صلي..
كانت بالفعل مع كلماته تتوجه للحمام لتتوضأ.. صلت أولا..
ثم رغما عنها.. عادت لتطل عليه.. وهي تشعر بذنب رغما عنها أيضا .. أنها نامت وتركته وهو على هذه الحال..
فرغم كل التعقيد.. وكم الغضب الذي لا حدود له بينهما..
ولكنه يبقى زوجها.. ومريض.. وفي حاجتها الآن!!
وجدته نائما..
فعادت وقرأت وردها.. ثم نظرت للساعة.. لم يتبق إلا نصف ساعة لصلاة الفجر.. ستقرأ مزيدا من القرآن حتى موعد الصلاة..
ولكنها قبل ذلك عادت له مرة أخرى.. وهي تنحني هذه المرة وتلمس جبينه..
فالليلة التي قضته عنده أُصيب بحمى.. وحين أخبرت عمها..
قال لها أن الحمى قد تعود له من وقت لآخر حتى تلتئم جروحه نوعا ما..
بالفعل وجدت جبينه دافئا..
ارتعشت حين فتح عينيه.. على ملمس أناملها على جبينه!!
همس لها بسكون: وش فيش؟؟ أنتي تعبانة؟؟
همست بسكون كسكونه: لا.. بس نمت بدون ما أحس..
أنت اللي تعبان.. قوم خلني أعطيك حبوب للحرارة..
أجابها بذات السكون ولكنه أقرب لسخريته المريرة هذه المرة: مهتمة يعني؟؟
أجابته بنبرة كنبرته تماما: ماني بمهتمة.. وليش أهتم؟؟!! بس هو واجب لازم أسويه!!
اعتدل جالسا وهو يمد يده لقنينة الماء بعد أن تناول أقراصه من جواره ثم همس بعد ذلك بنبرة باردة:
يدي الثانية مافيها شيء.. أقدر أكل حبوبي بنفسي.. لا تكلفين نفسش بواجب ثقيل..
همست بسكون ثقيل: عوافي على قلبك.. خلاص مالي عازة كالعادة.. بأروح أقرأ قرآن لين الصبح..
همس بنبرة مقصودة: مافيه شيء نتناقش فيه!!
هزت كتفيها ببرود: وليش نتناقش.. أنا كالعادة –بعد- مخلوق ماله حساب في حياتك..
هددتني بالضرب وبالطلاق وعصبت علي.. وبردت خاطرك فيني..
وانتهينا خلاص..
أجابها حينها بنبرة أقرب للغضب: لا ما انتهينا.. لأنه والله لولا خوف من ربي..
ثم كون غانم رجّال أختي وإلا كان قلعت عيونه اللي شافتش من مكانها..
والسبب أنتي.. حذرتش أكثر من مرة ماتحاولين تستخدمين غيرتي..
بس أنتي ما ارتحتي لين خربتيها..
وخلينا من غانم الحين.. أمش ليه تدخلينها في مشاكلنا؟؟
أجابته ببرود جامد تماما: رجال أختك بكيفك فيه.. مالي شغل فيكم...
أما أنا يمكن أحسن تسكر علي في صندوق.. عشان تضمن إن حد مايشوف ممتلكاتك المركونة..
أما أمي.. انا ما طلبت منها شيء.. هي تدخلت من نفسها..
وللمرة الثانية أقول لك (انتهينا)... ولا تنبشني يا كساب.. وخل الحياة تمشي لأنها أساسا تمشي مثل ماتبي أنت!!
*******************************************
" زايد قوم.. منت برايح تجيب ولدك من المطار؟؟.. طيارته بتنزل عقب ساعة.."
زايد فتح عينيه بتثاقل وهو يهمس بعتب: زين تذكرتي زايد؟؟
مزنة مالت لتقبل جبينه وهي تهمس بمودة صافية حقيقية: آسفة حبيبي.. والله العظيم ماقدرت أنام حتى.. وأنا عارفة إنك زعلان..
وخصوصا يوم سمعتك تناديني وأنت نايم.. صار ودي أصحيك وأراضيك..
بس الله يهداك أنا قلت لك إني شينة إذا زعلت.. وانت والله وصلتني أقصاي..
حينها ابتسم وهو يعقد كفيه خلف رأسه: يعني هذا أقصاش ؟؟ ياحلوه أقصاش.. ذوق وستايل وتكانة مثلش.. أنا حسبت إنه هذي أولها..
ابتسمت بإشراق: تمسخر علي؟؟!!
