كاتب الموضوع :
#أنفاس_قطر#
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
بين الأمس واليوم/ الجزء الثاني الستون
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ياهلا والله وحياكم الله
يا مرحبا بكل المشتركين الجدد نورتوا مكانكم وبيتكم الثاني في ليلاس
ويامرحبا بكل القلوب الدافية اللي دايم محاوطتني الله لا يحرمني منكم جميع
.
.
أدري فيه ناس متحمسين جدا إن مزنة وزايد يتزوجون
وناس على الجبهة الأخرى معارضين جدا
وأنا أقول لكلا الفريقين سواء صار هذا الشيء أو ماصار
بيكون السبب والنتائج بعيدة جدا عن توقعاتكم وبطريقة قريبة جدا من الروح!!! و .......... للحديث دائما بقية إنما مع الأحداث!!
.
.
البعض يتسائل لما شعاع أول حد يحبه علي
ليش تاثر من رفض جميلة له؟؟
لو رجعتوا لذاك الجزء بتلاحظون إنه قال إنه ألمه مو ألم حبيب لم ينل حبيبه
لكن ألم خذلان من أقرب الناس من أبوه قبل جميلة
.
.
فيه سؤال عسل بجد من وحدة أكيد عسل وكيوت مثل سؤالها
أشلون الابتسامة بفخامة؟؟
شفتي أشلون السياسيين المخضرمين يبتسمون
ابتسامة مرسومة بحرفنة رزينة وثقيلة بس في نفس الوقت تبدو غير متكلفة
هذي هي الابتسامة الفخمة.. وهي طبعا نتاج شخصية فخمة مثلها :)..
.
ويا الله مع لقاء قمة kk على قولت بعض البنات الحلوين
.
الجزء 62
.
قراءة ممتعة مقدما
.
ومواعيدنا القادمة هي مواعيدانا الاعتيادية
الأحد والثلاثاء والخميس الساعة السابعة والنصف صباحا
وأعدكم أن أحاول إن استطعت أن أبكر أكثر لطلب بعض الغوالي
الذين يريدون الموعد بعد الفجر
رغم أن ظرفي الأسري يمنعني نوعا ما.. !! لكن سأحاول
وإذا ماقدرت السموحة أرجوكم!!
.
لا حول ولا قوة إلا بالله
.
.
بين الأمس واليوم/ الجزء الثاني والستون
" الحين يأمك أنت ليه معصب كذا؟؟
بنتي وأنا أعرفها.. لو شافتك معصب بتعند معك!!"
كساب بحزم غاضب: يعني يمه عاجبتش سواها؟؟
أنا مسافر وأنا وهي مابيننا شيء أبد..
أرجع ما ألاقيها..
أنا ماراح أجبرها على العيشة معي.. بس السنع سنع..
ليش ما انتظرتني لين أجي ونتفاهم..
مهوب تتقصد إني أروح.. عشان هي تطق من البيت..
وحتى جية أبي لين عندها مالها اعتبار!!
قولي لي وين السنع في كل اللي هي سوته؟؟
مزنة بنبرة أمومية حازمة: يامك لا تظن إنه عشانها بنتي إني بأوقف معها ضدك..
أبد.. تأكد إني معك.. وما أبي إلا عمار بيت بنتي..
بس أنت شوف أنت وش موجع كاسرة فيه؟؟ شكلها موجوعة منك واجد!!
كساب باستنكار حاد: أنا موجعها؟؟
مزنة بذات النبرة الأمومية الحازمة: بنتي أعرفها زين.. صبور
وماحدها تطلع وهي مافي أذنها ماي إلا شيء كايد..
مزنة يستحيل أن تكشف مشاعر ابنتها لكساب.. فهي ائتمنها على هذه المشاعر
التي ستجعل كساب في موقع القوة..
وهي لا تريد مطلقا أن تسلب ابنتها حقها في إدارة الحوار وفقا لرغبتها..
كساب حينها هتف بحزم: زين خلها تجي وأسمع منها..
لأني قدامش أقول أني ماسويت لها أي شيء..
حينها دخلت كاسرة ..
تماما كما هي..
واثـقـة.. آسـرة.. فـاتـنـة.. سـاحـرة...
وكل هذه الصفات تغلغلت فيها حتى نخاع النخاع..!!
سلمت وجلست بعيدا عنه..
حينها هتفت مزنة وهي تقف: أنا بأروح وأخليكم تأخذون راحتكم في الحوار..
حينها همست كاسرة بحزم: يمه لا تروحين.. ماعندي كلام غير اللي قلته قدامش وقدام عمي زايد..
كساب بنبرة حازمة وهو ينظر لها من تحت أهدابه:
بس أنا عندي كلام غير.. وأحب أقوله لش وحن بروحنا بعد إذن عمتي طبعا..
مزنة خرجت دون أن تهتم لرفض كاسرة..
التي همست بعد خروج أمها بكل ثقة: الحمدلله على السلامة..
أجابها بتهكم غاضب: ذربة يا مدام.. تقطرين ذرابة..!!
فاجابته بتهكم غاضب مشابه: على الأقل أعرف الذرابة.. مهوب مثل ناس حتى مامرت عليهم..
حينها فوجئت به يتحرك من مكانه بسرعة واثقة متحكمة قبل أن تتصرف هي ليشدها من مكانها ويوقفها
حاولت التخلص من قبضته دون جدوى وهي تهمس بغضب: كساب فكني أحسن لك..
كانت تغطي بغضبها على توترها وهي قريبة منه هكذا وهو يشدها ملاصقة له وتتنفس أنفاسه من هذا القرب.. وهي أضناها الاشتياق له من مجرد أيام!!
هتف بتلاعب ساخر: أحسن لي؟؟ وش بتسوين يعني؟؟ الواحد يهدد على قد مستواه!!
همست بغضب أشد: وأنت مستواك تستقوي على مرة تدري إنها ماتقدر عليك لا استخدمت ايديك؟؟
همس بمكر غامض: أنا استخدمت إيديّ؟؟ خافي ربش تبهتيني؟؟
كاسرة بذات النبرة الغاضبة: أنت تستعبط.. فكني!!
كساب حينها ابتسم بمكر أشد وهو يرفع يديه الاثنتين من جواره ليريها إياهما:
ترا ايديّ من زمان جنبي.. أنتي وش اللي ملصقش فيني؟؟
كاسرة تأخرت بحرج وهي تكتشف أنه بالفعل أفلتها.. ومع ذلك مازالت هي ملتصقة به..
هتف بذات نبرة التلاعب التي تغيظها: اعترفي إنش مشتاقة لي.. وبلا هياط..
أنتي بروحش منتي بقادرة تبعدين عني..
