كاتب الموضوع :
#أنفاس_قطر#
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
بين الأمس واليوم/ الجزء الخامس والثمانون
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا مساء وإلا صباح الاشتياق اللي ماله حدود.. اشتقت لكم بلا قياس..
وياصباح وإلا مساء الفرحة اللي عمت مصر..ومنها للعالم العربي..
شيء مفرح بالفعل أن ينجح الشباب بالتظاهر السلمي فيما عجز فيه الكثير
يا الله... ماحدث بالفعل يعتبر معجزة بكل المقاييس..
ثورة شباب هزت العالم هزا..
سعيدة بالفعل وهانا أعود فورا لكم دون تأجيل.. لأحتفل معكم وبكم..
وخالص تهنئتي لكل شعب مصر.. ولكل الأحرار أهل الإباء في كل العالم..
.
.
والحين خلينا في الناس اللي زعلوا من تقفيل القصة..
للعلم أنا انقطعت تماما عن النت حتى الليلة.. وتفاجأت ببعض الهجوم ينتظرني في بريدي
بس الحمدلله التأييد أكثر بكثير :)
فيه غالية تقول أهون عليها لو قلت إني أبي أرتاح ولا أقول إني وقفت عشان قضية مالنا خص فيها
إذا كنتي تشعرين حقا أنه لا دخل لك غاليتي.. فأنا أدعو لك برقة القلب وصفائه من قلبي فعلا..
والذي ضايقني أنها إنسانة أعزها فعلا.. وجرحني هجومها..
.
.
بنات بشكل عام وكلام للكل....خلوني أقول لكم كلام بعيد عن القصة..
يا بنات استعيذوا بالله من قسوة القلب لأنه إذا أنتم ماحسيتوا بمصيبة أخوانكم فهذا من علامات قسوة القلب..
ورسول الله صلى الله عليه وسلم كان يستعيذ في دعائه من قسوة القلب..
وابن القيم في كتاب الفوائد يقول:
(ما عوقب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب والبعد عن الله.
و خلقت النار لإذابة القلوب القاسية.
و أبعد القلوب من الله القلب القاسي...)
وهذا من قول الرسول الله صلى الله عليه : " وإن أبعد الناس عن الله القلب القاسي"
يعني أنتي تختارين قصة على القرب من الله سبحانه والعياذ بالله؟؟
حينها تخيلي أن النار أوقدت لإذابة قسوة قلبك
استعيذي بالله من قسوة القلب لأنها هي ماتحول بينك وبين حلاوة العبادة..
والمؤمن الحق قلبه لين خاشع .. جعلنا الله جميعا من أصحاب هذه القلوب..
.
وللعلم أنا والله مازعلت من عتب أحد ولا زعله..
كل إنسان حر في وجهة نظره لكن بدون تجريح..
وأنا لو أردت أن أتوقف لأني تعبت من القصة.. باقولها بكل صراحة..
أو باسوي مثل غيري.. واغيب ماحد درا عني!!
لكن أنا أحترمكم أشد الاحترام.. الاحترام اللي أنا أتمناه منكم فعلا..
وأنا وحدة والله شاهد علي ما أعرف الكذب.. والله فوقي وفوقكم.. أخاف منه وما أخاف من حد!!
وأنا بالفعل والله العظيم ماكنت أريد التوقف حتى أنتهي.. لكن الموقف كان قوي بالفعل ويحتاج لوقفة قوية...
وما أسعدني إنه فيه بنات ماكان عندهم اهتمام بمتابعة الأخبار...
وماعرفوا عن الأحداث إلا من خبر التوقف...
وأصبح عندهم اهتمام كبير بمتابعة التطورات...
يا بنات قضية الوعي والتفاعل هي هم ومسئولية إنسانية قبل أي شيء...
وأشكر من صميم قلبي كل القلوب الوفية الغالية اللي كانت معي.. الله لا يخليني منكم.. قولي آمين يا نبضات القلب..
ما تتخيلون وأشلون تاثرت من وقفتكم مع أخوانكم قبل وقفتكم معي :)
وسلامتكم وجعل عمركم طويل في الطاعة :)
.
.
نرجع للقصة <== وأخيرا .. مابغيتي يا بنت الحلال :)
.
الحين فيه ناس متوقعين إن منصور يشوف كساب في العزاء ويعرف علاقته بالموضوع
.
أنا بصراحة ما أدري عن عادات الدفن والعزاء في البلاد الثانية
لكن عندنا ممكن يحضر الدفن والعزاء مئات من اللي يمكن مايعرفون الميت وأهله شخصيا..
يعني يكون يعرف ولد خالته.. ولد عمته.. وولد ولد خالته.. يوصلهم مسج منه..
(ولد خالتي أو وولد ولد عمي أو حتى واحد جماعتنا بيندفن اليوم) تلاقين أكثر اللي وصلهم المسج بيروحون.. من باب المؤازرة والبحث عن الأجر!!
يعني كساب ببساطة لو على فرض عمه سأله.. بيقول أعرف حتى أهل خال ابوه.. ماتفرق!!
.
.
بنات بدت خيوط قصة كساب تتكشف
و أنا أعرف ترا إن سر كساب إذا انكشف لكم بالكامل بيكون شطحة خيال بس لها أساس تعبت وأنا أتكته :)
وأدري إن سالفته كلها شطحة خيال لحد كبير...
بس أنا حبيت جدا أجيب قصة جديدة وأجرب أكشن من نوع جديد مع شخصية كساب
والمهم إنه الخيوط تكون مضبوطة وممتعة لكم :)
يعني أكشن الأفلام الأمريكية اللي تحقق المليارات وملايين المشاهدين أحسن مني ؟ :)
أبعدنا الله عن الأفلام وبلاويها.. قولوا آمين !!
.
.
على طاري إنه ماعرفت إنه برا الدوحة من التلفون
تذكرون: هو ما قال لها مرة من زمان : لو بغيتي شي اتصلي على خطي الثريا
الثريا فتح خطه واحد برا وإلا داخل!!
وأنا قلت إنها عرفت إنه المتصل.. حسبت المعلومة وصلت!!
.
.
جزء اليوم جزء طوييييييييييييييييل طوييييييييل..
وأبشروا بسعدكم معوضين عن كل فترة الغياب وزيادة لين تجيكم تخمة!!
بس الحين خلو البنات يعرفون إن القصة انفتحت..
عشان كذا موعدنا الجاي الثلاثاء الصبح الساعة 9 .. عشان يكون البنات كلهم قروا الجزء..
وعقبه أبشروا باللي يرضيكم :)
.
الجزء 85
توقفنا عن رسالة تميم لنايف... ودخول كساب للمستشفى
.
قراءة ممتعة مقدما
.
لا حول ولا قوة إلا بالله
.
.
بين الأمس واليوم/ الجزء الخامس والثمانون
مضى له نصف ساعة وهو يجلس في مجلس تميم الخالي.. الساعة تجاوزت الثانية عشرة..
وحتى المقهوي يبدو أنه نائم...
حرج خانق خانق وجارح يتعاظم في روح نايف.. ولكنه لم ولن يهرب من المواجهة..
مادام قد تصرف هذا التصرف فلابد أن يحتمل نتائجه!!
مشاعر عميقة ومتضادة ومشوشة تصطخب في روحه..
غضب عارم منها.. وإعجاب ملتبس لا معنى له بها!! وضيق عميق من رعونتها!!
غاضب منها لأنها وضعته في هكذا موقف محرج وهو في الختام يبقى زوجها..
فكيف هان عليها أن تبعثر كرامته بهكذا موقف؟!!
معجب بغرابة مخفية باستقامتها التي هي مطلب كل رجل في زوجته!!
ولكنه متضايق تماما ولأبعد حد من رعونتها..!!
فهذا التصرف الذي تصرفته مطلقا لا يدل على الدبلوماسية التي كان يجب أن تتصرف بها في هكذا موقف..
فهو ختاما زوجها.. وإن ارتكب شيئا ضايقها.. كان لابد أن يكون التصرف بينهما..
فإدخال شقيقها الآن سيجعل الموضوع يكبر... ومايخشاه نايف هو تبعات هذا التدخل..
مازال لا يتخيل ما الذي سيعاتبه به تميم.. وإلى أي مدى سيصل العتاب؟!!
كان مشغول التفكير تماما بالذي سيحدث وهو يضع سيناريوهات لحضور تميم وكيف سيكون العتاب ومامداه..
وكل الصور بدت له مؤذية جارحة وهو يقف أمام تميم كطفل مذنب بذنب لا يراه ذنبا أكثر من رغبة مشروعة لكنها مكروهة!!
أمر لم يكن يستحق كل هذا الشد وكان يمكن حله بينهما فقط!!
كانت هذه أفكاره التي غرق فيها.. حتى وصلته الرسالة الثانية من تميم التي بعثرت تفكيره تماما:
" توكل على الله وروح لبيتكم..
أنا بأعدي الموضوع ذا المرة عشان خاطر وضحى.. واحترام إنك رجالها..
الاحترام اللي هي مالقته منك"
نايف اتسعت عيناه غيظا.. وكان سينفجر غضبا بكل معنى الكلمة..
أ يحضره لمجلسه لإحراجه فقط؟!!
ا يجعله لعبة له وهو يحضره بهذه الطريقة المحرجة ويصرفه بطريقة أكثر إحراجا؟!!
نايف تنهد بعمق وهو يحاول السيطرة على غضبه وتحكيم العقل!!