مد يده ليدخلها في طوفان شعرها من الخلف وهو يقربها ليقبلها بتروي.. ثم هتف بفخامة:
والله العظيم أتكلم من جدي..
لأني أنا لو وصلت أقصاي.. وخري من دربي..
مزنة هتفت بمودة راقية: الله لا يورينا أقصاك ولا يحدنا عليه..
ابتسم زايد وهو يعتدل جالسا ويهتف بنبرة مقصودة:
ولا يورينا أقصاش الحلو بعد.. لأني ما أحب قلبة مزاجش ذي!!
ثم أردف بحزم وهو يقف: أنا باسبح بسرعة وبأروح أجيب علي ومرته..
شيكتوا على تنظيف بيته؟؟
مزنة برقة رزينة: من البارحة تأكدت من كل شيء.. واليوم أرسلت خداماتهم لبيتهم..
زايد ابتسم: الله لا يحرمني من اللي ماتحتاج وصاة.. وترا الذبايح يمكنها وصلت الحين..
ابتسمت مزنة: وصلت.. توني جيت من المطبخ من نص ساعة..
وعزمت أم شعاع واختها وعفرا وبنتها عشان يواجهون شعاع ويتغدون معها..
وغداكم أنتم بيكون جاهز عقب صلاة الظهر.. خلاص اعزم اللي تبي!!
زايد همس بنبرة مقصودة وهو متجه للحمام ويوليها جنبه: مزنة.. أنا كل ليلة أدعيش وأنا نايم..؟؟
ابتسمت مزنة بشفافية عذبة: كل ليلة تقريبا!!
الله لا يحرمني من اللي يدعيني وأنا على باله حتى وهو نايم..
أصلا لولا ذا الشيء.. وإلا يمكن كان طولت في زعلتي!!
**************************************
" يأبيك أنت وزنك زايد وإلا يتهيأ لي؟؟"
ابتسم علي وهو يغلق بابه ويعتدل جالسا في مقعده: إلا زايد وزايد يازايد
وصلت وزن عمري ماوصلته في حياتي..
زايد لا يستطيع السيطرة على فرحته... أي سحر في هذه الصغيرة التي تجلس معتصمة بخجلها الرقيق في الخلف؟!!
ماذا فعلت بولده؟؟
حين رأى علي قبل قليل في داخل المطار.. ظن للحظة أنه قد يكون أخطأ في الشخص..!!
ماذا فعلت فيه وخلال شهر واحد فقط؟؟
وجهه مشرق تماما وممتلئ إلى حد ما!!
وابتسامة دافئة تبدو كما لو كانت حُفرت على وجهه..
زايد هتف بحنان فخم وهو يوجه حواره لشعاع: أشلونش يأبيش؟؟
شعاع بخجل رقيق: طيبة يبه!!
كانت ابتسامة علي تتسع... حتى سماع نغمات صوتها وهي تحاور سواه يفعل في قلبه الأعاجيب وكأنه يسمعها للمرة الأولى!!
زايد أكمل حديثه: أشلون علي معش؟؟
همست بذات الخجل: علي مايقصر..
ابتسم زايد: إن قصر.. علميني عليه أقطع أذانيه..
شعاع صمتت بخجل.. بينما زايد أشار لعلي بإشار بينهما (أنت وش اللي غيرك كذا؟؟)
علي ابتسم وهو يشير( باقول لك عقب!!)
زايد هتف بحزم: أنا بأوديكم لبيتكم أول.. ترتاحون شوي... وتبدلون ملابسكم
وعقب غداكم عندنا.. وأهل شعاع كلهم معزومين عندنا..
شعاع حين سمعت ذلك شعرت باختناق وعبرتها تقفز لحلقها.. فهي ماعاد فيها صبر لرؤية اهلها..!!!
لذا كادت تقفز لتحوط عنق علي بذراعيها حين سمعته يهتف بمودة: ماعليه يبه خلنا نمر بيت عمي فاضل وننزل شعاع أول وهي بتجي معهم للغدا..
رغم أنها لم تطلب منه ذلك.. ولكنه كان يشعر بها أكثر مما يشعر بنفسه..
فرغباتها كما لو كانت تنبض في مشاعره لتصبح رغباته هو..
المهم أن تكون راضية!!
زايد بمودة مشابهة: تبشر شعاع..!!
وربما كان زايد أكثر سعادة بطلب شعاع.. فهو متلهف للاختلاء بابنه.. لذا فور نزولها لبيت أهلها..
