كاتب الموضوع :
#أنفاس_قطر#
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
بين الأمس واليوم/ الجزء التاسع والسبعون
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ياصباح الخير والمودة على قلوبكم يا هل الخير والمودة
.
.
جميلة من قبيلة ومن ناس معروفين.. للي تسأل
أدري فيه ناس مايحبون سالفة حضر وبدو
بس هي سالفة عند بعض ناس مازال لها حضور كبير
مع إنه -عشان نكون منطقيين- ماعادت مثل أول
.
.
يا نبضات قلبي أنا أرتب للأحداث منذ زمن طويل.. منذ البداية..
وهذا بيكون جواب لسؤالين سألوهم البنات
السؤال الأول: ليش أهل خليفة ماحاولو أبد يتصلون بجميلة وكأن الموضوع انتهى؟؟
أحمد أبو خليفة.. ترا مو عم جميلة لكن ابن عمها.. يعني خليفة ولد ولد عمها..
ولاحظوا لما زايد في بداية الرواية قال لعلي بسأل أحمد ولد عم جميلة عن رأيه..
فعلي زعل وقال متى صاروا أهلها وهم ما يسألون عنها؟؟
فزايد قال له إن أحمد دايم يسأله عنها.. يعني مجرد سؤال لأنها مهما كان بنت عمه يعني حتى مو حلال إنه يشوفها أو يسلم عليها..
ولاحظوا إني خليت مرته متوفية وماعنده بنات.. عشان يصير التواصل فعلا شبه مقطوع..
يعني رجال وعياله شباب وكلن لاهي في حياته.. ليه يهتمون يسألون.. حتى لو بغوا يسألون.. بيستحون!!
ولا تقولون مايصير.. لأنه أحيان كثيرة ممكن تمر سنين ماشفتي جماعتكم إلا في المناسبات..
يعني أنا قصدت قلة التواصل هذي لسبب.. :)
.
.
السؤال الثاني: أشلون فهد يوافق على جميلة عشان منصور وهو كاره لهالدرجة للفكرة؟؟
عاد هذي واضحة جدا.. من بداية الرواية وأنا أبين قرب منصور من فهد لدرجة إنه يدخل عشان خاطره مدرسة السواقة ويصير مسخرة الفرقة
لأنه عندنا على قولتهم مايدخل مدرسة السواقة إلا البزارين والنسوان والسواقين :)
.
.
فيه بنات استغربوا موقف علي من شعاع يعني ماتوقعوا إنه يعبر عن شوقه بطريقة جسدية مفاجئة يعني؟؟
وإنه هالشي ما يتناسب معه..
بصراحة أنا شفت إنه هذا هو التصرف العقلاني الوحيد.. إلا لو تبونه يطب ساكت مثل ما توقعوا أكثر البنات؟؟؟ :)
أنتي فرضا لو غايب عنك شخص عزيز جدا جدا لفترة طويلة وبعدين دخل عليك فجأة..
هل بتوقفين بعيد وتقولين يامرحبا وأشلونك واشتقنا لك؟؟.. وإلا بتاخذينه بالحضن بدون تفاهم؟؟
أعتقد إنه كلكم عارفين الجواب... وهالكلام بتسمعونه على لسان علي في بارت اليوم
وعلى فكرة كل ماكانت الشخصية رقيقة وشاعرية وعاطفية كان اندفاعها أكبر..
كلام موثوق منه نفسيا :)
وفعلا التصرف المنتظر من علي يا هذا التصرف.. يأنه ينجلط :)
ولو أنه انجلط وماعبر لها عن فرحته بشوفتها.. أشلون كان دارت الفكرة اللي أنا كنت مقررتها في بال شعاع ؟؟
.
.
يا الله الجزء 79..
قراءة ممتعة مقدما
.
لا حول ولا قوة إلا بالله
.
.
بين الأمس واليوم/ الجزء التاسع والسبعون
نايف بنبرته المقصودة المتلاعبة الحازمة:
تذكرين يوم كانت أمي تسولف لنا.. عن إن الرجال أول كان أحيانا إذا طلق مرته.. يقول (ترا فلانة طالق من وجهي في وجه فلان)
عشان يجبر الرجّال الثاني إنه يأخذ مرته... وفضيحة عليه لو ماخذها وطليقها علقها في وجهها...
عالية لم ترتح مطلقا لنبرة نايف وهي تهمس بغضب: وش لازمة ذا الحكي الفاضي..؟؟
نايف بحزم بالغ مرعب: مهوب فاضي.. لأني باطلق وضحى وبأطلب من عبدالرحمن يأخذها!!
وبأحرجه وأحده على أقصاه عشان يأخذها!!
عالية قفزت بغضب شديد: تدري أسخف من ذا الكلام وأحقر ماسمعت..
نايف وقف أمامها بتحدي ونبرة حازمة: لا والله يا بنت أختي..
الحقارة إن البنت تطبخ الطبخة مع حبيب قلبها.. وعقبه تلعب على خالها وتخليه مثل البهيمة اللي تنفذ مخططاتها بدون تفكير..
هذي هي الحقارة!!