فمهما كان تميم قرر ألا يكبر الموضوع.. ولو أنه نزل له وعاتبه وجها لوجه كان الإحراج الشديد سيتوجه إلى مشكلة لا يعلم أين سيكون مداها الختامي!!
لذا تحامل نايف على نفسه لأقصى حد.. وهو يرسل لتميم رسالة:
" أنت ووضحى على رأسي..
وتأكد إنه لها الحشمة والتقدير!! "
***********************************
" حبيبتي أنتي وين خذتي تلفوني ورحتي فيه؟؟"
سميرة تخفي ابتسامتها وهي تضع الهاتف أمامه ثم تشير له: أنت كنت لاهي مع تصليح ذا الكمبيوتر..
وأنا كنت أبي أوري وضحى البرنامج الجديد اللي نزلته فيه..
وعقب قعدنا نسولف شوي وهذا أنا ما أبطيت..
.
.
قبل أقل من ساعة..
اتصال مستعجل يصل لسميرة من وضحى..
سميرة تدخل باستعجال على وضحى وهي تهتف بأنفاسها المتطايرة:
وش فيش روعتيني..؟؟
وضحى تنتفض بشدة من الخجل والغضب.. همست باختناق وهي تمد سميرة بهاتفها:
شوفي قليل الحيا وش مطرش لي؟؟ وش يفكرني ذا؟؟ وحدة من رفيقاته ؟؟
سميرة قرأت الرسائل ثم انفجرت في الضحك: والله مهوب هين نايف.. تأثيرات بنت عمي أكيد!!
وضحى تكاد تبكي: أحر ماعندي أبرد ماعندش.. وش أسوي فيه.. ؟؟
أقول لتميم؟؟
سميرة باستنكار: لا .. يا الخبلة.. وش تقولين لتميم؟؟
وضحة بذات الاختنتاق: سميرة.. أخاف تميم يدري بأي طريقة إن هذا أرسل لي.. ويزعل.. وأنا ماصدقت إنه رضى علي!!
مع أن سميرة كانت لا تعلم مطلقا سبب غضب تميم من وضحى.. لكنها كانت تلاحظه.. وكانت سعيدة جدا بالصلح..
ووضحى متحسسة جدا من الموضوع .. لأنها تخشى أن يكتشف تميم الموقف وهو للتو صالحها بعد أن كادت روحها تذوي من اليأس..
وحينها ستسقط من عينه.. ولن يُصلح بينهما شيء.. وتميم أهم لديها من كل شيء!!
من كل شيء حرفيا!!
سميرة همست بتحذير: أدري إنش متحسسة من الموضوع.. بس ترا تميم بيتحسس أكثر..
لأنه على طول بينط في رأسه.. إن نايف مايحترمه.. وإنه لو إنه امهاب عايش ماكان تجرأ يسوي كذا..
وأتوقع إن تميم بتكون ردة فعله عنيفة وزيادة عن اللزوم..
ونايف ترا غلطته تبي قرصة أذن ليس إلا!!
وضحى بيأس: وأشلون نقرص إذنه زين؟!!
سميرة حكت مقترحها بسرعة لوضحى.. فردت وضحى بحزم:
وعلى فرض إنه تميم درا عقب؟؟ أشلون بأحط عيني في عينه؟
سميرة بثقة باسمة: لا تحاتين بأقول إنها فكرتي.. وإنش أساسا ماكنتي تبين.. وكنتي تبين تقولين له!!
وضحى بجزع حازم: لا سميرة لا..تكفين... أنا ما أبيش تدخلين ويصير شيء بينش وبين تميم بسبتي..
كفاية اللي صار بينكم أول بسبتي وبغيت أموت من الحسافة..
والله ما أستحمل موقف ثاني!!
سميرة رقصت حاجبيها: لا ياحبيتي.. أول غير.. والحين غير!!
سميرة عادت لغرفة تميم ووجدته مازال منهمكا في الحاسوب.. استاذنته أنها تريد هاتفه.. فأشار لها بين إنشغاله أن تاخذه..
الاثنتان أرسلتا الرسالة لنايف وهما تراقبان مع نافذة الصالة العلوية...
حتى تراقبا المجلس... وفي ذات الوقت تريان تميم لو خرج من غرفته...
حين رأتا سيارة نايف بعد دقائق.. تصاعدت دقات قلب وضحى بعنف وهي تهمس لسميرة بخفوت مختنق تماما:
يمه ياسميرة.. ماتوقعت إنه بيسويها ويجي وبذا السرعة.. الحين وش بنسوي فيه؟؟
سميرة تضحك: خليه ينقع نص ساعة... وعقبه أوريش فيه...
بعد الرسالة الثانية والرد.. وهما تريان السيارة تغادر.. همست وضحى بذات الاختناق:
والحين أنا قلبي منغوز منه .. ماني بمرتاحة لنايف ذا..
والشيء الثاني أشلون أحط عيني في عينه عقب ذا الموقف...؟؟
لا وأنا بعد خذتني العزة بالأثم وسبيته من زود الخير!!
سميرة هزت كتفيها وهي تمسك بهاتف تميم لتعود لعرفتها وتهمس بخبث باسم:
والله عاد هذي أنتي وشطارتش.. مالي دعوة!! أنتي تصرفي!!
.
.
نايف في سيارته المغادرة يكاد يتميز من الغيظ فعلا..
لولا أنه يحكم عقله لأبعد أبعد حد.. وإلا كان طلقها فورا لشدة غيظه..
لا يريد أن يحكم عليها من موقف... ولكنها وضعته بالفعل في موقف لا يحسد عليه...
ويتخيل موقفه لو أنه وقف أمام تميم كالمذنب ليحاسبه.. وهو من يقف أمامه المذنبين ليحاسبهم!!
مشاعر كثيفة ومتشابكة تتصاعد في داخله تجاه زوجته التي يجهلها تماما!!
بدا له تصرفها حادا وشديدا لأبعد حد..
بدا يفكر تفكيرا بعيدا في شخصيتها.. وكيف هي؟؟
هذه المرأة ستعاشره عمره كله.. وعالية أكدت له إنها مرنة جدا وغاية في اللطف..
فهل كانت عالية تدعي ذلك حتى تزيحها من طريقها فقط!!
يفكر في شقيقاته.. الهم الأول له.. فهو يستطيع أن يستغني عن زوجته..
ولكنه لا يمكن أن يستغني عن شقيقاته!!
يتخيل أن من تصرفت معه هكذا ومن أجل موقف لا يستحق..
كيف ستتصرف مع شقيقاته ؟؟ كيف ستحتملهن؟؟
يخشى من ردات فعلها تجاههن..
الشيء الذي يستحيل أن يتغاضى عنه أو يتسامح فيه!!!
والشيء الذي يقلقه وبشدة!!
**************************************
كان كساب يعود لفراشه بعد أن صلى قيامه وهو يهتف لوالده بإرهاق:
يبه خلهم يجون يعطوني إبرة.. مستوجع شوي!!
زايد يضغط جرس الاستدعاء وهو يتنهد بتأثر وشجن عميقين: دامك تقول مستوجع فأكيد أنت مستوجع واجد..
مابعد سمعتك تقول مستوجع قدام اليوم!!
كساب يتنهد : بسيطة يبه.. يومين وبأكون زين!!
زايد بحزم وبنبرة مقصودة: يأبيك أنت وش سببك؟؟ جروحك مستحيل سبتها حادث سيارة..
أنا يأبيك ما أنا بولد أمس!!
ومرت علي الدنيا أشكال وألوان!!
كساب صمت ولم يجبه... حتى جاء الممرض وأعطاه الأبرة ومضى وهو مازال صامتا!!..
حينها هتف زايد بحزم وبنبرة مقصودة جدا: يأبيك ترا الواحد يخدم بلده كل واحد في مجاله..
وحن نخدمه بالمصادر اللي ندخلها على البلد وحن تجار ورجال أعمال وهذا مجالنا.. ماله داعي يكون لنا مجال ثاني!!
كساب توتر (ماذا يقصد من هذا الكلام؟؟) بينما زايد أكمل بذات الثقة والنبرة المقصودة:
أنا ما أدري يأبيك أنت تحسبني غبي.. إنك بتغيب بالأسابيع بدون ماتكلم وإني بأسكت..؟؟
ليه أنا لقيتك في الشارع..؟؟
يا أبيك خلاص... خلصنا من ذا السالفة.. ولو تبي أنا أكلم لك يعفونك.. كلمتهم!!
كساب قاطعه بحزم: يبه وش داعي ذا الكلام المحور؟؟ إذا أنت تبي تقول شيء قوله!!
زايد تنهد وهو يكمل بذات حزمه: قبل كم سنة.. يوم بديت تغط ذا الغطات..
قلبي قرصني لا تكون منظم لذا الخرابيط اللي نسمع عنها..
فبديت أحوس وراك وأراقبك.. وكلفت لي واحد يتبعك..
كساب مبهوت تماما.. كيف غاب عن ذكاءه ذكاء والده؟؟...
اعتمد أن البرود بينه وبين والده بعد حكاية مزون سيكون غطاء حماية له...
كيف غاب عنه أن مبرراته لن ترقى مطلقا لذكاء والده!!
زايد أكمل بثقة: عقبه جاني استدعاء من فوق.. إنه مافيه داعي أحوس وراك..
وأخلي الناس ينتبهون لك.. وإنك تشتغل تبع الدولة.. ومافي داعي أسأل عن شيء..
تطمن قلبي من ناحية.. بس قلبي قعد يغلي من ناحية..
