كاتب الموضوع :
#أنفاس_قطر#
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
بين الأمس واليوم/ الجزء الثاني و الثمانون
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ياصباح الخير والجو الحلو..
أنا قاعدة في الصالة وفاتحة كل الشبابيك <== تستغل إن ولدها نايم :)
شأخباركم يانبضات القلب..
تهنئتنا للي خلصوا الامتحانات وعقبال الباقين يارب
.
.
الحين بدت جميلة تشغل عقول البنات
فيه تساؤلات عن جميلة وعلاجها.. واضطراب الدورة عندها..
وعن علاجها النفسي اللي تكلموا عنه
بالنسبة للعلاج النفسي تكلمنا عنه في الجزء اللي بعد وفاة امهاب.. وقالت بنفسها إن الشهرين الأخيرين في المصحة كانت للعلاج النفسي لأنها كانت استعادت وزنها بالكامل !!
أما البيقية اللي شاغلتكم.. أنا مانسيتها.. بس خليتها لوقتها :)
.
.
جزء اليوم قصير قبل ماتقولون بس مو قصير كثير... نص ونص يعني :)
بس أنا قاصدة أوقف عند مفصل معين..
والجزء الجاي بيكون طويل ويعوضكم إن شاء الله
.
يا الله
الجزء 82
.
قراءة ممتعة مقدما
.
.
لا حول ولا قوة إلا بالله
.
.
.
بين الأمس واليوم/ الجزء الثاني والثمانون
" علي ممكن أسأل الدكتور عن شيء؟؟"
علي بأريحية: عادي حبيبتي إساليه عن اللي تبينه!!
الطبيب بالفعل قال لهم ماتوقعه علي.. الفحوص تشبه فحوص الدوحة مع نسبة تحسن ضئيلة.. وأنه سيعيد إجراءها بعد عدة أيام.. قبل أن يقرر له علاجا..
شعاع لم تستفد شيئا.. تريد جوابا يريحها من شكوكها التي غاصت في روحها لأبعد حد..
لذا كان طلبها من علي أن تسأل الطبيب..
شعاع أجابت علي باختناق: لا أبي أسأله بروحي..
علي بصدمة: نعم؟؟ أشلون بروحش يعني؟؟
شعاع باختناق أشد: ما أبيك تكون موجود..
علي تفجر بغضب حقيقي لم يشعر به منذ زمن طويل وهو يهمس لها بصوت غضبه المكتوم:
آسف.. ليه وش شايفتني عشان أطلع وأخليش مع الدكتور..؟؟
شعاع برجاء عميق مختنق: تكفى علي.. هذولا ممرضتين موجودين معنا..
علي بذات الغضب الذي تزايد: شعاع قومي.. موعدي خلص..
شعاع شعرت بالجزع.. لو بقيت مع شكوكها يوما آخر ستموت.. ستموت..!!
همست بذات جزعها:
لا خلاص.. بأساله قدامك.. بأسأله!!!
شعاع كرهت لأبعد حد أن تتجرأ وتسأله..
خجلها الفطري.. وقبل ذلك وأهم خوفها من جرح علي..
ولكن الوضع الذي تعيشه وأجبرت علي على عيشه وضع غير إنساني بالفعل..
أما أن تتأكد أنه غير مصاب مع أنها تظن أن هذا مجرد حلم عذب تتمناه بكل يأس!!
وأما أن يسمع علي كلام الدكتور لها بنفسه.. حتى يتوقف عن الضغط عليها بمشاعره التي توشك على جعلها تنهار!!
شعاع باختناق شديد توجهت للطبيب بالسؤال باللغة الإنجليزية:
دكتور لو سمحت.. أنا لم أفهم طبيعة مرض علي..
هل من الممكن أن تشرحها لي بطريقة مبسطة بعيدة عن المصطلحات الطبية؟!!
الطبيب بمهنية: علي عانى من نوع غريب ونادر من الأمراض ينتج عن ضغط نفسي وعاطفي يؤثر على الأجهزة الحيوية..