عالية تفجر غضبها أكثر: أنت وش تبربر وش تقول؟؟
نايف ضحك بسخرية: وش أبربر؟؟ لا والله البربرة هذرتيها مع حبيب القلب من ورا هلش..
عالية تراجعت خطوة للخلف وهي تهمس بصدمة مختلطة بنبرتها الغاضبة:
نعم؟؟
ولكن نايف شدها بقوة من عضدها وهو يهتف بقسوة حازمة:
الله ينعم عليش ياحبيبة خالش..
يا اللي ماتدسين عليه شيء.. يا اللي أسراركم وحدة..
يعني كنتي تكلمين عبدالرحمن من ورا هلش.. صحيح إنه منقود.. لكن لا هو حرام ولا عيب عشان تدسين علي أنا سالفة مثل ذي..
وأنتي تلفين وتدورين عشان تزوجيني بنت خاله...
يعني وش فيها لو قلت لي كل شيء بصراحة.. من متى وأنا وأنتي بيننا حواجز..
لكن دامش حطيتي الحواجز وخدعتيني وأرخصتيني وضحكتي علي..
جزاش مثل ماسويتي فيني..
وحدة خذتها بالخدعة وعشانش.. مالي حاجة فيها... خل عبدالرحمن يأخذها!!
وانبسطي أنتي وإياها.. وصيروا ربع.. وانتوا في بيت واحد.. ضراير وش حليلكم..
حينها همست عالية باختناق حقيقي وعيناها تمتلئان بالدموع:
نايف أنت جدك؟؟
نايف أفلتها وهو يدفعها بحدة ويهتف بحدة قاسية:
ومابعد كنت من جدي مثل الليلة!!
**************************************
" يبه.. علي وش فيه؟؟
أنتو غيرتوا له العلاج وأنا مادريت؟؟
أو عطيتوه فاتح شهية قوي؟؟"
ابتسم زايد ابتسامته الفخمة باتساع: ليه تسأل يعني؟؟
كساب بصدمة: ليش أسأل؟؟.. أنا قربت أنسى شكل علي وهو يمد يده لثمه ويأكل..
انصدمت إنه قام معنا على العشاء.. صحيح كل أكل خفيف.. بس أنا ماهقيت إنه بيأكل حتى!!
ابتسم زايد : يقول إن شوفت بنت فاضل فتحت نفسه..
لم يستطع كساب إلا أن يضحك لفرط سعادته: والله إن بنت فاضل تستاهل السمن يصب إيديها كانها اللي خلته يأكل..
منصور العائد من الحمام ليغسل يديه بعد العشاء جلس جوار زايد وهو يشده ناحيته ويهمس في أذنه بذات سؤال كساب..
بينما علي توجه ليجلس جوار كساب من الناحية الآخرى وهو يهمس في أذنه بمرح:
مايسوى علي ذا العشاء اللي تعشيته
بتطلعونه من بطني أنت وعمك وعيونكم طايرة فيني وأنا أكل.. تقولون مابعد شفتوا ناس يأكلون؟؟
كساب يبتسم: شنسوي كنا خايفين تأكل عشانا وتخلينا ماشبعنا..
ثم أردف بمودة: تبيني أوصلك للأوتيل؟؟
علي برفض باسم: مشكور طال عمرك.. بأروح بنفسي.. وتكفى ماترادني عجزت من المرادد مع أبيك..
وعلى طاري المرادد.. أنت وأبيك لين متى منشفين ريق غانم المسكين..؟؟
خلوا المسكين يحدد موعد عرسه..
أنا طيب مافيني شي.. ولا تخلوني عذر لكم..
ومزون خلصت الفصل.. على الأقل خلهم يتزوجون ذا الصيفية قبل ما ترجع الجامعة الفصل الجاي..
**************************************
" عالية وش فيها من يوم رجعت من عند خالها وهي مكتمة مرة وحدة!!"
جوزاء تجيب شعاع باستغراب: ما أدري وش فيها؟؟
حينها سألتها شعاع برقة: منتي برايحة لبيتش زين؟؟
جوزاء بتردد: ما أدري.. ودي أرقد عند أمي.. بس لو أقول لعبدالله بيذبحني!!
شعاع بيأس رقيق: لذا الدرجة أمي متضايقة؟؟
جوزا تبتسم: مهيب متضايقة بس تبي تتدلع على أبيش شويتين..
لا تهتمين خلي ذا السالفة علي وقومي تجهزي..
رجالش مهوب كلمش وقال إنه جايش الحين..؟؟
شعاع بضيق: بلى جاي..
جوزاء بمرح: وليش لاوية بوزش.. قومي البسي عباتش.. عيب تنقعينه في السيارة..
شعاع سلمت على أمها وعالية وخرجت ترتدي عباءتها عند مرآة المخرج ومعها جوزاء التي كانت تحمل حقيبتها حتى تنتهي من لبس نقابها..
رنة رسالة تصل لهاتف شعاع فتهمس جوزاء بخبث: عادي نقراها وإلا صار عندنا أسرار..؟؟
شعاع بعفوية : افتحيه تلاقينه مسج من كيوتل يقولون ادفعوا الفاتورة لا نحوسكم حوس!!
جوزاء بابتسامة متلاعبة: الرقم سبيشل والكلام سبيشل.. والله من بهينة يا بنت فاضل..