الحين لا قدر الله لو صار لك شيء في مهمة من مهماتك.. ماحتى أنا بقادر أفتخر فيك وأقول ولدي شهيد..
يأبيك خلاص كفيت ووفيت.. وكفاية شغلك في التجارة..
ماجعل الله لرجل من قلبين في جوفه..
كساب تنهد بحزم وهو يغفو في نوم عميق إجباري نتيجة للمهدئات:
يبه وأنا ما انتظر حد يشكرني وإلا يقول كساب سوى وسوى!!
**************************************
" يأبيش لا تكونين جاية ذا الحزة مع السواق والخدامة؟؟"
كاسرة ترفع نقابها ليظهر وجهها الذابل من الإرهاق وهي تقبل رأس عمها وتهمس بإرهاق:
لا فديتك.. تميم جايبني.. بيصفط سيارته وبيأتي.. قلت أبي أجي بدري قبل يجيكم حد من الرياجيل..
زايد ابتسم بمودة: توه رقد من عقب صلاة الصبح.. بس قوميه..
على كل حال أكيد شيباننا على وصول..
كاسرة تنهدت بشجن : لا خله يرتاح لين يجيه الزوار.. أنا بس كنت أبي أتطمن عليه..
زايد هتف بأريحية وهو يخرج: خلاص اقعدي عنده براحتش.. أنا بأنتظر تميم برا!!
كاسرة شعرت بخجل لم يظهر في مودة صوتها: عمي تعال الله يهداك..
ولكنه كان قد خرج وأغلق الباب ..
حينها اقتربت كاسرة برفق من كساب..
يا الله.. لم تتخيل كيف مر عليها الليل حتى... لتتمكن من الحضور..!!
وهي تتصل بتميم فور خروجه من صلاة الصبح وتطلب منه أن يأتي لتوصيلها..
قضت ليلها ساهرة..والدقائق تمر بطيئة متثاقلة!!
وهي حينا تعاتب نفسها.. وحينا تعاتبه!!
كانت ليلتها سيئة بين الهواجس واليأس والألم والقلق... والأسوأ كونه مصابا بكل هذه الأصابات وهي لم تعلم حتى!!
مالت عليه بألم وهي تتأمله بشجن روحها الممزقة...
وجهه الوسيم الشامخ غارق في عشرات اللاصقات التي لم تخفِ جروحه المزرقة!!
رجولته الهادرة الماكنة في روحها كالوسم لم يهزها في نظرها إرهاقه الظاهر والأسلاك الموصلة لجسده..
مالت بحنان يائس على معصم يده الحرة من الجبس المقيدة بالأسلاك..
لتقبله.. قبلة بللتها بدموعها..
لم ترد أن تقترب من شيء قد يولمه.... وجهه.. يديه.. أسلاك التغذية!!
تمنت بيأس أن تميل على شفتيه لتتنفس أنفاسه من قرب.. ولكن حتى شفتيه لم تخلو من الإصابات..
فشفته السفلى كانت ممزقة من طرفها ومازال الدم المتخثر عليها!!
همست بيأس قريبا من أذنه ودموعها الصامتة تسيل بصمت كصمت روحها المهجورة: أنت وش مسوي في روحك يالمتوحش!!
باقي شي فيك ماقطعته؟؟!!
تنهدت بألم عميق لأنه لم يصحو .. تمنت أن ترى عينيه مفتوحتين قبل أن تغادر!!
"إلى هذه الدرجة أنت متعب ؟؟ أو لا تريد أن تراني؟؟"
فهي اعتادت على كساب أن نومه خفيف لأبعد حد.. أقل حركة أو همسة تجعله يقفز متحفزا...
فأي آلام هذه التي جعلته خادرا هكذا؟؟
كانت تتحسسه برفق وقلبها يذوي كلما اكتشفت جرحا جديدا في جسده..
حتى سمعت الطرقات على الباب...
تأخرت بخجل وهي تنزل نقابها على وجهها.. كان عمها زايد يهتف لها بحنان حازم:
خلاص يأبيش اطلعي وانتظري تميم في الاستراحة..
فيه رياجيل جايين الحين.. وتميم بيسلم على كساب وبيجيش!!
********************************
" يادكتور هو يبي يطلع شوي.. فيه مجال؟؟"
الطبيب ينظر لكساب النائم ويهتف برفض قاطع : ولا حتى دئيئة وحدة.. الأنتي بايوتيك لازم كل 6 ساعات يتجدد..
الجروح ملتهبة خالص.. دا خطر عليه الغرغرينة.. أنا مش عارف الدكتور الأهبل اللي سابه يرجع وهو حالته كده!!
حينها هتف زايد بحزم: زين عطه منوم لو سمحت.. يرقده لين بكرة..
لو قام أدري إني ما أقدر أرده..
مهوب لازم يحضر الدفن... يحضر العزاء ثاني وإلا ثالث يوم!!
زايد تنهد وهو يميل على كساب النائم: الله يعيني على زعلك إذا قمت..
بس أنت داري إني ما أبغي إلا مصلحتك!!
********************************
" يمه الله يهداش وش ذا المناحة اللي مسويتها؟؟
أنتي ماتقولين إنه طيب!!"
عفراء تمسح دموعها وهي تهمس باختناق: يامش ماشفتيه ماحتى حس فيني..
ومركبين عليه سلكين في يده السليمة..
واللي موجعني إني شفته البارحة في البيت ويقول أنا مافيني شيء..
والممرض اللي عند الباب يوم سألته عنه.. يقول لي مافيه نتفة في جسمه مافيها جرح وإلا قطع..
وأشلون كان مستحمل ذا الوجع كله ياقلب أمه بدون مايحكي!!
وش اللي حده على ذا كله؟؟
جميلة تهدئ أمها برقة: يمه فديتش أنتي عارفة كساب من صغره.. وبروحش كنتي تقولين.. لو مهما صار له مستحيل يشتكي!!
عفراء بتمزق حقيقي: ماحتى لحقت أتطمن عليه.. زايد ماخلاني عنده إلا دقيقة وطلعني.. قال بيجيهم رياجيل..
جميلة تربت على كتف أمها: عمي منصور مابعد درا.. راح للعزاء دايركت..
وأكيد لا درا بيروح.. روحي معه..
*******************************************
" كان ودي أحضر الدفن.. بس الطيارة تأخرت شوي!!
أ رب الباقيين كلهم حضروا يا أبو محمد؟؟"
أبو محمد يتنهد: مابقى حد ماحضر.. اللي نعرفهم واللي مانعرفهم!!
منصور بحزم: زين عقب العزا.. أبيك تروح معي نزور المدرب اللي تصاوب..
أكيد أنك عرفته وعرفت مكانه الحين..
لله دره سمعت إنه تصاوب وهو يبي ينقذ الشهيد اللي راح..
ولولا إنه تأخر معه وإلا كان يقدر يبعد عن المبنى قبل أن ينهار..
أبو محمد بحزم شبيه: كلامك صحيح.. وإصاباته بعد والله مهيب زينة...
بس مانقدر نزوره لأني لحد الحين مثل ماقلت لك في التلفون..
ما أدري وين خذوه ولا حتى أعرف من هو؟؟
منصور باستغراب: أشلون ماتعرفه؟؟ هو ماكان يدرب فرقتك؟؟
أبو محمد بثقة: بلى.. بس أنا ما أعرفه..
خبرك تدريبات الصاعقة.. يجينا أمر من فوق.. عندكم التدريبات الفلانية في الوقت الفلاني..
ويجينا المدرب بلبس الصاعقة والقناع.. وممنوع أمنيا نسأل عن الأسماء في خلال التدريبات وأنت عارف ذا الشيء..
وهو يخلص تدريب ويطلع... مايعطي مجال لأحد يأخذ ويعطي معه!!
أصلا حتى في التدريب كلامه قليل يا الله كلمة كلمتين!!
وأنت عارف إني أساسا أكون بعيد.. ما أشترك في التدريب..
منصور باستغراب شديد: وش ذا الكلام الخربوطي... إذا المدربين الأجانب نعرفهم ونعزمهم على عزايمنا.. وأشلون ولد ديرتنا؟؟
إلا هو وش رتبته؟؟
أبو محمد بذات الثقة: ملابسه ماعليها رتبة أبد..
منصور تفجرت دهشته: صراحة حكي ماسمعت أغرب منه.. أنت عارف إنه كلنا ندرب فرقنا..
بس مهوب أي حد يصير مدرب جيش بالمعنى العالمي اللي أنت عارفه..
حتى أنا وأنت عجزنا نوصلها..
أبو محمد يهمس لمنصور من قرب: أنت بس لو شفت ذا المدرب أشلون يتحرك... لياقة وخفة وفوة عمري ماشفتها في حياتي..
وأنت عارف..من اللي يقدر على التدريبات اللي يأخذونها المدربين.. ؟؟
أول شيء مهيب إجبارية.. وثاني شيء ماحد يقدر عليها إلا واحد بايع عمره!!
منصور بتساؤل مهتم: ومن ذا اللي قدر عليها وحن ماعرفناه؟؟
************************************
" ها نايف وينك اليوم كلش ماكلمتني.. وش صار على موضوع البارحة؟؟"
نايف بتحكم: أول شيء اليوم مالي خلق أسمع صوتش..
ثاني شيء البارحة مشغول ونسيت الموضوع !!
عالية بمرح: أفا أفا... وش فيك مخيس النفس نويف!!
شكلك كلمت وعطوك أشكل وأنت تعزز وتقول نسيت!!