التفت لعلي وهو يهتف بحزم مختلط بالفضول والمودة: يا الله قل لي وش السالفة؟؟
ضحك علي وهو يهتف ببساطة: السالفة إنها هي.. هي..
زايد صر جبينه بعدم فهم: أشلون هي هي..؟؟
ثم شهق وهو يهتف بانفعال غامر والصورة تتكامل في عقله الذكي:
أما إني مخي ما كان يجّمع.. أشلون مافهمت بنفسي.. أشلون؟؟ يعني حالك ماراح ينقلب 180 درجة إلا لأنك لقيتها..
وأنت ليش ماقلت لي من أول ليلة؟؟ ليش ماريحتني؟؟ مع إني سألتك ثاني يوم وتهربت مني..
ابتسم علي وهو يجيب بشفافية: ماتهربت منك.. وأنت داري إني مستحيل أدس عليك شيء..
بس شعاع أول الأيام ماكانت متقبلتني كلش.. وأنا مابغيت أقول لك وأنا بروحي متوتر أشلون بتكون علاقتي معها..
ماحبيت أوترك معي ويزيد توتري...
حينها ابتسم زايد وهو يربت على كتف علي: أجل دامك قلت لي الحين..
شكلك مالي يدك منها..
ابتسم علي وهو يجيبه بثقة العاشق: أفا عليك.. تلميذك يا أبو كساب..
زايد صمت وهو يبتسم بسعادة ويترك علي يحلق في سعادته الخاصة ومع ذلك كانت الأفكار تدور في رأس زايد..
" أي أستاذ يابني.. وأنا أشعر بأني أفشل عاشق على وجه التاريخ!!
أي أستاذ.. بعد أن خبّر كل أبجديات العشق.. عاد ليتعلمها من جديد!!
وكأنه عاجز عن فك رموزها ومعانيها!!
أمور كثيرة يا بني بدأت تتشابك في ذهني وتتعقد..
أمور أخشى من خوضها وتفكيكها!!"
**********************************
" وينها العروس؟؟ معتكفة؟؟"
مزون تلتفت لسميرة وهما تتحدثان قبل الغداء..وتهمس بابتسامة:
لعبنا عليها أنا وخالتي.. قلنا عروس عيب تطلعين.. وخلينا زايد عندها وجينا!!
وضحى تناولت طرف الحديث والفتيات يجلسن في زاوية وهي تهمس بتساؤل:
ها والعروس مستعدة لبكرة؟؟
مزون ابتسمت: مستعدة تمام.. إلا بالنوم.. ما تنام من التوتر..
شعاع حينها ابتسمت برقة: ذكرتني بحالي.. قولي لها مافيه شيء يخوف.. وخلها تنام وترتاح..
سميرة (بعيارة) لا تخلو من الصدق : إلا قولي لها ولد عمي يخوف.. يمه أنا كنت أخاف منه أكثر من أخوانه الكبار..
عليه صرخة لا عصب.. تفص اللحم عن العظم!!
مزون تقرص سميرة في فخذها وهي تمس بمرح لا يخلو من غيظ: قولي لها ذا الكلام عشان أسود عيشة أخيش..
سميرة تدعك القرصة وهي تهمس بمرح: وغنوم وش دخله بطولة لساني تحاسبينه عليه..
مهوب كفاية قرصتيني وشوهتيني.. ألف مرة قايلة لكم حن البرص لا تقربون منا..
كل شيء يعلم في جلودنا..
.
.
" أم عبدالرحمن.. عالية ليه ماجات معكم.. أنا مشددة عليش تقولين لها"
ابتسمت أم عبدالرحمن ابتسامة شاسعة فهي منذ معرفتها بالخبر وهي لا تستطيع السيطرة على فرحتها وهي تجيب مزنة:
عالية في بيت أهلها.. تجهز لعرس أخيها..
ولو أني من يوم دريت ودي أروح أجيبها.. ماودي إنها حتى تشيل البيالة من القاع...
والله العظيم فرحتي بحمالها مثل فرحتي بسلامة عبدالرحمن يوم ربي عافاه..
مزنة ابتسمت رغم شعورها بالاستغراب.. ولكنها كانت سعيدة بالفعل.. سعيدة..
فمنزلة عبدالرحمن من منزلة مهاب رحمة الله عليه:
مبروك.. مبروك.. والله إني فرحت له..