وأنا اللي أقول اشعيع بريئة.. جبتي رأس الرجال من أول ليلة!!
"طعون" مرة وحدة.. خفي اللعب عالمسكين..
شعاع انتزعت الهاتف والحقيبة من يد جوزا ووجهها يتفجر حرجا وتختنق بغصات خجلها وضيقها
وهي تلمح الرسالة التي مازالت الشاشة مفتوحة عليها قبل أن تضع الهاتف في الحقيبة وتخرج:
" أنت الوحيد اللي بقلبي تمكنت..
تمون !!.. لكن لا تكثر طعونك!! "
ركبت جوار علي وهي تتمتم بسلام خجول متوتر ثم تلتصق بالباب
وهي تتمنى لو استطاعت البقاء في حضن أهلها وأمانهم بعيدا عن الرعب المجهول الذي تعيشه مع هذا الرجل المجهول المتلاعب..
همس علي بدفء حقيقي: هلا والله إني صادق ومن جدي..
اشتقت لش ياقلبي.. والله العظيم كني قاعد على مقلى من شوقي!!
كان بود شعاع أن تصرخ به.. (لا تقول لي ذا الكلام ولا تكذب علي..)
وكان بودها أن تبكي.. وتنزف كل هذا الحزن المكتوم في روحها..
ولكنها صمتت بيأس وهي تبتلع غصاتها.. بينما علي لم يتوقف مطلقا عن الكلام..
حينا يتغزل بها غزلا شفافا عميقا موجعا..
وحينا يحكي لها عن بعض الأماكن الي يمرون بها عن ذكرياته فيها أو معلوماته الخاصة عنها..
كان يحادثها وكأنها شخص يعرفه منذ قرون.. بينما هي عاجزة عن مجرد التواصل معه..
بموضوعية تامة.. كان حديثه غاية في المتعة والدفء ونبرة صوته الهادئة العميقة والدافئة أشبه ما تكون بمهدئ فعّال للأعصاب..
ولكنها عاجزة عن الإحساس به أو بما يقوله.. وإحساس الرعب منه يسيطر عليها تماما..
حتى وصل في محور حديثه إلى قوله: حبيبتي ترا بكرة سفرنا على طيارة العصر..
حينها همست باختناق خجول: ومن اللي بيسافر معنا؟؟ كاسرة ورجّالها؟؟
ابتسم علي: ماحد مسافر معنا.. فيه حد يأخذ معه مرافقين في شهر العسل..؟؟
شعاع بصدمة تتخيل حالها وهي معه لوحدهما.. كيف يتركونها معه وهو أشبه مايكون بقنبلة موقوتة تخشى تفجرها فيها في أي وقت..؟؟
كيف تفعل بها خالتها مزنة ذلك؟؟
كيف تتركها معه لوحدهما؟؟
صمتت... ماذا لديها لتقوله..؟؟
ليس لديها إلا الله عز وجل تدعوه أن يحميها منه!!
بينما كان علي يكمل بقية حديثه بهدوء واثق: بكرة قبل الظهر بنسوي شيك آوت من الأوتيل وعقب بنروح نتغدى عند هلي..
وعقب بأمر بش هلش تسلمين عليهم قبل نطلع المطار..
وقبل أنسى.. هاش خذي.. هذا مفتاح بيتنا.. عطيه أمش لو تبينهم يرتبون أغراضش قبل نرجع من السفر..
همست حينها شعاع باختناق أشد: أنا وأنت بنسكن بروحنا؟؟
ابتسم علي بمودة: عندي بيت وش كبره.. وين نسكن يعني؟؟
صحيح إبي لو عليه يبيني معه في البيت.. بس الحين معه كساب..
وأنا أبي نكون بروحنا وبراحتنا...
شعاع بتبعثر: قصدي.. بس......
شعاع تريد أن تبكي فعلا.. بماذا يفكر هذا الرجل؟؟
أيفكر بجعلها سجينة له طوال عمرها وهو يرسم هكذا مخططات طويلة الأمد..
ماعادت تعرف ماذا تقول.. أصبحت مشوشة تماما.. وبدأت تنتابها حالة اكتئاب يبدو أنها ستتعمق!!
**********************************
" حبيبتي حرقتي قلبي..
طالبش تقولين لي وش مضايقش؟؟ "
عالية بذبول: مافيني شيء حبيبي صدقني..
عبدالرحمن بيأس: عالية ياقلبي نشفتي ريقي.. صار لي ساعتين ألح عليش وأنتي تقولين ولا شيء..
مستحيل مافيه شيء..
نايف وش قال لش؟؟ جوزا تقول إنش من عقب ماراح من عندش وأنتي متغيرة..
حينها قفزت عالية بجزع: نايف ماقال لي شي.. ماقال شي..
تكفى لا تسأله عن شيء.. طالبتك.. لا تسأله..
ثم بشكل مفاجئ جلست على الأرض.. ودفنت وجهها في السرير قريبا من ساقيه الممدتين على السرير.. وهي تشهق بخفة!!
عبدالرحمن فُجع منها.. وهو يمد يده ليمسح على شعرها..ويهمس بقلق شديد:
والله العظيم حرقتي قلبي.. تعالي هنا.. تعالي..