نايف بذات نبرة التحكم: قلت لش ماكلمت..
ولو كلمت مالش شغل في شي!!
عالية ضحكت: يه يه ياخال.. وين اللي أسرارانا عند بعض والبطيخ واحد..
نايف بحزم: عالية أنا الحين مشغول.. عقب بأكلمش!!
نايف أنهى الاتصال.. وألقى هاتفه جواره بقوة..
أين مشغول؟؟ وهو بالكاد ذهب لعمله صباحا وعاد لبيته!! ولم يخرج إلا لصلاة العصر ثم المغرب وعاد!!
شقيقاته أصبنه بالصداع لكثرة ما اتصلن وكل واحدة تطلب منه أن يأتي للغداء عندها.. وبعد ذلك لقهوة العصر..
ولم يستجب لواحدة منهن..
وحتى فهد اتصل به ليذهبا لزيارة كساب .. عديله!!
فرفض لأنه خشي أن يقابل تميم هناك ومازال الموقف طازجا..
فقال له أنه قد يذهب معه في الغد صباحا قبل التوجه لعمله.. على أمل أن تميم لن يكون موجودا...
فأي موقف سخيف وضعته فيه من تسمى زوجته.. وهي تحرجه بهذه الطريقة
وتجعله محرجا عاجزا عن المواجهة هكذا!!
غيظ عظيم يتصاعد في روحه عليها!!
وغيظ كذلك على عالية التي ورطته في هكذا زوجة!!
روحه مثقلة بالغيظ لأبعد حد!!
وكلما فكر في الموضوع أكثر.. تزايد غيظه أكثر!!
الغيظ يأكل روحه شيئا فشيئا وليس بيده شيئا يفعله الآن!!
**************************************
" زايد..
كساب وش فيه؟؟
صار لي 3 ساعات قاعد أنتظره يقوم بدون فايدة!!
وأم زايد جننتني تسأل عنه وتبيني أجيبها وأنا أقول عندنا زوار!!"
زايد تنهد بحزم: منصور قوم روح لبيتك.. لأنه كساب الدكتور معطيه منوم لأنه تعبان ويبي راحة..
وأنت بعد تبي راحة.. جاي من المطار على العزا على المستشفى.. حتى مالحقت تقعد مع ولدك..
روح لبيتك وطمن عفرا عليه.. وقل لها مافيه إلا ذا العافية..
منصور بغضب: وذا الخبل مايخلي خباله.. يسوي حادث سيارة.. ويرجع ماكمل علاجه..!!
كان كلمنا وجيناه هناك..
زايد بثقة موجوعة: أنت عارفه وعارف طبايعه..
منصور يهز رأسه بحزم: أمحق طبايع ..ما أدري متى هو بيعقل..
ثم أردف بحزم أشد: أنت قوم يا أبو كساب لبيتك.. كفاية عليك البارحة واليوم كله..
أنا بأمسي عنده..
زايد بإصرار حازم: وقدام تحلف.. والله ما أروح لين نطلع أنا وإياه سوا.. توكل لبيتك تريح أنت اللي تعبان!!
**********************************
" يأمش بتروحين ذا الحزة؟؟ الوقت متأخر!!"
كاسرة همست بإرهاق: إيه يمه.. تميم ينتظرني برا..
اليوم ماحتى لحقت أقعد.. أكيد الحين ماعاده بجايه زوار..
أبي أقعد عنده لين بكرة.. وبكرة بدري تميم بيرجع لي..
مزون ربتت على رأسها بحنان: زين انتظري دقيقة أجيب بس غيارات عمش زايد
أنا كنت مجهزتها يوديها السواق.. بس دامش بتروحين اخذيها معش..
اليوم يوم جيته أنا ومزون طلب مني أغراض له بعد.. دقيقة وأجيبها لش كلها!!
كاسرة جلست بإرهاقها المتعاظم فهي مازالت لم تنم منذ البارحة..
ولن ترتاح حتى تطمئن عليه..
حتى أنها لم تتصل بزايد لتخبره أنها ستحضر.. لأنها تعلم أنه سيرفض أن تحضر!!
تضغط جانبي رأسها بإرهاق.. تشعر أن جسدها خال من الطاقة تماما..
ومع ذلك يستحيل أن ترتاح حتى تطمئن عليه..
وبقدر ماهي مجروحة منه.. بقدر ماهي مجروحة من أجله!!
في أحيان كثيرة تتساءل.. أ ستكون حياتها كلها هكذا؟؟
أ لن ترتاح يوما؟؟ أ لن تشعر بحبه يوما؟!!
أ يحكم عليها بهذا الحرمان طوال عمرها؟!!
وهل يكون هذا هو مصيرها الذي حكم به عليها الله عز وجل.. ويجب أن ترضى به لأنه لا يوجد سواه ؟!!
.
.
.
" ليه يابيش تجين ذا الحزة؟؟"
كاسرة تميل على رأسه لتقبله وهي تهمس بمودة:
يبه طول اليوم عندكم رياجيل.. وتميم اللي وصلني..
خلني أقعد عنده الليلة..
وبأروح بكرة الصبح بدري!!
ابتسم زايد بأبوية: خلاص يأبيش خلش عنده.. وترا الكرسي هذا ينفتح..
وأنا بأروح للغرفة الثانية أتمدد في الجلسة..
كاسرة همست بمودة وهي تشير لحقيبة كتف صغيرة: زين أمي تسلم عليك وتقول هذي أغراضك..
ابتسم زايد بلباقة: ياحي ذا الطاري من أم امهاب..
ابتسمت كاسرة بشجن وهي ترى عمها يغادر لغرفة الجلوس الملحقة بالجناح ويغلق الباب خلفه..
ثم تعيد نظرها للنائم قريبا منها وهي تقترب منه أكثر..
يا الله.. على كثرة ما أخذ من صفات والده.. على كثرة مالم يأخذ منه..
لماذا لم يأخذ من لطف عمها وشفافيته ولباقته وفخامة عباراته؟؟
مالت لتقبل جبينه برفق.. وهمست بألم وشفتيها مازالت شبه ملتصقة بجبينه:
ماشبعت نوم.. بطل عيونك خلني أتطمن عليك..
حرام عليك اللي تسويه فيني.. والله العظيم حرام!!
تنهدت بألم عميق: لذا الدرجة تعبان..؟؟!!
زين أشلون قدرت تجي البيت..؟؟وأنا أشلون ماحسيت فيك؟؟
كله منك ياكساب.. كله منك..
بتموت لو قلت لي مرة بصراحة عن اللي فيك!!
تنهدت وهي تخلع نقابها وتضعه قريبا منه..
ثم قربت مقعدها لتجلس قريبا منه.. تناولت مصحفها من حقيبتها.. وتلت كثيرا من الآيات وهي بعد انتهاء كل سورة ترفع بصرها لتتأكد من وضعه..
حين انتهت.. دعت له مطولا.. دعت له بكل العمق والقوة واليأس..
زفرت بعدها وهي تنزل شيلتها على كتفيها ثم تسند رأسها معه على ذات المخدة..
فربما بهذه الطريقة تستطيع أن تنام قليلا وهي تشعر به قريبا منها..
فهي مرهقة فعلا.. وتكاد تنهار من الإرهاق!!
.
.
صباح اليوم التالي..
كاسرة غادرت للتو بعد أن جاءها تميم..
وهاهو أيضا يفتح عينيه للتو.. لم يعلم أنه مضى عليه أكثر من يوم وهو نائم!!
فتح عينيه بإرهاق ليرى وجه والده..
لا يعلم لماذا توقع رؤية وجه آخر.. فهو طوال نومه في الساعات الأخيرة وهو يشعر برائحتها قريبة كطيف دافئ أثيري قريب بشكل غير مفهوم!!
هتف بتثاقل: يبه كاسرة كانت هنا؟؟
ابتسم زايد بخبث: لا.. ليه تسأل؟؟
تنهد كساب وهو يحاول أن يدعك عينيه ليؤلمه السلك الموصول لعروق يديه:
لا أبد.. حسبتها كانت هنا..
اعتدل جالسا.. ليلمح شعرة سوداء طويلة تغفو على عضده.. همس بذات التثاقل وهو يشدها دون أن ينتبه والده:
يبه أنت متأكد إنها ماكانت هنا؟؟
ابتسم زايد بمودة: إلا كانت هنا..وتوها راحت..
تنهد بعمق (مستعجلة..جايه تجامل وتروح.. ماحتى انتظرت لين أصحى وأشوفها!!)
ثم تحولت تنهداته لغضب حاد كتمه في روحه ( مادامت جايه مستعجلة.. ليش تحط شيلتها وتفك شعرها بعد..؟؟ )
احتفظ بغضبه لنفسه وهو يهتف لوالده بحزم بنبرته المتثاقلة:
يبه خلهم يجوون يفكون ذا الوايرات أبي أقوم أتوضأ فاتتني صلاة الصبح.. الله يهداك ماقومتني!!
هتف له والده بحزم: فاتك صلوات واجد.. قوم أقضها كلها..
كساب بجزع حقيقي: ليه كم صار لي نايم؟؟
زايد بحزم: أكثر من يوم..
كساب بذات الجزع: حرام عليكم والصلاة اللي فاتتني..
والده يهدئه: كنت بعذرك.. كنت راقد والدكتور قال لازم تخلص المضاد بدون فواصل..
كساب بغضب حقيقي: وذا كله عشان ما تخليني أحضر الدفن..
زايد بحزم صارم: قصر حسك.. أنا كنت باخليك.. بس الدكتور مارضى كلش..