وكذلك همست عفراء وكاسرة كلتاهما بالمباركة بينما أم عبدالرحمن أكملت بعد الرد على التهنئات:
وترا أبو عبدالرحمن حالف كنه ولد ماله اسم إلا امهاب..
حينها غمر قلب مزنة حزن شفاف غريب.. ذكرى حرقة ابنها التي لا تنطفئ .. وحرقة أمنيتها أن تنجب كاسرة ولدا تسميه مهاب..
هاهي تراها أمامها تبتسم وتبارك وهي تبدو متألقة وتمارس مهام الضيافة كأفضل ما يكون..
ولكنها تعلم أنه لابد أن في داخلها حزن ما.. فهؤلاء أكملوا شهرا.. ولكنها أكملت أكثر من سنة..
ومثلها شقيقها تميم يقارب السنة.. ومازال أحد منهما لم يفرح قلبها بخبر طفل صغير قادم.. ستموت لتسميه مهاب..
عل بعض وجع روحها المكتوم يهدأ ويستكين..!!
جوزاء ابتسمت وهي تجيب بمرح: لا تحاتين عالية يمه.. عمتي أم صالح ماعاد خلتها حتى تطلع الدرج لغرفتها ولا لغرفة فهد..
مقعدتها جنبها.. بعد هذي علوي دلوعتها..
حينها تنهدت عفراء في داخلها.. وهي تتذكر مدللتها التي تركتها خلفها في البيت..
لم تكن تريد مغادرتها لدقيقة واحدة.. وهي تشعر أن الوقت معها يركض كلمح البصر..والغد يبدو كما لو كان سيقع في الدقيقة القادمة..
ومتى ستفرح هي أيضا بخبر حملها وحفيدها.. وهي تعلم أنها تعاني مشاكل في ذلك!!
" ربما كانت تلك إرادة الله حتى لا تحمل من خليفة!! وتحدث كل تلك المشاكل وبينهما طفل!!
أو ربما لو حملت منه.. ماكانت كل هذه المشاكل لتقع!!
وماكانت ابنتي لتتورط في زواجين وطلاق وهي مازالت في العشرين!!
.
يا الله مازالت طفلة..
فهل ستحتمل صلابة فهد وأنا بالكاد اعتدت على صلابة منصور!!"
***************************************
" ها وش مسوي في روحك ذا المرة..
حرام عليك يا كساب نزلت قلبي في أرجيلي يوم شفتك"
ابتسم كساب وهو يجيب علي: أنت اللي قلبك خفيف..
وهذا أنا قدامك طيب ومافيني إلا العافية!!
علي بقلق حقيقي: كساب أنت ماتشوف نفسك.. يدك مكسورة..
ووجهك ماينشاف من كثر اللزقات..
وإبي يقول بعد إن جسمك فيه أصابات أكثر..
كساب ببساطة: كل السالفة حادث سيارة.. وهذا أنا طيب وبخير..
علي بمودة صافية: الله يعطيك العافية تامة من عنده..
ابتسم كساب: على طاري العافية.. ماشاء الله أشوفها بتنط من خدودك..
ضحك علي: تبي تنظلني بعد؟؟ الحمدلله ربي رحمته واسعة..
ضحك كساب: نبي نعرف الوصفة السرية بس.. هذا أنت شايفني مكسر وحالتي حالة..
علي مال عليه وهو يبتسم يهمس بشفافية: والله وصفتك السرية صار لها عندك أكثر من سنة..
بس شكلك لحد الحين ماعرفت لها..
****************************************
" ما يسوى علينا ذا الرجعة الدوحة.. اليوم كله ماشفتش..
عند هلش طول اليوم جيتي معهم ورحتي معهم!!
لو أدري ما رجعنا.. "
شعاع تحتضن خصر علي من الخلف وهو كان يخلع أزرته مواجها للتسريحة وتهمس برقة وخدها يستند لظهره:
بس اليوم حبيبي.. تدري مشتاقة لهم..
وعقب رحت لعالية.. ماقدرت أصبر ما أشوفها عقب ماعرفت خبر حملها!!
ابتسم علي: مرت عبدالرحمن حامل؟؟ مبروك..
ماشاء الله ماتوقعت صراحة..
شعاع همست بذات رقتها وهي تميل على أزراره التي وضعها على التسريحة لتعيدها داخل علبتها:
أنتو ليه كلكم ظنكم في عبدالرحمن لذا الدرجة؟؟
ربك لا قطع من ناحية.. يوصل من ناحية ثانية!!
ابتسم علي: مهوب القصد إنه تقليل من أخيش.. بس حتى أنا نفس السالفة..