ثم هتف بنبرة تهكم: وبعدين وحدة زعلانة على رجّالها.. وشو له ذا الكشخة والتعدال..؟؟ عشان تنزل وتصارخ عليه يعني؟؟
جلست مرة أخرى بثقة وهي تحاول استعادة زمام نفسها التي قلبها بلعبته الصغيرة الماكرة:
قلتها لك قبل.. مشكلتك ذا الثقة اللي على غير سنع..
أما على الشوق..لشنو أشتاق طال عمرك؟؟
لاحترامك لي؟؟.. وإلا لتعاملك الرقيق؟؟.. وإلا لكلامك الحلو؟؟
أما على الكشخة.. مسجك وصلني نزلت على طول.. ما أهتميت أبد أغير لبسي ولا أمسح مكياجي... لأنه رأيك في شكلي مايهمني!!
ولو أنت تأثرت وما مسكت نفسك.. مهوب ذنبي!!
كساب جلس غير بعيد منها في جلسته المتحكمة الواثقة وهو يهتف بثقة طاغية:
خلينا الحين من ذا الهذرة الفاضية..
وقولي وش اللي زعلش كذا فجأة... خلصيني.. وقومي نرجع لبيتنا الحين..
أجابت بتهكم ساخر: أقوم أرجع البيت؟؟ كذا؟؟
ثم أنقلبت نبرتها للجدية: أما اللي مزعلني أظنك إنك عارف ومن زمان.. يعني لا تحط نفسك متفاجئ من طلعتي من البيت..
لأن الطلعة خلاص تحصيل حاصل..
كساب أنت لا تحترمني ولا تحبني ولا حتى تبي عيال مني... فليش أستمر في الحياة معك..؟؟
خلاص الحياة وصلت بيننا لطريق مسدود..
كساب باستغراب ساخر: الحياة بيننا وصلت لطريق مسدود؟؟
ومتى اكتشفتي ذا الشيء؟؟
ثم بدأ صوته ينحدر للغضب: اكتشفتيه وأنتي مودعتني ببوساتش وأحضانش..؟!
يعني يالجبانة دام على قولتش بيننا خلاف من زمان.. وش ضر لو اننتظرتيني لين أرجع ونحل خلافنا..
ثم اشتد غضب صوته: وإلا عشانش جبانة وماعندش قدرة توقفين في وجهي وتقولين أنا بأروح لبيت هلي وأنتي ماعندش سبب؟؟
كاسرة بغضب: لا تقول جبانة.. أنا ماحبيت أسوي مشكلة وأنت موجود.. ونكبر السالفة..
كساب بذات غضبه المتزايد: وهي ذا الحين ماكبرت.. والناس كلهم عرفوا وأنا صاحب الشأن آخر من يعلم..
يعني هذا قدر رجالش عندش؟؟.. ما احترمتي عشرتنا حتى.. وأنتي تفضحينا وتطلعين من بيتش بدون سبب وأنا غايب..
كاسرة مصدومة من هجومه كما لو أنه هو المظلوم: طلعت بدون سبب؟؟
جد إنك غريب!!
كساب احنا كل ليلة نتخانق بسبب وبدون سبب.. وش ذا الحياة؟!!
خلاص كساب صدقني لو فيه مجال أني أقدر أكمل كان استحملت..
فلو سمحت.. طلقني ومثل ما اجتمعنا بالمعروف نتفرق بالمعروف..
رفع كساب حاجبا وأنزل الآخر: أطلقش؟؟ولو قلت لش مستحيل..
ثم أردف بحزم صارم: مهوب لو.. إلا مستحيل.. مستحيل أطلقش لو حتى ركعتي على أيديش.. وحبيتي أرجيلي..
كاسرة باستنكار: نعم؟؟ أحب أرجيلك؟؟
لا طال عمرك فيه طريقة إنسانية يستخدمونها الناس المتحضرين اللي أنت ما تنتمي لهم..
لو ما رضيت تطلقني بالحسنى.. بأرفع عليك قضية طلاق أو حتى خُلع..
ورجل أعمال معروف مثلك.. مايبي شوشرة على سمعته.. فخلنا نحل المسألة ودي..
كساب بسخرية: لا أنا أبي شوشرة.. ارفعي قضية.. شوفي القاضي البهيمة اللي بيحكم لش فيها..
أغباها قاضي واللي مايفهم شيء في الشرع والا القانون مستحيل يحكم لش..
أنتي ماتقدرين تعيبين علي لا دينيا ولا اجتماعيا ولا اخلاقيا ولا ماديا ولا صحيا
يعني ماراح تلاقين سبب تقولينه للقاضي..
حتى التدخين اللي كان ممكن يكون لش حجة أنا خليته من زمان...
وش بيكون مبرر طلب الطلاق أو الخلع خصوصا يوم يشوف القاضي أنا أشلون حريص عليش..
كاسرة صمتت.. هي ليست غبية وتعلم أنه ليس لديها سبب من الممكن أن يصنع قضية..
عدا أنها يستحيل أساسا أن تفعلها وتقف أمام كساب في المحاكم..
لكنها أرادت أن يظنها ستفعلها...
همست بثقة: كساب لا تطولها وهي قصيرة.. خلاص ماتبي تطلق.. لا تطلق..
مايهمني.. لكن أنا مستحيل أرجع لك.. انتهينا.. خلاص..
وأظني الزيارة هذي انتهت..
حينه قفز من مكانه وهو يهتف بحزم غاضب: والله ماحد طولها وهي قصيرة غيرش..
الليلة مالش ممسا إلا جنبي رضيتي وإلا انرضيتي.. ويا الله قومي خلصيني..
كساب أنهى عبارته ليشدها وهو يوقفها ويمسك بمعصمها وهو يسحبها ويهتف بذات الحزم الغضب:
تحدين الواحد يتصرف معش تصرف ما يبغيه..
نشف ريقي وأنتي رافعة ذا الخشم اللي يبي له كسر.. يالله امشى قدامي..
كاسرة حاولت أن تخلص معصمها منه بفشل.. حينها تناولت هاتفها وهي تتصل وتهتف فيه باستنجاد حازم:
عمي زايد الحقني.. كساب يبي يسحبني معه بالغصب..
جاءها صوت زايد متفجرا بغضب حقيقي مرعب: الكلب.. الخسيس دواه عندي...
كساب منذ سمعها تتصل بوالده وهو يعلم بالذي سيحدث.. كان سيسارع لإغلاق هاتفه.. لولا إن اتصال والده سبقه..
كساب شد له نفسا عميقا ليرد بحزم بيد وهو مازال ممسكا بمعصمها بيده الأخرى: نعم يبه؟؟
جاءه نفس الصوت المتفجر بالغضب: والله ثم والله لا تغصب كاسرة على شيء
إن قد أحلف عليك ذا الساعة إن قد تطلقها بالثلاث الحارمة.. ولا عاد تعرفها حياتك كلها..