وزاد المرض امتناع علي عن تناول الطعام..
علي أخبرني المرة الماضية أن العارض النفسي قد زال.. لذا أنا أتوقع أنه سيتحسن أكثر قريبا..
لكن الكبد بالذات تعرضت لنوع من الضرر يشبه التشمع.. لذا سيحتاج لعلاج للكبد لفترة معينة عن طريق العقاقير.. وحتى علاجها لن يطول كما أتوقع..
لأن المهم في هذا النوع من الأمراض زوال العارض المسبب..
شعاع شعرت بالصداع (والمرض المعدي.. أين هو؟؟) همست باختناق شديد مثقل بالتردد وهي تنظر للأرض:
ألا يعاني علي مثلا مثلا.. من مرض معدي من أي نوع؟؟
علي اتسعت عيناه بصدمة كاسحة وهو يقفز عن مقعده.. ماعاد يستطيع الجلوس حتى!!!
بينما الطبيب ضحك ضحكة رسمية قصيرة: معدي؟؟
لا طبعا.. ماهذا الكلام الغريب؟؟
ثم التفت لعلي بإبتسامة: علي هل أخفت عروسك منك وقلت لها أنك مصاب بمرض معدي..؟؟
علي تحرك بصرامة بالغة وهو يهتف بحزم غريب متجبر: شكرا دكتور على وقتك.. واعذرنا على تأخيرك..
شعاع اسود وجهها تماما.. واختنقت بعبراتها التي أطبقت على أنفاسها لدرجة عجزها عن سحب أنفاسها..
لم تستطع حتى أن ترفع نظرها لعلي.. عدا أن علي لم ينظر حتى لناحيتها.. وهما يتجهان لخارج المستشفى.. بخطوات سريعة..
خطوات حادة تكاد تخترق الأرض من جانب علي..
متعثرة يائسة من جانب شعاع !!
ظل الصمت مطبقا على الاثنين في السيارة طوال الطريق.. وشعاع تدعك أناملها بيأس وهي تمنع نفسها من الانفجار في البكاء..
وجهها محتقن تماما ويزداد احتقانا كلما فكرت فيما فعلته به الأيام الماضية...
" أنا غبية!! غبية!!
هو قال لي عن مرضه اكثر من مرة!!
بس أنا اللي في راسي في رأسي!!
ياربي.. يا الله.. أكيد الحين مجروح مني ومن تفكيري فيه!!
صدق إني غبية.. خالتي مزنة شرحت لي مرضه
وقالت لي إني ما أتضايق لو ما قرب مني عشان وضعه الصحي وإن هذي أوامر الدكتور!!
وبعد اللي في رأسي في رأسي.. خليته مريض وأني أنا اللي لازم أمنعه عني!!
غبية غبية.. غبية !!
عجزوا يشرحون لي وأنا مافهمت!! "
شعاع تكاد تنهار وكل ماتريده أن تصل للفندق وكأن المسافة بين المستشفى والفندق في منطقة (بارك لين) لا تريد أن تنتهي أبدا..
حين وصلا للجناح..
بالكاد خلعت عباءتها ونقابها..وانفجرت فورا في البكاء وهي تلقي نفسها على السرير..
علي منذ خروجهما من الطبيب وإحساسه بالجرح يتزايد ويتزايد حتى خنقه..
ألهذا السبب كانت ترفض اقترابه منها وكأنه وباء؟؟
أ لهذه الدرجة تشك في مروءته ومروءة أهله وأنهم قد يزوجونها من رجل مصاب بمرض معد؟؟
وإن كانت تشك لماذا لم تسأله بشكل مباشر؟؟
وربما لو سألته لن تصدقه.. لأنها لم تصدق سبب مرضه حين أخبرها به!!
كان كل سؤال يحيله لسؤال أكثر وجعا وأذى نفسيا وانغراسا في الجرح المملوء بالملح..