وأنا ماني بخبل مثلك.. وأدري إنك لو كنت صاحي بتنط بخبالك هناك..
بنروح الحين العزا لو بغيت..
*************************************
" تعالي نوزن عند الميزان اللي هناك!!"
شعاع تبتسم: أنت صار الوزن عندك هواية..
مبسوط إنك تزيد وأنا أنقص..
علي بإبتسامة: حرام عليش.. إلا أحاتيش أنا زايد 3 كيلو.. وأنتي ناقصة 3 كيلو.. غريبة!!
ابتسمت شعاع: شفت أنت قاعد تاخذ مني..
علي هتف بحنان وهو يشد على ذراعها: إلا لأنش ما تاكلين مثل الناس.. هذا كله شوق لهلش ياقلبي..؟؟
شكلي طلعت أرخص واحد في السالفة؟؟
شعاع احتضنت ذراعه أكثر وهي تهمس بجزع: حرام عليك علي لا تقول كذا..
بس تدري أنا أول مرة أبعد عن هلي.. وأمي كل ماكلمتها صوتها يتغير..
أدري إنها تبكي.. خلاص حبيبي قربنا نكمل 3 أسابيع برا..
وأنا خاطري بعد أحضر زواج جميلة!!
علي شدها ليجلسا في أحد مقاعد مقاهي المفتوحة على الخارج المقابلة لـ(السبانيش ستبس) في روما..
أو كما تُعرف باللغة الإيطالية (Piazza Di Spanga ) وهي يشد كفها بحنان بين كفيه ويهتف بأريحية: أبشري من عيوني الثنتين...
بأشوف لنا أقرب حجز!!
*****************************************
" ماعليه جمول.. سامحيني.. ماجيت أسلم عليش على طول!!
بس كنت مشغولة بكساب..
والحين توني جايه من عنده.. وجيت عندش على طول
أدري الوقت بدري.. وإنش عادش نايمة بس ماصبرت أكثر..
الحمدلله على سلامتش!!"
جميلة تعتدل من سريرها لتتلقى قبلات مزون بمودة وهي تهمس باهتمام ودود: ياجعلني ما أبكيش قولي آمين..
بشريني من كساب..؟؟
ابتسمت مزون: لا.. أحسن بواجد إن شاء الله.. لقيته يلبس يبي يروح يعزي على ناس..
ابتسمت جميلة: أنتي جاية بروحش..؟؟
مزون ابتسمت: لا خالتي مزنة معي..ونزلت تسلم على أمش..
لا تعلم جميلة لِـمَ توترت نوعا ما..
قد تكون مزنة زاراتهم عدة مرات سابقا ولكن يكن البنات متواجدات ووالدتها مستعدة للزيارة..
تخشى من ردة فعل هذه الزيارة المفاجئة!!
لذا قفزت عن سريرها باستعجال وهي تهمس لمزون باستعجال أيضا:
عطيني دقيقتين بس أغسل وأبدل.. وننزل..
وترا الشنطة الكبيرة اللي في الزاوية لش..
مزون بدهشة: جايبة لي بروحي شنطة كاملة..؟؟
ابتسمت جميلة: بعد عروس.. وخلاص لاعاد تطمعين من وراي بهدية.. هذي هديتش وزيادة..
مزون تضحك وهي ترى جميلة تتجه للحمام: ليه حد قال لش مشفوحة..
أبي هدية عقب ذا الشنطة اللي وش كبرها..!!
لا.. وعلي يقول لي إنه ومرته جايبين لي بعد شنطة..
لو أدري أنكم بتسوقون لي ذا الكثر.. ماكان شريت شيء..
***********************************
" الله يجزاك خير يأبيك.. ويحطها في موازين حسناتك..
ماكنت عارف إنك رايح تعزي عليهم.. لأني أنا أعرف أب الشهيد الله يرحمه
وكنت أبي أقول لك خلنا نروح نعزي عليهم عقب مانخلص من من عزا الناس اللي أنت تبي تعزي عليهم!! "
كساب كان متأثرا بشدة وتأثره يتعاظم في روحه وهو يرى كيف كان وجه والد الشهيد مسودا وهو يحتضن حفيده الجالس على ساقيه..
الأبن الوحيد للراحل..
طفل عمره عامين!!
صامت وهو يستند لصدر جده.. وكأنه يستشعر روح الحزن التي سحبت حماس الطفولة من جوانبه..
وهو يجلس خادرا في حضن جده لا يتحرك.. إلا إذا أزاله جده من حضنه ليقوم لاستقبال المعزين..
وجده يرفض أن يغادره إلى مكان.. حتى مع محاولة أعمامه أن يأخذه أحدهم منه كان يرفض..
وكأنه بتمسكه به.. يتمسك ببعض رائحة الراحل علها تسكن روحه التي اخترمها الجزع والفجيعة..
كساب يتنهد بعمق وهو عاجز عن إزالة الصورة من خياله ويهتف بسكون:
ويواجرك ويجزاك خير..
زايد بنبرة أقرب للحذر: زين ترانا بنرجع للمستشفى.. الدكتور يقول تبي لك يومين بعد عندهم..
كساب هز كتفيه بعدم اهتمام: مثل ماتبي.. ماتفرق عندي!!
ليست المرة الأولى التي يشهد فيها الموت بعينيه.. أو يموت أحدهم أمامه..
بل شهد ماهو أبشع من الموت وأقسى في مهماته التي جاوزت التدريب في أحيان كثيرة..
ولكن في تلك الظروف كنت تتهيأ للموت ورؤيته وأنت تعلم أنك مقدم عليه..
لكن أن تذهب روح شابة.. لأخ قريب.. وفي ظرف كان من المفترض أن يكون آمنا... وبين يديك...
هذا ما أثقله بالأسى والحزن لأبعد حد.. مشاعر غائرة حادة يكتمها في أبعد مكان في روحه...
روحه مثقلة بالأسى فعلا.. وجسده مثقل بالآلام .. ولا يريد أن يعود للبيت هكذا.. وهو يشعر بهذا الضعف الجسدي والروحي..
لا يريدها أن تراه هكذا.. تتمنن عليه بتقديم تعاطف لا يريده منها..
وتبخل بمشاركة روحية هي مايريده منها..!!
فهو منذ موقفه القديم معها حين سألها بشكل صريح ومباشر أن تقدم له المساندة التي يحتاجها ورفضت..
وهو عاهد نفسه ألا يضع نفسه في هكذا موقف أمامه.. فرفضها.. جرحه لأبعد مدى..
وهو يعترف أن قلبه أسود..
وأنه لا ينسى.. لا ينسى !!
************************************
تجلسان مع بعضها منذ حوالي عشر دقائق..
وللتو تصل القهوة والشاي والفوالة التي أمرت عفرا الخادمات بإعدادها وإحضارها..
وهاهي تتولى صب القهوة والقيام بالضيافة كربة البيت كأفضل مايكون..
مزنة همست بلباقة: ام زايد ماكان كلفتي على نفسش.. أنا راعية محل..
عفراء بلباقة مشابهة: مافيه شك أنتي راعية محل.. بس حتى أنا مابعد ماتقهويت..
وأبي أتقهوى أنا وإياش..
مزنة بثقة راقية: أنا فديتش ما أقدر أبطي.. لأنه ما شفت إبي إلا بسرعة وطلعنا أنا ومزون لكساب..
كان مزون تبي تقعد.. خليتها تقعد براحتها.. ورجعت عليها العصر لأنها عندها بروفة لفستانها!!
عفراء شعرت بغيظ عفوي.. أنها أصبحت تعرف عن مزون مالا تعرفه هي!!
مزون هذه.. ابنة وسمية وابنتها هي !!
عفراء تحاول جاهدة تحكيم عقلها ومنطقيتها.. فربما لو كانت شخصية مزنة غير ذلك.. لربما تفجر غيظ عفراء منها.. بل وربما كراهيتها لها..
ولكن مزنة سيدة غاية في الاحترام.. وتجبر من أمامها على احترامها.. لأن تصرفاتها واثقة ومدروسة..
ربما لو رأتها يوما تعبر عن قربها من زايد لتفجر غضبها أيضا من أجل أختها..
ولكن مزنة نادرا ما تتكلم عن زايد.. وإن تكلمت عنه.. تكلمت عنه برسمية وهي تسميه ( أبو كساب)..
ربما كانت مزنة مازالت لم تمنح لعفرا عذرا حتى تكرهها بالفعل.. أو حتى تعاملها بحدة..
فعفراء سيدة متزنة وكذلك مزنة مثلها..
ولكن في أحيان كثيرة الإتزان ينتظر شرارة ما ليهتز!!
فعفراء رغم محبتها الكبيرة لأختها.. ولكنها رغما عنها حين تجري مقارنة بينها بين مزنة.. تجد أن المقارنة ليست في صالح أختها مطلقا..
وهذا الأمر يزيد في حزنها وتأثرها!!
كان الحوار يدور برسمية مختلطة بالتلقائية بين الاثنتين رغم وجود شيء غير مريح في الجو..
قبل أن تقفز جميلة وهي تلصق خدها بخد مزنة من الخلف وتهمس بمرح:
هلا خالتو.. وش ذا الصباح الحلو الي تصبحنا بوجهش..؟؟
مزنة تشدها لتجلس جوارها وهي تقبلها وتهمس بمودة صافية:
الصباح الحلو أنا أشهد إنه شوفة وجهش..
ياحظ اللي بيتصبح بوجهش عقب كم يوم!!