كساب أفلت معصمها وهو يبتعد بهاتفه ويهتف بجزع حقيقي أخفاه خلف حزم صوته المتحكم: لا يبه لا.. طالبك.. تكفى لا تسويها..
أجابه زايد بذات الغضب المتفجر: زين دامك رجّال حريص على مرتك
اعرف السنع.. واحشم مرتك واحشمني..
أنا راجع للبيت وفي الطريق.. خمس دقايق وألاقيك قدامي..
كساب يكاد ينفجر من الغيظ.. لم يكن يريد أن يتدخل أحد بينهما..
فهو يستطيع حل مشاكله بطريقته.. ويعرف جيدا كيف يتعامل مع كاسرة كما يظن!!
هتف باحترام ملغوم: حاضر يبه.. تامر.. طالع الحين وجايك!!
بس يبه والله ما تطوف ذا الحركة..
زايد بغضب مرعب: تهددني ياولد..
كساب بجزع حقيقي: محشوم يبه.. مايهدد أبيه إلا ردي الدين والأصل.. وأنا ماني بشيء منها..
بس أنت خليتها تمشي شورها علي.. في موقف حساس واجد.. وذا الشيء مستحيل أعديه.. عليها قبل عليك..
زايد بذات النبرة الغاضبة: أنا صرت قريب البيت.. خلص هذرة وتعال...
وأعلى مافي خيلك اركبه.. لكن بنت ناصر منت بعارفها إلا برضاها..
كساب أنهى اتصاله وعاد لكاسرة التي كانت تنظر له وعلى شفتيها ابتسامة انتصار ود تمزيقها..
هتف بنبرة ملغومة لأقصى حد: زين يا كاسرة.. والله ياذا الحركة ماتطوف..
أنا تلوين ذراعي بأبي؟؟ زين!! زين!!
شوفي هو بينفعش وإلا لا؟؟
كساب خرج وهو يصفق الباب الضخم خلفه بصوت مسموع..
حينها جلست كاسرة منهارة تماما... وابتسامتها المصطنعة تنهار..
ربما لو كانت تشعر قبل هذه اللحظة بندم ما على أنها تركت كساب... فهذا الندم لم يعد له مكان الآن..
وهي تؤمن أن قرارها كان صائبا منذ البداية..
هاهو أتى وافتعل كل هذه القضية دون أن يحاول حتى الاقتراب من حل المشكلة..
كل مايهمه هو كسر شخصيتها وترويضها وفقا لرغباته دون أدنى اهتمام بما تريده هي.. المهم هو منظره هو!!
هو فقط!!
**************************************
" جوجو أنتي وش تستعملين من وراي؟؟"
جوزاء تلتفت لشعاع باستغراب: أستعمل؟؟
شعاع بعذوبة: إيه يا النصابة وش تستعملين من وراي.. توش مالش إلا يمكن أسبوع من طلعتي من المستشفى
ووجهش منور.. ومحلوة بزيادة.. وصايرة تجننين..
علميني وش تستخدمين..
حب لأختك وماتحب لنفسك..
جوزا ابتسمت بشفافية: صدق عبيطة.. وش باستخدم من وراش.. أنتي شكلش نظرش ضعف..
شعاع بابتسامة عذبة: إيه أكليني الأونطة على قولت هريدي خال سميرة
ثم نهضت شعاع -المشغول بالها أساسا بشيء آخر- من مكانها
لتجلس جوار جوزا وهي تلتصق بها وتتمسح بها كقطة وهي تشبك ذراعها بذراعها وتهمس برجاء طفولي عذب:
جوزا تكفين أبي خدمة منش.. طالبتش.. تكفين عشان خاطري أنا أختش حبيبتش
وإلا تدرين عشان خاطر حسون وأبو حسون لأنه خاطري يمكن ما يكون غالي..
تكفين تكفين يارب يهون عليش حملش.. وعيون عبدالله ماتشوف غيرش..
كانت شعاع منهمرة في سيل رجاءاتها الطفولية الرقيقة وهي حينا تقبل رأس جوزا وحينا كتفها بطريقة مرحة..
جوزا تضحك وهي تبعدها عنها وهي تشدها لتجلسها.. لتعود شعاع لتقفز وهي تقبلها..
جوزاء بين ضحكاتها: بس يالخبلة بس.. وش تبين
حينها جلست شعاع وحالتها تتغير للجدية وهي تهمس بخجل غريب:
بس احلفي تساعديني..
جوزا بابتسامة: لا تكونين عشانش بتأخذين ولد آل كساب تبين تستخفين
وتقولين تبين تجهزين من باريس وميلانو وتبيني أنا وعبدالله نروح معش..
شعاع ابتسمت: والله فكرة باريس وميلانو مهيب شينة.. بس لا..
اللي أبيه والله العظيم لو خيرتيني بينه وبين سفرة باريس وميلانو باختاره مع أنه أسهل بواجد بواجد
شفتي أشلون أنا قنوعة..
جوزا تبتسم: زين يا القنوعة خلصيني وش تبين؟؟
حينها صمتت شعاع وهي تشعر بخجل حقيقي أن تطلب ماتريده حين رأت أنها أصبحت قريبة..
جوزا أصرت عليها قبل أن تتشجع وهي تهمس باختناق وهي تدعك أناملها:
أبي صورة لعلي!!
جوزاء لم تستوعب.. همست باستغراب: من علي؟؟
شعاع باختناق أشد: علي بن زايد..
حينها همست جوزاء بتلاعب باسم وهي تنطق السؤال كلمة كلمة:
من علي بن زايد ؟؟
شعاع بغيظ خجول: علي بن زايد بن علي آل كساب اللي ينقال له رجّالي..
ثم أردفت برجاء حقيقي: تكفين جوزا.. يعني هو في شرع ربي أني أدخل على الرجّال حتى شكله ما أعرفه..
بروحي أستحي.. خليني على الأقل أعرف شكله..
يعني الحين حددوا موعد الزواج بعد تخرجي بحوالي شهر.. يعني بعد أقل من 3 شهور من الحين..
أبي أعرف شكله.. أتاقلم معه..
يعني أنتي أول مرة خذتي عبدالله.. نجلا جابت لش صورة له قبل عرسكم..
الحين دبريني.. اطلبي من أخته.. أو من عبدالله أو هزاع.. أعرف هزاع يقدرش واجد ويحترمش...
يعني دبريني.. مالي شغل.. أبي صورة له.. بأموت أعرف شكله..
تدرين أني حست أدور له صورة في الجرايد على النت.. لقيت صور وش كثر لأبيه قلت يا خوفي يكون يشبهه.. بيكون قصير وشين..
بس عقب لقيت له صور في موقع وزارتهم بس مع ناس كثير.. ووفود في مناسبات رسمية..
يعني ملامحه موب باينة كلش بس عرفت إنه طويل وضعيف..