ولكنه ما أن رأها تبكي حتى تهاوى كل شيء.. هو مستعد أن يحتمل كل جرح..
لكنه لا يحتمل دموعها .. وبسببه !!.. وخصوصا أنها كانت تنتحب بطريقة هستيرية كما لو أنها فقدت لها عزيزا..
وشهقاتها تتعالى بطريقة مأسوية مزقت قلبه المتيم...
شعاع لم تعرف كيف تعبر عن ألمها سوى هكذا.. أو ربما كانت تستخدم ببراءة سلاح المرأة الأشد فتكا...
دموعها..!!
فهو لو رآها تبكي لن يعاتبها.. وهي ستموت لو عاتبها.. لأن إحساسها بالذنب يذبحها.. يذبحها..!!
علي حاول أن يمنع نفسه من إرضاءها حتى تعلم ولو جزئيا عمق جرحها له..
ولكنه لم يستطع إلا أن يجلس جوارها وهو يربت على ظهرها ويهمس بحنان موجوع:
خلاص.. تكفين لا تبكين.. طالبش بس..
شعاع رفعت رأسها ودفنته في حضنه وهي مازالت منكبة وتنتحب:
قول إنك منت بزعلان علي.. قول إنك منت بزعلان.. تكفى علي.. تكفى..
علي بشفافية مثقلة بالوجع: تبين أكذب عليش وأقول إني ماني بزعلان..
واجد آجعتيني شعاع.. يعني لذا الدرجة شايفتني خسيس ونذل..
أحاول أقرب منش وأنا مريض بمرض معدي؟؟؟
لذا الدرجة أنا حيوان وهمجي في نظرش؟؟
شعاع تزايد نحيبها وهي ترفع جسدها كاملا وتجلس لتطوق عنقه بذراعيها وهي تدفن وجهها في عنقه..
علي ما أن شعر ببلل دموعها وحرارة شهقاتها على عنقه حتى شعر أنه يذوي وألم قلبه يتزايد بعنف..
همس علي بيأس: تكفين شعاع لا تضغطين علي بذا الطريقة.. لأنه أنا موجوع منش واجد..خليني لين أروق بنفسي..
شعاع كانت تعلم كم جرحته بتفكيرها وأنه سيحتاج وقتا لمسامحتها.. لكنها تعلم أنها لن تحتمل نظرة عتب واحدة منه!! لن تحتمل !!
نثرت قبلاتها الخجولة النادمة على عنقه حيث تخفي وجهها وهي تهمس بيأس:
أنا آسفة علي.. آسفة.. تكفى سامحني.. لا تلومني..
أنا وش عرفني؟؟.. مالي إلا الظاهر!!
علي شعر أنه يذوي فعلا مع دفء قبلاتها الرقيقة على عنقه وكان على وشك مد يديه لاحتضانها رغما عنه..
لولا أنها ابتعدت عنه كالملسوعة وهي تهمس بصدمة موجوعة متفجرة بشكل صادم:
الحين أنت من جدك كان سبة مرضك وحدة ماتعرفها وشفتها في الأصنصير في يوم ملكتنا..؟؟
لا ..وكان عندك استعداد تطلقني عشانها..؟؟
علي باستغراب شديد لقلبها للموضوع فورا: واللي كانت في الأصنصير من؟؟ وأنتي من؟؟
شعاع ابتعدت أكثر وهي تهمس بغضب رقيق بين شهقاتها: أنا كنت مرتك وهي كانت وحدة ما تعرفها.. يالخاين!! يا الخاين !!
ليه أنا حفظتك وأنت ماحفظتني؟؟.. ليه أنا ماقلت للي لحقني في الممر.. خلاص باتطلق من رجالي وأخذك؟؟
أنا كنت بأموت عشانك وأنت ماحتى فكرت فيني!!
علي مصدوم من هجومها لأبعد حد.. وهو يرى كيف تتزايد شهقاتها ونحيبها واحمرار وجهها بشكل فعلي...