لو أنتي حملتي الحين.. الكل بيستغرب..
لأني كنت قبل شهرين بس.. بأموت..
حينها تأخرت شعاع وهي تهمس بحزن شفاف:
ليه أنت ظنك إنه ممكن نتأخر لين يجينا بيبي؟؟
علي استدار ليحتضنها بقوة حانية وهو يهمس قريبا من أذنها بعمق:
تكفين عاد كله إلا ذا النبرة.. ما استحملها..
ياحبيبتي أنا أضرب مثل.. وأنا كنت واحد تعبان فعلا.. والحين أخذ علاج..
وعلى العموم..لا تحاتين شيء ياقلبي.. عطينا كم شهر بس.. ولو ماصار شيء..
أوعدش أروح أكشف وأعالج لو احتجت..
ثم أردف وهو يبعدها قليلا ويبتسم: أنا واحد (أوبن مايند).. فوايد السياسة!!
شعاع حينها همست بعذوبة: حبيبي على طاري السياسة.. أنا إفادة تخرجي خلصت.. أبي أطلعها.. وعقب أقدم الوظايف من بعد أذنك!!
حينها احتضن علي وجهها بين كفيه وهو يهمس برجاء مثقل بالرجولة والشجن:
تكفين ياقلبي.. بلاها الوظيفة الحين.. تفرغي لي سنة وحدة بس.. وأنا عقب أوعدش أشغلش في المكان اللي تبيه..
ياعمري أنا مابعد شبعت من شوفتش قدامي... وأنتي عارفة إنه شغلي غالبا ماله مواعيد ثابتة..
أبي لا رجعت البيت ألقاش قدامي...
ووقت ما أكون في الشغل.. براحتش سوي اللي تبينه.. روحي لهلش.. أو هلي.. أو اطلعي مع البنات..
المهم أرجع البيت وأنتي معي أو قدامي!!
****************************************
" أنا ما أدري ليه لزمت عليّ نطلع.. وراي ألف شغلة قبل بكرة!!"
عبدالله يشد فهد ليجلسه على أحد مقاعد المقاهي المنتشرة على مرفأ اللؤلوة..
رغم حرارة الجو.. ولكن كان هناك نسمات منعشة تهب من البحر من حين لآخر..
وعبدالله يهتف بحزم باسم: تلعب علي أنت؟؟ وش أشغاله؟؟
العرس تجهيزه كامل سويته أنا وصالح.. وحن مخلصين.. وبكرة الصبح بنروح نشيك على آخر التجهيزات وعلى ذبح الذبايح..
وأنت حتى أغراضك الخاصة هزاع ونايف هم اللي رتبوها لك ودوها للأوتيل..
فهد هتف بحزم: واحد عرسه بكرة.. أكيد عنده أشغال..
ومالي مزاج طلعة ذا الوقت..
عبدالله ابتسم: خلك من الخرابيط.. الشيراتون وش قربه؟؟
خلنا نقعد نسولف ونشرب لنا عصير بارد.. وأنا بأرجعك..
فهد تنهد: مامنك مخلاص.. وأنت في رأسك سالفة!! خلصني!!
عبدالله بجدية: فهد أنت ماحد غصبك على البنت... أنت اللي بغيتها وأصريت عليها..
ليش الحين حاسك منت بمبسوط؟؟
لمعلوماتك أخوانك ملاحظين بس أنا أقول لهم توتر عادي!!
فهد هز كتفيه بحزم: وهو فعلا توتر عادي... يعني صار لي سنين وأنا عايش على نظام معين.. صعب أني أتقبل تغييره بين يوم وليلة!!
وخصوصا إنك عارفني.. التغييرات صعبة علي.. لأني جامد بزيادة..
ومرتي مالها علاقة.. لأني فعلا أبيها بكامل رغبتي!! وتوتري هو للوضع بس وهي مالها علاقة فيه!!
كلام فهد بدا مقنعا نوعا ما.. وخصوصا أنه كان يقوله بثقة.. لذا استدار عبدالله للنادل وهو يطلب منه مايريدان..
بينما فهد كان يتنهد بعمق تنهيدة مكتومة وهو يسند ظهره للخلف ويشعر أن حرارة الجو تزداد.. فيحرر جيبه من أعلى..
عله يجلب مزيدا من الهواء لرئتيه المختنقة..
فهو ليس متوترا.. فمثله لا يعرف التوتر بمعناه المعروف.. فأعصابه حديدية.. وقلبه جامد.. ولا يخاف من شيء..