جوزا انفجرت في الضحك: وأنا أقول البنت وش عندها معسكرة على النت 24 ساعة وأخرتها ماطلعتي إلا بطويل وضعيف..
ابتسمت شعاع بمرح رقيق: تدرين طوله وضعفه ذكروني باللي ماينذكر قليل الأدب
اللي تسكر عليّ معه في الاصنصير وعقبه لاحقني.. بلفيت غرضه شريفه وإنه عمره ماسواها وأنا أول وحدة
ما أدري من جدهم ذا الشباب يحسبون البنات غبيات ولعبة عندهم..؟؟
جوزا باستنكار فعلي: محشوم أبو زايد يكون مثل ذا..
ثم أردفت بخبث لطيف: إلا أنتي ماقلتي راعي الأصنصير على قوات وجهه وثقته بنفسه.. كان حلو وإلا قرد؟؟
شعاع ضحكت: من حيث حلو.. حلو.. سبحان الله يوم تشوفينه تقولين هذا ملاك.. ما تطلع منه ذا البلاوي..
بيبي فيس بشكل ماتتخيلينه.. وعليه جوز عيون صدق تقولين عيون بيبي..
وش وسعهم وورموشهم وش طولها.. بس صدق تحت السواهي دواهي..
ضحكت جوزا: لا والله.. الأخت كانت خايفة وهي تتمقل كذا!!
مازالت شعاع تضحك: والله ماتمقلت ولا حتى انتبهت له وقتها والله العظيم..
بس يوم سألتيني الحين جاوبتش..
ثم أردفت برجاء عميق: الحين خلينا من قليل الحيا هذا الله لا يرده.. وش خصني فيه حلو وإلا قرد..؟؟
خلينا في علي.. تكفين.. تكفين دبري لي صورته يأم حسون..
أنتي اللي تشيلين الحمول الثقيلة ماتقدرين على شيء صغير مثل ذا..
مازالت الابتسامة الشاسعة ترتسم على وجه جوزا:
أما على الحمول الثقيلة شكلش بتدخلينا الحرب..
حاضر ياقلبي.. بسيطة.. أجيب لش الصورة لا تموتين علينا من سبة ولد آل كساب...
*********************************
" خليفة يا أخوك لمتى وأنت على هالحال؟؟"
خليفة ينتبه من من شروده وهو يلتفت لجاسم ويهتف بسكون:
أي حال يا بو أحمد؟؟
جاسم بقلق: شارد على طول ومهموم.. أي حال بعد؟؟
خليفة يبتسم: ماعليه يا أخوك عطني شوي وقت..
توني رجعت لشغلي.. وشوي وألهى وأنسى..
حينها ابتسم جاسم: اشرايك في رأي.. خوش رأي؟؟
خليفة نظر له باستفهام.. فأجابه جاسم بحماسة: تتزوج.. مايفل الحديد إلا الحديد.. تزوج ووسع خاطرك..
وانسى كل شيء..
ضحك خليفة: هذي يسمونها خوش نكتة.. موب خوش رأي!!
جاسم بجدية: والله اتكلم من صجي.. ظروفك لما تزوجت جميلة ماكانت ظروف طبيعية..
أنا ما أعيب عليها بس البنت صغيرة وكانت مريضة..
تزوج الحين وحدة مقتنعة فيك من أولها.. وحدة راكزة وعندها استعداد للحياة الزوجية..
أم أحمد أختها اللي أصغر منها تخرجت الفصل اللي فات..
بنت ثقيلة ورزينة وحتى الجمال جميلة ماشاء الله.. ليش ماتتوكل على الله...
خليفة برفض: لا جاسم لا.. أنا تسرعت في زواجي من جميلة.. ما أبي أتسرع مرة ثانية!!
جاسم بإصرار: هذا موب اسمه تسرع هذا اسمه تصحيح وضع..
وأنت ماعدت صغير.. وصدقني كل ماطولت شفت الموضوع صعب..
خليفة يقف لينهي الحوار: تكفى جاسم لا تحن.. أعرفك لا حطيت شيء براسك الله يعين عليك..
***************************************
" أبي أعرف وش تبين بالبروفين؟؟
أنتي عارفة إن أمي مانعة دخوله للبيت
حسيت كني أهرب مخدرات عبر الحدود.. وخايف حد يصيدني"
عالية تتناول علبة الأقراص من هزاع وهي تفتحها بسرعة وتتناول منها حبة وتهمس له بإرهاق باسم:
هذي اسمها مرحلة انتقالية.. بس أبي استخدمه يومين وعقب أكثف الكوفي والشاهي لين اخلص من وجع راسي..
هزاع حينها هتف بابتسامة: يا الخبلة ترا فيه اختراع اسمه دكاترة يروحون لهم الناس..
عالية بابتسامة: أنا باعالج روحي بروحي.. كل السالفة صداع..
هتفت في نفسها.... خلني أعالج وجع رأسي.. كفاية وجع قلبي اللي ماله علاج إلا قومة الدب بالسلامة..
هزاع يبتسم: نحن هنا عالية هانم..اسمعيني.. ياويلش تدري امي إني هربت بروفين لداخل البيت..
تبين شيء ثاني؟؟
عالية بمودة: لا فديتك مشكور... ولا تخاف.. أمك ماتشيلها عظامها عليك.. عندك يوقف الحكي..
هزاع يغادر وهو يضحك: ومن شر حاسد إذا حسد.. حتى حب أمي بيناشبوني فيه!!
***********************************
مرهقة تماما هذا المساء..
الليلة هي مستنزفة لأبعد حد..
منذ مغادرة كساب.. وهي تتمنى لو اختلت بنفسها قليلا..
رووحها مثقلة بكثير من الوجع الذي احتاجت لسكبه بين جنبات غرفة مغلقة..
لكنها بقيت معهم في الأسفل حتى لا يلاحظ أحد تأثرها من زيارة كساب التي قلبت كيانها وأثارت أقسى مواجعها..
وهاهي أخيرا تختلي بنفسها.. صلت وقرأت وردها.. ومازالت عاجزة عن النوم..
قررت أن تستحم للمرة الثانية.. عل أعصابها تسترخي قليلا..
أطالت في الحمام وهي تشعر كما لو أن قطرات الماء تحفر إلى عمق عظامها المسكونة بالألم..
كيف تحمل روحها كل هذا التضاد..؟؟؟
تتمنى لو استطاعت التخلي عن كل شيء حتى تبقى قريبة منه.. فاشتياقها له نخر عظامها نخرا..
ولكنها على الجهة الأخرى يستحيل أن تفعل ذلك..
لأنها تعلم أنها ما أن تفعل ذلك.. حتى تذهب كاسرة كليا ولا يبقى منها شيء
سوى شبح لإنسانة باهتة لا حياة فيها.. تقتات على ماسيتفضل به كساب عليها من مشاعر..