رغم إحساس جميلة الحقيقي بالخجل إلا أنها ابتسمت وهي تشد شعرها القصير
الذي عدلت قصته في لبنان ولكن مازال طوله لا يتجاوز منتصف عنقها..
وهمست برقة باسمة: يمه تلقينه بدوي.. ميت على جدايل جدتي.. ويوم يشوف شعري يقول وش فيه؟؟.. ماضغته الغنم؟؟
ابتسمت مزنة وهي تمسح على شعر جميلة الحريري الذي زادته القصة المدرجة كثافة وجمالا:
على إني ما أحب الشعر القصير.. ولا عمري سمحت لبناتي يقصون شعورهم أقل من نص الظهر..
بس والله العظيم وبدون مجاملة إني عمري ماشفت أحلى من ذا القصة عليش..
ثم ابتسمت أكثر لتشجع جميلة التي تعلم أنها متأثرة من قِصر شعرها الذي تم قصه في المصحة لينمو من جديد:
لولا إنهم بيقول إني استخفيت وإلا كان قصيته مثلش.. من حلات القصة عليش!!
مزون كانت من ابتسمت وهي تجلس جوار خالتها وتوجه الحوار لمزنة:
لا خالتي طالبتش.. تبين إبي ينجلط تقصين ذا الشعر كله.. بروحه مبين إنه خاق عليه!!
مزنة شعرت بخجل رقيق لم يظهر في صرامتها.. بينما عفرا شعرت بضيق متزايد لم يظهر في لباقتها...
بينما جميلة وجهت لمزون نظرة عتب حادة معناها (وش هببتي؟؟)
ومزون تنظر لها نظرة دهشة معناها ( ليه وش سويت؟؟)
بعد استمرار الحوار لدقائق وانتهاء مزنة من تناول قهوتها.. همست لمزون بمودة:
مزون يأمش بتروحين معي..؟؟
مزون برقة: أبي أقعد شوي.. مالحقت أشوف أغراض جميلة اللي شرتها من لبنان..
مزنة وقفت وهي بأمومة: براحتش متى مايغيتي تجين دقي علي أجيبش..
ولو بغيتي تقعدين للعصر.. مريتش عقب الصلاة عشان نروح تقيسين بروفتش!!
لولا أن عفراء قاطعتهم بصرامة: أنا بأوديها.. لأنه حتى جميلة عندها كم شغلة أبي أوديها لها..
رغم أن مزنة لم ترتح لمقاطعة عفرا التي بدت أكثر حدة من المفترض ولكنها همست بلباقة: براحتش يأم زايد.. أنا وأنتي واحد..
والحين اسمحوا لي.. لازم أروح لأبي..
بعد أن غادرت.. همست عفراء بضيق وهي تحمل ابنها عن مقعده: بأروح أبدل لزايد وأجيكم..
عفراء بالفعل تضايقت من نفسها لأنها لم تستطع السيطرة على نفسها.. رغم أن مزنة لم يبدر منها مطلقا مايدعو لهذا الرد الحاد..
حين غادرت عفراء.. همست مزون لجميلة باستغراب: خالتي وش فيها..؟؟
وأنتي ليه كنتي تخزينني كذا؟؟
جميلة هزت كتفيها: لأنش وحدة غبية.. إذا إنش مالاحظتي لين الحين إن أمي ماتهضم مرت أبيش؟؟
وإنش يوم تتغزلين فيها نيابة عن أبيش.. خليتي أمي تعصب وزدتي الطين بلة!!
مزون باستغراب: زين ليش ذا كله؟؟.. خالتي مزنة مرة ذوق.. وما أظني إنها ضايقت خالتي يوم!!
جميلة تنهدت: هي ماضايقتها.. بس أمي متأثرة عشان خالتي وسمية..
مزون بذات الاستغراب: وهذا أنا ابنتها.. ليه يعني خذت الأمور ببساطة..؟؟
جميلة بمنطقية: أنتي ماعرفتي خالتي وسمية.. ماتت وأنتي بزر..
بس خالتي بالنسبة لأمي كانت أمها وأختها وكل أهلها..
أمي ماظنتي إنها حبت حد في الدنيا كثر خالتي وسمية.. ولا حتى أنا وزايد الصغير..
عطيها بس شوي وقت لين تتعود على الفكرة!!
هزت مزون كتفيها وهمست بإبتسامة: بصراحة كلام ماخوذ خيره..
لأن خالتي عفرا أعقل من كذا بواجد.. وماظنتني إنه طرا عليها خرابيطش ياحرم النقيب
وقومي وريني أغراضش.. يمكن يعجبني شيء وأسرقه فوق شنطتي..
وأطلع مشفوحة وأنا كنت أنفي التهمة عن نفسي!!
*************************************
" عبدالله أنت ما تشوف أخيك ذا وش فيه منقلب حاله؟؟
معصب على طول.. والذبانة ماتمر قدام خشمه قد له كم يوم"
عبدالله همس ببساطة وهو يميل على صالح وينظر لفهد الذي كان يجلس بعيدا يشاهد الأخبار:
عادي حالة طبيعية.. أي واحد قبل عرسه يتوتر شوي..
أنت يعني ماتذكر روحك قبل عرسك.. أشلون كنت معصب على طول!!
صالح يبتسم: بس يا أخي أنا غير وفهد غير.. أنا كنت أصغر منه الحين..
وخلني أعترف إن شخصية فهد أقوى من شخصيتي.. يعني مهوب لابق عليه التوتر..
لم يعرفا الاثنان أنه لم يكن يعاني التوتر..
بل كان يعاني نوعا خاصا من الغضب يتصاعد في روحه..
وهو يشعر كما لو كان مجبرا على الزواج حرفيا... وهو من لا يستطيع أحد إجباره..
تبدو القضية معقدة تماما.. فهو لم يجبره أحد خارجيا.. ولكنه كان مجبرا فعلا داخليا..
مازال يتمنى بعمق في داخله أن يحدث شيء يعرقل الزواج.. رغم أنه لم يعد أمام الزواج شيء.. واصبح كل شيء معدا له تماما..
****************************************
" صار لي ساعة في المجلس أنتظرش
مقابلني فهد معصب.. وعبدالله لاهي يسولف على عيالي وولده
لوعوا كبدي!!"
نجلا تركب وهي تشد نفسها بإرهاق حتى استوت على المقعد.. ثم أخذت نفسا عميقا وهي تهتف بنفس مقطوع:
حلفت علي عالية أروح.. وإلا كان قعدت لين عقب صلاة العشاء..
صالح يبتسم بحنان: أنتي من جدش؟؟
أنتي عاد فيش حيل تشتغلين؟؟
نجلاء تحاول أن تبتسم ونفسها مقطوع: لا تحسسني كني منتهية الصلاحية..
خلاص هانت هذا العرس عقب كم يوم..
صالح بإبتسامة: وعقبه بتقولين لي عرس غانم!!
نجلا حينها ابتسمت بشفافية: لا عاد تجهيز غانم غير.. الله يستر بس لا أولد قبل العرس..
العرس باقي عليه أقل من شهر..
وبأكون دخلت الشهر التاسع!!
*************************************
" وأنتو ماعندكم غير مرتي تشغلونها..
والله لا يصير فيها وإلا في ولدي شيء
إني لأغرمكم أنتي وفهد ومرته بعد !!"
عالية تضحك وهي ترتب بعض الأغراض في الخزائن.. بينما عبدالله شد جوزا وأجلسها وجلس جوارها..
وهو يطل عليهما في جناح فهد الذي يتم العمل فيه على قدم وساق ويقارب الانتهاء..
بعد أن انضمت غرفة هزاع لغرفة فهد.. بعد أن كان الشابان لهما جناح مستقل بباب مغلق عليهما مكون من ثلاث غرف..
غرفتي نوم.. وغرفة جلوس... تم تجديد غرفة فهد وغرفة الجلوس بصبغ جديد.. وأثاث جديد تولته عالية بمساعدة زوجتي شقيقيها...
لأن فهد رفض أن يذهب معها بحجة أنه مشغول وأعطاها بطاقته المصرفية!!
وهزاع نزل للطابق السفلي في غرفة يفتح بابها على الباحة مباشرة.. وأنزل غرفته معه.. وبقيت غرفته القديمة خالية من الفرش بعد أن تم تجديد صبغها..
حتى يتصرف فيها العريسان كيف يشاءان فيما بعد!!
عالية تجيب عبدالله وهي تضحك: والله مهوب ذنبي إن كل واحد منكم يا أخواني مرته وارمة كذا..
أنا أساسا المفروض مالي شغل فيكم.. إسألوني عن عبدالرحمن وهله..
المفروض نسوانكم هم اللي يشتغلون لأخيكم!!
أنا وش دخلي!!
عبدالله يبتسم: لا ياقلب أخيش.. خلو أم حسون على جنب.. لا تتعبونها..
عالية بمرح: خذ أم حسن وسكر عليها في حجرتكم..
والله دامها مرتزة قدامي.. بأشغلها..
لا ومن زين النفعة اللي هي تنفعها.. أصلا أنا قاعدة أدحرجها..
جوزا بمرح: كذا ياعلوي.. أنتي مافيش طيب.. صار لي كم يوم أنطط معش في محلات الأثاث والصبغ والسيراميك..
واليوم من صبح وأنا معش وعادش بعد تسبين..
عالية بذات المرح: لا حد يبكي علينا.. هذي نجول مثلش تشتغل وهي متورمة أكثر منش.. وتوها راحت لبيتها..