لكنه يشعر بهذا الغيظ الذي سيخنقه... والأغرب كراهية غريبة لهذه المخلوقة التي مازال لا يعرفها.. ولكنه رسم لها أسوأ صورة في خياله..
وكلما تخيل أنه سيعيش معها حياته كلها.. يشعر بشعور أشبه بالغثيان!!
فهذه حياة كاملة!! حياة كاملة!!
وهو مادام تزوجها فلابد أن يحتمل قراره.. فهو لم يتزوجها الآن ليطلقها بعد حين!!
لكنه لا يحتمل فكرة أنه سيقابلها حياته كلها..!!
هز كتفيه وهو يبتسم ويهمس في داخله " الله حلل بدل الوحدة أربع!!"
**********************************
تعب من الاتصال وهي لا ترد عليه..
يعلم أنه كان من المفترض أن يذهب لزيارتها..
ولكنه بحساسيته الشفافة أراد أن تكون مقابلته الأولى معها بعد معرفته بخبر حملها..
بينهما فقط.. في مكان خاص بهما..لشدة تأثره بالخبر..
ومازالت لم تمنحه هذه الفرصة.. ولم تتكرم عليه!!
" ماكل هذه القسوة يا عالية؟؟
أ يعقل أنها غير راضية.. لأنها لم تكن تريد طفلا يربطها بي وأنا على هذا الحال؟؟
أ يعقل أن تكوني قاسية هكذا؟؟
أ يعقل ؟؟ "
" يا الله أنا ليش صرت كذا؟؟
دايم على بالي ظن السوء..
.
وهي وش خلت لي غير ظن السوء..
موجوع من بعدها وهي ولا حست!! "
*********************************
" بنات مابعد نمتوا؟؟"
مزون تلتفت لخالتها وتهمس برقة: تدرين خالتي سميرة ووضحى طولوا السهرة.. وشربنا وش كثر كرك.. مافينا نعاس..
بس أوعدش نحاول ننام عشان العروس تكون موردة بكرة..
عفراء تنهدت: تكفين مزون خليها تنام شوي.. بأروح الحين أشوف زايد خليته عند منصور..
بأرجع عليكم عقب شوي.. يا ليت تكونون نايمين..
مزون همست لجميلة بحنان: جمول ياقلبي.. يا الله ننام.. سمعتي خالتي..
جميلة تستدير ناحيتها وهي ممدة على جنبها وعلى طرف عينها دمعة يبدو أنها ستسقط
وهي تهمس باختناق: ما أقدر مزون.. خايفة ومتوترة..
مزون همست بعفوية مرحة: اللي يشوفش على ذا الخوف يقول أول مرة تتزوجين..
جميلة كانت تنتظر عبارة كهذه لتنفجر تماما في البكاء الذي تكتمه منذ موافقتها على فهد..
مزون اعتدلت جالسة وهي تشد جميلة لتجلسها ثم تحتضنها وتهمس بندم:
جميلة آسفة ياقلبي.. والله ماقصدت شيء.. الله يأخذني أنا ومزحي السخيف..
مزون شعرت بندم عميق لأنها ظنت أنها نقرت القشرة الرقيقة التي تحيط بما يضايق جميلة ..
وهو كونها مطلقة ولها تجربة سابقة.. بينما فهد شاب أعزب هي تجربته الأولى..
لتشعر بصدمة عمرها وجميلة تتبتعثر كلماتها بين شهقاتها:
وأنا فعلا كأني أول مرة أتزوج.. لأنه ماصار شيء بيني وبين خليفة..
ماصار شيء..!!
#أنفاس_قطر#
.
.
.
نجمتنا اليوم لـ (أنت لي وطن) هي الوحيدة اللي توقعت إن كاسرة ممكن تكون نايمة لا رجع كساب..
مبروك ياحضرة الملازم
.
.
تتشرف كل من
حرم خالد آل ليث....و......حرم منصور آل كساب
بدعوتكن لحضور حفل زفاف
نجل الأولى/فهد............على كريمة الثانية/ جميلة
وذلك يوم الخميس الساعة الواحدة ظهرا
في قاعة الدفنة بالشيراتون ..في موقع قصة بين الأمس واليوم
وبحضوركن وتعليقاتكن الكريمة تتم لنا الأفراح والمسرات
ملاحظة: يرجى عدم التزاحم على باب الموقع أقصد القاعة حتى يتسنى لنا الدخول..
.
.
.
|