وهي تنهار تماما في عاصفة حقيقية من البكاء الهستيري..
و تقلب الموضوع كله لصالحها!!
****************************************
" ها يأبو زايد وش تقول؟؟"
منصور يبتسم ابتسامة شاسعة فاخرة وهو يجيب أبا صالح: أنا من صوبي ماعندي مانع..
وفهد ولدي.. بس لازم نشور البنت.. وإن شاء الله بنرد عليكم قريب
بس قبل مايصير أي شيء.. أهم شيء دراستها تكملها!!
أبو صالح بحزم: ودراستها إن شاء الله مهوب رادها منها.. تكملها وهي عنده!!
القهوة تدور مرة ثانية بينما فهد مال على أذن منصور وهو يهمس له بحزم:
أبو زايد اسمح لي.. بس قبل ما تسألها أنا عندي طلب ما أقدر أتنازل عنه!!
منصور بحذر ودود: وش عندك؟؟
فهد بحزم بالغ: لو وافقت علي البنت.. نبي نسوي الفحوص الطبية بسرعة.. ونعرس خلال أسبوع.. أسبوع ونص بالكثير..
منصور بصدمة: فهد الله يهداك مافيه عرس في أسبوع.. لا تعسرها..
فهد بخبث أخفاه خلف حزم صوته: أنت أعرست في أقل من أسبوع!!
منصور بحزم: أنا حالتي غير!!
(وش غير؟؟ أمها أرملة وهي مطلقة!!) فهد بحزم: أنت عارف زين إني عندي عقب شهر دورة عسكرية في مصر وبتستمر شهر..
لو خلينا العرس عقب ما أرجع.. ماراح ألحق أقعد مع مرتي لأنه بتكون دراسة الجامعة بدت..
أبي ألحق أقعد معها شوي قبل أروح!!
منصور بحزم: خلاص خل العرس عقب شهر وخذها معك مصر.. أنت عارف إنه دورات الضباط مثل دوام جزئي وترجع لشقتك..
فهد يريد بالفعل تعقيد الموضوع غير المعقد..
فهو هكذا كان قد قرر... أنه سيصعب الشرط عليهم.. علهم يتراجعون هم..
وسيكون هو من طرفه أبيض الوجه أمام منصور وهذا مايهمه..
فهو أحضر أهله.. وتقدم فعلا.. ولكنهم من رفضوه!!!
فهد أجاب بذات حزمه: لا ما أقدر أنا صرت متفق مع الشباب على السكن..
ولو تراجعت بيأكلون وجهي..
يعني ماتقدر تخدمني في ذا الموضوع..؟؟
أنا من صوبي أقدر أرتب حفل الرياجيل كأحسن مايكون خلال أسبوع..
وما أعتقد إن ترتيب حفل النسوان بيكون مشكلة..
ولكن فهد يعلم أنه سيكون مشكلة.. فهو يعلم أن جميلة لم تحضَ بحفل زفاف..
وبالنسبة لفتاة مدللة مثلها فحفل زفاف ضخم وفاخر سيكون حلما يصعب أن تتنازل عنه بعد أن تنازلت عنه المرة الاولى رغما عنها بسبب ظروف مرضها..
وأسبوع لن يكفي مطلقا لتجهيز حفل زواج كما تتمناه!!
وكما سمع بنفسه من منصور أنه ينوي أنه يقيم حفلا كبيرا لها...
كان فهد يعتمد أن هذا سيكون سببا لإلغاء فكرة الزواج بالكامل..
والإلغاء حينها سيكون من طرفهم ليس من طرفه!!
******************************************
طرقاته التي تحفظها ترتفع على بابها.. وقفت بجزع.. منذ زمن لم يطرق بابها..
ركضت نحو الباب وفتحته..
كانت تتأمله وهو يقف أمام فتحة الباب..