عالية رفعت رأسها لتدفن وجهها في حضنه وهو يحتضنها بخفة.. لم يسألها عن شيء.. لأنه يعلم أنها لن تخبره..
عالية كانت شبه محطمة.. ليس خوفا من أن عبدالرحمن قد يفعلها ويتزوجها..
ولكن من صدمتها في نايف.. توأم روحها.. ونبضها..
لم تتخيل أنها بسبب خطأ بسيط قد ارتبكته قد يعاقبها هكذا عقاب.. وبهكذا قسوة..
لم تتخيل أن قلب نايف الحاني قد يقسو عليها هكذا..
فنايف دائما كان ملاذها حين تُغلق كل الأبواب في وجهها..
للحظات ظنت أنه يمزح.. ولكنه كان غاضبا منها فعلا.. وهددها بطريقة فاجعة وصارمة..
" معقولة يا نايف أنا تسوي فيني كذا!!"
عبدالرحمن ظل محتضنا لها بكل حنو حتى أفرغت طاقة بكائها.. حتى رفعت رأسها وهمست باختناق وهي تمسح وجهها..
وتهمس بذبول مختنق: آسفة حبيبي.. أشغلت بالك معي.. سامحني..
بأروح أتسبح عشان أهدأ شوي وبأجيك..
فور مغادرتها له.. تناول عبدالرحمن هاتفه.. فهو كان ينتظر مغادرتها بفارغ الصبر ليقوم بهذا الاتصال..
فور أن رد الطرف الثاني هتف عبدالرحمن بمودة: مساء الخير نايف..
نايف بمرح: قده صبح طال عمرك..
ابتسم عبدالرحمن: وش نسوي بك وانت مسهرنا لين الصبح؟؟
نايف بحرج: أنا؟؟
حينها همس عبدالرحمن لنايف بحزم: نايف أنت وش قلت لعالية؟؟.. من يوم طلعت من عندها وهي حالتها حالة..
حينها انفجر نايف في الضحك المجلجل وهو يتناثر بالكلمات بين ضحكاته:
خلها تستاهل.. أنا كنت أبي أثقل العيار عليها..
بس قلبي ما يطاوعني عليها الحمارة.. مع إنها تستاهل.. وأنت معها تستاهل مع احترامي لك...
لو خليتها تنكد عليك يومين زيادة بعد أحسن..
بس يا الله.. بأحتسب أجري عند رب العالمين..
عبدالرحمن ضحك مع تهديد نايف المرح له.. ومن يغضب من نايف؟ :
وليه وش سويت أنا بعد.. خلني بعيد عنك أنت وبنت أختك ماني بحملكم..
نايف مازال يضحك: قلها تفتح تلفونها وتقرأ المسج اللي بيجيها بعد شوي..
وأنت على قولتك.. اطلع من بيننا.. لأنه حن اثنين خبلان..
عبدالرحمن سمع بالفعل صوت رنة الرسالة التي وصلت هاتفها الموضوع على التسريحة..
كان بوده أن يقرأ الرسالة ولكنه كتم رغبته لسببين:
الأول أنه ليس من حقه التدخل بينها وبين خالها.. فقد يكون هناك سر ما بينهما..
الثاني أنه حتى لو فكر أن يفعلها.. فحتي يقوم على كرسيه المتحرك.. ويصل هناك ستكون قد خرجت من الحمام.
لذا انتظر حتى خرجت تلف شعرها بفوطتها بعد أن ارتدت بيجامتها..
كان وجهها ذابلا فعلا وهي تستدير لتنام جوار عبدالرحمن..
ولكن عبدالرحمن أوقفها وهو يهمس بإبتسامة: افتحي تلفونش جاش رسالة..
عالية توجهت لهاتفها بذات الخطوات الذابلة تناولته لتفتحته.. تفاجأت أن الرسالة من نايف فتحتها بتوتر..
لتتغير ملامحها للنقيض تماما... من ملامح ذابلة ساكنة.. إلى ملامح متفجرة بالحياة والحدة والصراخ والغضب:
الحيوان النذل.. خالي الزفت.. خال العازة..
يا من يجيبه عندي أعضه لين أقول بس..
أشلون أمسي الحين من الحرة!!
زين يانويف.. زين.. دواك عندي.. والله ما أعديها لك!!
عبدالرحمن انفجر في الضحك لأنه كان يراها تسبه وتشمته وهي تضحك بشكل هستيري:
والله أنك أستاذ يانايف بس عاد مهوب على الدكتورة عالية...
انا ماحد آكلني الأونطة قدامك.. والله لاردها لك دبل..
عبدالرحمن استغل أنها اقتربت منها حتى يتنزع الهاتف من يدها لأنه علم أن في الحكاية مقلب وأراد أن يعرفه..
عالية تركت الهاتف له وهي تستدير لتجلس جواره وهي تحتضن عضده بقوة سعادتها وهي تقرأ معه الرسالة للمرة الثانية:
" والله كان ودي أخليش تحترقين يوم يومين..
بس ماتهونين علي يا الدبة..
نسيت اقولش يوم جيتش ..