عبدالله يشد جوزا وهو يهتف بمرح: والله ماتقعدين معها.. خلها بروحها..
أنتي ما أرتحتي من صبح والحين صرنا عقب المغرب..
خلي أم لسان ترتاح وإلا تشتغل بروحها..
عالية بمرح أكثر: الحمدلله فكة من الثنتين.. أنا أصلا ماني بدارية أحاتي الكروش
وإلا أرتب...
عبدالله شد جوزا فعلا خارجا وهو يهتف بمرح: خلاص اقعدي بروحش..
ثم مال على عالية بحنان: علوي ياقلبي أنتي تعبتي واجد.. البسي عباتش.
خليني أوديش لبيتش.. مافيه داعي تعنين عبدالرحمن يجي مع السواق!!
عالية بمودة صافية: لا فديتك.. أنا أصلا قايلة لعبدالرحمن إني بأمسي الليلة هنا عشان أخلص شغلي كله..
خلاص العرس ماعاد باقي عليه إلا ثلاث أيام..
أبي أخلص أتفرغ لنفسي..
عبدالله غادر فعلا مع جوزا التي كانت رافضة للمغادرة ولكن عالية حلفت عليها أن تغادر..
وهي تقول لها إنه لم يبق إلا شيء قليل ستنادي الخادمات لينهينه معها..
فور مغادرتهما..
سارعت عالية لإغلاق باب الجناح..
عادت للداخل..
ثم انفجرت في البكاء بشكل مفاجئ.. كما لو كانت تكتم طوفانا من الدموع والشهقات ينتظر الانهمار..
بكاء رقيق من روح مثقلة بالأسى فعلا..
فهي منذ الصباح تتحين لها فرصة للاختلاء بنفسها لتبكي..
ولكن وجود نجلا وجوزا منعها..
كانت تتحاول أن تتلهى بإغراق نفسها في العمل عن التفكير بما حدث هذا الصباح..
ولم يكن ماحدث هذا الصباح شيئا عارضا.. بل كان نتيجة متفجرة لتأزم الوضع بينها وبين عبدالرحمن طيلة الأيام الماضية!!
.
.
.
هذا الصباح...
" حبيبي أبي أروح لبيت هلي؟؟"
عبدالرحمن بهدوء ودود: تو الناس.. الساعة الحين سبع الصبح..
عالية بحماس عذب: لا فديتك مهوب تو الناس.. اليوم بتجي الستاير وفرش الغرف.. وعفرا في الليل قالت تبي ترسل بعض شناط بنتها..
يا الله ألحق أرتب..
حتى يمكن أحتاج أمسي هناك الليلة.. ما أدري!!
عبدالرحمن بصدمة: تمسين بعد؟؟
عالية بعذوبة: أقول يمكن.. لو ماخلصت شغلي!!
عبدالرحمن هز كتفيه بضيق: مافرقت .. انتي كل يوم طالعة من شغلش على تجهيز أخيش.. ويا الله ترجعين آخر الليل..
عالية احتضنت رأسه بحنان باسم: حرام عليك لا تبالغ كذا..
وبعدين هانت.. ماعقب فهد إلا هزيع وبيبطي..
كان قلت لك نايف بعد.. بس نايف بيته جاهز..
عبدالرحمن بذات الضيق: براحتش.. أمسي هناك.. أحسن بعد..
يا الله عشان نخلص من التدريب الليلي اللي ماترجعين إلا عشانه!!
عالية همست بصدمة حقيقية: عبدالرحمن أنا ما أرجع إلا عشان التدريب..؟؟
عبدالرحمن بثقة جارحة ومجروحة: ولولاه يمكن مارجعتي!!
عالية تراجعت بصدمة حقيقية من هذا التخريف الذي يقوله..
لا تعلم كم بات هذا الموضوع جارحا له ولمشاعره..!!
فهي تغيب طوال اليوم.. وحين تعود في وقت متأخر.. تصر على قيامه بالتدريبات..
يصرح لها بشفافيته كم هو مشتاق لها للجلوس معها.. لسماع حديثها.. لقربها..
ولكنها تصر عليه أن يتدرب أولا وقبل أي شيء!!
يشعر أنه يريد أن يمشي بالفعل من أجلها..ولكن هو ليس بحاجة للمشي كما هو بحاجة لها..
وهي تضغط عليه كثيرا.. وكأنها لا تريده إلا إن كان سيمشي..
بات يجرحه بشراسة ووحشية إحساسه أنها قد تتركه حين تمل من عجزه عن المشي..
وهو لا يعلم كم تشعر بالذنب لأنها باتت تهمله رغما عنها هذه الأيام .. وهي بالفعل في حاجة أكبر للإحساس بقربه والاستمتاع بحديثه..
لكنها ترى أن استمراره في التدريبات هو أولوية يجب تقديمها على هذه الرغبات..
كل منهما بالفعل مجروح من الآخر ومن تفكيره..
أما ما فجر رغبة عالية في البكاء فعلا أن عبدالرحمن حين أوصلها صباحا..
ماكادت تصل للبيت حتى وصلتها رسالة منها:
" يمكن يكون أحسن لكل واحد منا
إنش تقعدين في بيت هلش لين موعد عرس فهد!!"
عالية تمنت بالفعل حينها أن تنفجر في البكاء.. ولكنها لم تستطع وهي تجد والدها في وجهها.. الذي استقبلها بترحيبه الحاني الفخم!!
والكبت يتعاظم في نفسها وهي لا تجد دقيقة لتختلي بنفسها وحزنها.. وتعمل بلا توقف منذ الصباح..
جرحها بشدة أنه لم يقل ذلك لها مباشرة.. لأنه لو قالها لها مباشرة لرفضت..
ولكنه ألقاها عليها في محض رسالة باردة قاسية..
بينما هو عجز فعلا أن يقول لها بشكل مباشر شيئا هو فعلا لا يرغب فيه..
ولكنه يرى نفسه مضطرا له لأنه يراها ممزقة بين تجهيزها لشقيقها وبينه..
وربما كانت تحتاج للراحة منه ومن مسؤولياته..
وربما حينها تستطيع أن تعود له بروح متفهمة أكثر لمشاعره وحاجاته بعد أن يخف الضغط عليها..
****************************************
" الله يهداك.. اليوم كله ما تريحت"
كانت عفراء تهمس بذلك وهي تتناول غترة منصور منه. وهو يجلس وهو مرهق بالفعل ويهتف بإرهاق:
عادي حبيبتي.. أصلا ماعندي دوام لين عقب عرس جميلة..
ابتسمت عفرا وهي تجلس جواره: الله لا يخلي جميلة منك..
ماخليت شيء ماجبته لها.. اليوم أرسلت بعض شناطها لبيت فهد..
وبكرة الصبح بأطلع جلابياتها وعبيها.. وبأخذ باقي شناطها وبأروح أرتبها في الليل..
منصور هتف باهتمام حان: لو علي ودي إني شريت لها أكثر من كذا..
بس هي اللي عيت..
قولي لي عساها مبسوطة؟؟ لأنها تقول لي دايم مبسوطة.. وأنا حاس إنها داسة علي شيء..
عفراء برقة: مبسوطة الحمدلله..
كانت عفراء هي من تخفي شيئا الآن.. فهي غير مرتاحة مطلقا لنفسية جميلة التي تبدو مرهقة ومتوترة..
قلقها يتعاظم من أجل ابنتها..
وشوقها لها لا يهدأ منذ الآن!!
توتر متبادل تعانيه مع ابنتها.. وكل منهما تخفي توترها عن الأخرى حتى لا توترها أكثر!!
****************************************
" خالي نايف صار له فترة يبي يأتي معي..
بس مالقى وقت إلا الحين.. فسامحونا على ذا الزيارة المتأخرة"
زايد بترحيب وأريحية: يا حياكم الله أي وقت.. منتو بغرب عشان تعذرون..
نايف بلباقة: بس الساعة قد هي قريب الساعة 11 وخفنا إنكم تبون تريحون عقب الزيارات طول اليوم..
كساب الذي كان يجلس معهم في غرفة الجلوس والمحلول معلق في ذراعه السليمة هتف بإبتسامة:
أفا عليك ياعديلي.. أنت تجي أي وقت!!
شعر نايف حينها بالامتغاث وهو يتذكر مايتناساه ومامنعه من زيارة كساب..
كونه عديله.. وخشيته من مواجهة تميم بعد الموقف السخيف الذي وضعته فيه زوجته المبجلة..!!!
لذلك تقصد أن يأتي متأخرا حتى يضمن أنه لن يقابل تميم..
ولكن دائما مانهرب منه نجده أمامنا... فمع استعداد فهد ونايف للخروج وهما يسلمان على كساب ووالده..
كان تميم يدخل..
نايف كره جدا شعوره بالاضطراب الذي داخل روحه رغما عنه..
تزايدات ضبابية مشاعره وتعقيدها ناحية من جعلته يشعر بالامتهان هكذا..
رغم أنه سلم على تميم بطبيعية كاملة وكأنه لم يحدث شيء..
ولكن ما أثار استغرابه وراحته في آن.. أن تميما كان أكثر من عفوي.. وهو يتصرف معه بعفوية تامة.. دون نظرات قارصة..
ولكن مع ذلك سارع في الاستئذان والخروج بما أنه كان خارجا أساسا..
بعد خروجهما أشار تميم أن كاسرة في الانتظار خارجا سيناديها ويذهب لأنه لابد أن يعود لبيته فالبنات هناك لوحدهن..