وهي يستحيل أن تفعل بنفسها ذلك يستحيل.. تفضل أن تموت على ذلك..
أما أن يكون كله لها.. أو لا تريد جزءا منه..!!
حين خرجت.. كانت عيناها قد احمرت لطول ما استحمت..
كانت خالية البال تماما وهي تستدير لتخلع روبها..
حينها سمعت همسه الساخر الواثق: حد يتسبح ذا الحزة!!
شهقت وهي تستدير.. لتراه يمدد ساقيه على سريرها وبحذائه الرياضي الخفيف
وهو يرتدي لباسا رياضيا خفيفا أيضا وكلاهما باللون الأسود
ويسند ظهره لظهر سرير.. وبيده كتاب كانت هي تقرأ فيه..
لم تستطع أن ترد عليه حتى... من شدة صدمتها وهي تنظر حولها للنوافذ المغلقة خلف الستائر الثقيلة والباب الذي أغلقته بنفسها..
من أين دخل؟؟
أكمل سخريته وهو يرفع الكتاب بيده: (الرجال من المريخ والنساء من الزهرة)
ماتخيلت إنش تقرأين ذا السخافات!!
حينها استعادت سيطرتها على نفسها لن تشعره بالانتصار أو تسأله كيف دخل
فهي أصبحت تعرف أن هذا الأمر ليس بالعسير عليه أبدا..
أجابته بنرة واثقة ساخرة: والله في حالتي أنا وإياك.. الرجال من مجرة والنساء من مجرة ثانية..
ثم أردفت بنبرة حازمة: بس ممكن أعرف أنت أشلون سمحت لنفسك تعدى على حرمة البيت..
وإلا عشان البيت أساسا بيتك.. شايف حقك تدخله بدون احترام لأهله...
كساب هز كتفيه وهو مازال على ذات جلسته ويهتف بثقة بالغة :
أولا البيت هذا مهوب بيتي.. بيت تميم .. وأنا يوصلني أجاره كامل..
أما أني تعديت على حرمته؟؟ ماصدقتي..
أنا جاي لمرتي وهذا حقي..
وأنا قلت لش الليلة ممساش جنبي.. وأنا لا قلت ما أخلفت..
أجابته بثقة وهي مازالت معتصمة بمكانها البعيد عنه : أما مرتك وحقتك.. فهذا كلام فيه أخذ وعطا..
خلنا في موضوع أجار البيت دامك فتحته..
رجاء إنه أجار البيت ماعاد يتحول لحسابي لا هو ولا المبالغ الثانية للي كنت تحولها..
أجابها بنبرة قاطعة: اسمحي لي مهوب بكيفش.. أنتي مرتي ومسئولة مني..
واللي كان يتحول لش كل شهر بيتحول من غير تغيير..
أجابته بصرامة: بس انا ما أبي منك شيء.. ومادمت ماني في بيتك أنت منت بملزوم فيني..
حينها وقف وتوجه ناحيتها
لا تنكر أنها انتفضت بجزع لم يظهر في تحكمها في نفسها وهي تنظر ناحية الباب لتتفاجأ أن مفتاحه ليس فيه..
أجابها بسخرية: ماني بغبي.. أول شيء سويته أني خذت المفتاح يوم دخلت.. عشان ماتطقين..
حينها أجابته بثقة: ومن قال لك أني ممكن أطق.. ليه أنا خايفة منك عشان أطق..؟؟
أجابها بذات السخرية وهو مازال يتقدم ناحيتها: أبد عندش ذا اللسان اللي وش طوله..إيه بتطقين..
طقيتي من بيت كامل منتي بطاقة من غرفة؟؟!
لم تستطع أن ترد بكلمة.. فكلماتها جفت على شفتيها..
لأنه كان قد وصلها وهو يشد المنشفة عن شعرها ثم يلصق خده بنعومة خدها وهو يهمس في أذنها بدفء عميق:
تدرين أنش قلتي لي اليوم الحمدلله على السلامة حاف.. ماتعودت منش على كذا..
تصلبت كل أطرافها تماما ودقات قلبها تتصاعد للذورة ومع ذلك همست بحزم بالغ خرج بكامل صرامته رغم اختناقها:
كساب لا تحدني أصيح وأفضح روحي وأفضحك..
عيب عليك اللي تسويه..
أجابها بذات الدفء وهو مازال على ذات وضعيته: أولا ماراح تصيحين.. واثق منذا الشيء..
ثانيا أنتي ليش خايفة كذا.. أنا عمري غصبتش على شيء ماتبينه..
ومهوب رجّال اللي يغصب مرته..
وإلا يمكن أنتي خايفة مشاعرش تخونش..
أنهى عبارته ثم ابتعد عنها لتشعر أنها تكاد تنهار لفرط انفعالها وتوترها.. همست باختناق حينها.. فصوتها بح تماما:
كساب أنت بتروح وإلا دعيت أمي تشوف لك حل..؟؟
أجابها حينها بتلاعب: تكفين.. ادعيها.. خليها تشوف قوات عين بنتها..
وإلا تدرين اتصلي في إبي أحسن.. خليه يدري إني هنا ويكلمني تكفين!!
يعني مسوية روحش زعلانة علي وأنتي اللي فاتحة لي الباب ومدخلتني لين غرفتش
وش ذا الوقاحة اللي عندش؟؟ مافي وجهش حيا أنتي؟؟
دامش ماتقدرين تصبرين عنه.. قومي اذلفي لبيته...
كاسرة صمتت وهي تشعر بقهر عظيم يتزايد في روحها.. تعلم أن هذا ماسيقولونه
لن يصدقها أحد لو قالت أنه دخل مع نافذة في الطابق الثاني لا حواجز تحتها أبدا..
الكل سيتهمها أنها من فعلتها... حينها ستضطر فعلا أن تعود له لأنها لا تستطيع مواجهتهم بعد ذلك..
حينها سيكون هو من يحقق هدفه..
استمرت في صمتها..ليهتف هو بكل ببرود وكأنه يدور في غرفته الخاصة: أنا تعبان وأبي أنام شوي قبل الفجر..
ماتبين أنام معش على السرير نمت على الكنبة؟؟
كاسرة حينها بغضبها وقهرها: كساب بلاسخافة.. من جدك ذا الخبال اللي تسويه...
كساب هز كتفيه وهو يتجه للأريكة ويتمدد عليها ويهتف ببرود قارص:
الخبال أنتي اللي بديتيه مهوب أنا..
خبالي رد على خبالش..
كاسرة لم تعرف ماذا يمكن أن تقول أكثر لهذا البارد الوقح الخالي من أي إحساس وهي تراه يتمدد فعلا ويغلق عينيه..