تمنت ان تقبل رأسه .. أن تشير له: هل سامحتني؟؟
لكن كل مافعلته أنها أشارت له بترحيب أن يدخل..
تميم تقدم بخطوات هادئة للداخل وهو يشير لها بهدوء: فاضية خمس دقايق؟؟
ابتسمت له وضحى بحنان موجوع: فاضية خمس ساعات.. الله يذكر أيام ماكنا نسولف ساعات بالخير..
تميم أشار بشجن: ماظنتي إني السبب يا بنت أبوي!!
وضحى أمسكت حينها بكفه وهي تميل لتقبلها... ولكن تميم شدها بجزع..
بينما وضحى بقيت صامتة.. وعبرة صامتة تصطرخ بين جنباتها!!
تميم نظر لها بيأس رقيق.. وهو يشير بعمق:
تراني أنا اللي حلفت على نايف إنه مايوجع نفسه بالمهر..
نايف توه متخرج وفلوس بيع بيت أبيه أكثرها راحت في بيته الجديد وتأثيثه..
وأنا مابغيتكم تبدون حياتكم بديون..
بس في نفس الوقت ما أبي شيء يقصرش..
أنا حطيت في حسابش فلوس.. ولو احتجتي زيادة لا تستحين!!
وضحى أشارت بعبرتها التي مازالت تخنقها:
أدري أنك حطيت في حسابي فلوس واجد مهيب شوي..
وصلني مسج على تلفوني من البنك بدخول فلوس لحسابي..
اتصلت فيهم أسأل عنها قالوا لي إنك اللي دخلتها...
وكنت بأسحبها أرجع لك.. بس خفت على زعلك..
وضحى سكنت لدقيقة ثم أكملت بيأس أعمق: وش بأسوي بالفلوس يعني؟؟
أشتري ثوب زيادة.. وإلا شنطة؟؟
وإلا يمكن الفلوس تعوضني عن أخي اللي راح.. وإلا أخي الثاني اللي مايلتفت صوبي؟؟
قل لي تميم وش أسوي بالفلوس؟؟
تشتري لي حنان أترجاه منك ومالقيته؟؟
وإلا الفلوس بترجع ثقتك فيني وتخليك تسامحني على ذنب ندمت عليه عمري كله؟؟
ما أبي فلوسك ياتميم.. مشكور.. الفلوس اللي عندي تكفيني وزيادة!!
وضحى أنهت إشارتها التي كانت دموعها تسيل معها بصمت وهي تريد التراجع للخلف حين انتهت..
لولا أن تميم منعها من التراجع وهو يشدها ليدفنها في حضنه..
حينها لم يعد للإشارات حاجة وهي تنفجر بالبكاء في حضنه وهي تطوق عنقه بذراعيها بكل قوتها..
وهو يحتضنها بحنو بالغ ويربت على ظهرها بأبوية صافية..
لم يحتج لإبعادها ليشير لها أنها بحاجة لمسامحتها أكثر منها..
ولم تحتج لتبتعد عنه حتى تشير له كم هي سعيدة بحضنه أخيرا..
فكلاهما يعلم كما أنه هناك مواقف لا تحتاج للكلمات..
فهناك مواقف لا تحتاج حتى للإشارات لأنها تعبر عن ذاتها وكينونتها وانثيالها بدون أي طرق تعبيرية!!
الأمر الذي غيرهم مازال لم يعلمه !!!!!!
***************************************
" أنا أبي أعرف ليه اليوم كله طاردتني من البيت بكبره!!"
عالية تتناول غترة عبدالرحمن منه وهو مازال عند الباب وتهمس بالمرح:
عندي لك مفاجأة كبيرة.. وماكنت أبيك تجي لين تكمل..
عبدالرحمن خطا بكرسيه للداخل ليهتف بإبتسامة مصدومة:
حرام عليش عالية كفاية المستشفى..