مشاعر كساب الغامضة العميقة عادت لاخترام روحه.. مع سماعه لاسمها..
لا ينكر أنه منذ الصباح يشعر برغبة موجعة لرؤيتها..
ولكنه في ذات الوقت يشعر بعتب موجع في روحه عليها.. لأنها مطلقا لم تتصل به..
ألا يكفي أنها لم تفكر في زيارته إلا مرة واحدة.. وعلى عجالة.. وهو نائم أيضا؟!!
"لماذا جاءت الآن؟؟ بل وتريد أن تنام عندي أيضا!!
لم أعهدها تتصرف تصرفا لا تريده من قبل!!
ماذا لديكِ ياكاسرة؟؟
أ تريدين أن تمثلي أمام عمك العزيز دور الزوجة المحبة المتفانية؟؟"
تميم غادر لتدخل هي بعد دقائق..
بدت لكساب الدقائق الثلاث التي تلت مغادرة تميم حتى دخولها طويلة طويلة جدا.. وكأنها لا تريد الانقضاء..
بثوانيها الثقيلة وهو يجلس بكامل ثقته رغم إرهاقه الشديد..
زايد تلقاها أولا وهي ترفع نقابها لتقبل رأسه..
لم يقل زايد شيئا عدا الترحيب المعتاد وهو يتجاوزها ويخرج..
لم ينتبه أحد منهما لخروجه أساسا..
فهناك خيط غريب عميق من النظرات اتصل..
كان جالسا على أريكة في غرفة الجلوس وهي واقفة..
اقتربت لتميل عليه وهي تلصق خدها بخده.. في سلام أرادته أن يكون عفويا سريعا.. فهي لابد أن تسلم عليه كما هو مفترض!!
ولكن هذا السلام كان أبعد ما يكون عن العفوية لكليهما..
هو كان يتنفس بوجع واشتياق غريبين عبق رائحتها الخاص..
وهي تعجز عن الابتعاد وتشعر أنها مجهدة عاجزة عن التحرك وأنفاسها تتصاعد بتوتر..
وهي تشعر بحفيف لصقات وجهه الطبية يخدش حرير خدها باللمس.. ويخدش ثقل روحها بالألم..
لم تكن تريد أن تبتعد وسحر غير مفهوم يشدها نحوه..
ولكنها ختاما شدت نفسها بقسوة بعيدا عنه وهي تحاول التقاط أنفاسها المحتبسة..
ولكنه لم يتركها تبتعد.. وهو يشدها برفق ليجلسها جواره.. كان عاجزا عن تخيل فكرة بعدها مع شوقه الذي ماعاد بالاحتمال..
نظر لها مطولا.. وكأن عينيه لا تشبعان نظرا.. قبل أن يهتف بعمق:
شكلش تعبانة.. وش فيش؟؟
(هذا غبي وإلا يتغابى؟؟ يسألني ليش تعبانة!!) همست بهدوء: مافيني شيء..
سألها بهدوء مشابه: رحتى الدوام اليوم..؟؟
تنهدت (لا شكله يتغابى من قلب!! متى أروح الدوام وأنا عندك من البارحة ومارحت إلا اليوم الصبح؟؟) تنهدت بذات الهدوء:
لا مارحت .. عندي إجازة..
حل السكون لثوان..ليقطعه أنامله ترتفع برفق إلى وجهها كان يتحسس إرهاق وجهها البادي..
مدت يدها بجزع لتنزل يده.. خشيت أن يؤلم نفسه فيده هذه معلق فيها المحلول.. عدا عن جروح متفرقة في مفاصلها..
أنزلت يده برفق إلى حضنها وهي تمسك بها بين كفيها برفق شديد..
همست بألم لم تستطع إخفائه: عادك مستوجع؟؟
هتف ببساطة عميقة موجوعة: بسيطة.. والواحد يقدر يستحملها..
البلا من أوجاع مايفيد فيها الصبر!!
كان الجو بينهما كثيفا محملا بمشاعر غاية في الكثافة والتعقيد.. وكأن كل منهما أمام الآخر صندوق أسرار استعصت عليه مغاليقه!!
قطع هذا الجو بقوله بإرهاق: انا تعبان وودي أنسدح شوي.. تقوميني أصلي عقب ساعة..؟؟
همست بثقة حانية: إلا بأقومك قبل صلاة الصبح بساعة.. عشان تصلي قيامك.. ثم تصلي الصبح.. عشان تلحق ترتاح شوي وما أقومك مرتين!!
توجها كلاهما لغرفته.. وهي تدفع حامل المحلول.. حتى جلس على سريره..
حينها أزالت نقابها عن رأسها ثم خلعت شيلتها وهي تلقيها على المقعد..
وهي تحرر شعرها من ربطته التي كانت تؤلمها لانها عقدتها باستعجال..
هتف كساب بنبرة حادة: كاسرة إلبسي شيلتش..
همست كاسرة بعفوية: كساب من اللي بيجي ذا الحزة.. خلاص..
كساب بحدة أقسى: كاسرة قلت لش البسي شيلتش.. تدرين باللي يضايقني.. تسوينه ليه؟؟
كاسرة شدت لها نفسا عميقا: حاضر إن شاء الله..
تناولت شيلتها وهي تضعها على ذراعها وتجمع شعرها لتعقده من جديد..
في تلك اللحظة تماما.. فُتح باب غرفته ليقف رجل في فرجته وهو يهمس بقلق:
السموحة من ذا الجية المتاخرة.. بس كان عندي رحلة وتوني جاي من المطار..
الرجل تراجع للخارج بحدة وهو يرى المرأة الكاشفة عند كساب.. ويغلق الباب خلفه..
بينما كساب قفز عن سريره ليقف بغضب متفجر..متفجر.. متفجر لأبعد حد..
في الوقت الذي دخل زايد مستعجلا مع الباب الآخر.. لأنه رأى غانما من بعيد ورآه يتجه لغرفة كساب..
وكان زايد يظنهما مازالا في غرفة الجلوس...
ليصل وصراخ كساب يتعالى مرعبا حادا قاسيا: عاجبش الحين؟؟ عاجبش؟؟ ارتحتي؟؟
يا الله اتصلي في تميم وفارقيني للبيت.. ما أبي أشوف وجهش..
كاسرة مازالت مصدومة من رؤية الرجل لها وإحساسها العارم بالذنب وهي تستغفر الله في ذاتها..
ليفاجئها كساب بهجومه..
وهو يشد نفسه بعنف من حامل المحلول.. لينـتـزعه من يده دون أن يشعر..
والدم يتدفق بغزارة عبر الوريد المفتوح..
كاسرة أصبح انتباهها كله مع الدم المتدفق وهي تمسك بكفه وتحاول إيقاف الدم وتهتف بغضب حقيقي:
أنت صاحي وإلا مجنون؟؟
كساب ماعاد يرى أمامه من الغضب وهو يشد يده منها ويمسك العرق بنفسه وهو يضغط عليه بفوطة كانت جوار سريره:
أنتي خليتي في رأسي عقل.. أقول لش فارقي للبيت.. فارقي.. قدام أكسر وجهش الحين..
زايد يتدخل بحزم جازع: أنتو استهدوا بالله. اذكروا الله..
وانت يا الخبل اقعد خلني أدعي حد يشوف المصيبة اللي سويتها في روحك..
كساب يصرخ بغضبه الأسود المتفجر: يبه خذها من قدامي الحين.. قدام أرمي عليها اليمين.. تراني مافي رأسي عقل ذا الحين..
كاسرة حينها تقدمت نحوه بثبات.. وهي تهمس بثقة حازمة صارمة متحكمة عكس غضبه المتفجر:
ارمي علي اليمين.. خلصني وخلص روحك..
أنا ما أبيك وأنت ماتبيني.. وش جابرنا على ذا الحياة؟؟
خلك قد كلمتك.. يا الله طلقني.. هذا أنا قدامك!!
#أنفاس_قطر#
.
.
.
يا الله اليوم عندنا توزيع نجمات بالهبل.. عقب الغياب..
.
(معزوفة حنين) أول نجمة لأنها أول من قال هل ممكن يكون كساب مع المصابين في المبنى اللي انهار؟؟
.
(أحاسيس مجنونة) أول وحدة قالت إن الي شافته كاسرة شافت دولاب كساب مفتوح..
.
(آن كارينا) أول وحدة حددت إن كساب هو المدرب..
ونرجع لآن كارينا.. لأنه أنا من زمان مخبية لها نجمات كثيرة والحين جاء وقتها
ترا (آن كارينا) أول وحدة قالت إن فهد بيتزوج جميلة ومن زماااااان زماااااااان... متى؟؟
وجميلة عادها في رحلة العلاج مع خليفة في (إنسي) وماكان فيه أي بوادر خلاف بينهم أبد ولا حد توقع إنهم بيتفرقون..
لكنها تمنت إنه يصير عشان فهد يأدب جميلة على اللي تسويه في خليفة :)
يا الله آن جيبي كيسك وعبي نجماتك فيه.. مع إنها كثيرة.. حاسبي لا تنط من الكيس.. :) !!
.
.
(همتي) أول وحدة قالت يمكن وضحى هي اللي أرسلت ومع إنها موب مقتنعة بالتوقع!!
لكن (صدقني أغليك) كانت أول وحدة قالت: إنها حركة من سميرة ووضحى بس بعد ماكانت مقتنعة!!
ولكل وحدة منهم نجمة على توقعها اللي هي موب مقتنعة فيه :)
.
.
|