تتخيل سخافة منظرها لو خطر ببال والدتها أن تطرق عليها الباب وهي ترفض أن تفتح الباب لأنها لا تريد أن يرى أحد هذا الوقح نائما عندها..
تعلم أنه يريد فقط أن يجعل رأيه نافذا.. وأن ينتقم منها على مافعلته به اليوم وهي تتصل بوالده..
لا بأس (لينخمد) الليلة.. ستعرف كيف ترد عليه لاحقا..
ارتدت بيجامتها وهي تقرر أنها لن تنام حتى يغادر فهي لا تعلم ما الذي قد يفعله..
لذا جلست على أحد المقاعد المنفردة وهي تراقبه..
أو لتعترف أن هذا ماتريده..!!!
أن تراقبه وهو نائم باسترخاء.. أن تعوض بعض وجع اشتياقها له..
وكم اشتاقت لهذا اللئيم الذي لا يستحق ما تحمله في قلبها له..!!
لم تعرف كم مضى من الوقت وهي تراقبه قبل أن تغفو عينيها على محياه.. لتنهض بجزع..
وتجد الأريكة خالية ممن كان نائما عليها..
تهضت بجزع أشد وهي تدور حولها.. لتجد المفتاح في الباب المغلق أساسا..
والنوافذ مغلقة كذلك..
والغرفة خالية تماما من وجوده..
حينها سمحت لدموعها وقهرها بالإنسكاب.. وهي تنهار على الأريكة حيث كان نائما..
مازال عطره يعبق في المكان.. عطره الذي يحمل بعضا من شخصيته..
فاتن.. قاس.. فخم.. غامض..
لا تعلم لماذا كانت تبكي؟؟
هل من إحساسها المتزايد بالقهر؟؟ أم لأنها تمنت أن تفتح عينيها على وجهه كما أحتضنته أجفانها وهي تغفو؟؟
" ماذا تفعل بي؟؟
ماذا تفعل بي؟؟
أي فوضى عاصفة تثيرها في كل كياني؟؟
تعبت ياربي.. تعبت!!"
***********************************
" كساب وينك؟؟
قبل الفجر جيت لغرفتك مالقيتك..
وعقبه في المسجد تفاجأت إنك كنت في الصف الأول
وين كنت؟؟"
كساب يدور حول السؤال وهو يجيب علي بسؤال آخر: ليه كنت تبي شي؟؟ لا تكون تعبان.. وجهك مهوب زين!!
علي بسكون مرهق شديد الإرهاق: إيه والله تعبان شوي
وأبيك توديني عيادة الدوحة والا الأهلى أركب مغذي أتنشط شوي قبل الدوام..
أجابه كساب بابتسامة قلقة: ليه كوية أبيك مافادت؟؟.. توه البارحة يقول لي إنه وداك لرجال يكويك..
علي بابتسامة مرهقة: وأنت صدقت يعني إني مقروف.. أبيك بيقعد وراي دامه يشوفني ما أكل لين يكويني في كل مكان...
(انعدام الشهية) مرض يؤمن كثير من الناس –خصوصا البدو- أنه لا علاج له إلا الكي...
ويسمونه (القَرفة).. وهو حالات قد تكون بسيطة أو تشتدد.. وهو غالبا انعدام شهية مصاحب بالترجيع الدائم..
وقد ينتج أن أحدهم أكل طعاما لا يستسيغه أو بدون ملح.. أو شعر بقرف من طعمه أو رائحته..
والكي على انعدام الشهية أشهره أن يكون في منتصف الرأس..
والبعض يقول في المعصم.. والبعض يقول في خلف القدم أسفل الساق..
وفعلا بعد الكي تتوقف هذه الحالة التي لا يعرفها الأطباء.. لأنها لا يمكن أن تظهر في التحاليل!!
وهو مختلف عن مرض جميلة الذي كان فقدان الشهية المرضي..
لأن فقدان الشهية مرض نفسي في المقام الأول..ويتسبب به صاحبه لنفسه!!
لكن انعدام الشهية مرض جسدي يحدث بسبب جسدي..
كساب هتف بقلق أعمق: وحركة المغذي ذي كم مرة سويتها..؟؟
علي بذات السكون: مرة وحدة قبل أمس... بس اليوم مافيني حيل أسوق السيارة..
كساب يشده للسيارة وهو يهتف بقلق: دامك ما تأكل أبد بذا الطريقة.. صدقني إنك مقروف..
والكوي علاج قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم إنه آخر العلاج..
علي بشجن: قل لهم يكوون قلبي يمكن يفيد..
كساب بغضب: إلا بنكوي مخك يمكن يعتدل...
تجاهل علي تعريض كساب به حتى ركبا السيارة حينها هتف بعمق:
سمعت ياكساب المثل اللي يقول: (كلن بعقله راضي أما برزقه لا)
يعني أنا وأنت كل واحد منا أكيد راضي بعقله وعنده إنه مافيه مثل تفكيره
لكن الرزق.. سبحان الله.. الله رزقني برزق ماقدرت أتقبله ومع كذا مجبور أتقبله
وأنت ربي رزقك برزق ماقدرت تحافظ عليه..
كساب حرك سيارته وهتف بتأفف: يا شين فلسفتك الفاضية !!
حينها ابتسم علي بإرهاق: زين خلك من فلسفتي اللي ماتدخل مزاجك
تكفى كساب ما أبي ابي يدري بشيء ولا أنه احنا رحنا للمستشفى..
بروحه صاير متوتر عشاني..
حينها هتف كساب باستغراب: أنا بصراحة مستغرب إنك قلت لأبي على خبالك..
هذي سالفة تقولها له؟؟!!
ويوم علمتني البارحة عقب العشا إنه يدري بالسالفة كلها.. ومع كذا يحسبك مقروف وكواك.. استغربت صراحة..
علي كتف يديه أمام صدره وهو ينظر أمامه ويهتف بعمق:
تدري لولا إنك أنت كنت معي عقب السالفة على طول أو يمكن ماكنت قلت لك أبد..
لكن ابي مستحيل أدس عليه شيء...
ابتسم كساب: يا سلام على البابا وحبيب البابا... وحن لنا الله!!
يا الله خلنا نروح المستشفى!!
**********************************
" حبيبي قوم
وش ذا الكسل فديت روحك..؟؟"
فتح عينيه بتكاسل وهو يهمس بعبارته الأثيرة ويبتسم: أحلى صباح هو شوفة عيونش!!
همست بابتسامة حانية وهي تمسح خده: إلا أحلى صباح هو شوفة ابتسامتك..
تدري عبدالله على كثر ماكرهتك قبل إلا إن ابتسامتك ماقدرت أكرهها..
كل ماشفتها في صورك أحس قلبي غصبا عني يذوب..
فيها سحر ماقدرت أقاومه أبد..