عالية تقف أمام ممر المشي الذي طلبت تركيبه من قبل شركة تجهيزات طبية.. والذي قدمت طلبا عليه من بعد زواجها من عبدالرحمن.. وللتو وصل اليوم وتم تركيبه..
وتهمس بمرح: لا مهوب كفاية.. لأنك واحد كسول ودلوع وعمي فاضل خربك ذا السنين كلها بالدلع..
وتبي لك شوي من تربية آل ليث المتوحشين!!
ابتسم عبدالرحمن بمودة: يا شينهم آل ليث هم ويباس رأسهم..
عالية تدفع بكرسيه للداخل وتهمس بجدية: قل لي عبدالرحمن الدكاترة وش قالوا لك آخر شيء في آخر اجتماع قبل يومين؟؟
عبدالرحمن بخبث باسم: أنتي في المستشفى تقدرين تدخلين على ملفي.. وأعتقد إنش دخلتي عليه وتعرفين حالتي أحسن مني..
عالية بذات الجدية البالغة: لا أبي أسمعها منك..
تنهد عبدالرحمن: يقولون حالتي غريبة شوي.. لأني أقدر أثني ركبتي والإحساس في الرجلين طبيعي جدا..
وهذي دائما تكون أهم مشكلتين عند اللي مايقدر يمشي..
لكن أنا مشكلتي في الساقين أحسهم ثقال جدا كأنها ميتة مع إنه هالكلام غير صحيح لأنه لو حد شكني بدبوس صغير حسيت فيه.... و..
ثم صمت عبدالرحمن قليلا..
عالية بنبرة مقصودة جدا مثقلة بالجدية العملية: كمّل !!
عبدالرحمن هز كتفيه بطبيعية: وهم شبه متأكدين إن اللي معي حالة نفسية لا أكثر!!
حينها انفجرت عالية بحماس: مابغيت تطلع ذا الدرة..!!
عبدالرحمن يضحك: صدق خبلة.. أولها مسوية لي فيلم رعب تقولين مسجون قدام لجنة محققين.. وعقبه تصيحين في أذني كذا..
عالية تقربه من ممر المشي وتهمس بمرح: التعذيب مابعد شفته.. التعذيب جايك لين تنط من كرسيك وتقول خلاص الرحمة..
عبدالرحمن برجاء: تكفين عالية مهوب الليلة.. الليلة عاد ميت من التعب.. من صبح طاردتني من البيت ماحتى تمددت دقيقة...
عالية بإصرار: مافيه.. حاول خمس دقايق بس.. عشان أشوف طول الممر مناسب لطول أرجليك وإلا لا...
عبدالرحمن حينها همس بقلق عميق: صدقيني عالية أنا ودي أكثر منش أمشي.. بس شوفت عينش هذا أنا أحاول بدون فايدة..
فرضا مامشيت.. ذا الشيء بيخليش متضايقة إنش بتعيشين حياتش كلها مع مقعد؟؟
عالية تحتضن عنقه من الخلف وهي تلصق خدها بخده وتهمس بإبتسامة ودودة:
يا ثقل طينتك بس!!
*******************************************
"عفراء حبيبتي.. ادعي جميلة..
أبيش أنتي وأياها في موضوع.."
عفراء بإبتسامة رقيقة: جميلة أساسا جاية الحين.. بس راحت تجيب لزايد مصاصة من جهاز التعقيم..
خير إن شاء الله؟؟
منصور بحزم: إذا جات جميلة قلت لش أنتي وإياها!!
" وهذي جميلة جات.. آمر تدلل!!"
جميلة ناولت أمها المصاصة وهي تميل لتقبل رأس منصور وتهمس له بمرح بعد أن جلست جواره:
بتسفرني لبنان؟؟ خاطري أتسوق لين أقول بس!!
منصور احتضن كتفيها وهو يهمس بحنان: أوديش لبنان تسوقين اللي تبينه..
بس الحين اسمعي كلامي عشان روحة لبنان تثمن وتسوقين مناك شيء سبيشل..