إني اليوم رحت لتميم في شغله عشان يسأل هله متى يبون موعد العرس بالتحديد
لأني مستعجل شويتين.. وأبيه على أبعد حد عقب شهر ونص شهرين...
.
تعيشين وتأكلين غيرها "
عبدالرحمن ضحك: بصراحة مافهمت شيء.. يعني أنتي زعلانة ذا الزعل كله عشان نايف ماقال لش متى يبي موعد عرسه؟؟
ما أشوفه سبب بصراحة!!
عالية احتضنت عضده أكثر وهي تهمس بسعادة حقيقية لأن نايف لم يخذلها:
لا.. النذل نويف ما ادري أشلون اكتشف إني كنت أكلمك..
وقال لي أنتي خدعتيني.. وإنه يبي يطلق مرته ويورطك تزوجها عشان يأدبني..
ضحك عبدالرحمن: وأمانة عليش صدقتي سالفة خبلة مثل هذي..
نايف رجّال فيه خير.. أنا اللي ماعشت معه مستحيل أصدق لو قال لي..
أشلون أنتي؟؟
عالية بمرح: ما أدري.. مخي اختبص.. وهو بين شكله جدي ويروع من قلب..
حينها همس عبدالرحمن بغرور تمثيلي: وذا كله وبغيتي تموتين.. عشانش غيرانة علي لأجيب على رأسش وحدة..
عالية تفلت ذراعه وهي تهمس بمرح: روح بس... شايف روحك على الفاضي..
عادي عندي.. أنا ووضحى ربع أصلا..
عبدالرحمن رقص حاجبيه: زين ولو جبت لش كتكوتة من بنات الجامعة اللي كاشخين تقولين رايحين عرس مهوب للجامعة..
حينها همست عالية بغيظ فعلي: والله لأقطعك وأحطك في أكياس نايلون..
وخل الكتكوتة تشبع فيك حزتها..
**************************************
" يا أختي أنتي وش جابش عندي لغرفتي.. فارقي لرجالش!!
أبي أنام.. زهقتيني!!"
سميرة تتمدد على سرير وضحى وهي تضحك: من زين خشتش بس..
لو علي ما أبي إلا شوفة تيمو..
بس شأسوي هو مشغول بكمبيوتر صاحبه يقول يبيه ضروري بكرة الصبح..
وطردني لأني كل شوي مدخلة يدي مع يده أهندس معه.. ما أقدر أقعد فاضية يدي تأكلني!!
وضحى بتأفف باسم وهي تتمدد جوارها: أنتي كل شيء فيش يأكلش..
أول مرة أشوف وحدة تهذر على الجهتين مثلش.. بإيديها ولسانها..
سميرة بمرح: زين خلينا من ذا الهذرة وقولي لي وش قررتي في اللي قاله لش تميم؟؟
وضحى بخجل: ما أدري مابعد فكرت.. أنتي وش رأيش؟؟
سميرة بمرح مختلط بالجدية: تبين رأيي.. مابدهاش.. عقب شهر وعشرين يوم بالضبط..
وضحى ضحكت برقة: وش معنى ذا التحديد الدقيق؟؟
سميرة بإبتسامتها العذبة: لأنه هذا وقت رجعتنا للدوام.. فليش تضيعين على نفسش إجازة الزواج..
يعني استغلي إجازة الصيف تتسوقين وأنتي مرتاحة.. وعقب خذي إجازة الزواج الأسبوعين من عيون الشغل..
وضحى تضحك: يمه منش يالسكنية.. ولا حتى طرى على بالي ذا كله..
سميرة قفزت بحماس: يعني أقول لتميم يقول لنايف..؟؟
وضحى بجزع خجول: لا لا.. لازم تقولين لأمي أول وهي بتقول له..
****************************************
البارحة بعد أن تمدد على السرير.. وعاود فتح عينيه ليجدها مازالت تجلس على الأريكة
حلف عليها أن تنام هي على السرير ونام على الأريكة..
ولكن هل يتكرر هذا الليلة أيضا؟؟
بالفعل لايريد منها شيء مما يخطر ببالها.. يريدها أن تطمئن له فقط..
ولكن مادامت لا تريد أن تتقبل قربه ولا بأي طريقة فكيف ستبدأ تعتاد عليه!!
كانت تجلس على الأريكة بعد أن أنهت وردها.. جاء وجلس قريبا منها حين انتهى هو أيضا وهو يهمس لها بولعه الحقيقي:
حبيبتي شعاع الليلة بعد تبين تنيمني على الكنبة؟؟
شعاع دعكت يديها بتوتر.. بينما علي يهمس لها بعمقه الواله:
والله العظيم أدري إنش مصدومة من تصرفي البارحة..
بس خلني أسالش شيء..
لو أبيش الله يحفظه لش.. غاب عنكم سنين ماتدرون عنه شيء.. وعقب رجع فجأة وشفتيه قدامش..
هل بتوقفين قدامه وتقولين له ياحياك الله يارجّال.. ووين الغيبة..؟؟
وإلا بتلوين عليه بدون مقدمات أو كلام؟؟
شعاع لا تعرف طبعا ماذا يقصد بكل هذا لكنها أجابته بعفوية:
طبعا بأتلوى عليه.. من اللي له قلب يحكي ذاك الوقت من الصدمة؟؟
ابتسم علي: زين هذي حالتي بالضبط.. شفتش قدامي وأنا كنت أظن إني مستحيل أشوفش حياتي كلها..