اعتدل جالسا وهو يشدها ليحتضنها من ظهرها وهو يمسح على بطنها بحنان حيث ابنه الذي مازال في علم الغيب وهو يهتف بابتسامة دافئة:
وأنتي صدق كرهتيني حبيبتي؟؟
جوزا بشجن وهي تمسح بحنو على أنامله الساكنة على بطنها:
ما أدري ياقلبي.. أو يمكن ما أذكر أو ما أبي أذكر..
من كثر ما أحبك.. أظني إنه مستحيل إني قدرت أكرهك في يوم..
ابتسم بشفافية.. وهو يشدد احتضانه لها كأنه يريد إخفائها بين ضلوعه:
أشوف ناس متعملين النصب على مستوى..
أجابته بابتسامة وهي تشد احتضانها لذراعيه التي تحيط بخصرها:
والله عندي مدرس خصوصي أكبر نصاب ومنه نستفيد..
أفلتها بخفة وهو يهمس بمودة: زين حبيبتي أنا بأمر عبدالرحمن قبل أروح الدوام.. تروحين معي؟؟ نوصل حسون للروضة أول ثم نروح..
وعقب ارجعي مع أمش..
أجابته وهي تقف بمودة شفافة: ليش لا.. مانعيف شوفة أبو فاضل اللي يقومه لنا بالسلامة..
زفر عبدالله حينها بضيق وهو يتذكر أن الطبيب قال له بالأمس أن مؤشرات عبدالرحمن عادت للسكون تماما.. كما كان سابقا..
لا يعلم هذه إشارة لماذا؟؟
ولكنه في داخله غير مطمئن أبدا لهذا؟؟
وفي داخله وساوس كثيرة يحاول طردها دون فائدة!!
***********************************
" هـــيــه أم خويلد.. أم عزوز..
وينش؟؟"
أقبلت قادمة من ناحية المطبخ الخارجي وهي تربط شعرها بإيشارب وتهتف بصوت عالي:
هلا حبيبي وش فيك تصيح صوتك وصلني لين برا..
صالح بتأفف باسم: أخييه.. يعني عقب ماكنتي تستقبليني على سنجة عشرة على قولت خوالش..
وكابة على نفسش كيلوين عطر..
تقابليني الحين كنش جدتي وبريحة البصل!!
ربما لو قال لها هذه العبارة قبل شهر واحد فقط لربما كانت افتعلت مشكلة كبيرة
وانتهت بموجة عاصفة من الصراخ والبكاء ولكنها الآن ابتسمت بشفافية:
الشرهة علي اللي اشتهيت أسوي لك غدا سبيشل..
ويا الله تعال حب رأسي الحين وإلا زعلت...
صالح سد أنفه بطريقة تمثيلية وهو يقبل رأسها ويهتف بمرح:
أعصر على روحي ليمون..وأحب رأسش ليش الخساير؟؟
نجلا تضحك برقة: كذا..؟؟
خلاص عطني عشر دقايق أتسبح.. وأشوف عيالي وأنزل أنا وإياهم نتغدى..
نجلاء غادرت بينما صالح جلس وبيده جريدة فتحها وهو يهتف بمودة باسمة:
زين نجلا ياقلبي.. بلاها دخلة المطبخ ذي.. تكفين!!
***************************************
" هيه ياهل البيت!!"
جميلة التي كانت تبدل ملابس زايد وتجلس على السرير همست بمودة: تعال عمي حياك.. ماعندنا حد..
منصور دخل ليبتسم وهو يرى ابنته وابنه.. لا يبالغ مطلقا حين يقول ابنته.. إحساسه بها عميق ودافي وأبوي لأبعد حد..
يعلم أنه في بداية زواجه اتهم عفراء أنها افسدتها بالتدليل..
ولكنه الآن يرى كم كان جائرا في حكمه.. أو ربما لأنه أصبح ينظر لدلالها كما ينظر الأب تماما..
يرى دلالها يليق بها وبعذوبتها تماما.. فهي لا تتكلف أبدا هذا الدلال بل ينبع من شخصيتها ليمنحها كاريزما خاصة ما..
تشعر كما لو أنك تريد أن تدللها أكثر لأنها تستحق أن تكون مدللة والدلال لم يُخلق إلا لها..
بل أصبح الآن يعاملها كما يعامل طفلة مدللة تماما.. ولكن مع التطور المناسب لسنها..
رغم أنه بالكاد لم يمض عشرة أيام على عودتها.. إلا أنه في الأيام الأخيرة نادرا مايعود ويده خالية من شيء لها..
شكولاته فاخرة.. دب وردي.. زجاجة عطر..
لتتلقاه بفرحة طفولية تدفع سعادة حانية في قلبه..
لم يعلم أنه كان يمنحها حلما أثمن بكثير من محض حلوى أو دمية..
يمنحها أبا طال تمنيها له وتحسرها عليه..
حلم بعمق سنوات ربيع عمرها التي قضت أكثرها تتحسر على حرمانها من أب كانت تتمناه بكل يأس.. وزاد من يأسها معرفتها إنها لن تحصل عليه يوما..
فهل يعود الميت للحياة؟؟
ولكنها لم تكن تعلم أن الإحساس الميت يستطيع العودة للحياة.. كما تشعر به مع منصور!!
وليس فقط في هذه الأيام الأخيرة.. بل قبل شهور وهي تتلهف لمكالماته اليومية
وتتلهف أكثر لزيارته الشهرية ووللشعور المختلف الدافئ العميق الحاني الذي منحه لها..
منصور هتف مع ابتسامته الفاخرة: وين أم زايد؟؟
ابتسمت جميلة بمرح: ياسلام على اللي مافيه صبر عشان يشوف مدامته..
أم زايد تاخذ شاور يأبو زايد..
منصور بأريحية: زين انا عازمش على العشا.. قومي البسي..
جميلة بحرج: لا عمي فديتك ما أقدر أخلي أمي..
قاطعهما خروج عفراء من الحمام وهي تهمس بحنان: وامش تقول روحي..
أنا أصلا أبي الفكة من إزعاجش أنتي ومنصور..
جميلة بذات الحرج الرقيق: لا يمه.. ما أبي أخليش يمكن يجيش أحد مايلاقون حد عندش..
عفراء بإصرار: من اللي بيجيني الساعة 9 الليل!!
ابتسم منصور: خليها يمكن ماتبي خوتي..
جميلة بجزع: لا والله ........
ثم أردفت بارتباك: خلاص خمس دقايق ونازلة..
جميلة غادرت بينما عفراء مازالت تقف وهي تهمس لمنصور بابتسامة:
اعمل حسابك إن الخمس دقايق يمكن يوصلون ساعة..
وبنتي وأعرفها.. تبي تتجهز لطلعة!! الله يعين..
أنا كنت أقول لها قبل المشوار بساعتين!!
شدها منصور من خصرها وهو يهتف بفخامة: أبركها من ساعة خلها تأخذ ساعتين ثلاث وش وراي..