جميلة بإبتسامة رقيقة: خير فديتك .. آمرني.. وبلاها لبنان بعد!!
منصور بحنان: جايش معرس وأبيش توافقين كان لي خاطر عندش..
جميلة انتفضت بجزع وهي تبتعد عن حضنه.. بينما عفراء صاحت بجزع:
منصور الله يهداك وش معرسه؟؟ والبنية توها مخلصة عدتها أمس..
منصور بتهدئة حازمة: وش فيكم تروعتوا كذا..
إيه معرس.. رجّال فيه خير ومن عرب أجواد وما أبيه يروح عليها..
جميلة تشعر أن في الأمر مزحة ما.. أي زواج هذا وهي للتو أنهت عدتها!!.. لذا همست بتهكم:
وهو مطلق؟؟ وإلا أرمل؟؟ وإلا واحد يبيني أربي عياله..؟؟
وإلا يمكن واحد يبي يحطني على رأس مرته الثانية وإلا الثالثة؟؟ وإلا يكون شيبه طايح كرته؟؟
منصور بغضب: أفا عليش يأبيش وأنا بأقطش ذا القطة..
إلا رجال توه أنتي أول نصيبه وآخره إن شاء الله..
جميلة شعرت بالحرج والارتباك والاختناق حين رأت أن منصور جاد بالفعل!!
بينما عفرا همست بغضب: منصور أظني قلت لك بنتي تبي تكمل دراستها..
مايصير البنية توها طالعة من تجربة تبي تدخلها في تجربة ثانية..
منصور بغضب مشابه: عفرا الله يهداش أنتي ليش ماتبين تعطين البنية فرصة تفكر وتقول رأيها..
فهد رجّال ما ينتعوض.. شيدريش إنه عاده بيجيها واحد مثله..
عفرا غاضبة بالفعل: لو ماجاها.. بيكون هذا نصيبها اللي ربي كتبه لها..
جميلة شعرت بالصداع والاثنان يتناقران فوق رأسها كالديكة..
منصور شد له نفسا عميقا ثم هتف بحزم جهوري بالغ:
جميلة يأبيش القرار قرارش.. فهد آل ليث متقدم لش ومستعجل على العرس لأن وراه سفر..
وأظني ما يحتاج أمدحه لش.. فهد أنا أضمنه بعمري.. وأنتي أساسا صرتي تعرفينه من كثر سوالفي عنه..
وشفتي صوره ألف مرة معي.. يعني تعرفينه شكلا ومضمونا..
ماراح أكذب عليش وأقول مافيه عيب.. هو عيبه إنه جلف وحاد شويتين..
والقرار مثل ماقلت لش قرارش..
جميلة لم ترد عليه.. وهي تقف بجمود غريب لتغادر..
وارتفاع صوت والدتها ومنصور يتزايد وراءها!!
*******************************************
" صدق حبيبي رحتوا اليوم خطبتوا عند منصور آل كساب بنت مرته لفهد؟؟"
عبدالله بهدوء: نعم صحيح!!
جوزاء ابتسمت برقة وهي تجلس بجوار عبدالله وتهمس بمرح:
بصراحة عبدالله مع احترامي لأخيك وإني والله أعتبره مثل أخي.. بس بصراحة الله يعين البنية عليه!!
ضحك عبدالله: لذا الدرجة شايفة أخي شين؟؟
جوزاء بإبتسامة: لا والله مهوب شين.. حاشاه بو خالد.. رجال مثايله نادرين..
بس تدري ستايله يبي له مرة تستحمل.. طبايعه صعبة صراحة..
والبنية الي خطبها يمكن تكون أرق بنية عرفتها في حياتي!!
عبدالله ضحك: الله يطمنش بالخير.. اللي عمرت السالفة..
عز الله طفشت البنية!!
أنا أخيه ورجّال مرت علي مصايب الدنيا كلها واستحملتها..
ومع كذا أحيانا تطلع روحي منه وما أقدر أستحمله!!