تبين أقعد أخذ وأعطي معش في الكلام وأنا عقلي طار مني..
شعاع لا تصدقه إطلاقا لذلك لم تفكر حتى أن تسأله.. كيف إذن تتزوج واحدة وقلبك مع واحدة أخرى؟؟.. او كيف تتجرأ أن تخطب واحدة في يوم ملكتنا؟؟
فبالها في أمور أعمق وأهم الآن..
أن تحمي نفسها منه!!
همست شعاع برقتها التلقائية: زين أنت الحين ليش تضرب ذا المثال؟؟ وش بتستفيد منه يعني؟؟
علي بدلا من أن يجيبها همس بولع: أنتي مخلوقة حقيقية وإلا حلم؟؟
أنتي الحين تتكلمين وإلا تنثرين شهد وسكر من بين شفايفش؟؟
شعاع اختنقت بالفعل ووجهها يتفجر احمرارا من الخجل..
حتى إن كانت لا تصدقه.. فهي لا تستطيع احتمال مثل هذا الكلام.. لا تستطيع..
براءتها لا تستطيع.. شفافية قلبها لا تستطيع.. نقاء روحها لا يستطيع!!
علي حينها ضغط جانبي رأسه وهو ينظر بكل ولعه اللامتناهي إلى احمرار وجهها المتفجر:
شعاع ياقلبي خفي علي.. أنا واحد ذايب بدون شي.. ارحميني..
شعاع بيأس: أرجوك علي لا تقول لي ذا الكلام.. أنا ماسويت لك شيء؟؟
علي باستنكار واله: ماسويتي لي شيء..؟؟!!
أنتي مابقى شي من التعذيب ماسويتيه فيني من أول دقيقة شفتش فيها لين الحين..
حتى شوفت خدودش وهي مولعة حمر كذا يعذبني..
حتى وأنتي ساكتة تعذبيني.. وحتى يوم تحنين علي وأسمع همستين من بين شفايفش تعذبيني..
شعاع صمتت واحمرار وجهها يتزايد.. " يا الله هذا وش يبي مني بعد؟؟"
همست باختناق: الحين علي.. وش اللي تبي توصل له من ذا الكلام كله؟؟
همس علي بشفافية عميقة: ما أبي شيء.. أبي أعبر عن مشاعري بس لا أموت من الكبت..
أنا ما أدري وين أفكارش موديتش.. بس صدقيني ..شوفتش قدامي تكفيني عن كل شيء..
ثم أردف بمرح شفاف: بس بعد حبيبتي لا تصيرين صكة مرة وحدة.. يعني مافيها شيء لو نمتي جنبي.. خليتيني أمسك يدش على الأقل..
عشان تتعودين علي شوي شوي.. مايصير ذا الحاجز اللي حاطته بيننا..
حينها همست شعاع بجزع: ولو أنت تهورت..؟؟
ابتسم علي: زين وتهورت.. صارت مصيبة يعني؟؟
ماعليش من كلام الدكتور.. لا تخافين عليّ.. هو وش عرفه إني لقيت دواي خلاص ..
شعاع تكاد تبكي.. "هذا أكيد مهوب صاحي.. معقولة لذا الدرجة ماعنده إنسانية؟؟
أو هو مايدري بحقيقة مرضه؟؟ "
*******************************************
" تميم الليلة قال لي إن نايف يبي يحدد موعد العرس
خلال شهر ونص شهرين بالكثير... وش رأيك؟؟"
زايد يضع الكتاب الذي كان يقرأ فيه جانبا ويلتفت لمزنة التي أنهت قيامها ووردها للتو.. وتمددت جواره..
ويهمس بمودة صافية: الرأي رأيش أنتي وبنتش..
مزنة بأريحية راقية: ورأيك بعد.. وخصوصا إنك بتسافر بكرة..
وأكيد الموعد بيتحدد وأنت مسافر..
زايد بثقة: الموعد اللي بيناسب وضحى ودوامها براحتها..
وأنا بعد أبي أحدد موعد عرس بنتي لأنه غانم حرقنا بالإلحاح..
وأما السفر.. مابه سفر.. قاعد عندكم..
مزنة بتساؤل باسم: أفرح ماعلي تقعد عندنا.. بس علي من بيروح معه؟؟
زايد بإبتسامة شامعة: ماحد.. على قولته .. من اللي يأخذ معه مرافقين في شهر العسل..
ثم أردف بسعادة ودودة: تدرين يامزنة.. صرت متشفق على شوفت شعاع...
علي ماشفتيه البارحة أشلون منقلب حاله؟؟
أبي أشوف اللي قدرت تغير مزاج علي كذا..
ابتسمت مزنة بسعادة: الله يبشرك بخير.. لا والله ماشفته.. لأنه يوم جا البارحة.. كنت عند إبي أعشيه..
أما على شعاع.. فسبحان الله يازايد.. على إن عيال فاضل كلهم غالين علي..