عفراء أزالت كفيه بحرج عن خصرها: عيب منصور..
منصور شدها ليجلسها على الأريكة ويجلس جوارها وهو يحتضن كتفيها ويتنفس عبير شعرها المبلول ويهتف بخفوت دافئ:
نشف قلبي من كثر ماتقولين عيب.. والمشكلة ما أدري وين العيب ذا..
عفراء أسندت رأسها لكتفه وهي تمسح أنامله بحنو وتهتف بشجن:
والله منصور ما أدري أشلون أشكرك على تعاملك مع جميلة
هي مستانسة بشكل ماتتخيله بك وهي تلاقي فيك الأب اللي أدري إنها متشفقة عليه..
أجابها منصور بشجن أعمق وهو يشدد احتضانه لكتفيها:
أنا اللي والله ماتتخيلين كثر سعادتي وأنا أحس بجو الأسرة اللي ظنيت إني عمري ماراح أحس فيه إلا متطفل على زايد وعياله..
رفعت رأسها قليلا لتقبل كتفه وهي تهمس بتأثر : الله لا يحرمنا منك..
ابتسم منصور وهو يقبل شعرها: شكلي الحين أنا اللي بأقول لش عيب..
وخري عني أحسن.. لأني يا الله ماسك روحي!!
************************************
" مزون.. مزون!!"
مزون بمودة: تعال فديتك.. أنا أرتب شوي داخل..
كساب أطل برأسه عبر غرفة التبديل حيث ترتب مزون ملابسها داخل الخزائن
وهتف بابتسامة: مساء الخير... عوافي.. الله يقويش..
مزون بمودة رقيقة: الله يعافيك.. مافيه شيء بس أرتب شوية..
كساب حينها هتف بحزم: زين خلي الترتيب أبي أسولف معش شوي..
مزون وضعت قطعة الملابس التي كانت في يدها وخرجت معه ليجلسا كلاهما
حينها هتف كساب بثقة: أمس قلت لش أبيش في سالفة..
بس سالفتي أنا أشغلتني شوي..
حينها هتفت مزون بحزن: وسالفتك وش صار فيها؟؟
كساب بثقته الطاغية المعتادة: بتنحل إن شاء الله.. كم يوم بس وترجع كاسرة..
مزون بدفء: إن شاء الله.. والله فاقدتها في البيت..
حينها ابتسم كساب بدفء مشابه: ماتدرين يمكن حن اللي نفقدش!!
مزون باستغراب استنكاري: تفقدوني؟؟
كساب ضحك: وش فيش ارتعتي؟؟ عادي..
نفقدش مثل ماكل البنات يفقدون أهلهم وجودهم في البيت..
حينها صمتت مزون بخجل طبيعي وهي تعلم ما الذي خلف هذه المقدمة
ليتناول كساب زمام الأمور وهو يهف بمودة حازمة:
المرة اللي فاتت يوم عرضت عليش ولد آل ليث ورفضتيه.. ما أدري بالضبط وش أسبابش؟؟
هل فعلا لأنش تبين تدرسين.. أو عشان الخلاف اللي كان بيننا..
الحين كلها صارت محلولة.. الدراسة باقي فصل واحد غير ذا الفصل اللي قرب يخلص أساسا..
وأنا وأنتي ولله الحمد سمن على عسل...
وأنا والله أبي لش الزين.. غانم لمح لي مرة ثانية.. والرجّال شاريش..
السالفة مافيها ضغط عليش.. هذي مهيب خطبة رسمية.. مجرد أخذ رأي..
فكري براحتش.. أسبوع أسبوعين.. وصلي استخارة..
وغانم أنا أعرفه زين.. رجّال والنعم!!
مزون صمتت قليلا ثم همست باختناق خجول: تدري كساب حتى لو فكرت واقتنعت..
فيه حاجز بيني وبين غانم ما أدري.. ما أدري وش أقول لك .. أخاف يكون صعب علي أتجاوزه مهما حاولت...
***************************************
" سميرة يامش وش فيش؟؟"
سميرة بمودة: مافيني شيء يمه.. أنتظر بس البنات ينزلون عشان نتعشى..
مزنة بتقصد وهي تنظر لسميرة بشكل مباشر: يأمش أنتي فاهمة قصدي..
ثم تنهدت بعمق وأردفت: يأمش أنا ملاحظة التوتر اللي بينش وبين تميم..
أو بمعنى أصح توترش أنتي من تميم..
تدرين أنا كنت واعدة نفسي إني ما أتدخل بينكم مع إني ملاحظة إن علاقتكم مهيب طبيعية..
بس ذا الأيام صارت مهيب طبيعية لأخر حد.. وما اقدر أسكت أكثر من كذا..
ذا الأيام إذا صار وقت رجعته حسيت عرق التوتر ضرب في راسش..
وأنتو قاعدين معنا.. هو يرسل مسجات وأنتي تنتفضين مثل مسخنة..
لو شفت ردة فعلش عادية.. بالعكس كان انبسطت كل الشباب المتزوجين يسوون كذا..
وأنتو بعد عادكم صغار في السن وهذا وقتكم..
حينها قاطعتها سميرة بانهيار.. فمزنة قريبة جدا من روحها: يمه جنني من كثر مايلاعبني..
كني كورة بين أيديه.. طريقته غريبة وغامضة..
حينها ابتسمت مزنة: صدق إنش بريئة اللي تميم قادر يلاعبش كذا..
يعني يغلط عليش وعقبه هو اللي يلاعبش..
حينها همست سميرة بحرج كبير: يغلط علي؟؟ أنتي تدرين يمه..؟؟
مزنة بثقة: أكيد أدري.. يعني أنا بأشوفكم كذا وبأسكت إلا لأني عرفت إنه غلطان وقلت خله يستاهل.. خلها تادبه..
أنا أدري يأمش من يوم شفت الضربة اللي في وجهش اللي كنتي تحاولين تدسينها..
بس موت امهاب الله يرحمه أشغلني من كل شيء.. ويوم قدرت أفكر عقبها سألت تميم وهو قال لي كل شيء..
وقتها قررت أني ما أتدخل.. وقلت له وقتها ترا سميرة لو بغت تخليك أنا بأوقف في صفها مهوب في صفك..
حينها همست سميرة بشفافية: صدقيني يمه هذا كله خلاص أنا نسيته..
بس اللي مجنني لعبه فيني.. لا هو باللي يصرح باللي يبيه ولا هو اللي يخليني في حالي..
حينها ابتسمت مزنة بخث لطيف: يأمش اللعب هذا لعبتنا حن يا الحريم... وش عرف الرياجيل فيه ؟؟..
يلاعبش لعب الهواة؟؟
وريه لعب المحترفين!!!
#أنفاس _قطر#
.
.
.
|