ثم أردف بمودة دافئة وهو يشد أنامل جوزا بحنان: خلينا من فهيدان وثقل دمه..
اشرايش نطلع الحين نتمشى ثم نتعشى عشا متأخر؟؟
جوزاء تنظر لساعتها باستغراب: الساعة صارت تسع وحسون نايم!!
عبدالله يقف ويشد كفها ويهتف بعزم: عادي.. خلي الشيخ فهد يقعد عنده..
بكرة عنده أوف.. يشتغل على اللابتوب ويقعد عنده لين نرجع..
ثم أردف بمرح: خليه يلقى شيء يلهى فيه غير عد الدقايق والأيام..
جوزاء بخجل: ما أتخيل فهد عاد قاعد يحرس حسون.. عيب والله عبدالله!!
عبدالله بإبتسامة: يحرسه وهو مايشوف الدرب.. أنا أخيه الكبير وأمرت عليه...
وبعدين خله يتدرب لعياله..حن قاعدين نقدم له خدمة ببلاش!!
********************************
كانت مازالت ساهرة عاجزة عن النوم حين رن هاتفها..
استغربت.. من سيتصل بها في هذا الوقت..
تناولت الهاتف لترى من المتصل.. لشدة لهفتها حين عرفت المتصل.. كاد الهاتف يسقط من يدها فهو لم يتصل منذ سافر.. وقلبها يغلي قلقا عليه..
ردت بصوت مبهور الأنفاس: كساب..
شعر برعشة حادة تجتاح شراينه وهو يسمع اسمه بصوتها الذي أضناه الشوق له وبهذه الطريقة الآسرة التي تذيبه فعلا..
رد عليها بعمق خافت: كساب ماغيره..
كاسرة تشعر بريقها جاف ولا تعلم لذلك سببا وهي تسأله بأنفاسها الذاهبة:
خمس أيام مرت مالقيت دقيقة تتصل فيها.. وأنا أتصل على تلفونك ألاقيه مسكر..
شعر بألم شفاف.. شفاف ( أحقا كانت قلقة عليه؟؟ أم هو قلق المجاملة؟؟) همس لها بذات الخفوت العميق: غصبا عني..
ولو طولت أكثر من كذا ما اتصلت لا تحاتيني.. لأنه تلفوني أساسا مهوب عندي..
أنا ماخذه الحين بالسراقة.. بس عقب أسبوع إن شاء الله بأقدر أكلمش أكثر..
كانت تريد أن تصرخ في أذنه حتى تخترق طبلة أذنه (اشتقت لك)
وتمنى أن يصرخ لها (أضناني اشتياقي لكِ) ..ولكن أحدا منهما لم يقل حرفا!!
وكل منهما يرتشف بسمعه أنفاس الآخر التي تأتيه عبر أثير الهاتف متصاعدة تتردد بدفء يائس..
قطع كساب هذا التواصل السماوي وهو يهمس بذات الخفوت: يالله أنا لازم أسكر.. خلي بالش من نفسش..
كاسرة همست بيأس دون تفكير: كلمني خمس دقايق بس..
كساب شعر أنه يتمزق.. لأول مرة تكون بهذه الرقة التي تذيب الحجر فعلا..
تمنى لو استطاع أن بجيب طلبها ولكنه لا يستطيع..
لذا همس بحزم: ما أقدر.. مع السلامة..
كاسرة ألقت هاتفها جوارها وهي تدفن وجهها في المخدة وتشهق بعمق موجوع..
وهي تسب نفسها على أنها أحرجت نفسها أمامه.. ودون فائدة..
وتسب نفسها أكثر لأنها لا تستطيع منع نفسها من الاشتياق له هذا الاشتياق الهادر الذي لا حدود له!!
الاشتياق الغريب الذي ينغرس في روحها بوجع لا هوادة فيه..
ولا رحمة !!
#أنفاس_قطر#
.
.
.
|