بس شعاع من أول مرة شلتيها في يدي وهي مولودة تحسها تشرح القلب وترّبع فيه..
الله يجمع بينهم في خير وعلى خير!!
******************************************
" اليوم حاولي تطلعين من الدوام بدري شوي
بأمر عليش 11 ونص"
كاسرة باستغراب وهي تلتفت ناحيته بينما نظره مثبت على الطريق:
ليه فيه شيء؟؟
كساب بثقة: لا مافيه شيء.. بس علي ومرته بيتغدون عندنا قبل يطلعون المطار.. وأبيش تكونين موجودة!!
كاسرة بهدوء: إن شاء الله.. 11 ونص بأكون جاهزة..
كساب صمت لثوان ثم أردف بحزم: وترا عندي سفرة عقب كم يوم.. ويمكن أطول فيها شوي..
أنا كنت مأجلها على أساس أني يمكن أسافر مع علي..
بس الحين ما أقدر أأجلئها..
رغما عنها ارتعشت أناملها التي أمسكت بها بقوة وأخفتها بداخل أكمام العباءة وهي تهمس بحزم صوتها المعتاد:
تطول كم يعني؟؟ أسبوع؟؟ أسبوعين؟؟
كساب بذات النبرة الحازمة ويداه مثبتتان على مقود السيارة: شهر ويمكن أكثر..
حينها لم تستطع أن تمنع عبرتها من القفز لتقف في منتصف حنجرتها وتتضخم (شهر يالظالم!! ويمكن أكثر!!)
لم ترد عليه وهي تعتصم بالصمت..
بينما زفر هو بداخله بيأس.. لو كان الأمر بيده لم يكن ليغيب عنها وخصوصا أن الوضع غير مستقر أبدا بينهما..
ولكن ماذا يفعل؟؟ لديه مهمة مؤجلة من فترة وماعاد يستطيع التأجيل أكثر!!
هتف بحزم: وش فيش سكتي؟؟ ماعلقتي يعني؟؟
ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تجيب بخفوت حتى لا يفضحها ارتعاش صوتها:
خلاص صار عندي خبر.. وش تبيني أقول؟؟
تروح وترجع بالسلامة..
************************************
لم يناما حتى صليا الفجر.. هي لتوترها ولكثرة ما سألها..
وهو لاستمتاعه بمراقبتها وسماع همساتها..
يا الله لم يتخيل أن مراقبة إنسان ستكون ممتعة ومبهجة للروح إلا معها..
وكل حركة تقوم بها.. تذيب قلبه الذائب منذ أمد..
دعكها لأناملها.. لفها لخصلات شعرها على أصابعها.. عضها لشفتيها..
أما حين تهمس ردا على أسئلته التي لا تنتهي لأنه لا يريدها أن تصمت.. فهمساتها كانت تنحره نحرا..
سألها عن كثير من الأشياء.. وأجابته بشفافية متوترة.. وهي لا تعلم ماذا يستفيد من معرفة كل هذا؟؟
ماذا يستفيد من معرفة اسم مدرستها الابتدائية؟؟
أو متى فكرت أن تقص شعرها لأول مرة؟؟
أو ماهو طعامها المفضل؟؟
هو كان يريد أن يعرف كل مافعلته في حياتها قبل أن تلتقيه.. أراد أن يغوص في ثنايا حياتها بكل دقائقها وتفاصيلها..
ولكنه بدأ يسأل عن حياتها الخارجية قبل أن يغوص للعمق.. ويعلم أنه مازال أمامه الكثير.. ولكنه مستمتع جدا برحلة المعرفة هذه..
وهو يقدم لها البديل الفوري مباشرة.. حتى يكون كل منهما على ذات المستوى من معرفة الآخر..
فإن سألها عن شيء وأجابته.. أجاب لها عن ذات الشيء عن نفسه..
أخبرها عن يومه الأول في المدرسة.. وعن أول شجار..
أحاديث عامة.. لم يغص فيها إلى العمق بعد حتى يكسب ثقتها التي أصبحت حلما له!!
وكان مازال يشعر أنه يريد أن يقول الكثير ويسألها عن الكثير لولا أنه وجدها نامت فعلا حين عاد من صلاة الفجر..
وإن كان لم يستطع مراقبتها وهي نائمة حين عاد.. بسبب عتمة الفجر..
فهاهو يقترب منها الآن في ضوء النهار الساطع.. بعد أن نام مجبرا على أريكته..
بدت له أشبه ما تكون بحلم غافٍ... لا يعلم كيف يغفو الحلم.. ولكن من المؤكد أنه هكذا يغفو!!
سماوي.. عذب.. مثقل بالروعة والحسن والبهاء!!
كانت مستغرقة من النوم لا تعلم عن العينين الوالهتين اللتين كانتا تراقبانها بشغف..
ملامحها الغافية كانت تتسلط على روحه بقسوة حانية.. كيف تكون القسوة حانية؟؟ لا يعلم أيضا!!
فعلى اعتابها.. اجتمعت التضادات في روحه.. الهجير والنسيم العليل..
الوجع والرضى.. الألم والاطمئنان..
انحنى قليلا ليمد يده ليمسح على أناملها الغافية جوارها برفق عاشق..
همست برقة ناعسة: أممممم يمه.. أبي أنام..
همس بحنان عميق: حبيبتي قومي.. نبي نسوي شيك آوت نطلع..
شعاع حينها انتفضت بجزع وهي تجلس بحدة وتتراجع للخلف حتى تبتعد عنه
وهي تشد جيبها عى عنقها بحركة دفاعية.. رغم أنها تلبس قميصا بجيب مغلق تماما..
علي شعر بضيق عميق من حركتها وهو يعتدل واقفا ويهمس بضيقه الشفاف:
شعاع تراني ماني بهمجي ولا متوحش عشان تخافين مني كذا!!
لم تقل شيئا وهي تتمنى لو استطاعت أن تبكي فقط..
هل لكل هذا من آخر؟؟ هل له آخر؟؟
***************************************
" حبيبتي وين بتروحين ذا الحزة..
أشوفش ملبسة زايد وتلبسين "
كان منصور العائد من عمله يجلس على الاريكة وهو يراقب عفراء التي كانت تتانق أمام المرآة..
عفراء أجابته برقة: أم امهاب عازمتني على الغدا.. بتجيهم مرت علي..
وأبي أسلم على علي ومرته قبل يسفرون..
منصور بعتب: وبدون ماتقولين لي حتى؟؟
عفراء اتسعت ابتسامتها برقة شديدة.. تتخيل لو أن هذا الموقف حدث في أول أيام زواجهما.. كان منصور ليثير عليها زوبعة.. قبل أن يسمع ردها
مالت لتقبل رأسه وهي تهمس برقة: افتح تلفونك شوف كم اتصال جايك..
ويوم يأست إنك ترد علي.. أرسلت لك مسج..
منصور يستخرج الهاتف من جيبه: يوووووووه.. نسيته على الصامت.. كنا في اجتماع مهم شوي..
ابتسمت عفراء وهي تنظر للمرآة وتسأل بعفوية: خير إن شاء الله؟؟ وإلا أسرار عسكرية..؟؟
ابتسم منصور: عندنا تدريبات للفرق وتراني بألهى معهم شوي الأيام اللي بتجي..
فلا تحاتيني لو صرت أتأخر بدون ما أتصل لش..
عفراء حينها استدارات لتقترب منه وتهمس برجاء عميق:
لا منصور طالبتك.. بلاها تتأخر بدون اتصال ذي.. على الأقل أرسل لي مسج..
إلا لو تبيني استخف..
منصور وقف وهو يميل ليقبل جبينها ويهمس بمودة عميقة: بأحاول.. بس بعد أقول لش لا تحاتين..
خلاص عطيني دقايق أسبح وأبدل وأنا بأوديش.. زايد عازمني على الغدا بعد..
وطالبش تقولين لجميلة تكون جاهزة قبل أخلص.. لا أنتف شعر رأسي..
************************************
" حبيبتي ليش تبكين كذا؟؟"
همست شعاع بشفافية بين شهقاتها الخافتة: مشتاقة لهلي..
ابتسم علي بحنان: لا تحاتين ياقلبي.. أسبوعين بالكثير وحن راجعين..
ثم أردف وهو يحاول إلهائها عن التفكير: تدرين إبي معجب فيش بشكل..
ما أدري وش سويتي بالشيبة وولده؟؟
شعاع لم ترد عليه وهي مازالت تحاول كتمان شهقاتها..
حينها سألها سؤال آخر: متى آخر مرة رحتي لندن؟؟
أجابته باختناق: مارحت لندن من قبل..
علي باستغراب: أبدا مارحتي؟؟
شعاع تحاول أن تتماسك: أبد..
ابتسم علي: أحسن عشان تشوفينها بعيوني.. لندن أنا حافظها مثل كف يدي..
زين متى آخر مرة رحتي فيها أوربا..؟؟
شعاع كان بودها أن تضربه بحقيبتها على رأسه (صدق إنك بايخ وسخيف) شدت لها نفسا عميقا:
أنا مارحت برا الدوحة إلا للسعودية رحت للعمرة كم مرة وبس..
علي بصدمة: من جدش؟؟
حينها همست شعاع بنبرة مقصودة: والله مهوب كل الناس هايتين برا على غير سنع !!
علي لم ينتبه لنبرتها وهو يهتف بأريحية: ولا يهمش.. معي بتشوفين العالم كله..
شعاع صمتت لثوان ثم أردفت بذات نبرة الاختناق التي عادت لها:
علي .. أنا مابعد ركبت طيارة في عمري..
حينها هتف علي بصدمة حقيقة: نعم؟؟ من جدش عاد؟؟
حينها انفجرت في البكاء ومخاوفها تختلط قديمها وجديدها وهي تخبره بما منعها خجلها منه:
أنا خايفة من الطيارة.. وأخاف من الأصنصيرات.. وأخاف من كل شيء مرتفع ومسكر..
أنا خايفة.. ما أبي أسافر.. ما أبي!!
#أنفاس_قطر#
.
.
.
موعدنا الجاي
الخميس بيكون الساعة وحدة ونص الظهر لأنه الصبح بيكون عندي ظرف صغنون..
أشوفكم على خير..
.
.
|